تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الوسطية والإرهاب


farestlemcen
2012-06-13, 19:50
http://www.4cyc.com/play-wEx5V6QN91g

قضــــــــــــ وقدر ـــــــــــاء
2012-06-14, 00:11
السلام عليكم
بارك الله فيك يا شيخ
خلط المفاهيم هو ما أوصلنا إلى فهم الدين بشكل غير صحيح
من تتبرج وتبدي زينتها أصبح البعض يسميه
تفتحا وحرية شخصية
ومن يحافظ على صلاته فهو متشدد
الوسطية ليست ذاك التشدد أو الحرية الزائدة
وما أعجبني شرحه لبيت الشابي
إذا الشعب يوما أراد الحياة
قلابد أن يستجيب القدر
شكرا لك أخي على الإفادة
جعله الله في ميزان حسناتك
تحياتي لك

farestlemcen
2012-06-14, 11:20
: « إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ، ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله ، فإن المنبت لا بلغ بعدا ، ولا أبقى ظهرا ، واعمل عمل امرئ يظن أن لا يموت إلا هرما ، واحذر حذر امرئ يخشى أن يموت غدا

نِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم ، قال : إِنّ هَذا الدِّين مَتِينٌ فَأَوغِلُوا فِيهِ بِرِفقٍ ، ولا تُبغِضُوا إِلَى أَنفُسِكُم عِبادَة الله ، فَإِنّ المُنبَتّ لَم يَقطَع سَفَرًا ولَم يُبقِ ظَهرًا. »

الجليس الصلح
2012-06-14, 19:12
بارك الله فيكَ

farestlemcen
2012-06-15, 21:41
الإسلام يدعوا إلى الوسطية و الاعتدال (http://www.abusaid.net/index.php/makalat/shariya/380-wassitiya.html)









16 فبراير 2010


الحمد لله الرحمن الرحيم , و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , و أشهد أن محمد عبده و رسوله صلى الله عليه و سلم و على آله و أصحابه و إخوانه أما بعد/ لقد بعث الله رسوله محمد صلى الله عليه و سلم بالحنيفية السمحة , و جعل دين الإسلام دين الوسطية و الإعتدال حيث لا إفراط فيه و لا تفريط قال تعالى (و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيد ) البقرة 143 وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :‘‘ أحب الأديان الى الله الحنيفية السمحة‘‘ رواه أحمد و غيره , و هو حديث حسن كما في صحيح الجامع (160) ومعنى الحنيف : المائل عن الشرك إلى التوحيد , و عن الغلو و الجفاء الى الوسط
إن الإسلام هو في نفسه وسط , و يأمر بالوسطية و المنهج الوسط في كل شأن من شؤون الحياة , و لا يكتفي بهذا , بل يحذر المسلمين من الذهاب الى أحد الانحرافين : الغلو أو التقصير , و هذا الأمر يكرره المسلم مرات عدة كل يوم إذا قرأ سورة الفاتحة و خاصة في الصلاة حيث نجد في خاتمتها (اهدنا الصراط المستقيم ,صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين ) الفاتحة 6 - 7 فالمغضوب عليهم هم الجفاة المقصرون حيث عرفوا الحق و تركوه عمداً , و أما الضالون فهم النصارى و من شابههم حيث تاهوا ولم يعرفوا الحق , و ساروا على ضلال مبين
أيها المستمعون الكرام /


إن الوسطية مطلوبة , و هي الاعتدال في كل الأمور الدينية و الدنيوية , فقد قالت عائشة رضي الله عنها : ‘‘ ما خُيرَ رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما,فإن كان إثما ,كان أبعد الناس منه ‘‘ و إن الإسلام الذي بعث الله به رسوله محمد صلى الله عليه و سلم قد رفع فيه الحرج في التكاليف الشرعية,فلم يكلف الله أحدًا فوق طاقته ,و لم يأمره بما يزيد على وُسعه ,قال تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )الطلاق8
أمثلة على يُسر الإسلام ووسطيته :



