مشاهدة النسخة كاملة : ملاحم المقاومة الإسلامية ضد الكيان الصهيوني .
"حالوتس" عن حرب تموز 2006: قادة الجبهة الشمالية كانوا عجولا سمينة كسولة بدلا من أن يكونوا خيولا سريعة
اعتبرت صحيفة "الخليج" الاماراتية أنه "ورغم مرور أربع سنوات، ما زال العدوان "الإسرائيلي" الفاشل على لبنان في تموز ،2006 يشعل النار بين قيادات المؤسستين السياسية والعسكرية في "إسرائيل" ضمن حرب الاتهامات المتبادلة غير المنتهية" .
وفي كتاب جديد، وصف قائد أركان جيش العدو الصهيوني خلال العدوان دان حالوتس قائد الأركان الاسبق وزير الشؤون الاستراتيجية الحالي موشيه يعلون بالأفعى وقادة الجبهة الشمالية بالعجول السمينة الكسولة بدلا من أن يكونوا خيولا سريعة.
وإتهم حالوتس "قادة ميدانيين بالتهرب من المواجهة البرية مع "حزب الله" خوفا من خسارة الجنود"، مشدداً على أن "الاهمال بلغ حد بقاء بعض التعليمات كلمات فارغة".
وعلى غرار تحديدات تقرير "فينوغراد" للتحقيق بالحرب الفاشلة، تابع حالوتس بتقريع فرق جيش العدو البرية مقابل الإشادة بسلاح الجو الذي كان ترأسه قبل الحرب قائلا انهم "بذلوا كل جهد لتفادي القتال على الأرض وسرحوا وحدات خلال الحرب واستنكفوا عن شق محاور وطرق".
وإستعرض حالوتس في كتابه "بمستوى العينين" سيرته الذاتية وتوقف مطولا عند عدوان تموز وفيه يحمّل القوات البرية قسطا كبيرا من مسؤولية فشلها لكنه لا يعفي نفسه منها ويقول إنه ارتكب عدة "أخطاء موجعة" أبرزها اختياره رجالا غير مناسبين في قيادة الجيش.
بالمقابل، يشدد حالوتس على أن فشل الحرب يعكس خللاً عاماً في الجهاز برمته لا بأشخاص محددين.
ويرى حالوتس أربعة أسباب للفشل:
عدم وعي قيادات الجيش بأن "إسرائيل" انتقلت من النشاط الأمني لحالة حرب حقيقية، الخوف من الخسائر البشرية وإفراط الجيش والمجتمع في إبداء الحساسية حيال سلامة الجنود، ويتابع "المعادلة انقلبت فبينما كان الجنود يذودون عن "المواطنين" نشأ لدينا وضع معاكس". ويشير لسبب ثالث يتعلق بتسامحه المفرط مع قيادات عسكرية ارتكبت أخطاء عملياتية ومخالفات طاعة وانضباط خلال الحرب. كما يشير لاعتماد الجيش بشكل مفرط على التكنولوجيا في إدارة المعركة من خلال غرف القيادة بدلا من قيادة الجنود للمواجهة.
حالوتس الذي اتهمه تقرير فينوغراد بارتكاب خطأ فادح لعدم قيامه باستدعاء جيش الاحتياط مبكرا وتردده باجتياح بري للجنوب اللبناني، رد التهمة إلى المستوى السياسي، مؤكداً أنهم "هم رفضوا مرات عدة خيار الحملة البرية الواسعة ودحرجوا المسؤولية نحو الجيش".
واعترف أن الطائرات والمروحيات استهدفت الأراضي اللبنانية عن ارتفاع شاهق ما أدى لعدم إصابة الأهداف وتحول قصفها لعشوائي من دون أن يشير بالطبع إلى أن ذلك تسبب بقتل وإصابة آلاف اللبنانيين .
كذلك رأى حالوتس أن جيش كيانه أخطأ بالتعامل مع الإعلام خلال الحرب، وقال إن سلوكه كان معتلا وفيه عيب، لكنه بالمجمل يعتبر أن الحرب حققت ردعا وتسببت باستمرار اختباء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حسب زعمه.
شهادة وزير الثقافة والعلوم في حكومة اولمرت أمام لجنة فنيوغراد
بينيس لفينوغراد : تجربتنا مُرّة مع المستنقع اللبناني كلما تحركنا أكثر غرقنا بشكل أسرع
ضمن سلسلة شهادات قادة العدو امام لجنة فينوغراد التي شكلت للتحقيق في اسباب اخفاقات العدو الصهيوني في عدوان تموز 2006 ، تنشر "الانتقاد.نت" ، نص شهادة أوفير بينيس ، وزير الثقافة والعلوم في حكومة ايهود اولمرت ، امام لجنة فينوغراد .
قد تكون شهادة وزير الثقافة والعلوم في حكومة ايهود اولمرت التي قادت الحرب على لبنان في تموز عام 2006 ، الاكثر تعبيرا عن طريقة ادارة العدو للحرب ، والاكثر دقة في فهم وتوصيف الواقع اللبناني المر بالنسبة لجيش العدو الصهيوني .
ففي شهادته أمام لجنة فينوغراد، ناقض وزير الثقافة والعلوم في حكومة ايهود اولمرت اوفير بينيس شهادة ايهود اولمرت ، لجهة اشارته الى أنه لم يك ثمة خطة للحرب لدى القيادة العسكرية عندما وقعت الحرب في 12 تموز 2006 ، واذ وصف بينيس ما حصل بانه كان رد فعل تطور بعد ذلك إلى ما وصل إليه ، قال :" اعتقد أننا جررنا الى هذه الحرب دون أن نتخذ قراراً بهذا الشأن ... بنظري ما حصل كان رد فعل تطور بعد ذلك إلى ما وصل إليه ". وعن موقفه من شن العدوان على لبنان في تموز 2006 ، اعتبر بينيس بان ذلك كان يجب ان يتم على قاعدة ضرورة الرد كي لا يُفسر السكوت على أنه ضعف، معللاً موقفه المؤيد لما وصفه بالرد باعتقاده أنه يجب تُنيَفَّذ هجمات جوية واسعة وقاسية، بهدف استعادة قوة الردع الإسرائيلية.
وجول تفاصيل اتخاذ قرار الحرب على لبنان اوضح بينيس امام لجنة فينوغراد :" أنه خلال أول جلسة تلت عملية أسر الجنديين في 12 تموز، لم يك خيار ضبط النفس وارداً لدى أي من الوزراء ولا حتى عندي»، مشيراً إلى «أنه لم يكن واضحاً للجميع ما هي نقطة الخروج من الحرب، وما هي مدة الحملة "، مضيفا بأنه " لم يك بامكان أحد عرض سيناريو دقيق لها " ، ولافتا الى ان "الحكومة قررت تأييد الحملة كما هي».
وفي إشارة إلى طريقة اتخاذ القرارات في حكومة اولمرت خلال مسار الحرب من دون أي نقاش أو اعتراض ، وصف الوزير بينس أعضاء المجلس الوزاري الأمني في حكومة اولمرت بالـ«ختم المطاطي»،. مشيرا الى أن إسرائيل انجرّت لهذه الحرب من دون أن تتخذ قراراً بهذا الشأن ، وكاشفا أنه علم شخصيا بخطة الجيش الإسرائيلي للحرب من وسائل الإعلام .
ورداً على سؤال لجنة فينوغراد ، عن وصفه التفكير بالدخول البري إلى لبنان بـ«الكابوس»، شبه بينس لبنان بالمستنقع فقال : « أُشبه لبنان بالمستنقع. كلما تحركت أكثر غرقت أكثر وأسرع، هذه مواصفات المستنقع. إذا جلست بهدوء فثمة احتمال بأن ينقذوك، وكلما تحركت غرقت أكثر وأسرع».
كما تطرق بينيس إلى «استراتيجية الخروج» من الحرب، فكشف أنها كانت تستند إلى ضغط المجتمع الدولي لإنهاء الحرب، بيد أن المفارقة ظهرت عندما لم يتحرك أحد للضغط على اسرائيل لوقف العدوان، بل لتشــجيعه. وفي هذا الاطار اوضح بينيس ان «القيادة السياسية افترضت أنه لن يكون أمامها متسع من الوقت للعمل، لذلك يجب العمل حتى يوقفنا المجتمع الدولي ، لكن ببساطة لم يوقفنا أحد، وهذا ما حدث. ليس فقط أن أحداً لم يوقفنا، بل شجعونا». وتابع بينس قائلا : «في مرحلة معينة تطورت نظرية مفادها أنه علينا إرغام العالم على إرغامنا على وقف الحرب وتوجيه ضربات شديدة للبنان من أجل إثارة العالم للضغط على إسرائيل».
وحدد بينيس أهداف العدوان من وجهة نظره بثلاثة امور هي : «الرد من أجل إعادة قدرة الردع وضرب مخازن الأسلحة التابعة لحزب الله، وإمكان إعادة الجنديين الأسيرين».
وحول ما يخص تقدير الوزراء الإسرائيليين لطبيعة الرد من حزب الله، قال بينيس: «لا أعتقد أن أحداً من الوزراء أدرك في جلسة 12 تموز كيف ستكون كثافة الهجمات الصاروخية وحجمها»، ومع ذلك أكد أن الوزراء الإسرائيليين «كانوا يدركون أن حزب الله سيرد على الغارات الإسرائيلية بقصف الجبهة الداخلية الإسرائيلية»، مشيرا الى أنه تمت مطالبة الوزراء في بداية الحرب بالمصادقة على تنفيذ حملة عسكرية «شديدة، لكن محدودة، لا حرب بأي حال من الأحوال، ولا حملة عسكرية واسعة النطاق بأي حال من الأحوال».
من جهة اخرى ، كشف بينس عن سوء تقديرات الوضع لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية مشيرا الى انها «كانت مقتنعة بأن حزب الله لن يطلق صواريخ كاتيوشا في الساعات الـ 48 الأولى، بينما اطلق في الواقع 200 صاروخ كاتيوشا».
وفي ختام شهادته امام لجنة فينوغراد ، لخص بينس هزيمة كيانه في لبنان على ايدي المقاومة الاسلامية بكلمتين مختصرتين " تجربتنا مرة في لبنان "، فبعد اشارته الى أنه أيد تنفيذ عملية عسكرية جوية لا برية بعدما تأكد وحصل على إيضاحات من رئيس الوزراء إيهود أولمرت ، برر ذلك بعبارة صريحة توضح مدى خشية العدو من الغرق في الوحل اللبناني فقال «تجربتنا مرة في العمليات البرية بلبنان».
أسامة المسيلي
2012-06-04, 20:37
"حالوتس" عن حرب تموز 2006: قادة الجبهة الشمالية كانوا عجولا سمينة كسولة بدلا من أن يكونوا خيولا سريعة
اعتبرت صحيفة "الخليج" الاماراتية أنه "ورغم مرور أربع سنوات، ما زال العدوان "الإسرائيلي" الفاشل على لبنان في تموز ،2006 يشعل النار بين قيادات المؤسستين السياسية والعسكرية في "إسرائيل" ضمن حرب الاتهامات المتبادلة غير المنتهية" .
وفي كتاب جديد، وصف قائد أركان جيش العدو الصهيوني خلال العدوان دان حالوتس قائد الأركان الاسبق وزير الشؤون الاستراتيجية الحالي موشيه يعلون بالأفعى وقادة الجبهة الشمالية بالعجول السمينة الكسولة بدلا من أن يكونوا خيولا سريعة.
وإتهم حالوتس "قادة ميدانيين بالتهرب من المواجهة البرية مع "حزب الله" خوفا من خسارة الجنود"، مشدداً على أن "الاهمال بلغ حد بقاء بعض التعليمات كلمات فارغة".
وعلى غرار تحديدات تقرير "فينوغراد" للتحقيق بالحرب الفاشلة، تابع حالوتس بتقريع فرق جيش العدو البرية مقابل الإشادة بسلاح الجو الذي كان ترأسه قبل الحرب قائلا انهم "بذلوا كل جهد لتفادي القتال على الأرض وسرحوا وحدات خلال الحرب واستنكفوا عن شق محاور وطرق".
وإستعرض حالوتس في كتابه "بمستوى العينين" سيرته الذاتية وتوقف مطولا عند عدوان تموز وفيه يحمّل القوات البرية قسطا كبيرا من مسؤولية فشلها لكنه لا يعفي نفسه منها ويقول إنه ارتكب عدة "أخطاء موجعة" أبرزها اختياره رجالا غير مناسبين في قيادة الجيش.
بالمقابل، يشدد حالوتس على أن فشل الحرب يعكس خللاً عاماً في الجهاز برمته لا بأشخاص محددين.
ويرى حالوتس أربعة أسباب للفشل:
عدم وعي قيادات الجيش بأن "إسرائيل" انتقلت من النشاط الأمني لحالة حرب حقيقية، الخوف من الخسائر البشرية وإفراط الجيش والمجتمع في إبداء الحساسية حيال سلامة الجنود، ويتابع "المعادلة انقلبت فبينما كان الجنود يذودون عن "المواطنين" نشأ لدينا وضع معاكس". ويشير لسبب ثالث يتعلق بتسامحه المفرط مع قيادات عسكرية ارتكبت أخطاء عملياتية ومخالفات طاعة وانضباط خلال الحرب. كما يشير لاعتماد الجيش بشكل مفرط على التكنولوجيا في إدارة المعركة من خلال غرف القيادة بدلا من قيادة الجنود للمواجهة.
حالوتس الذي اتهمه تقرير فينوغراد بارتكاب خطأ فادح لعدم قيامه باستدعاء جيش الاحتياط مبكرا وتردده باجتياح بري للجنوب اللبناني، رد التهمة إلى المستوى السياسي، مؤكداً أنهم "هم رفضوا مرات عدة خيار الحملة البرية الواسعة ودحرجوا المسؤولية نحو الجيش".
واعترف أن الطائرات والمروحيات استهدفت الأراضي اللبنانية عن ارتفاع شاهق ما أدى لعدم إصابة الأهداف وتحول قصفها لعشوائي من دون أن يشير بالطبع إلى أن ذلك تسبب بقتل وإصابة آلاف اللبنانيين .
كذلك رأى حالوتس أن جيش كيانه أخطأ بالتعامل مع الإعلام خلال الحرب، وقال إن سلوكه كان معتلا وفيه عيب، لكنه بالمجمل يعتبر أن الحرب حققت ردعا وتسببت باستمرار اختباء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حسب زعمه.
سلمت أيدي الرجال المقاومين اللذين أذلو جنود النخبة في الجيش الصهيوني
الهزيمة النكراء اللتي لحقت بالصهاينة في لبنان ستبقى محفورة في ذاكرتهم ما عاشو
عكس التيار
2012-06-05, 08:44
سلمت أيدي الرجال المقاومين اللذين أذلو جنود النخبة في الجيش الصهيوني
الهزيمة النكراء اللتي لحقت بالصهاينة في لبنان ستبقى محفورة في ذاكرتهم ما عاشو
في تلك الحرب قتل اكثر من الف لبناني مقابل ستة اسرائيليين هذا هو الانتصار عندكم
عن معركة بنت جبيل التي رسمت صورة النصر الإلهي:هكذا سقطت خطة بيت العنكبوت
شكلت بنت جبيل على مدى تاريخها القريب والمتوسط موئلا للحركات التحررية في الجنوب ولبنان بشكل عام، حيث عكست شوارعها تلاوين الحياة السياسية اللبنانية بمختلف تشكيلاتها اليمينية واليسارية. ولطالما ترددت في أزقتها شعارات التضامن مع القضايا العربية والإسلامية، وأحيانا العالمية.
لذلك كان لا بد لهذه البلدة العاملية من أن تجد نفسها تلقائيا في خط دعم المقاومة التي توجت نضالاتها بتحرير العام ألفين، واستعادت "حاضرة جبل عامل" دورها الطليعي في احتضان المقاومة كما فعلت مع باقي المقاومات التي مرت على المنطقة منذ العهد العثماني مرورا بالانتداب الفرنسي. ويختصر لقب "عاصمة التحرير والمقاومة" التي أطلقه سماحة السيد حسن نصر الله ما يختزنه تاريخ وحاضر هذه البلدة من نضالات استحقت من خلالها بنت جبيل الوصول الى شرف هذا اللقب.
النيات المبيتة
لم يكن اندحار العدو الإسرائيلي عن جنوب لبنان في أيار 2000 نهاية المعركة معه، وإنما شكل هذا الحدث برغم أهميته التاريخية والاستراتيجية لجهة الصراع العربي الاسرائيلي نقلة في النظرة الاسرائيلية الى عدوهم الشمالي الذي كسر "مقولة قوة لبنان في ضعفه"، و"العين لا تقاوم المخرز"، وكان بالتحديد خطاب النصر لسيد المقاومة في 25 أيار 2000 الذي ألقاه في بنت جبيل الحافز لهم للبدء برسم الخطوط الاولى لما اعتبره جنرالات الكيان الصهيوني ضرورة رد الاعتبار لهيبة جيشهم، وبالخصوص بعد كلام سماحته عن ان "اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"، وأن زمن الهزائم قد ولّى، وما يمكن ان ينتجه هذا الخطاب من روح مقاومة في الأمتين العربية والإسلامية. وقد انكب بعدها راسمو السياسة العسكرية في جيش العدو على وضع الخطط العسكرية لرد الصفعات التي وجهتها لهم المقاومة على مدى السنوات الماضية ووضع حد للتطور الشعبي لهذا التنظيم الذي يتغلغل داخل الشارع العربي. وأصبحت هذه الخطط جاهزة ما بين العامين 2004 و2005 بتنسيق أميركي إسرائيلي، بينما لم يكن ينقص واضعيها إلا الفرصة المناسبة للبدء بصرف بنك الأهداف الذي حضرته مختلف وسائلهم التجسسية طوال الفترة الماضية.
صدق الوعد في وعد الآخرة
في 12 تموز 2006 نفذت عملية الوعد الصادق، حيث تمكنت المقاومة من أسر جنديين اسرائيليين، اضافة إلى قتل ثمانية آخرين وتدمير ثلاث دبابات ميركافا من الجيل الرابع خلال ساعات قليلة، الأمر الذي لن تستطيع القيادة العسكرية ولا السياسية تبريره أمام جمهورها، فارتفع بعدها مباشرة الكلام عن "رد الاعتبار" و"إعادة الهيبة" و"ضرورة لجم حزب الله".. وغير ذلك من كلام يشير إلى عزم الجيش الإسرائيلي على فتح معركة فاصلة مع المقاومة، خاصة بعد تلقيه العديد من رسائل الدعم الدولية والإقليمية.
وفيما بدأ الطيران الإسرائيلي خلال الأيام الأولى للعدوان يصرف ببذخ من بنك أهدافه، كانت العين الإسرائيلية ثابتة على مدينة بنت جبيل، وما الحديث الإسرائيلي عن كونها "معقل حزب الله" و"عاصمة الإرهاب في العالم" الذي ظهر خلال الاسبوع الثاني من العدوان، إلا من قبيل تحضير جميع من يهمهم الأمر لاحتلال هذه المدينة التي لا تبعد عن الحدود مع فلسطين المحتلة أكثر من كيلومتراً واحداً، وإعلان العزم على رفع العلم الإسرائيلي فوق المكان نفسه الذي خطب فيه سيد المقاومة في أيار 2000.
بعد الإعلان الإسرائيلي المزعوم عن سقوط مارون الراس بدأ الإسرائيلي بتحضير نفسه للدخول إلى بنت جبيل واحتلالها برغم إعلانه المسبق بأنه لا ينوي احتلال القرى، وإنما اتخاذ مواقع مشرفة عليها تمكنه من السيطرة بالنار ورؤية ما يدور داخلها.. الا ان ما تحمله بنت جبيل من خصوصية بالنسبة إلى الإسرائيلي حملته على استثناء "عاصمة التحرير" والتحضير الميداني لاحتلالها.
الأجواء الميدانية
اختارت القيادة العسكرية الاسرائيلية الكتيبة (51) التابعة للواء غولاني المؤلف من القوات الخاصة الاسرائيلية لاحتلال بنت جبيل، فكانت باكورة محاولة دخولها بعد ساعات قليلة (8) قتلى وعدداً آخر من الجرحى وقتالا عنيفا دفع قائد المنطقة الشمالية آنذاك الجنرال عودي آدم الى الاعتراف أمام الصحافيين بأنه "كان يوما صعبا"! وأضاف آدم انه بعد يومين من القتال المرير الذي أدى الى مقتل (10) جنود، لم تقع بنت جبيل تحت السيطرة الاسرائيلية.
في التكتيك اختار الجيش الاسرائيلي للدخول الى بنت جبيل ثلاثة محاور رئيسية: فغربا قام بإنزال قوة عند تلة شلعبون او تلة مسعود وتمركزت في أحد القصور المشرفة على البلدة، وشرقا تقدمت قوة مؤللة من ناحية مارون الراس الى مربع بنت جبيل ـ عيترون ـ عيناتا ومارون، فيما تحصنت القوة الثالثة جنوبا عند مدخل بنت جبيل لجهة يارون في منطقة الخزانات واتخذت من أحد القصور المشرفة هناك مركزا لقيادة العمليات.. وكانت هذه القوات التي من المفترض ان تشكل كماشة الاطباق على بنت جبيل نواة القوة التي ستتقدم الى داخل البلدة، تاركة الجهة الشمالية منها مفتوحة لتمكين المقاومين من الهروب عملا بالتكتيكات العسكرية التي تقول بعدم إطباق الطوق على المقاتل اذا كان المهاجم لا ينوي خوض معارك عنيفة وضارية معه. وقد مهّد الإسرائيلي لعملية التقدم بقصف متواصل للبلدة عبر الطيران والمدفعية استمر (48) ساعة متواصلة قامت خلالها الطائرات بأكثر من 500 غارة جوية على الأحياء القديمة للبلدة، فيما مهد اللواء السابع الاسرائيلي المدرع للهجوم طوال يومي الاثنين والثلاثاء (23 و24 تموز) وجهز لواء مهندسين لتطهير المخابئ والألغام وغيرها من المتفجرات، بينما كانت مهمة لواء من المظليين الانقضاض على مقاتلي حزب الله. وكان من المفترض ان يتمكن "المشاة من تأمين المنطقة والتوسع في الحملة" طبقا لما ذكره الضباط.
وهكذا بدأ الجنود الصهاينة بالتقدم، وكان رجال الله بالانتظار، "كان الكمين شرسا وقاتلا، مؤلفا من نيران الرشاشات وصواريخ "آر بي جي" المحمولة على الكتف والصواريخ المضادة للدبابات".. لخص احد الضباط صورة الوضع الميداني لصحيفة "نيويورك تايمز" في الأيام الاولى للمعارك. ومع ان الاسرائيليين توقعوا مقاومة من قبل مقاتلي المقاومة، الا أن المعلومات لديهم كانت تشير الى ان الغارات الاخيرة قضت على الفعالية القتالية للحزب في بنت جبيل، اضافة الى العمليات الخاصة التي ادعوا انهم قاموا بها وقضت على من تبقى منهم في البلدة.
لكن الساعات القليلة التي تلت قلبت الصورة، فقد أصبحت الأولوية لأفراد الكتيبة (51) هي الدفاع عن أنفسهم وإخلاء الجرحى أمام الهجمات المتعاقبة للمقاومة التي دارت على جميع المحاور، والتي استعملت فيها جميع الاسلحة الخفيفة والثقيلة، واعترف الجيش الاسرائيلي بسقوط (9) قتلى و(25) جريحا.
وفيما أشاد الجيش الاسرائيلي بالوحدة التي قاتلت في بنت جبيل، وشدد على أن حزب الله تكبد خسائر كبيرة، قال قائد الكتيبة الفريق يانيف أسور لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه "جاهز لكل شيء".
فردت عليه الحكومة الأمنية المصغرة في "اسرائيل" التي عقدت اجتماعا لها ذلك المساء على خلفية نتائج معركة بنت جبيل بقرار "عدم شن حملة برية موسعة بعد أن أشار الوزراء إلى أن تكثيف الغارات الجوية قد يشكل بديلا ويخفف من الخسائر البشرية في صفوف الجيش".
ولكن كان للمقاومة رد آخر، فقد ذكر مراسل الإذاعة الاسرائيلية أنه "في الساعة الخامسة من فجر أمس (28 تموز)، بدأت قوات الجيش الاسرائيلي تدخل بلدة بنت جبيل (لجهة مربع التحرير) في خطوات حذرة للغاية، تمشطها بيتا بيتا. وكلما كانت تكتشف موقعا لـ"حزب الله" أو خندقا أو نفقا أو غرفة عمليات، تبشر القيادة بأنها تتقدم وتحرز الانجازات.. وما هي إلا ساعة حتى تبين ان مقاتلي "حزب الله" نجحوا مرة أخرى في نصب كمين للقوات الاسرائيلية.. فقد هوجمت القوة المحتلة بشكل مفاجئ بوابل من اطلاق النار والقذائف الصاروخية وقذائف "آر بي جي"، بعد أن أتاحوا لها التقدم بضع عشرات من الأمتار، وطوق مقاتلو "حزب الله" هذه القوة من كل جانب.. وتوزع المقاتلون على عدة محاور ليمنعوا وصول الإمدادات للجنود المحاصرين ويقطعوا تواصلهم مع قيادتهم".
ولم يكن وضع محور الخزانات أفضل على الاسرائيلي، فقد قال رائد وملازم شاركا في هذه المعركة "ان الجنود المحاصرين في بنت جبيل لم يستطيعوا الرد على النيران إلا بعد حوالى ساعة بسبب عدم تمكنهم من تحديد مصدر النيران في البنايات المحيطة بهم. واستغرقت عمليات التعزيزات وإخلاء الجرحى والمصابين جزءا كبيرا من اليوم.. علما بأن طائرات الهليكوبتر الاسرائيلية كانت تهبط على بعد ميلين (داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة) كي تكون بعيدة عن مرمى نيران مقاتلي "حزب الله". كان على الجنود إخلاء زملائهم الجرحى وحملهم مسافة ميلين تحت نيران مقاتلي "حزب الله" ووعورة المنطقة لإيصالهم الى طائرات الهليكوبتر التي هبطت تحت غطاء القنابل الدخانية".
وكذلك لم يكن وضع الجهة الغربية عند تلة مسعود أفضل حالا، فالقصر الذي تمركزت فيه القوة تحول الى هدف ثابت لنيران المقاومة، بحيث لم يستطع الاسرائيلي التقدم والتمركز شبرا واحدا تجاه هدفه عند مستشفى الشهيد صلاح غندور، برغم الإمدادات المتواصلة التي كانت تصلهم جوا بداية ثم عبر الطريق التي شقتها الجرافات عبر رميش ـ عين ابل.. وكان الهدف الاسرائيلي من وراء هذا التقدم الوصول الى مكان مركز الـ(17)، وهو نقطة استراتيجية مهمة من الناحية العسكرية. وإن نموذجا من البيانات العسكرية الاعلامية يظهر صورة الأوضاع التي عاشها ذلك المحور، ففي بيان لغرفة عمليات المقاومة "أكدت أنه منذ الساعات الأولى من الصباح تدور مواجهات عنيفة بين مقاتليها وقوات الاحتلال في محور تلة مسعود المشرفة على مدينة بنت جبيل، وإن مقاتليها تمكنوا من تدمير آليات عسكرية "إسرائيلية"، وإيقاع إصابات عديدة في صفوفها، بينها قتلى. وقال البيان: إن جثث هؤلاء ما زالت في أرض المعركة ويحاول الجيش عبثا إجلاءها". وأعلن لاحقا بيان للمقاومة الإسلامية: "وقد نجح مقاتلو حزب الله في الإطباق على مجموعة تضم (18) جندياً إسرائيليا، وأمطروها بوابل من النيران والقذائف.. وعندما تدخلت مجموعة أخرى لنجدتها تضم (18) جندياً أيضا، كانت مجموعات أخرى من المقاومة تكمن لها، فوقعت في "مصيدة" حزب الله". وتعليقا على ذلك قالت مصادر إعلامية إن جميع عناصر المجموعتين ـ (36) جندياً ـ أصيبوا، وإن القوات الإسرائيلية تأكدت من مقتل (8) منهم، وأن (6) جنود كان وضعهم خطراً، فيما اعتبر (4) في عداد المفقودين. وأعلن متحدث باسم الجيش أن (8) قتلوا في الاشتباكات التي وصفها بأنها عنيفة مع مقاتلي حزب الله في محيط بنت جبيل.
وتروي الحاجة أمّ علي جوني التي أبت ان تترك الشباب طول مدة الحرب، كيف انهم كانوا يسمعون صراخ الجنود الصهاينة عندما يقعون في كمائن المقاومة في كل مرة كانوا يحاولون فيها التقدم نحو مدرسة المبرات قرب المستشفى، حيث يعلو صراخهم وهم ينادون "إيغوز.. إيغوز".
وهذا ما اضطر باقي القوة الى الانسحاب على عجل تاركة وراءها جميع معداتها التقنية والتجسسية، حيث تكفل الطيران بعد ذلك بالقيام بعدة غارات على القصر لتدميره بشكل كامل منعا لوقوع تلك المعدات بأيدي المقاومين.
"خطط غير خلاقة" وأشباح..
بحسب المقاومة الاسلامية فإن التقدمات الاسرائيلية الثلاثة على محاور بنت جبيل كانت متوقعة، خاصة إنزال تلة مسعود التي لطالما أنزل العدو الاسرائيلي قواته فيها خلال اجتياحاته السابقة للجنوب، وهذا ما يفسر إبقاء المبادرة بيد رجال المقاومة طول مدة معركة بنت جبيل، حيث أفقدوا العدو عنصري المبادرة والمفاجأة، وبالتالي فإن ما ذكرته لجنة "فينوغراد" عن عدم وجود خطط خلاقة لدى قيادة الجيش الاسرائيلي في حربها على لبنان وافتقادها للإبداع في التعامل مع الواقع الميداني، هو الأمر الذي ينطبق بالحرف على معركة بنت جبيل التي تمكن حزب الله خلالها من معرفة المكان والزمان المناسبين لضرب القوات الغازية وبالاسلحة الفعالة، ودون تمكينها من كشف أعداده او أماكن انطلاق مجموعاته، الأمر الذي زرع في مخيلة الجنود الصهاينة مقولة أنهم كانوا يقاتلون أشباحا.. حتى انهم وصفوا أحيانا لباس تلك الأشباح والسيوف التي حملوها والخيول التي امتطوها.. ما دفعهم في الكثير من الاحيان الى الفرار من ارض المعركة، ما يفسر ارتفاع عدد الاصابات التي تلقاها الجنود الجرحى في ظهورهم او حالة التبول اللاإرادي التي أصابت العديد منهم، فيما لا يزال قسم منهم يتحدث عن تلك الاشباح التي أطلقوا عليها النار دون ان تصاب بأذى.
ما يمكن قوله كخلاصة إن معركة بنت جبيل شكلت انعكاسا لمعارك أخرى دارت على طول أرض الجنوب، فصور التصديات البطولية امتدت من عيتا الشعب الى مارون الراس وعيترون والطيبة وسهل الخيام، وكلها ارتسمت بتلاوين واحدة لم تغيرها إلا طبيعة الأرض، فيما لا شيء يشير الى ان رجال الله كانوا أكثر حماسة للدفاع عن قرية هنا دون قرية هناك، فتراب الوطن قيمته واحدة ولو كره الكارهون.
البارجة الحربية ساعر: تدميرها أخرج سلاح البحرية الاسرائيلية من الحرب
"... نحن جاهزون للمواجهة وإلى أبعد حد، وإذا اختاروا المواجهة عليهم أن يتوقعوا المفاجآت". لم يكد يمر يومان على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هذا خلال مؤتمره الصحافي عقب عملية الوعد الصادق، حتى حان موعد المفاجأة الأولى، عند حوالى الساعة 8،45 دقيقة من مساء الجمعة الرابع عشر من تموز/يوليو 2006، حينها كان قائد المقاومة يتحدث في رسالة صوتية عبر قناة "المنار" فجاء الخبر اليقين على لسانه:
"المفاجآت التي وعدتكم بها، سوف تبدأ من الآن، الآن في عرض البحر في مقابل بيروت، البارجة العسكرية الإسرائيلية التي اعتدت على بنيتنا التحتية وعلى بيوت الناس وعلى المدنيين، أنظروا إليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الجنود الإسرائيليين الصهاينة".
للبنانيين وأيضاً للعدو الإسرائيلي وللعالم كله كان كافياً أن تصدر هذه الكلمات عن الأمين العام لحزب الله حتى يصدقوا الخبر، ولكن بقي لصورة البارجة المحترقة التي بثتها وسائل الإعلام وقعها الكبير مع ما رفدته من معنويات عالية في نفوس اللبنانيين، خصوصاً النازحين عن منازلهم بفعل القصف الصهيوني.
أما الوقع الأكبر لتدمير البارجة فكان على ذلك العدو الذي شكل استهداف "حانيت" واحدة من المفاجآت المزعجة لقيادته، التي اضطرت للإقرار بأنها لم تكن على علم بتوافر الصاروخ الذي أصاب البارجة بأيدي حزب الله، والذي أثبت أنه قادر على تجاوز الدفاعات السلبية والإيجابية فيها. على أن تدمير البارجة شكل أيضاً منعطفاً حاداً في الحرب الإعلامية التي شنها حزب الله والتي أدت إلى تكريس انعدام الثقة بين الرأي العام الإسرائيلي وقادته.
بحسب المعطيات التي وردت في حينها فإن المقاومة استخدمت في استهداف السفينة صاروخاً يستند إلى تكنولوجيا صينية، وهو موجّه ذاتياً بالرادار بعد تحديد وجهة انطلاقه. وقد أصاب الصاروخ مهبط المروحية ومنه مهاجع الجنود في الطوابق السفلية. وبدا أن الضربة الصاروخية عطلت قدرة السفينة على الحركة وعلى توجيه نفسها، فقامت سفن البحرية الإسرائيلية طوال أكثر من 20 ساعة بمساعدتها من أجل جرّها وإبعادها عن الشاطئ اللبناني.
القراءة العسكرية لتدمير "حانيت"
الخبير في الشؤون العسكرية العميد الركن المتقاعد د.امين حطيط اعتبر أن أهمية الحدث ومفاعيله تنبع من مدى تأثير السلاح في الميدان والمعركة، فالبارجة "ساعر 5" كانت مكلفة بمهمتين، الأولى مراقبة الشاطئ اللبناني لمحاصرته والثانية المساندة النارية واستهداف المناطق الآهلة في بيروت والضاحية الجنوبية، مشيراً إلى أن طمأنينة العدو الإسرائيلي إلى عدم وجود سلاح مركز على الشاطئ، قادته إلى الاقتراب إلى نقاط قريبة جداً منه، وهذا الاقتراب يمكنه من أمرين: مراقبة أدق ونيران ذات تأثير أفعل ما دام أن مسافة الرمي قصيرة.
