منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من لهجتنا الجميلة 4
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-09-17, 22:19   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
aiche
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

لا شك أنك غير معترض على أن أكمل شرح ما بدأته أخي حكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
لا بد من الإشارة إلى أن اللغة المنطوقة دائما تميل إلى الاقتصاد في استعمال الأصوات اللغوية، فالمتكلم في نطقه لأصوات لغته، يميل إلى التخلص من الأصوات العسيرة واستبدالها بأخرى سهلة لا تتطلب مجهودا عضليا كبيرا، ويتلمس أيسر السبل لابراز المعاني ، وهناك من الدارسين من يقرّ هذا في قوله:"أنّ كل ما نكتشفه من تطور في اللغة يؤكد نزعة اللغات إلى توفير المجهود الذي يبذل في النطق، وأن هناك استعدادا للاستغناء عن أجزاء الكلمات التي لا يضر الاستغناء عنها بدلالتها"(ينظر اللغة والتطور ل: عبد الرحمن أيوب ص 32)
ومما ينطبق عليه هذا الرأي بعض العبارات المتداولة بيننا منها
(كيراك) التي هي نحت لعبارة: كيف أراك؟
(وين راك) التي هي نحت لعبارة: أين أراك؟
(واش راك) التي هي نحت لعبارة: بأي شيء أراك بمعنى: بأي وسيلة يمكنني رؤيتك؟
والعبارات كلها القصد بها التعبير عن البعد وقلّة التلاقي
فما هو النحت؟؟؟؟
أ - تعريفه:

النحت أو الاشتقاق الكبار في أصل اللغة: هو النشر والبري والقطع . يقال: نحت النجّار الخشب والعود إذا براه وهذب سطوحه. ومثله في الحجارة والجبال. قال تعالى: "وتنحتون من الجبال بيوتاً فرهين".

والنحت في الاصطلاح: أن تعمد إلى كلمتين أو جملة فتنـزع من مجموع حروف كلماتها كلمة فذّة تدل على ماكانت تدل عليه الجملة نفسها. ولما كان هذا النـزع يشبه النحت من الخشب والحجارة سمِّيَ نحتا .

وهو في الاصطلاح عند الخليل: "أخذ كلمة من كلمتين متعاقبتين، واشتقاق فعل منها".

ويعتبر الخليل بن أحمد (ت 175هـ) هو أوّل من أكتشف ظاهرة النحت في اللغة العربية حين قال: "إن العين لا تأتلف مع الحاء في كلمة واحدة لقرب مخرجيهما، إلاّ أن يُشتَق فَّعِلٌ من جمع بين كلمتين مثل (حيّ على) كقول الشاعر:

أقول لها ودمع العين جار ألم يحزنك حيعلة المنادي

فهذه كلمة جمعت من (حيّ) ومن (على). ونقول منه (حيعل، يحيعل، حيعل .

هذا، ويعرّف الدكتور نهاد الموسى النحت بقوله: هو بناء كلمة جديدة من كلمتين أو أكثر أو من جملة، بحيث تكون الكلمتان أو الكلمات متباينتين في المعنى والصورة، وبحيث تكون الكلمة الجديدة آخذة منهما جميعاً بحظ في اللّفظ، دالة عليهما جميعاً في المعنى.

ويعتبر تعريف الدكتور نهاد الموسى المذكور، هو أشمل تعريف للنحت؛ حيث استقاه، صاحبه من مجموع تعريفات السابقين.

ب - صور النحت في اللغة العربيّة:

لقد ورد النحت في اللغة العربية على صور عديدة أهمّها:

تأليف كلمة من جملة لتؤدي مؤدّاها، وتفيد مدلولها، كبسمل المأخوذة من (بسم الله الرحمن الرحيم)، وحيعل المأخوذة من (حي على الصلاة، حي على الفلاح).

ومما ورد في كلام العرب:

لقد "بَسْمَلَتْ" ليلى غداة لقيتها فيا حبّذا ذات الحبيب المبسمل

تأليف كلمة من المضاف والمضاف إليه، عند قصد النسبة إلى المركب الإضافي إذا كان علماً كعبشمي في النسبة إلى عبد شمس، وعبد ري في النسبة إلى عبد الدار.

تأليف كلمة من كلمتين أو أكثر، تستقل كل كلمة عن الأخرى في إفادة معناها تمام الاستقلال؛ لتفيد معنى جديدا بصورة مختصرة. وهذا النوع كثير الورود في اللغات الأوربية، قليل في العربيّة وأخواتها السامية ولم تعرف منه إلا بعض ألفاظ نتيجة تخريج لبعض العلماء، من ذلك "لن" الناصبة، يرى الخليل أنّها مركبة من "لا" النافية و "أن" الناصبة. و "هلم": يرى الفرّاء أنها من "هل" الاستفهامية، ومن فعل الأمر "أُمَّ" بمعنى أقصد وتعال. وقيل: إنّها مركبة من هاء التنبيه" و "لم" بمعنى ضم. و"أيان" الشرطية مركبة من "أي آن" فحذفت همزة آن وجُعلت الكلمتان كلمة واحدة متضمّنة معناهما. وغير خاف أنّ وجود هذا القسم رهن بافتراضات جدليّة وخلافات بين العلماء.

ج - الغرض من النحت:

تيسير التعبير بالاختصار والإيجاز. فالكلمتان أو الجملة تصير كلمة واحدة بفضل النحت.