في العقيدة و الإيمان: وسط ليس فيه خرافات , و لا هو معلومات في العقل فقط بدون تطبيق,بل هو اعتقاد ,وقول,و عمل ,و العقيدة سهلة ميسٌرة يفهمها القارئ و الأمي و الحضري و البدوي و الغني و الفقير
في العبادات :ميسرة ووسط لا صعبة تشق على النفس مشقة كبيرة , و لا هي ساذجة لا تؤثر في النفس
في المعاملات :كلها حلال من بيع , وشراء , وكراء , و مشاريع زراعية , وصناعية , واقتصادية , سواء كانت قديمة أم حديثة , و الأصل فيها الحل إلا ماحرمته الشريعة , و لا تحرم إلا ما فيه واحدة من مفاسد خمسة:ظلم , غرر , جهالة , ربا , قمار
في الأخلاق :وسط فكل فضيلة وسط بين رذيلتين , ففضيلة الكرم وسط بين التبذير و البخل , و فضيلة الشجاعة و سط بين التهور و الجبن , وفضيلة الحذر و النباهة و سط بين الغفلة و سوء الظن بمن لا يستحق
في المأكل و المشرب و الملبس:كلها حلال ,و لا يحرم منها إلا القليل ففي الأطعمة ما يقارب خمسة عشر محرما,و الباقي حلال,و في اللباس مالا يزيد على عشر محرمات ,و في المشروبات ما لا يزيد على خمس محرمات,و الباقي حلال ,فأين هذا ممن يقول :إن علماء الدين حرٌموا علينا كل شيئ
في العناية بالروح و الجسد و بالدين و الدنيا :قال تعالى (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون (219) في الدنيا و الآخرة ) البقرة 220 , وقال تعالى (و ابتغ فيما آتاك الله في الدار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا و أحسن كما أحسن الله إليك و لا بتغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ) القصص 77 , و قال صلى الله عليه و سلم ‘‘ فأن لجسدك عليك حقا ,و إن لعينك عليك حقا ,إن لزوجك عليك حقا ,و إن لزورك عليك حقا ‘‘ مسلم (1159)

حكم الوسطية : واجبة على كل الناس و في كل زمان و مكان
أهدافها:



التمسك بالإسلام بحب ,و جعله منهجا مطبقا في الحياة و ليس ثفافة في الذهن فقط
الابتعاد عن الفنتة و البلبلة و القلاقل

من الذي يحددها ؟ :الله و رسوله صلى الله عليه و سلم في الآيات و الأحاديث الصحيحة و فهمنا وفق القواعد الشرعية التي يُقرها العلماء بالدين الموثوقين
نتاج الوسطية و فوائدها :



العيش في أمان و اطمئنان
الوحدة و الائتلاف بين المسلمين
العزة و القوة و الكرامة
البقاء و الاستمرار أما الغلاة فلا بقاء لهم
إعطاء صورة مشرقة الاسلام و المسلمين

وسائل الثبات عليها :



العلم الصحيح بالشريعة الإسلامية
التوسع في العلم النافع و الازدياد منه خاصة علم مقاصد الشريعة الإسلامية ,و قواعد الشريعة ,وتحقيق المصالح ,ودرء المفاسد ومنها دراسة كتاب (الأربعون النووية)
العقل السليم
الاستفادة من التاريخ ,و تجارب الناس قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :السعيد من وُعظ من غيره ,و الشقي من وُعظ بنفسه ‘‘
الصبر و ترك الاستعجال (فاصبر كما صبر أولو العزم و لا تستعجل لهم ) الأحقاف 35 , ( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) الروم 60
احترام العلماء و السير بنصائحهم
ترك الخروج عن الحكام المسلمين ,و على الأمة بالسلاح و بالأفكار المخالفة للسنة النبوية

أسباب الانحراف :



الجهل
اتباع الهوى
تغليب العاطفة عن على العقل
الاستعجال المذموم
ترك العلماء و الاستخفاف بهم و اتهامهم
اتخاذ الجهال مرجعا للفتوى بأفكار و مناهج محددة
الخروج عن الفتوى




