الشريف الجرجاني
2012-06-13, 18:07
من يوميات التلميذ المغرور .... الحلقة السابعة . (http://www.aoulef.com/t6617-topic)
مواصلة للحلقة السابعة ....
من يوميات التلميذ المغرور .... الحلقة
الثامنة .
... أجاب التلميذ المغرور زميله قائلا : أحفظ
القرآن كله .
عندها قال له في تحد ما بعده تحد : أكمل قوله
تعالى: (ولكم نصف ما ترك أزواجكم...) سورة النساء الآية المحددة لأنصبة الميراث
كما شرعها الله عز وجل .
عندها استعاذ التلميذ المغرور بالرحمان
الرحيم من الشيطان الرجيم وقرأ الآية كما أنزلت ، عندها ، سكت زميل التلميذ
المغرور قليلا ثم قال له : أكمل قوله تعالى
: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به .....) .
عندها احمر وجه التلميذ المغرور تارة واصفر
تارة ، وتبسم ابتسامة لا تصور إلا ملامح القهر والذل والفشل ، وقال لزميله التلميذ
النجيب:
هذه آية سهلة لست جديرا بأن أكملها لك ،
ويكفيني أنني أجبتك عن الآية الأولى التي تعد أصعب من الثانية ، عندها رفض زميله
وألح عليه أن يكمل الأية الثانية ، فلم يستطع .
طبعا لم يستطع ولن يستطيع ؛ لأن الله قد ستره
في الأولى وأراد أن يفضحه في الثانية ويذل غروره وكبرياءه ، فالآية الأولى كانت
مناسبة له لأنها كانت مكتوبة في لوحه في ذلك اليوم وقد أصر عليه شيخه في الكُتاب
أن يراجعها لمدة أسبوع ، ونظرا لحظه السعيد كان أول ما سأله عنه التلميذ النجيب في
تحديه له تلك الآية ، أما الآية الثانية فهو لا يحفظها ولكنه تكبر ورفض أن يعترف
بذلك واحتقر من قدرها ، فانتصف الله لكتابه العزيز من غرور هذا التلميذ ....
أجل لقد كان درسا لا ينسى له لأنه ادعى شيئا
لا يعلمه ، وتطاول على آيات الكتاب العزيز ، وبالرغم من ذلك فإن زميله التلميذ
النجيب لم يشنع عليه بل تقبل كل ذلك بصدر رحب .....
في هذه اللحظة قال التلميذ النجيب للتلميذ
المغرور : أما أنا فأحفظ القرآن الكريم كله ، ولكني لما رأيتك ترُد ما يقوله
الأستاذ وتناقشه كأنك أنت الأستاذ وهو التلميذ ، أردت أن أعرف من تكون ؟؟
ومن أين لك كل هذه الجرأة كي تقول للأستاذ في
حصة البلاغة : أعد النظر يا أستاذ .
وذلك عندما كان يشرح صورة بيانية فيها تشبيه
يقال له : التشبيه المرسل ، عندها قاطعته بقولكــ: يا أستاذ تشبيه مرسل أم مجاز
مرسل ، فقال لك: تشبيه مرسل ، فلم تعترف له بذلك وقلت له : أعد النظر يا أستاذ ..؟؟
فرد عليك بعنف ومع ذلكـــ جلست وأنت غير
مقتنع كأنك قد سُلبت حقا كان معك وأنت على خطأ .
في هذه اللحظة قال التلميذ المغرور لزميله :
أجل ولا زلت حتى الآن غير مقتنع ، ألم تر في حصة القواعد حين كتب لنا الأستاذ
الأمثلة على السبورة وكان فيها خطأ لولا أني أشرت عليه بمراجعة المثال ، ليجد نفسه
قد أخطأ فيه خطأ فاحشا ، فصححه ثم التفت إلي وشكر لي .
أم أنك نسيتها ؟
رد عليه زميله قائلا: صحيح ، ولكن ذلك لا
يخول لك أن تزعم بأن الصواب معك دوما وأن الأستاذ على خطأ ..
عندها قال التلميذ المغرور في تكبر : أنت لا
تفهم شيئا دعني منك ، وتركه وذهب........
كل هذا فعله التلميذ المغرور وهو يقول (فعلتها
إذا وأنا من الضالين) .
وبمرور الأيام أصبح التلميذ المغرور يميل في
دراسته إلى المواد الأدبية مما جعله يعشق الأدب العربي والنحو والصرف واللغة
الفرنسية والعلوم الشرعية ، وجاءت لحظة التوجيه للسنة الموالية فكانت رغبته أن
يدرس في قسم العلوم الإسلامية ، وانتقل للسنة الثانية ثانوي ولكنه وللأسف لم يجد .....
