رسالة أولى
تعرى النهار وتجرد من ضياءه وبدا الليل أطول، سافرت لوطن غير موجود إلا في آلامي
لأثبت هويتي. أدمنت فيه على هوايتي حتى ساقتني لهاويتي التي حملتني وتحملني بدون
إيضاح إلى كل المساءات الموجعة والمدن الهاربة مني إلى الأطلال فيخيل إلي أنك تسكنيها
مع الأشباح التي لا يراها سوايا.
ولأن الشمس كانت واقفة تحدق في جرحي
وجرحي مضيق تعبره أطياف القلب
تتراقص فيه حروف الوجع المسمى
والمسمى امرأة تكتحل برماد حروقي
تساءل النزيف من سربك
وتشد خيط الروح على عنقي
تسألني عن الحلم وعن الكابوس الاخضر
فلا أقوى سوى على عبور صامتا
أرقب سفك دمي
ودمي مدرج في كف قلبها
وقلبها يعشق جلادي
;رسالة ثانية
أكاد أن أختنق، الظرف مستعجل. الموت أكيد والمكان ضيق، وقفت أمام نافذتي ومن وراء
قضبانها صادقت على قرار إدانتي. بعيدا عن كل انتقام وقعت أخطرالأحكام وقالت انه مجرد إعدام.
رمت للبحر بالمفتاح واعتقدت أنها سترتاح
وقفت حائر على عتبت جرحي
والمارون يتسائلون
من يكون جلادي
ولأنها تعرفه
فقد غطت وجهها
والتفت تطلب اعدامي
رسالة ثالثة
أدركت بعد أن ا جتازت الربع الخال أنني الغالي ومهما تعددت أبواب الجحيم لن ندخلها وكما
لجهنم أبواب مفتوحة للأبد على عيون لا تنام فللجنة أيضا أبواب مفتوحة على الدوام فلندخلها
من باب السلام.
أنت يا رقصة الريح وقطعة اللهب الأحمر، يا طعم الوطن والسكر، الله أكبر حلمي لن يتبخر.
سأتذكر يوماعفوك الأخضر ما دمت في عينيك لأشطر . دعيني أحبك أكثر حتى يصبح حبنا
أكبر وأكبر.
وحين لف حبل كلامهم على عنقي
بكت
وتشربت بكائي
ودارت حولي راقصة
تتمتم بكلامي
وقالت وهي كاسحة عني عيونها
أعدموه
وعلقو قلبه على جدع النخلة الوحيدة
حتى لا ينمو في قلب العذارى
ويكف عشقه عن سؤالي
قلت حينما هجم الرمادي على انفاسي
سيولد طيفي مع كل ظل
وستمطر أمطاري
على قبري
وسأبعث في قلب عشيقك ناري