أما بعد : فإننا معشر السلفيين ندين الله بالتوسط والاعتدال في الأمور كلِّها في العقائد والعبادات والأخلاق والمناهج وقد حاربنا الغلو ولا نزال نحاربه بكل أشكاله في العقائد والعبادات والأشخاص ,فمن الظلم والإفك أن نرمى به من أناس لا ناقة لهم ولا جمل في حربه .
ونحارب الجفاء والتمييع بكل أشكاله في العقائد والعبادات والأخلاق والأشخاص والجماعات ولا نزال نحاربه . فمن الظلم والإفك أن نرمى به أيضاً .
نقوم بكل ذلك –أي التوسط والاعتدال ومحاربة ما يناقضه- انطلاقا من كتاب الله تعالى ومن سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ومن منهج السَّلف الصالح إلى ذلك ندعو دائماً وعلى ذلك نربي .
ومن نسب إلينا غير هذا المنهج فقد كذب وافترى علينا إفكاً عظيماً .
والميزانُ للتوسط أو الغلو والجفاء والتمييع : كتابُ الله تعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلَّم ومنهج السلف الصالح ،لا أهل الأهواء ولا مناهجهم الفاسدة المرتبطة بالمصالح الدنيوية.
وإننا ابتلينا في هذه الأيام بمن يرمي السلفيين الصادقين بالغلو والتشدد في الجرح والتعديل وغيرهما ويحاربهم أشد الحرب ويسالم أهل البدع والأهواء ويكيل لهم المدح والثناء .وهو يجمع بين التمييع تجاه أهل البدع وبين الغلو المُهلك في حرب أهل السنَّة والحقِّ .
ونقول لهؤلاء : " حنانيكم " فأنتم ممن لا يعرف منهج السلف ولم تقر به عينه ,ويحرص على حطام الدنيا وإرضاء أهلها ولا يبالي برضا الله وسخطه (!) ولا يبالي بمخالفة السلف وفهمهم (!) .
وإنَّما رضاه وسخطه لما يهواه ولمن يهواه من أهل المال والدنيا (!)
وهذا شيء معروف ملموس مهما تستروا ومهما غالطوا ولمَّعوا أنفسهم بالعبارات الطنَّانة المُجَنِّحَة .
هذا وأوصي السلفيين الصادقين بالثبات على الحقِّ والصبر على أذى أهل الأهواء . وأوصيهم بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة .

farestlemcen
2012-06-15, 21:50
لفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
عضو هيئة كبار العلماء

الحمد لله، وبعد:

فقد كثرت الحملات والاستنكارات على الغلو في الدين . وهي حملات واستنكارات بحق؛ لأن الغلو في الدين منهي عنه في الكتاب والسنة والإجماع ، قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ) ، وفي الآية الأخرى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ) ،

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وإياكم والغلو؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو".



والغلو في الدين: هو الزيادة عن الحد المشروع فيه، وقد يكون غلواً في العبادة كحال الثلاثة الذين قال أحدهم: أصلي ولا أنام ، وقال الثاني: أصوم ولا أفطر ، وقال الثالث: لا أتزوج النساء، ويكون غلواً في الأحكام بأن يجعل المستحب بمنزلة الواجب ويكون غلواً بالحكم على مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك بالكفر والخروج من الملة ،


وقد يكون غلواً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كغلو المعتزلة بخروجهم على ولاة أمور المسلمين بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكالغلو في التحليل والتحريم بأن يحرم الحلال أو يحلل الحرام ؛ فالغلو في الدين بجميع أنواعه محرم وقد يخرج من الدين ويسبب الهلاك كما أهلك من كان قبلنا ولا أحد يشك في ذلك ممن أتاه الله الفقه في الدين والبصيرة في الأحكام فأنزل الأمور في منازلها.



ولكن هناك من هو على النقيض من غلو الزيادة في الدين فهناك من غلا في التساهل والتسامح في الدين ولا شك أن ديننا دين السماحة ورفع الحرج والاعتدال .

