تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بين الجامي رحمه الله و"الجامية" !


أسـد الجزائر
2012-06-07, 01:10
الموضوع منقول عن الشيخ الدكتور عبد الله الفارسي.

قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله واصفا العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله بعد وفاته :

" من أهل السنة ومعروف لدي بالعلم والفضل والعقيدة الصالحة. قد توفي الشيخ محمد آمان رحمه الله في ليلة الخميس 27 شعبان من هذا العام " ثم أوصى سماحته بالاستفادة من كتبه.

وفي كتاب سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رقم 64 في 9/1/1418هـ قال عن الشيخ محمد أمان: {معروفٌ لديَّ بالعلم و الفضل و حسن العقيدة، و النشاط في الدعوة إلى الله سبحانه و التحذير من البدع و الخرافات غفر الله له و أسكنه فسيح جناته و أصلح ذريته وجمعنا و إياكم و إياه في دار كرامته إنه سميع قريب}.



وقال الشيخ صالح الفوزان : "شيخنا الشيخ محمد أمان".

وكتب فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان في كتابه المؤرخ 3/3/1418هـ قائلاً: {الشيخ محمد أمان كما عرفته: إن المتعلمين و حملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرون, و لكن قليلٌ منهم من يستفيد من علمه و يستفاد منه، و الشيخ محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخَّروا علمهم و جهدهم في نفع المسلمين و توجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف وفي جولاته في الأقطار الإسلامية الخارجية و تجواله في المملكة لإلقاء الدروس و المحاضرات في مختلف المناطق يدعو إلى التوحيد و ينشر العقيدة الصحيحة ويوجِّه شباب الأمة إلى منهج السلف الصالح و يحذِّرهم من المبادئ الهدامة و الدعوات المضللة. و من لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة و أشرطته العديدة التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير و نفع كثير }.

تتلمذ على سماحة المفتي العلاَّمة الفقيه الأصولي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله - شيخ الشيخ ابن باز. وكان المفتي ينيبه بتدريس العقيدة.

كما كان ملازماً لفضيلة الشيخ عبدالرحمن الأفريقي رحمه الله، كما لازم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله, فنهل من علمهِ الجم وخُلُقهِ الكريم،

كما أخذ العلم بالرياض على فضيلة الشيخ العلامة الأصولي المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، وفضيلة الشيخ العلاَّمة المحدِّث حماد الأنصاري رحمه الله, و تأثر بالشيخ عبدالرزاق عفيفي كثيراً حتى في أسلوب تدريسه. كما استفاد و تأثر بفضيلة الشيخ العلاَّمة الأصولي الفقيه المفسر عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله - شيخ الشيخ ابن عثيمين - وكان يرسله للمناطق البعيدة لتدريس العقيدة.كما تعلم على فضيلة الشيخ العلاَّمة محمد خليل هراس رحمه الله, و كان متأثراً به أيضاً.

والشيخ العلامة الفقيه ابن جبرين رحمه الله وان كان له ذم صريح لمن يسمونهم "جامية" إلا أنه ذكر الشيخ الجامي بأنه "عالم سلفي" في موضع آخر.

ومن يسمونهم جامية لا يسمون أنفسهم بذلك تماما كمن يسمونهم وهابية !

كما أن الشيخ الجامي له ردود على الحداد والحدادية وكأنه يرد على كثير ممن ينسبون اليوم للجامية .

وهذا تلميذه الشيخ الفوزان يرد عليهم :

س : العاملون في مجال الدعوة السلفية في هذه الايام يعيشون في اختلاف وشقاق في سائر انحاء العالم فمنهم من غلا في فهم هذه الدعوة المباركة فصار همه تتبع الزلات والعثرات للعاملين في مجال الدعوة والسلفية فوقعوا في التبديع والتفسيق ثم التكفير ومنهم من تساهل فوقع في مخالفات كثيرة فنرجو منكم توضيح السبيل الاقوم لجمع كلمة العاملين في هذه الدعوة المباركة وكذلك توضيح معنى الوسطية في هذه الدعوة.

الجواب ( فضيلة العلامة صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة ):

السلفية والحمد لله ليست دعوة تفرق واختلاف وانما دعوة ائتلاف واجتماع وتناصح

وما يحصل من بعض المنتسبين اليها ليس حجة عليها وانما هو من تصرفهم هم

فعلى من يريد ان ينتسب الى السلف بحق لا بنفاق بل بحق عليه ان يدرس ما هي السلفية وما هو منهج السلف وما هي سيرة السلف في دعوتهم وفي جهادهم وفي مواقفهم لا بد ان يدرس منهجهم لاجل ان يسلك سبيلهم ويترسم خطاهم

اما ان ينتمي اليها وهو جاهل ولا يعرف منهجها ولا يعرف حقيقتها فهذا يحصل منه العجائب كما حصل ممن ينتسبون الى الدعوة السلفية من سوء تصرف

ما ذلك الا كما اسلفنا أما لجهل واما لهوى وكلاهما مذموم الجهل والهوى كلاهما مذموم. "

يتيع

أسـد الجزائر
2012-06-07, 12:16
والشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله حين التقيت به لأول مرة في مسجد نبينا صلى الله عليه وسلم عام 1991 أو نحوه رأيت منه تواضعا جما وبشاشة وحسن خلق. وفي المرة التالية دعانا إلى منزله مضيفا لنا وبعدها ذهبنا لمكتبته بالمدينة حيث أهداني بعض مؤلفاته. وكان منها مجلدا كاملا في الصفات الالهية . وكان كتابه مؤصلا على طريقة السلف.وسمعت له عدة أشرطة في العقيدة في غاية القوة العلمية وغاية الغيرة على العقيدة السلفية النقية.وهي موجودة على موقعه بالانترنت.

والشيخ كان من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة الاسلامية بالمدينة وقت أن كان يقوم بالتدريس فيها كبار علماء السلفيين كالعلامة المفسر الشنقيطي صاحب أضواء البيان وسماحة الشيخ ابن باز والعلامة المحدث الألباني رحم الله الجميع وغيرهم.

وكان سماحة الشيخ ابن باز لشدة ثقته فيه يطلب منه أن يكتب تقارير له عن مؤلفين أو كتاب ليتبين حالهم ويتقرر ما يجب اتخاذه معهم. وأرسله سماحة الشيخ مع وفد ليطلع عن قرب في الهند على جماعة التبليغ ويكتب تقريرا عنهم للشيخ فأنصفه جدا وذكر ما لهم قبل ذكره ما رآه عليهم.

وليست هذه طريقة من يسمونهم اليوم جامية حيث هؤلاء يحرمون ذكر ما لجماعة دعوة من حسنات وخير وفضل ويزعمون أن هذه طريقة السلف ! وليتهم اقتصروا على ذلك بل يكذبون على خصومهم متقربين بذلك الكذب إلى الله !

ولا أعلم للشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله ولو تبديعا واحدا لمخالفيه من أهل السنة بينما من يسمونهم جامية وصفهم وأمثالهم العلامة محمد العثيمين رحمه الله بأنهم " اجتمعوا على تضليل من خالفهم ... وأنهم يرون مخالفيهم كأمثال الذر - يعني علوا منهم وعجبا بأنفسهم ! - ووصفهم بأنهم أبعد ما يكون عن السلفية ". قال أحد كبار علماء المدينة واصفا حالهم : في مكالمة واحدة بدع أحدهم أكثر من 60 ما بين عالم وداعية وطالب علم ! بينما انظروا كيف يصف هذا العالم شيخنا محمد أمان الجامي :

" عرفتُ الشيخ محمد أمان بن علي الجامي طالباً في معهد الرياض العلمي ثم مدرِّساً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المرحلة الثانوية ثم في المرحلة الجامعية. عرفته حسن العقيدة سليم الاتجاه، وله عناية في بيان العقيدة على مذهب السلف، و التحذير من البدع وذلك في دروسه و محاضراته و كتاباته غفر الله له و رحمه و أجزل له المثوبة".

ومر معنا كذلك الفرق في وصف الشيخ الفوزان للشيخ محمد أمان الجامي ووصفه لمن يسمونهم اليوم جامية !

http://www.eljame.com/mktba/catplay.php?catsmktba=31

يتبع

*أميرةالجزائرية*
2012-06-07, 12:30
إنّ الشيخ أمان الجامي –رحمه الله- من كبار العلماء المشهود لهم بالعلم وسلامة المعتقد من طرف أهل العلم ، وهو كثير والحمد لله ومن كبار أهل العلم الذي يسميهم جامية هي نسبة للشيخ العلامة محمد أمان الجامي –رحمه الله- جبل التوحيد والعقيدة ، الذي تصدى للمشركين والملحدين وأهل البدع .
وسبب تسمية أهل السنة بهذا الإسم –زعما منهم- أن الشيخ أمان كان يطعن في الدعاة، ويحذر منهم ومن سلك سبيله فهو منه .
ومن أبرز أولئك الدعاة الذي يتباكون من أجلهم ويسقطون أهل السنة بسببهم : سلمان العودة وسفر الحوالي وعائض القرني .
فالشيخ أمان رد عليهم وكشف بدعهم التهييجية الخارجية بالحجة والدليل فلم يجد هؤلاء القوم إلا سبيل الطعن والرمي بالألقاب لأنهم أفلسوا من العلم .