انطلاقاً من هنا خلص حطيط إلى النتائج العسكرية المباشرة وغير المباشرة لتدمير المقاومة للبارجة، ففي المفاعيل المباشرة أُخرجت البارجة من الميدان، وهو ما خلق ثغرة في الحصار، حتى أن عملية استقدام بارجة أخرى تحتاج الى وقت يمكن الاستفادة منه لفك الحصار. كما أدى تدمير "حانيت" إلى إراحة منطقة جغرافية واسعة هي بيروت وضواحيها من المراقبة ومن النيران.
أما في المفاعيل غير المباشرة فيقول حطيط "إن اكتشاف وجود صواريخ أرض بحر أجبر أي بارجة بديلة والمراكب الأخرى على الابتعاد في عرض البحر لمسافة تخرج عن مدى التأثير الفعال للصاروخ، فالعلم بوجود صاروخ فرض تدابير وقائية أسفرت عن مراقبة أقل دقة وتراجع في فعالية النيران. وهو ما يعتبر خسارة عسكرية لا يمكن تجاوزها"، لافتاً إلى "مفاعيل معنوية خلقها تدمير البارجة إذ ان حالة الحذر التي يعيشها البحار في حال وجود خطر يواجهه يجعل مستوى أدائه العسكري منخفضاً".
ويتابع حطيط أن "تدمير البارجة شكل حدثاً ذا أهمية تكتيكية بالغة كونه أثر على منظومة المراقبة والنار تأثيراً بالغاً، وهو ما حمل العدو الاسرائيلي على اعادة ترميم المنظومة وحتى التوجه نحو منظومات أخرى لسد الثغرة التي نتجت عن تدمير "حانيت".
تدمير "حانيت": سقوط سلاح البحرية الإسرائيلية داخل الكيان الصهيوني
لا تزال الضربة التي وجهتها المقاومة للبارجة تؤثر نفسياً على الجيش الإسرائيلي وسط تساؤلات المحللين والمراقبين عن جدوى إنفاق الجيش لعشرات ملايين الدولارات من أجل شراء سفن أخرى بعد أن استطاع حزب الله تدمير "ساعر 5" التي تعد مفخرة سلاح البحرية.
واعتبرت حادثة تدمير البارجة من أبرز الإخفاقات الإسرائيلية في حرب تموز، وهو ما استدعى إجراء تحقيق خلص إلى وجود خلل في المنظومة العسكرية والاستخباراتية وفشل انضباطي أدى الى تعطيل احدى قطع منظومة الإنذار الموجودة على متن السفينة، المفترض بها ان تشخص التهديدات في محيطها وتحدد رادارات صواريخ العدو". والخلل يتمثل في ان "ضابط الإلكترونيك لم يبلّغ قائد السفينة عن الخلل، وبقيت سفينة حانيت مكشوفة أمام التهديدات من دون تشغيل أنظمتها الدفاعية".
في نهاية التحقيق تم الاكتفاء بـ"توبيخ" خمسة من الضباط المعنيين، وهو ما اعتبرته مصادر في سلاح البحرية "عقوبات خفيفة جدا برغم نتائج التحقيق الخطيرة، التي كشفت عن أكثر من إخفاقات نظرية وعملية في السلاح".
ويرى المتخصص في الشؤون الإسرائيلية علي حيدر "أن مسألة "التوبيخ" تندرج في الإطار العلني أما الجانب السري للتحقيق فيشمل البحث في كيفية مواجهة استهداف حزب الله لسلاح البحرية الإسرائيلية لأن التجربة أثبتت أن المقاومة قادرة على أن تشكل خطراً على هذا السلاح بأكمله وليس فقط على "حانيت"، وخصوصاً أن المقاومة أعلنت تدمير سفينة أخرى لم يعترف بها العدو، فقد كان سيشكل اعترافه اعترافاً صريحاً بتدمير سلاح البحرية"، ومما قاله أحد المعلقين الإسرائيليين على إحدى قنوات التلفزة العبرية إن "حزب الله عندما ضرب هذه السفينة بالذات أسقط سلاح البحرية الإسرائيلية بأكمله".
ويضيف حيدر "أن ما شكل مفاجأة استخباراتية وعملياتية للإسرائيلي هو أن يأتي عنصر المبادرة من المقاومة في استهداف سلاح البحرية"، مفنّداً "مزاعم العدو بأن سبب تدمير البارجة ناجم عن عدم تشغيل جهاز النظام المضاد للصواريخ، إذ أنه بعد ضرب البارجة تراجعت جميع القطع البحرية الإسرائيلية التي كانت توجد قبالة الشاطئ اللبناني، وهو ما يؤكد عدم معرفة الإسرائيلي مسبقاً بوجود هذا النوع من الأسلحة القادرة على استهداف سلاح البحرية بحوزة المقاومة".
"حانيت" كانت البداية وبعدها توالت مفاجآت المقاومة، من حيفا إلى ما بعد حيفا إلى قصف طائرة الهليكوبتر الى المواجهات الميدانية البطولية، إلى مجزرة الميركافا... ويوماً بعد آخر كانت المفاجأت تكرس معادلات جديدة، ليتضح في خلاصة التحقيقات التي أجريت حول إخفقات الحرب، أن العقبات التي واجهها جيش العدو لم تكن فقط متعلقة بالناحية اللوجستية وإنما اتسعت لتشكل إخفاقاً استخباراتياً شاملاً في فهم الواقع اللبناني بل في إدراك قوة المقاومة وقدرتها على التصدي لآلة الحرب الإسرائيلية.
"حانيت" درة تاج سفن الصواريخ الإسرائيلية
تعتبر حانيت "درة تاج" سفن الصواريخ الإسرائيلية وتبلغ تكلفتها مئات ملايين الدولارات. وقد بنت "حانيت" وهي من عائلة "ساعر 5" شركة أميركية وسُلمت لسلاح البحرية الاسرائيلية في العام 1995 وهي واحدة من ثلاث سفن تملكها "اسرائيل".
وتتمتع "حانيت" إلى جانب قيمتها المادية بالعديد من المزايا لجهة نوعية السلاح والأعتدة المزودة بها، فهي تحمل على متنها ليس فقط أسلحة معروفة، وإنما أهم التقنيات الحربية التي تجعل منها الأولى في حداثتها على الصعيد الإسرائيلي، وبين أحدث السفن الحربية في العالم.
وتحمل "حانيت" على ظهرها مروحية، ولديها قدرة تعامل مع قوات برية فضلاً عن مضادات للطيران وصواريخ ضد الغواصات. وتمتلك السفينة قدرة هائلة على البقاء وقتاً طويلاً في عرض البحر. كذلك تحمل البارجة منظومات تكنولوجية وتسليحية هي الأكثر تقدماً والأغلى ثمناً وبعضها تحظر "إسرائيل" مجرد ذكر اسمه في وسائلها الإعلامية. وتمنح منظومات التسليح الظاهرة للسفينة أفضليات لم يسبق لها مثيل في المعارك البحرية.
وتحمل السفينة منظومة "بريري ماسكر" التي تتيح تشغيل محركات السفينة من دون ضوضاء أو ذبذبات حركة ما يجعل من الصعب اكتشافها. كذلك تملك السفينة منظومة لتبريد الغازات المنبعثة منها ومواد لامتصاص الموجات الرادارية. وتستطيع السفينة البقاء في البحر 20 يوماً من دون الوصول إلى المرافئ. تبلغ سرعة "حانيت" 33 عقدة بطوربينات الغاز، و20 عقدة بمحركات الديزل. كما يبلغ مدى إبحارها 3500 ميل بمتوسط سرعة 17 عقدة. وتحمل على ظهرها ثمانية صواريخ هاربون بحرية من صناعة أميركية، الموجهة رادارياً لمسافات بعيدة، ورأسا حربيا بزنة 227 كيلوغراما. كما تحمل صواريخ ضد الطائرات يمكن توجيهها أيضاً ضد الصواريخ. وفي السفينة صواريخ إسرائيلية من طراز "باراك" القادر على تدمير الصواريخ المهاجمة والتعامل مع أهداف جوية مختلفة كالطائرات والطائرات الصغيرة من دون طيار. وصاروخ "باراك" يمكن إطلاقه بشكل عمودي الأمر الذي يتيح له التصدّي لأي هدف من أي موضع على محيط 360 درجة.
وما تتميز به البارجة الاسرائيلية أكثر من أي شيء آخر، قدرتها على الحرب الألكترونية من خلال منظومات الدفاع السلبية (للتشويش والإحباط) والإيجابية للتصدي والدفاع. ويضمّ طاقم البارجة المعهود 64 فرداً بينهم 16 ضابطاً، إضافة إلى طاقمين من سلاح الجو والاستخبارات.
أسامة المسيلي
2012-06-05, 18:58
في تلك الحرب قتل اكثر من الف لبناني مقابل ستة اسرائيليين هذا هو الانتصار عندكم
ألا تكف عن أكاذيبك
في تلك المواجهات قتل أكثر من 140 صهيونيا أغلبيتهم من الجيش وأصيب الآلاف
وتكبدالصهاينة خسائر فادحة في البنى التحتية
أسامة المسيلي
2012-06-05, 19:06
عن معركة بنت جبيل التي رسمت صورة النصر الإلهي:هكذا سقطت خطة بيت العنكبوت
شكلت بنت جبيل على مدى تاريخها القريب والمتوسط موئلا للحركات التحررية في الجنوب ولبنان بشكل عام، حيث عكست شوارعها تلاوين الحياة السياسية اللبنانية بمختلف تشكيلاتها اليمينية واليسارية. ولطالما ترددت في أزقتها شعارات التضامن مع القضايا العربية والإسلامية، وأحيانا العالمية.
لذلك كان لا بد لهذه البلدة العاملية من أن تجد نفسها تلقائيا في خط دعم المقاومة التي توجت نضالاتها بتحرير العام ألفين، واستعادت "حاضرة جبل عامل" دورها الطليعي في احتضان المقاومة كما فعلت مع باقي المقاومات التي مرت على المنطقة منذ العهد العثماني مرورا بالانتداب الفرنسي. ويختصر لقب "عاصمة التحرير والمقاومة" التي أطلقه سماحة السيد حسن نصر الله ما يختزنه تاريخ وحاضر هذه البلدة من نضالات استحقت من خلالها بنت جبيل الوصول الى شرف هذا اللقب.
النيات المبيتة
لم يكن اندحار العدو الإسرائيلي عن جنوب لبنان في أيار 2000 نهاية المعركة معه، وإنما شكل هذا الحدث برغم أهميته التاريخية والاستراتيجية لجهة الصراع العربي الاسرائيلي نقلة في النظرة الاسرائيلية الى عدوهم الشمالي الذي كسر "مقولة قوة لبنان في ضعفه"، و"العين لا تقاوم المخرز"، وكان بالتحديد خطاب النصر لسيد المقاومة في 25 أيار 2000 الذي ألقاه في بنت جبيل الحافز لهم للبدء برسم الخطوط الاولى لما اعتبره جنرالات الكيان الصهيوني ضرورة رد الاعتبار لهيبة جيشهم، وبالخصوص بعد كلام سماحته عن ان "اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"، وأن زمن الهزائم قد ولّى، وما يمكن ان ينتجه هذا الخطاب من روح مقاومة في الأمتين العربية والإسلامية. وقد انكب بعدها راسمو السياسة العسكرية في جيش العدو على وضع الخطط العسكرية لرد الصفعات التي وجهتها لهم المقاومة على مدى السنوات الماضية ووضع حد للتطور الشعبي لهذا التنظيم الذي يتغلغل داخل الشارع العربي. وأصبحت هذه الخطط جاهزة ما بين العامين 2004 و2005 بتنسيق أميركي إسرائيلي، بينما لم يكن ينقص واضعيها إلا الفرصة المناسبة للبدء بصرف بنك الأهداف الذي حضرته مختلف وسائلهم التجسسية طوال الفترة الماضية.
صدق الوعد في وعد الآخرة
في 12 تموز 2006 نفذت عملية الوعد الصادق، حيث تمكنت المقاومة من أسر جنديين اسرائيليين، اضافة إلى قتل ثمانية آخرين وتدمير ثلاث دبابات ميركافا من الجيل الرابع خلال ساعات قليلة، الأمر الذي لن تستطيع القيادة العسكرية ولا السياسية تبريره أمام جمهورها، فارتفع بعدها مباشرة الكلام عن "رد الاعتبار" و"إعادة الهيبة" و"ضرورة لجم حزب الله".. وغير ذلك من كلام يشير إلى عزم الجيش الإسرائيلي على فتح معركة فاصلة مع المقاومة، خاصة بعد تلقيه العديد من رسائل الدعم الدولية والإقليمية.
وفيما بدأ الطيران الإسرائيلي خلال الأيام الأولى للعدوان يصرف ببذخ من بنك أهدافه، كانت العين الإسرائيلية ثابتة على مدينة بنت جبيل، وما الحديث الإسرائيلي عن كونها "معقل حزب الله" و"عاصمة الإرهاب في العالم" الذي ظهر خلال الاسبوع الثاني من العدوان، إلا من قبيل تحضير جميع من يهمهم الأمر لاحتلال هذه المدينة التي لا تبعد عن الحدود مع فلسطين المحتلة أكثر من كيلومتراً واحداً، وإعلان العزم على رفع العلم الإسرائيلي فوق المكان نفسه الذي خطب فيه سيد المقاومة في أيار 2000.
بعد الإعلان الإسرائيلي المزعوم عن سقوط مارون الراس بدأ الإسرائيلي بتحضير نفسه للدخول إلى بنت جبيل واحتلالها برغم إعلانه المسبق بأنه لا ينوي احتلال القرى، وإنما اتخاذ مواقع مشرفة عليها تمكنه من السيطرة بالنار ورؤية ما يدور داخلها.. الا ان ما تحمله بنت جبيل من خصوصية بالنسبة إلى الإسرائيلي حملته على استثناء "عاصمة التحرير" والتحضير الميداني لاحتلالها.
الأجواء الميدانية
اختارت القيادة العسكرية الاسرائيلية الكتيبة (51) التابعة للواء غولاني المؤلف من القوات الخاصة الاسرائيلية لاحتلال بنت جبيل، فكانت باكورة محاولة دخولها بعد ساعات قليلة (8) قتلى وعدداً آخر من الجرحى وقتالا عنيفا دفع قائد المنطقة الشمالية آنذاك الجنرال عودي آدم الى الاعتراف أمام الصحافيين بأنه "كان يوما صعبا"! وأضاف آدم انه بعد يومين من القتال المرير الذي أدى الى مقتل (10) جنود، لم تقع بنت جبيل تحت السيطرة الاسرائيلية.
في التكتيك اختار الجيش الاسرائيلي للدخول الى بنت جبيل ثلاثة محاور رئيسية: فغربا قام بإنزال قوة عند تلة شلعبون او تلة مسعود وتمركزت في أحد القصور المشرفة على البلدة، وشرقا تقدمت قوة مؤللة من ناحية مارون الراس الى مربع بنت جبيل ـ عيترون ـ عيناتا ومارون، فيما تحصنت القوة الثالثة جنوبا عند مدخل بنت جبيل لجهة يارون في منطقة الخزانات واتخذت من أحد القصور المشرفة هناك مركزا لقيادة العمليات.. وكانت هذه القوات التي من المفترض ان تشكل كماشة الاطباق على بنت جبيل نواة القوة التي ستتقدم الى داخل البلدة، تاركة الجهة الشمالية منها مفتوحة لتمكين المقاومين من الهروب عملا بالتكتيكات العسكرية التي تقول بعدم إطباق الطوق على المقاتل اذا كان المهاجم لا ينوي خوض معارك عنيفة وضارية معه. وقد مهّد الإسرائيلي لعملية التقدم بقصف متواصل للبلدة عبر الطيران والمدفعية استمر (48) ساعة متواصلة قامت خلالها الطائرات بأكثر من 500 غارة جوية على الأحياء القديمة للبلدة، فيما مهد اللواء السابع الاسرائيلي المدرع للهجوم طوال يومي الاثنين والثلاثاء (23 و24 تموز) وجهز لواء مهندسين لتطهير المخابئ والألغام وغيرها من المتفجرات، بينما كانت مهمة لواء من المظليين الانقضاض على مقاتلي حزب الله. وكان من المفترض ان يتمكن "المشاة من تأمين المنطقة والتوسع في الحملة" طبقا لما ذكره الضباط.
وهكذا بدأ الجنود الصهاينة بالتقدم، وكان رجال الله بالانتظار، "كان الكمين شرسا وقاتلا، مؤلفا من نيران الرشاشات وصواريخ "آر بي جي" المحمولة على الكتف والصواريخ المضادة للدبابات".. لخص احد الضباط صورة الوضع الميداني لصحيفة "نيويورك تايمز" في الأيام الاولى للمعارك. ومع ان الاسرائيليين توقعوا مقاومة من قبل مقاتلي المقاومة، الا أن المعلومات لديهم كانت تشير الى ان الغارات الاخيرة قضت على الفعالية القتالية للحزب في بنت جبيل، اضافة الى العمليات الخاصة التي ادعوا انهم قاموا بها وقضت على من تبقى منهم في البلدة.
لكن الساعات القليلة التي تلت قلبت الصورة، فقد أصبحت الأولوية لأفراد الكتيبة (51) هي الدفاع عن أنفسهم وإخلاء الجرحى أمام الهجمات المتعاقبة للمقاومة التي دارت على جميع المحاور، والتي استعملت فيها جميع الاسلحة الخفيفة والثقيلة، واعترف الجيش الاسرائيلي بسقوط (9) قتلى و(25) جريحا.
وفيما أشاد الجيش الاسرائيلي بالوحدة التي قاتلت في بنت جبيل، وشدد على أن حزب الله تكبد خسائر كبيرة، قال قائد الكتيبة الفريق يانيف أسور لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه "جاهز لكل شيء".
فردت عليه الحكومة الأمنية المصغرة في "اسرائيل" التي عقدت اجتماعا لها ذلك المساء على خلفية نتائج معركة بنت جبيل بقرار "عدم شن حملة برية موسعة بعد أن أشار الوزراء إلى أن تكثيف الغارات الجوية قد يشكل بديلا ويخفف من الخسائر البشرية في صفوف الجيش".
ولكن كان للمقاومة رد آخر، فقد ذكر مراسل الإذاعة الاسرائيلية أنه "في الساعة الخامسة من فجر أمس (28 تموز)، بدأت قوات الجيش الاسرائيلي تدخل بلدة بنت جبيل (لجهة مربع التحرير) في خطوات حذرة للغاية، تمشطها بيتا بيتا. وكلما كانت تكتشف موقعا لـ"حزب الله" أو خندقا أو نفقا أو غرفة عمليات، تبشر القيادة بأنها تتقدم وتحرز الانجازات.. وما هي إلا ساعة حتى تبين ان مقاتلي "حزب الله" نجحوا مرة أخرى في نصب كمين للقوات الاسرائيلية.. فقد هوجمت القوة المحتلة بشكل مفاجئ بوابل من اطلاق النار والقذائف الصاروخية وقذائف "آر بي جي"، بعد أن أتاحوا لها التقدم بضع عشرات من الأمتار، وطوق مقاتلو "حزب الله" هذه القوة من كل جانب.. وتوزع المقاتلون على عدة محاور ليمنعوا وصول الإمدادات للجنود المحاصرين ويقطعوا تواصلهم مع قيادتهم".
ولم يكن وضع محور الخزانات أفضل على الاسرائيلي، فقد قال رائد وملازم شاركا في هذه المعركة "ان الجنود المحاصرين في بنت جبيل لم يستطيعوا الرد على النيران إلا بعد حوالى ساعة بسبب عدم تمكنهم من تحديد مصدر النيران في البنايات المحيطة بهم. واستغرقت عمليات التعزيزات وإخلاء الجرحى والمصابين جزءا كبيرا من اليوم.. علما بأن طائرات الهليكوبتر الاسرائيلية كانت تهبط على بعد ميلين (داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة) كي تكون بعيدة عن مرمى نيران مقاتلي "حزب الله". كان على الجنود إخلاء زملائهم الجرحى وحملهم مسافة ميلين تحت نيران مقاتلي "حزب الله" ووعورة المنطقة لإيصالهم الى طائرات الهليكوبتر التي هبطت تحت غطاء القنابل الدخانية".
وكذلك لم يكن وضع الجهة الغربية عند تلة مسعود أفضل حالا، فالقصر الذي تمركزت فيه القوة تحول الى هدف ثابت لنيران المقاومة، بحيث لم يستطع الاسرائيلي التقدم والتمركز شبرا واحدا تجاه هدفه عند مستشفى الشهيد صلاح غندور، برغم الإمدادات المتواصلة التي كانت تصلهم جوا بداية ثم عبر الطريق التي شقتها الجرافات عبر رميش ـ عين ابل.. وكان الهدف الاسرائيلي من وراء هذا التقدم الوصول الى مكان مركز الـ(17)، وهو نقطة استراتيجية مهمة من الناحية العسكرية. وإن نموذجا من البيانات العسكرية الاعلامية يظهر صورة الأوضاع التي عاشها ذلك المحور، ففي بيان لغرفة عمليات المقاومة "أكدت أنه منذ الساعات الأولى من الصباح تدور مواجهات عنيفة بين مقاتليها وقوات الاحتلال في محور تلة مسعود المشرفة على مدينة بنت جبيل، وإن مقاتليها تمكنوا من تدمير آليات عسكرية "إسرائيلية"، وإيقاع إصابات عديدة في صفوفها، بينها قتلى. وقال البيان: إن جثث هؤلاء ما زالت في أرض المعركة ويحاول الجيش عبثا إجلاءها". وأعلن لاحقا بيان للمقاومة الإسلامية: "وقد نجح مقاتلو حزب الله في الإطباق على مجموعة تضم (18) جندياً إسرائيليا، وأمطروها بوابل من النيران والقذائف.. وعندما تدخلت مجموعة أخرى لنجدتها تضم (18) جندياً أيضا، كانت مجموعات أخرى من المقاومة تكمن لها، فوقعت في "مصيدة" حزب الله". وتعليقا على ذلك قالت مصادر إعلامية إن جميع عناصر المجموعتين ـ (36) جندياً ـ أصيبوا، وإن القوات الإسرائيلية تأكدت من مقتل (8) منهم، وأن (6) جنود كان وضعهم خطراً، فيما اعتبر (4) في عداد المفقودين. وأعلن متحدث باسم الجيش أن (8) قتلوا في الاشتباكات التي وصفها بأنها عنيفة مع مقاتلي حزب الله في محيط بنت جبيل.
وتروي الحاجة أمّ علي جوني التي أبت ان تترك الشباب طول مدة الحرب، كيف انهم كانوا يسمعون صراخ الجنود الصهاينة عندما يقعون في كمائن المقاومة في كل مرة كانوا يحاولون فيها التقدم نحو مدرسة المبرات قرب المستشفى، حيث يعلو صراخهم وهم ينادون "إيغوز.. إيغوز".
وهذا ما اضطر باقي القوة الى الانسحاب على عجل تاركة وراءها جميع معداتها التقنية والتجسسية، حيث تكفل الطيران بعد ذلك بالقيام بعدة غارات على القصر لتدميره بشكل كامل منعا لوقوع تلك المعدات بأيدي المقاومين.
"خطط غير خلاقة" وأشباح..
بحسب المقاومة الاسلامية فإن التقدمات الاسرائيلية الثلاثة على محاور بنت جبيل كانت متوقعة، خاصة إنزال تلة مسعود التي لطالما أنزل العدو الاسرائيلي قواته فيها خلال اجتياحاته السابقة للجنوب، وهذا ما يفسر إبقاء المبادرة بيد رجال المقاومة طول مدة معركة بنت جبيل، حيث أفقدوا العدو عنصري المبادرة والمفاجأة، وبالتالي فإن ما ذكرته لجنة "فينوغراد" عن عدم وجود خطط خلاقة لدى قيادة الجيش الاسرائيلي في حربها على لبنان وافتقادها للإبداع في التعامل مع الواقع الميداني، هو الأمر الذي ينطبق بالحرف على معركة بنت جبيل التي تمكن حزب الله خلالها من معرفة المكان والزمان المناسبين لضرب القوات الغازية وبالاسلحة الفعالة، ودون تمكينها من كشف أعداده او أماكن انطلاق مجموعاته، الأمر الذي زرع في مخيلة الجنود الصهاينة مقولة أنهم كانوا يقاتلون أشباحا.. حتى انهم وصفوا أحيانا لباس تلك الأشباح والسيوف التي حملوها والخيول التي امتطوها.. ما دفعهم في الكثير من الاحيان الى الفرار من ارض المعركة، ما يفسر ارتفاع عدد الاصابات التي تلقاها الجنود الجرحى في ظهورهم او حالة التبول اللاإرادي التي أصابت العديد منهم، فيما لا يزال قسم منهم يتحدث عن تلك الاشباح التي أطلقوا عليها النار دون ان تصاب بأذى.
ما يمكن قوله كخلاصة إن معركة بنت جبيل شكلت انعكاسا لمعارك أخرى دارت على طول أرض الجنوب، فصور التصديات البطولية امتدت من عيتا الشعب الى مارون الراس وعيترون والطيبة وسهل الخيام، وكلها ارتسمت بتلاوين واحدة لم تغيرها إلا طبيعة الأرض، فيما لا شيء يشير الى ان رجال الله كانوا أكثر حماسة للدفاع عن قرية هنا دون قرية هناك، فتراب الوطن قيمته واحدة ولو كره الكارهون.
هؤلاءهم الرجال بحق
مرغو ما يسمى بأسطورة الجيش الصهيوني في التراب
يقول : الزمزوم
سلف مع خوان .....
فجر وأقتل وانتحر ...........
ستدخل الجنة منتصر .........
أسحل إخوانك الأبرار ......
هجرهم فأمريكا إتخذت القرار .........
نكل بهم واستــــــــــمـــــــــر ...........
فموعدك غدا مع الحور ..........
وصك غفران وعبور ...........
هو الفجور هو الفجور .....
دم هنا ودم هناك وشعب مغدور ....
طعنة هنا وسيارة مفخخة تصنع آلاف القبور .....
والهدف حرية ... ما اكذبهم تجار البخور ....
هل الحرية قتل وسفور .....؟
هل الحرية هدم للجسور ...؟
هل الحرية ترهيب للناس وحبور ...؟
هو الفجور هو الفجور ....
أمريكا تعهدتكم بإنجيل عرعور ...
وفتحت إعلامها وخزائنها لشهور ....
وتشجعكم على ديمقراطية العهر ....
أن تقتل أخاك فأنت كافر ....
لكن بلغة إنجيلهم - غلادياتور - .....
أنت تصارع حلف الشر ...
فهل أنت الآن مسرور ....؟
هو الفجور ...هو الفجور
جعلتم الأوطان أسهم ....
وطرحتموها في بورصة الدم ...
من يشتري ....بالمتر أو بالدونم ....
تجار العطور خسئتم ...
فنصرنا قادم ....
وانتقامنا سلام ..
هو الفجور ...هو الفجور ....
يوم 2012/06/03
يـوم أرادت "اسرائيل" اقتلاعنا(1)
يوميات الصمود في مارون وبنت جبيل وعيانثا وعيترون
خط النار مملوء بالقتال. ولكنه أيضاً لم يخل من الصامدين الذين تعودوا ألا يغادروا. مهما اشتد القصف والتدمير. يطلب منهم أعزاؤهم ان يرحلوا، ولكنهم يرفضون. تعني لهم أرضهم ومنازلهم الكثير. كذلك يتمنون الموت تحت ركام منازلهم، على ألا "يذلهم أحد".
تدمير المنازل على الرؤوس يعد في اللغة الجنوبية فعلاً ناقصاً، يقدم عليه عدو يائس من النيل من عزيمة مقاوم. كان هذا عامل الاطمئنان الوحيد. تقول أم حسين من عيترون :" الشعور بانك في حماية الشباب لا يضاهيه شعور". في عيترون أحصي في إحدى الأمسيات سقوط حوالي ألفي قذيفة. ارتكب العدو فيها مجزرتين. حتى أن النازحين منها كانت تلاحقهم الطائرات إلى طريق الساحل. يروي أحد أبناء البلدة أن الشهيد محمد حجازي (20 عاماً) الذي استشهد أثناء التصدي للعدو داخل البلدة، اتصلت به أمه في اليوم السابع للحرب لتطمئن إلى أموره، فأخبرها أن كل شيء على ما يرام. فقالت له: «لا تدعوهم يمرون يا بني.. دوسوا عليهم بأرجلكم.. فإذا دخلوا الضيعة لن تبقى لنا كرامة بعد اليوم».
في منزل بعيد عن وسط البلدة. سيدة بعباءة سوداء "وقلب أبيض ولكن جريء" تضيف: "لا يحكمن أحد على مناظرنا. نحن شعب طيب نحب الحياة، ولكننا نكره العدوان والخيانة".
غادة حجازي عواضة وبناتها الثلاث، بقين 33 يوماً ، في حارة «كرحبون»، في الجهة الشمالية من عيترون، من دون اتصال بالعالم الخارجي. تقول غادة إنها في بداية الحرب، تموّنت بشكل بسيط: 4 علب طون فقط. "لم نكن نعلم انها ستطول". صارت تقسمها بمعدل علبة يومياً. ولكن بعد أن وجدت أن القصة طالت، سعت لتأمين قوت إضافي لها ولعيالها. أحضرت من غرفة المونة كيساً من الطحين وصارت تخبز على صاج الغاز خبزاً مرقوقًا بشكل شبه يومي، معوضة النقص في المواد الغذائية، التي توفر منها قليل من الجبنة وقليل من عسل، إضافة إلى بعض الخضار والفواكه، ومصدرها الحقول والكروم القريبة من منزلها.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/aytaron3.jpg
رفيق العائلة كان جهاز راديو بست بطاريات، بدأت تضعف شيئًا فشيئًا، فابتكرت غادة تقنية لتشغيله ببطاريتين فقط. وكانت تضع الراديو على كتفها لتلتقط الإذاعة، التي لم يكن يصفو إرسالها إلا هكذا. المهم عندهم أن يظلوا على" معرفة بما يجري في الدنيا حولنا". لم يخرجوا من المنزل طيلة 17 يوماً. انقطعت أخبارهم عن زوجها في العاصمة، والذي كان قد بدأ يستوعب فكرة انهم قضوا شهداء. بعد ذلك تمكن شقيقها من الوصول الى منزلها. وهنا كانت المفاجأة. أخبرها أن الجنود الصهاينة يتمركزون على بعد 50 متراً من المنزل. ولكنها حرصت على ان تبقى متماسكة من أجل بناتها، ينتظرون إطلالة لسيد المقاومة بفارغ الصبر، «لأنه كان يرفع معنوياتنا بشكل كبير».
صعوداً الى مارون الراس. أعلى نقطة في ذاك المحور. منها اراد الاسرائيليون أن يسجلوا تقدماً عسكرياً، ومنها بدات هزائمهم. والى جانب مقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد، صمد مجموعة من كبار السن. سمعوا وشاهدوا جنود العدو يصرخون، وشباب المقاومة يبلغون على الاجهزة، مقتل جندي هنا، وتدمير دبابة هناك. عند أطراف البلدة، اجتمع الحاج موسى الشيخ علي وزوجته وخاله الحاج محمد علي حسيب ذيب، في منزل الأول. كان هذا الثالوث الثمانيني، شاهداً على كل طلقة، حتى ملامسة أجساد الشهداء.
يقول الحاج موسى إن الدبابة الإسرائيلية حاولت أن تغير اتجاهها في مدخل المنزل، فتهيأ هو وخاله الحاج محمد ذيب لإطلاق النار في حال أطل أحد الجنود، أو أحسا أن أحداً سيدخل المنزل. إلا أن الدبابة غيرت مسارها بعد أن هدمت جزءًا من حائط الغرفة وغادرت المكان. ومن الغريب أن أحدًا من الصهاينة لم يشعر بوجودهم داخل المنزل.
كان الليل عالماً آخر في مارون الراس. يروي الحاج محمد ديب أنه كان دائماً يحتضن سلاحه ليلاً تحسبًا لأي طارئ. يروي أن مواجهات عنيفة دارت في أطراف القرية بين المقاومين ـ وهم قلة ـ وعشرات الجنود الصهاينة، الذين كانوا يسمعون صراخهم، وكانت الطائرات تحط حصراً أثناء الليل لإجلاء الجرحى والقتلى، مستغلة الضباب الكثيف الذي يلف البلدة المرتفعة.
يستهزئ الحاج موسى وكذا الحاج محمد بالجنود الصهاينة، ويؤكدان أنهما لا يقيمان أي وزن للجيش الإسرائيلي كله، لأنه بعد كل هذه السنين من الخوف والرعب الذي كان يسيطر على النفوس من مجرد ذكر إسم الإسرائيلي، جاء نفر من المجاهدين المؤمنين ليقلبوا المعادلة رأساً على عقب، وليسقطوا مقولة الجيش الذي لا يقهر، «وهذا ما رأيناه بأم العين، ولم يخبرنا به أحد». في مارون كان القتال عنيفاً وشديداً بين ثلة قليلة، وجيش جرار، لا ينقصه شيء من العتاد والسلاح والتكنولوجيا... ولكن "الإرادة، من أين تشتريها لكم أمريكا أيها الجنود الصهاينة؟" يسأل الحاج موسى متسهزئًا.
تنحدر شمالاً إلى حاضرة الجبل الأشم، جبل عامل، بنت جبيل الصامدة حجراً على حجر، حياة تنبض تحت الركام. تغيرت معالمها بشكل كامل، فصح فيها قول القائل: إنها «ستالين غراد» جنوب لبنان 2006، ولكنها اليوم تغيرت من جديد، بعد ان ارتفعت معظم منازلها، وأعيد بناء السوق، ولكن خسرت كثيرًا من بيوتها الأثرية.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/aytaron2jpg.jpg
تعود الى ذاكرة بعض الصامدين لكي تعرف ما جرى. واحد منهم كان الحاج محمد علي أيوب. لم يكن وحيداً ولكنه كان الأكثر تحركاً ما بين البيوت، وما بين الحارات. خادم مسجد الزهراء (ع) في بنت جبيل. أبى أن يترك مسجده وأرضه ومرتع الصبا. أربعة وسبعون من الصبر والقهر والعراك مع الدهر، هي خلاصة تجربة الرجل الذي عاصر الكثير من الحروب وعاش مرارة التهجير (أيام الدكوانة وتل الزعتر...)، لذا فقد مل الترحال قسراً، فلم يستجب لأي دعوة إلى الخروج من مدينته بدايةَ العدوان. بقي يروح ويجيء في بنت جبيل، يقصد منزل ابنته في الحارة الجنوبية قريباً من يارون، قاطعاً كل هذه المسافة تحت القصف والطيران، ليسقي «الزريعة» في الدار المتطرفة في آخر البلدة. كذلك فإنه تولى نقل الخبز والكعك والحلويات من أحد أفران المدينة (في الفترة الأولى من الحرب)، وكان يوزعها على الصامدين من جيرانه. وذات ليلة ، لم يستطع النوم فيها لشدة القصف، شعر بالملل، ولكونه أمياً لا يقرأ ولا يكتب، فإنه غالباً ما كان يتسلى بالراديو، وما يمكن أن يسمعه فيه من أخبار أو دعاء أو قراءة قرآن. وبعد أن هدأت كل الموجات في الراديو، قريباً من وقت السحر، فكر بالذهاب إلى المسجد. وهكذا كان. وصل المسجد البعيد نسبياً عن منزله. وجد البطارية وقد بقي فيها رمق، فأطلق العنان لآيات القرآن عبر مكبر الصوت. وما هي إلا لحظات حتى كانت الأجواء تشتعل بعشرات القنابل المضيئة، ولكن لم ترف له عين، «انتظرت طلوع الفجر، أذنت للصلاة صليت الفريضة وقفلت عائداً إلى الحارة». إنها حارة «الحجّارة»، التي سويت بيوتها بالأرض، إلا بيت الحاج محمد، تضرر جزئياً.