ولكن يجب أن يكون هذا التسامح في حدود ما شرعه الله من الأخذ بالرخص الشرعية عند الحاجة إليها والدين كله ولله الحمد ليس فيه أصار ولا أغلال: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) ، (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) ، (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ)،

ولكن الغلو في التسامح يكون بالخروج عما شرعه الله وهذا لا يسمى تسامحاً وإنما هو الحرج نفسه؛


فإلغاء أصل الولاء والبراء في الإسلام والتسوية بين المسلم والكافر بحجة التسامح ،

وإلغاء تطبيق نواقض الإسلام على من انطبقت عليه كلها أو بعضها، والتسوية بين الأديان – كالتسوية بين الإسلام واليهودية والنصرانية - بل بين الأديان كلها من وثنية والحادية والقول بأن لا إله إلا الله لا تقتضي الكفر بالطاغوت ولا تنفي ما عدا الإسلام من الأديان الباطلة كما تفوه به بعض الكتاب في بعض صحفنا المحلية كل هذه الأمثلة غلو في التساهل ووالتسامح ؛ يجب إنكاره .

كما يجب إنكار الغلو في الزيادة في الدين. بل قد يكون الغلو في التسامح والتساهل أشد خطراً من الغلو بالزيادة في الدين ؛ لأن الغلو في التساهل والتسامح إلى حد يجعل الدين الكافر مساوياً للدين الحق كفر بإجماع المسلمين بخلاف الغلو في الزيادة فإن كثيراً من العلماء يرى أنه ضلال ولا يصل إلى حد الكفر ، وقد ذكر العلماء أن من نواقض الإسلام من لم يكفر الكافر أو يشك في كفره.



فعلى من وقع في هذه الزلات الخطرة أن يتبصر في أمره ويراجع الصواب فإن الرجوع إلى الحق فضيلة . والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.



وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


كتبه: صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء .

farestlemcen
2012-06-16, 18:29
الحمد لله
قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) البقرة/143 .
جاءت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية تبين أن المراد من قوله تعالى : ( أمة وسطاً ) أي : عدلاً خياراً .