والغريب في الأمر نجد أن كبار العلماء وعلى رأسهم العلامة بن باز والعلامة إبن عثيمين والعلامة الألباني –رحمهم الله- قد ردوا على هؤلاء بمثل رد الشيخ أمان بل وأشد .
يكرهونهم ...لفضحهم اهل بدعهم ..ويغلب عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم ..."
قلت : وهنا أيضا إجمالان :
الأول : متشددون .
والشدة لا تكون دائما مذمومة فمنها الممدوح ومنها المذموم .
فكما عُرِّفت الحكمة : هي وضع الشيء في موضعه .
فمن الحكمة أحيانا إستعمال الشدّة لأن الأمر يقتضي ذلكومن الأدلة على أن الشدة تكون ممدوحة أحيانا :
قوله تعالى : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}[ الحجرات :29]
وكان سلف الأمة وعلمائها شدديدن على أهل البدع وهاك طرفا من ذلك :
جاء في الإعتصام للشاطبي –رحمه الله-(1/62) : " عن ابراهيم بن شيبان القرميسيني صحب ابا عبد الله المغربي وابراهيم الخواص وكان شديدا على اهل البدع متمسكا بالكتاب والسنة لازما لطريق المشايخ والائمة"اهـ
وبوب الإمام الآجري في كتابه الشريعة " باب التحذير من طوائف تعارض سنن النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله عز وجل وشدة الإنكارعلى هذه الطبقة"

قال ابن تيمية في درء التعارض (2/96) : قال الشيخ أبو الحسن: وكان الشيخ أبو حامد الإسفرايني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام ......
قال أبو الحسن: ومعروف شدة الشيخ أبي حامد على أهل الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري"اهـ
ولو نقلت للقارئ الكريم كيف كان يعامل السلف الصالح أهل البدع من ضرب وجلد ونفي وحتى قتل ، لعلم أن ما يقوم به السلفييون في عصرنا هو قليل أو يكاد لا يرى بالنسبة لما فعله سلفنا الصالح . إن السلفيين يردون على من مس باعتقاد أهل السنة والجماعة وابتدع في دين الله ما ليس منه .
كالخروج على ولاة الأمر والتهييج عليهم ، والتوسل بالنبي وعبادة القبور ودعاء أصحابها والإستعانة والإستغاثة بهم ، ونفي الصفات وتعطيلها والطعن في الصحابة والدعوة إلى التقريب بين السنة والرافضة والقول ببدعة الموازنات والدفاع عن أهل البدع وغيرها .وهذا ماركز عليه الشيخ امان رحمه الله والسلفيين الذي نعيتموهم جاميين وماهي غير اسماء ألفتموها في مخيلتكم ....فالشيخ يوافق الحق كما نوافقه عليه لذا لا تحاول ان تفرق بين الشيخ وطلابه ........

أسـد الجزائر
2012-06-07, 18:51
ومما يؤكد ما بينته أعلاه من البون الشاسع بين منهج العلامة السلفي الجامي رحمه الله ما ذكره العلامة المحدث السلفي عبدالمحسن العباد وهو ممن زامل الجامي أكثر من 20 سنة في التدريس بالجامعة الاسلامية وبمسجد النبي بالمدينة حيث قال مبينا مخالفة من يسمونهم جامية لمنهج الشيخ ابن باز رحمه الله :

" من المؤسف ـ بعد وفاة الشيخين ـ [ أي: ابن باز والعثيمين ] اتّجه بعضُ هذه الفئة إلى النيل من بعض إخوانهم من أهل السنة ، الدّاعين إلى التمسك بما كان عليه سلفُ الأمة -من داخل البلاد وخارجها-.

وكان مِن حقِّهم عليهم أن يقبلوا إحسانَهم ، ويشدُّوا أَزْرَهم عليه، ويُسدِّدوهم فيما حصل منهم من خطأ ـ إذا ثبت أنه خطأ! - ،ثم لا يَشغلون أنفسهم بعمارة مجالسهم بذكرهم! والتحذير منهم! بل يشتغلون بالعلم ـ اطِّلاعاً وتعليماً ودعوةً ـ وهذا هو المنهجُ القويمُ للصلاح والإصلاح الذي كان عليه شيخُنا الشيخ عبد العزيز بن باز ـ إمام أهل السنة والجماعة في هذا العصر ـ رحمه الله ـ ".

مقال سابق مناسب كنت كتبته في بعض المنتديات قلب نحو 10 سنين :

اللين والشدة في منهج الإنكار والردود عند سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله

قال سماحته رحمه الله : " اطلعت على ما نشرته صحيفة البلاد في عددها الصادر بعدد 1909 وتاريخ 12 / 2 / 1385 هـ بقلم بعض الكتاب، تحت عنوان (احذروا الغلو). " إلى أن قال رحمه الله :

" والخلاصة أن الشريعة الكاملة جاءت باللين في محله، والشدة في محلها، فلا يجوز للمسلم أن يتجاهل ذلك، ولا يجوز أيضا أن يوضع اللين في محل الشدة، ولا الشدة في محل اللين، ولا ينبغي أيضا أن ينسب إلى الشريعة أنها جاءت باللين فقط، ولا أنها جاءت بالشدة فقط، بل هي شريعة حكيمة كاملة صالحة لكل زمان ومكان ولإصلاح جميع الأمة.

ولذلك جاءت بالأمرين معا، واتسمت بالعدل والحكمة والسماحة فهي شريعة سمحة في أحكامها وعدم تكليفها ما لا يطاق، ولأنها تبدأ في دعوتها باللين والحكمة, والرفق، فإذا لم يؤثر ذلك وتجاوز الإنسان حده وطغى وبغى أخذته بالقوة والشدة وعاملته بما يردعه ويعرفه سوء عمله.

ومن تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة خلفائه الراشدين وصحابته المرضيين وأئمة الهدى بعدهم عرف صحة ما ذكرناه. " ثم ذكر سماحته نصوص القرآن والسنة الدالة على هذا المنهج الحق الوسط .

http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00231.htm

ويلاحظ القارىء اللبيب قول سماحته : " تبدأ في دعوتها باللين والحكمة, والرفق، فإذا لم يؤثر ذلك وتجاوز الإنسان حده وطغى وبغى أخذته بالقوة والشدة وعاملته بما يردعه ويعرفه سوء عمله " فإنه مهم وهو سر المسألة الذي غفلت عنه طائفتان منحرفتان في هذا الباب وهما :


1 – طائفة أهل الغلو الذين يكاد يخلو قاموس منهج الإنكار عندهم من شيء اسمه الرفق واللين والتلطف وربما لا يستخدمون ذلك إلا لغرض تكثير حزبهم عند طمعهم في استمالة شخص أو عندما يكون المخطىء من حزبهم فيلينون معه أو مع ذي سلطان أو من يخشونه.


2 – طائفة أهل التمييع الذين لا يرون الإنكار على المخالف طمعا في تكثير الأتباع ونحو ذلك من الأغراض .

ثم قارن بين ما مر من منهج سماحته – منهج الوسطية والحق- وبين منهج أهل الغلو ، قال الشيخ عبيد الجابري جوابا على سؤال :
" ان كان هذا المخالف من اهل السنه ومؤصلا على السنه تعليما ودعوة ونشرا ودفاعا عنها فانه لايتابع على زلته وترد مخالفته مع حفظ كرامته لأن هذا الصنف من الناس الغالب عليه انه كان مجتهدا طالبا للحق بل هذا ماعرفناه منهم يجتهد ويطلب الحق ولكنه يخطئ الطريق فهو مأجور على اجتهاده مغفور له خطأه ان شاء الله

وان كان من أهل البدع والمحدثات فانه لا كرامة له،ترد مخالفته ولا كرامة له. "

أولا : هذه ردود سماحة الشيخ ابن باز على البنا وسيد قطب والقرضاوي والندوي والصابوني والصافي وأضعافهم من رؤوس أهل البدع ليرجع القارىء إليها في موقعه على الإنترنت أو في مؤلفاته المكتوبة والمسموعة ولينظر هل ما ذكره الجابري هو الحق الوسط أم هو انحراف عن ذلك ؟
أليس خلو الرد على جميع المذكورين من سب وتحقير حفظا لكرامتهم ؟

أليس قول سماحته يصف الشيخ القرضاوي – مثلا - بقوله " فضيلة الشيخ يوسف " في جميع المواضع التي يذكره فيها حفظا لكرامته وزيادة ؟
أليس خلو ردود سماحته على أي من المذكورين من طعن في النوايا وغوص في الأعماق حفظا لكرامتهم ؟! سئل سماحة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد ـ حفظه الله ـ عن قول من يقول :"إن طريقة الشيخ ابن باز في نقد الرجال لا يوافقه عليها كثير من أهل العلم"

فسكت الشيخ قليلا ، وظهرت الكراهة على وجهه ، وقال : "من يقول هذا"؟

فقيل له : بعض الناس !