لم ينج الحاج محمد أيوب من الموت مرة أو مرتين، بل كل يوم كان له مع الموت صولات وجولات. وفي إحدى المرات سقطت قذيفة بالقرب منه، فظن المحيطون به أنه استشهد، ولكنها ـ حسب ما يقول ـ استقرت في التراب فلم تصبه بأذى!.
يحفظ عن ظهر قلب سورة يس، يرددها باستمرار، "فهي كفيلة بدفع الأذى والخطر عنه". دائم الذكر، مطمئن القلب. شعاره ببساطة مطلقة «من ذكر علي وابن عمو زال الهم عنو». كان كلما أطل على مشهد المدينة وجد كأن الغيم يغطي سماءها، لشدة الغبار والدخان المنبعث من البيوت المدمرة والمحترقة. وكان يرى الفرش واللحف والوسائد والثياب منثورة في الطرقات. وبعد إحدى جولات القصف الشديد، خرج يتفقد الحارة، فلم يجد الشارع، حيث البيوت أزيحت من مكانها وتناثرت ركاماً غطى الطرقات وغير معالم الأحياء.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/aytaron.jpg
اشتد وطيس الحرب، وطال أمدها. صارت الأمور تضيق على أيوب، ولكن الخير لم ينقطع في تلك الديار، الطعام والشراب متوفران، حتى آخر يوم من الحرب، «بدل أن يجدوني ميتاً بعد الحرب، تفاجأوا بأنني ما زلت أحتفظ بكميات وفيرة من الطعام والحليب و...».. ولكن مشكلة المشاكل بالنسبة إليه كانت النوم، فيؤكد أنه خلال ما يزيد على العشرين يوماً، لم ينم إلا لماماً، إذ كانت القذائف تسهّره غصباً عنه، وهو المعتاد أن يأوي إلى فراشه بعد أن يصلي العشاء. «تخذّر جسمي من شدة النعس. استلقيت، سندت راسي عالمخدة. غمض جفني دقيقة. سقطت قديفتان قربي، بيني وبينهما حائط. أحسست وكأن جسمي يشتعل، ولم أعد أقوى على النهوض». صارت القذائف تتساقط على المنزل الذي أوى إليه الحاج محمد علي، و"الناس تهرب من منزل إلى آخر ومن غرفة إلى أخرى". «انهار السقف فوق رأسي، الحائط الصخري رد عني الحجارة، أصابتني شظية في يدي وأخرى في رجلي، تحاملت على جرحي وزحفت إلى منزلي، وقبل أن يبرد الجرح، عالجته بالسبيرتو و«صبغة اليود».. في الليل اشتد الوجع عليّ، حتى أنني أدخلت أصبعي في الجرح من شدة الوجع». تمنى الحاج محمد علي أن يواجه اليهود، حتى يقاتلهم ولو بـ«البلطة». وهو يتأسف كثيراً لأن اللَّه لم يختره شهيداً.«اللي مكتبلو عمر ما بتقتلوا شدة».
اما في عيناتا المجاورة، فإن الحال لا يختلف كثيرًا. مشهد الدمار واحد. كذلك المواجهات والشهداء، واعادة البناء ولملمة الجراح. أزقة البلدة كانت مسرحاً لمواجهات حامية بين الجنود الصهاينة ومجاهدي المقاومة من البلدة ومن غيرها.
ومن هنا في «السدر» و«فريز» وغيرهما، كانت تسدد الضربات الموجعة للعدو: من إعطاب الدبابات عبر الصواريخ التي كانت تطلق من البلدة، إلى إصابة الطائرة المروحية فوق مارون، إلى مواجهات مدرسة الإشراق، التي كانت تدور من طابق إلى طابق ومن غرفة إلى أخرى. ولعل قليل من المدنيين هم من بقوا في البلدة. وقد سقط عشرات الشهداء في عيناتا بين مقاوم ومدني، بينهم 12 مقاوماً استشهدوا في مواجهات المربّع خلال يومين، و19 مدنياً قضوا في منزل واحد دمرته الطائرات المعادية على رؤوسهم.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/aytaron1.jpg
أبو شوقي، الحاج عبد النبي نصر اللَّه، بقي في البلدة إلى اليوم العشرين تقريباً، شهد خلالها مواجهة كرم الزيتون، حيث يقع منزله بمحاذاته. وقد أفردت لها صحيفة معاريف الصهيونية حيزاً واسعاً، نظراً لشراسة التصدي الذي أبداه المقاومون. كان أبو شوقي يسمع تكبيرات المجاهدين وصيحاتهم التي كان يخترقها صراخ الجنود الصهاينة واستغاثاتهم، حيث سقط لهم عدد كبير من القتلى والجرحى، في حين كان ولده «ناظم» يرتفع شهيداً على بعد أمتار من والديه، اللذين لم يكونا يعلمان أن المعركة الحامية الوطيس بطلها فلذة كبدهما. كان أبو شوقي كثيراً ما يلمح المجاهدين في تلك النواحي، وقد لجأ إلى منزله بعض الجرحى الذين استطاعوا أن يخرجوا من مارون الراس.
يروي فيصل خنافر، من أبناء عيناتا، كيف أن تلفونه الخاص ظل وحيداً يعمل في البلدة. وقد بدأت الأمور تزداد تعقيداً مع فقدان البنزين والمواد الغذائية، « الأمر الذي اضطرنا لاستعمال الدراجات الهوائية لتلبية متطلباتنا». ثم كان منزله القريب من كرم الزيتون المذكور عرضة للقصف مرات عدة، فأصيبت والدته وابنه، فسارع إلى إجلائهما، مصطحبًا معه "14 نفساً لجأوا إلى منزلي، من العائلة والأقارب والجيران". يستذكر خنافر الأوضاع الحرجة التي مروا بها. ويتسذكر أيضًا انهم كانوا شهودًا على مواجهات المربع البطولية. «هؤلاء المقاومون هم السياج الذي يحرس سيادتنا، وكان يبعث فينا الأمل بالنصر. لم نشك لحظة بأننا عائدون».
يـوم أرادت اسرائيل اقتلاعنا(2)
(يوميات صامدين في عيتا الشعب)
إلى عيتا الشعب در. لم يمر يوم في حرب تموز/يوليو ، لم تُذكر فيه البلدة، إما مقصوفة بالدبابات والطائرات المعادية، إذ أحصي سقوط الآلاف من القذائف والصواريخ، أو بالحديث عن توغل إسرائيلي في أراضيها، ينتهي بكارثة على القوات المتقدمة.
في الحارة الغربية، حيث يطل عليها جبل «أبو طويل»، في واحد من تلك البيوت التي ذاق الصهاينة فيها مر الهزيمة، جلس الحاج عبد الكريم دقدوق (مواليد 1914)، محاطاً ببعض من بناته و«كنائنه»،«يشكّون» الدخان، بعد مرحلة القطاف التي تمتد بضعة أسابيع أحياناً، إذ كانت «الميابر» والخيطان بين الأيادي السمر، تحكي بعضاً من فصول حكاية شتلة التبغ التي رافقت الوجع الجنوبي ردحاً من الزمن، ولا زالت شاهدة على همة الجنوبي العالية وعزمه الهادر، على رغم «جفاف» الموارد في أرضه المعطاء.
يستقبلك الشيخ التسعيني الحاج أبو مصطفى دقدوق (وهو جد الشهيد عبد الكريم دقدوق) في باحة داره التي لم تسلم من القصف والتدمير (دمار جزئي)، ولكنها كانت أشفى حالاً من منزل «حسن هيدوس» أحد أبناء عيتا الشعب الذي لجأ إليه أبو مصطفى مع بعض من عائلته.
كانوا خمسة أشخاص، لا أكثر، عند الرابعة فجراً، الجميع يغطون في سبات عميق قلما تهيأ لأحد خلال الحرب، وخاصة في عيتا الشعب حيث القصف على مدار الساعة، والطائرات الحربية لا تغادر الأجواء. استفاق الحاج عبد الكريم من نومه الهانئ، على صوت مخيف، سرعان ما تبعه تساقط للحجارة والتراب على جسده، وأحس بألم في كتفه لا زال يرافقه حتى الآن، بسبب حجر سقط عليه، إلا أنه يؤكد أن «التتخيتة» التي كان ينام تحتها، دفعت عنه موتاً محققاً، حيث سقطت فوقه بشكل مائل.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/2eyta4.jpg
قصف الصهاينة المنزل. لم يدرك الحاج عبد الكريم ما حصل إلا أنه سمع صوت صهره الحاج أحمد عبد النبي يرتفع مخنوقاً «كشفولي وجي».. أخذ يردد ذلك مراراً، إلا أن أحداً لم يستطع الوصول إليهبسبب الظلام الدامس والغبار، حتى أن أرض الغرفة المدمرة امتلأت بالوحول الناجمة عن انسكاب المياه الموجودة معهم للشرب. عمت الفوضى المكان. سمع الحاج عبد الكريم صوت ابنته تنعى زوجها «راح الحاج أحمد».. وبالفعل فقد استشهد صهر الحاج عبد الكريم على مقربة منه، وكان هو بحاجة لمن يساعده على الخروج من المكان الذي حوصر فيه، حيث كان حجر كبير يجثو على ركبتيه.
يروي الحاج عبد الكريم روايته بكل التفاصيل، ويتذكر كيف أنهم في الأيام الأولى للحرب كانوا يترددون على منزلهم بين الفينة والأخرى، فيجلبون ما يحتاجونه من المونة ويقفلون راجعين إلى ملجئهم القسري، حيث خبزت بناته خلال أيام قلائل كيسين كبيرين من الطحين، خبزاً للمقاومين وللصامدين في البلدة. إلا أن اشتداد حدة المعارك، حيث كان العدو يحاول جاهداً التقدم من جهة موقع الراهب الحدودي لسحب إحدى دباباته التي دمرها المقاومون عند أطراف البلدة، بعد عملية الأسر الشهيرة، ألزمتهم المنزل المذكور (والذي لم يكن آمناً على ما يبدو كما المئات من بيوت عيتا الشعب ) فانقطع عنهم الطعام، وصاروا يقتاتون على خبز يابس مبلول بقليل من الماء.
وتروي الحاجة فضة ضاحكة كيف أنها صارت تمنع عمها (أبا مصطفى) من إطلاق العنان لنفسه بالكلام كما هي عادته في أوقات السلم، حتى السعال منع في تلك اللحظات الحرجة، إذ لم نعد نميز صوت الصديق من صوت العدو.
لم يصدق أحد أن الحاج أبا مصطفى خرج من ذلك المنزل حياً، ولكن الشيخ العنيد عاد يزرع أرضه من جديد، في الحقل قرب المنزل وفي غيره من أراضٍ في البلدة، فلا شيء أقوى من انغراس يد الفلاح في أثلام الأرض السمراء المعطاء، فكيف إذا كانت أرض الجنوب التي رواها عرق ودماء أبنائها، كالحاج عبد الكريم الذي قدم حفيده وسميه شهيداً على درب التحرير، ثم صهره الذي استشهد على مقربة منه؟ وهو خرج من بطون الموت سالماً، إلا من بعض جروح التأمت سريعاً، وشح في النظر، حرمه لذة قراءة القرآن الذي به لهفة كبيرة لقراءة آياته كما كان دأبه دائماً. كما أنه يجد صعوبة في الانكباب على الشعر الذي يجيده، فتضيع منه فرصة تدوين بيت من الشعر «عنَّ» له عن سيد المقاومة وعن شباب أبطال، كان يرى خيالاتهم تسرح في الحارة الغربية وقرب مدرسة عيتا وعلى تخوم موقع الراهب وعلى قمة جبل «أبو طويل»، وعند الحدب، حصن الضيعة ورباطها، حيث قارعوا المحتل بين الحقول، وفي الوديان وعند السفوح، وحين توغل المحتل، أقسموا أن «لا عودة إلى ما قبل 25 أيار 2000»، فكانوا يتصيدون الجنود الصهاينة واحداً تلو الآخر، ويكمنون للآليات المتقدمة، ويلتحمون معها في مواجهات الأمتار المعدودة. هم أهل الأرض وأدرى بشعابها، هم ملح الأرض، هم حياتها وروحها. في أزقة عيتا وعند أطرافها وفي كل مكان ظن المحتل أنه سيكون آمناً فيه، كانوا الجحيم للعدى، والثلة التي غيرت المعادلات.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/2eyta3.jpg
كانت ملحمة بطولية في عيتا الشعب، ولكنها كانت أيضاً مأساة كبرى لم يُحك عنها حتى اليوم كل شيء.
يقول أبو رامز سرور (80 عاماً)، إن هذه الحرب قطعت رحمه فهو ظل يحرس منزل أخته المقعدة في الأيام العشرة الأولى من الحرب، فيأتيها بالطعام والشراب. وقد سعى جاهداً لتأمين سيارة إسعاف تنقلها خارج البلدة، إلا أنه لم يوفق (حتى أن الإسعاف تعرضت للقصف حينما اقتربت من المنزل). ولكن كيف له أن يحرسها من الصواريخ المدمرة التي دكت منزلها فسوته بالتراب على من فيه، أم وأب وولدهما؟
الحرب حصدت أحبتنا، ولكنها لم تكسر إرادتنا. هذا لسان حال الحاجة أم حسين دقدوق، التي استشهد زوجها الأستاذ علي دقدوق وهي ساجدة تصلي قربه. وتسترجع أم حسين برباطة جأش الجنوبية الأصيلة تلك اللحظات المشهودة في حياتها: «رفض أبو حسين الخروج من الضيعة مهما كان الوضع سيئاً، معتبراً أن التهجير مذلة والبقاء في الأرض أشرف ولو دُمرت البيوت على رؤوس ساكنيها». فعلاً، هكذا جهز الأستاذ علي دقدوق بندقيته الإنكليزية القديمة تحسباً لدخول اليهود إلى البلدة، ولجأ مع زوجته (جميع أولاده نزحوا من البلدة) إلى منزل ظنوه آمناً في حي الزهراء. «مرت علينا أيام صعبة جداً» تقول أم حسين «بعض الليالي لم نكن ننام أبداً لشدة القصف وأصوات الانفجارات»...
كان أبو حسين على موعد مع شهادة يعد نفسه بها دائماً، تحسده أم حسين «نيالو.. طلع من الدنيا راضي.. انبسط كتير بالبارجة اللي انضربت بالبحر.. ولكنه كان يمني نفسه برؤية أولادنا الذين تفرقوا في البلاد»..
وعن ليلة الفراق العصيب تقول الحاجة دقدوق: «كان ذلك بعد الهدنة بيومين، ليلتها لم يهدأ لنا جفن، لا أكل، لا شرب.. حتى أن الغبار والتراب كان يصل إلينا من البيوت المحيطة بنا والتي كانت تتعرض للقصف...».
أعدت أم حسين لزوجها مما تيسر قرصين من العجين (طحينة بدل الطحين)، كوباً من الحليب، أتبعته بفنجان قهوة، ما شجع أبا حسين على تحضير «راس أركيلة».
كانت أم حسين، والتي غالباً ما كانت تستعين على هذه الشدة بقراءة القرآن والدعاء إلى اللَّه تعالى بنصر المجاهدين، ساجدة تدعو وتتضرع، بينما كان زوجها على بعد مترين منها، جالساً يحمل الراديو (رفيق الحروب والحصار) بين يديه، متابعاً آخر الأخبار. فجأة دوى انفجار قريب فتناثر الزجاج من حولهما. لحظات قليلة سقط الصاروخ الثاني على المنزل مباشرة. أظلمت الدنيا في عيني أم حسين، «وجدت نفسي تحت الركام، لا أستطيع أن أميز شيئاً من حولي، ناديت زوجي لم يجبني، كررت النداء فلم أسمع له حسيساً، حينها صرخت بكل قوتي، فسمعت أنيناً ضعيفاً. ناديته مرة أخرى ولكن. دون جدوى».
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/2eyta5pg.jpg
حينما أيقنت أم حسين أن زوجها قد استشهد، خرجت من المنزل باتجاه الشارع، سمعت الجنود الصهاينة يتحدثون على الأجهزة اللاسلكية، فتوجهت نحو الشارع الرئيس في البلدة، حافية القدمين، مصابة بإحداهما، وتكمل: «التقيت بشابين من البلدة، طلبت منهما المساعدة لانتشال جثة زوجي من تحت الركام، فأخبراني أن هذا حال الكثيرين ممن استشهدوا في البلدة، وأن لا سبيل لرفع الأنقاض خاصة بعد أن انقطعت عيتا عن العالم الخارجي بشكل كامل».
صممت أم حسين على أن تشد على قلبها، وأن تكمل الدرب إلى نهايته، فلا هي انهارت مما حل بها، وحرصت على ألا تصبح عبئاً على المقاومين، فصارت سنداً وعوناً لهم، تعد الطعام وتعجن وتخبز، وتحضر الفريك والبرغل وحتى المهلبية. وسلواها دائماً الدعاء وتلاوة القرآن.
كل هذا والمعارك على أشدها في الحقول والأودية المجاورة، حيث كانت تسمع اليهود يدعون أهالي عيتا للاستسلام وإلا... فالمصير الدمار.
لا ترى أم حسين نفسها من أصحاب المصائب، وهي تتأسى بالكثيرين ممن فقدوا أحبتهم وأهلهم في هذه الحرب. وعلى رغم خسارتها الفادحة وحنينها إلى زوجها الذي قضت معه أجمل أيام عمرها، وأنعما عيناً بأولادهما يكبرون ويتعلمون ويتزوجون وينجبون، إلا أنها ما برحت تردد «هنيئاً له الشهادة جنباً إلى جنب مع المجاهدين الأبرار».
تأخذك الرحلة على جناح من قوة العزم الجنوبي، تكمل مع الحدود فتمر في «رميش» جارة الرضى، التي يحفظ لها أهل عيتا الشعب والقرى المجاورة، أنها كانت لهم ملتجأً ساعة الشدة، حيث أووا إلى بيوت «الإخوان في رميش» كما يدعوهم أهالي عيتا الشعب، يقاسمونهم طعامهم وشرابهم على قلته . ثم تميل إلى يارون التي أتى الدمار على كثير من القصور والبيوت الفخمة التي تتميز بها البلدة، التي هاجر كثير من أبنائها زمن الاحتلال.
ذكرى حرب تموز، المسافة بين العقل والقلب، تختصرها إرادة مقاوم، أبى أن يدنس المحتل أرضه، أو أن يعود به إلى زمن قحط، فاستبسل وقاتل، وكان الشعب له خير عون وسند.
ينابيع الصفاء
2012-06-06, 14:20
و لكن رغم ذلك ما يعجبك في قادة إسرائيل إعترافهم بالفشل و الهزيمة و استفادتهم من دروس الحرب بما أن الحرب خداع و حسب المقال الأول فإن إسرائيل ستعالج أخطاءها السابقة و هي تخطط جيدا و تذكروا ما أقول لأن الحرب في لبنان قادمة و أحذر حزب الله من التهاون و البقاء في تمجيد المقاومة و تحقيقه للنصر و أن يستعد المقاومون في لبنان سنة و شيعة للحرب لأن العدو لا ينام في إسرائيل إلى غاية إستعادة الجنوب اللبناني لأن إسرائيل تعتبر الجنوب اللبناني حدود إستراتيجية لبقائها و ديمومتها هذا إن لم تكن تفكر في إبادة لبنان بالكامل و احتلاله.
حميدي البشير
2012-06-06, 15:53
المشكل هو ان شعب سوريا عراكم وأفصح عن قناعكم الدموي ........ شكرا لثورة الشعب السوري الابي البطل
حميدي البشير
2012-06-06, 15:56
ألا تكف عن أكاذيبك
في تلك المواجهات قتل أكثر من 140 صهيونيا أغلبيتهم من الجيش وأصيب الآلاف
وتكبدالصهاينة خسائر فادحة في البنى التحتية
يبدوا انك تعيش على سطح المريخ خسائر حزب اللات 5 ونفس العدد بالنسبة لصهيون وهذا من قناتكم المبجلة التي كانت تغني انتصارها وقلة خسائرها في الحين نست ان اكثر من 1000 لبناني استشهدوا من أجل مغامرة قاتلة دفع ثمنها شعب لبنان
عكس التيار
2012-06-06, 16:24
ألا تكف عن أكاذيبك
في تلك المواجهات قتل أكثر من 140 صهيونيا أغلبيتهم من الجيش وأصيب الآلاف
وتكبدالصهاينة خسائر فادحة في البنى التحتية
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مواطن وخلاص
2012-06-06, 16:25
لقد ذكرتنا بأيام العزة تلك
لقد كانت معركة أسطورة وقف فيها بضع ألاف من الرجال 33 يوما
وأولئك الرجال رجال الله جنود حزب الله
كل رجل بألف رجل يحمل سلاحه ويتصدى لآلة صهيون الحديثة
وجيش سماه المنهزمون لا يقهر
لا شيئ يقف أمام رجال حزب الله
عندما أشاهد شهداء حزب الله على قتاة المنار ترخص الدنيا في عيني
رجال يعيشون حياتهم حاملين سلاحهم يحرسون الثغور
لقد كان قادة حزب الله وأبناء قادته في قائمة الضحايا
وهو مالم نألفه عن حاكم عربي أو مسلم في هذا الزمان الرديئ
عكس التيار
2012-06-06, 16:30
لقد ذكرتنا بأيام العزة تلك
لقد كانت معركة أسطورة وقف فيها بضع ألاف من الرجال 33 يوما
وأولئك الرجال رجال الله جنود حزب الله
كل رجل بألف رجل يحمل سلاحه ويتصدى لآلة صهيون الحديثة
وجيش سماه المنهزمون لا يقهر
لا شيئ يقف أمام رجال حزب الله
عندما أشاهد شهداء حزب الله على قتاة المنار ترخص الدنيا في عيني
رجال يعيشون حياتهم حاملين سلاحهم يحرسون الثغور
لقد كان قادة حزب الله وأبناء قادته في قائمة الضحايا
وهو مالم نألفه عن حاكم عربي أو مسلم في هذا الزمان الرديئ
كلام لا اساس له من الصحة في الواقع
ينابيع الصفاء
2012-06-06, 17:16
لقد ذكرتنا بأيام العزة تلك
لقد كانت معركة أسطورة وقف فيها بضع ألاف من الرجال 33 يوما
وأولئك الرجال رجال الله جنود حزب الله
كل رجل بألف رجل يحمل سلاحه ويتصدى لآلة صهيون الحديثة
وجيش سماه المنهزمون لا يقهر
لا شيئ يقف أمام رجال حزب الله
عندما أشاهد شهداء حزب الله على قتاة المنار ترخص الدنيا في عيني
رجال يعيشون حياتهم حاملين سلاحهم يحرسون الثغور
لقد كان قادة حزب الله وأبناء قادته في قائمة الضحايا
وهو مالم نألفه عن حاكم عربي أو مسلم في هذا الزمان الرديئ
حقيقة لقد شرفونا في ساحة المعارك الطاحنة مع عدو ذو بأس شديد في العتاد العسكري الذي يمتلكه.
و الله ينصر من يشاء و لو شاء نصر الكفار من الأمريكيين و غيرهم و لله في حكمه شؤون.
الجهاد متأصل في أنفس المجاهدين من جميع الطوائف المسلمة و هذه حقيقة لا يستسيغها بعض الناس ممن سرقوا الجهاد و نسبوه لهم مع أن الجهاد و المقاومة للجميع حتى الفيتناميين جاهدوا في سبيل حريتهم و نصرهم الله في معارك خالدة ضد قوى الإستكبار العالمي و ستتجرع هذه القوى العلقم إن حاولت المساس بالمغرب العربي و خاصة الجزائر .
و ما النصر إلا من عند الله.
يؤتي الحكمة من يشاء و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.
من يحببه الله يفقه في الدين.
ما أروع ديني...
أسامة المسيلي
2012-06-06, 21:28
نقولها وبصوت مــــــــدو : سلمت أيديكــــــــــــــم يا أبطــــــــال المقاومــــــــــة اللبنانيــــــــة الباسلـــــــــــة
سلمت أيديكم يا مــــــــن أذليتــــــــــم الجيـــــــــش اللـــــــــــذي لا يقهـــــــــــــر
عندما أرى صور دبابات المركافا الصهيونية المدمرة وعندما أشاهد المواجهات البطولية الضارية اللذي خاضها رجال المقاومة اللبنانية وباحترافية عالية أدرك أن في هذا الزمان ما زال الرجال الشرفاء
مهما حاول العربان و دعاة الفتنة وتجار الدم والحروب ومن والاهم أن يشوهو الصورة الناصعة لهذه المقاومة الشريفة الباسلة لن يتحقق لهم ذلك ولو قيد أنملة
مقاومو عيتا إن حكوا
حين تستمع إلى مقاتلي عيتا الشعب، وحديث ذكرياتهم عن حرب تموز ويومياتها، وتقارنها بذكريات الجنود الصهاينة عن حرب لبنان الثانية، كما أسموها، ستجد فارقاً كبيراً في كل شيء: الحال النفسية، المعنويات، الشعور بالانكسار أو الفخر، وفي ما يُحفر في الذاكرة إلى الأبد. فهذا العقيد في الاحتياط، أفيغدور كهلاني، رئيس جمعية "من أجل الجندي"، يقول لإذاعة الجيش الاسرائيلي بتاريخ 20-7-2010: "إن حرب لبنان الثانية مع حزب الله، ليس لديها إرث حربي يمكن تقديمه للجيش والمجتمع الاسرائيلي". ويتابع كهلاني ـ الذي شغل مناصب رفيعة في الجيش الاسرائيلي، وهو رئيس سابق للدائرة الأمنية والسياسية في وزارة الحرب ـ :"هذه الحرب أدت إلى صفعة كبيرة للجيش ومؤلمة لدولة اسرائيل، ولقد علمتنا الكثير، وخلفت لنا رواسب قاسية ومرّة. خلفت قضايا لم نكن نعلم
بوجودها داخلنا".
بينما يرى أبو حسن، الشاب العشريني، والقائد الميداني في عيتا الشعب، أنها "كانت تجربة جديدة و«جميلة» عرفتنا أكثر الى حقيقة الإسرائيلي، وكيف أنه جندي فاشل لا يلمّ بأدنى المعايير العسكرية، حتى إنه «كفر» بكل مفاهيم العقيدة التي تربى عليها في الجيش الإسرائيلي وأبسطها «لا تترك الرفيق في ساحة القتال».. لأنه ترك الرفيق، قتيلاً كان أو جريحاً، ولاذ بالهرب طلباً للنجاة... وللتنويه العسكري إن وجد، لأنه خرج سالماً من بين أيدي مقاتلي حزب الله".
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/aetaelsha3b07jpg.jpg
في عيتا ستجد مقاتلين من كل المناطق. في لقاء ببضعة منهم، تُنسب القدرة على الصمود إلى المدد الإلهي، ولكن في المقابل يُركز الحديث على وقائع وأحداث شوهدت بأم العين، "لا هي بكرامات ولا هي بمعاجز"، يقول أبو حسن، " نحن أكرمنا الله بالجهاد وكفى". ويشدد عليَّ أن أذكر أن "في عيتا كان هناك بشر مؤمنون، يصدون بشرًا معتدين آثمين".
خمسة مقاومين رووا ما استطاعوا البوح به من يومياتهم، في البلدة التي تحوّلت إلى أسطورة في المقاومة والصمود بعدما سطّر فيها الشباب ملاحم بطولية، جعلتها لا تغيب عن وسائل الإعلام على مدى 33 يوماً من الحرب. في عيتا، فوجئ الشباب بـ«الجـيـش الـذي لا يـقـهـر». انتظروا من الإسرائيليين ردود فعل قتالية في أكثر من موقف لكنهم كانوا غالباً ما يفضلون الانكفاء والهرب. «نالوا أوسمة لأنهم استطاعوا العودة سالمين لا لأي شيء آخر».
منذ 12 تموز/يوليو بدأت المواجهات في عيتا الشعب. فبعد نجاح عملية الأسر التي جرت على تخوم القرية، قرب خلة وردة، وبعد أن أدرك الاسرائيليون ما الذي يجري على الأرض، تقدّمت دبابة ميركافا عند الثانية عشرة والنصف نحو نقطة للمقاومة قرب موقع الراهب الصهيوني. اخترقت الدبابة الحدود فجاءها الردّ قاسياً. عبوة ناسفة قلبتها رأساً على عقب، فقتل طاقمها المؤلف من أربعة جنود. تلى ذلك قصف بالهاون للنقطة التي دخلها بعض الجنود المشاة، فوقعت بينهم إصابات مؤكدة. جهد العدو لسحب «أشلاء» الدبابة والجنود فلم يفلح. عمد إلى قصف أطراف عيتا الشعب ومركز لـ«حزب الله» داخل البلدة.
استمرت المواجهات على محور الراهب طوال أسبوع على الأقل. حاول خلاله العدو سحب الميركافا المدمرة وجثث جنوده المحترقة (بقي الجنود، قتلى وجرحى، في أرض المعركة أسبوعاً على الأقل). ترافق ذلك مع قصف ضواحي البلدة. بقي الوضع على هذه الحال حتى يومي الهدنة في 31 تموز/يوليو و1 آب/اغسطس. استمرت الهدنة المزعومة ثمانيَ وأربعين ساعة كانت من أصعب الساعات على عيتا.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/aetaelsha3b01.jpg
فجر الأربعاء 2 آب/اغسطس، بدأ التقدّم الاسرائيلي من جبل أبو طويل الى الغرب من عيتا، في اتجاه مثلث القوزح. تمركزت مجموعة من المشاة ليلاً عند مدرسة المعوقين شمال غرب البلدة. المقاومة كانت قد أعدّت خطة دفاعية لكل النواحي. تنبه المقاومون لتحركات العدو. وكما خططت المقاومة فإن العدو في أكثر الأحيان كان يستدرج إلى «فكي كماشة» فيتم الانقضاض عليه. ضربت مجموعة المشاة، فحوّل العدو هجومه نحو الحارة الغربية. اشتبك المقاومون مع القوات المتقدمة عند نقطة الحدب. استمرت المواجهات منذ السادسة والنصف صباحاً حتى الثانية والنصف ظهراً، ولم تتعدّ المسافة في بعض الأحيان ثلاثين متراً بين الطرفين. كان الجنود الإسرائيليون يعمدون إلى التجمع والتمركز في نقاط، ظنوا أنها حصينة، وبرغم أن عديدهم كان كبيراً في هذا التقدم (50ـ60 عنصراً)، إلا أنهم فروا من المواجهة والتجأوا إلى أحد الكراجات في تلك المنطقة. أحد المقاومين تقدم باتجاه الكراج. قدم فوهة سلاحه تجاه الباب المفتوح، وأطلق رشقًا عشوائيًا. لم يبادله أحد إطلاق النار. ما لا يقل عن عشرة جنود سقطوا قتلى وجرحى.
فجر اليوم التالي حاول الصهاينة التقدم في اتجاه الحارة القديمة. بدأت العملية كالمعتاد بقصف تمهيدي تبعه توغل لمجموعات من المشاة بين المنازل فلم يتمكنوا إلا من السيطرة على منزل واحد، برغم أن هناك حماية لهم من موقع بلدة رامية.
ومع ساعات الصباح الأولى، كان صوت وقع أقدام الجنود مسموعاً بوضوح على طريق الإسفلت، فكمن لهم أحد المقاومين وأمطرهم بالرصاص من مسافة قريبة. سُمع صراخهم يعلو في المكان. انسحبوا ودخلوا أحد المنازل ( منزل أبو قاسم دقدوق في الحارة الغربية) وأقفلوا الباب عليهم. امتدّت الاشتباكات حتى الظهر. حوصرت المجموعة الصهيونية داخل المنزل، وتبيّن أن بين أفرادها قائد كتيبة مظليين، عمل العدو المستحيل لإنقاذه، فلجأ بداية إلى قصف المنطقة بالقذائف الدخانية، ثم تحركت جرافة من خلة وردة ـ بركة الدرجات إلى مدخل الحارة الغربية، تبعتها آلية من نوع «أش زيريت» (ناقلة جند عادة ما تستخدم لنقل قوات خاصة). تصدّى مقاوم للجرافة بقذيفة صاروخية (على بعد 40 متراً فقط)، فاقتُلع برجها وقُتل سائقها. انسحب الجنود تحت غطاء مدفعي كثيف وتحليق لطائرة الاستطلاع، التي هي عادة في خدمة قائد الكتيبة وتحت إمرته. وبرغم ذلك فإن المقاومين نالوا منهم، حتى إن أحدهم لاحق الـ«أش زيريت» وهي تهرب، إلا أنه لم يتمكن من إصابتها لأنها غابت في إحدى الطرق الفرعية.
سلكت قوات العدو المتقدمة معابر عدة للتوغل في داخل البلدة أو القرى المجاورة ، إلا أن محاولاتها كلها أخفقت:
ـ من تلة الخزان ـ جبل أبو لبن: الاستيلاء على المرتفعات للسيطرة على 60 أو 70% من البلدة وتطويقها من جهات عدة.
ـ من معبر خلة وردة للسيطرة على المنطقة المحيطة بعيتا.
ـ معبر "وادي سواده"، للنفاذ إلى البلدة عبر ما يسمى بوابة الانكليز.
وصلت مجموعات صهيونية إلى ملعب الدواوير، حيث دمر المقاومون دبابة وجرافة وسيطر الجنود المشاة على منطقة الخرزة وتمركزوا في البيوت المحمية بالموانع الطبيعية وصاروا يقنصون كل ما يتحرك داخل البلدة.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/aetaelsha3b03.jpg
بتقدّمهم من وادي «سواده»، صعد الجنود إلى أبو لبن (من منطقة المعمور). استقرت المجموعات في «الحدب». كان الهدف السيطرة على كل المعابر بالرؤية والنار. بعد قصف تمهيدي بالهاون، تقدمت مجموعة مقاومة للانقضاض على القوة المتمركزة، بهدف فك حصارها المفترض عن البلدة، ولكي لا تشل تحرك الشباب. بضعة مقاومين في مواجهة عشرات الجنود وبما تيسر من سلاح. اندلعت الاشتباكات وامتدت من الثالثة عصراً حتى الثالثة فجراً على امتداد الحي بأكمله، ثم انحصرت المواجهات في 3 بيوت فقط، ودارت من غرفة إلى غرفة. أحد المقاومين (الشهيد يونس يعقوب سرور) استهدف الجنود في أحد تلك المنازل بـ5 قذائف B7، أصابتهم إصابات مباشرة. بعد ذلك تدخلت الطائرات الحربية والمروحية وقصفت المنطقة بمختلف أنواع الأسلحة. حطت في المكان مروحية لإجلاء الإصابات.
