منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التنصير الفرنسي في الجزائر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-04-24, 01:01   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
mustapha213
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية mustapha213
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

ولهذا اتبعت أسلوب الانتقاء للتلاميذ وحددت المعايير والمقاييس والشروط . وكان على رأسها أن يكون التلميذ من عائلة يعرف أفرادها بولائهم و إخلاصهم للاستعمار و بذلك لم يمس التعليم الفرنسي كل الشرائح الاجتماعية المكونة للمجتمع الجزائري .
تأسست أول مدرسة عربية ـ فرنسية يوم
1 جوان 1833 في الجزائر العاصمة وأخرى في عنابة. ثم انتشرت المؤسسات التعليمية عبر أنحاء البلاد إلى درجة أنها في سنة 1851 بلغ عددها في مقاطعة قسنطينة وحدها 522 مدرسة في المستوى الأول والثاني لضمان تمدرس 5731 تلميذ. وفي عام 1852 بلغ عدد المدارس بنفس المقاطعة 938 مدرسة استقطبت 7450 تلميذا في حين كان عدد التلاميذ الجزائريين في الأرياف بالزوايا كبيرا (حوالي 3000 تلميذًا).
ج/- السياسة التعليمية على عهد النظام المدني:
إن أهم ما ميز هذه المرحلة ، هو صدور مرسوم 13 فبراير 1883 الخاص بتنظيم أمورالتعليم في الجزائروالذي جعله فرنسيا محضا شمل كل جوانب التعليم وبالتالي كان هذا القانون وراء إنشاء نوعين من المدارس الأول خاص بأبناء المعمرين و الثاني بأبناء الجزائريين ، و كلاهما يتلقي تعليما بالفرنسية.و الهدف من ذلك هو إبعاد اللغة العربية من برامج المدارس الإبتدائية.أما ما يخص مراحل التعليم الثانوي فإنها لا تختلف عن سابقتها في شيء، فالجزائريون أصبحت العربية بالنسبة إليهم بموجب القوانين الجائرة لغة إختيارية ، و عليه فإن التعليم خلال هذه الفترة كان فرنسيا بحتا و عليه فإن اللغة الفرنسية هي لغة التعليم بكل مراحله ، و هذا ما جعل الثقافة العربية محصورة في بعض الكتاتيب القرآنية و الزوايا التي لم تصلها يد الإستعمار.أما ما يخص التعليم العالي فقد تم تأسيس جامعة الجزائر في أواخر القرن التاسع عشر في مدينة الجزائر و هي الأخرى كان التعليم فيها باللغة الفرنسية على غرار الجامعات الفرنسية هناك, عدا الدراسات الإستشراقية, و بالتالي لم تكن هناك أقسام لدراسة التاريخ العربي و الإسلامي و عليه فإن السياسة التعليمية لفرنسا في الجزائر و الخاصة بالتعليم الحكومي الرسمي اعتمدت الوسائل