فقال الشيخ : " يا بني ، الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ إمام ، وهو أحسن الناس مسلكاً في هذا الباب ،
الشيخ رحمه الله كان مشغولا بالعلم والتعليم ونفع الناس ، ولم يكن مشغولا بالقيل والقال ، وضياع الأوقات في الكلام على الناس ، هؤلاء ما عندهم إلا كلام في الناس وضياع الأوقات "

جواب في هذه الليلة ، ليلة الثلاثاء 19 جمادى الأولى 1423هـ بعد صلاة المغرب وكان في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال الشيخ يوسف القرضاوي - وهو أحد أعضاء المجمع الفقهي - يتكلم عن سماحته رحمه الله : " ولقد رأيته في المجمع الفقهي يستمع وينصت إلى الآراء كلها ، ما يوافقه منها وما يخالفه ، ويتلقاها جميعاً باهتمام ، ويعلق بأدب جم ، ويعارض ما يعارض منها برفق وسماحة دون استعلاء ولا تطاول على أحد ، شادياً بالعلم أو متناهياً ، متأدباً بأدب النبوة ، ومتخلقاً بأخلاق القرآن . ولقد ظل العلماء والمفكرون وغيرهم الذين اختلفوا معه في بعض القضايا يحملون له منتهى الاحترام ، وغاية التقدير . "

بينما يطعن الجابري في هذا المنهج في محاضرة له بعنوان : " جناية التمييع على المنهج السلفي " في منهج سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ويصفه بأنه خلاف الأولى وأنه إعانة لمن سماهم " الحركيين" وتكثير لهم وغير ذلك .

طبعا لجبنه عن اظهار الطعن في سماحته رحمه الله قدم لكلامه بمقدمة يوهم بها ثنائه الشديد على سماحته وثنائه على منهجه في الإصلاح والنصيحة .
ثم ذكر ما أسماه مبررات لمنهج الشيخ رحمه الله في التعامل مع " الحركيين" والجماعات والهيئات الدعوية وذكر أحد الأوجه خطأ سماحته في الإجتهاد !! وزعم أن الشيخ استغلت فيه طيبته .

وقد قال لي الجابري في منزلي – وكان ضيفا عندي لأيام – حينما طلب مني أن أرجع إلى جهالة الشدة التي كنت فيها في تعاملي مع جمعية احياء التراث الإسلامي السلفية – كيف لو كانت بدعية ؟ – لو علم الفوزان وغيره من العلماء ما نعلمه نحن عن الجمعية لقالوا بما نقول به فتعجبت من مكابرته .

الشرق الأوسط - الشيخ احمد بن باز :

27 محرم 1424(30 مارس 2003) وأنا اسطر شيئا من حياة والدي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء وقفت بي ذاكرتي عند موقف رائع وصورة جميلة لما يجب ان يكون عليه المسلم من الأسس والآداب والاخلاق فضلا عن العالم او المفتي حال تحاوره مع الآخر في قضية من القضايا او مسألة من المسائل.

انني حين اسوق هذا الموقف لا اريد به الدخول في ذات القضية او الحديث عنها او الترجيح بين الآراء فيها، انما الذي يهمني بالدرجة الاولى هو الطريقة التي تعامل بها سماحته رحمه الله مع من يخالفه في الرأي والاسلوب الذي دار به الحوار والموقف النفسي من المخالف.

فبعد صلاة المغرب من احد الايام كعادته رحمه الله في صلاة السنة الراتبة داخل بيته يحتسي اثناء ذلك القهوة مع ابنائه واهله واذا باحدى اخواتي العزيزات تطرح على سماحته قضية شائكة من قضايانا في الغالب لا يسلم مَن طرحها من الحوقلة والاسترجاع تطرحها بكل اريحية وموضوعية بحثا عن الحق واتباعا للشرع فتسأله رحمه الله عن ادلة القائلين بأن حجاب المرأة المسلمة عن الرجل الاجنبي في كل جسدها ما عدا وجهها وكفيها وتناقش معه ادلتهم وتورد حججهم وهو في كل ذلك يستمع لها وينصت لكلامها يناقش رأيها بكل هدوء واريحية من غير انفعال، ولا اتهام بسوء النية او قلة الديانة وانتهت الجلسة وكل طرف لم يقنع الآخر، ولم يحمل في نفسه رحمه الله شيئا على جلالة قدره وعلو منزلته وانما دعاها الى المزيد من البحث والتأمل.

ان ما يشدني في هذا الموضوع هو ذلك الأدب الاسلامي الرفيع في التعامل مع من يخالفنا في الرأي فنحن دائما نتحدث عن ادب الخلاف والتعامل مع المخالف ونؤلف فيه الكتب ونخطب فيه الخطب ونتسامر به في المجالس فإذا جاء الواقع فإذا نحن اصحاب الحق الاوحد والنية السليمة والمنتصرون لله ورسوله وقل بعد ذلك فيمن يخالفنا ما شئت.

http://www.asharqalawsat.com/

قال الفارسي : الله أكبر ، أين هذا مما يفتريه غلاة التبديع كفوزي وشيخه على سماحته رحمه الله من الغلظة والشدة على المخالف ؟ حسن الخلق في الدعوة من أصول أهل السنة التي لا مجال للإجتهاد فيها .

فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يذكر في عقيدته المشهورة بالواسطية بعد أن ذكر أمعظم أصول العقيدة :

فصل
" ثم هم مع هذه الأصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة .... ويدينون بالنصيحة للأمة ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) وشبك بين أصابعه وقوله صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) ويأمرون بالصبر عند البلاء ويدعو إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ) ويندبون إلى أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك " العقيدة الواسطية، الجزء 1، صفحة 47.

وهذه مقتطفات من كلام إمام عصرنا سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله :
قال : " وفي زمننا هذا - والحمد لله - توجد الجماعات الكثيرة الداعية إلى الحق ، كما في الجزيرة العربية : الحكومة السعودية ، وفي اليمن والخليج ، وفي مصر والشام ، وفي أفريقيا وأوربا وأمريكا ، وفي الهند وباكستان ، وغير ذلك من أنحاء العالم ، توجد جماعات كثيرة ومراكز إسلامية وجمعيات إسلامية تدعو إلى الحق وتبشر به ، وتحذر من خلافه .
فعلى المسلم الطالب للحق في أي مكان أن يبحث عن هذه الجماعات ، فإذا وجد جماعة أو مركزا أو جمعية تدعو إلى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تبعها ولزمها .
كأنصار السنة في مصر والسودان ، وجمعية أهل الحديث في باكستان والهند ، وغيرهم ممن يدعو إلى كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويخلص العبادة لله وحده ، ولا يدعو معه سواه من أصحاب القبور ولا غيرهم . "

http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01500.htm

وقال رحمه الله : " والمقصود : أنه لا بد أن نتعاون على البر والتقوى ، وأن نعالج مشاكلنا بالعلم والحكمة والأسلوب الحسن ، فمن أخطأ في شيء من هذه الجماعات أو غيرهم مما يتعلق بالعقيدة ، أو بما أوجب الله ، أو ما حرم الله نبهوا بالأدلة الشرعية بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن ، حتى ينصاعوا إلى الحق ، وحتى يقبلوه ، وحتى لا ينفروا منه ، هذا هو الواجب على أهل الإسلام أن يتعاونوا على البر والتقوى ، وأن يتناصحوا فيما بينهم ، وأن لا يتخاذلوا فيطمع فيهم العدو . "

http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01501.htm

قال الفارسي : أين هذا من افتراء فوزي البحريني على سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله حين زعم في محاضرة : الشهب السلفية على جمعية دار البر أن محاربة تلك الجمعية يجب أن يكون كمحاربة اليهود والنصارى ثم نسب هذا الإفك المبين لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله !

وأين ذلك أيضا من إفتراء الجابري على سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله حين زعم في محاضرة " جناية التمييع على المنهج السلفي " أن سماحة الشيخ كان فظا وشديدا مع المخالفين لدرجة أنه قال لرجل علنا : " اسكت " !
س : العاملون في مجال الدعوة السلفية في هذه الايام يعيشون في اختلاف وشقاق في سائر انحاء العالم فمنهم من غلا في فهم هذه الدعوة المباركة فصار همه تتبع الزلات والعثرات للعاملين في مجال الدعوة والسلفية فوقعوا في التبديع والتفسيق ثم التكفير ومنهم من تساهل فوقع في مخالفات كثيرة فنرجو منكم توضيح السبيل الاقوم لجمع كلمة العاملين في هذه الدعوة المباركة وكذلك توضيح معنى الوسطية في هذه الدعوة.
الجواب( فضيلة الشيخ صالح الفوزان وفقه الله) :" السلفية والحمد لله ليست دعوة تفرق واختلاف وانما دعوة ائتلاف واجتماع وتناصح
وما يحصل من بعض المنتسبين اليها ليس حجة عليها وانما هو من تصرفهم هم
فعلى من يريد ان ينتسب الى السلف بحق لا بنفاق بل بحق عليه ان يدرس ما هي السلفية وما هو منهج السلف وما هي سيرة السلف في دعوتهم وفي جهادهم وفي مواقفهم لا بد ان يدرس منهجهم لاجل ان يسلك سبيلهم ويترسم خطاهم
اما ان ينتمي اليها وهو جاهل ولا يعرف منهجها ولا يعرف حقيقتها فهذا يحصل منه العجائب كما حصل ممن ينتسبون الى الدعوة السلفية من سوء تصرف
ما ذلك الا كما اسلفنا أما لجهل واما لهوى وكلاهما مذموم الجهل والهوى كلاهما مذموم. جريدة المدينة "

http://www.almadinaonline.com/pages...a/rep/rep03.htm

وقال فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" الخلاف الناشئ عن اجتهاد فيما يسوغ فيه الاجتهاد ليس في الحقيقة بخلاف ، لأن كل واحد من المختلفين قد تبع ما يجب عليه اتباعه من الدليل الذي لا يجوز له العدول عنه ، فهم يرون أن أخاهم إذا خالفهم في عمل ما اتباعاً للدليل هو في الحقيقة قد وافقهم، لأنهم هم يدعون إلى اتباع الدليل أينما كان، فإذا خالفهم موافقة لدليل عنده فهو في الحقيقة قد وافقهم" إلى أن قال :

" فأرى أنه يجب على أهل السنة والجماعة أن يتحدوا حتى وإن اختلفوا فيما يختلفون فيه فيما تقتضيه النصوص حسب أفهامهم فإن هذا أمر فيه سعة ولله الحمد ، والمهم ائتلاف القلوب واتحاد الكلمة ولا ريب أن أعداء المسلمين يحبون من المسلمين أن يتفرقوا سواء كانوا أعداءً يصرحون بالعداوة ، أو أعداء يتظاهرون بالولاية للمسلمين أو للإسلام وهم ليسوا كذلك، فالواجب أن نتميز بهذه الميزة التي هي ميزة للطائفة الناجية وهي الاتفاق على كلمة واحدة. " مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ج/1 ص 38-41.

ومن أراد أن يعرف أكثر عن حقيقة ما ذكرته من منهج سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله فلينظر رد سماحته رحمه الله على القرضاوي الأشعري العقلاني الإخواني في قضية الصلح مع اسرائيل ترى عبارات لسماحته مثل " فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي" مكررة عدة مرات وترى دعاء سماحته له " هدانا الله واياه" ونحو ذلك من الأدعية .

وانظر رد سماحته على الصابوني الأشعري الذي كتب مقالا ينافح فيه عن الأشاعرة ويلمز أهل السنة ويطعن فيهم فترى مثل ما في رد سماحته من التلطف والأدب على الشيخ القرضاوي . وفي غضون رده على الصابوني رد سماحته عليه رد على قاعدة البنا في العذر قائلا : "هذا محل نظر وليس على اطلاقه ..." بلا أدنى تشنيع من سماحته رحمه الله لا على الصابوني ولا على البنا وكان يصفه بالشيخ حسن .

http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00167
وانظر رد سماحته على الصافي الأشعري لترى التلطف والأدب .
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00039
وانظر رد سماحته على ابن محمود الأشعري القطري .
وانظر رد سماحته رحمه الله على كاتبة في مجلة المجتمع ذكرت أبياتا تتضمن الشرك الأكبر الصريح .
فقد رد عليها بعدة صفحات كلها بيان للتوحيد وللشرك وكتب سطرين في آخر تلك الصفحات هذا نصهما :
" ولعظم خطر الشرك، وكونه أعظم الذنوب، وخشية الاغترار بما صدر من هذه الكاتبة، ولوجوب النصح لله ولعباده، حررت هذه الكلمة الموجزة "
الله أكبر ، هذا رد سماحته على داعية شرك ووالله ما سبها ولا وصفها بما لا يليق من التقبيح وغيره ومن أراد الرد كاملا يجده على هذا الرابط .
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00034
وهذا رد من سماحته على من كتب في صحيفة داعيا للدفن في المسجد بين فيه الشيخ الحق بلا تعرض بسب ولا غيره للكاتب . وختم سماحته بمجرد القول : " وللنصح وبراءة الذمة جرى تحريره " .
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00132
وهذا نموذج آخر من ردود سماحته رحمه الله :
" من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم رئيس تحرير جريدة عكاظ حفظه الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعده فقد نشر في العدد الصادر بتاريخ 18 شعبان سنة 1393هـ من جريدتكم في صفحة: (مجتمعنا) كلمة قصيرة بعنوان: (الإهمال تدمير للحياة الزوجية) وقد جاء فيها: (وبالمثل قد يصيب الإهمال الرجل الزوج فلا يحلق ذقنه يوم العطلة فيبدو رثا مهلهلا مكتئبا) وبما أن هذا قول منكر، ودعوة إلى مخالفة السنة النبوية تنشر علنا في صحيفتكم رأيت أن من الواجب الكتابة لكم نصحا لكم وللمسلمين، وحذرا من العقوبة.... فالواجب عليكم الحذر من نشر كل ما لا تقره الشريعة، والحرص على نشر هديها وتعاليمها، وأن تكون جريدتكم مفتاح هدى ودليل رشد، ولم أعلم بما ذكر إلا في 5 / 1 / 1394هـ ولهذا تأخر التنبيه. وفقنا الله وإياكم لما يرضيه وهدانا جميعا صراطه المستقيم وأعاذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. "
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00060
ومن أراد أن يتتبع نماذج أخرى من ردود سماحته رحمه الله فدونه رابط أغلب ردوده :
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00060

ثانيا : أهل الغلو لا يحفظون كرامة المخالف لهم ولو كان من خلص دعاة السنة لأنهم يبادرون إلى الحاقه بأهل البدع بل ويجعلونه " من شر أهل البدع " و " أخطر من جميع أهل البدع " بل و " أخطر من اليهود والنصارى " والعياذ بالله .
سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله عن فعل الجابري والحربي وأمثالهما من أمرهم باتلاف أشرطة بعض الدعاة مثل الشيخ سفر الحوالي والشيخ سلمان العودة بحجة أنهما ضلال بل وأخطر من اليهود والنصارى فأجاب سماحته بغضب :
" غلط ... غلط هذا ... غلط قبيح "
فهنا شدد سماحته لأن الشدة في محلها حتى ينتبه الغلاة لغلوهم ويرعووا عن انحرافهم ولكن هل ارعووا ؟
على العكس بل قال أحدهم : " ما ضر السلفية كما ضرها الشيخ ابن باز " وقال الآخر : استغلوا طيبة الشيخ وهذا اجتهاد خاطىء منه !
وأما الحربي ففي محاضرة له عما أسماه " المنهج " كر في أول محاضرته بالتبديع والتضليل على من قال أنا على منهج الشيخين ابن باز والعثيمين وزعم أن هذا القول من التقليد المذموم المحرم ثم زعم فيما بعد أنه ليس للشيخ ابن باز منهجا يخصه !
وختم محاضرته بزعمه فرضية تقليده هو في الجرح والكلام الباطل في الدعاة وفي طلبة العلم وأورد قولا للإمام أحمد يوهم فيه وجوب التقليد !

أسـد الجزائر
2012-06-07, 18:52
وهذا مقال آخر متعلق بالموضوع كنت نشرته قبل نحو 10 سنوات كذلك :

تلبيسات الجابري وطعوناته في رده الجديد على العلامة العباد

سئل عبيد الجابري عن كتاب الشيخ العلامة عبدالمحسن العباد وفقه الله الجديد " رفقا أهل السنة بأهل السنة " فحذر منه وزعم أن من يوزعه فهو " إما صاحب فتنة وإما مغفل " !

