____
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دفع الظلم والبهتان عن الشيخ محمد سعيد رسلان
لقد سمعت عن بعض ما قام به بعض طلبة العلم في الآونة الأخيرة بالتشكيك في منهج الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله وعرضوا بعض الشبهات التي عندهم حول الشيخ فأحببت أن أعرض هذه الشبهات وأرد عليها من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار )) وجهود الشيخ في الدعوة إلى الله وعلى منهج السلف الصالح لا تخفى على كل ذي بصيرة ونسأل الله أن يجعلنا مفاتيح للخير وأن يرزقنا الوسطية في القول والعمل والله من وراء القصد
الشبهة الأولى
قالوا: الشيخ رسلان غير مؤهل علمياً للتدريس !! ثم من زكاه من أهل العلم ؟!
أقول وبالله التوفيق:
لقد حصل حفظه الله على بكالوريوس طب وجراحة من جامعة الأزهر
وعلى ليسانس الآداب قسم اللغة العربية شعبة الدراسات الإسلامية
وعلى درجة الماجستير في علم الحديث بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى عن بحث في
"ضوابط الرواية عند المُحدِّثين"
وعلى درجة الدكتوراه - العَالِمية - في علم الحديث بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى في بحث عن
"الرواة المُبدَّعون من رجال الكتب الستة"
ومعه (حفظه الله) إجازة في أربعين حديث بسنده إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذه الأحاديث مسماة ب "الأربعين البُلدَانِيَّة"
وقد زكّاه وينصح به الشيخ حسن عبد الوهاب البنا حفظه الله تعالى وهو أخو الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب البنا حفظه الله تعالى
وزكاه الشيخ علي رضا حفظه الله
وزكاه الشيخ فلاح مندكار حفظه الله
وهو مُنكب على طلب العلم والدعوة إلى الله على منهج السلف الصالح منذ زمن طويل وهو من أهل الفصاحة والبيان كما يظهر ذلك جليّا في خطبه ودروسه.
ثم أقول بارك الله فيكم نحن لا ننكر على الذي تحصّل على الدراسة النظامية في الأزهر أو غيره من الجامعات إذا كان صاحبها سلفي العقيدة والمنهج
بل لا ينكر أي عالم منصف أن هناك كثير من العلماء في الأزهر وأشعريتهم لا تنفي عنهم العلم وهذا ليس تهويناً من شأن العقيدة ولكن كم من فقيه أشعري العقيدة وكم من عالم متبحر في العلم وهو أشعري العقيدة وقد أخرج الأزهر مجموعة من العلماء الكبار وإذا نظرت في سيرتهم العلمية لا تجد إلا الدراسة النظامية فقط ! لذا أقول بارك الله فيكم الذي ينكر الدراسة النظامية بالكلية ولو كان صاحبها سلفي العقيدة والمنهج ومنكب على طلب العلم فهذا من الغلوّ بارك الله فيكم .
ومن هؤلاء العلماء الذين أخرجهم الأزهر ولم يتلقوا إلا الدراسة النظامية في الأزهر ثم تفرّغوا لطلب العلم ثم طُلِبوا للتدريس في المملكة وأصبحوا من كبار العلماء هناك مثل الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله ( وهو من المنوفية أيضاً )، ومنهم أيضاً الشيخ عبد الظاهر أبو السمح إمام الحرم المكي الشريف سابقاً رحمه الله، ومنهم الشيخ محمد بن عبد الرزاق حمزة ، ومنهم الشيخ: محمد خليل الهراس ، ومجموعةٌ مباركة من كبار علماء الأزهر المعروفين بحسن عقيدتهم، وحسن منهجهم وعُرِفوا بعمقهم العلمي وبحسن منهجهم العقدي وبإثرائهم بلاد الحرمين في المملكة العربية السعودية وأهلَها بالعلم والتحصيل والتوجيه لما افتُتِحت المدارس عن طريق مديرية المعارف آنذاك، وافتتحت دار التوحيد بـالطائف وافتُتِحت المعاهد العلمية التي هي نواة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وهناك الكثير من العلماء في الأزهر في شتّى الفنون من علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير وغير ذلك من العلوم ....