الكفيلة لتنفيذ السياسة التعليمية ، حتى تحصر تعليم الجزائريين في أضيق الحدود لأن قضية التوسع في التعليم الفرنسي في حد ذاتها قوبلت بالرفض التام من طرف المعمرين, أما الجزائريون المتفرنسون الطامحون في التقرب من فرنسا فإن نظرتهم للسياسة التعليمية في جزئها الخاص بتعليم الأهالي مرتبطة بما يمكن للإدارة المركزية الإستعمارية عمله على أنه من واجبها رفع مستوى العنصر العربي المغلوب ، و لتحقيق هذا الواجب فإنه يجب اقتياد الطفل العربي إلى المدرسة الفرنسية و يجب افتكاكه من بين أيدي الوالدين لأنهما لا يدركان المغزى من التعليم الفرنسي و النهل من الثقافة الفرنسية و أنه من مصلحة المحتل أن يعمل على تمدين المناطق التي استعمرها , و بالتالي فإن موقف الجزائريين المتفرنسين من مرسوم 1883 هو ضرورة ذهاب الأهالي إلى المدرسة لتلقي المعارف ,ولإنجاح هذه السياسة فإنهم يرون أنه من الضروري على فرنسا إنشاء مدارس لتخرج المعلمين الأهالي و هي إجراءات ضرورية ،لكن عدد المعلمين الأهالي الذين تم توظيفهم لتعليم أبناء الجزائريين كان في تراجع مستمر ,ففي عام 1877 كان عددهم 216 معلم و في عام 1882 انخفض العدد إلى 198 معلم و بحلول عام 1886 تراجع عددهم إلى 115 ليتقلص عام 1889 إلى 81 معلما ، و بحلول عام 1893 تراجع عدد المعلمين الجزائريين إلى 69 معلما فقط
و قد اعتمدت سياسة التنصير على عدة عوامل أساسية استغلت لتحقيق نتائج إيجابية في خلق جيل منصر و مسيحي من الأهالي الجزائريين , و هذا ما كانت تصبوا إليه الإدارة الإستعمارية و من أهم هذه العوامل ما يلي :
1- الأوضاع الإجتماعية المزرية.
2- فقر المناطق إقتصاديا.
3- الأوضاع الطبيعية من كوارث و مجاعات و أوبئة.
و هي الأوضاع التي ساعدت نشاط الآباء البيض في عدة مناطق كان من أبرزها منطقة القبائل التي أعد لها لافيجري برنامجا خاصا يضبط النشاط التبشيري في الجزائر بصورة عامة و منطقة القبائل بصورة خاصة ، و الذي تضمن إلى جانب القواعد الواجب اتباعها من طرف المبشرين كذلك ، وضع مجموعة من المؤلفات سهرت الإدارة الإستعمارية على جلبها من فرنسا لتسهيل هذه السياسة الجهنمية ، و هي مؤلفات خاصة بتعليم المسيحية لأبناء الأهالي.
و لإضفاء طابع المسيحية على البرامج التعليمية عمد المبشرون إلى اتباع عدة أساليب منها:
1- استخدام نصوص مستخرجة من الإنجيل تلقن لأبناء الأهالي في المدارس.
2- تدريس مادة تاريخ الديانة المسيحية على شكل حصص أصبحت تعرف بمادة التربية المسيحية.

