عبد الرحيم
2009-01-27, 12:57
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتعرض علمائنا الأجلاء -خصوصا في هذه الفترة- إلى حملة شرسة من السب والشتم والطعن الظالم والإنتقادات الآثمة، لا لشيء إلا أنهم يقولون الحق ولا تأخذهم في الله لومة لائم. وعند النظر في هذه الإنتقادات نجدها مبنية على أساسين اثنين لا ثالث لهما، الأساس الأول هو الجهل المطبق والأساس الثاني هو اتباع الهوى.
وإلى حد الأن لم نرى ولا شخص واحد انتقد العلماء نقدا علميا مبنيا على الدليل الشرعي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، بل كل (كل) كلام المنتقدين وجدناه مبنيا على :
أولا : الجهل المطبق ويتضح ذلك جليا في كلام الناس في الشوارع والمقاهي ومجالس اللهو واللغو حيث لا يعرف هؤلاء سوى ترديد عبارات مستهلكة أكل عليها الدهر وشرب مثل علماء الحكام وعلماء المخابرات والعلماء يعملون لمصلحة إسرائيل وأمريكا..وحتى في المنتديات فأعضاء بالأمس القريب أغرقوا المنتدى بالمواضيع الهابطة التافهة كمواضيع الحب والغرام ومواضيع من جنس تعحبني فلانة في كلامها، أين مواضيعك يا فلانة، اشتقت إلى كتابات علانة، خاص بالرجال، خاص بالنساء، سؤال للفتيات، سؤال للشباب...هؤلاء الأعضاء تحولوا بين عشية وضحاها إلى علماء يبدعوه ويفسقون العلماء ويكفرون الحكام وحتى لو أردت مناقشتهم فإنك لن تقدر على ذلك فكلامهم كلام شوارع لا يصلح أصلا للقراءة فما بالك بالمنقاشة ؟؟
ثانيا : اتباع الهوى ويتضح ذلك في كلام أهل الأهواء على صفحات الجرائد والمنتديات، فأصحاب الصحف الذين ملؤوا صفحات جرائدهم بأخبار الفنانين والفنانات والممثلين والممثلات ولا يكفون أبدا عن نشر الأباطيل والشائعات لترويج تجارتهم ويستغلون مثل هذه الظروف العصيبة والمشحونة لإلهاب حماس وعواطف الناس ضد العلماء كي يفقدوا ثقتهم بهم فتخلو لهم الساحة لتوجيه العوام بأباطيلهم وسخافاتهم مثلما يشاؤون دون حسيب ولا رقيب.
أهل الأهواء لا يردون ردا علميا على العلماء وأنى لهم ذلك فهدفهم ليس بيان الحق وإنما هو الطعن المجرد ولهذا فكلامهم دائما مبني على الشبهات والشهوات وبتر وتحريف فتاوى العلماء ثم إن كلامهم موجه دائما إلى العوام الذين لا يميزون الغث من السمين وبإضافة عبارات التهويل والعويل على كلامهم يصبح بإمكانهم خداع الناس.
وحتى الطاعنين في العلماء في المنتدى لم نر لأحدهم موضوعا متكاملا منسقا فيه رد الدليل بدليل أقوى منه ومقارعة الحجة بحجة أوضح منها، بل كلامهم لا يعدوا أن يكون مجرد تفريغ لما في نفوسهم من حقد وغل وبغض للعلماء وحتى عندما يناقشون فيما يكتبون فإنهم يتبعون سياسة اللف والدوران والهروب إلى الأمام تجنبا للنقاش الجاد حتى لا يفتضح أمرهم.
من عجائب ما نسمع ونقرأ ونرى أن يأتي أحدهم لا ندري أين كان تائها وفي أي بحر من بحور الظلمات والشهوات كان غارقا فيطل برأسه قائلا أين العلماء السلفيين ؟ وقبل أن يسأل هذا السؤال كان عليه أولا أن يخبرنا أين كان تائها وأين كان غارقا قبل أن تحدث هذه الأحداث فالسلفيين تحدثوا في هذه الأمور قبل أن يولد هو بل ربما قبل أن يولد أبوه وأمه.