عند السابعة صباحاً، عمّ المكان ضباب كثيف، فاستغله الصهاينة للانسحاب في اتجاه منطقة شميس والدواوير ودخلوا فيلا «علي رضا». رُصدت المجموعة داخل الفيلا فتعامل معها المقاومون بالأسلحة المباشرة مستهدفين الغرف التي يتجمع فيها الجنود. هرعت آلية لسحب من بقي من الجنود. صاروخ مباشر أصابها وتكفلت قذائف الهاون بالهاربين.
في اليوم نفسه تقدمت مجموعات من المشاة الصهاينة في اتجاه مدرسة المعوقين، من جهة جبل «أبو طويل» (شمال غرب عيتا). طلب من أحد المقاومين الرماية، بعدما تجمع الجنود بأعداد كبيرة داخل المدرسة. وهكذا كان. تساقطت الصواريخ بين الجنود. صراخ جرحاهم كان مسموعاً بوضوح، فيما لاذ الباقون بالهرب.
في 4 آب حاول العدو التقدم بمجموعاته من منطقة تسمى «الرجم» بين عيتا ودبل. استقر الجنود المتسللون في قصر كبير، حيث تم رصدهم من جانب شباب المقاومة. استهدفوا من الأمام ومن الخلف بصواريخ مباشرة. فهاموا على وجوههم، ونزل أكثر من 100 جندي مكشوفين على الطريق العام فلجأوا إلى كراج. هنا حدثت المفاجأة، إذ بدأت تتساقط على الجنود قذائف من عيار155ملم، مصدرها المواقع الإسرائيلية التي افترضت أن المجموعات المتسللة بعد أن انكشف أمرها انسحبت الى الخلف، ومن الطبيعي أن تبادر المدفعية لقصف المنطقة كتغطية لانسحاب هذه المجموعات، إلا أن تعرّض تلك المجموعات لنيران المقاومة من جميع الجهات أربك تحركها، حتى إنهم صاروا يتجنبون الدخول إلى المنازل لأنها كانت تهدم فوق رؤوسهم.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/aetaelsha3b04.jpg
بعد أيام (نحو 8 آب) ومع ساعات الصباح الأولى، كان فصيل للعدو يختبئ في مرتفع «أبو طويل». كانوا «مكومين» بعضهم على بعض، حسب وصف المقاومين. وبفعل الرصد الدقيق، استطاع الشباب كشف وجود «قبضة» (وهي القاذف الذي يطلق به صاروخ ضد الدروع) مع القوة المعادية. أعطي الأمر بإطلاق صاروخ مباشر. سقط في نقطة الوسط بين الجنود. علا صراخهم، وبلغ البلدة على بعد المسافة. هرع فصيل مرافق للقوة المستهدفة (كان على مقربة من المكان) لإسعاف الجرحى. أحصيت 17 إصابة (بين قتيل وجريح). كان فريق الإسعاف ينقل الجرحى إلى طابق سفلي في أحد المنازل. المكان مكشوف للمقاومين. استهدف أحدهم «المستوصف الميداني» فأصاب الطبيب إصابة مباشرة. وجدت في المكان بعد الحرب أشلاء مبعثرة. وكانت نتيجة الهجوم الصاعق، انكفاء العدو عن مرتفع «أبو طويل». يؤكد قيادي في المقاومة كان مشرفاً على عمليات عيتا الشعب، "أن الإسرائيلي كان كلما تلقى درساً قاسياً في منطقة ما ينسحب منها ولا يعيد الكرّة نهائياً. ويلجأ بعد كل جولة إلى القصف الجنوني بالمدفعية وإغارة الطائرات الحربية والمروحية".
في 12 آب، قرّر العدو تنفيذ هجوم واسع تتقدمه الجرافات الضخمة. بدأ الهجوم من منطقة الجبانة (قرب خلة وردة) و"دفش حمزة"، حيث تقدمت 4 جرافات ترافقها مجموعات كبيرة من المشاة تجاه الأحياء السكنية وعملت على هدم المنازل وجرفها. فوجئ الإسرائيلي بنيران كثيفة تباغته من الخلف، من محيط موقع الراهب على الحدود. سقطت 14 قذيفة مدفعية على الجرافات والمشاة ودبّت الفوضى وسمع صراخ الجنود يستغيثون كالأطفال. كانت الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات: أسر، قتل... لا شيء صعباً أمام المقاومين. يقول أحد محدثِيّ بحزم.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/aetaelsha3b.jpg
أثناء عملية الهدم والجرف التي كانت تقوم بها الجرافات، كان المقاومون لا يبرحون نقاطهم، وفي بعض الحالات كانت الجرافة تدك منزلاً يتمركز فيه الشباب، فينتقلون إلى منزل آخر وهم يتصدون للآليات المتقدمة. ويروي «جهاد» عن شجاعة المقاومين أن الجرافة كانت أثناء سيرها تحافظ على ساتر يتكوّم أمامها من التراب وأشلاء المنازل المدمرة، لكي تحتمي به من نيران المقاومة. وبينما هي تعمل، تسلق أحد المقاومين «الساتر المتحرك»، وأطلق على برج الجرافة قذيفة «ب 7»، إلا أن تصفيحها حال دون تحقيق إصابة ما. مقاوم آخر أطلق صاروخاً مباشراً من على إحدى الشرفات على جرافة لا تبعد عنه سوى أمتار معدودة. في هذا التقدم دمرت للعدو جرافتان، ودبابة تفجرت الذخائر الموجودة بداخلها فدمرت كليًا. على أثر ذلك، استبدل العدو سرية موقع الراهب، نظراً لانهيار معنويات جنود الموقع، الذين شاهدوا بأم أعينهم كيف احترق زملاؤهم وتناثرت أشلاؤهم في المكان.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/aetaelsha3b05.jpg
في 13 آب تابع العدو التقدم بالجرافات ظناً منه أنه قضى على معظم الشباب في البلدة. في هذا اليوم دمر المقاومون جرافة (D11). كان هدف العدو ينحصر كما تبيّن في إنشاء موقع ورفع العلم الإسرائيلي للإيحاء للرأي العام بأنه تمت له السيطرة على عيتا الشعب. ويعلق «جواد» أن الجيش الإسرائيلي اضطر لرفع العلم إلى جرف حي بأكمله. «هذه مهزلة»، يقول، ويردف: «فبعد أن كانت الجرافات تمهد الطرق للميركافا صارت مسخرة لرفع الأعلام واستثمار ذلك إعلاميًا وشعبيًا». ويؤكد المقاومون أنه في مقابل إصرار الاسرائيليين على تحقيق إنجاز ما في عيتا الشعب، طيلة 33 يومًا، فإن عمل المقاومة استمر حتى اللحظة الأخيرة للحرب، حتى إن إحدى المجموعات المعادية أثناء انسحابها، فوجئت براجمة صواريخ تنطلق من نقطة خلفية في أحد الأحراج، قرببة من مواقعهم، "كانوا لا شك يظنون أنهم طهروها بالكامل أثناء تقدمهم"!!!. هكذا بينما يتابع الشباب حياتهم الطبيعية، برغم "الأهوال" التي مرت عليهم، ويستعدون "ليوم لا بد آتٍ"، وفق "ابو حسن"، لا يزال الجنود الإسرائيليون يخضعون لبرامج التأهيل، نفسيًا ومعنويًا وعسكريًا، حتى يتجاوزوا "عقدة لبنان"، ويصبح التفكير حينها، بشن "حرب الانتقام ورد الاعتبار" مقبولاً ـ نظريًا على الأقل ـ في عقول هؤلاء ومخيلاتهم.
عقيدة بيت العنكبوت ... مقاوم يستذكر مواجهات "مربع الصمود"
من يصدق أن الاسرائيليين كانوا مصرين على احتلال بنت جبيل، كي يرفعوا علمًا؟ وأين؟ في ملعبها. في المكان الذي قال فيه السيد حسن نصر الله: "إسرائيل هذه أوهن من بيت العنكبوت". كأن رفع العلم أصبح هدفًا بذاته، وهو أمر من المفترض أنه في غاية السهولة، لمن يملك امكانيات الجيش الإسرائيلي، ولكنه تحوّل في مربع الصمود (بنت جبيل ـ مارون الراس ـ عيناثا ـ عيترون)، إلى "ورطة"، يعترف الإسرائيليون أنها امتدت حتى طالت "عقائد" الجيش التي لا تُمس.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/bentjbail2.jpg
يستعيد علي، الرجل الأربعيني وأحد القادة الميدانيين في محور بنت جبيل، تفاصيل المواجهات لحظة بلحظة. حتى الأسماء لا تغيب عنه، وكذا الحوارات على الأجهزة اللاسلكية خلال المعركة بطولها. يستذكر هذا المقاتل قبل أن يستشهد، وذاك كيف خطط لهجوم هنا، وآخر كيف التف على الجنود المتقدمين. "المربع" تحول إلى كتلة لهب". يقول. واصفًا كيف كان العدو "ينفّس غضبه عن إخفاق الأرض في التدمير ثم التدمير ثم التدمير"، خصوصًا "عبر اقحام سلاح الجو، الذي كان عمليًا، ينفذ هجماته، من طرف واحد. فلا معارك يخوضها، ولا مضادات يخشاها، طالما أنه يقصف من علو شاهق، بتوجيه من طائرات الاستطلاع".
يوم الخميس 20 تموز 2006، كان يومًا مفصليًا في مجريات الحرب. قرّر العدو خوض المغامرة وبدأت الحرب البرية فعلياً. كانت معركة «مارون الراس» فاتحة الحرب البرية وأكثرها تأثيراً في الأحداث في ما بعد لأنها غيّرت المعادلات.
صحيح أن القرية صغيرة بالمساحة وعدد السكان إلا أنها ذات أهمية كبيرة من الناحيتين الجغرافية والعسكرية. فهي موقع حسّاس يشرف ويؤثّر على كل منطقة بنت جبيل، لأنها أعلى نقطة في منطقة جنوبي نهر الليطاني (حوالى 900 متر عن سطح البحر). وهي أيضاً مشرفة على عمق فلسطين المحتلة، حيث مواقع العدو وأماكن انطلاقه، لذلك استمرّت المعارك في هذه البلدة حتى الأيام الأخيرة من الحرب من دون أن ينجح العدو في السيطرة عليها.
كانت محاولة دخول أي من منازلها مكلفة جداً. يقول علي: «أي قوة أو دبابة تتحرك في البلدة كانت تتعرض لرمايات مباشرة. على رغم السيطرة النارية والجويّة للإسرائيليين (أم ك + حربي+ مروحي+ قصف مدفعي عنيف). فإن شبابنا كانت لديهم القدرة العالية على التكيّف مع الظروف الميدانية الصعبة والتصدّي لأي طارئ».
يوضح أن السيطرة على مارون كان يمكنها أن تجعل من «بنت جبيل» كفاً بين يديْ العدو. وكان الهدف من معركة «مارون الراس» السيطرة على بنت جبيل والبلدات المحيطة بها «لم يتمكن العدو من حسمها عسكرياً بدليل أن المبادرة بقيت في أيدي المقاومين في تصدّيهم لمحاولات السيطرة المتكررة». ويرفض علي ادعاء العدو السيطرة على البلدة «لأنّ عمل المقاومة لا يخضع للاعتبارات الكلاسيكية، بل هو يفرض إخلاء بعض النقاط لممارسة أعمال عسكرية أخرى تفرضها مقتضيات المعركة وظروفها».
بدأت الاشتباكات فجراً عند تخوم قرية «مارون الراس» الحدودية، عند الخط النقي (أو الخط الفولاذي). سمح المقاومون للآليات بالتقدّم مئات الأمتار بعد الحدود. بوصولها إلى «نقطة المقتل» انقضوا عليها فدمّروا دبابتين واشتبكوا مع المشاة المرافقين لها. تكرّر المشهد في أكثر من نقطة حاول العدو اختراقها. لم يكن تبادلاً لإطلاق النار، بل عمليات «هجومية» للمقاومين على البيوت التي لجأ إليها الجنود الغزاة. كانوا يفرّون من بيت إلى آخر قبل أن يتراجعوا إلى «إفيفيم» (مستوطنة صهيونية قرب الحدود اللبنانية). عادوا من حيث أتوا. ولكن ليس كما جاؤوا. فصيل كامل فر من القرية يطارده المقاومون. ويتذكر أنه في اليوم الثاني للمواجهات، اليوم التاسع للحرب، وصلت مجموعة من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى الطرف الغربي للقرية وتمركزت داخل أحد القصور المشرفة على بنت جبيل والحارة الغربية لمارون. وعلى رغم أن حركة عناصر الاستخبارات تكون سرية في العادة، فقد اكتشف أمرها رجال المقاومة واستهدفوها بالأسلحة المناسبة، وسقط صاروخ مباشرة على الجنود فأبيدوا بالكامل (4 جنود بينهم ضابط).
حسب الإفادات والتصريحات التي صدرت عن الجنود والضباط الاسرائيليين خلال الحرب فإنهم كانوا يتوقعون، بعد القصف التدميري للبلدة (دمر من30% إلى40% من بيوتها)، أن يدخلوا قرية ممسوحة خاوية، ينشئون موقعهم الحصين، ويبدأون هجوماً آخر «موفقاً» على قرى بنت جبيل وعيناثا وعيترون.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/bentjbail3.jpg
أدخل العدو قوات أخرى لإنقاذ القوة الأولى. كان لها المجاهدون بالمرصاد أيضاً. تكبد لواء غولاني أكثر من 12 قتيلاً في المواجهات الأولى. أكثر من 6 دبابات دُمرت (بقيت واحدة محترقة في مارون بعد محاولات فاشلة لسحبها كانت تجابه بنيران المقاومين). المفاجآت تتوالى. البيوت التي تحصّن فيها الجنود لم تعد آمنة. التحم المقاومون معهم. تلمع عينا علي وهو يتذكر هذه المواجهة، يذكر اسمي جواد وساجد (من أبطال المواجهة، استُشهدا لاحقاً). «كانت معنويات الشباب في القمة، وجنود العدو في الحضيض. ضاقت بهم البيوت، فلجأوا إلى المراحيض».
يحكي عن جواد عيتا(الشهيد محمد دمشق ، 27 عاماً، من عيتا الجبل. كان ينتظر مولوده الأول، أنجبت زوجته بعد استشهاده بخمسة أشهر بنتاً) «دارت بينه وبين الجنود اشتباكات على بعد متر ومترين. داس على جثث جنود النخبة، وأبلغ القيادة أنه قتل اثنين على الأقل».
يصف علي ما جرى في مارون الراس بأنه "إنجاز غير عادي"، لأنها وفق التقييم العسكري، منطقة «ساقطة عسكرياً». مساحتها صغيرة، جرداء، ما يجعل هامش المناورة أمام المقاتل ضئيلاً جداً. في المقابل سيطرة جوية كاملة لطائرات العدو الاستطلاعية والحربية والآباتشي المتربصة بأي تحرك تختال ما وراء الحدود. وقد تمكن المقاومون من إصابة إحداها عندما تخطت حدودها عند تخوم مارون، إضافة إلى المدفعية المساندة، وقوات الاسناد للقوات المتقدمة، والتي قدرت بمئات العناصر.
يتمثل الإنجاز بحسب علي في أن ما تقدّم يوضح كيف أن مارون منطقة عسكرية مسيطر عليها من العدو ورغم ذلك تصدّى المقاومون لقواته وخاضوا معها معارك مصيرية أرغمتها على الانكفاء والتراجع وتغيير الخطط والتكتيك. والدليل على عدم احتلال العدو لمارون أنه لم يتمكن من عزلها أو الحؤول دون إدخال تعزيزات للمقاومة الى ساحة المواجهة.
قبل معركة مارون بيوم واحد (الأربعاء 19 تموز) حاول الاسرائيليون الدخول إلى جبل الباط (يقع بين عيترون ومارون الراس ومستوطنة «إفيفيم» في العمق المحتل) والتسلّل منه إلى الغابة الواقعة في خراج عيترون والالتفاف من هناك على محورين: مارون وبنت جبيل. وقعت القوات المتقدّمة في كمين محكم للمقاومين. كان يفصل بينهم وبين الجنود الصهاينة "امتداد قطعة السلاح". دارت المواجهات من مسافة متر ومترين وكانت حصيلتها 3 قتلى و6 جرحى من قوة الاستطلاع وارتفع للمقاومة شهيد واحد.
بموازاة الإخفاق في مارون الراس، حاولت القوات الإسرائيلية الالتفاف على بنت جبيل من ناحية عيناثا المجاورة. أثناء تقدمها، ليلاً، وبوصولها إلى نقطة المقتل (كرم زيتون) انقض عليها المقاومون (كانت الكمائن تغطي كل النقاط المحتملة والمعابر النفوذية)، مستخدمين مختلف أنواع الأسلحة "ولا سيما القنابل التي تخفّف من إمكانية اكتشاف المقاتل ليلاً". 8 قتلى و30 جريحاً حصيلة المواجهة المشهودة بحسب اعتراف العدو الذي أطلق عليها اسم «مواجهة كرم الزيتون»، وعدّها من أقسى وأشرس المعارك التي خاضها في حرب تموز2006. ويعلّق علي :«لا شك في أن الإسرائيلي لا يعترف بخسائره الحقيقية. في مواجهة كرم الزيتون نحن أحصينا عشرات القتلى. بعض المقاومين يؤكد قتله 3 وآخر اثنين. كلّ مقاوم كانت له حصة من موسم الحصاد هذا».
بعد المواجهة اضطر العدو لإخلاء المنطقة. أعاد المقاومون انتشارهم رغم القصف العنيف الذي صبّته الطائرات والمدفعية على ساحة المواجهة. في القصف سقط للمقاومة ستة شهداء. ويلفت الحاج علي إلى أن أكثر شهداء المقاومة كانوا يقضون جرّاء القصف التدميري وإغارات الطائرات الحربية أو صواريخ طائرات الاستطلاع MK. «عدد قليل جداً منهم سقط في المواجهات، وأكثرهم قنصاً عن بعد، لأن الجنود الإسرائيليين لم يكونوا ليواجهوا أو يشتبكوا. عندما كان يسقط منهم الجريح كان يملأ الدنيا صراخاً. كانوا يرتبكون، يختبئون، يفرون... الطائرات تدافع عنهم وتغطي خيبتهم».
صار هدف الاسرائيلي بعد عجزه عن دخول بنت جبيل تطويقها على الأقل. كان لهذا الأمر أبعاده السياسية والإعلامية والمعنوية. حاول العدو إيهام الرأي العام بأنه سيطر على المدينة، معقل حزب الله وعاصمة المقاومة، لذا أعلن أنه احتل بنت جبيل. الوقائع على الأرض أثبتت عكس ذلك. رجال «حزب الله» ما زالوا يقاتلون في كلّ حي من أحيائها وعند كل معبر. جرت محاولات عدة للالتفاف من الشرق والغرب، أخفقت جميعها. سرعان ما أعلن العدو انسحابه من المدينة.
في المرحلة الأخيرة من الحرب، بعد قرار توسيع التقدّم البري عاود العدو الكرة محاولاً تطويق بنت جبيل من النواحي الشمالية والغربية والشرقية من خلال السيطرة على بعض التلال المشرفة (منطقة صف الهوا ـ تلة مسعود ـ تلة فريز في عيناثا...). في الوقت عينه حاول توسيع دائرة التقدّم (أكثر من نقطة نفوذ). اتبع أسلوب التسلل ليلاً فالإصابات والخسائر الكبيرة التي مُنيت بها القوات الغازية، أجبرته على إقحام المشاة قبل الآليات لتأمين الممرّات، ولكن الشباب المرابطين في تلك القرى ـ وهم قلة على كل حال ـ أحبطوا كل المحاولات. واضطر الجنود إلى التمترس في البيوت الكبيرة المحصنة (وهو أمر غير مألوف في حركة العسكري الاسرائيلي). وكانت تلك البيوت في حقيقة الأمر مصيدة للجنود.
محاولات تطويق بنت جبيل كلفت العدو خسائر فادحة في الأفراد والدبابات. صار همّ الإسرائيلي، يقول علي:"رفع علم على أحد المنازل وتصويره وعرضه على الرأي العام لإنقاذ سمعته. ولكن حتى هذا الأمر أخفق فيه إخفاقًا ذريعًا".
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/bentjbail5.jpg
يخلص علي إلى أن تجربة محور بنت جبيل أو مربع الصمود كما بات يعرف هي «نموذج واضح على الجهوزية العالية التي تمتع بها المقاومون. أمد الحرب الطويل كان يتطلب إرادة حديدية قلما نجدها لدى مقاتلين يعيشون ظروفاً مماثلة. لا ننسى أنّ الجنوب تحوّل إلى أرض محروقة. في حروب أخرى تسمع عن هدنة، عن إجلاء للجرحى، هنا الجريح كان يعالج ميدانياً وقد يستشهد رغم أن إصابته متوسطة نظراً لصعوبة نقله إلى المستشفى. طائرات الاستطلاع لا تبارح الجو. القصف المدفعي على مدار الساعة (أحصي في ليلة واحدة سقوط ما يزيد على 2000 قذيفة على عيترون وتكرر الأمر في عيتا الشعب) ». ويشرح أن " الإسرائيلي كان بالمعايير العسكرية منكشفاً أمام المقاومين لأن حركته الكلاسيكية لا يمكن أن تكون دائماً سرية، بينما يعتمد تكتيك المقاومة على التمويه والاستتار. والعدو يعتمد على إسناد ناري كثيف وتغطية جوية غير محدودة. وفيما دخلت المقاومة عالم التكنولوجيا العسكرية من أوسع أبوابها، فإن إمكانياتها لا تكاد تقارن بما لدى العدو من هذه التكنولوجيا. صحيح أن المقاوم ينطلق من خلفية عقائدية متينة أصيلة، ولكنه أيضًا استعدّ وتهيّأ وتجهز، ثم قاتل وصمد، وكان متيقّناً من النصر فانتصر».
في المقابل يذكر علي لدى العدو مسألة غاية في الأهمية، تضاف إلى سلسلة الاخفاقات، وهي ضرب الثوابت في عقيدة الجندي الصهيوني، وإحداها " ألا يُترك الجندي، جريحًا كان ام قتيلاً في ارض المعركة، ولكن شاهدنا في حرب تموز، وهو ما اعترف به الاسرائيليون أنفسهم، ان هذا المبدأ ضُرب، فكان الجندي الجريح يصرخ في رفاقه كي ينقلوه، بينما هم يلوذون بالفرار للنجاة بأرواحهم". هكذا اودعنا علي بعض ما في جعبته من أسرار المقاومة، التي يقول عنها الإسرائيلي إنها أصبحت بعد حرب تموز أقوى بكثير مما كانت عليه قبل الحرب، ثم يختم متهكّمًا : « كان هدفهم رفع علم إسرائيل على تلال بنت جبيل، وإذا بهم يرفعون الراية البيضاء وحسب. وكذلك كان همهم الرد على خطاب سيد المقاومة حول بيت العنكبوت، فتيقّنوا حقًا ان ها هنا ليس بيت العنكبوت».
ينابيع الصفاء
2012-06-07, 15:22
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/bentjbail3.jpg
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0711/bentjbail5.jpg
و ما النصر إلا من عند الله.
اللهم ارحم شهداء لبنان و أسكنهم فسيح جناتك.
اللهم أنصر المستضعفين و المظلومين في حربهم ضد قوى الطغيان و الإستكبار العالمي.
جواد عيتا: المهمة الأخيرة
جواد عيتا؟ فتى أشقر بعينين ملونتين. تميل الملامح إلى الهدوء وكذا الشخصية، ولكن بحسب التجربة، فإن الفتى العشريني، كان يختزن غضباً على مغتصبي الأرض ادخره ليوم أعد له نفسه طويلاً وغفل عنه كثيرون. محور بنت جبيل كله كان يستمع إلى بطولات الفتى، ينقلها مباشرة عبر أثير اللاسلكي، من قمة مارون الراس، حيث ظن الصهاينة ان الخاصرة رخوة، يسقط اصحابها بسهولة، ولكن محمد دمشق، كان قد أعد ـ بحسب أحد رفاقه ـ خطة محكمة للصمود والقتال وتكبيد العدو خسائر فادحة في حال أصر على التوغل. "بثّ الحماسة في النفوس" كما يقول احد قياديي المحور. كثيرون طلبوا الصعود إلى مارون كي يشاركوا في "حصادها" . لم يبق أحد الا وقاتل، حتى الشيوخ. كان هناك سامر نجم وعلي الوزواز وموسى فارس ووو... وكانت حربٌ وكان انكسارٌ غيّر مسار الحرب.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0811/aeyta02.jpg
ترك محمد كما آخرين كثر، بنتًا جنينًا. ليس خيار هؤلاء أن يفارقوا أغلى ما في الوجود، ولكن عقيدة الدفاع عن الوطن ترسخت في قلوبهم وعقولهم، حتى تركوا كل شيء أمانة في يد الله وفي رقاب رفاقهم. تتهادى اليوم فاطمة بين يدي جدتها، أم رياض. يفرحها أن محمد ترك لها شيئًا من أثره " فالشهيد رياض (الشقيق الأكبر لمحمد) رحل عن الدنيا، وبالواقع ترك لي محمدًا، ولكن الصغير لم يحد عن درب الكبير وسرعان ما وافاه". ويبقى اللقاء الأخير بمحمد غصة في نفس أم رياض، برغم أن قلبها «مرتاح شوي» لأنها «عزمت» محمد على «الفراكة» التي يحبها قبل الحرب بيومين. لبى الدعوة وأكل «فراكة» أمه المفضلة لديه وهمّ بمغادرة بلدته عيتا الجبل إلى عمله.
«لحظات ليست كأي لحظات» تستعيدها أم رياض لأنها لم تكن عادية أبداً في حياتها كما تقول «ودّعته مرتين، ولأول مرة شعرت بأنني أريد مرافقته إلى آخر الطريق. كان وجهه يشع نوراً».
بعد يومين، وقعت عملية «الوعد الصادق». يومها كانت أم رياض في تبنين تزور أختها (والدة شهيدين أيضاً). عندما سمعتا بالعملية فرحتا كثيراً ووزعتا الحلوى ابتهاجًا على الناس.
بعد الظهر بدأت أطراف عيتا الجبل (قضاء بنت جبيل) تتعرض للقصف. طلب الشباب من الناس ألا يناموا في المنازل البعيدة فتجمعت العائلات في البيوت الآمنة وسط البلدة. بقيت أم رياض في البلدة لمدة 18 يوماً. اتصل محمد في اليوم الثالث للحرب بأهله لكن أمه لم تكن موجودة فردّت عليه خالته وسألته عن مكانه فقال لها إنه في البيت بالضيعة «عم يتروق» وأسمعها صوت تحريك الملعقة في «كباية» الشاي دليلاً على ذلك. عندما عادت أم رياض أخبرتها أختها أن محمد في البيت «لكني كنت أعرف أنه ليس في القرية أصلاً لأنني أتردد يومياً على البيت...».
بعد هذا الاتصال لم تعد تسمع عنه شيئاً وصارت الأمور تزداد سوءًا «وعندما سمعت أن الاسرائيليين تقدّموا باتجاه مارون قلت لأختي «راح محمد» فقد شعرت بأنني لن أراه مجدداً».
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0811/aeyta03.jpg
بالفعل كان محمد، وقلب الأم دليلها، يخوض مع مجموعة من رفاقه مواجهة فاصلة في مارون الراس. فقد اقتحم «جواد عيتا» مع رفاقه البيوت التي تحصن داخلها الصهاينة برغم أن التعليمات كانت بعدم بذل جهد كبير في مارون نظراً لوضعها الاستثنائي، "الساقط عسكريًا".
يروي صديقه كيف أبدع محمد في لحظاته الأخيرة، وكيف أدى تخطيطه في مارون إلى صمود القرية حتى بعد استشهاده «أخذ جواد يتحدث على الجهاز كما لو أنه في مباراة لكرة القدم (التي كان يُحسَب له فيها ألف حساب)، وكما في الملعب كذلك في الميدان. صار ينادي على الرفاق يطلب من هذا التقدم ومن ذاك إطلاق النار على الجندي على يمينه وذاك على يساره. علي الوزواز كان هناك، وسامر نجم وموسى فارس ومحمد عسيلي، كلّهم قاتلوا حتى الشهادة».
أعطى كلامه عبر الأثير زخماً للمعركة ما دفع الإسرائيليين إلى محاولة إسكاته من خلال التشويش على موجة اللاسلكي لأنه استطاع أن يربك إدارتهم للتقدم. بعد فترة غير قصيرة من المواجهات العنيفة انقطع صوت محمد بعد أن ألهب محور بنت جبيل بأسره. «كل من سمعه شعر بأن قائداً رفيع المستوى يتولى زمام الأمور». يتهدّج صوت الصديق مستعيداً تلك اللحظات «لم ندرك ماذا حدث... عادة ينقطع الاتصال في المعركة نتيجة خلل ما. استمرت المواجهات في مارون أيامًا عدة ، وصارت الإذاعة التي استحدثها العدو للتشويش تذيع أسماء من تسمّيهم « القتلى المخربين»، وورد اسم محمد دمشق بينهم فصرت أضحك لأن الإذاعة نفسها كانت تذيع أسماء مقاومين أحياء على أنهم شهداء».
لكن جواد عيتا كان قد استشهد فعلاً. صدّ القائد «حمودي» ألوية النخبة. فقد كبر محمد واشتد عوده وصار من ذوي البأس، ومع ذلك ظلّ قلبه مع من يحبهم يتناسب واسم الدلع هذا، يقول صديقه المقرب. أما في أوساط المقاومة فلازمه اسم «جواد عيتا»، جواد نسبة للاسم الحركي لشقيقه الأكبر رياض (استشهد العام 1994)، وعيتا نسبة إلى قريته العاملية «عيتا الجبل».
محمد دمشق ابن الـ27 عاماً، ذو الملامح الطفولية، غدا قائداً ميدانياً صعب المراس في فترة قياسية من عمله في المقاومة، لكنه لم يكن يُرى عابساً قط. يقول عنه أحد رفاقه «يستحيل أن تجالس محمد فتهمل وجوده مهما كان وضعك النفسي. يملك مقدرة غريبة على إخراجك من أحزانك. «مزّيح»، لا تفارق البسمة وجهه»... لكنه في الحرب «صلب شرس، قلبه قلب أسد».
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0811/aeyta04.jpg
اليوم بعد 5 أعوام على الحرب، تصرّ أم رياض على أن تري زائريها "امانة محمد". فاطمة ابنة «جواد عيتا» التي حضرت إلى الدنيا بعد شهادة أبيها ببضعة أشهر. تحمل بين يديها الملاك، كما تسمّيها، وتتذكر كيف «أصيب محمد وهو ابن 7 أشهر في رجله عندما هجّرتهم إسرائيل من منزلهم في الضيعة أواخر السبعينيات». تداعب الطفلة، تترقرق الدموع في عينيها الحزينتين «صار لي 5 سنين ما شفت محمد، هلق صرت أقدر ألمحه بين عيني « فطومة» لأنها نسخة طبق الأصل عن أبيها».
تحاول أم رياض أن تعوّض حفيدتها حنان أب لن تعرفه «فاطمة». هي تعرف أن حفيدتها ستنشأ يتيمة، لكنها لا تخفي فخرها واعتزازها بمحمد ورياض اللذين «بيّضا وجهي عند سيدتي فاطمة الزهراء». متماسكة صلبة، هذه المرأة التي «تشاطرت» عليها الأيام «كنا نعيش في القرية، هجّرتنا إسرائيل إلى بيروت، وهجّرتنا الحرب الأهلية من كنيسة مار مخايل بالشياح إلى النبعة، وعدنا إلى الشياح. كان بيتنا مهدماً فاضطررنا للسكن في مدرسة مدة ثماني سنوات».
تجربتها مع الشهيد رياض، ولدها الأكبر الذي كان قد انخرط في المقاومة في أواسط الثمانينيات، كانت درساً لها استفاد محمد منه كثيراً: «... كنت أركض ورا رياض من بلد لبلد. عندما كنت أسمع بعملية للمقاومة قوم روح عالضيعة متل الطاير عقلها... وعندما التحق محمد بالمقاومة قررت أن لا تقِّل الطحشة عليه كما كانت الحال مع رياض».
بعد استشهاد رياض طرأ تغيير كبير على شخصية محمد «تأثر كثيراً بشهادة أخيه الذي كان يهابه ويحبه كثيراً» وكانت تستعين به عليه لضبط «الورشنة». تقول أم رياض إن «مثل هؤلاء الأولاد يعلّمون أهلهم. أنا تعلّمت من ابني رياض الثقة بالله عن جد. كان اليهود قاعدين بنفس البناية اللي تهجرنا عليها بالنبعة (ابان اجتياح 1982) وكنت أحذره من الخروج خوفاً عليه منهم. قال لي مرة وهو لما يتجاوز الـ14 عاماً بعد: هؤلاء لا شيء يا أمي بدنا ناكلهم بأسناننا... فقلت له ممازحة: يعني إلك نفس عليهم.. ظل على لهجته الجدية وقال: بقدرة الله رح يزولوا يا أمي.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0811/aeyta05.jpg
حاولت العائلة إقناع رياض بالسفر للعمل أو لطلب العلم فلم يقبل. تعهدنا له بأن نقسم معاش والده بيننا وبين المقاومة مناصفة، فكانت إجابته: والشباب.. منين نجيب شباب يا أمي. أو يردد جملته الشهيرة: «يمّي ابن 8 ما بيموت ابن 9». «يعني هو هيأني نفسياً لهذا اليوم. كنت أتوقع الخبر في أي لحظة، ولما قالوا لي إنه مصاب قلت لهم قولوا لي استشهد، أنا عارفة كل شي»!.
سرعان ما احتل محمد مكان أخيه: «شعرت بأنه كبر بسرعة... لا ولدنة ولا شيطنة... طلبت منه أن يكمل دراسته في المهنية وهكذا كان». خلال تلك الفترة كان محمد يذهب إلى عمله في المقاومة ويعود «لكننا لم نكن نعرف عنه شيئاً. فمحمد كتوم جداً ويتحدث عن كل شيء إلا عن عمله. لم أره يوماً مسلحًا أو حتى مرتديًا بذلة عسكرية، مثل رياض تمامًا».
بدأت رحلة «جواد عيتا» مع المقاومة العام 1998، فشارك في معظم العمليات النوعية والخاصة في محور بنت جبيل، وأثبت كفاءة عالية توّجت في ملحمة مارون الراس في الحادي والعشرين من تموز 2006.
