الأخ الفاضِل،
قرأتُ بصفحتِك ما أوردتَه عن الصّمت الرّهيب فتذكّرتُ ما يُناقضُه ممّا كتبتُه يوما عن الصّمت بطريقتي،
وإليكَ هذا الجزء كهدية رمزيّة لقاء هديّتِك وأسلوبك الرّاقي في الكتابة
أهلا بك دوما وبِشذو كلماتِك
.....
.......
لغةُ الكلامِ تعطّلَتْ
فاحترفتُ الصّمت
وقوافِلُ السّلامِ رحـلتْ
فاختفيتُ في سناهُ،
وبِشراعيه أبحرتْ
فدعوني و صمتي
دعوه يُسيّجُ صُراخا يؤرّقني
دعوني منّي إليه
و بقلبِ الخيالِ
على عرشِه يحمِلُني
قد أثملتُ اليه الهجرة
وفي كلّ مرّة
وبِدقّةِ النّظرة
ومهما تضاعفتِ العثرة
أندمجُ بِخيالٍ يحتويني
لأرحلَ مِن كونٍ
بِسوطِ الأوجاعِ يجلِدُني
فأرى السّكينةَ بعالمٍ
جدرانه خيالٌ..
وطهرهُ سِلمٌ يُدثّرُني
لأتجرّدَ من كلِّ ألم
و أصبح ملكة الجمال
والحبُّ خادِمٌ وفيٌّ يُلازمُنِي
واستسلم للذّةِ الحلم
وسينٌ سِقاؤها يُنعِشُني
أتذوّقهُ بِنُكهةِ..
الارتياح
ففيه تتجدّدُ وِلادتي
حول مائدةِ الأفراح
و أمسِكُ بالحجرْ..
فيتحلّلُ بِسنا المشاعِر
وينصهِر
فينسابُ كشرابٍ
مُــباح
فمن قال عن الصّمتِ
موت؟؟
من نعته بِجمودٍ وبهت؟؟
وقد صار الصّمتُ يغنّي
وما كان وليدا لِـكَبْتْ
فهذا صَمتِي،
فيه سكَنِي
يرفضُ موتي،
ويُلهِمُني
يحتضِنُ عزّتي،
يُحرِّرُنِي
يلتحفُ ابتسامتي،
يحتويني
منه أستقي فيضا يقيني
وفي رِحابِ الهَديِ
يُهدهِدُني
فكيف تقولُ كمن قال فيه:
صمتُّ حتّى صارَ
صمتي ِلصوتيَ بـيت
وصار بيتي ظلامٌ
وفي غزوهِ انتُهِكتْ
من قال هذا
قلّل من منهجِ الـعزم
و سطا بخِنجَره على مورِدِ الفـهم
فالصّمتُ بعيوني لُـغةٌ
لِطبولِ الصّخبِ ردم
الصّمتُ صوتٌ
يصدره قلب يستشعر الهدوء
في رحاب التبصّر
ينبثِقُ مع دقاتِ
عاشقٍ لأسرارِ الهوى يحصر
كالمطــــرِ
تروي عطشَ الحرّ
كالنّـارِ،تُذيبُ جليدَ ليلٍ
أثقلته ظلمة الغدر
يحمِلُ اليها شُعاعَ
الصّـــــبر
كالمجهول المُنتظَرْ
يُفاجئنا بنكهةِ الفرحِ
المُعطّرْ
الصّمتُ حكمة..حينما يوفي بغرضِ الصّمتِ النّبيل