3 -وضع مطبوعة بالعربية خاصة بالتربية الدينية المسيحية على يد الراهب تولوت.
4- إنهاء البرنامج الدراسي اليومي بترتيل أبناء الأهالي لبعض نصوص من الإنجيل
-/8مقاومة الجزائريين لحملة التنصير :لم يتجاوب الشعب الجزائري مع السياسة الفرنسية في جميع الجهات بدون استثناء، لاسيما في المناطق التي عرفت ضغطًا فرنسيًا مكثفًا لتحويل اتجاهها الوطني، فلم يكنللإعانات ولا المساعدات التي تقدمها الإرساليات التبشيرية ولا للتعليم الذي وفرتهالمدرسة الفرنسية، ولا للمستوطنين الفرنسيين، ولا للمهاجرين الجزائريين الذينتنقلهم السلطات للعمل في فرنسا ـ أثر في فرنسة الشعب الجزائري المسلم، وهو ما دفعمخططي السياسة الفرنسية إلى اتهام الجزائريين بأنهم شعب يعيش على هامش التاريخ.

وحارب الشعب سياسة التفرقة الطائفية برفع شعار "الإسلام ديننا، والعربيةلغتنا والجزائر وطننا" الذي أعلنه العالِم والمجاهد الجليل عبد الحميد بن باديس،ورأى المصلحون من أبناء الجزائر في ظل فشل حركات المقاومة، أن العمل يجب أن يقومفي البداية- على التربية الإسلامية لتكوين قاعدة صلبة يمكن أن يقوم عليها الجهادفي المستقبل، مع عدم إهمال الصراع السياسي فتم تأسيس جمعية العلماء المسلمينالجزائريين عام 1931م بزعامة ابن باديس، التي افتتحت مدارس لتعليم ناشئةالمسلمين، وهاجم ابن باديس الفرنسيين وظلمهم، وشنع على عملية التجنس بالفرنسيةوعدها ذوبانًا للشخصية الجزائرية المسلمة، وطالب بتعليم اللغة العربية والدينالإسلامي
* المرحلة الأولى :1830-1919 :
في الواقع أن التعليم باللغة العربية قد تضرر كثيرا حتى كاد يمّحي. فبالقضاء على الأوقاف و هدم المساجد و المدارس و هجرة العلماء و المؤدبين و كثرة الحروب كاد التعلم ب اللغة العربية ينقرض. كما أن الفرنسيين اتبعوا سياسة التجهيل التي دامت سبعين سنة فلم ينشروا بين الجزائريين لا العربية و لا الفرنسية. و هم يدعون أن الجزائريين لا يقبلون على المدارس خوفا من التنصير،و لعل أبرز الأسباب لسياسة التجهيل المعتمدة هو معاقبة الجزائريين على مقاومتهم المسلحة التي دامت، كما هو معروف، إلى ثورة بوعمامة في الثمانينيات من القرن التاسع عشر. كما أن الفرنسيين كانوا يخشون من أن التعليم عموما سيؤدي بالجزائريين إلى اليقظة و الإطلاع على أحوال العالم فتتكون من بينهم جماعات وأحزاب تطالب بالحقوق السياسية و تحارب الفرنسيين بأسلحتهم، كما وقع فعلا فيما بين الحربين. . و قد تفطن الفرنسيون منذ العشرينية الأولى من احتلالهم للجزائر إلى خطورة ظاهرة التعليم بالعربية فأرادوا السيطرة عليها أيضا. و ذلك بإدخال اللغة الفرنسية إلى المدارس القرآنية على أن يتولى تدريسها هناك أحد المعلمين الفرنسيين. و هو الموقف الذي عارضه بشدة الشيخ مصطفى الكبابطي، مفتي مدينة الجزائر، سنة1843 و سانده المواطنون، فاستحق عليه التجريد من وظيفته و النفي من وطنه، متهما من إدارة الماريشال بيجو بالعصيان و المقاومة.
ان للزاويا قيمة حضارية وتاريخية مهمة في المجتمعات العربية و الاسلامية لما ساهمت به من الحفاظ على الهوية الوطنية و الاسلامية ومقاومة الاستعمار بكل مفاهيمه من العسكري الاستيطاني إلى الثقافي الذي مس ثقافات المجتمات وتقاليدها

فبعد دخول الاستعمار الفرنسي الى الجزائر عمل على محو القيم الاسلامية و الزوايا و دور حفظ القراءن وهذا بحملة "الروح الصليبية" التي ظللت الحملة ودعوات التنصير غضب المسلمين، حيث حول الفرنسيون عددا من المساجد إلى كنائس، وتم هدم المقابر الإسلامية وأخذ عظام موتى المسلمين وشحنها إلى فرنسا لتُستخدم في صناعة الفحم وتبييض السكر!!
كبت الفرنسيون مقاومة الجزائر في العاصمة، أما الريف فانطلقت فيه مقاومة عملاقة تلقائية قادها الزعماء من الصوفية و الزوايا الذين ملئوا فراغ غياب السلطة، وكان هؤلاء هم علماء الدين والقيادات الوطنية المحلية التي عقدت اجتماعا عرف باسم "اجتماع البرج" في (3 من صفر 1246هـ= 23 من يوليو 1830م)، برزت فيه بعض الزعامات الشعبية، مثل: "محمد بن زعمون" زعيم قبيلة "فليسة"، وكان عمره 70 عاما، وولديه "الحسين" و"حمدان"، وقرر زعماء القبائل بعد نقاش طويل إعلان الحرب على الاحتلال، وعدم ترك الجنود الفرنسيين يخترقون أرض الجزائر كما يفعل السكين في الزبد، وتكونت فرقة شعبية من 7 آلاف مقاتل تحت قيادة "الحسين بن زعمون" الذي كان عاشقا للجهاد.
و من اهم الثورات :