استشهد محمد دمشق، واحتفظ الصهاينة بجسده. جعل ذلك قلب أمه يتعلق بأمل أن يكون حبيبها على قيد الحياة برغم أنها ذهبت إلى مارون وعاينت مكان استشهاده وتلمّست الأرض التي رويت من دمه، وظلت تمنّي النفس باليوم الذي تستطيع أن تلمس ولو صندوقًا يضم جسد ابنها أو.. «الله وحده يعلم عمق هذا الجرح اللي بيظل سخن حتى أقدر أدفن ابني وزور قبرو لما بدي». وكان لها ما أرادت، بعد حرب نفسية خاضتها مع "مقبرة الأرقام". فحين استعادت المقاومة بعد عام على الحرب جثماني شهيدين، تحرك الامل والوجع في قلب ام رياض، " كلهم اولادي" قالت يومها. ليتبين لاحقا انهما رفيقا محمد، إلى أن تمت عملية الرضوان، واستعادت ام رياض حلم محمد شهيدًا، فتحاملت على الاسى، وزغردت في عرس كبير، عاشه الوطن من اقصاه إلى أقصاه.
مسيرة المقاومة الإسلامية: البدايات التي قادت إلى النصر العظيم
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0511/khalda1982.jpgكان الأفق أسود، غيوم الحقد تلوح من بعيد، عويل آلة الحرب يُسمع من كل صوب، إنه العدو قادم، إنه الموت قادم .
ظن المتخرّصون أن لا قلب يجرؤ على رفض "القدر" الزاحف، وأن لا يد يمكن أن تمتد إلى سلاح. ولكن هذه الأرض التي تشرّبت حب الحسين والشهادة وكربلاء، كانت حبلى ببذور الرفض، ومترعة بكؤوس الشوق للوقوف بوجه عدو ظالم، وقول كلمة الحق.. إطلاق الرصاصة ـ الحق .
كانت العمامة السوداء تتوقد نوراً لمواجهة السواد المتخم بالجور والغطرسة، وكان الانتصار الكبير الذي تحقق قبل سنوات على يد ذلك السيد الجليل يطرح وشاح عز في كل الأركان.
منذ زمن قال ووعت كل الأسماع، تفتّحت كل القلوب، وفهمت كل الأذهان .
"إسرائيل غدة سرطانية يجب أن تزول من الوجود".. قالها وهو يرنو بعينه إلى شباب ينظرون إليه بشغاف القلب، ينتظرون تلك الفرصة التي لا تتكرر كي يكونوا طليعة المحققين لهذا النداء ـ الوعد .
باكراً وعوا، وباكراً بادروا، فكانت الإرهاصات الأولى لنور يتجلى كل يوم، ويزداد تألقاً على مدى الأجيال .
إنها المقاومة التي كانت بذورها تُرمى في أرض خصبة مع فجر الانتصار، وبدأ نبتها بالظهور ليواجه ذلك العدو الغاصب، حتى كان القطاف تحريراً لمعظم الأرض، وانتصاراًً تفخر به الأمة على كل الأمم.
هي مسيرة طويلة بمشاقها، جميلة بعطائها، مزهرة بنتائجها، والخير العميم في قادم الأيام .
إنها المقاومة الإسلامية، تلك التي يأخذ كل الناس العبر من انتصاراتها، تحتفل اليوم بعيد جديد للنصر والتحرير .
كيف انطلقت هذه المقاومة؟ من أي بيئة كان بزوغ شمسها؟ وكيف استطاعت أن تقف في وجه العدو الصهيوني لتذيقه هزيمة ما كان يتوقع أن يرى مثلها على مدى التاريخ؟. .
البدايات الأولى في قراءة لأحد القياديين الذين رافقوا المسيرة منذ البدايات ولا يزالون يحتضنون تفاصيلها في رموش العيون.
محمود ريا
مرت سنون والقلوب تهفو إلى ذلك السيد المقيم في جمران، همه ما يجري على تلك الأرض التي دعا طويلاً الى مساندة أهلها من أجل تحرير أنفسهم من الاحتلال الصهيوني البغيض.
كانت كل كلمة يطلقها ذلك القائد العظيم تجد صداها في جبل عامل والبقاع والضاحية وبيروت، يستمع إليها محبون يعشقون درب الشهادة الذي اختطه الإمام الحسين عليه السلام، ويبحثون عن تلك اللحظة التي يلبون فيها نداء إمامهم لمقاتلة العدو اللئيم.
كان الإمام الخميني (قده) يقول ويعيد، وهنا كان الإمام السيد موسى الصدر (أعاده الله) يقول كلاماُ غير بعيد عن مقاتلة "إسرائيل بالأسنان والأظافر.. واللحم الحي".
حصل الاجتياح الصهيوني عام 1982 ليوقظ من كان نائماً من الناس، وليذكرهم بالدعوة التي وجهت إليهم لقتال "إسرائيل" وهي على الحدود، فإذا بها تصل إليهم حيث هم، ولا سيما على أبواب بيروت.
كان الذين أُشبعوا بحب الإمام الحسين(ع) والسائرون على خط الإمام الخميني والإمام الصدر بانتظار الفرصة التي تسمح لهم بلقاء العدو وجهاً لوجه، بعدما عرفوا الكثير عن جرائمه ووحشيته وأطماعه ومشروعه الذي لا يمكن السماح له بالتحقق بأي حال من الأحوال، وجاء الاجتياح الصهيوني واندفاع قوات الاحتلال إلى كل لبنان لتضع المعركة في إطارها العملي، ولتبدأ مرحلة جديدة من التاريخ، حيث تحققت الفرصة الإلهية التي كان المؤمنون بخط الجهاد ينتظرونها منذ زمن طويل.
هؤلاء المؤمنون يعرفون ماهية نظرة الإمام الخميني الى الكيان الصهيوني، وهو الذي كان يؤكد منذ انتصار الثورة الإسلامية، حتى منذ ما قبل ذلك الانتصار، وجوب قتال العدو الصهيوني، وقد وجه عشرات الخطب للمسلمين في لبنان تحديداً تحتوي دعوة مباشرة لمواجهة هذا العدو.
لم يأتِ انطلاق المقاومة الإسلامية رد فعل على الاجتياح الإسرائيلي.
المقاومة موجودة بالقوة من خلال فكر الإمام الخميني ودعوته الى مقاتلة "إسرائيل"، ومن خلال وجود أشخاص يتبنون هذا الفكر ويفتشون عن الفرصة الملائمة لتطبيق ما يؤمنون به وما يلتزمون به.
جاء الاجتياح الإسرائيلي فرصة لتطبيق هذا الإيمان وهذا الالتزام.
الاجتياح.. المواجهة
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0511/khalda1982a.jpgعند حصول الاجتياح تقطعت السبل بالناس، فمن كانوا في الجنوب باتوا غير قادرين على التحرك فيه، والذين كانوا في بيروت لم يعودوا قادرين على الذهاب الى الجنوب من أجل قتال العدو الذي يتقدم، برغم أن البعض قد حاول بالفعل القيام برحلة محفوفة بالمخاطر للوصول الى خطوط الجبهة.. لكن لم ينجح.
هذا الواقع رفع الاستعداد النفسي لدى هؤلاء الأشخاص وحفّزهم لمواجهة العدو، وهم يملكون السلاح.. وهكذا، فإن الذين يريدون القتال باتت الفرصة قريبة منهم لتحقيق هذه الإرادة.
هؤلاء المؤمنون كانوا متحفزين وجاهزين لأي طارئ ويحملون السلاح، وينتظرون الفرصة التي تساعدهم لمواجهة العدو، وجاءت هذه الفرصة عندما نفذ جيش الاحتلال (الإنزال) في منطقة خلدة.
عندما نفذت قوات الاحتلال إنزالها في خلدة، بدأت القوى العسكرية الموجودة في بيروت بإعداد تجهيزات واستعدادات ميدانية لمواجهة غزو العاصمة بعد معارك خلدة.
بعد معركة خلدة
حصلت معركة خلدة وتمكن المجاهدون خلالها من إبادة القوة التي نزلت الى الأرض وأسر جثث جنود العدو، وأخرجوا الملالة سالمة الى منطقة الأوزاعي، وأكدوا عدم انتمائهم الى أي تنظيم، وأنهم الخمينيون أو أتباع الإمام الخميني.. (تفاصيل المعركة في موضوع آخر داخل هذا العدد).
بعد انتهاء هذه المعركة المشرّفة التي تمكنت فيها مجموعة قليلة من السير بعكس التيار السائد والوقوف في وجه جيش العدو وتكبيده خسائر فادحة، تغيّرت الأجواء التي كانت سائدة، والتي كانت ترى في منطقة خلدة منطقة ساقطة عسكرياً لا أحد يريد القتال فيها.
خرجت الصحف والمجلات تتحدث عن المواجهة وعن أسر الملالة وعن الذين خاضوا المواجهة، فتحوّلت منطقة خلدة بالنسبة الى الذين يريدون قتال "إسرائيل" الى النقطة التي تجمع هذه الطاقات.
هناك بدأ التجمع لكل الذين يريدون مقاتلة العدو الصهيوني، حتى أولئك الذين لا ينتمون إلى أي تنظيم أو تشكيل عسكري موجود على الساحة .
لم يعد قتال "إسرائيل" هزيمة وموتاً، لقد حوّلت المواجهة تلك القتال الى انتصار، فانقلب الناس من حال الى حال، وصارت منطقة خلدة قبلة الشباب المتحمّس.. وغصّت بالمقاتلين.
وجود المقاتلين في منطقة خلدة خلق نوعاً من التواصل بينهم، وصار الوضع شبيهاً بما يُتعارف عليه اليوم باسم "المرابطة"، وامتدت نقاط الحراسة من البحر الى خلدة حتى الشويفات في الجبهة الجنوبية المواجهة لقوات الاحتلال.
في هذه المرحلة بدأت قوات الاحتلال بتنفيذ عمليات قصف عنيفة على منطقة خلدة، لكنها لم تقم مرة أخرى بأي عمليات بحرية أو برية بعد الإنزال الأول الذي أدى الى كارثة عسكرية بالمفهوم الميداني.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0511/khalda1982b.jpgخلال عملية القصف التي ترافقت مع غارات جوية، استهدف طيران العدو ملجأ يتمركز فيه عدد كبير من المقاتلين، ما أدى الى استشهاد عدد منهم وجرح عدد آخر.
هذه الغارات دفعت إلى اتخاذ بعض إجراءات الحيطة، وبدأ عدد المقاتلين يقل عما كان عليه سابقاً، وصار الانتشار يقتصر على بعض التجمعات الصغيرة، وعلى رأس الموجودين أولئك الذين يملكون الروح الاستشهادية.
لم يتقدم الصهاينة على الخط الساحلي، وإنما بدأوا باتخاذ مواقع ثابتة، وكادت الأمور تتحول إلى مواجهات محاور ثابتة، عندها حوّل المجاهدون حركتهم باتجاه الهجوم وقرروا القيام بعمليات مفاجئة ضد مواقع العدو التي أقيمت في منطقة خلدة.
ونفذ المجاهدون عمليات إغارة ليلية على المواقع الصهيونية المتقدمة وهاجموا قوات العدو، ودارت اشتباكات أكثر من مرة وفي عمليات مميزة، ما أدى إلى إصابة عدد من جنود العدو، كما جرح عدد من الإخوة المجاهدين.. كانت هذه العمليات مفاجئة للاحتلال الذي كان ينتظر أن يفر الجميع من أمامه، فإذا بمقاتلين يهاجمون مواقعه التي يتمركز فيها.
بعد هذه العمليات حاولت قوات الاحتلال التقدم عبر الطريق الساحلية، ولكن التصدي لهذه المحاولات كان قوياً جداً، ما دفع قادة العدو إلى استخدام تكتيك الالتفاف من خلال التقدم عبر المواقع الجبلية، ودارت معارك عنيفة بين القوات المتقدمة والقوات الموجودة في تلك المنطقة استمرت أكثر من عشرين ساعة، ووصلت إلى خلدة من منطقة بشامون بعد مواجهات عنيفة مع القوى العسكرية الموجودة هناك.
تشكّل الخط الدفاعي
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0511/beirhassan1982.jpgبعد انتهاء معركة خلدة رجع المقاتلون الى الوراء، الى الأوزاعي، برج البراجنة والليلكي.
المواجهات التي حصلت في خلدة وما تلاها من تطورات، بدأت ترسم أجواءً تغيّر ما في خارطة القوى الموجودة.
الشباب الذين كانوا مندفعين لقتال العدو قبل الدخول الإسرائيلي، والذين كان الإمام الخميني رمزاً وملهماً لهم، التزموا العمل على تدعيم هذا الخط الدفاعي والبقاء في نقاطه العسكرية المختلفة.
بعد "المرابطة" طوال الوقت في خلدة، صار هؤلاء الشباب الذين أضحى عددهم بالعشرات، أكثر التحاماً في ما بينهم.
توزع هؤلاء الشباب ومن انضم إليهم بعد ذلك على خط المواجهة مع العدو الممتد من الأوزاعي إلى منطقة المرفأ في الأوزاعي، وقفوا وصدوا أكثر من محاولة اقتحام نفذها جيش العدو، وكذلك في البرج، الكوكودي، الليلكي وحي السلم.
كان المجاهدون الأوائل يدورون على المساجد، يشرحون أخطار المواجهة مع العدو ويسألون: من يريد قتال "إسرائيل"؟..
وهكذا تحول المسجد إلى مركز الاستقطاب الأول للتواصل مع أولئك الذين يرغبون بالمشاركة في مواجهة العدو، إضافة إلى دوره في تأمين الأجواء الروحية المرتكزة على الجهاد في سبيل الله.
هؤلاء الشباب كانت لديهم احتياجات على صعيد التموين والتسليح والتبديل بين الشباب، هذه الحاجات اللوجستية فرضت وجود تواصل بين مختلف المجموعات وتأمين إدارة معينة للاهتمام بهذا الجانب، ما أدى إلى تشكيل بنية هرمية تتولى معالجة كل ما تتطلبه إدارة هذا الجانب من جهود.
ومقابل هذه الجهود كان هناك البعض ممن يهتمون بمتابعة مباريات كأس العالم في كرة القدم التي كانت تجري في ذلك الحين.
نشوء المقاومة
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0511/beirhassan1982a.jpgمما لا شك فيه أن المقاومة التي واجهت العدو الصهيوني عند اجتياحه للبنان لها عدة جذور، حسب المنطلقات الأيديولوجية والسياسية للفصائل المقاومة.
أما عندما يطرح السؤال: كيف تشكلت نواة المقاومة الإسلامية، فيمكن القول إن المقاومة تشكلت من حكم شرعي والتزام بحكم الإمام الخميني وقوله وفتواه وقراره، ولذلك فهي ليست حركة ظرفية من أجل تحقيق أمور آنية، أو رد فعل على حدث محدد، وإنما هي حركة عبادية تقوم على أساس الحكم الشرعي الذي أطلقه ولي أمر المسلمين الإمام الخميني، هذا الحكم الذي يحمل الدافع الديني والنفسي لمقاومة الاحتلال الصهيوني.
هذا الالتزام الذي أبداه المؤمنون وجد تطبيقه في فرصة المواجهة في خلدة التي جعلت الالتزام يترجم عملاً على الأرض.
وهذا التفاني منهم جعلهم محط آمال كل من يريد مقاتلة العدو من المقاومين بمعزل عن انتماءاتهم.
وشكلت الظروف الميدانية الخط الدفاعي عن بيروت ابتداءً من بحر الأوزاعي وصولاً إلى بحر المرفأ، حيث عاد أبناء العاصمة إلى مدينتهم لاستكمال خط الجبهة.
هذا الانتشار الكبير فرض على الكوادر المميزة في العمل والذين أثبتوا قدرة فائقة على التحمل والتعامل مع التطورات، تحمل مسؤولية إدارة العمل، وبقوا على هذا الخط في المقاومة الإسلامية، فمنهم من استشهد وكان من الشهداء المميزين، ومنهم من لا يزال يواصل دوره الجهادي في مواجهة العدو الصهيوني.
في هذه المرحلة كانت قوات حرس الثورة الإسلامية قد وصلت الى منطقة البقاع، فحصل التواصل بين هذا التشكيل الميداني الذي قام على أرض المواجهة والإخوة في الحرس.
وفي موازاة هذا التواصل بدأ التحرك الشعبي يأخذ أشكالاً مبشّرة :الأهالي يحثون أولادهم على الالتحاق بالمرابطين على خط المواجهة، شباب يبتكرون الوسائل للوصول من المناطق المختلفة، ولا سيما من البقاع للمشاركة في المواجهة في بيروت وحتى في الجنوب، ليبدأ التعبير الذي أخذ مصداقيته من دماء مئات الشهداء: الخزان البشري للمقاومة.
مرحلة العمليات الأولى
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0511/khalda1982e.jpgبقي حصار بيروت نحو ثمانين يوماً، كانت كافية لصهر الإخوة معاً، وكل من بقي في ساحة المواجهة تميز بالثبات والصمود برغم كل الصعوبات.
وخلال الحصار كانت هناك مرحلة أخرى ترتسم معالمها.
أثناء حصار بيروت عمل المجاهدون على سحب ما يفيض عنهم من السلاح والذخائر الى الجنوب حتى يتمكن الشباب هناك من بدء العمليات العسكرية، وتوجه شباب الى قراهم الجنوبية من أجل تحضير الأجواء وتجهيز مخازن الأسلحة.
بدأت العمليات ضد الإسرائيليين في الجنوب خلال حصار بيروت.. كان الشباب ينفذون العديد من العمليات على الدوريات والمراكز الإسرائيلية، من دون أن تصدر بيانات تتبنى هذه العمليات كي تأخذ حقها في الإعلام.
كان هم المجاهدين الأساسي تحقيق عدة أمور دفعة واحدة:
أولاً: أن يثبتوا للإسرائيليين أنهم يواجهون قوة، وأن المنطقة بما فيها الضاحية لم تستسلم لهم.
ثانياً: أن يحافظوا على الذين يقاتلون، وتقوية نَفَسهم الجهادي.
ثالثاً: إخراج المعركة من بيروت وعدم حصرها في العاصمة.
رابعاً: التأسيس لعمليات مستقبلية، فالمسألة لم تنتهِ، فالعدو يحتل لبنان كله، ولا بد من مواجهته على كامل رقعة احتلاله.
خامساً: الاستفادة من فرصة عدم اتخاذ العدو الصهيوني تدابير احترازية، واسترخائه أمنياً بعد أن ظن أنه سيطر على المنطقة كلها، وضعف حذره تجاه التحركات التي يقوم بها المجاهدون من أجل نقل أكبر كمية ممكنة من السلاح إلى الجنوب والبدء بالإعداد لتوجيه أكبر ضربة ممكنة للعدو.
هذه الأمور كانت واضحة أمام المجاهدين أثناء حركتهم العسكرية اليومية، وكانوا يعملون عليها انطلاقاً من فهمهم لمسألة بدء عصر جديد أطلقه الإمام الخميني (قده) حرباً على الإسرائيليين.. بدأت من هذه المرحلة ولن تنتهي إلا بالتحرير الكامل لكل الأراضي المحتلة.
من الذين كانوا محاصرين في بيروت والذين كانوا قد بدأوا حركتهم الجهادية في الجنوب، والذين أعدوا أنفسهم في البقاع وأطلقوا محاولات الانتقال إلى ساحات المواجهة، تشكلت النواة الأولى للمقاومة، وفي هذا المسار بدأ يتكوّن التشكيل العسكري.
عملية الشهيد أحمد قصير
كان الاجتياح الصهيوني قد بدأ يرخي بظلاله على المنطقة، وسيطر الإحباط على الكثيرين، وظنوا أن العصر الإسرائيلي قد بدأ، وأن لا فكاك له عن منطقتنا إلى الأبد.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0511/tyr1982.jpgفي المقابل كان هناك مقاومون يدشنون مرحلة جديدة أساسها معركة طويلة مع العدو، تتطلب حشد أكبر قدر ممكن من الطاقات في الجنوب، وإرسال الدعم البشري واللوجستي اللازم للانطلاق في هذه المسيرة.
حان موعد العمل، وبدأ التحضير لافتتاح هذه الجولة من الصراع بتوجيه أكبر ضربة يمكن تحقيقها للعدو .
كان المطلوب إفهام العدو بأنه عاجز عن حماية جنوده المنتشرين على الأراضي اللبنانية، وتوجيه رسالة إلى الأمة وإلى الشعب اللبناني، مفادها أن هذا العدو ضعيف وعاجز ويمكن مواجهته، لا بل وتكبيده الخسائر وإلحاق الهزيمة به، ليستفيق الناس من الصدمة ويشعروا بأن إرادتهم أقوى من جبروت العدو الصهيوني .
كان المطلوب إيصال رسالة للعدو أن وصول قواته إلى العاصمة لا يعني أنه قضى على جذوة الرفض لمشروعه الاستعماري، فهذه الجذوة متجذرة في الأرض ولا يمكن أن تطفئها كل العواصف.
كما كان المطلوب الإيحاء للمقاومين الذين صبروا وصمدوا وقاتلوا بأن مقاومتهم لم تذهب عبثاً، وأن الضربات الكبيرة للعدو ستنطلق بعملية ذات بعد استراتيجي ينبع من الفعل الاستشهادي، لتفتح الباب لكل من يريد خوض المعركة مع العدو.
لم تكن العملية ضد مقر الحاكم العسكري الصهيوني مجرّد استفادة من فرصة وجود تجمع عسكري صهيوني يمكن ضربه وإنزال خسائر كبيرة بالعدو من خلاله.. كان البحث عن المكان يجري بشكل حثيث، لم تكن المسألة عرضية، ولم يكن المطلوب تحقيق هدف عادي. لقد خُطّط للمسألة جيداً لكي تكون البداية بعمل كبير، عمل ضخم، يرسم صورة جديدة للموازين.. وكانت عملية الشهيد أحمد قصير.
بعد هذه العملية ارتفعت معنويات الجميع، وصار التيار السائد هو تيار رفض الاحتلال، وتكاثرت العمليات منّا ومن الآخرين، وتضاعفت خلال فترة قصيرة العمليات التي كانت تنفذها الأحزاب والقوى الأخرى.. فتحقق الهدف المنشود، الانطلاق بمقاومة ستبقى مستمرة حتى إزالة الاحتلال.
25 أيار: هنا الهزيمة لـ"الجيش الذي لا يُهزم"
كانت أمواج البحر تقتحم عرين الشاطئ وترتد مذعورة، ووراءها يتردد صدى موحش في ظلمة الليل الحالكة..
أسراب غريبة تشق السماء مطلقة زعيقاً يهتز لهديره البنيان ولا يسقط..
كثيرون وضعوا أصابعهم في آذانهم وأشاحوا بوجوههم عن مدى البحر.. واستعدوا للرحيل
في ذلك المساء الممهور بتوقيع أحمر.. تماهى الرجال مع أرضهم وصاغوا من إيمانهم وسلاحهم القليل قوة أسطورية..
لم يكن العدو القادم من الأبواب المشرعة يدرك أن في هذه الأرض أسطورة غيره..
لكنه هناك بدءاً من خلدة ومع "الطلقات الأولى"، أدرك حدود قوته..
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0511/khalda1982f.jpgمنذ ذلك التاريخ بدأت حكاية المقاومة الاسلامية، "هذه الحرب التي بدأناها منذ الطلقات الأولى في خلدة سنة 1982 (...) كنا بوعي كامل من نقاتل وفي أي ذات شوكة نمضي ونسير".. من كلمة للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله 17 آب/أغسطس 1999.
بدأت حرباً بلون آخر جعلت العدو يوقن بأن قوته أسطورة مزعومة سقطت بالضربة القاضية في الرابع والعشرين من أيار/ مايو 2000.
لم يكن هناك من حاجة لأن يدخل الخوف الى القلوب الوجلة، فهو كان يقتحم كل شيء مع الآلة العسكرية الصهيونية التي تتقدم براً وبحراً وجواً غير عابئة بشيء، تقتل تدمر وتحاصر، راسمة بالدم المسفوك طريقها نحو العاصمة بيروت.. لا أحد يعرف كيف ومتى وماذا يريد هذا العدو الذي يتقدمه جنرال مفطور على القتل، آرييل شارون، الذي أينما احتل كان يسبقه شغفه الى القتل.
ثلاثة أيام فقط ـ من السادس حتى التاسع من حزيران/يونيو 1982 ـ هي التي احتاجها العدو ليطرق أبواب العاصمة بيروت راسماً حولها زناراً من النار، وطائراته تدك أحياءها وأحياء الضاحية، محوّلة أبنية بأكملها الى ركام مخلفة الموت والدمار.
ووسط كل هذا ثمة شباب التقوا على الايمان بربهم، يتجمعون في مساجد الضاحية الجنوبية، يتدارسون ما آلت اليه الأمور، وكيف السبيل الى مقاومة هذا الغزو والدفاع عن أحياء الفقراء..
انطلق كل الى سبيله، وبعد ساعات قليلة كان يعود حاملاً السلاح مستعداً للمواجهة المرتقبة.
اصطلاح "الشباب المؤمنين" كان متداولاً وقتها، ويدل على الشباب الذين انتهجوا خط الامام الخميني والتقوا على دعوته التي أطلقها وقتها: "قاتلوا (اسرائيل) بأسنانكم وأظافركم، ولا تدعوها تحتل أرضكم".
نزلت قوات الاحتلال في منطقة خلدة يوم التاسع من حزيران / يونيو عام اثنين وثمانين بعد عدة محاولات فاشلة استمرت على مدى ساعات، كانت تواجه بمقاومة عنيفة.. استخدم الصهاينة جبروت آلتهم الحربية من الجو والبحر، وبعد صب كميات هائلة من الحمم استطاعوا ظهيرة ذلك اليوم إسكات كل مقاومة، وأخذوا يتحركون باطمئنان معتمدين على ما ظنوا أنهم حققوه من سيطرة ميدانية.. ولكن في لحظة نزول القوات الإسرائيلية في تلك المنطقة وصل الخبر الى منطقة الأوزاعي.
كان هناك عشرات من الشباب المسلحين يقفون قرب مسجد الأوزاعي القديم، وقف مجاهد ومعه مجموعة من الشباب المؤمن وسط الشباب المتجمعين وقال لهم: إن الإسرائيليين وصلوا الى خلدة، وإذا لم نوقفهم هناك ونمنع تقدمهم فسيدخلون الى بيروت.. وسألهم: من يرغب في القتال ضد هؤلاء الأعداء؟..
وقف أمامهم جميعاً وصرخ بهم: الآن باب الجنة مفتوح، ومن يرد الإمام الحسين حقيقة فإن الإمام الحسين موجود في خلدة، ومن يرد أن يصل الى الجنة فليذهب معنا الى هذه المواجهة.
كان التجاوب أقل من المتوقع، فذهبت مجموعة من الإخوة عددها اثنا عشر شاباً.. بقيت مجموعة من أربعة شباب قرب الجسر، وذهبت مجموعة من ثمانية آخرين الى الأمام.
أكمل المجاهدون سيرهم الى أن وصلوا الى منطقة على طريق الجنوب القديم، هناك بدت لهم الآليات الصهيونية بشكل واضح. كانت هذه الآليات تتقدم من دون أن يواجهها أحد، وكان هناك دبابة واحدة مصابة نتيجة المحاولات السابقة لصد الإنزال الصهيوني قبل انسحاب المقاتلين.
تموضع المجاهدون في "الزواريب" المتفرعة من طريق الجنوب القديم بين مسبح بيتش كلوب ومطعم جزيرة مرّوش الذي تتحرك عليه الدبابات والملاّلات المعادية، التي اتخذت لها مواقع على طول الطريق.
مباشرة بعد أن أخذ المجاهدون مواقعهم بدأوا بإطلاق القذائف المضادة للدروع "بـ7" والرصاص، وبدأ العدو بالقصف على المواقع التي يقف فيها المجاهدون.
عندما وقفت هذه المجموعة وتصدّت للقوة الصهيونية بحزم، بدأت المواقع البعيدة والقريبة التي كانت قد أسكتتها الغارات الإسرائيلية بالتحرك، وصار عناصرها يطلقون النار على موقع المواجهة. عندما بدأت المعركة بدأت النيران تخرج من المواقع التي سكنت سابقاً.
لم تنتهِ هذه المعركة التي خاضها المجاهدون بعددهم القليل، إلا بعد تدمير كل الدبابات الصهيونية وعددها ثلاث، إضافة إلى ملالة، فيما بقيت إحدى الملالات.
ما تبقى من القوة الصهيونية التي كانت تنوي استكمال الإنزال انسحبت الى عرض البحر من جديد بعد المواجهة، وذلك من خلال جسر بحري، أما القوة التي كانت قد نزلت الى الأرض فقد أبيدت تماماً ولم يبقَ منها أحد.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0511/khalda1982g.jpgهذه المعركة التي حصلت بهذه الكيفية والقوة وبالشجاعة التي ووجهت بها القوات الإسرائيلية، أعادت للمقاتلين الآخرين الذين كانوا قد انسحبوا من المنطقة الحماسة كي يعودوا للمشاركة في المعركة ولمعرفة ما حصل.
كانت الملالة التي بقيت قد أصيبت في بداية المعركة بقذيفة Energa ما أدى الى إحداث أضرار فيها، نظراً لكون الآليات العسكرية في ذلك الحين قابلة للإعطاب بهذه القذائف، وللتدمير والإحراق بقذائف الـ(بـ7)، وحتى الميركافا كان يمكن في تلك الأيام تدميرها بالقذائف المضادة للدبابات، وليس كما هي الحال اليوم.
كان أحد الإخوة مصاباً حينها ـ يتهيأ لإطلاق الـ(بـ7) على الملالة، فطلب منه مجاهد آخر التوقف، لأن الملالة تتحرك ولا تطلق منها النيران، ما يعني أن هناك مشكلة فيها.
بعد اقتراب الملالة من المجاهدين طوّقوها وأخذوا بإطلاق الرصاص عليها، فنزل منها جنود العدو مرعوبين وهم يصرخون، ودارت معركة بالأسلحة الرشاشة وجهاًً لوجه، بينما كانت الدبابات في الخلف تحترق، فقُتل من قتل بداخلها ونزل الآخرون للمشاركة بالمعركة المباشرة، فيما صرخات الخوف تتعالى منهم.
المعركة بالأسلحة الرشاشة دامت حوالى نصف ساعة، أُجهز خلالها على جنود العدو.
كان هناك عدد كبير من الجثث للجنود قُتلوا بالرصاص، إضافة الى جثتين لجنديين بقيا في الملالة.
سيطر المجاهدون على الملالة، ومن ثم جمعوا الجثث ووضعوها قربها.
هدأت الأمور وتدفق المقاتلون من أكثر من جهة، ووصلوا الى الساحة حيث دارت المعركة.
أخذت بعض الفصائل عدداً من الجثث، فيما أبقى المجاهدون بعض الجثث معهم..
أراد صحافيون موجودون في مكان العملية معرفة من هم هؤلاء المجاهدون الذين خاضوا هذه المعركة، فسأل أحدهم: من أين أنتم؟ فقال له: نحن من منطقة الأوزاعي. ورداً على سؤال أجابه: نحن أتباع الإمام الخميني، الخمينيون.. واستغرب الصحافي هذا الإسم الذي كان يُذكر لأول مرة .
بدأ التحضير لسحب الملاّلة التي بقيت سالمة نتيجة عدم إطلاق قذائف الـ(بـ7) عليها، فانطلق أحد المجاهدين قبل تحرّك الموكب الذي ضم الملالة الى منطقة الأوزاعي لتهيئة الأجواء لاستقبالها.
عندما وصل الى الأوزاعي وجد الناس مجتمعين عند مفرق البرج، وكان معه خوذة أحد الجنود الصهاينة وسلاح "ماغ" تابع لجندي آخر، وقطعة سلاح ثالثة.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2011/0511/healsoam1982500.jpgاقتحم الازدحام ووقف أمام الناس، صعد على سطح السيارة وقال للجموع: "هؤلاء الإسرائيليون الذين نخافهم ولا نريد قتالهم لأنهم أقوياء، خذوا خوذاتهم وأسلحتهم ـ ورمى بها الى الأرض ـ ها هي آلياتهم تحترق في خلدة، وبعد قليل ستشاهدون الغنائم بأعينكم، وهي ستمر من أمامكم من هنا، فابقوا في الساحة لتروا ماذا حصل للإسرائيليين.. وعاد أدراجه الى موقع المعركة، وكان الموكب قد انطلق لتوّه من منطقة خلدة.
عندما وصل الموكب الى الأوزاعي كان المشهد فريداً، لم يرَ أحد شبيهاً له طوال السنوات التي تلت، إلا عندما وصلت الغنائم التي أسرتها المقاومة الإسلامية من العدو الصهيوني بعد تحرير جنوب لبنان في العام 2000.
لا اختلاف في ان الارادة التي قاتل من خلالها المجاهدون بدءاً من خلدة حتى كلية العلوم والمطار والأوزاعي والطيونة والغبيري.. استطاعت بناء جدار مانع أمام محولات العدو اسقاط الضاحية وقهر إرادتها.. وحتى غاراته الجوية التي ألهبت أحياء الضاحية لم تؤثر في عزيمة أهلها الذين خرجوا في 6 شباط/فبراير عام 1984 يقاتلون عملاء العدو، وفي 17 أيار/مايو من العام 1983 ليسقطوا اتفاق الذل والعار مع العدو، فقدموا الشهيد محمد نجدي، ليوقّع بدمه ان لا استسلام للعدو.. وطريق المقاومة هو الذي يحقق الانتصار.
شهداء ما زالت أسماؤهم تزين رأس القافلة، ومجاهدون خرجوا من أحيائهم ودساكرهم الفقيرة.. هم في قلب المسيرة.. ونصب أعينهم النصر او الشهادة.
حموا بسواعدهم الضاحية والوطن، فعصيت الضاحية على الاحتلال.. وتحررت أرض الوطن.. وهم على العهد ما بدّلوا تبديلاً.
