تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صلاة الجمعة .......


قلم : داعية
2012-06-15, 17:39
السلام عليكم ورحمة الله

صلاة الجمعة .......

مشيت إلى هناك متثاقل القدمان ...
وكأني أسير مرغما عني ...
حتى وصلت إلى المسجد ...
حيث الباعة إحتشدوا من يبيع الخضار .. ومن يبيع الملابس ...
ومن يحاول بيع كل ما وقعت عليه يداه من خردوات ....
وكأننا فهمنا الآية الكريمة بطريقة مغلوطة فبدل أن نذر البيع ...
أحضرناه معنا إلى المسجد ...
على كل حال كنت مستفيدا منهم ..
فكنت بعد الصلاة أتناول حاجياتي وأعود للمنزل ...
بعد أن شققت طريقي بصعوبة بين الباعة وحاجياتهم المنتشرة أرضا ...
دخلت إلى المسجد ..
فخلعت نعلي القديم -
فلن أغامر بالقدوم بنعلي الجديد -
وأخفيته في مكان ما - سري للغاية -
دخلت وبحثت عن مكان أستقر فيه ..
فأنا بالعادة أبحث عن مكان أريح فيه ظهري .. -
حتى يطيب لي فيه النوم - !!!!
أقصد لأستمع للخطبة ...وفعلا كان ..
بدأت بالصلاة ركعتين تحية للمسجد ...
وما أن إنتهيت من قراءت الفاتحة ...
حتى دخل أحدهم المسجد صاحا السلام عليكم ...
وعليكم السلام يا سيدي ...
لم يفعلها في الشارع ..
ترى لم فعلها هنا ...
نعم هي عبارة عن توقيع حضور وغياب ليس للملائكة ...
بل للحاضرين ...
فأخينا أثبت أنه قد صلى الجمعة ....
إنتبهت أني لا زلت في صلاتي ...
فبدأت بقراءة سورة من قصار السور ...
حتى شعرت أن هناك من يدافعني ..
إختلست نظرة خفيفة - طبعا ستقولون من الشيطان -
فكان أحدهم خلفي يطلب مني التقدم للأمام ...
ليستقر هو الآخر في مكانه المعهود ...
يا أخي إنتظر ختى أفرغ من الركعتين .. خاصة أن المسجد لم يمتلئ بالمصليين بعد ....
لكنه كان مصمما ...
حاضر يا سيدي ...
تابعت قراءت السورة ...
ثم ركعت ...
وأثناء الركوع ...
إصطدم بي بعض الأطفال حيث كانوا يتراكضون داخل المسجد وكأنهم في مدينة ملاهي ...
لأستقيم من الركوع ..
مراقبا هؤلاء الأطفال وهم يتراكضون ...
وكأن لسان حال أمهم يقول يا أبو فلان خذ الأولاد معك للمسجد -
أجزم أن السبب للتخلص منهم وليس سببا دينيا ...
إبسط يا أبو فلان ريحت المدام ...
وبليتنا في العيال ...
المشكلة أن ابو فلان كان كان ينهر أبنائه بنظرات قاتلة لي بسبب مياعة الزجر ...
كل ذلك رأيته أثناء القيام ...
ما علينا ..
لنتابع الصلاة ..
فقد حان وقت السجود ...
الله أكبر ...
وسجدت ..
كانت رائحة السجاد قاتلة ...
ورائحتها في أنفي خانقة ...
أنهيت السجود لأتنفس الصعداء ..
.لأحسب حساب السجدة الثانية -
فلا يلدغ المؤمن من جحره مرتين ...-
وفعلا حبست كمية من الأوكسجين ...
وحبست الأنفاس ...
وغصت في أعماق السجدة الثانية ...
لأقف لاهثا وباحثا عن أكسجين الحياة ....
وأبدء بقراءة الفاتحة من جديد ...
وأثناء القراءة سمعت صوتا يصيح الله أكبر ...
أختلست بنظري خلسة أخرى ... !!!!
كان أحدهم يحاول المرور من أمام أحد المصلين ..
والمصلي يحاول منعه ...
مرة بيده ومرة أخرى بالتكبير ...
والأخ ركب راسه إلا يمر ...
ويبدو أنه صاحب نفوذ ...
فمر ... طبعا جامع أبوه !!!
دفع مبلغ وقدره في بناء المسجد ... !!!!
وتابعت صلاتي ..
حذرا من الأطفال ...
والسجاد والغبار ...
ورديت السلام على إغلب الزوار ....
ولا أدري إن كنت صليت ركعتين أو زدت العيار ...



أرخيت ظهري إلى الحائط المجاور ...
وبدأت أترقب القادمين ...
من أعرف ومن لا أعرف ...
فهذا جاري أبو غريب يدخل مسبحا خاشعا ...
بعد أن كان ليلة أمس يطلق العنان للسانه ناهشا كل من وقعت عيناه عليه ....
وهذا الحاج تعبان ...
فتياته فتن تمشي على الأرض ....
وغيرهم ...
وغيرهم ...
إرتفع صوت الأذان في هذه اللحظات ...
فكان هناك من يردد خلف المؤذن ...
ومن يتناقش في أسعار الخضار ...
ومن يسأل عن طبخ المدام ....


وكعادة أبو فلان ...
دخل المسجد محدثا جلبة مدويه ...
سلام هنا ... وتوجيه هناك ... وتوبيخا ... لأخر ...
فهذا حاله يأتي متأخرا ...
ليطلب من صغار السن العودة للخلف ... محتلا صدر المكان ....


صلى من صلى ركعتا السنة ...
وآخرون لم يصلوا بإعتبارها ليس من السنة ...
أما أنا لم أصلي ...
ليس لهذا السبب أو ذاك ...
بل خشيت من شخص يتربص مكاني ...
فلم أصلي ... ولا ذاك الإنسان ....


صعد الخطيب للمنبر ...
فلم يكن الشيخ ابراهيم ...
بل شيخ آخر غريب عن المكان ...
حمد الله وسلم على نبيه المختار ... وبدء بالخطبة ... وكأن القيامة قد قامت ...
صياح بكل معنى الكلمة ... وكأننا في بعد المشرق ...
لم يكن موضوع الخطبة مختلفا عن خطب الشيخ ابراهيم ...
سواء شيء واحد كنا ننام أثناء خطبة الشيخ ابراهيم ...
أم هذا الشيخ الغريب ... فلا نكاد ننام حتى يعلو بنبرة صوته ...
ليوقظنا من الأحلام ...
وأجزم أن كل من في المسجد كان يحفظ الخطبة عن ظهر قلب .....
وأستمر هذا الحال ... حتى أتى الفرج ... بأني داع فأمنوا ....
فكان الدعاء ... كالعادة ... ليبدء الشيخ بالبكاء ... خشوع !!!!
لا أعتقد ... فقد كان تباكي واضح الإصطناع ....
وسط دهشة الحضور


أعلنت إقامت الصلاة ... يهدينا وإياكم الله .... وبدء الإمام ب آلم ....
ليسترسل ... وكأنه يذعن في معاقبة المصليين ....
لم يكن منفرا ... بل ذابحا ...حتى قلب الصفحة تلو الأخرى ....
صلى صلاة مودع لكن ليس لنفسه بل مودعا لمن حضر ...
فإني أجزم أن الأغلبية سيرحلون لمسجد آخر

إحتاج الأمر الخروج من المسجد ( لمعركة ذات الأحذية )
حتى كان النصر حليفي ...
وخرجت سالما ...
غانما حذائي القديم ...
وكل جمعة وأنتم بخير