وليس معنى كلامي هذا أننا نقول أن دخول الأزهر هو سبيل طلب العلم الأسمى بل قد حذّر العلماء من الدراسة فيه خشية الوقوع في مزالق العقيدة والمنهج دون أن يدري الطالب ! , لذا قال الشيخ يحيى الحجوري - حفظه الله - (( أن الأزهر يخرج غير مستقيمين ؛ أشاعرة في معتقدهم ، عصاة في مظاهرهم وجهله في معرفة الدعوة الصحيحة.))
ولكن من تخرّج من الأزهر وسلمه الله من الوقوع في البدع العقدية وحَصّل الدرجات العلمية الرفيعة وهو في نفس الوقت سلفي العقيدة و سلفي المنهج فمن الغبن أن ننكر علمه وفضله والحكم بارك الله فيكم يكون عن طريق النظر في علمه هل هو مخالف أم لا ؟.....
وأنا ما ذكرت هذه الأسماء السالفة الذكر إلا على سبيل بيان الحق وهو أن الأزهر أخرج لنا بعض العلماء السلفيين الأجلاء الذين انتفعوا بالدراسة النظامية كبداية ثم تفرغوا لطلب العلم بدون مشايخ ولا أقصد من كلامي التسوية بين الشيخ رسلان و بين هؤلاء الأئمة ولا الشيخ رسلان يرضى لنفسه هذا...
وقد سمعت الشيخ رسلان حفظه الله أكثر من مرة وهو يقول عن نفسه أنه مجرد طالب علم بل ويتحاشى التصدر للفتوى ما استطاع ِإلى ذلك سبيلا
حتى إنه أعطى محاضرة طيبة جداً في بداية شرحه لكتاب معارج القبول وعُرضت عليه الأسئلة في نهاية الدرس كعادة المحاضرين فقال مجيباً على أسئلة السائلين : (( كل ما سيعرض عليّ من الأسئلة إجابتي فيها لا أدري ( ! ) وقال أنا ما وصلت لدرجة تسمح لي بالتصدر للفتوى ! والإمام مالك ما تصدر للفتوى حتى شهد له سبعون من مشايخه ! )) انتهى كلامه حفظه الله ونحسبه من أهل الإخلاص والله حسيبه ....على عكس كثير من طلبة العلم الذين تسمّوا بالمشايخ ويتصدرون للفتوى عبر الهاتف ولو كانت حول كبار المسائل وتسمع منهم العجب العجاب ! والله المستعان.
وقد سألت الشيخ أبا عاصم الغامدي حفظه الله تعالى عن هذه المسألة في 16\4\2007 وقلت له (والكلام بالمعنى لأني لا أذكر النص ) :
سؤال : بعض طلبة العلم لا يقبلون من ثبتت له الدراسة النظامية وتحصّل على أعلى الدرجات في العلم الشرعي مثل الدكتوراه وخلافه حتى لو كان سلفيا قحا ويدعو للمنهج والعقيدة السلفية ؟! ويقولون نحن نشترط التزكيات من كبار العلماء وإلا لا يتصدر للدعوة ؟!
فأجاب حفظه الله تعالى :
هذا لا يصلح , ما يصلح أن نشترط التزكيات لمن تحصّل على الشهادات العليا النظامية لكن العبرة والمرجع في ذلك هو أن ننظر في علمه ومنهجه هل هو مخالف أم صحيح ؟! مع الانتباه لجانب العقيدة لأنه قد يكون عنده تخليط في هذا الباب فالحذر واجب وهذا مرجعه كما قلنا أن ننظر في شروحاته حتى نحكم على الرجل ولو وجدت التزكيات فبها ونعمت ولكن لا يشترط ذلك " انتهى كلامه بمعناه حفظه الله تعالى
ومن أراد أن يرى مبلغ علم الشيخ رسلان حفظه الله فليطالع شروحاته ودروسه وليتقى الله ربه ولا يبخس الناس حقوقهم بغير علم
وليتذكر - هذا الذي يتكلم في علم الشيخ بغير بينة أو مجالسة له - قول الله تعالى : ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )) وليكلف نفسه ويسمع أو يحضر بعض شروحات ودروس الشيخ ثم يحكم بعد ذلك أو يعرضها على العلماء ويرى بماذا ينصحون ؟ أمّا أن يتكلم هكذا بغير علم ولا برهان أو دليل على كلامه فهذا من أعظم الظلم والظلم ظلمات يوم القيامة .....والله المستعان.