عصام الجيجلي
2012-06-08, 15:11
http://www2.0zz0.com/2012/06/08/14/923398314.jpg
يؤبرني زعيم المؤااومة وشبيحة الضاحية الجنوبية يؤبرووووني
http://www.paldf.net/forum/images/smilies/1005.gif
أسامة المسيلي
2012-06-08, 15:29
http://www2.0zz0.com/2012/06/08/14/923398314.jpg
يؤبرني زعيم المؤااومة وشبيحة الضاحية الجنوبية يؤبرووووني
http://www.paldf.net/forum/images/smilies/1005.gif
افلاسك وعجزك دفعابك لمثل هذا النوع المنحط من الحوار
المجاهد حسن نصر الله أشرف وأنقى منك ومن أزلام وعملاء أنظمة العمالة والفتنة في السعودية وقطر
عصام الجيجلي
2012-06-08, 15:36
افلاسك وعجزك دفعابك لمثل هذا النوع المنحط من الحوار
المجاهد حسن نصر الله أشرف وأنقى منك ومن أزلام وعملاء أنظمة العمالة والفتنة في السعودية وقطر
لا على العكس ، بل اكتشفت أنكم لا تفقهون لغة الحروف ، ولا تفهمون إلا لغة النسخ واللصق ، ولقصور عقولكم االضعيفة تبهركم الصور بألوانها ،فأخترت لكم لغة الصور
:)
وليذهب نصر الله وكل شبيح الى الجحييييييم
عصام الجيجلي
2012-06-08, 15:41
نسيت أن اهديكم هذه
فكروا معي من يشبه يا ترى؟؟؟
http://www2.0zz0.com/2012/06/08/14/101444746.jpg
http://www.paldf.net/forum/images/smilies/1008.gif
أسامة المسيلي
2012-06-08, 15:48
لا على العكس ، بل اكتشفت أنكم لا تفقهون لغة الحروف ، ولا تفهمون إلا لغة النسخ واللصق ، ولقصور عقولكم االضعيفة تبهركم الصور بألوانها ،فأخترت لكم لغة الصور
:)
وليذهب نصر الله وكل شبيح الى الجحييييييم
لكن هذه الصورة يا صغيري تعبير عن تفكيرك المنقوص
يا صغيري انصحك بالتفرغ لعبادة الله تعالى والإهتمام بشؤون أسرتك
حرب تموز الفين وستة .... كيف أدارت المقاومة الحرب النفسية ضد العدو؟
في المدارس العسكرية الحديثة كل ما يوازي ويرافق اطلاق الصاروخ وقصف المدفع يجب ان يكون محسوبا بدقة.. فقد تطلق الكثير من الصواريخ ولكن عندما تظهر بموقفك وخطابك واعلامك بمظهر المتردد، تكون قد قضيت على الأقل على نصف قدرة الصواريخ التي اطلقتها.. اذ في الجانب الآخر عدو متحفز لالتقاط اشارات الضعف وتحويلها اندفاعا نحو الاستمرار ومواصلة مسار خطته.. اما اذا ظهرت بمظهر المتوثب للحرب والواثق من قدراتك فيكاد يكون رعب الصورة والصوت والخطاب اشد اثراً في نفس العدو وجنوده من المدفع..
هكذا كان الحال في حرب تموز عام ألفين وستة من جانب المقاومة.. أتقنت استخدام الحرب النفسية بامتياز الى جانب نجاحاتها الميدانية فأصابت من العدو مقتلاً، وإذ بالقيادة الاسرائيلية ترتبك وبالاعلام الصهيوني يشجع على وقف الحرب..
الحرب فتكت بدبابات العدو المتطورة، وسجلت المقاومة العديد من المفاجآت مقابل فشل متعدد الأوجه لجيش الاحتلال، فكان التصدي لجنود النخبة وافشال الانزالات وعدم القدرة على ضرب صواريخ المقاومة، والعجز عن كسر ارادة الصمود لدى الاهالي بالرغم من المجازر للضغط على المقاومة..
اذاً الحرب تميزت بكثير من النقاط عبر استخدام المقاومة تكتيكات لم تستخدم بين جيش نظامي ومنظمة عسكرية من قبل، لكن من معالمها الأساسية إضافة الى ادارة المعركة بتكتيك قوي، شن حرب نفسية مدروسة على العدو، حتى وصل الأمر بالمحللين الى اعتبار ان الحرب النفسية وازت الحرب الميدانية وكان لها الأثر الشديد في مسار ونتائج الحرب.
وقد لعبت عدة عناصر أساسية دورها في الحرب النفسية ضد العدو اثناء العدوان، أبرزها القائد والانجازات الميدانية والظهور الاعلامي وإبراز قوة العقيدة.
فالقائد - والحال هنا هو الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله- كان له دور كبير، وقد اكدت الدراسات الصهيونية الأخيرة دوره حينها، بل واستمرار هذا الدور الى اليوم من خلال مواقفه وخطاباته الموجهة للمجتمع الصهيوني.
ووفق ما يقول اختصاصيون في مجال الحرب النفسية، خاض السيد نصر الله الحرب الى جانب المقاومين عبر ظهوره المتكرر وممارسته الحرب النفسية حيث استطاع ان يمارس الردع من خلال تهديداته، فحين هدد بضرب حيفا وما بعد ما بعد حيفا، واستخدام مرحلة تصاعدية من التهديد كان الاسرائيلي يأخذ كلام السيد نصر الله على انه ذو مصداقية عالية.
ما زاد من قوة الحرب النفسية وفعاليتها اقترانها بالعمل الجهادي الفعال، والوصول إلى العمق الاسرائيلي الاستراتيجي، وهو ما لم يحصل من قبل، فكان السيد نصر الله يهدد وتترجم التهديدات تنفيذاً فعلياً، ما جعل الحرب النفسية متوازية بين خطاب الردع والعمل الجهادي.
من المعروف ان التطور التكنولوجي يهدد "اسرائيل" وامنها لكن ما وراء التكنولوجيات كانت تكمن العقيدة القتالية ـ الايديولوجية، وهذا أثّر بشكل كبير ـ بحسب المتخصصين ـ على نفسية العدو، وخصوصاً ان الجنود الصهاينة لا يملكون العقيدة، واعترافاتهم اشارت الى ان ليس لهم حوافز ودوافع في القتال.
الدكتور إياد عبيد الباحث في شؤون الدعاية والحرب النفسية، أكد لـ "الانتقاد"، أن "المقاومة تمكنت في حرب تموز من شن حرب دفاعية مستندة الى قوة دفاعية ثانية هي لعبة الحرب النفسية، وكانت في اعلامها احيانا هجومية، ما اذهل قادة الاعلام الصهاينة الذين تمرسوا طويلا في الحرب النفسية ولعبة ارهاق الخصم (العربي).
ويضيف "برز الهجوم الاعلامي الصاعق الذي كان يسجله السيد نصر الله عبر اطلالاته الاعلامية، حيث رأيناه يطل عبر "المنار" ومن خلالها على الشاشات العالمية ويقول: أنظروا الى المدمرة ساعر التي ستُقصف وبالفعل تُقصف، وغير ذلك، ما اثبت حربا نفسية مواكبة للحرب الميدانية اي وجود آلية و"ميكانيزم" سياسي عسكري اعلامي دعائي".
ويشير عبيد الى ان "المقاومة استخدمت القوة "الاستنادية" في العمل الاعلامي حيث كان هذا العمل يوازي اطلاق الصاروخ المدمر، وهذا جسد "ارهاقا" ميدانيا ودعائياً".
ويعطي عبيد مثالا آخر ما حصل "في وادي الحجير حيث رأينا تدمير الميركافا مفخرة الصناعة الاسرائيلية، فكان العرض للميركافا وهي مدمرة ايضا قوة استناد قوية".
القوة الاستنادية الاخرى بحسب عبيد كانت "توجه السيد نصر الله الى الصهاينة ومن خلالهم للعالم عندما يقول " المدينة بالمدينة" وحيفا وما بعد حيفا، وعنما يقول يبدأ القصف فعلاً، اذاً هو واكب الآلة العسكرية".
لكن "ما الذي يدفع هذا الفهم للتحول الدعائي في اعلام المقاومة"؟ يسأل عبيد، ويجيب بأنه "نتيجة مراس ميداني على الارض عمره 25 عاماً، احدث هذا التطور في الأداء اللوجستي والعملاني العسكري، والدعائي والاعلامي، نتيجة متابعة حقيقة ما يحصل على المقلب الآخر، في الضفة الشمالية من فلسطين المحتلة، وداخل دوائر السياسة الحقيقية للكيان الاسرائيلي، في الصحافة الصهيونية. اذاً حصل فهم لـ"ميكانيزم" الدعاية الاسرائيلية والصحف والصحافة الالكترونية ايضا، حيث تمكنت المقاومة من تسخير الآلة الأكثر تطوراً، أي الاعلام الالكتروني من خلال مواقع الكترونية جديدة ومن خلال تجميع اكبر عدد من اصدقاء القضية باستخدام اللغات الاجنبية في هذه المواقع".
كما يلفت عبيد ايضا الى ان "الفهم الحقيقي من قبل المقاومة للعبة الدعائية جعلها متحسبة الى انه كما سيقصف العدو جسر الغبيري لن يرتدع عن قصف "المنار" و"النور" ويهدد القنوات الأخرى، فكانوا متحسبين لذلك، فلم يستطع العدو وقف بث المنار بعد قصفها، وهذا يدخل في التأثير النفسي على العدو ايضاً".
كما ان "العدو حاول ان يعمل على الشرذمة الداخلية، لكن قيادة المقاومة تمكنت من ان تلعب لعبة الوحدة الداخلية من خلال اللقاءات و"الريبورتاجات" التي تُظهر الوقوف الى جانب المقاومة". كما ويشير عبيد الى انه "في الجانب الآخر مارس العدو حربا نفسية شديدة، جعلها ايضا متوازية مع قوته عندما كان يعلن مثلا انه من الساعة الواحدة الى الخامسة لا يمكن المرور على هذه الطرقات ليشل الحركة وليقول للاهالي ان لديه القدرة على الضرب في كل مكان، كما لعب العدو لعبة الضغوط الدبلوماسية وركز على تصريحات الأجانب واستنفر الولايات المتحدة وعموم أوروبا لمصلحته، كما حاول أيضاً ان يبين ان قصف المقاومة طاول بعض العرب في فلسطين ليقول ان المسلمين يضربون المسلمين، كما عمل على قضية تفكيك الحالة الداخلية لكنه لم ينجح بشكل عام، ونجح في بعض الامور".
ويختم عبيد بخلاصة أن العدو"لم تكن قوته الدعائية بمستوى قوته العسكرية، لأنه بالأساس لم يشن حربا فيها اقناع".
الجيش الأميركي يدرس "الجيل الرابع" من الحروب: حزب الله نموذجاً
تنظر المؤسسة العسكرية الأميركية الى هجمات الحادي عشر من أيلول 2001 على أنها "خارجة عن الميزان القياسي" لطبيعة الحروب الكلاسيكية. في المقابل، أثبتت الولايات المتحدة نظريتها بشأن الجيل الجديد من الحروب بحسم موقعتي غزو أفغانستان ثم العراق عملا بمبدأ "الحرب السريعة" التي تعتمد على التقنيات الحديثة.
وهكذا يمكن القول إن أسلوب حركات "التمرد"، التعريف الأميركي للمقاومة، ورؤية البنتاغون المستحدثة لأساليب حل النزاعات في العالم شكّلا معا "الجيل الرابع من الحروب".
أما أبرز التحولات التي تدمغ هذا الجيل من الحروب فتتمثل بـ:
كان التناقض مذهلاً بين رسالة حزب الله والفتور المعتاد الذي تظهره الدول العربية تجاه احتياجات شعوبها - استخدام حركات "التمرد" جميع البنى المتاحة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا في مواجهة الجيش الكلاسيكي المحتل. ويستند هذا التحول الى حد كبير على اللعب على عنصر المعلومات بهدف تغيير وجهة نظر العدو والصديق.
- التغير في تشكيلات حركات التمرد وايجادها لخلايا عابرة للقوميات والحدود.
حزب الله هو أحد "أبرز الجماعات المتمردة التي أتقنت خوض الجيل الرابع من الحروب"، بحسب الدراسة التي وضعها الكولونيل المتقاعد في مشاة البحرية الأميركية توماس هامس.
في حرب تموز 2006، "لم يكن مقاتلو حزب الله يركزون على هدف تدمير اسرائيل، ولكن على ضمان أن يُنظر اليهم على أنهم يتحدون أقوى جيش في الشرق الأوسط"، لذا تتخذ قضية إطلاق حزب الله صواريخ في اليوم الأخير من الحرب بعدد مماثل لليوم الأول "اهمية استثنائية. كان حزب الله يدري أن القذائف الصاروخية من عيار 122 ميلليمترا لن تسبب أضرارا كبيرة، الا ان كثافة اطلاقها أثبتت أن سلاح الجو الاسرائيلي لم يستطع الحاق ضرر كبير بقوة الحزب".
احتضان السكان للمتمردين كما في حزب الله يعيق قدرة الجيش الكلاسيكي على تحقيق أهدافه ويتابع الكولونيل، الحائز بكالوريوس في العلوم من الأكاديمية البحرية الأميركية وماجيستير من جامعة هارفرد، أن حزب الله "أتقن قيمة الاتصالات الاستراتيجية" (التحول في استخدام المعلومات للتأثير في وجهة نظر الآخرين) عند انتهاء الحرب، "ففي الوقت الذي كان الغرب يعقد فيه مؤتمرات لإصدار وعود تتعلق بمساعدة لبنان في المستقبل، قام ممثلو حزب الله بملء الشوارع بالأموال النقدية لمساعدة السكان وتقديم المساعدات المادية. تحرك الحزب بسرعة وحاز مكانة عالية بتحركه هذا، في حين كانت الولايات المتحدة منشغلة بنقل حمولات الأسلحة والذخائر الى اسرائيل" لتعويض ما نقص في مخازنها.
لقد كانت رسالة حزب الله "واضحة جدا، من خلال التأكيد على سيطرته على الأرض وتواصله مع السكان. وقد كان التناقض بين تلك الرسالة والفتور المعتاد الذي تظهره الدول العربية تجاه احتياجات شعوبها تناقضا مذهلا".
في مقابل نجاح حزب الله في حملته هذه، "تتخبط الولايات المتحدة في جهودها بشأن الاتصالات الاستراتيجية"؛ أي التواصل مع السكان والتكيف مع البيئة المحيطة في ميادين عمل قواتها.
ويتميز حزب الله عن غيره من حركات "التمرد" في كونه يُصنف ضمن ثلاثة أنواع من الحركات، هي:
- الرجعية: التي تنشأ وتتصرف كرد فعل على موقف أو حديث ما.
- الانتهازية: أي أنها تنتهز الفرصة السياسية أو الاقتصادية من أجل تعزيز قوتها.
- الأيديولوجية: أي التي تتبنى هدفا عقائديا.
استخدام الجيل الرابع من الحروب
القوات العسكرية الأميركية ليست مستعدة لرد ضربات مجموعات صغيرة تتبنى قضية ما وتستخدم التقنيات الحديثة واجهت اسرائيل، في صيف 2006، "عدوا يطبّق ويمارس حرب الجيل الرابع، ويستغل أفضل استغلال الأسلحة ذات التقنية العالية من أجل تحدي التفوق العسكري الاسرائيلي المفترض. وقد تعاونت ايران مع سوريا لتقديم الدعم اللوجيستي الواسع النطاق وربما الدعم الاستخباراتي لقيادة حزب الله". وبما أن الولايات المتحدة كانت منشغلة بالبرنامج النووي الإيراني حينها، فقد "كان من الصعب" معالجة أسلوب حزب الله في استخدام حرب الجيل الرابع.
وفي هذا السياق، تشير الدراسة الى أن "دليل الميدان الجديد لمقاومة التمرد"، الذي أصدرته قيادة القوات الاميركية في العراق، يوصي بضابط أمن لكل 50 شخصا، غير أن "احتضان السكان للمتمردين"، كما في حالة حزب الله، يعيق قدرة الجيش الكلاسيكي على تحقيق أهدافه.
وفي مواجهة هذا الواقع، يخلص هامس الى أنه "يتوجب ايجاد طرق جديدة توفر الامن اللازم أثناء بناء التحالفات السياسية، وهذا يُعدّ الطريق الوحيد لهزيمة التمرد. كما يتوجب تفعيل الموارد الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية بشكل أوسع من ذي قبل للتعامل مع الاستخدام الواسع لحرب الجيل الرابع".
وفي خلاصة هذه الفقرة، يرى الكولونيل الأميركي أن حرب الجيل الرابع "تستخدم جميع التحولات من مجتمع آلي الى مجتمع معلوماتي الكتروني لتزويد قوة التمرد. وهي تساير تطور المجتمع في كل شيء، ما يزيد من صعوبة وخطورة تعامل البلاد الغربية معها".
وينطلق الكاتب من هذه الحقيقة ليستشرف حدود حروب الجيل الخامس التي ستكون "نتاج التحول المستمر في الولاء السياسي والاجتماعي، حيث سيصبح الولاء للقضايا العقائدية أكثر منه للأوطان. وستتميز هذه الحرب بتزايد قوة الكيانات الأصغر وبانفجار ديناميكي للثورة التقنية. ان حرب الجيل الخامس ستكون حقيقتها حرب شبكات المعلومات، التي ستؤمن المواد اللازمة وستكون بمثابة ميدان لتجنيد المتطوعين".
وتتابع الدراسة أن "الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تشير الى ظهور أفراد أو جماعات صغيرة تم تزويدها بقوة فائقة. وهذه الجماعات يربطها حب قضية معينة وليس الوطن. ومن خلال توظيفهم لتلك التقنية يستطيعون توليد قوة مدمرة عادة ما تستهدف موارد الدول القومية".
أما التقنية محط الاهتمام في المرحلة القادمة فهي تنقسم الى نوعين: التقنية الحيوية البيولوجية وتقنية النانو. وهاتان التقنيتان تعطيان الجماعات الصغيرة نوعا من القوة التدميرية كانت تقتصر في السابق على القوى العظمى فقط.
ويختم هامس دراسته باختصار المشهد امام واضعي الرؤى الاستراتيجية العسكرية الأميركية: "إن الحقيقة الرئيسية هي أن التغيرات في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي تتيح لأي جماعة صغيرة تتبنى قضية ما استخدام التقنيات الحديثة لتتحدى دولة قومية. وليس في وسعنا رد هذه التحديات ولا منع تطور الحرب. ومن الواضح أن القوات المسلحة الأميركية ليست على استعداد لرد ضربات هكذا مجموعات".
لواء احتياط في جيش العدو: مقابل حزب الله اهدأوا فهو اقوى وعلينا ان نصلي لكي لا تندلع الحرب معه بشكل مفاجئ
تحت عنوان "حزب الله يتعاظم" كتب اللواء الاحتياط في جيش العدو يعقوب عميدرور مقالا في صحيفة اسرائيل اليوم اعتبر فيه ان هناك خيارين بوجه حزب الله ، إما السكوت امام قوته المتعاظمة او الحرب وهي التي ليس باستطاعة اسرائيل خوضها في هذه المرحلة، كما اشار الى عواقب اي حرب ضد حزب الله في ظل تنامي قوته العسكرية والتغطية السياسية لمقاومته، واللافت اعتباره ان الانجاز الوحيد لحرب تموز هو عدم وجود حزب الله بشكل ظاهر عسكريا على الحدود ، واللافت اكثر قوله ان علينا ان نصلي لكي لا تندلع الحرب معه بشكل مفاجئ!
ويقول عميدرور في مقاله:
"أولا ينبغي قول الحقيقة المريرة وفهمها: الحكومة الاسرائيلية فشلت تماما في خطوات انهاء الحرب في لبنان. فالوهم القاضي بانه يوجد سبيل سياسي للوصول الى انجازات ثبت عدم الاساس. قلة المكاسب التي لا تزال لدولة اسرائيل من الحرب تنبع جميعها من استخدام القوة العسكرية، سلاح الجو في هذه الحالة، بينما الخطوة السياسية لم تجلب سوى ثمار فجة. "انجازات" اسرائيل في الامم المتحدة تسمح لحزب الله بالتعاظم أكثر حتى مما قبل الحرب.
حزب الله يتعاظم، عسكريا وسياسيا، في ثلاثة مجالات:
فقد بنى قوته العسكرية الى مستوى ما قبل الحرب بل واكثر من ذلك، ولا سيما في مجال السلاح الصاروخي الثقيل وبعيد المدى. وفهم بان ضعفه الاساس يكمن في انه لم يكن لديه دفاع جوي – وعليه فانه يبنيه اليوم، وهو يجند ويدرب الاشخاص الذين سيحلون محل اولئك الذين فقدهم في القتال. التنازل الوحيد من جانب الحركة رمزي في اساسه: فهو يمتنع عن اقامة استحكامات قريبة ولا يرفع علمه على الحدود. لهذا الانجاز توجد اهمية هامشية فقط.
وقد جدد حزب الله شرعيته في الساحة السياسية اللبنانية في أنه اصبح عضوا محترما في الحكومة مع قدرة فيتو ومع اعتراف بكونه حامي لبنان بشكل رسمي. هذا الاعتراف سيسمح له بالعمل ضد اسرائيل بمزيد من الحرية.
لقد اثبت بان هناك خطوطا حمراء لن يوافق على التخلي عنها، وعند الحاجة لن يتردد في استخدام القوة ضد محافل قوة اخرى. ولكونه أقوى منها – فسيحقق مبتغاه. ولا يدور الحديث فقط عن انجاز سياسي داخلي بل عن شيء اكثر من ذلك – يتعلق في فهم العالم ومحافل القوة في لبنان بانه ليس هناك من يقف حيال الحزب في المواضيع الهامة له. الان واضح للجميع بان الغرب الديمقراطي لم يعد ذا صلة بما يجري في لبنان. ولهذا الفهم ايضا ساهمت اسرائيل بشكل غير مباشر عندما ساعدت الاسد، حامي وحليف حزب الله في لبنان على الخروج من دائرة العزلة الدولية بمجرد دخولها في محادثات سياسية معه.
وعليه، فان امام اسرائيل امكانيتي عمل مختلفتين تماما: السبيل الاول هو تكرار السلوك الاسرائيلي منذ الانسحاب احادي الجانب وحتى الحرب، أي عدم عمل شيء. متابعة ما يجري في لبنان استخباريا، الشكوى بين الحين والاخر الى الامم المتحدة – مع العلم ان ليس لهذا أي معنى عملي – والاستعداد للحرب القادمة والصلاة الا نفاجأ عندما تندلع.
المنطق في اساس هذا السبيل هو الرغبة في تأجيل المواجهة قدر الامكان، مع العلم انه في يوم اندلاعها ستكون أشد، والجبهة الاسرائيلية الداخلية ستكون اكثر انكشافا لنار اشد وحزب الله سيكون اكثر جاهزية للدفاع عن نفسه ضد سلاح الجو. الحجة المركزية لاصحاب هذا المفهوم هي انه لن يكون ممكنا تصفية حزب الله، وعليه يجب كسب الهدوء على مدى الزمن، وكلما كان الزمن اطول – يكون أفضل. وسواء من ناحية الجانب الاقتصادي الاسرائيلي ام من جانب الاستعداد العسكري.
فضلا عن ذلك، يقول المدافعون عن سبيل ضبط النفس ان اسرائيل لن تحظى بالعطف والدعم اذا ما هاجمت دون مبرر. تسلح منظمة ارهاب وعصابات في دولة سيادية وبموافقتها لا يشكل سببا مبررا لحرب في نظر العالم المتنور، بما في ذلك الولايات المتحدة.
السبيل الثاني هو الحرب الوقائية، أي محاولة استغلال ضعف حزب الله قبل أن يستكمل قواه، وضربه بمفاجأة. الهدف هو الوصول الى حسم في ميدان المعركة للتأكد من أن العالم سيمنع بعد هذه الحرب تسلح المنظمة.
افتراض المتبنين لهذا الرأي هو أنه اذا لم يتم وقف حزب الله الان فانه سيبتلع لبنان، بينما اذا ما ضربه الجيش الاسرائيلي بصعقة على ركبتيه فسيكون ممكنا تحول المنظمة الى عامل هامشي وخلق وضع جديد لا يكون فيه قادرا على ان يتسلح او ان يملي مواقفه على لبنان. الجهات الاخرى في لبنان ستشعر بانها أقوى، وعقب ضعف حزب الله ستستوعب قيمة العلاقات مع اسرائيل وتنجح في منع سيطرة شيعية راديكالية في لبنان.
من هذا التحليل ينشأ سؤالان مختلفان: الاول، ما هو السبيل الاسلم من زاوية نظر دولة اسرائيل؟ في السبيلين يوجد رهان، لدينا ما نخسره وما نربحه ايضا. السؤال الثاني اعمق، هل يوجد لدولة اسرائيل القيادة اللازمة للقرار في حرب وقائية وهل المجتمع الاسرائيلي مبني على قبول نتائج الحسم؟ حروب اسرائيل في العام 1956، في 1967 وفي 1982 كانت حروبا كهذه. هل يمكننا أن نكرر ذلك؟".. ختم عميدرور مقاله.
دراسة أميركية: حزب الله "أبدع" في إصابة الميركافا في المقتل
لا تزال حرب تموز 2006 مادة دسمة لمراكز الدراسات الغربية على صعيد استخلاص العبر ودراسة ادارة حزب الله للمعارك.
مفاجأة استخدام صواريخ ضد الدروع من الجيل الحديث شكلت محور الدراسة الصادرة عن معهد "جايمس تاون" تحت عنوان "ابداعات حزب الله في استخدام السلاح ضد الدروع".
ويستهل الدكتور اندرو ماكغريغور، مدير مركز "ابرفويل" الدولي للتحليل الأمني في تورونتو الكندية، الدراسة بالقول إن "أحد أهم الجوانب التي ينبغي التحقيق فيها في الجانب الاسرائيلي هو الخاصرة الضعيفة للفيالق المدرعة في مقابل الأسلحة المضادة للدروع المتميزة بصغر حجمها وسهولة نقلها وسبل توجيهها"، مع اشارته الى أن "اداء الجيش الاسرائيلي كان مخيبا في مواجهة حزب الله".
ويكمل ماكريغور أن "إبداع حزب الله في استخدامه لسلاح ضد الدروع كان السبب وراء معظم الخسائر الإسرائيلية، كما أنه أعطى لهذه الأسلحة الصغيرة لكن الفعالة أهمية جديدة في مجال التكتيك الميداني".
وتوضح الدراسة أن حزب الله "يمتلك تشكيلة من أسلحة ضد الدروع تضم مختلف الصواريخ الموجهة سلكياً (مصمم في روسيا ومصنع و/أو مزود عبر إيران وسوريا) وقواذف الـ (RPGs). كما تتضمن التشكيلة الصاروخ الأوروبي Milan، والصواريخ Metis-M,Sagger AT-3,Spigot AT-4 ذات التصميم الروسي، إضافة للصاروخ الروسي KORNET AT-14 الذي زودته به سوريا، وهو قادر على استهداف الطائرات المروحية المحلقة على علو منخفض".
وهنا تشير الدراسة الى أن صواريخ كورنيت تم استخدامها اولا في العام 2003 ضد القوات الأميركية في العراق "فهذه الصواريخ السهلة النقل توضع داخل غطاء من الفايبرغلاس مع سكة إطلاق".
وتلحظ الدراسة نقطة هامة بإشارتها الى أن الجيش الاسرائيلي نشر صورا في 30 آب 2006 لصواريخ مضادة للدروع "زعم أنه وجدها في تحصينات لحزب الله. تضمنت الصور المعروضة صواريخ Sagger و Tow (إطلاق عبر الأنبوب، توجيه بصري، تحكم سلكي) وهو سلاح محظور صنع في الولايات المتحدة في السبعينيات، لكن اللافت أن صناديق الصواريخ المعروضة تحمل ختم 2001، ما يوحي بأن حزب الله قد حصل على دفعات أخرى خارج نطاق الصواريخ التي حصلت عليها إيران في ما يعرف بفضيحة كونترا سنة 1986 (العمر الافتراضي لتخزين الصاروخ 20 سنة كحد أقصى)".
اما عن الهدف الاستراتيجي لحزب الله من استخدام هذه الصواريخ فهو شل دبابة الميركافا "التي صممت لتوفير الحماية القصوى لطاقمها، عبر التدريع الثقيل وفتحات الهروب الخلفية، علما أن التشديد على سلامة الطاقم هو ليس ببساطة لأسباب إنسانية، فإسرائيل غير قادرة على تأمين أعداد لا محدودة من الطواقم المدربة والجاهزة للقتال في حال ارتفعت الخسائر. وقد تم تصميم الميركافا بحيث يمكن صيانتها بسهولة وسرعة؛ وهذه خاصية لدى الجيش الإسرائيلي. إذ أن التدريع قابل للاستبدال بسهولة عند الإصابة أو يستبدل بشكل كامل للتطوير عند توافر المواد الجديدة".
وتضيف الدراسة أن التقارير المرفوعة من ميادين القتال "توحي بأن مقاتلي حزب الله يمتلكون مهارة عالية في إصابة الميركافا في نقاطها القاتلة، ما أدى إلى اختراق دروع الدبابات بما لا يقل عن ربع الصواريخ التي أطلقت. وقد تم التدقيق في أشرطة الفيديو التي تصور هجوم حزب الله على موقع في قرية الغجر الحدودية عام 2005 والتي استهدف فيها دبابات الميركافا وذلك لمعرفة النقاط التي كانت عرضة للإصابة في الدرع، علماً أن بعض صواريخ الحزب لديها مدى مؤثر يصل إلى 3 كيلومترات، إلا أن افراد العصابات يفضلون الإطلاق من مدى قريب لمضاعفة فرص إصابة النقاط الضعيفة في الميركافا. ويعمل مطلقو الصواريخ في طواقم من 2-3 أفراد ويتحصنون في مواقع مخفية ومحمية مدروسة بشكل جيد".
هذا وقد "اعتاد حزب الله على استخدام الصواريخ المضادة للدروع لضرب جنود الجيش الإسرائيلي المتحصنين في المباني خلال حرب تموز، وهناك الكثير من التقارير التي تبين هذا الأمر، والأكثر تدميراً وأذيةً كان في 9 آب، عندما أصاب صاروخ مضاد للدروع مبنى كاملاً خاطفاً معه أرواح 9 من جنود الاحتياط. كذلك لقي أربعة جنود من لواء النخبة "ايغوز" Egoz حتفهم بصاروخ "ساغر" Sagger في بنت جبيل. كما استخدم الصاروخ تاو TOW بفعالية عام 2000 ضد المواقع الحدودية في جنوب لبنان قبل الانسحاب الإسرائيلي".
وفي حين تؤكد الدراسة أن "هناك أمثلة حديثة أخرى عن استخدامات شبيهة لهذا النوع من الأسلحة ضد المشاة، وهو أمر موجع من المنظور القتالي، لكن الأهم هو أنه يتيح لحزب الله تحقيق هدفين أساسيين: تحقيق الإصابات في الجسم الإسرائيلي وفي المقابل حماية عناصره الذين يطلقون هذه الصواريخ من المدى الآمن نسبياً".
نقطة اخرى مفصلية في حرب تموز تتطرق اليها الدراسة في إشارتها الى سقوط الطوافة الاسرائيلية في 12 آب "حيث قيل ان حزب الله أسقطها بصاروخ مضاد للدروع. وقد أعلن حزب الله حينها أنه استخدم صاروخاً أطلق عليه اسم وعد Wa'ad إلا أنه أحياناً يعيد تسمية الصواريخ حسب رغبته. كما وقعت واحدة من الجرافات العسكرية المصفحة ضحية صواريخ حزب الله".
وتختم الدراسة أنه "تم سابقاً استخدام صواريخ RPG-29 السورية الصنع مع بعض النجاح ضد الدبابات الإسرائيلية في قطاع غزة. كما يستخدم حزب الله هذا السلاح مع رأس مزدوج يتيح للصاروخ اختراق الدرع. في هذا الإطار، أفادت الصحافة الإسرائيلية، في السادس من شهر آب 2006، أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كشفت أن سوريا اشترت نسخة حديثة من قواذف RPG-29 المصنع روسياً قبل أن يصل السلاح الى يد المقاومة الإسلامية. ورداً على ذلك نفت وزارة الخارجية الروسية أي تورط لها في تزويد حزب الله بصواريخ مضادة للدروع. غير أن الجيش الإسرائيلي يفيد بأن الأسلحة المضادة للدروع والصواريخ استمرت بالوصول من سوريا بالرغم من التدمير الذي لحق بالطرقات والجسور عند الحدود".
في الخلاصة "لعبت الميركافا دوراً هاماً كرمز لعظمة الجيش الإسرائيلي، لكن تدميرها في القتال له قيمة رمزية هامة لحزب الله. إن الإبداع والابتكار التكتيكي لحزب الله، واتكاله على الصواريخ المضادة للدروع أكثر من الأسلحة التقليدية للمشاة سوف يدعو الجيش الإسرائيلي إلى استبطان الحلول الجدية استباقاً لأي واقعة مستقبلية على الحدود".
ينابيع الصفاء
2012-06-08, 15:56
اللهم أنصر أي مجاهد في حربه ضد قوى الطغيان و قوى الإستكبار العالمي الملعونة.
الحرية لفلسطين
لواء احتياط في جيش العدو: مقابل حزب الله اهدأوا فهو اقوى وعلينا ان نصلي لكي لا تندلع الحرب معه بشكل مفاجئ
تحت عنوان "حزب الله يتعاظم" كتب اللواء الاحتياط في جيش العدو يعقوب عميدرور مقالا في صحيفة اسرائيل اليوم اعتبر فيه ان هناك خيارين بوجه حزب الله ، إما السكوت امام قوته المتعاظمة او الحرب وهي التي ليس باستطاعة اسرائيل خوضها في هذه المرحلة، كما اشار الى عواقب اي حرب ضد حزب الله في ظل تنامي قوته العسكرية والتغطية السياسية لمقاومته، واللافت اعتباره ان الانجاز الوحيد لحرب تموز هو عدم وجود حزب الله بشكل ظاهر عسكريا على الحدود ، واللافت اكثر قوله ان علينا ان نصلي لكي لا تندلع الحرب معه بشكل مفاجئ!
ويقول عميدرور في مقاله:
"أولا ينبغي قول الحقيقة المريرة وفهمها: الحكومة الاسرائيلية فشلت تماما في خطوات انهاء الحرب في لبنان. فالوهم القاضي بانه يوجد سبيل سياسي للوصول الى انجازات ثبت عدم الاساس. قلة المكاسب التي لا تزال لدولة اسرائيل من الحرب تنبع جميعها من استخدام القوة العسكرية، سلاح الجو في هذه الحالة، بينما الخطوة السياسية لم تجلب سوى ثمار فجة. "انجازات" اسرائيل في الامم المتحدة تسمح لحزب الله بالتعاظم أكثر حتى مما قبل الحرب.
حزب الله يتعاظم، عسكريا وسياسيا، في ثلاثة مجالات:
فقد بنى قوته العسكرية الى مستوى ما قبل الحرب بل واكثر من ذلك، ولا سيما في مجال السلاح الصاروخي الثقيل وبعيد المدى. وفهم بان ضعفه الاساس يكمن في انه لم يكن لديه دفاع جوي – وعليه فانه يبنيه اليوم، وهو يجند ويدرب الاشخاص الذين سيحلون محل اولئك الذين فقدهم في القتال. التنازل الوحيد من جانب الحركة رمزي في اساسه: فهو يمتنع عن اقامة استحكامات قريبة ولا يرفع علمه على الحدود. لهذا الانجاز توجد اهمية هامشية فقط.
وقد جدد حزب الله شرعيته في الساحة السياسية اللبنانية في أنه اصبح عضوا محترما في الحكومة مع قدرة فيتو ومع اعتراف بكونه حامي لبنان بشكل رسمي. هذا الاعتراف سيسمح له بالعمل ضد اسرائيل بمزيد من الحرية.
لقد اثبت بان هناك خطوطا حمراء لن يوافق على التخلي عنها، وعند الحاجة لن يتردد في استخدام القوة ضد محافل قوة اخرى. ولكونه أقوى منها – فسيحقق مبتغاه. ولا يدور الحديث فقط عن انجاز سياسي داخلي بل عن شيء اكثر من ذلك – يتعلق في فهم العالم ومحافل القوة في لبنان بانه ليس هناك من يقف حيال الحزب في المواضيع الهامة له. الان واضح للجميع بان الغرب الديمقراطي لم يعد ذا صلة بما يجري في لبنان. ولهذا الفهم ايضا ساهمت اسرائيل بشكل غير مباشر عندما ساعدت الاسد، حامي وحليف حزب الله في لبنان على الخروج من دائرة العزلة الدولية بمجرد دخولها في محادثات سياسية معه.