* ثورة "محمد المقراني": شارك الصوفية في المقاومة، خاصة الطريقة "الرحمانية"، حيث أعلن شيخ الطريقة "محمد بن الحداد" أن يوم الخلاص قد حان، ودعا الشعب للمقاومة؛ فاستجاب له من القبائل حوالي (150) ألف رجل، وتولى "محمد المقراني" القيادة العسكرية وحقق نجاحات كبيرة.
وقد بدأت هذه الحركة في (24 ذي الحجة 1387هـ = 16 مارس 1871 م)، واستطاع "المقراني" وأبناء عمومته حشد أعداد ضخمة من المتطوعين؛ فكانت حركته من أكبر حركات المقاومة الجزائرية التي هددت المشروع الاستعماري الفرنسي في الجزائر، حتى إن المستشار الألماني "بسمارك" أطلق سراح الأسرى الفرنسيين خلال حروبه مع فرنسا ليقاتلوا في الجزائر!!
وخاض "المقراني" حوالي (340) معركة في ثورته التي استمرت 51 يوما، واستشهد هذا الزعيم وهو يصلي في (15 صفر 1288 هـ = 5 مايو 1871م).
* أحمد بومرزاق: وهو شقيق "محمد المقراني"، وتابع حركة الجهاد بعد استشهاد أخيه، وتنقل من مكان إلى آخر يجاهد الفرنسيين حتى ضل الطريق في إحدى غاراته، واستطاعت سرية استطلاع فرنسية أن تأسره في (10 من ذي القعدة 1288 هـ = 20 يناير 1872م) وتعرفت على شخصيته وقدمته للمحاكمة، وصدر حكم بإعدامه، لكن الرئيس الفرنسي عدل الحكم للنفي إلى إحدى الجزر البعيدة خارج البلاد مع (104) من المجاهدين، واستمر في منفاه (32) عاما، ثم عاد إلى الجزائر ولم يلبث أن توفي بعد عام من عودته.
* محمد أمزيان الحداد: وهو شيخ الطريقة "الرحمانية" ودفع ولديه "محمد" و"عزيز" للمقاومة لكبر سنه؛ فاندفع الناس خلفهم للجهاد حتى عمت الثورة شرق الجزائر، لكن الأب وولديه استسلما للفرنسيين، وشارك في هذه الحركة الحاج "عمر" أحد مشايخ الطريقة الذي اعتقل ونفي إلى "تونس" فقامت زوجته" لالا فاطمة" بقيادة الحركة، لكنها اعتقلت.
* ثورة "الزعاطشة": وهي ثورة قامت بها بلدة "الزعاطشة" في منطقة القبائل، ووقف 7 آلاف جندي فرنسي أمام مقاومة هذه القرية 53 يوما، وأجبرت هذه الثورة الشعبية الفرنسيين على تغيير القائد الجنرال "شارون"، واستخدموا قسوة مفرطة ضد الثوار. والمعروف أنه خلال الفترة من (1848) حتى (1851) تعاقب على حكم الجزائر 7 حكام عموميين، لم يستقر فيها إلا "شارون" لمدة 13 شهرا فقط!.

* ثورة أولاد سيدي الشيخ: في جنوب الجزائر تحت زعامة "بوعمامة" واستمرت 23 عاما، ناضل خلالها الرجل ناضلا بطوليا، لكن الشيخوخة أقعدته عن الجهاد.
كانت هذه المقاومة المبكرة ذات منطلقات دينية ومطالب وطنية، تبلور فيها الضمير الوطني والديني بعدما زالت "المادة العازلة" المتمثلة في السلطة الخائرة العاجزة، فانطلقت الشعوب تمارس دورها النضالي، لكن قوة المستعمر وقسوته وضعف إمكانات الثائرين وقلة يد العون، وانشغال حكام المسلمين بأنفسهم وقهر شعوبهم، جعل قصة التحرير طويلة الفصول، قام فيها الشعب بدوره جيدا.. و منه لتحدا الشعب تحت راية الجهاد و الحفاظ على المقومات الدينية و اللغوية واصبحت الزواية همزة وصل بين الشعب و المقاومة وكان لها الفضل الكبير في استقلال الجزائر من ناحيتين الاستعمار و الحملة الصليبية و كان لزوايا الفضل الكبير في الحفاظ على القيم الدينية و التذكير المشاورة و الفتاوي,.