ومنهم من يخرج في المظاهرات ويصرخ ويصيح " خيبر خيبر يا يهود..جيش محمد سيعود " وبعد أن يسكت غضبه وينطفأ حماسه يعود إلى سباته الذي كان مستغرقا فيه ! فهو مطمئن بأن جيش محمد سيعود.. لكنه لم يفكر بأن يعد نفسه كي يكون جنديا من هذا الجيش لذلك فلا نرى أنه قد طرأ عليه أي تغيير في تصرفاته ولا في أخلاقه فلعله يرى بأنه ليس واجبا عليه أن يكون ضمن هذا الجيش..
ومن الناس من يكثر الحديث حول الحكام ويجتهد في سبهم وشتمهم لأنهم متخاذلون وعملاء فإذا جاء وقت الإنتخابات كان من المسارعين إلى تزكيتهم والتصوبيت لهم، وبعضهم عندما يزورهم الرئيس يتدافعون ويكادون يقتتلون من أجل مصافحته، ويهتفون بحياته ويفدونه بحياتهم.. (جيش شعب معك يا رئيس، بالروح بالدم نفديك يارئيس).
بعض المكفرين للحكام ينتظرون من العلماء السلفيين أن يفتوا لهم بوجوب الخروج على الحكام ومحارتهم، كأنهم لم يكفهم كل الأرواح التي أزهقت وكل دماء الأبرياء التي سالت وكل دموع الأرامل والثكالى والأيتام التي سالت وكل الشباب المساكين الذين ضاع مستقبلهم بين جدران وقضبان السجون والمعتقلات. إن لم تكفكم كل المصائب التي حلت بالمسلمين جراء الخروج على الحكام فاطلبوا من علمائكم أن يفتوا لكم بالخروج عليهم فإن لم يفعلوا فدونكم الجبال والغابات والوديان أخرجوا وحاربوا الحكام إن كنتم ترون فائدة في ذلك.
أصبح من هب ودب ينتقد العلماء ويفسقهم ويبدعهم ولو سألته عن أبسط أمور الدين لوجدته جاهلا بها، أصبح على العلماء أن يفتوا بما وافق أهواء الناس وإلا فليسكتوا. نعم أصبح على العلماء قبل أن يفتوا عليهم أن يرموا كتاب الله وسنة رسوله وراء ظهورهم ثم يخرجوا إلى الشوارع ليرصدوا آراء العوام في المسألة ثم يفتوا بما وافق هوى أغلبية الناس.. على العالم أن يطوف على الشوارع والمقاهي والحانات وملاعب الكرة ومجالس اللهو واللغو ويجمع آراء الناس ثم يفتي بما تراه الأغلبية من الناس، فإن لم يفعل فهو عالم حكومي وهو يعمل لمصلحة إسرائيل وأمريكا...
لقد أصبح كل تافه وسفيه يتكلم في أمر الأمة.. لا، بل حتى في أمر الإسلام والدين، فهاهي الجرائد التي تتخذ من سب العلماء وشتمهم مبدأ لها ترصد وتنقل آراء المغنين والمغنيات والممثلين والممثلات واللاعبين واللاعبات في أمور الإسلام والمسلمين.
وقد وصف الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام هذا الزمان وصفاً دقيقاً محكماً كما في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سيأتي على الناس سنواتٍ خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة! قيل: ومن الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) رواه أحمد و الحاكم في المستدرك وصححه الألباني.
صدق المصطفى _عليه الصلاة والسلام_ ورب الكعبة، وهذه علامة من علامات النبوة، لقد تكلم التافهون الآن، وأُفرد للتافهين الصفحات الطوال، وأُفرد للتافهين الساعات الطوال ليحركوا عقول الأمة، ليوجهوا شباب الأمة توجيهاً يناقض تماماً ما أراده الله جل وعلا، وما أراده المصطفى صلى الله عليه وسلم لأمةٍ أوجب الله عليها أن تحمل مشعل الهداية لهذه البشرية كلها، ولِمَ لا وبين يديها كتاب الله جل وعلا وسنة الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نطق العلماء الذين أفنوا أعمارهم في دراسة كتاب الله وسنة رسوله بما في كتاب ربهم وسنة نبيهم فكذبوا وخونوا ، ونطق الرويبضة التافهون السفهاء من أصحاب الجرائد والعوام والعلمانيين والمغنين والمهرجين الذين أفنوا أوقاتهم في اللهو و الباطل فصدقوا وائتمنوا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتعرض علمائنا الأجلاء -خصوصا في هذه الفترة- إلى حملة شرسة من السب والشتم والطعن الظالم والإنتقادات الآثمة، لا لشيء إلا أنهم يقولون الحق ولا تأخذهم في الله لومة لائم. وعند النظر في هذه الإنتقادات نجدها مبنية على أساسين اثنين لا ثالث لهما، الأساس الأول هو الجهل المطبق والأساس الثاني هو اتباع الهوى.