وعليه، فان امام اسرائيل امكانيتي عمل مختلفتين تماما: السبيل الاول هو تكرار السلوك الاسرائيلي منذ الانسحاب احادي الجانب وحتى الحرب، أي عدم عمل شيء. متابعة ما يجري في لبنان استخباريا، الشكوى بين الحين والاخر الى الامم المتحدة – مع العلم ان ليس لهذا أي معنى عملي – والاستعداد للحرب القادمة والصلاة الا نفاجأ عندما تندلع.
المنطق في اساس هذا السبيل هو الرغبة في تأجيل المواجهة قدر الامكان، مع العلم انه في يوم اندلاعها ستكون أشد، والجبهة الاسرائيلية الداخلية ستكون اكثر انكشافا لنار اشد وحزب الله سيكون اكثر جاهزية للدفاع عن نفسه ضد سلاح الجو. الحجة المركزية لاصحاب هذا المفهوم هي انه لن يكون ممكنا تصفية حزب الله، وعليه يجب كسب الهدوء على مدى الزمن، وكلما كان الزمن اطول – يكون أفضل. وسواء من ناحية الجانب الاقتصادي الاسرائيلي ام من جانب الاستعداد العسكري.
فضلا عن ذلك، يقول المدافعون عن سبيل ضبط النفس ان اسرائيل لن تحظى بالعطف والدعم اذا ما هاجمت دون مبرر. تسلح منظمة ارهاب وعصابات في دولة سيادية وبموافقتها لا يشكل سببا مبررا لحرب في نظر العالم المتنور، بما في ذلك الولايات المتحدة.
السبيل الثاني هو الحرب الوقائية، أي محاولة استغلال ضعف حزب الله قبل أن يستكمل قواه، وضربه بمفاجأة. الهدف هو الوصول الى حسم في ميدان المعركة للتأكد من أن العالم سيمنع بعد هذه الحرب تسلح المنظمة.
افتراض المتبنين لهذا الرأي هو أنه اذا لم يتم وقف حزب الله الان فانه سيبتلع لبنان، بينما اذا ما ضربه الجيش الاسرائيلي بصعقة على ركبتيه فسيكون ممكنا تحول المنظمة الى عامل هامشي وخلق وضع جديد لا يكون فيه قادرا على ان يتسلح او ان يملي مواقفه على لبنان. الجهات الاخرى في لبنان ستشعر بانها أقوى، وعقب ضعف حزب الله ستستوعب قيمة العلاقات مع اسرائيل وتنجح في منع سيطرة شيعية راديكالية في لبنان.
من هذا التحليل ينشأ سؤالان مختلفان: الاول، ما هو السبيل الاسلم من زاوية نظر دولة اسرائيل؟ في السبيلين يوجد رهان، لدينا ما نخسره وما نربحه ايضا. السؤال الثاني اعمق، هل يوجد لدولة اسرائيل القيادة اللازمة للقرار في حرب وقائية وهل المجتمع الاسرائيلي مبني على قبول نتائج الحسم؟ حروب اسرائيل في العام 1956، في 1967 وفي 1982 كانت حروبا كهذه. هل يمكننا أن نكرر ذلك؟".. ختم عميدرور مقاله.
عملية اسرائيل الجراحية "نجحت" ولكن "المريض قد مات"!
أسفرت حرب تموز 2006 عن نظريات عسكرية جديدة، خاصة بالنسبة لسلاح الجو الأميركي الذي درس الحرب من زاوية أنها تشكل نموذجا لفشل استخدام القوة الجوية في مواجهة "التمرد".
رئيس تحرير مجلة "سلاح الجو الأميركي" روبرت دودني كتب تقريرا بحثيا حول الحرب بعنوان "الحرب الجوية على حزب الله" دافع فيها عن نظرية الحسم بواسطة سلاح الجو.
"من المشين اعتبار أنّ القوّة الجويّة الحديثة هي مجرّد نظريّة، إنّها واقع موجود".
في الثاني من آب 2006، صدر تقرير غربي تحت عنوان استفزازي "سقوط ادّعاءات السلاح الجوّي في لبنان". ويفيد التقرير أنّه في السّنوات الأخيرة اعتقد الخبراء أنّ اللجوء المكثّف للقوّة الجويّة هو الأسلوب الأضمن لكسب الحرب، بيد أنّ السلاح الجوّي الإسرائيلي المتفاخر لم يتمكّن من هزيمة حزب الله.
غير أن التقرير لم يعتبر أنّه لا قيمة للسلاح الجوّي الإسرائيليّ، بل أنّ فشله في إيقاف الهجوم الصّاروخي للميليشيا الشيّعيّة قد "أثار الشّكوك" حول "نظريّة" هذا السلاح.
متى كانت المرّة الأخيرة الّتي تمكّن فيها سلاح الجو الاسرائيلي من كسب حرب لوحده؟ أو حتّى سلاح الجو الأميركي؟إذا استطاعت حماقات كهذه أن تتحوّل إلى حكمة متعارف عليها، وهذا ما يظهر في العديد من المقالات والتحليلات الإعلامية المتواترة، فإنّ الضّرر الأمني قد يتعدّى حدود الشّرق الأوسط، وقد يعاني سلاح الجوّ الأميركي من صدمة قويّة، فالحرب في لبنان الّتي اندلعت في الثّاني عشر من تمّوز 2006 ساهمت بتوجيه الانتقادات إليه وذلك كتحدّ جديد لهذه القوّة الجويّة، نظراً لنقاط الشّبه بين السلاحين الجويّين الأميركي والإسرائيلي.
وتقوم فرق سلاح الجو الإسرائيلي الّتي يبلغ عددها واحدا وعشرين، بقيادة طائرات أف 15 وأف 16 واستخدام أسلحة دقيقة تعود لسلاح الجوّ الأميركي. ويلجأ السلاحان الجويّان إلى اعتماد تكتيكات متشابهة، لذا فإنّ أيّ ضعف يتمّ التماسه في أحدهما يدفعنا إلى التفكير بأنّه موجود في السلاح الآخر.
http://www.alintiqad.com/uploaded/studies/israelwarplans.jpgفي الواقع، لم يُظهر سلاح الجوّ الإسرائيلي أيّ ضعف، بل على العكس أثبت لكلّ من يرغب بالمعرفة عن قوّة هائلة. إذ استطاع طيّارو سلاح الجوّ الإسرائيلي أن يقطعوا طرق الإمداد السّوريّة والإيرانيّة لحزب الله، ودمّروا مجموعات ضخمة من البنية التحتيّة للميليشيا، وقطعوا طرق الهرب وقتلوا مئات المقاتلين وقضوا على قيادات كبيرة وأجروا مراقبةً جويّةً دقيقة.
بالتالي، عمّا دارت الانتقادات إذاً؟
يبدو أنّ الموضوع الأساس هو أنّ سلاح الجوّ الإسرائيلي لم يثبت "قدرته على الحسم"، وبالتحديد فإنّ هذا السلاح لم يتمكّن لوحده من هزيمة مقاتلي حزب الله، وهم أصحاب القدرة القتالية والتنظيم العاليين الّذين أمضوا ستّ سنوات في تحضير مواقع شديدة التّحصين.
إذا كان هذا هو المعيار، فإنّ ما من جيش حديث سيتمكّن من اجتياز هذا الاختبار، ويمكن لأحدهم أن يوجّه السّؤال التّالي لمطلقي الانتقادات: "متى كانت المرّة الأخيرة الّتي تمكّن فيها سلاح الجو الاسرائيلي من كسب حرب لوحده؟ أو حتّى سلاح الجو الأميركي؟".
فضلاً عن ذلك، لم يكن سلاح الجوّ الإسرائيلي يعمل لوحده، حتّى أنّ الصّحافي شارلز كروثامر قد يلوم إسرائيل على "اتكالها الفاشل على القوّة الجويّة لوحدها". بيد أنّ السلاح الإسرائيلي وقوّات العمليّات الخاصّة والوحدات البحريّة كانت تعمل منذ البداية.
في السادس من آب 2006، صرّح نائب رئيس الحكومة ووزير الدّفاع السّابق شيمون بيريز لمراسلة مجلة "نيوزويك" أنّ إسرائيل قد خطّطت "لاستخدام القوّة الجويّة والقوّة البريّة لأسباب مختلفة". وأضاف بيريز "لقد لجأنا إلى القوّة الجويّة لقصف مقرّات حزب الله الرّئيسية. ثمّ قرّرنا تدمير وسائل اتّصالاته. أمّا الآن، فنحن نستعين بالقوّات البريّة لضرب المقاتلين لأنّهم يخبّئون أسلحتهم في منازلهم وقراهم".
المهمّة الأساسية لواضعي النظريات العسكرية هي تصوّر استراتيجية مؤثّرة تدمج ما بين سلاحي الجوّ والبر وتكون صالحة لمواجهة الإرهاب في العصر الحديث قد ينكر البعض صفة "حسم" سلاح الجوّ الإسرائيلي للمعركة لأنّ مساهماته كانت برأيهم "هامشيّة"، ولكن من الصّعب الاقتناع بذلك. إذ نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" في السّادس من آب أيضا أنّه "في خلال الأيّام الستّة والعشرين الأولى من الحرب، شنّ السلاح الجوّي الإسرائيلي 8700 طلعة جويّة وقصف 4600 هدف. وتضمّن ذلك 260 مقرّاً رئيساً ومبنىً قياديّاً لحزب الله، فضلاً عن ستّين مخبأً وسبعين مخزن سلاح وثلاثين بنيةً تحتيّةً للحزب، وتسعين منصة صواريخ وخمسين جسراً يشكّلون طرق التواصل للحزب، وأكثر من مئة آليّة يشتبه بأنّها تنقل صواريخ أو عصابات".
بدوره، قال بيريز: "لقد قصفنا الطّريق المؤدّية من سوريا إلى لبنان حتّى لا يتمكّنوا من إرسال الصّواريخ. كما قصفنا المدارج في مطار بيروت حتّى لا تُحضر الطّائرات الإيرانيّة المؤن".
http://www.alintiqad.com/uploaded/studies/israelwarplansf15.jpgلقد استهدف سلاح الجوّ الإسرائيلي 1200 موقعاً لإطلاق الصّواريخ والطّرق المؤدّية إليها. وفي اليومين الأوّلين للحرب، تمّ القضاء على قسم كبير من قوّة حزب الله الصّاروخيّة المتوسطة والبعيدة المدى بالرّغم من بقاء آلاف صواريخ الكاتيوشا القصيرة المدى والمتحرّكة.
ثمّ تأتي مسألة الضّحايا المدنيّين وهي مشكلة خضعت للكثير من التحليلات مع ارتفاع معدّل الاتّكال على سلاح الجوّ. الشاهد الأوّل على ذلك هو الهجوم الجوي الاسرائيلي في الثّلاثين من تمّوز 2006 على بلدة قانا، والذي نجم عنه مقتل 28 لبنانيّا. آنذاك، أعلنت إسرائيل أنّ حزب الله استخدم البلدة لإطلاق الصّواريخ.
في السياق، أدان اللواء الأميركي المتقاعد روبرت سكايلز، وهو قائد ميداني ضليع، "ردّ الفعل المبالغ فيه لسلاح الجوّ الإسرائيلي".
إنّ احتقار سكايلز للقوّة الجويّة يبدو واضحاً ولكنه "غير منطقيّ". هل يعتقد سكايلز فعلاً أنّ اجتياحاً إسرائيليّاً واسعاً قد ينجم عنه عدد قتلى مدنيّين أقلّ؟ الجميع يعلم أنّ اعتداءً بريّاً طاحناً سيكون أسوأ بكثير.
وتبقى الانتقادات الموجّهة للعمليّات الجويّة الإسرائيليّة في ذاكرة الّذين تابعوا نجاحات سلاح الجوّ الأميركي في حرب الخليج في العام 1991 والحملة الجويّة على صربيا في العام 1999 وحرب أفغانستان في العام 2001 وحرب العراق في العام 2003. في هذه الحالات، يجادل بعض المؤيّدين للجيش بالقول إنّ "القوّات الموجودة على الأرض"، وليس الطّائرات والضربات المحدّدة، هي من حقّق معظم الانتصار الأميركي. والآن كما في السابق، الذي يشكّل ركيزة الانتصار هو بنية القوّة والميزانيّات.
من الواضح أنّ حملة سلاح الجوّ الإسرائيلي لم تحدّ من تهديد صواريخ حزب الله، ويجب القول إنّ القوّات البريّة الإسرائيليّة عجزت عن تحقيق ذلك أيضاًً. وكانت إسرائيل قد نشرت عشرة آلاف فرقة عسكريّة في الميدان لعدّة أسابيع وجاء التقدّم ثابتاً ولكن بطيئاً.
ولكن هذا لا يغيّر الواقع القائل إنّ حزب الله تلقّى صفعةً لن يتمكّن من معالجتها في أيّ وقت قريب، والفضل الكبير في ذلك يعود للقوّة الجويّة. ومن المشين اعتبار أنّ القوّة الجويّة الحديثة هي مجرّد نظريّة، إنّها واقع موجود وقد لا تكون كافيةً بحدّ ذاتها أو "حاسمة" بكلّ ما للكلمة من معنى.
توصيات جامعة سلاح الجو
بدورها، أصدرت جامعة سلاح الجو الأميركي في قاعدة ألاباما العسكرية جملة توصيات في سياق معالجتها لحرب تموز 2006 من زاوية استخلاص العبر من «الفشل الاستراتيجي» لسلاح الجوّ الاسرائيلي وتلمّس قواعد جديدة تناسب الحروب ضدّ العصابات.
من أجل تقويم أداء سلاح الجوّ الاسرائيلي، تدعو الدراسة إلى "إدراك أن أولئك الذي يناقشون في ما فعلته إسرائيل، أو الذين فضّلوا مقاربة مختلفة، يعتمدون على عقيدة وأفكار وخلفية وبواعث خاصة بهم؛ الكثير من الانتقادات الموجّهة للأداء والاستراتيجية الإسرائيلية لا تقوم على وقائع حصلت، ولكنها تعتمد على قضية سلاح جو منهك: سلاح الجوّ لا يمكن أن يحسم حرباً، وطيّار لا يمكنه إدارة جيش، فالطيّارون يرغبون دائماً في كسب الحروب واستبعاد القوات البرية".
وتكمل الدراسة أنه «بغضّ النظر عمّا يظنّ الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو أنّه دمّر في 12 تموز 2006، وبغضّ النظر عن حجم الإنجازات العسكرية في تدمير قوّة حزب الله الصاروخية، نحن أمام حرب مفصلية على صعيد حجم الدمار والتآكل (الاستنزاف) في القدرات. والمهمّة الأساسية لواضعي النظريات العسكرية هي تصوّر استراتيجية مؤثّرة تدمج ما بين سلاحي الجوّ والبر، وتكون صالحة لمواجهة الإرهاب في العصر الحديث".
استنتاجات
ـ «كلّ حرب في العصر الحديث لها قصّتها المعقّدة والسجاليّة؛ عاصفة الصحراء كانت تطبيقاً لمفهوم التكنولوجيا الحديثة ودقّة سلاح الجوّ. بالنسبة للبعض أثبتت حرب الخليج الأولى أنّ القصف الاستراتيجي لا ينفع، وأن على القوّات البرية إنجاز العمل واحتلال الأراضي.
لقد كانت الحملة الجوية في كوسوفو عام 1999 الحرب الوحيدة التي ربحها سلاح الجوّ، إذا تجاهلنا أن المخاوف من حرب برية قد دفعت بسلوبودان ميلوسوفيتش لتنفيذ ما هو مطلوب منه. أما عملية الحرية للعراق (غزو العراق عام 2003) فأطاحت نظرية الصدم والرعب بسبب التقدير غير الدقيق لنصر غير مكتمل.
http://www.alintiqad.com/uploaded/studies/israelwarplansmk.jpgـ "خيّبت حرب 2006 الآمال مقارنة مع الحروب السابقة. وصف حزب الله ثباته في وجه الهجوم الإسرائيلي بأنه نصر إلهي، معلناً أنه يعيد التسلّح وأنه أقوى من أي زمن مضى سياسياً وعسكرياً. وكذلك زعمت الحكومة الإسرائيلية أن الحرب أعظم نصر عسكري وسياسي في تاريخ إسرائيل. إن الزعم أن إسرائيل أنجزت ما كان يجب عليها إنجازه في حرب تموز 2006 هو كالقول إن العملية (الجراحية) نجحت ولكن المريض قد مات".
ـ قد يكون أداء سلاح الجو الإسرائيلي في هذه الحرب «رائعاً، وقد يكون الجيش الإسرائيلي قد أنجز بالفعل تحولات صعبة على الصعيد الداخلي في خضم الحرب، ولكن مقارنة مع الأهداف الإسرائيلية، لم يتم إطلاق سراح الجنديين أو إنقاذهما، لم تُكبح صواريخ حزب الله (ولا حتى تلك البعيدة المدى)، أفرزت الهجمات الإسرائيلية انتقادات واسعة، القوات البرية اهتزت في مقابل عدو مقتدر ومجهز تجهيزاً جيداً".
ـ "لقد قاتلت إسرائيل خصماً لا يتحدّى وحسب معايير الحرب التقليدية، ولكنه أثبت أنه معقَّد ومستعدّ، ما يدفع إسرائيل (وبالتالي الولايات المتحدة) إلى السعي وراء مقاربات عسكرية مختلفة لإيجاد سبيل مؤثرة لمحاربة الإرهاب. إن تقويماً صادقاً لأخطاء إسرائيل يتطلّب التسليم بأن القيادة السياسية الإسرائيلية سعت منذ البداية وراء أهداف محقة لاستخدام سلاح الجو في هجوم استراتيجي:
1. إنّ المقاربة المركزية لدور سلاح الجو قابلتها قوّة العدو، وخاصّة بالنظر إلى اندماج حزب الله في المجتمع المدني اللبناني وحجم البنية التحتية التي بناها شمالي نهر الليطاني (بعيداً عن متناول القوات البرية الإسرائيلية).
2. إنّ إدراك معاني الحرب البرية التقليدية كان خارج إطار التحديث في المفهوم الإسرائيلي (أي أصبح المفهوم متخلّفاً) مقارنة مع طبيعة العدو أو الالتزامات التي كان القادة الإسرائيليون يسيرون بها.
3. لقد اتُّخذ القرار باستخدام سلاح الجو بسهولة بسبب عدم جهوزية سلاح البرّ.
وتختم الدراسة الاستنتاجات بالآتي: «إنّ المساواة بين مقاربة عسكرية مؤثّرة وعجرفة سلاح الجوّ أمر خاطئ. يناقش قادة إسرائيل، كما هي حال الولايات المتحدة في حربها العالمية على الإرهاب، بأنهم يواجهون عدوّاً جديداً ومختلفاً (دولة داخل دولة)؛ عصابة مجهزة جيداً تتحصّن بالمدنيّين. وحين جاءت ساعة الحساب في العام 2006، رسم الجيش الإسرائيلي خطّة تقليدية مُفتَرِضاً احتمال هزيمة حزب الله، وحتى إزالته، من خلال الدمار والاستنزاف. في مكان ما، علمت إسرائيل أن حزب الله مسلّح تسليحاً جيداً وأنّه قوّة متجذّرة ولها شعبية ضخمة في الجنوب اللبناني، ولكنها تغنّت بالتغييرات التنظيمية في هيكلية الجيش منذ عام 2000، ما وفّر صلاحيات أوسع لرئاسة الأركان وقيادة القوات البرية. وهذا الأمر تحقّق على حساب القيادة الشمالية وقيادات فيالق الجيش. إن تقويماً عادلاً لحرب تموز 2006 هو أن إسرائيل اختارت تدمير أقصى ما تستطيع في مهلة زمنية قصيرة في محاولة لكسب الوقت لمصلحة أمنها. إنّ إخفاق سلاح الجو في حرب تموز 2006 كان فشلاً استراتيجياً كبيراً في استخدام القوة في مواجهة الإرهاب. لقد أثبتت الحرب الحاجة إلى عملية انتقالية من المستوى التقليدي إلى أساليب (مناهج) حربية جديدة لمكافحة الإرهاب في المستقبل".
الخلاصة النهائية: "لقد فشلت إسرائيل في سرد قصّتها عن سلاح الجوّ".
"الواشنطن بوست" : نتائج حرب تموز 2006 كانت كارثية على "إسرائيل"
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006 أصبحت الآن من أهم القضايا في وزارة الحرب الأميركية التي تدرس طريقة القتال الأميركية المستقبلية في ظروف مماثلة.
وأضافت الصحيفة ان نتائج حرب تموز 2006 كانت كارثية على "إسرائيل"، ما دفع بعض المسؤولين العسكريين الأميركيين إلى التحذير من خطورة مواجهة الولايات المتحدة لظروف مماثلة لما تعرض له جيش الإحتلال الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة بعثت عشرات الخبراء إلى "إسرائيل" لمقابلة ضباط إسرائيليين شاركوا في الحرب كما أنفقت ملايين عدة من الدولارات لصنع مقلدات تحاكي البيئة التي قاتل فيها حزب الله في الجنوب اللبناني وطريقة قتاله.
وقالت الصحيفة إن الخسارة الإسرائيلية الكبيرة في الجنوب اللبناني أثارت قلق المسؤولين العسكريين الأميركيين ووضعتهم في حيرة بخصوص الخطوات الواجب إتباعها لعدم الوقوع في خسارة كبيرة كتلك التي تعرض لها الإسرائيليون مشيرة في الوقت نفسه إلى الخلافات في الوسط العسكري الأميركي حول هذا الأمر.
وقالت الصحيفة إن عدداً من الخبراء أكدوا ضرورة استعداد الولايات المتحدة لخوض مثل هذا النوع من الحروب في حين حذر البعض الآخر من أن الاستعداد لمثل هذه المعارك سيضعف الأداء الأميركي في الحروب التقليدية.
وفي السياق نفسه قالت الصحيفة إن الخسائر التي ألحقها حزب الله بجيش العدو الإسرائيلي المجهز بأحدث الأسلحة وقدرة أفراد الحزب على استخدام أنظمة الصواريخ الموجهة والمعقدة المضادة للدروع وقدرته على الصمود في الأرض التي يقاتل بها حتى في المعارك التي دامت لأكثر من 12 ساعة متواصلة والتشويش على أنظمة الاتصالات الإسرائيلية وضرب البارجة الإسرائيلية المتطورة ساعر 5 أذهلت الخبراء العسكريين الأميركيين ودفعت بالبعض إلى التحذير من دخول الولايات المتحدة في مثل هذه الحروب على الأقل في الوقت الراهن.
قضــــــــــــ وقدر ـــــــــــاء
2012-06-09, 18:34
السلام عليكم
رجال المقاومة اللبنانية لحزب الله
هم الوحيدون الذين أشفوا غليلنا
بما ألحقوه من ذل وعار وخسائر للكيان الصهيوني
لعنة الله عليه
من فعل هذا غيرهم؟
من لديه الإجابة فليتفضل
تحياتي لصاحب الموضوع
عصام الجيجلي
2012-06-09, 18:42
أطفال المجوس
http://www13.0zz0.com/thumbs/2012/06/09/17/152719351.jpg
http://www13.0zz0.com/2012/06/09/17/780708813.jpg
عصام الجيجلي
2012-06-09, 18:45
http://sphotos.xx.fbcdn.net/hphotos-ash3/p480x480/542011_303971216348637_215941131818313_713876_1226 597421_n.jpg
أسامة المسيلي
2012-06-09, 19:34
يجري الجيش الصهيوني تدريبات موسعة للواء "جفعاتي" في مناورات تحاكي شن هجوم بريّ على الأراضي اللبنانية، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية. وقالت الصحيفة إن التدريبات أُجريت في معسكر "الكيام" الواقع وسط الأراضي المحتلة، وتضمنت التعامل مع تضاريس لأراضٍ تشبه إلى حد كبير قرى جنوب لبنان. كما جرى إعداد خنادق ومخابئ أرضية مشابهة لما يُعده حزب الله بحسب فرضيات العدو الصهيوني. وتم نشر قوات من القناصة ووحدات الصواريخ وكأنها معدة لاستهداف الكيان، فيما تقدمت وحدات لواء "جفعاتي" بحسب سيناريو يفترض وجود قرار من قيادة جيش العدو بالتحرك البري باتجاه الجنوب اللبناني وتخطي الحدود.
وتابعت هآرتس أن القوات المشاركة تقدمت إلى معكسر جرى تجهيزه وفقاً للتصور الموجود لدى الجيش الصهيوني عن تجهيزات حزب الله وكيفية انتشار عناصره في القرى الجنوبية.
وتهدف هذه التدريبات إلى الإبقاء على وحدات الجيش على أهبة الاستعداد للحرب القادمة، وخلق حالة معنوية تمكن الجنود الصهاينة من خوض المعارك.
http://www3.almanar.com.lb/edimg/2012/MiddleEast/Zionist/Military/drills.jpgهذا ويقر بعض قادة لواء "جعفاتي" بأن الواقع قد يكون مختلفا عما يجري من إعداد وتدريب تماماً كما حدث في حرب تموز 2006. وتنقل الصحيفة الصهيونية عن عدد من الضباط بأن الحرب القادمة مع لبنان ستكون مختلفة عن سابقاتها، ويتحدث البعض منهم عن حرب قصيرة الأمد يكون لسلاح الجو فيها دوراً بارزاً كما في السابق، بالتزامن مع تحرك سريع للقوات البرية لفرض سيطرة مؤقتة على المناطق التي تنطلق منها صواريخ المقاومة نحو العمق الصهيوني.
وتشير تقديرات جيش العدو الصهيوني إلى وجود 60 ألف صاروخ بحوزة حزب الله ستكون موجهة بالكامل نحو عمق الكيان الصهيوني، وتابعت: في حال اندلعت الحرب فإن هذه الصواريخ سوف تبدأ بالتساقط على "إسرائيل".
يُذكر أن لواء "جفعاتي" تم تشكيله عام 1983 بعد مرور عام على اجتياح لبنان عام 1982، بهدف إعداد عناصر اللواء للدخول إلى الأراضي اللبنانية والاستعداد للحروب القادمة، خاصة أن غالبية الجنود والضباط في هذا اللواء لا يوجد لديهم معرفة حقيقية بطبيعة الأرض اللبنانية.
إن شاء الله تعالى ستباد قوات النخبة الصهيونية من أي لواء كانت على أيدي رجال المقاومة اللبنانية الباسلة
فالمقاومون ينتظرون الجنود الصهاينة على أحر من الجمر
اللهم انصر الإسلام و المسلمين
جرح الايام
2012-06-10, 14:40
تضحكني كلمة انتصار المقاومة الوهمية التي صنعتها قناة المنار
ماذا تحقق من انتصار ؟؟
اليهود سحقو البنية التحتية حتى ان الخنزير حسن نصر الات يسترجي امير قطر
لمساعدتهم في اعادة اعمار الجنوب
قتل 1000 لبناني لم اقل استشهد لاني لااعلم ديانتهم
وقتل 500 من مقاتلين حزب الات
بالجانب الاخر دمرت دبابتين اسرائليتين وقصف حزب الات المواطنين العرب في اسرائيل
وجعل منها نصر يتغنى به ويضحك بها على العقول الساذجه
رحم الله بطل وشهيد الامة الحق خطاب العنزي قاهر الروس هذا هو بطل الامة
وباقي رفاقه من الذينا لقنو الروس درس يعانون منه الى يومنا هذا
وهاهم الان يخافون من حكم اهل السنة لانه يعلم من هم اهل السنة المجاهدين الابطال
ولامكان للمقاومة المزيفة حتى فلسطين بصقت على صورة الجزار بشار وحزب الات
المرتزق الطائفي القذر ... انتهى
"مساعدات" واشنطن "الذكية" لتل أبيب لم "تقتل أي قيادي في حزب الله"
لم توفر اسرائيل في حرب تموز سلاحا في ترسانتها المعززة أميركيا الا واستخدمته، الى درجة أن مخزون القنابل لديها نفد في منتصف الحرب، فسارعت الولايات المتحدة الى سد الحاجة الاسرائيلية عن طريق بريطانيا.
http://www.alintiqad.com/uploaded/studies/gbu16.jpgومنذ انتهاء عملية عناقيد الغضب الاسرائيلية ضد لبنان في العام 1996 وحتى مطلع العام الحالي، بلغت القيمة المعلنة لصادرات الأسلحة الأميركية الى اسرائيل 10 مليارات و190 مليون دولار. وفي العام 2005 وحده، بلغت قيمة المعدات العسكرية الاميركية المرسلة الى تل أبيب مليارين و760 مليون دولار، بالاضافة الى 629 مليون دولار في شكل خدمات صيانة وتدريب.
أما عن "المساعدات" العسكرية الأميركية الى اسرائيل، فبلغت قيمتها، منذ مطلع الألفية الثانية وحتى الآن، 17 مليارا و49 مليون دولار، عدا عن مبلغ مليارين و460 مليون دولار أقره الكونغرس الأميركي للعام 2007. مع الاشارة هنا الى أن آلية استيراد السلاح من الولايات المتحدة ـ بالنسبة لكل دول العالم ـ تمر عبر البنتاغون أولا، إلا في حالة اسرائيل حيث ترتبط المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بصلات مباشرة بشركات تصنيع الاسلحة الأميركية.
كما يمنع القانون الأميركي اجراء أي عقد لبيع أسلحة بين دولة وشركة أميركية اذا ما كانت قيمة المبيعات تقل عن الـ100 ألف دولار، الا في حالة اسرائيل التي لها الحق، بموجب الاتفاقات الثنائية، بشراء أسلحة بقيمة أقل من ذلك.
من جهة اخرى، فان اعتماد اسرائيل على العتاد الاميركي يعني الحاجة الدائمة الى الصيانة والخدمات الاميركية لتأمين أعلى مستوى ممكن من الاداء.
يمكن ملاحظة هذا الواقع في اليوم الثالث للحرب الاسرائيلية ضد حزب الله، حين دعمت وكالة التعاون الامني في وزارة الدفاع الاميركية طلبا اسرائيليا لشراء فيول للطائرات الحربية بقيمة 210 ملايين دولار. فمن المعلوم ان كمية مماثلة من الفيول لن تُسلم فورا، ولكنها ستسمح لاسرائيل في استبدال فيول الطائرات، التي كانت تقصف ضاحية بيروت، في أسرع وقت ممكن.
http://www.alintiqad.com/uploaded/studies/jdam.jpgعلّق البنتاغون على الصفقة بالقول إن "عملية بيع الكمية المطلوبة من الفيول جي بي-8 ستسمح لاسرائيل بالحفاظ على قدرة وكفاءة طائراتها. سيُستهلك هذا الفيول في الطائرات التي تُستخدم للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. ولن تجد اسرائيل صعوبة في استهلاك الكمية الاضافية من الفيول".
وقد تنوعت الأسلحة الأميركية الصنع المستخدمة في الحرب من اسطول سلاح الجو الاسرائيلي الذي وقع على عاتقه خوض نصف الحرب من خلال 15 الف غارة جوية، بسبب التردد في زج القوات البرية، الى القطع البحرية التي تلقت ضربات موجعة فالمدرعات والدبابات التي تحولت الى أهداف ـ اختبارات لـ"مفاجآت" كان يطل بها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بين الفينة والأخرى.
سلاح الجو
اعتمدت اسرائيل بشكل كبير على طائرات " أف 16" الأميركية الصنع وتلك المحلية "كفير"، فضلا عن طائرات الاستطلاع ومختلف "المركبات الطائرة" التي لا تفارق سماء لبنان، علما أن الطائرات الاميركية الصنع في الاسطول الجوي الاسرائيلي، الذي استخدم معظمه في لبنان، تشمل:
236 طائرة حربية طراز "أف-16" صنعتها شركة "لوكهيد مارتن"، 89 طائرة حربية طراز "أف-15" صنعتها شركة "بوينغ"، 39 مقاتلة طراز "إي-4" صنعتها شركة "نورثروب غرانمان"، خمس طائرات طراز "سي ـ130" مخصصة للنقل، 11 مروحية "سي ـ47" للنقل، 7 طائرات طراز "بي ـ 707" للنقل، ثماني طائرات طراز "غالفستريم جي ـ 550" للنقل، 22 طائرة "سيسنا"، 26 طائرة طراز "تي أي ـ 4" للتدريب، 95 مروحية طراز "كوبرا"، 41 طائرة شراعية بحرية، 48 مروحية "بلاك هوك"، 77 مروحية "بيل".
أما على صعيد طائرات التجسس، فقد ذكرت مصادر اعلامية غربية أن اسرائيل استخدمت طائرة التجسس الأميركية "اواكس". كما تجدر الاشارة الى تحليق مناطيد عدة وما يعرف باسم "بومبارديير" في أجواء لبنان ابان الحرب.
أما عن المروحيات الاسرائيلية، فهي اعتمدت بالدرجة الأولى على مروحية أباتشي الأميركية الصنع. كذلك، مروحيات مطورة من طراز "اباتشي لونغبو" المجهزة بأنظمة دفاع ذاتي واتصالات اسرائيلية كانت استلمتها تل ابيب من واشنطن قبل سنة من الحرب، وتم نقلها إلى قاعدة "رامون" الجوية في صحراء النقب. وتبلغ كلفة مروحية واحدة من هذا الطراز نحو 200 مليون دولار.
أما عن خصائصها فهي تمتاز بسرعتها التي تصل الى 265 كيلومترا ومدى 500 كيلومتر. يقودها طاقم مؤلف من طيارين اثنين، وهي مجهزة بصواريخ جو ـ ارض من طراز "هيلفاير" مسيرة بالليزر، وقذائف ومدفعية رشاشة من عيار ثلاثين ميلليمترا.
معونات التدمير
http://www.alintiqad.com/uploaded/studies/spicebombs.jpgبعد مرور 9 أيام على الحرب، ونتيجة لعدم قدرة الصواريخ والقنابل الاسرائيلية، بالرغم من غزارتها، على "قتل أي قيادي في حزب الله"، تصدت الولايات المتحدة لمساعدة اسرائيل في مواجهة جنوب لبنان والضاحية الجنوبية، فقررت ارسال 100 صاروخ من نوع GBU-28 على جناح السرعة إلى إسرائيل، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
حينها، كشفت صحيفة "غلاسكو هيرالد"، وهي الصحيفة الأولى في اسكتلندا، أن الصواريخ المئة هي جزء من صفقة تتضمن 500 صاروخ دقيق التصويب كانت الغاية الأساسية من اقرارها هي تمكين إسرائيل من توجيه ضربة استباقية على ايران ومنشآتها النووية عندما تدعو الحاجة لذلك، علما أن هذه الصواريخ المسماة أيضا BUNKERS BUSTERS والتي يتم توجيهها بالأقمار الإصطناعية والليزر، وبالاضافة إلى قدرتها التدميرية العالية، تحمل أنواعا مختلفة من المواد العالية القدرة على التفجير وقادرة على ترك آثار سامة في محيطها، وخاصة أن وزن القذيفة المماثلة يصل الى الفي كيلوغرام، وهي تُطلق من طائرات "اف 15" الأميركية أيضا، بهدف اختراق التحصينات والملاجئ بعمق يصل الى ستة أمتار في الاسمنت أو 30 مترا في التراب.