وزعم في رده ما زعمه فوزي البحريني من أن علماء السلفيين المعاصرين من أمثال سماحة الشيخ ابن باز وفضيلة الشيخ العثيمين والشيخ المحدث الألباني رحم الله الجميع أو غيرهم من الأحياء لو علموا ما يعلمه الجابري وأمثاله من الغلاة في بعض الأشخاص أو الجماعات أو الجمعيات لتكلموا فيهم مثلهم !

وضرب مثلا بكلامه وكلام أمثاله من الغلاة على الدعاة المشهورين كالشيخ سفر والشيخ سلمان والشيخ عائض القرني وزعم أن علماء المملكة لما تبين لهم حال هؤلاء صاروا يتكلمون فيهم ويحذرون منهم .

وهذا الذي ذكره الجابري محض افتراء وتلبيس واضح لعدة أمور :

1 – الرسالة الموجهة من سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله إلى حكومة المملكة كانت سرية ومكتوب في أعلاها أنها سرية ولم تكن كلاما منشورا - هذا على فرض ثبوتها عن الشيخ ابن باز - .

2 – الغلاة هم الذين صوروا ثم نشروا ذلك الخطاب السري لتحقيق مآربهم ضاربين بعرض الحائط فكرة السرية التي ارتضاها العلماء وولاة الأمر لحكمة رأوها .

3 – بعد حجز الدعاة من قبل الحكومة وفقها الله دافع سماحة العلامة ابن باز عن سنية الدعاة المشهورين بل وفي شريط مسجل سمعته قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله في معرض دفاعه عن الدعاة الثلاثة :

" هذا شيخ الإسلام ابن تيمية سجن ولكن لم يقدح ذلك في كونه من أهل السنة والجماعة " .

إذن العلماء لم يتكلموا في الدعاة ويشهروا بهم ويحذروا منهم كما حاول الجابري أن يلبس حتى بعد حجز الحكومة لهم .

وكذلك صنع العلامة الفقيه العثيمين رحمه الله بعد حجزهم فهو لما سأله بعض شباب الجزائر هل ينصحهم فضيلته بترك سماع أشرطة الشيخين سلمان وسفر أجاب فضيلته : لا . ولكنه أرشد السائل إلى أن في أشرطة العلماء كفاية .

والغلاة لا زالوا يكذبون على فضيلته أنه نهى عن سماعها ! كما كذبوا ولازالوا يكذبون على فضيلته أنه اتهم فضيلة الشيخ الداعية د. المغراوي وفقه الله بالقطبية .

وحين سئل فضيلته عن ذلك نفى بشدة أن يكون قال ذلك وكذب من نسب إليه ذلك وقال لا أسامحه حتى يتوب ونشر ذلك في الإنترنت والغلاة لا زالوا ينسبون لفضيلته رحمه الله ما نفاه عن نفسه بشدة ! ويا خسران أهل الكذب والظلم !

بل إن فضيلته بسبب موقف الغلاة من الدعاة المشهورين وظلمهم الظاهر لهم ذهب إلى أبعد من ذلك حيث وصف الغلاة بأوصاف غليظة للغاية منها : " أنهم بفعلهم أبعد ما يكونون عن الحق " ! وأنهم " أبعد ما يكونون عن السلفية " وأنهم رغم زعمهم السلفية فهم " ليسوا من السافية في شيء " ووصف فعلهم ب " الداء " و " البلوى " وأنه " جناية على الشريعة " وغير ذلك .

4 – بعد خروج الدعاة من حجزهم وبعد سماح ولاة الأمر لهم بالدروس والمحاضرات والنشاط استمر الغلاة على طريقتهم القديمة بل بالغ بعضهم كالحربي وغيره واشتدوا عليهم أكثر - رغم وضوح الإعتدال في خطابات أولئك الدعاة – ضاربين بذلك عرض الحائط لموقف ولاة الأمر والعلماء من أولئك الدعاة المشهورين وفقهم الله وسدد خطاهم على مرضاته .

ومن تلبيسات الجابري الواضحة زعمه أن الشيخ عبدالمحسن يقصد بأهل السنة فقط الجراحين الظلمة وأتباعهم ويوصي بالرفق بهم لا بمخالفيهم !

مع أن الشيخ عبدالمحسن وفقه الله بضربه مثل الجمعية - أي التراث السلفية بالكويت - وضح من يقصد بأهل السنة ولكن لا حد لتلبيسات القوم .

أسـد الجزائر
2012-06-07, 18:54
قال الشيخ عبدالمحسن العباد وفقه الله :


" ومن المجروحين من يكون نفعه عظيماً، سواء عن طريق الدروس أو التأليف أو الخطب، ويُحذر منه لكونه لا يعرف عنه الكلام في فلان أو الجماعة الفلانية مثلاً، بل لقد وصل التجريح والتحذير إلى البقية الباقية في بعض الدول العربية، ممن نفعهم عميم وجهودهم عظيمة في إظهار السنة ونشرها والدعوة إليها، ولا شك أن التحذير من مثل هؤلاء فيه قطع الطريق بين طلبة العلم ومن يمكنهم الاستفادة منهم علماً وخلقاً. "

أقول ومن المجروحين :


فضيلة العلامة الشيخ ابن حبرين رحمه الله وهو أشهر من أن يعرف به ومثله الشيخ العلامة بكر أبوزيد - عضو كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة - رحمه الله .


وكالشيخ العلامة المفسر أبوبكر الجزائري حفظه الله الذي درس في الجامعة الإسلامية بالمدينة أكثر من 40 عاما ولعله لا يزال يدرس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وله من المؤلفات المكتوبة والسمعية والمرئية الكثير نسأل الله أن يطيل في عمره على طاعته ويثبته على الحق .

أسـد الجزائر
2012-06-07, 18:55
قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :

" يا اخواني فكروا في الأمر ، اتقوا الله في أنفسكم ، اتقوا الله في هذه الصحوة وفي هذه النهضة ،

اجمعوها على كلمة واحدة ،

اغفروا لإخوانكم ما أخطئوا فيه ،

وناصحوهم فيما بينكم ...

أما أن تتكلم فيه من وراء الجدر ، من وراء الكواليس ، وتقدح فيه ، وتحمل قلوب الناس حقدا وغضبا وبغضا له ، فهذا والله إنك لمسؤول عنه وانك لمجانب للصواب ومجانب لمذهب أهل السنة والجماعة .

أهل السنة والجماعة عندهم في قلوبهم سلامة وفي ألسنتهم سلامة لأهل الحق ،

يتناصحون فيما بينهم ولا يتفاضحون ، يببشرون ولا ينفرون ، كما أمر النبي .

أما أن ننفر الناس بمثل هذا الأسلوب فإن الإنسان سيكون مسؤولا عنه . "

وقال رحمه الله : " إنني أوجه الموعظة لهؤلاء الذين ابتلوا بهذا الداء أن يتوبوا إلى الله عزوجل ، أن يتوبوا إلى الله ويستغفروه ،

وأن لا يفتحوا في الأمة باب النزاع والتفرق ،

وأن يعلموا أنهم مخطئون على كل تقدير

لأنه بدل من أن تنصب أقوالهم وغيبتهم وسبهم على أهل الباطل من المنافقين والملحدين ستنصب على اخوانهم ممن يشاركونهم في الدعوة .

يا سبحان الله ! إذا انصبت أقوالهم على أهل الدعوة وقلت ثقة الناس بهم فستقل ثقة الناس بهؤلاء الآخرين الذين سبوهم سواء دافع أولئك عن أنفسهم أم لم يدافعوا

سيكون الناس الآن بين طرفين كل واحد منهما يضلل الآخر ويقدح فيه ، وحينئذ ينفرد لقيادة الأمة من ليس أهلا للقيادة لا في علم ولا في دين

وحينئذ يفرح هؤلاء المنافقون من العلمانيين وغيرهم بما جرى بين أهل الصحوة ويقولون :

الحمدلله الذي كفانا ، كفانا أن يقدح بعضهم في بعض وأن بعضهم يسب بعضا فإن هذا هو الذي نتمناه ونسهر الليل والنهار لنحققه."

وقال فضيلة العلامة الشيخ محمد الصالح بن عثيمين – رحمه الله :

"السلفيَّة هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ لأنهم سلفنا تقدموا علينا ، فاتِّباعهم هو السلفيَّة ، وأما اتِّخاذ السلفيَّة كمنهج خاص ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كانوا على حقٍّ : فلا شكَّ أن هذا خلاف السلفيَّة ،

فالسلف كلهم يدْعون إلى الإسلام والالتئام حول سنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يضلِّلون مَن خالفهم عن تأويل ، اللهم إلا في العقائد ، فإنهم يرون من خالفهم فيها فهو ضال .