وإلى حد الأن لم نرى ولا شخص واحد انتقد العلماء نقدا علميا مبنيا على الدليل الشرعي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، بل كل (كل) كلام المنتقدين وجدناه مبنيا على :
أولا : الجهل المطبق ويتضح ذلك جليا في كلام الناس في الشوارع والمقاهي ومجالس اللهو واللغو حيث لا يعرف هؤلاء سوى ترديد عبارات مستهلكة أكل عليها الدهر وشرب مثل علماء الحكام وعلماء المخابرات والعلماء يعملون لمصلحة إسرائيل وأمريكا..وحتى في المنتديات فأعضاء بالأمس القريب أغرقوا المنتدى بالمواضيع الهابطة التافهة كمواضيع الحب والغرام ومواضيع من جنس تعحبني فلانة في كلامها، أين مواضيعك يا فلانة، اشتقت إلى كتابات علانة، خاص بالرجال، خاص بالنساء، سؤال للفتيات، سؤال للشباب...هؤلاء الأعضاء تحولوا بين عشية وضحاها إلى علماء يبدعوه ويفسقون العلماء ويكفرون الحكام وحتى لو أردت مناقشتهم فإنك لن تقدر على ذلك فكلامهم كلام شوارع لا يصلح أصلا للقراءة فما بالك بالمنقاشة ؟؟
ثانيا : اتباع الهوى ويتضح ذلك في كلام أهل الأهواء على صفحات الجرائد والمنتديات، فأصحاب الصحف الذين ملؤوا صفحات جرائدهم بأخبار الفنانين والفنانات والممثلين والممثلات ولا يكفون أبدا عن نشر الأباطيل والشائعات لترويج تجارتهم ويستغلون مثل هذه الظروف العصيبة والمشحونة لإلهاب حماس وعواطف الناس ضد العلماء كي يفقدوا ثقتهم بهم فتخلو لهم الساحة لتوجيه العوام بأباطيلهم وسخافاتهم مثلما يشاؤون دون حسيب ولا رقيب.
أهل الأهواء لا يردون ردا علميا على العلماء وأنى لهم ذلك فهدفهم ليس بيان الحق وإنما هو الطعن المجرد ولهذا فكلامهم دائما مبني على الشبهات والشهوات وبتر وتحريف فتاوى العلماء ثم إن كلامهم موجه دائما إلى العوام الذين لا يميزون الغث من السمين وبإضافة عبارات التهويل والعويل على كلامهم يصبح بإمكانهم خداع الناس.
وحتى الطاعنين في العلماء في المنتدى لم نر لأحدهم موضوعا متكاملا منسقا فيه رد الدليل بدليل أقوى منه ومقارعة الحجة بحجة أوضح منها، بل كلامهم لا يعدوا أن يكون مجرد تفريغ لما في نفوسهم من حقد وغل وبغض للعلماء وحتى عندما يناقشون فيما يكتبون فإنهم يتبعون سياسة اللف والدوران والهروب إلى الأمام تجنبا للنقاش الجاد حتى لا يفتضح أمرهم.
من عجائب ما نسمع ونقرأ ونرى أن يأتي أحدهم لا ندري أين كان تائها وفي أي بحر من بحور الظلمات والشهوات كان غارقا فيطل برأسه قائلا أين العلماء السلفيين ؟ وقبل أن يسأل هذا السؤال كان عليه أولا أن يخبرنا أين كان تائها وأين كان غارقا قبل أن تحدث هذه الأحداث فالسلفيين تحدثوا في هذه الأمور قبل أن يولد هو بل ربما قبل أن يولد أبوه وأمه.