يتبع
مواصلة للحلقة السابعة ....
من يوميات التلميذ المغرور .... الحلقة
الثامنة .
... أجاب التلميذ المغرور زميله قائلا : أحفظ
القرآن كله .
عندها قال له في تحد ما بعده تحد : أكمل قوله
تعالى: (ولكم نصف ما ترك أزواجكم...) سورة النساء الآية المحددة لأنصبة الميراث
كما شرعها الله عز وجل .
عندها استعاذ التلميذ المغرور بالرحمان
الرحيم من الشيطان الرجيم وقرأ الآية كما أنزلت ، عندها ، سكت زميل التلميذ
المغرور قليلا ثم قال له : أكمل قوله تعالى
: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به .....) .
عندها احمر وجه التلميذ المغرور تارة واصفر
تارة ، وتبسم ابتسامة لا تصور إلا ملامح القهر والذل والفشل ، وقال لزميله التلميذ
النجيب:
هذه آية سهلة لست جديرا بأن أكملها لك ،
ويكفيني أنني أجبتك عن الآية الأولى التي تعد أصعب من الثانية ، عندها رفض زميله
وألح عليه أن يكمل الأية الثانية ، فلم يستطع .
طبعا لم يستطع ولن يستطيع ؛ لأن الله قد ستره
في الأولى وأراد أن يفضحه في الثانية ويذل غروره وكبرياءه ، فالآية الأولى كانت
مناسبة له لأنها كانت مكتوبة في لوحه في ذلك اليوم وقد أصر عليه شيخه في الكُتاب
أن يراجعها لمدة أسبوع ، ونظرا لحظه السعيد كان أول ما سأله عنه التلميذ النجيب في
تحديه له تلك الآية ، أما الآية الثانية فهو لا يحفظها ولكنه تكبر ورفض أن يعترف
بذلك واحتقر من قدرها ، فانتصف الله لكتابه العزيز من غرور هذا التلميذ ....
أجل لقد كان درسا لا ينسى له لأنه ادعى شيئا
لا يعلمه ، وتطاول على آيات الكتاب العزيز ، وبالرغم من ذلك فإن زميله التلميذ
النجيب لم يشنع عليه بل تقبل كل ذلك بصدر رحب .....
في هذه اللحظة قال التلميذ النجيب للتلميذ
المغرور : أما أنا فأحفظ القرآن الكريم كله ، ولكني لما رأيتك ترُد ما يقوله
الأستاذ وتناقشه كأنك أنت الأستاذ وهو التلميذ ، أردت أن أعرف من تكون ؟؟
ومن أين لك كل هذه الجرأة كي تقول للأستاذ في
حصة البلاغة : أعد النظر يا أستاذ .
وذلك عندما كان يشرح صورة بيانية فيها تشبيه
يقال له : التشبيه المرسل ، عندها قاطعته بقولكــ: يا أستاذ تشبيه مرسل أم مجاز
مرسل ، فقال لك: تشبيه مرسل ، فلم تعترف له بذلك وقلت له : أعد النظر يا أستاذ ..؟؟
فرد عليك بعنف ومع ذلكـــ جلست وأنت غير
مقتنع كأنك قد سُلبت حقا كان معك وأنت على خطأ .
في هذه اللحظة قال التلميذ المغرور لزميله :
أجل ولا زلت حتى الآن غير مقتنع ، ألم تر في حصة القواعد حين كتب لنا الأستاذ
الأمثلة على السبورة وكان فيها خطأ لولا أني أشرت عليه بمراجعة المثال ، ليجد نفسه
قد أخطأ فيه خطأ فاحشا ، فصححه ثم التفت إلي وشكر لي .
أم أنك نسيتها ؟
رد عليه زميله قائلا: صحيح ، ولكن ذلك لا
يخول لك أن تزعم بأن الصواب معك دوما وأن الأستاذ على خطأ ..
عندها قال التلميذ المغرور في تكبر : أنت لا
تفهم شيئا دعني منك ، وتركه وذهب........
كل هذا فعله التلميذ المغرور وهو يقول (فعلتها
إذا وأنا من الضالين) .
وبمرور الأيام أصبح التلميذ المغرور يميل في
دراسته إلى المواد الأدبية مما جعله يعشق الأدب العربي والنحو والصرف واللغة
الفرنسية والعلوم الشرعية ، وجاءت لحظة التوجيه للسنة الموالية فكانت رغبته أن
يدرس في قسم العلوم الإسلامية ، وانتقل للسنة الثانية ثانوي ولكنه وللأسف لم يجد .....
يتبع