3- جهلهم بالطب، و الواقع، و طبائع الأبدان:
قد جاء بالرواية المختلقة والقابعة بصحيح البخاري:
"أو كان الحبل أو الاعتراف"
وهذا فاسد جداً، ومن علامات اضطراب الرواة الذين وضعوا هذا الإفك.
فالحبلي قد تحبل بدون زني (إيلاج)، وقد يجامعها الرجل بين فخذيها فيسري ماءُه إلي رحمها بيدها أو غيرها فتحبل دون إيلاج!!
والحبلي قد تحبل استكراها، وقد تحبل بشبهة.
ولذا قال ابن حجر (معقباً علي كلام ابن العربي):
"ويعكر عليه احتمال أن يكون الوطء من شبهة"
وقال الشافعي:
"لا حد عليها (أي الحبلي) إلا ببينة أو إقرار"
وبمثل ما قال الشافعي قال الكوفيون، وأبو حنيفة، وجمهور العلماء، وذكره النووي بشرحه لمسلم (صحيح مسلم ح 1691).
وقال عبد الرحمن ابن قدامة:
"ولنا أنه يحتمل من غير واطئ إكراه أو شبهة والحد يسقط بالشبهات وقد قيل أن المرأة تحمل من غير واطئ بأن يدخل ماء الرجل في فرجها إما بفعلها أو فعل غيرها ولهذا تصور حمل البكر وقد وجد ذلك" (الشرح الكبير10/208).
والسؤال: لماذا لم يأخذ هؤلاء بما جاء في الرواية؟!
أيُقبل بعض الخبر ويُترك بعضه ويُسمي هذا دين؟!
وما السبب في ترك هذا البعض....أليس فساده؟!!