ومنهم من يخرج في المظاهرات ويصرخ ويصيح " خيبر خيبر يا يهود..جيش محمد سيعود " وبعد أن يسكت غضبه وينطفأ حماسه يعود إلى سباته الذي كان مستغرقا فيه ! فهو مطمئن بأن جيش محمد سيعود.. لكنه لم يفكر بأن يعد نفسه كي يكون جنديا من هذا الجيش لذلك فلا نرى أنه قد طرأ عليه أي تغيير في تصرفاته ولا في أخلاقه فلعله يرى بأنه ليس واجبا عليه أن يكون ضمن هذا الجيش..
ومن الناس من يكثر الحديث حول الحكام ويجتهد في سبهم وشتمهم لأنهم متخاذلون وعملاء فإذا جاء وقت الإنتخابات كان من المسارعين إلى تزكيتهم والتصوبيت لهم، وبعضهم عندما يزورهم الرئيس يتدافعون ويكادون يقتتلون من أجل مصافحته، ويهتفون بحياته ويفدونه بحياتهم.. (جيش شعب معك يا رئيس، بالروح بالدم نفديك يارئيس).
بعض المكفرين للحكام ينتظرون من العلماء السلفيين أن يفتوا لهم بوجوب الخروج على الحكام ومحارتهم، كأنهم لم يكفهم كل الأرواح التي أزهقت وكل دماء الأبرياء التي سالت وكل دموع الأرامل والثكالى والأيتام التي سالت وكل الشباب المساكين الذين ضاع مستقبلهم بين جدران وقضبان السجون والمعتقلات. إن لم تكفكم كل المصائب التي حلت بالمسلمين جراء الخروج على الحكام فاطلبوا من علمائكم أن يفتوا لكم بالخروج عليهم فإن لم يفعلوا فدونكم الجبال والغابات والوديان أخرجوا وحاربوا الحكام إن كنتم ترون فائدة في ذلك.
أصبح من هب ودب ينتقد العلماء ويفسقهم ويبدعهم ولو سألته عن أبسط أمور الدين لوجدته جاهلا بها، أصبح على العلماء أن يفتوا بما وافق أهواء الناس وإلا فليسكتوا. نعم أصبح على العلماء قبل أن يفتوا عليهم أن يرموا كتاب الله وسنة رسوله وراء ظهورهم ثم يخرجوا إلى الشوارع ليرصدوا آراء العوام في المسألة ثم يفتوا بما وافق هوى أغلبية الناس.. على العالم أن يطوف على الشوارع والمقاهي والحانات وملاعب الكرة ومجالس اللهو واللغو ويجمع آراء الناس ثم يفتي بما تراه الأغلبية من الناس، فإن لم يفعل فهو عالم حكومي وهو يعمل لمصلحة إسرائيل وأمريكا...
لقد أصبح كل تافه وسفيه يتكلم في أمر الأمة.. لا، بل حتى في أمر الإسلام والدين، فهاهي الجرائد التي تتخذ من سب العلماء وشتمهم مبدأ لها ترصد وتنقل آراء المغنين والمغنيات والممثلين والممثلات واللاعبين واللاعبات في أمور الإسلام والمسلمين.
وقد وصف الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام هذا الزمان وصفاً دقيقاً محكماً كما في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سيأتي على الناس سنواتٍ خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة! قيل: ومن الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) رواه أحمد و الحاكم في المستدرك وصححه الألباني.
صدق المصطفى _عليه الصلاة والسلام_ ورب الكعبة، وهذه علامة من علامات النبوة، لقد تكلم التافهون الآن، وأُفرد للتافهين الصفحات الطوال، وأُفرد للتافهين الساعات الطوال ليحركوا عقول الأمة، ليوجهوا شباب الأمة توجيهاً يناقض تماماً ما أراده الله جل وعلا، وما أراده المصطفى صلى الله عليه وسلم لأمةٍ أوجب الله عليها أن تحمل مشعل الهداية لهذه البشرية كلها، ولِمَ لا وبين يديها كتاب الله جل وعلا وسنة الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نطق العلماء الذين أفنوا أعمارهم في دراسة كتاب الله وسنة رسوله بما في كتاب ربهم وسنة نبيهم فكذبوا وخونوا ، ونطق الرويبضة التافهون السفهاء من أصحاب الجرائد والعوام والعلمانيين والمغنين والمهرجين الذين أفنوا أوقاتهم في اللهو و الباطل فصدقوا وائتمنوا ولا حول ولا قوة إلا بالله.