وأن المراد من الشهادة على الناس : الشهادة على الأمم يوم القيامة أن رسلهم قد بلغوهم رسالات الله . ولم تخرج كلمات المفسرين عن ذلك المعنى .
روى البخاري (4487) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُدْعَى نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلام يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ : هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ؛ فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالُ لَهُمْ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ أَوْ مَا أَتَانَا مِنْ أَحَدٍ , قَالَ : فَيُقَالُ لِنُوحٍ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ , قَالَ : فَذَلِكَ قَوْلُهُ : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) قَالَ : الْوَسَطُ الْعَدْلُ ) وزاد أحمد (10891) : ( قَالَ : فَيُدْعَوْنَ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالْبَلاغِ , قَالَ : ثُمَّ أَشْهَدُ عَلَيْكُمْ ) .
وروى الإمام أحمد (1164) وابن ماجه (4284)عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَجِيءُ النَّبِيُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ الرَّجُلُ , وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلانِ وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالُ لَهُمْ : هَلْ بَلَّغَكُمْ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ : لا فَيُقَالُ لَهُ : هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ , فَيُقَالُ لَهُ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ؛ فَيُدْعَى مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ؛ فَيُقَالُ لَهُمْ : هَلْ بَلَّغَ هَذَا قَوْمَهُ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ؛ فَيُقَالُ : وَمَا عِلْمُكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : جَاءَنَا نَبِيُّنَا فَأَخْبَرَنَا أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا , فَذَلِكَ قَوْلُهُ : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) قَالَ : يَقُولُ : عَدْلا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2448) .
قال ابن جرير الطبري في تفسير الآية :
" فمعنى ذلك : وكذلك جعلناكم أمة وسطاً عدولاً شهداء لأنبيائي ورسلي على أممها بالبلاغ أنها قد بلغت ما أمرت ببلاغه من رسالاتي إلى أممها , ويكون رسولي محمد صلى الله عليه وسلم شهيداً عليكم بإيمانكم به , وبما جاءكم به من عندي " انتهى .
"جامع البيان " (2/8) .
وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية :
" والوسط ههنا الخيار والأجود , كما يقال : قريش أوسط العرب نسباً وداراً أي : خيارها , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطاً في قومه , أي أشرفهم نسباً , ومنه : الصلاة الوسطى التي هي أفضل الصلوات وهي صلاة العصر كما ثبت في الصحاح وغيرها . . .
( لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ )
قال : لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم ، لأن الجميع معترفون لكم بالفضل " انتهى باختصار .
"تفسير ابن كثير" (1/181) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ومن فوائد الآية : فضل هذه الأمة على جميع الأمم ؛ لقوله تعالى : ( وسطاً ) .
ومنها : عدالة هذه الأمة ؛ لقوله تعالى : ( لتكونوا شهداء على الناس ) ؛ والشهيد قوله مقبول .
ومنها : أن هذه الأمة تشهد على الأمم يوم القيامة ؛ لقوله تعالى : ( لتكونوا شهداء على الناس ) ؛ والشهادة تكون في الدنيا ، والآخرة ؛ فإذا حشر الناس ، وسئل الرسل : هل بلغتم ؟ فيقولون : نعم ؛ ثم تسأل الأمم : هل بُلِّغتم ؟ فيقولون : ما جاءنا من بشير ولا نذير ؛ ما جاءنا من أحد ؛ فيقال للرسول : من يشهد لك ؟ فيقول : ( محمد وأمته ) ؛ يُستشهدون يوم القيامة ، ويَشهدون ؛ فيكونون شهداء على الناس .
فإذا قال قائل : كيف تشهد وهي لم تر ؟
نقول : لكنها سمعت عمن خبره أصدق من المعاينة ، صلوات الله وسلامه عليه " انتهى .
"تفسير سورة البقرة" (2/115، 116) باختصار .
ونقل البغوي في تفسيره (1/122) عن الكلبي أنه قال : ( وَسَطاً ) : " يعني : أهل دين وسط ، بين الغلو والتقصير ، لأنهما مذمومان في الدين " .
وقال الشيخ السعدي في تفسيره (ص 66) :
" أي : عدلا خيارا . وما عدا الوسط , فالأطراف داخلة تحت الخطر . فجعل الله هذه الأمة وسطا في كل أمور الدين . وسطا في الأنبياء , بين من غلا فيهم كالنصارى , وبين من جفاهم كاليهود , بأن آمنوا بهم كلهم على الوجه اللائق بذلك .
ووسطا في الشريعة , لا تشديدات اليهود وآصارهم , ولا تهاون النصارى


.
وفي باب الطهارة والمطاعم , لا كاليهود الذين لا تصح لهم صلاة إلا في بِيَعهم وكنائسهم , ولا يطهرهم الماء من النجاسات , وقد حرمت عليهم الطيبات , عقوبة لهم .


ولا كالنصارى الذين لا ينجسون شيئا , ولا يحرمون شيئا , بل أباحوا ما دب ودرج . بل طهارتهم أكمل طهارة وأتمها .



وأباح الله لهم الطيبات من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح , وحرم عليهم الخبائث من ذلك .




فلهذه الأمة من الدين : أكمله , ومن الأخلاق : أجلها , ومن الأعمال : أفضلها . ووهبهم الله من العلم والحلم والعدل والإحسان , ما لم يهبه لأمة سواهم . فلذلك كانوا ( أُمَّةً وَسَطًا ) كاملين معتدلين


, ليكونوا ( شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) بسبب عدالتهم وحكمهم بالقسط , يحكمون على الناس من سائر أهل الأديان , ولا يحكم عليهم غيرهم . فما شهدت له هذه الأمة بالقبول , فهو مقبول , وما شهدت له بالرد , فهو مردود .
فإن قيل : كيف يقبل حكمهم على غيرهم , والحال أن كل مختصمين , غير مقبول قول بعضهم على بعض ؟
قيل : إنما لم يقبل قول أحد المتخاصمين , لوجود التهمة . فأما إذا انتفت التهمة , وحصلت العدالة التامة , كما في هذه الأمة , فإنما المقصود الحكم بالعدل والحق . وشرط ذلك : العلم والعدل , وهما موجودان في هذه الأمة , فقبل قولها " انتهى