يقول ابن فارس: "العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة، وهو جنس من الاختصار. وذلك" رجل عبشمي "منسوب إلى اسمين" هما عبد وشمس.

وسيلة من وسائل تنمية اللغة وتكثير مفرداتها؛ حيث اشتقاق كلمات حديثة، لمعان حديثة، ليس لها ألفاظ في اللّغة، ولا تفي كلمة من الكلمات المنحوت منها بمعناها.

د - أقسام النحت:

قام المتأخرون من علماء اللغة من خلال استقرائهم للأمثلة التي أوردها الخليل بن أحمد وابن فارس بتقسيم النّحت إلى أقسام عدّة، يمكن حصرها فيما يلي:

النحت الفعلي: وهو أن تنحت من الجملة فعلاً، يدل على النطق بها، أو على حدوث مضمونها، مثل: (جعفد) من: جعلت فداك (و بسمل) من: "بسم الله الرحمن الرحيم".

النحت الوصفي: وهو أن تنحت كلمة واحدة من كلمتين، تدل على صفة بمعناها أو بأشدّ منه، مثل: (ضِبَطْر) للرجل الشديد، مأخوذة من ضَبَط وضَبَر. و(الصّلدم) وهو الشديد الحافر، مأخوذة من الصلد والصدم.

النحت الاسمي: وهو أن تنحت من كلمتين اسما، مثل (جلمود) من: جمد وجلد. و(حَبْقُر) للبرد، وأصله حَبُّ قُرّ.

النحت النسبي:
وهو أن تنسب شيئاً أو شخصاً إلى بلدتي: (طبرستان) و (خوارزم) مثلاً، تنحت من اسميهما اسماً واحداً على صيغة اسم المنسوب، فتقول: (طبرخزيّ) أي منسوب إلى المدينتين كليهما. ويقولون في النسبة إلى "الشافعي وأبي حفيفة": "شفعنتي" وإلى "أبي حنيفة والمعتزلة": "حنفلتي""، ونحو ذلك كثير.

النحت الحرفي: مثل قول بعض النحويين، إنّ (لكنّ) منحوتة، فقد رأى القراء أنّ أصلها (لكن أنّ) طرحت الهمزة للتخفيف ونون (لكن) للساكنين، وذهب غيره من الكوفيين إلى أنّ أصلها (لا) و (أن) والكاف الزائدة لا التشبيهيّة، وحذفت الهمزة تخفيفا(12).

النحت التخفيفي: مثل بلعنبر في بني العنبر، وبلحارث في بني الحارث، وبلخزرج في بني الخزرج وذلك لقرب مخرجي النون واللاّم، فلما لم يمكنهم الإدغام لسكون اللاّم حذفوا، كما قالوا: مست وظلت. وكذلك يفعلون بكلّ قبيلة تظهر فيها لام المعرفة، فأمّا إذا لم تظهر اللاّم فلا يكون ذلك، مثل: بنى الصيداء، وبنى الضباب، وبنى النجار(13).

وهناك تأويلات ألفاظ قائمة على وجوه فكهة يمكن حملها على النحت، وذلك كالذي أورده الجاحظ (ت 255 هـ) عن أبي عبد الرحمن الثوري، إذ قال لابنه: "…أي بني، إنما صار تأويل الدرهم، دار الهمّ، وتأويل الدينار، يدني إلى النار"(14) ومنه: "كان عبد الأعلى إذا قيل له: لم سمّي الكلب سلوقيا؟ قال: لأنه يستل ويلقى، وإذا قيل له: لم سمّي العصفور عصفوراً؟ قال: لأنه عصى وفرّ"(15).

هذا، وحين نستعرض الشواهد الصحيحة المرويّة عن العرب في النحت لانكاد نلحظ نظاماً محدّداً نشعر معه بما يجب الاحتفاظ به من حروف وما يمكن الاستغناء عنه.
(من يريد إثراء معلوماته حول النحت في اللغة العربية بامكانه العودة إلى موقع لسان العرب)
والّآن نعود إلى لهجتنا ونقف عند هذه العبارات المنحوتة (كيراك)(وين راك)(واش راك)
-في العبارة الأولى نلاحظ أن الأصوات التي سقطت هي الفاء والهمزة، بالنبة للفاء أمر طبيعي لأنها بالمقارنة مع الأصوات الأخرى هي أضعفهم، فهي صوت رخو ومهموس
والمتأمل في لهجاتنا يرى دائما أنها تتشبت بالأصوات الشديدة والمجهورة وتذر الأصوات المهموسة والرخوة.
-في العبارة الثانية نلاحظ أن الهمزة الأولى قلبت واوا في (أين) فأصبحت (وين) أما الهمزة الثانية في (أراك) قد أسقطت
-في العبارة الثالثة نلاحظ أن الباء في (بأيّ) سقطت بينما قلبت همزة (أيّ) واوا، كما أسقطت الياء في (شيء) وأسقطت الهمزة في (أراك)
السؤال هنا: أن تسقط معظم الأصوات هو أمر طبيعي في عملية النحت ، إذ لا بد من التخلص من بعض الأصوات ، لكن لماذا دائما تسقط الهمزة أوتقلب سواء في عملية النحت و في لهجاتنا عموما؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (يتبع)










آخر تعديل aiche 2007-09-17 في 23:04.
رد مع اقتباس