لكن بعض من انتهج السلفيَّة في عصرنا هذا صار يضلِّل كل من خالفه ولو كان الحق معه ، واتَّخذها بعضهم منهجاً حزبيّاً كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب إلى الإسلام ، وهذا هو الذي يُنكَر ولا يُمكن إقراره ،

ويقال : انظروا إلى مذهب السلف الصالح ماذا كانوا يفعلون في طريقتهم وفي سعة صدورهم في الخلاف الذي يسوغ فيه الاجتهاد ، حتى إنهم كانوا يختلفون في مسائل كبيرة ، في مسائل عقديَّة ، وفي مسائل علميَّة ، فتجد بعضَهم – مثلاً – يُنكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه ، وبعضهم يقول بذلك ، وبعضهم يقول : إن الذي يُوزن يوم القيامة هي الأعمال ، وبعضهم يرى أن صحائف الأعمال هي التي تُوزن ، وتراهم – أيضاً – في مسائل الفقه يختلفون ، في النكاح ، في الفرائض ، في العِدَد ، في البيوع ، في غيرها ، ومع ذلك لا يُضلِّل بعضهم بعضاً .

فالسلفيَّة بمعنى أن تكون حزباً خاصّاً له مميزاته ويُضلِّل أفرادُه سواهم : فهؤلاء ليسوا من السلفيَّة في شيء .

وأما السلفيَّة التي هي اتباع منهج السلف عقيدةً ، وقولاً ، وعملاً ، واختلافاً ، واتفاقاً ، وتراحماً ، وتوادّاً ، كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثَل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر " ، فهذه هي السلفيَّة الحقَّة . " لقاءات الباب المفتوح " ( السؤال رقم 1322 ) .

http://www.alsaha.com/sahat/6/topics/93357/

قارن الآن بكلام أحد رؤوس من يسمونهم جامية :

السؤال40: السؤال الثاني يا شيخ ، ما رأيكم في من يقول ( لا يجوز التحذير من الداعية الذي إِشتهر بالسلفية وإن وَقع في أخطاء تُخرِجُه من المنهج السلفي حتى يُنصح ، أما أخطاءه فتبُـيّن ولا تُشتَرطُ النصيحة ...

الجواب : ليس بصحيح هذا الكلام ... !!

السؤال49: العبيلان ؟!

الجواب :عليه بعض الملاحظات .

السؤال50: عبد الرزاق العبَّاد ؟!

الجواب : معروف بالتمييع

السؤال51: شيخ ، أبو بكر جابر الجزائري ؟!

الجواب : مايع ضايع لا يفهم الدين ... وعنده لعب في الأسماء والصفات

السؤال56: بكر أبو زيد ؟!

الجواب : أبو زيد معروف أنه تكفيري ، ليس على المنهج السلف

السؤال60: ناصر العقل ؟!

الجواب : ناصر العقل هذا إخواني جلد معروف .

السؤال61: : عبد الله السبت ؟!

الجواب : عبدالله السبت كذلك حزبي إخواني ، وتلميذ عبد الرحمن عبد الخالق ، سيئ ، سيئ الرجل .
السؤال62: حسين آل الشيخ - خطيب في مسجد النبي بالمدينة-؟!

الجواب : حسين آل الشيخ في الجملة -الحمد لله - سلفي !! ....

السؤال77: وفي الختام شيخنا -حفظكم الله- نصيحة إلى طلبتكم وإلى الذين يبحثون عن المنهج الحق -حفظكم الله ووفقكم- .
الجواب : نصيحتي أولاً بتقوى الله !!!!!!!

*أميرةالجزائرية*
2012-06-07, 20:00
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بعد : مسالة : من هو المبتدع ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " الفتاوى " (10/ 9): (المبتدع الذي يتخذ دينًا لم يشرعه الله، ولا رسوله قد زين له سوء عمله فرآه حسنًا؛ فهو لا يتوب ما دام يراه حسنًا. لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيء ليتوب منه، أو بأنه ترك حسنًا مأمورًا به أمر إيجاب، أو استحباب ليتوب ويفعله، فما دام يرى فعله حسنًا، وهو سيء في نفس الأمر؛ فإنه لا يتوب).ا

. هـ.
((النوع التاسع عشر: ومنه المبتدع، إذا كان داعية يدعو الناس إلى بدعته، حتى صار إماماً يقتدى به في بدعته، ويرجع إليه في ضلالته: "كـ غيلان"، و"عمرو بن عبيد"، و"جابر الجعفي"، وذويهم .
ثم روى بإسناده إلى ((ابن سيرين ـ رحمه الله ـ أنه قال: "كانوا لا يسألون عن الإسناد؛ فلما وقعت الفتنة؛ فسألوا عن الرجل، فإن كان من أهل السنة أخذوا حديثه، وإن كان من أهل البدعة فلا يؤخذ حديثه ")).
أخبرنا مكحول، حدثنا جعفر بن أبان الحافظ، قال: قلت لأحمد ابن حنبل: فنكتب عن المرجيء، والقدري، وغيرهما من أهل الأهواء؟. قال: "نعم إذا لم يكن يدعو إليه، ويكثر الكلام فيه؛ فأما إذا كان داعياً فلا "ذكره ابن حبان في كتابه:المجروحين 1/102) .
مسألة : حكم الثناء على اهل البدع ؟
سئل الشيخ – رحمه الله -: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يلحق بهم؟
فأجاب سماحته: نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم وهو داع إليهم، هو من دعاتهم نسأل الله العافية. شرح كتاب فضل الاسلام لابن باز رحمه الله مفرغة (ص10).
مسالة : هل يشترط اقامة الحجة في التبديع ؟
فالمشهور عن أهل السنة أنه من وقع في أمر مكفر لا يكفر حتى تقام عليه الحجة.
أما من وقع في بدعة فعلى أقسام:
القسم الأول: أهل البدع كالروافض والخوارج والجهمية والقدرية والمعتزلة والصوفية القبورية والمرجئة ومن يلحق بهم كالأخوان والتبليغ وأمثالهم فهؤلاء لم يشترط السلف إقامة الحجة من أجل الحكم عليهم بالبدعة فالرافضي ([1]) يقال عنه: مبتدع والخارجي يقال عنه: مبتدع وهكذا، سواء أقيمت عليهم الحجة أم لا.
القسم الثاني: من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف.
ومثال ذلك ما جاء عن ابن عمر - t - حين سئل عن القدرية قال: ((فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني)) رواه مسلم.
القسم الثالث: من كان من أهل السنة ومعروف بتحري الحق ووقع في بدعة خفية فهذا إن كان قد مات فلا يجوز تبديعه بل يذكر بالخير، وإن كان حياً فيناصح ويبين له الحق ولا يتسرع في تبديعه فإن أصر فيبدع.(ذكره الشيخ ربيع في مقال جواب في مسالة اشتراط اقامة الحجة في التبديع
[معنى حجز التوبة من المبتدع]
قال المروذي: سئل أحمد رضي الله عنه عما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : «أن الله عز وجل احتجز التوبة عن صاحب بدعة» وحجز التوبة أي شيء معناه؟ قال أحمد: لا يوفق ولا ييسر صاحب بدعة لتوبة، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قرأ هذه الآية: { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } [159/6] فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «هم أهل البدع والأهواء ليست لهم توبة».
قال الشيخ تقي الدين: لأن اعتقاده لذلك يدعوه إلى ألاَّ ينظر نظرًا تاما إلى دليل خلافه فلا يعرف الحق، ولهذا قال السلف: إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية. وقال أيوب السختياني وغيره: إن المبتدع لا يرجع. (المستدرك على فتاوى ابن تيمية لابن القاسم).

الرد على المخالف :
تاريخ الردّ على المخالف ، قال الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله في كتابه الرد على المخالف من أصول الاسلام المبحث الأول ( ص 21 ـ 46 ).

