ثائرة الجبال
2009-01-30, 16:52
الشارع مقفر ، وأنقاض العمارات تأكل بعضها بعضا ، كان وحيدا يشق طريقه بلاهدف محدد ...
النداء يأتيه هامسا ، يرحل سابحا يستقر بأذنيه ، ويخترق كيانه شلالا من ضياء ونور ...
يتوقف ، يتكيء على عكازه الذي يعانق ابطه الأيسر ، يشده عنيفا بيده ، يتطاول جسمه ، يدور كانت هي تقف بعيدة عنه بالرصيف المقابل ، كانت تلوح بيديها في عينيها يشع بريق البعث والخصب ..
ظل يحدق ، عيناه اتسعتا...
حين أفاق من غيبوبته التي دامت يومين كاملين ، وجد نفسه في المستشفى ..
تذكر أنه خرج من بيته ، لم يعد يذكر السبب ، وقبل أن يصل زاوية الشارع الرئيسي للمدينة ، انفجرت سيارة مفخخة وشظاياها الملتهبة انتقلت كالكهرباء إلى السيارات المجاورة والعمارة المواجهة للشارع نزلت طوابقها ترابا يعانق ترابا .
هو الآن يذكر المكان ولكنه لا يستطيع تحديده ، قبل أن يسقط مغشيا عليه أحس أن جزءا منه تطاير بعيدا ، كان يراه ولكنه لم يحدد نوعه ، الشيء الذي يحفره الآن ويسكن رئتيه هو أنه صاح والصدى كان نواحا :
أحبك أيتها الأرض ، لن أرحل عنك ، دعي دمي يغذي ترابك الخالد في أعماق روحي .
هو الآن فوق السرير ، كانت هي بجانبه ابتسامتها فجرت فيه الحياة ، أراد أن يتحرك ، شعر أن جسمه ثقيل ، امتدت يده إلى ساقه الأيسر لم يجده ، أدرك لحظتها أن ماتطاير بعيدا عنه وقت الانفجار الحاقد كان ساقه .
قالت وهي تمد يدها تعانق أصابعه :
- سيظل مزروعا في الأرض التي تقدسها، يحكي همجية الحقد الدفين .
نظر إليها ، امتلأت رئتاه بوهج عينيها وصدق صوتها وقال :
- لم أعط هذه الأرض شيئا ، ساقي هدية لها ودمي .
أحس بنفس عطري يلامس أعماقه استعاد وعيه ، وجدها أمامه سنديانة شامخة ، والمكان حولهما أنقاض تخاصم أنقاضا ، امتدت يداه سقط العكاز الخشبي ، انطلق صوته من الأعماق يحفر الأنفاق التي استضاءت بوهج اللقاء ، حين وصلت الحروف إلى أذنيها ، كانت بلون قوس قزح :
- أنت وحدك عكازي وقدري ، معا نعيد للبحر زرقته المسروقة وللأرض اخضرارها السرمدي .
رفعت رأسها ، تداعى شعرها شلالا من نحاس ، أمطرت عينيها فضة لامعة :
- دعيها ، دموعك تتنهد ، ما أروع أن يتزاوج الدمع بالدم.
تخاصرا ، كان يتكيء على عاتقها ، وانطلقت خطواتهما نحو الآتي .
فوق الأنقاض تطاولت زهرة لم يجدا لها لونا ، سمياها زهرة الميلاد الأبدي والهدف ارتسم أمامهما أفقا بهيا ، لم يلتفتا والعكاز ظل وحيدا ممددا على الأرض نعشا ....
(إلى كل من طالته يد الغدر
إلى كل من فقد عزيزا بسبب الحقد
هناك دائما أمل وهناك دائما زهرة تنمو في مكان ما ..)
النداء يأتيه هامسا ، يرحل سابحا يستقر بأذنيه ، ويخترق كيانه شلالا من ضياء ونور ...
يتوقف ، يتكيء على عكازه الذي يعانق ابطه الأيسر ، يشده عنيفا بيده ، يتطاول جسمه ، يدور كانت هي تقف بعيدة عنه بالرصيف المقابل ، كانت تلوح بيديها في عينيها يشع بريق البعث والخصب ..
ظل يحدق ، عيناه اتسعتا...
حين أفاق من غيبوبته التي دامت يومين كاملين ، وجد نفسه في المستشفى ..
تذكر أنه خرج من بيته ، لم يعد يذكر السبب ، وقبل أن يصل زاوية الشارع الرئيسي للمدينة ، انفجرت سيارة مفخخة وشظاياها الملتهبة انتقلت كالكهرباء إلى السيارات المجاورة والعمارة المواجهة للشارع نزلت طوابقها ترابا يعانق ترابا .
هو الآن يذكر المكان ولكنه لا يستطيع تحديده ، قبل أن يسقط مغشيا عليه أحس أن جزءا منه تطاير بعيدا ، كان يراه ولكنه لم يحدد نوعه ، الشيء الذي يحفره الآن ويسكن رئتيه هو أنه صاح والصدى كان نواحا :
أحبك أيتها الأرض ، لن أرحل عنك ، دعي دمي يغذي ترابك الخالد في أعماق روحي .
هو الآن فوق السرير ، كانت هي بجانبه ابتسامتها فجرت فيه الحياة ، أراد أن يتحرك ، شعر أن جسمه ثقيل ، امتدت يده إلى ساقه الأيسر لم يجده ، أدرك لحظتها أن ماتطاير بعيدا عنه وقت الانفجار الحاقد كان ساقه .
قالت وهي تمد يدها تعانق أصابعه :
- سيظل مزروعا في الأرض التي تقدسها، يحكي همجية الحقد الدفين .
نظر إليها ، امتلأت رئتاه بوهج عينيها وصدق صوتها وقال :
- لم أعط هذه الأرض شيئا ، ساقي هدية لها ودمي .
أحس بنفس عطري يلامس أعماقه استعاد وعيه ، وجدها أمامه سنديانة شامخة ، والمكان حولهما أنقاض تخاصم أنقاضا ، امتدت يداه سقط العكاز الخشبي ، انطلق صوته من الأعماق يحفر الأنفاق التي استضاءت بوهج اللقاء ، حين وصلت الحروف إلى أذنيها ، كانت بلون قوس قزح :
- أنت وحدك عكازي وقدري ، معا نعيد للبحر زرقته المسروقة وللأرض اخضرارها السرمدي .
رفعت رأسها ، تداعى شعرها شلالا من نحاس ، أمطرت عينيها فضة لامعة :
- دعيها ، دموعك تتنهد ، ما أروع أن يتزاوج الدمع بالدم.
تخاصرا ، كان يتكيء على عاتقها ، وانطلقت خطواتهما نحو الآتي .
فوق الأنقاض تطاولت زهرة لم يجدا لها لونا ، سمياها زهرة الميلاد الأبدي والهدف ارتسم أمامهما أفقا بهيا ، لم يلتفتا والعكاز ظل وحيدا ممددا على الأرض نعشا ....
(إلى كل من طالته يد الغدر
إلى كل من فقد عزيزا بسبب الحقد
هناك دائما أمل وهناك دائما زهرة تنمو في مكان ما ..)