قضــــــــــــ وقدر ـــــــــــاء
2012-06-16, 18:52
السلام عليكم
والله لو التزمنا بما حثنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم
واتبعنا سنته كما ينبغي فعلا وقولا
لما اختلطت المفاهيم ولو طبقنا الدين ورجعنا إلى كتاب الله
لكنا أحسن الأمم
عزتنا بديننا ولا عزة لنا بدونه
من ينادي بالتشدد الزائد ومن ينادي بعكسه وتضارب الأفكار بينهما هو ما أفسد عقول الكثيرين في حين أن أفضلهما
هي الوسطية وكما عرفها الشيخ الفاضل
لا كما يفهما الكثيرون فهما خاطئا
بارك الله فيك أخي على شرحك وإضافتك
مشكوووووووووووووور

farestlemcen
2012-07-17, 07:45
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل

farestlemcen
2012-07-26, 15:27
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين .



ومن ذلك القبيل هذه الآية الكريمة ، فإنها تضمنت واحدة من حكم التذكير وهي رجاء انتفاع المذكر به ، لأنه تعالى قال هنا : وذكر ، ورتب عليه قوله : فإن الذكرى تنفع المؤمنين .

ومن حكم ذلك أيضا خروج المذكر من عهدة التكليف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد جمع الله هاتين الحكمتين في قوله : قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون [ 7 \ 134 ] .

ومن حكم ذلك أيضا النيابة عن الرسل في إقامة حجة الله على خلقه في أرضه ؛ لأن الله تعالى يقول : رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [ 4 \ 165 ] .

[ ص: 444 ] وقد بين هذه الحجة في آخر " طه " في قوله : ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك [ 20 \ 134 ] .

وأشار لها في القصص في قوله : ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين [ 28 \ 47 ] .

وقد قدمنا هذه الحكم في سورة المائدة في الكلام على قوله تعالى : عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم [ 5 \ 105 ] .


من علامات السعادة والفلاح: أنَّ العبد كُلَّما زيدَ في عِلْمِه زِيْدَ في تواضعهِ ورَحْمَتِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عملهِ زِيدَ في خَوْفِهِ وحذَرِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عمرهِ نَقَصَ مِنْ حِرْصِهِ، وكُلَّما زِيدَ في مالهِ زِيْدَ في سَخَائِهِ وبذلهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وَجَاهِهِ زيدَ في قُرْبِهِ مِنَ النَّاسِ وقضاءِ حوائجهم والتَّواضع لهم.

وعلامات الشَّقاوة: أنَّه كُلَّما زيدَ في عِلْمِهِ زيدَ في كِبْرِهِ وتِيْهِهِ، وكُلَّما زيدَ في عَمَلِهِ زيدَ في فَخْرِهِ واحتقارِهِ للنَّاسِ وحسن ظنِّه بنفسهِ، وكُلَّما زيدَ في عُمرهِ زيدَ في حرصهِ، وكُلَّما زيدَ في مالهِ زيدَ في بُخْلِهِ وإمْسَاكهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وجَاهِهِ زيدَ في كِبْرِه وتِيْهِهِ، وهذه الأمورُ ابتلاءٌ مِنَ الله وامتحانٌ يبْتلي بها عبَادهُ فيَسْعدُ بها أقوامٌ ويَشْقَى بها أقوامٌ”.

farestlemcen
2012-12-12, 08:06
« إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ، ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله ، فإن المنبت لا بلغ بعدا ، ولا أبقى ظهرا ، واعمل عمل امرئ يظن أن لا يموت إلا هرما ، واحذر حذر امرئ يخشى أن يموت غدا