هذا التاريخ مرتبط بظهور كل بدعة يكاد بها الدين وبكل هوى وضلالة تخالف توحيد المرسلين .. ومن استقرأ الوحيين الشريفين : رأى في مواقف الأنبياء مع أممهم والمصلحين مع أهليهم مواقف الحجاج والمجادلة والردّ على كل ضلالة وهكذا ورثهم من بعدهم على تطاول القرون ، وهذه المواقف أدلة عملية على المشروعية بجانب الأدلة القولية .. ثم ذكر الأدلة من الكتاب والسنة .. ثم نقل كلاما للإمام أبي إسحاق الجويني المتوفى سنة 478 هـ ( .. فإذا رأى العالم مثله يزل ويخطئ في شيء من الأصول والفروع وجب عليه من حيث وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاؤه عن الباطل وطريقه إلى الحق وطريق الرشد والصواب فيه ، وجب على المصيب دفعه عن باطله والكشف له عن خطئه بما أمكن من طريق البرهان ..
ثم إن السنة في نصوصها قولا وفعلا وتقريرا في عامة أبواب التوحيد والشريعة ترى وقائع كثيرة يردّ بها النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس حقا ، فرد على من قال له اعدل يا محمد ، وردّ على عثمان بن مضعون رضي الله عنه التبتل ، وردّ على من حرّم بعض المطاعم والمناكح ، وردّ صلى الله عليه وسلم مجموعة كبيرة من الأقوال والأفعال الشركية والبدعية والمنكرة سواء كانت بحضرته صلى الله عليه وسلم او انه بلغته ...
وقد تنوعت المواقف النبوية المشرفة في محاصرة أهل الأهواء ومن مفردات العقوبات : عدم مجالسته ، الابتعاد عن مجاورته ، ترك توقيره ، ترك مكالمته ، ترك السلام عليه ، ترك التسمية له ، عدم بسط الوجه له ، عدم سماع كلامه وقراءته ، عدم مشاورته . والسنة شاهدة من وجه آخر إلى مدح القائمين بهذا الواجب وأنهم هم العدول المصلحون الغرباء وان عملهم من الجهاد وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ثم ذكر الشيخ نصوص كثيرة ..
مواقف الصحابة رضي الله عنهم : فقام الصحابة بواجب هذه الحمالة لهذا الأصل العقدي خير قيام من ردّ البدع والأهواء المضلة والدفع في نحورها وأعجازها لإبطالها ووأدها من أول بدعة حدثت في الإسلام بدعة الخوارج فهم أول من فارق المسلمين من أهل البدع المارقين وهم أول من كفر المسلمين بالذنوب وهذه حال أهل البدع يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم غيها .. فردّ الصحابة رضي الله عنهم على الخوارج بدعة الافتراق وبدعة التكفير فكشفوا منهم الأسرار وهتكوا الأستار وفضحوهم على المنابر ثم بدا الرفض والنصب ثم القدرية والمرجئة ثم الاعتزال فقام عليهم الصحابة رضي الله عنهم باللسان والسنان فقتل من قتل وخصم من خصم فتزلزلت هذه البدع ورقّت واندحرت وذّلت .
مواقف التابعين : سار التابعون على هذا الأصل العقدي فقاموا في وجوه أهل الأهواء وقاموا بحق الله عليهم خير قيام فكاسروا المبتدعة بالقلم واللسان ، والسف والسنان .. فأخمدوا ثائر الفتن وسكنوا قائم الشبهات والشهوات وأقاموا سوق الكتاب والسنة ، فأحيا الله بهم السنن وأطفأ بهم البدع وأظهر الحق على أيديهم ونصحوا للمسلمين برهم وفاجرهم فهداهم الله وهدى بهم ..
ثم ذكر الشيخ نماذج مما مرّ على الأمة من المصائب وذكر مواقف علماء الأمة من الوقوف في وجوههم ، ثم قال : وقد ألّف العلماء في الردّ عليهم كتبا متكاثرة .. ولو أخذنا نذكر ما لهم من مآثر وآثار في مؤلفات حافلة وسير زاكية ومناظرات صادقة ومواقف مشرفة لكان أمرا لا يبلغ منتهاه ، وحسبك أن أسماء الكتب التي فيها الردّ على البدع والضلالات والأخطاء والمخالفات تبلغ مجلدا بل مجلدات ..
وقيل لأحمد بن حنبل يثقل عليّ أن أقول فلان كذا وفلان كذا فقال أحمد بن حنبل : ( إذا سكتّ أنت وسكتّ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ) ، ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين .. ثم انظر لو أن أحدا انتحل بيتا من المعلقات الشعرية لبادره الناس بالإنكار والتقريع !!
بل إن مناحي الوجوب وجهاته متعددة على الولاة وعلى العلماء وعلى العامة كواجب الهجر ونحوه من الواجبات الشرعية في عقوبات المبتدع شرعا ، وعلى ولي الأمر بسط السلطة في معارضة الهوى والبدعة وكفّ البأس من المسلمين ، فإن من المفتونين من لا ينكفّ شرّه ولو أقمت على بطلان فتنته ألف دليل ، فلابد من أدب يردعه وزاجر يمنعه وإلحاق عصا السلطان في ظهره ..

فاتضح من هذا عقلا وشرعا أن من حق الله على عباده ردّ الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه وجاهدتهم بالحجة والبيان والسيف والسنان والقلب والجنان وليس وراء ذلك حبّة خردل من إيمان ...
شروط وضوابط الرد على المخالف.
للرد على المخالف شروط لا يجوز الرد إلا بتوفرها، ومنها:
الأول: وهو شرط في كل عبادة لله سبحانه وتعالى، ألا وهو الإخلاص لله تعالى، فيجب على الراد أن يكون الحامل له علي ذلك ليس العرق ولا اللون ولا الناس ولا الهوى ولا العاطفة ولا التشفي، إنما الذي يحمله الذب عن دين الله سبحانه وتعالى وسنةِ نبيه صلى الله عليه وسلم، وإرادة الإصلاح كما قال شعيب عليه السلام: (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ)(هود: من الآية88)، وبغير الإخلاص يكون هذا العمل مهما عظم مردوداً على صاحبه -عياذاً بالله- فإذا أخلص الإنسان في رده ظهر ذلك بإذن الله تعالى في عمله فلا يجور ولا يفتري.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (الرد على أهل البدع من الرافضة وغيرهم إن لم يُقْصَدْ فيه بيان الحق وهدى الخلق ورحمتُهم والإحسانُ إليهم، لم يكن عمله صالحًا، وإذا غلَّظَ في ذم بدعة ومعصية كان قصده بيانَ ما فيها من الفساد ليحذرها العباد، كما في نصوص الوعيد وغيرها، وقد يُهجر الرجل عقوبة وتعزيرًا والمقصود بذلك ردعه وردع أمثاله، للرحمة والإحسان، لا للتشفي والانتقام).ا.هـ من منهاج السنة (5/239)
وقال -رحمه الله-: (فلا يحل للرجل أن يتكلم في هذا الباب -أي في الرد على المخالف- إلا قاصداً بذلك وجه الله تعالى، وأن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يكون الدين كله لله،... فلو تكلم بحقٍ لقصد العلو في الأرض أو الفساد، كان بمنزلة الذي يقاتل حميةً ورياء، وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين، كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل.) ا.هـ من الفتاوى (28/ 234 -235).
الثاني: وهو شرط أيضاً في كل عبادة لله سبحانه و تعالى، ألا وهو المتابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - في الرد على المخالف، فلا يجوز أن يُرد على المخالف بالإحداث في دين الله سبحانه تعالى، كما فعل المرجئة مع الخوارج، وكما فعل الأشاعرة مع المعتزلة، فإنهم ردوا البدعة ببدعة -والعياذ الله-، بل الواجب أن تُردَ البدعة بالسنة إلى السنة، لأن مقصودَ السني من رد الخطأ إظهارُ الحق، فكيف يرد الباطل بالباطل!، ولأن رد الباطل بالباطل يؤدي إلى استطالة المردود عليه أكثرَ وأكثر، قال ابن تيمية: (الرد على أهل الباطل لا يكون مستوعِباً إلا إذا اتُبِعت السنةُ من كل الوجوه وإلا فمن وافق السنة من وجه وخالفها من وجه طمع فيه خصومه من الوجه الذي خالف فيه السنة، واحتجوا عليه بما وافقهم عليه من تلك المقدمات المخالفة للسنة.
وقال ابن القيم في الصواعق المرسلة بعد سياقه لكلام ابن تيمية المتقدم: (وليس لمبطل بحمد الله حجةٌ ولا سبيلٌ بوجه من الوجوه على من وافق السنة، ولم يخرج عنها، حتى إذا خرج عنها قدر أنملة، تسلط عليه المبطل بحسب القدر الذي خرج به عن السنة، فالسنة حصن الله الحصين، الذي من دخله كان من الآمنين، وصراطه المستقيم الذي من سلكه كان إليه من الواصلين، وبرهانه المبين الذي من استضاء به كان من المهتدين).ا.هـ من الصواعق المرسلة (4/1255).
الثالث: الأهلية: وهي القدرة على الرد على المخالف، فليس كل من كان عنده حماسٌ للدين وغيرَةٌ عليه يشرع له الرد على المخالف، قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33) فكل من يريد أن يرد على المخالف لا بد أن يرد الباطل إلى الحق، والحق لا يعرف إلا بالعلم، فمن لم يكن له علم فلا يجوز له أن يرد على الباطل.
لأن من لا علم عنده إذا رد على الباطل سيؤدي رده إلى مفسدة أعظم.
قال ابن تيمية رحمة الله تعالى " وقد كانوا ينهون عن المجادلة والمناظرة إذا كان المناظر ضعيف العلم كما يُنهى عن المقاتلة أن يقاتل علجاً قوياً من علوج الكفار فإن ذلك يضره ويضر المسلمين بلا منفعة".أ.هـ. من درء تعارض العقل والنقل (7/173).
الرابع: العدل: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8)
قال ابن تيمية: "وقد قال سبحانه: (ولا يجرمنكم يشنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) فنهى أن يحمل المؤمنين بغضهم للكفار على ألا يعدلوا عليهم، فكيف إذا كان البغض لفاسق أو مبتدع متأول من أهل الإيمان، فهو أولى أن يجب عليه ألا يحمله ذلك على ألا يعدل على مؤمن وإن كان ظالماً له".ا.هـ من الاستقامة (1/37).
الخامس: من آداب وشروط الرد على المخالف أن لا يترتب على الرد مفسدة أعظم من مفسدة السكوت عن الخطأ، فقد يخطئ الشخص في دين الله سبحانه وتعالى، وقد يظلم ويجور ومع ذلك يؤخر الرد ويؤخر الانتصار، لأنه سيترتب على الرد والانتصار مفسدة أعظم وأعظم، ولازال السلفيون يعيبون على خوارج العصر، الذين يجاهدون بغير إقامة شروط الجهاد لازالوا يعيبون عليهم جهادهم هذا، لأنه يترتب على قتالهم اليوم مفسدة أعظم وأعظم مما لو صبروا وكفوا عن القتال.ذكره الشيخ حمد بن عبدالعزيز بن حمد ابن عتيق في رسالته (شذور ولطائف في الرد على المخالف ) انتهى باختصار .
فائدة مهمة :فأن اهل السنة ينظرون الى المخالفة والمخالف ، فالمخالفة عندهم على ضربين – اعني على قسمين -:
القسم الاول: مخالفة هي مورد للنزاع ومسرح للرأي والاجتهاد ، فهذه لايثرب احد فيها على الآخر بل يبين الراجح عنده بدليله بيانا شافيا كافيا منصفا حتى يكون المتلقي على بصيرة وبينة من الأمر .
القسم الثاني : ماليس فيه مجالا للاجتهاد ولايقبل الرأي ، فهذا هو الذي يشددون فيه ويستنكرون على المخالف فيه فيردونه بالدليل وغرضهم من ذلك ان يكون التدين لله عزوجل خالصا صافيا من كل المكدرات ،خالص من شائبة الشرك والبدعة ،كما انهم ينظرون الى المخالف ،هذا الذي خالف لايعدو حالين :
الحالة الاولى :ان يكون صاحب سنة ،فانهم مع ردهم مخالفته بالدليل القاطع والبرهان الساطع لايتابعونه على زلته فماكنته عندهم لاتصوغ لهم متابعته ولاغض الطرف عن مخالفته ،لكنهم يحفظون كرامته ويصونون عرضه ويقولون هو أخطأ ،ولهذا كانت اقوالهم – اعني ائمة السنة – بدا من الصحابة فائمة التابعين فمن بعدهم من ائمة القرون المفضلة التي شهد لخا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية في احاديث عده.
الحالة الثانية : ان يكون المخالف من اهل البدع فالاصل انه لاكرامة له عندهم فيغلظون لهالقول ، فهم مع ردهم مخالفته يشنعون عليه ويغلظون له القول ويحذرون منه الامة ،وما احسن ماقاله الامام البربهاري رحمه الله )واعلم ان الخروج عن الطريق على وجهين ؛اما احدهما :فرجل زل عن الطريق وهو لايريد الا الخير ،فلا يقتدى بزلته ....، وآخر : عاند الحق ،وخالف من كان قبله من المتقين ،فهو ضال مضل شيطان مريد في هذه الأمة ،حقيق على من يعرفه ان يحذر الناس منه ،ويبين للناس قصته ؛لئلا يقع احد في بدعته فيهلك ).اه ذكره الشيخ عبيد الجابري حفظه الله في كتابه (القول المدبج بذكر وصايا في المنهج ).
).