* المرحلة الثانية : 1919-1954

رغم أن حزب نجم شمال إفريقيا قد ولد في فرنسا فإنه اهتم باللغة العربية في الجزائر اهتماما واضحا. فلم تمض سنة على إمشائه حتى نادى في مطالبه التي قدمها بإسمه الحاج أحمد مصالي إلى مؤتمر بروكسل سنة 1927 بإنشاء المدارس باللغة العربية. و المعروف أن النجم قد حلته السلطات الإستعمارية الفرنسية سنة 1929 غداة الإحتفال المئوي بالإحتلال، ثم أعاد تنظيم نفسه سنة 1933 و هو ما يزال في فرنسا. و قد جاء في برنامجه الجديد الذي صاغه ووجهه للجزائريين بعد أن خرج منه التونسيين و المغاربة ما يلي:
المادة الثامنة: تعليم اللغة العربية تعليما إجباريا. و جاء في مادة أخرى من هذا البرنامج: اللغة الرسمية في البلاد هي اللغة العربية. و في مادة أخرى منه جاء فيها: التعليم سيكون مجانيا و إلزاميا في جميع مراحله، و سيكون باللغة العربية.
و قد تكون حزب الشعب الجزائري على أنقاض النجم سنة 1937 و أثناء مؤتمره العام الذي انعقد خلال أوت 1938 طالب حزب الشعب بما يلي حول اللغة العربية:
  • إصدار مرسوم يجعل تعلم اللغة العربية إجباريا في جميع مستويات التعليم على غرار الوضع في تونس و المغرب و في المشرق العربي أيضا.
  • الحرية المطلقة للتعليم الحر. و المقصود بالتعليم الحر هنا هو التعليم العربي الذي كانت تمارسه جمعية العلماء، و الذي كان يتعرض لإضطهادات إدارية قاسية مثل قرار ميشيل 1933 و رينييه 1935. و المعروف أن السلطات الفرنسية كانت تعتبر اللغة العربية لغة أجنبية في الجزائر و تجري عليها قوانين اللغات الأجنبية في فرنسا. لذلك يعتبر المطلب الثاني لحزب الشعب ليس فقط مطلبا شرعيا ووطنيا و لكنه منه إنتصار لسياسة جمعية العلماء التعليمية.
  • تأسيس كلية للآداب بجامعة الجزائر، تدرس فيها اللغة العربية و الآداب العربية إلى جانب التاريخ و علم الإجتماع و الفلسفة الإسلامية.
رفع مستوى الثانويات الإسلامية (أي المدارس الرسمية الثلاث المشار إليها في المرحلة الأولى) بتحويلها إلى جامعات إسلامية يقوم بتدريس العربية فيها و آدابها أساتذة مسلمون. و الإلحاح على الأساتذة (المسلمون) في هذا الصدد يرجع إلى أن الدراسات العربية و الإسلامية في المدارس الحكومية الثلاث و في كلية الآداب و في معهد الدراسات الشرقية الذي أنشئ خلال الثلاثينيات كانت كلها تحت إشراف المستشرقين الفرنسيين و هم الذين كانوا يسيرونها و يوجهونها و يمارسون التدريس فيها. أما جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فممارسة تعليم اللغة العربية و المطالبة باحترامها و إنشاء الصحف بها و اعتبارها هي اللغة التي تعبر عن شخصية الجزائر، كلها من المبادئ الأساسية التي قامت عليها و تضمنها دستورها و خطب رجالها، و كانت مدار مدارسها و معلميها. و كان شعار جمعية العلماء المحفوظ لدى تلاميذها (الجزائر وطننا، و الإسلام ديننا، و العربية لغتنا).
* خاتمة :

أن التنصير حركة سياسية استعمارية تستهدف نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث عامة وبين المسلمين على وجه الخصوص ويستغل زعماؤها انتشار الجهل والفقر والمرض للتغلغل بين شعوب تلك الأمم متوسلين بوسائل الإعلام التقليدية من كتب ومطبوعات وإذاعة فضلا عن المخيمات والتعليم والطب إلى جانب الأنشطة الاجتماعية الإنسانية والإغاثية الموجهة لمنكوبي الفتن والحروب ، وتعتمد تلك الحركة في تحقيق أهدافها على تشويه صورة الإسلام وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم مسخرين إمكاناتهم الضخمة لتحقيق مآربهم وبالرغم من كل هذه الامكانيات الجبارة المذكورة سلفا التي تسلح بها المستعمر الفرنسي ضد الشعب الجزائري الأعزل لم تفلح خططه التنصيرية لتمسك هذا الاخير بعقيدته الدينية و التثبة باصالته و عاداته. .