*أميرةالجزائرية*
2012-06-07, 20:03
ممضار السكوت عن المخالف : ( 79 – 82(

قال الشيخ الاسلام رحمه الله : في السكوت عن المخالفين ، وتخذيل المصلحين أمور مضرّة بالدين والدنيا ، ومنها :

1_ نزول أهل السنة درجات بتعطيل عنصر مهم من حياتهم الوظيفية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجاهدة المبطلين .
2_ ارتفاع أهل الأهواء على أهل السنة ، ومن الغبن الفاحش أن ترتفع منزلة الكفة الفارغة بالسجلات الطائشة ، على منزلة الكفّة الراجحة بكلمة التوحيد الخالص .
3_ مدّ المخالفة وامتداد رواقها ، وانتشارها في الاعتقاد والأقوال والإعمال ، فان الأهواء إذا كانت في متناول كل لاقط آلت بالأمة إلى أسرها بأغلال ما انزل بها من سلطان .
4_ فشوّا الشبهة ومداخلتها للاعتقاد الحق ، وتلعبها بالقلوب كتلعّب الأفعال بالأسماء ، وبالتالي تحريك العقيدة الحقّة عن مكانها بعد ثباتها ، فيضعف الاعتقاد السليم ، ويضعف سلطانه .
5_ ظهور المبطلين في المجامع وعلى درجات المنابر لمشاغبة المصلحين ، والتحريش بهم، وتحريض العامة عليهم ، وتكميم أفواههم ، وذلك أن أهل البدع لا يدعون أهل السنة إلا بجروح دامية وعيون دامعة .
6_ في السكوت والتخذيل إسقاط للعقوبات الشرعية لأهل الأهواء ، وأهل الشهوات ، حيث تؤل بالأمة إلى الانهزام ، مما يغري الغزاة لاجتياح ديار الإسلام .
7_كسر الحاجز النفسي بين السنة والبدعة ، والمعروف والمنكر ، فتموت الغيرة على حرمات الدين .
8_ في السكوت عن المخالف ومخالفته مظاهرة للمجرمين ، وهذا من مواطن الإثم وهو يؤثر على قاعدة الإسلام الولاء والبراء .
9_ بالسكوت يتحجج العامة بنسبة الأهواء والشهوات إلى الدين ، ومن أنباء سقوط الدول وحلول القوارع بها ظهور أهل البدع والفجور ، وخذ من قريب ما الذي أخذ بتلابيب ( تل أبيب ) وأنزل الغاشية على كاظمة وعلى هذا فقس ...
10_ ولو ترك كل مخالف ومخالفته ، وضال وضلالته ، ومبتدع وبدعته ، وفاسق وفسقه ، لتجرّع أهل القبلة منهم سموما قاتلة ، وأهواء مضلة، وحياة قاتمة خافضة للملة ، رافعة لقتام الشبهة ، ودنس الشهوة .
ثمرات القيام بالرد على المخالف – الوظيفة الشرعية - : ( 83-84)
قال الشيخ رحمه الله : القيام بهذا الواجب الكفائي يحقق مطالب شرعية ، وثمارا مباركة ، تلتمع في حياة المسلمين إلتماع البرق في طيات السحاب ومنها :
1_ اتقاء المضار المشار إليها آنفا ، الناجمة عن السكوت ن والانحسار عن مواجهة الواقع .
2_ نشر للسنة ، وإحياء لما تآكل منها ، فكما يكون نشرها بالعمل بها والدعوة إليها ، فكذلك برد العدوان عنها .
3_ نصح للمخالف وضماد لجراحه ، ونصح لجميع المسلمين ، وكشف للغشاوة عنهم .
4_ تنقية الساحة من المنكودين ، بالتعريف عليهم بما خالفوا به أمر السنة والكتاب ، فابتدعوا ، وفجروا ، ونابذوا السنة ، وآذوا المسلمين ، وتحذير من الوقوع في شراكهم ، وحيلولة بينهم وبين ما يشتهون ، وكف لبأس المخالفات المذمومة .
5_ دفع الإثم عن المسلمين بالقيام بهذا الفرض الكفائي ، وإعانة لهم على دينهم الحق ، ورحمة بهم .
6_ نيل شرف الرتبة بالقيام بهذه الحسبة ، للذب عن الشريعة وحملتها ، وصيانتها من الدخولات وحراستها ، وإنعاش الغيرة وبعث مطلب الجهاد فيها .( ذكره الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله في كتابه الرد على المخالف من اصول الاسلام ) .
اسئل الله الكريم المنان ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي وان يجعله خالصا لوجهه الكريم
جمعه اخي ابو عبدالرحمن .