كذلك قدمت واشنطن كميات من القذائف والصواريخ تشمل: 350 قذيفة عيار 155 ميلمتر، 60 مدفع هاون متعدد الرؤوس، 444 صاروخ بحر- بحر طراز هاربون.
أما ذخيرة سلاح الجو فشملت القنابل "الذكية" و"الموجهة" والعنقودية.
القنابل الذكية
تحتوي القنابل العادية على المواد المتفجرة داخل حاوية موصلة مع دائرة كهربائية يتم ضبطها بساعة لتغلق مفتاح الإشعال عند الاصطدام بالهدف. وتشتعل المواد الشديدة الانفجار فينتج ضغط عال ودرجة حرارة مرتفعة تؤدي الى تدمير المنطقة المحيطة من خلال تطاير المواد الصلبة المكوّنة للقنبلة. وهذه القنابل لا تضم نظام توجيه أو تحكم عن بعد، وانما تنفجر عند ارتطامها بالأرض. أما القنبلة "الذكية" فهي تحتوي على:
- نظام المستشعرات الالكترونية.
- كمبيوتر التحكم وتوجيه القنبلة.
- أجنحة الطيران والتوجيه.
- بطارية تزويد الأجهزة الالكترونية للقنبلة بالطاقة الكهربائية.
ويمكن حصر أهم القنابل "الذكية" التي استخدمتها اسرائيل في حربها على لبنان بالآتي:
بوباي (AGM-142 Popeye):
هو صاروخ جو - أرض مباعد من صنع أميركي بمشاركة هيئة الصناعات العسكرية الاسرائيلية "رافائيل". يمتاز بفعاليته ضد التحصينات ويستخدم طرق توجيه متعدّدة إما بالتصوير بالأشعة ما دون الحمراء، او بالتلفزيون.
يمكن اطلاق هذا الصاروخ من الطائرة ف-4 (F-4)، ف-15 (F-15)، ب-52 (B-52) ف-111 (F-111).
الميزات العددية:
- الطول: 480 سم.
- الباع: 200 سم.
- البدن: 52 سم.
- الوزن: 1380 كلغ.
- نوع التوجيه: التصوير بالأشعة ما دون الحمراء IIR، بالتلفزيون TV، وصلة بيانات.
- المدى: اكثر من 110 كلم.
"هاف لايت" Have Lite :
هو صاروخ جو - أرض موجّه بدقة، تسوقه شركتا "لوكهيد مارتن" الأميركية وهيئة الصناعات العسكرية الاسرائيلية "رافائيل". يتم استخدامه لاصابة أهداف
(تحصينات، منصات صواريخ, جسور, سفن) على مسافات بعيدة.
يمكن برمجة هذا الصاروخ ليحلّق في مسارات أفقية وعمودية مختلفة، وليستعمل التوجيه المستقل في منتصف المسار بالاعتماد على الملاحة الجمودية بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي "GPS"، ومن ثم يستقر الصاروخ على الهدف مستخدماً اداء عالياً للباحث بالتصوير بالأشعة ما دون الحمراء، وبالتلفزيون.
http://www.alintiqad.com/uploaded/studies/havelite.jpgالميّزات العددية:
- الدفع: الوقود الصلب.
- الطول: 424 سم.
- القطر: 53 سم.
- الباع الافقي (الأقصى): 152 سم.
- الباع العمودي: 107 سم.
- الوزن الكلي: 1125 كلغ.
- وزن الرأس الحربي (الخارق أو المشظّي): 454 كلغ.
- المدى المباعد: اكثر من 50 ميلاً بحرياً.
- الدقة: أقل من ثلاثة أمتار.
- يعمل في الليل بفضل التصوير بالأشعة ما دون الحمراء، ونهاراً بالتلفزيون.
- التحكم بالمسار: مبرمج للتحليق عمودياً وأفقياً ولزوايا المأثر.
سبايس (Spice) مجموعة التوجيه الدقيق المباعد للذخيرة (PGM):
مشتقة من بوباي (Popeye)، وبإمكانها تجديد المعدات الحربية الموجودة الى أسلحة جو - أرض موجّهة بدقة عالية.
سبايس هو قنبلة مستقلة ذات ذخيرة بتوجيه عالي الدقة (PGM)، وتتضمن توجيهاً الكترو - بصرياً مستقلاً مع توجيه بواسطة الأقمار الصناعية.
الميزة الوحيدة التي تتميّز بها هذه القنبلة عن غيرها من القنابل المباعدة التقليدية هي قدرتها على استخدام ملاءمة المشهد بواسطة تحميل مسبق لعدة صور للهدف ومقارنتها مع الصورة الكهرو - بصرية التي تلتقطها القنبلة لحظة توجهها نحو الهدف.
كذلك، تعمل هذه القنبلة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي "GPS".
http://www.alintiqad.com/uploaded/studies/gbu.jpgتحلّق هذه القنبلة بسرعة 0,9 (ماخ) في جميع الظروف المناخية، وتمسح المنطقة المراقبة، وتقارنها باستمرار مع بنك الأهداف المحمّل مسبقاً على حاسبها الآلي. وعندما تتطابق صورة هدف من البنك مع صورة هدف في الوقت الحقيقي، يوجّه الباحث الموجود على متن القنبلة الى الهدف.
يبلغ مدى إسقاط سبايس الفعلي ستين كيلومتراً، ما يسمح للطائرة الهجومية بتدمير الهدف من دون أن تدخل في بقعة الخطر، وبإمكان اي طائرة ان تحمل عدة انواع قذائف وتختار الأهداف في أثناء تحليقها.
قنبلة جدام (JDAM):
أميركية الصنع. اسمها هو اختصار لـ"ذخيرة الهجوم المباشر المشترك".
تتمتع بمجموعة ذيلية توجّه بمعطيات الأقمار الصناعية، وصفيف من ألواح هيكلية تحسن زاوية الانزلاق. أما نموذجها الأساسي فهو قنبلة "GBU-31" برأس حربي تختلف زنة قنبلته بحسب الحاجة.
هذه المجموعة الذيلية تحوّل القنابل التقليدية "الغبية" إلى قذائف "ذكية" يمكن استخدامها حتى في الطقس الرديء. ويُعتقد أن دقتها في التصويب تقل عن عشرة أمتار عن الهدف. ولها نظام إرشاد مدعوم بنظام تحديد المواقع "GPS" بالأقمار الصناعية، وكمبيوتر للتحكم بأجنحة الطيران.
علما أن نظام "GPS" يستقي معلوماته عن موقع الهدف من الأقمار الصناعية ويحولها الى الكمبيوتر ليتم التحكم بأجنحة الطيران، وهذا يجعل القنبلة تهبط بنفسها على الهدف الذي تحمل إحداثياته من دون أن تعيقها الغيوم والسحب والغبار أو ما شابهها.
نظام بايفواي:
يتوافر في عائلات أربع هي: بايفواي 1 - 2 - 3 - 4، وبعدة أوزان منها:
- GBU - 22/B يزن 226 كيلوغراما، ويستخدم الرأس الحربي MK 82.
- GBU - 24/B يزن 907 كيلوغراما، ويستخدم الرأس الحربي MK 84.
- GBU - 24 A/B, B/B يزن 907 كيلوغراما، رطل ويستخدم الرأس الحربي الخارق BLU-109.
- GBU - 28 يزن 1814 كلغ، ويستخدم الرأس الحربية الخارق BLU-113. وهذا الأخير معروف باسم Bunker- Buster وقد طلبته اسرائيل من الولايات المتحدة خصوصا لدك أهداف مفترضة تحت الأرض في الضاحية الجنوبية لبيروت.
يتم توجيه هذه العائلة من القنابل المختلفة الأوزان نحو الهدف بأشعة الليزر، ويجري التحكم بها بالزعانف والجنيحات المركبة في مقدّمها ومؤخرتها التي تشكل سطوحاً انسيابية. وتختار الهدف المطلوب قصفه إما الطائرة حاملة القنبلة، أو طائرة اخرى مرافقة او مراقب أرضي في حالات قليلة.
تُرسل الطائرة المقاتلة أشعة الليزر نحو الهدف وترتد عنه مُشكلة مخروطاً مقلوباً، فتُسقط الطائرة المهاجمة القنبلة في المخروط. يتعرّف كومبيوتر القنبلة الى الهدف ويقوم بمعالجة المعلومات ويحسب الكترونياً توجيهات التحكم المناسبة لإرسالها الى السطوح الانسيابية المتحركة لتقوم بالتعديلات اللازمة في مسار القنبلة نحو هدفها، وما ان يتم تصويب أجهزة الليزر على الهدف حتى تحافظ القنبلة على وضعها حتى لو تحرّك الهدف أو مصدر الليزر من مواقعهما. غير أن القنبلة تحتاج الى تحديد مستمر للهدف، أي أن يظل مضاءً بأشعة الليزر في جميع الأوقات حتى اللحظة الأخيرة وإلا فإنها ستضل طريقها. وبإمكان الغيوم والدخان والضباب أو حتى المطر الغزير عرقلة أو حجب رؤية المخروط المنعكس الباهت، ما يؤدي الى عدم اصابة القنبلة للهدف.
القنابل العنقودية
http://www.alintiqad.com/uploaded/studies/clusterbomb08.jpgهي عبارة عن قنابل ضخمة الحجم تنشطر الى عدد هائل قد يصل الى المئات من قنابل أصغر حجماً وشديدة التأثير. وهناك الكثير من أنواع القنابل العنقودية يصل الى 208 أنواع. وعلى الرغم من هذا العدد الهائل إلا أن كيفية عملها متشابهة، لكنها تختلف من حيث الحجم وكيفية الاطلاق، اذ يمكن إطلاقها كقذائف صاروخية باستخدام المدفعية الأرضية، كما يمكن إسقاطها على الأهداف المختلفة من الطائرات.
أما القذائف التي استخدمتها اسرائيل في جنوب لبنان، فهي عبارة عن مقذوفات مدفعية اميركية الصنع من طراز "أم 483" عيار 155 ملم، ويحمل المقذوف الواحد أربعاً وستين قنبلة من طراز "أم 42" وأربعاً وعشرين قنبلة من طراز "أم 46".
تتكوّن القنبلة العنقودية من ثلاثة أجزاء رئيسية هي غلاف معدني خارجي يختلف حجمه وشكله باختلاف نوع القنبلة وطريقة إطلاقها أو إسقاطها. ويتصل بالذيل أربع من الزعانف تعرف باسم الموزع التكتيكي، مهمته نشر القنابل الأصغر حجماً الموجودة داخل ذلك الغلاف، سواء كان ذلك الغلاف صاروخاً أطلقته المدفعية الأرضية أو مقذوفاً من طائرة. ويتم مسبقاً ضبط الارتفاع الذي تفتح فيه أغطية القنابل الأصغر حجماً من بين عشرة خيارات تراوح بين مئة وألف متر. وتوجد تلك القنابل الأصغر حجماً مغلّفة داخل الجسم المعدني الخارجي. وعندما يصل الصاروخ أو المقذوف الى الهدف أو الارتفاع المحدّد له ينفتح الغلاف المعدني الخارجي وتخرج منه القنابل الأصغر حجماً. وتقوم زعانف الذيل للجسم الخارجي بتدوير القنابل الأصغر حجماً في أثناء سقوطها. وتتغيّر سرعة الدوران ست مرات في مراحل السقوط وقد تصل الى 2500 لفة في الدقيقة.
تنتشر القنابل على منطقة توازي مساحتها عادة 200×400 متر. وكلما زاد الارتفاع الذي تنفتح عنده تلك الصواريخ أو المقذوفات وزادت سرعة دوران القنابل الأصغر، زادت مساحة الأرض المستهدفة بتلك القنابل.
أما القنابل الأصغر حجماً الموجودة داخل الغلاف المعدني الخارجي فهي تشبه العلب المعدنية، وارتفاع الواحدة منها عشرون سنتمترا وقطرها ستة سنتيمترات. لها غطاء ينفصل تلقائياً ويخرج من تحته شريط من القماش أو النايلون يعمل كمظلة يقلل من سرعة القنبلة ويعدل من وضعها بحيث تسقط على الأرض بشكل عمودي لتكتسب قوة ارتطام تكفي لتفجيرها، فهي تحتاج حتى تنفجر ان ترتطم بالأرض أو بجسم صلب بزاوية تراوح غالباً بين 65 و90 درجة. أما إذا ارتطمت بالأرض بزاوية غير مناسبة، أو هبطت فوق مستنقعات أو أرض شديدة الرخاوة أو مسطحات مائية أو تعلّقت شرائطها بالأشجار، فإنها لا تنفجر على الفور وتصبح ألغاماً تصيب المدنيين لاحقاً.
يضم بعض الأنواع الأحدث من القنابل العنقودية مثل "CBU 103" تقنيات حديثة في منطقة الذيل تساعد على تصحيح حركة القنابل، وتعويض تأثير الرياح على اتجاه القنابل حتى تصل الى هدفها المحدّد في حال وجود رياح شديدة. وتمثل تلك القنابل الأصغر الموجودة داخل الصاروخ خطراً ثلاثياً داهماً على الأفراد والمركبات العادية والمدرّعة، فالقنبلة "BLU-97" مثلاً تسبب دائرة انفجار قطرها ستة وسبعون متراً، وتحمل شحنة من المتفجرات ذات شكل يسمح لها باختراق دروع الدبابات والسيارات المدرعة الى عمق 17 سم. أما غلافها فيتشظى عند الانفجار الى 300 من الأجسام المعدنية المدبّبة والحادة السريعة الانطلاق التي يمكنها أن تصيب الأفراد على بعد 150 متراً.
كما ان لهذه القنابل تأثيراً حارقاً يتمثل في وجود مادة "زركونيوم" الحارقة مع المادة المتفجرة في القنبلة التي تنشر شظايا ملتهبة شديدة الاشتعال قادرة على إشعال النيران في أي مركبات قريبة، ما يجعل هذه القنابل سلاحاً متعدد التأثير. وبعض هذه القنابل مزوّد بأجهزة كشف حراري بحيث يتعقب المركبات ويهاجمها، والبعض الآخر يستهدف الأفراد أو يستعمل لنشر الألغام. وبإمكان شحنة المتفجرات في هذه القنابل اختراق مدرّعة تبلغ سماكتها حوالى 17 سم.
دراسة: تكاملية قوى المقاومة ضرورة لتحقيق النصر
إعداد: الباحث الدكتور محمد احمد جميعان (*)
نحو مقاومة متكاملة وفاعلة ومقتدرة:
للنصر مقومات مادية ومعنوية ظاهرة يقدرها ويلمسها البشر وأخرى باطنة غائبة او غيبية تتعلق بالقناعات العقائدية التي لا يمكن تقديرها لأنها ترتبط بالخالق عز وجل إذا قد يحدث النصر رغم قصور المقومات الظاهرة ، عندها نطلق على هذا النصر ( نصر الاهي ) لعجزنا عن كشف أسباب النصر كاملة بل إن الأسباب الظاهرة أحيانا قد توحي بالهزيمة أو عدم تحقيق النصر على ابعد تقدير .
ولكن الله عز وجل اخبرنا بان نأخذ بالأسباب " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم .." والإعداد هنا يشمل منظومة متكاملة فيها القوة والتدريب والامكانات والتمويل والتسليح والتعبئة والأعلام والسياسة والمناورة والكر والفر والحاضنة والإسناد والتخطيط وتقدير الموقف التكتيكي والاستراتيجي وما إلى ذلك من عناصر كثيرة لا يتسع المقام شرحها وتفصيلها بل ولا الاحاطة بسردها كاملة ..
إلا أن هناك مفتاحا رئيسيا ( ماستر كي ) يجمع ذلك كله يحيط بكل المقومات المادية والمعنوية وتوابعها هو التكاملية في عمل المقاومة وبكل ما يحيط بها الذي من شأنه أن يضبط الإيقاع ويلم الشمل ويرص الصفوف ويعطي العزيمة ويرفع الهامات ويضاعف الامكانات ويشيع ثقافة المقاومة بين الشعوب طالما افتقدناه في الماضي في بدايات المقاومة مع الاحتلال الاسرائيلي وكان سببا رئيسا في عدم نجاح المقاومة ..
وعندما استخدمت التكاملية في حرب الكرامة وحرب رمضان تحقق النصر واندحر الاحتلال ، بل وعندما اعتمدت المقاومة اللبنانية مبدأ التكاملية على يد حزب الله في إطار ما سمحت به الظروف في لبنان تحقق النصر واندحرت إسرائيل لأول مرة على يد رجال المقاومة وأسلحتهم الفردية والصاروخية من اراضي محتلة دون سياسة اومفاوضات لإن مبدأ التكاملية يجعل المقاومة مستندة إلى حائط متين يحقق لها النصر بأذن الله .
لقد استطاعت المقاومة اللبنانية ان تترجم مفهوم التكاملية في عمل المقاومة ما أمكنها إلى ذلك سبيلا محليا وعربيا وإسلاميا، إقليميا ودوليا رغم حجم الصعوبات والعراقيل التي وضعت أمامها ورغم حشد الأعداء وما أحاكوا لها من مطبات ومتاريس وعوائق تنوء عن ازاحتها القدرات العادية .. الا انها استطاعت بكل ما أوتيت من قوة وتحالف في حكم الظروف هذه ان تحقق تكاملية في مفهوم المقاومة انتقلت بها نوعيا إلى تحقيق النصر على إسرائيل ..
فما أحوجنا والحالة هذه ان نعمق هذا المفهوم ونؤطره ونستثمره أيما استثمار لنحقق النصر الأكبر في إزالة إسرائيل وتحرير فلسطين .
مفهوم المقاومة في ظل التكاملية
في ظل التكاملية يجب أن يتسع مفهوم المقاومة ليشمل الإطار الإنساني والبشري إذ أن فطرة الله التي فطر الناس عليها في هذا المقام نزعة متأصلة في النفس هي دفع الظلم والانتصار للمظلوم والنخوة للملهوف مهما بعدت المسافات الاسرية والقبائلية والوطنية والقومية والعقائدية ، ولكن تطور البشرية وتعقد المصالح وتحول المفاهيم وخلخلة الثقافات وإفساد الأذواق اضعف هذا الوازع الداخلي للانتصار للمظلوم والنخوة للملهوف وأصبحت هذه النزعة الفطرية مقتصرة في نفوس الشرفاء الانقياء الذين يرفضون الظلم وأهله ، فكان الشرفاء من اوروباء يسيرون قوافل النصرة وكسر الحصار على غزة بقيادة النائب البريطاني جورج غلوي في حين يقف بعض أبناء جلدتنا ممن حكمتهم الأنظمة يعيقون وصولهم ويفتعلون لهم المكائد لإحباطهم وثنيهم عن نصرة المظلوم ودعم المقاومة في غزة.
وهاهو الرئيس الفنزويلي تشافيز في أقصى الأرض في أمريكا الشمالية ينتصر للمقاومة في ذروة العدوان الاسرائيلي على غزة ويقطع علاقات بلادة مع إسرائيل ويعلن صراحة نصرته للمقاومة خلافا لما نراه من بعض الأنظمة وبعض النخب فيها , بل وانا اسطر هذه الكلمات وصلني خبر ان الرئيس تشافيز ينوي قيادة قافلة إغاثة وكسر الحصار على غزة ونأمل ان يتحقق ذلك لان مغزاه اكبر من كسر الحصار في إطار التكاملية لقوى المقاومة على مستوى الأرض او البشرية .
أليس من حق المقاومة بل ومن واجبها ان تمد يدها إلى كل اؤلئك الشرفاء في العالم الذين قدموا أنفسهم خدمة لها من منطلق دفع الظلم والانتصار للمظلوم، واعتبار هؤلاء الشرفاء مقاومون بل رموز مقاومة يستحقون منا كل تقدير .
ان مبدأ التكاملية عندما يترسخ في مفهوم المقاومة تجعل منها محورا للوحدة يلتف حولها المخلصون والشرفاء بكلمة سواء واحدة وتصبح بوتقة ينصهر بداخلها كل الفوارق العرقية والمذهبية والقومية ، وتصبح معها المقاومة بوصلة حق يهتدي بها كل صاحب ضمير .
من هنا فان من شأن التكاملية ان تشيع ثقافة المقاومة ، وما الأسماء التي نسمعها وتطلق أحيانا مثل ( ممانعة ، مساندة ، تأييد ، نصرة ، مسيرة ، تبرع ...) كلها هذه ادوار لاشخاص وجماعات ودول تمارس المقاومة ، ولكنها اختارت طواعية او كرها بحكم الظروف او تكتيكا بحكم المرحلة ان تكون مقاومة بهذا الشكل من المقاومة ، ويجب ان تعمل المقاومة على تعظيم هذه الأفعال وتحميسها بل وتفعيلها بشكل اكبر انطلاقا من التكاملية و قول رب العزة لا يكلف الله نفسا الا وسعها .
جوانب التكاملية في عمل المقاومة
ان المقاومة بالذات لايمكن ان تعمل دون حاضنة شعبية وإسناد وتمويل وكلما اتسعت دائرة الحاضنة والإسناد والتمويل كلما استطاعت المقاومة ان تصل الى المستوى المطلوب من التكاملية المنشودة الذي يؤهلها للنصر وتحقيق الأهداف ،وعادة ما تبدأ المقاومة بالحاضنة المحلية المحيطة ثم توسع دائرتها تدريجيا بحجم الانتصارات التي تحققها وتكسبها شعبية والمقاومة اللبنانية خير شاهد على ذلك حتى وصلت عمق حاضنتها ان ترفع صورة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله كرمز للمقاومة في مسيرات حاشدة في كثير من العواصم العالمية.
الا انه وفي حالات استثنائية تبدأ المقاومة بحاضنة واسعة جدا يلتف حولها المحلي والإقليمي والعالمي عندما ينتسب لها وتدعمها أطراف بعيدة في أقاصي الأرض الا انها سرعان ما تضمحل هذه الحاضنة وتخبو هذه المقاومة، وتصبح سرابا تذره الرياح لتتمحور حول أعضائها الذي يتقاضون مخصصات منها، وهناك مثال حي على ذلك المقاومة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي بدأت بحاضنة محلية وعربية وإسلامية بل وعالمية عندما كان ينتسب لها ويدعمها مناضلون من اليابان وأوروبا وأمريكا ولكنها فشلت ان تبقي هذا الزخم وتوسعه بل وسرعان ما تراجع واضمحل على ضوء وأعتاب حروبها الدامية الداخلية بين فصائلها، وبينها وبين الأنظمة الرسمية ليصل بها الأمر إلى تطلعها للكراسي ومقاتلة من يدعمها ويحتضنها حتى اختارت بنفسها أخيرا ان تكون منظمة فلسطينية على منهجية اوسلو والمفاوضات الى ان وصلت الى ما وصلت إليه كوادر تعتاش ومناصب توزع ولا حول ولا قوة الا بالله.
ويمكن الحديث عن سبعة جوانب تكاملية في عمل المقاومة أجملها بما يلي:
الاول: بين أجنحة التنظيم او الفصيل المقاوم نفسه العسكرية والسياسية والإعلامية والثقافية التعبوية والاجتماعية والاقتصادية ، بحيث يقوم كل بدوره دون ان يتطلع الى أنانية او تنافسية او نجومية بل كل جناح وكل قائد يعتبر نفسه مكملا للآخر وهو على ثغرة يجب ان لا يؤتى من قبله.
الثاني: بين تنظيمات المقاومة وفصائلها ، بحيث توزع القواطع والمسؤوليات وتنسق العمليات بما لا يخل في حساسية المهمة وطبيعة العمليات بل يجب على كل تنظيم ان يقدم المساعدة والعون بقدر ما يستطيع الى التنظيم الآخر في اطار تكاملي بعيدا عن التنافسية التي تزرع الأنانية والاحتكار وتضعف فاعلية المقاومة.
الثالث: بين المقاومة كتنظيمات وبين حاضنتها الشعبية باعتارها مقاومة ايضا ولكن في ادوار الإسناد والتمويل والإغاثة والطبابة والحماية الخلفية والدعم النفسي والمعنوي في اطار تكاملي مدروس ومثبت في خطط جاهزة تنفذ في الوقت المناسب .
الرابع: بين المقاومة كتنظيمات وبين إعلامها المقاوم ومع كل إعلام منصف ومتعاون ومتعاطف في إطار خطة منسقة ومعدة مسبقا للظروف الطبيعية والعملياتية.
الخامس: بين المقاومة وقوى التحرر وتنظيماته ومنظمات المجتمع المدني ومؤسساته ،الوطنية والعربية والإسلامية والدولية او لنقل بشكل اشمل وأوضح المحلية والإقليمية والعالمية التي تدعم المقاومة وترفع صوتها وتدافع عنها بحيث تصبح هذه القوى وهذه المنظمات سبل تعبئة وتحريض وتحريك لصالح المقاومة ومشروعها الاستراتيجي والتكتيكي.
سادسا: بين المقاومة كجسم متكامل والأجهزة الأمنية والاستخبارية والجيش بما لا يخل بأمن المقاومة وسريتها و منهجية عملها وخططها المستقبلية تجاه العدو المحتل وذلك في إطار لجان تنسيق دائمة وأخرى طارئة حسب الحاجة وضباط ارتباط على نحو ممنهج وقواعد ثابتة وأصول متفق عليها باعتبار المقاومة مصلحة وطنية لا تتعارض والمشروع الوطني والنهضوي للدولة، وهذا البند حساس للغاية وكل مقاومة هي أدرى بظروفها وعلى العموم يجب على كل مقاومة أن تراعي خصوصية كل ساحة تعمل عليها .
سابعاً: بين المقاومة والأنظمة الرسمية والقيادات والزعماء والرموز السياسية والوطنية والعشائرية والدينية الموالية والمحايدة والمعارضة الذين يملكون القرار والتأثير والتوجيه والضغط ويجب ان لا يستهان في خلق روح تكاملية وتعاونية معهم ما مكن الى ذلك سبيلا ، وان لا تأخذها المقاومة حجم وزخم شعبتها فتنسيها تأثير وقوة هذه الأنظمة والقيادات المختلفة والمتنافرة أحيانا فيها وهذا البند أيضا له خصوصية ويحتاج الى دراية وخبرة وتعقل وتعمق ودقة حسابات لا يمكن الإلمام بها في بحث او دراسة بل يحتاج الى توسع وممارسة وخبرة في تداخل وتعقيدات كل ساحة او نظام .
التكاملية مرحلة حتمية في تاريخ المقاومة
من يطالع التاريخ يجد ان المقاومة لأي محتل قد مرت في ثلاثة مراحل رئيسة تصل بها الى التكاملية التي تحقق النصر وهذه المراحل تختلف من مقاومة الى اخرى ومن شعب الى آخر قد يمتد بها الزمن طويلا وقد يقصر تبعا لعوامل رئيسة تتمثل فيما يلي :
1ـ مستوى الوعي الوطني والقومي والعقائدي للشعب الذي هو سيفرز رجال المقاومة.
2ـ مستوى الاستعداد النفسى والمعنوي للتضحية وتحمل الخسائر من قبل الشعب نفسه .
3ـ طبيعة العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع المحتل ومدى الحماسة فيها لاسيما مفاهيم العزة والكرامة والمروءة والدفاع عن الارض والعرض وبالمقابل مفاهيم النذالة والذل والدنية لذلك فان الامام الحسين بن علي كرم الله وجهه عندما استنهض من حوله خاطبهم قائلا " لا والله المنية ولا الدنية .." ومن يسير على هذا النهج كيف يكون جبانا .
4ـ وعي قادة المقاومة ورجالها وعمق إدراكهم للواجب الذي يقومون به والمستوى التعبوي بينهم .
5ـ توفر الامكانات المادية والتسليحية والتدريبية والمعلوماتية ( الاستخبارية) للمقاومة .
6ـ دهاء العدو ومدى اختراقه لصفوف المقاومة او مستوى قدراته الاستخبارية في اختراق المقاومة والسيطرة عليها وتوجيهها بما يخدم المحتل .
7ـ قوى التثبيط التي تعمل على تثبيط العزائم بين الشعب المحتل نفسه وهذه القوى لا يستهان بها فهي خليط من العملاء والطابور الخامس والمرجفين الجبناء واهل الهوى والملذات والشهوات واصحاب المصالح من ضعاف النفوس من بعض التجار ورؤس الاموال والمستثمرين ..وهنا مدى فاعلية القوى المثبطة ومدى تغلب قوى المقاومة عليهم ، واحسب هنا ان قوى المقاومة اللبنانية استطاعت ان تتغلب على قوى التثبيط بسرعة كبيرة .
8ـ قوة العدو العسكرية ومدى قسوته في ممارستها وهنا أضعها في ذيل الأسباب لان قوة العدو المحتل وقسوته مهما بلغت تنقصها المعنويات والقناعات والاستمرارية في المواجهة لا سيما اذا واجهت مقاومة مدربة وقوية الشكيمة تعرف كيف تقاتل بأساليب مختلفة ومبتكرة .
المراحل التي تمر به المقاومة وصولا للتكاملية
المرحلة الأولى: العشوائية
والعشوائية هنا طبيعية عندما يفاجئ الشعب بالاستعمار او الاحتلال لا سيما اذا كان هذا الاحتلال مستبعدا, والعشوائية هنا تعني ممارسة المقاومة بأسلوب الفزعة او الهبة ولا يخلو الأمر من بعض التنظيم والتدريب والتسليح ولكن كل هذا لا يرقى الى مستوى دحر الاحتلال وإزعاجه , ولكن كم تستمر هذه العشوائية ؟ هنا نعود للأسباب سابقة الذكر ونتعمق بها فالمقاومة العراقية مثلا انتقلت سريعا من العشوائية الى المرحلة التالية وهي التناحرية في مدة لم تزد عن ثلاثة سنوات وأصبح هناك تنظيمات عملاقة تمارس المقاومة بينما في فلسطين امتدت المقاومة العشوائية وطالت وان كان هناك بعض التنظيمات الفاعلة والقيادات الشجاعة أمثال القسام وغيره الا ان قوى التثبيط من العملاء وأذنابهم وأتباعهم واصحاب الهوى والملذات والمصالح والمرجفين كانت فاعلة بشكل اضعف فاعلية المقاومة وقدراتها التنظيمية في ذلك الوقت إلى بداية الستينات حين تم تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وبدأت معه ألمرحله الثانية وهي المرحلة التناحرية .
المرحلة الثانية: التناحرية ( تمارس تحت عنوان التنافسية )
والتناحرية هنا يحاول البعض تجميلها وتحسينها او قل تبريرها تحت مسمى "التنافس الشريف " والتنافسية كمفهوم مهما بلغت من الحسن والجمال فهي لا تتعدى عدم إيذاء الخصم وتركه وشأنه للعمل ليقدم كل ما بوسعه حسب" شطارته" من اجل ان يسبق الأخر وهنا المصيبة اذا طبقنا هذا المفهوم على المقاومة لأنه يعني بكل بساطة عدم التعاون وعدم التكامل بين اذرع المقاومة وفصائلها وان يحتكر كل تنظيم بنفسه ليقدم الأفضل بعيدا عن الآخر من اجل التسابق للفوز بالشعبية او المال والتمويل ، والحقيقة ان هذا المفهوم عملت عليه إسرائيل وعمقته وعظمته من خلال عملائها داخل فصائل المقاومة الفلسطينية وبالتحديد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية حتى غدا المشهد تناحريا بشعا بين قادة الفصيل نفسة وما يجري به من تصفيات ..
وبين هذا الفصيل وذاك وكل يدعي القدرة والشجاعة والوطنية والآخر خائن جبان وهكذا بل ان الأمر تعدى ذلك لما هو اعظم واكبر الى افتعال الصراع والتناحر المسلح مع الدول والأنظمة والشعوب التي تحتضن المقاومة بل ومع الأسر والعشائر والقبائل والمجتمع في تلك الدول طمعا في السلطة والمكاسب حتى غدت منظمة التحرير الفلسطينية مرفوضة وجسما غير مقبول على أي ارض عربية اللهم الا في تونس في نطاق شروط ومقيدات لا يتعدى تواجد إداري محدود ، وما زالت بقايا هذه المرحلة التناحرية مستمرة على الارض الفلسطينية بأنماط ومعطيات أخرى ولا أرى داعيا لتفصيلها هنا ولكنها مدركة ومعروفة للجميع .
.واكتفي هنا بملاحظة جديرة بالاهتمام اطرحها من منطلق الغيرة والحرص على أخوتنا الفلسطينيين ان المقاومة العراقية رغم حداثتها وصغر عمرها الا انها تجاوزت العشوائية بفترة قصيرة وهي الآن كما ترد المعلومات الإخبارية تحاول تجاوز مرحلة التناحرية وهناك مؤشرات مباشرة حول ذلك وهي تحاول الولوج إلى التكاملية رغم تعقد المجتمع العراقي وتداخل أطيافه بينما ما زالت المقاومة الفلسطينية واخص منظمة التحرير الفلسطينية تسكن مرحلة التناحر بأساليب والتفافات جديدة تثير التشاؤم أحيانا ..؟!
المرحلة الثالثة: التكاملية
وقد شرحت التكاملية وماذا تعني وهي امتداد تاريخي عندما تصل المقاومة إلى قناعة بان التناحرية وغطائها التنافسية لن تحقق هدف المقاومة وعندما يدرك الرجال المخالصون ان العدو يلعب على وتر التنافسية لإثارة التناحرية والفتن وعندما يصمم هؤلاء الرجال وهم يتمسكون بمبادئهم من اجل اهدافهم الكبرى تدخل المقاومة مرحلة التكاملية واذا كان هناك من موقف في هذا المجال فهو يسجل للمقاومة اللبنانية ولحزب الله الذي بدأ مقاومته على أسس تكاملية شهد لها ألقاصي والداني رغم ان المرحلة التي سبقت تأسيس حزب الله او معه بقليل كانت المقاومة فيها في تناحرية دامية حيث تواجدت بعض الفصائل الفلسطينية واذرعها المسلحة وتناقضاتها على الساحة اللبنانية مما شجع الاحتلال الاسرائيلي على اجتياح لبنان وترحيل قادة وكوادر بعض التنظيمات الفلسطينية عبر البحر وهو مشهد معروف للجميع .
لقد مارست المقاومة اللبنانية مقاومة فاعلة منتصرة لأنها اعتمدت التكاملية طريقا ومنهجا بقدر ما استطاعت إلى ذلك سبيلا مع الجيش اللبناني واذرعه المختلفة الذي تكامل مع المقاومة وكانت تصريحات الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود الذي كان قائدا للجيش اللبناني في أكثر من مقابلة صحفية وفضائية بان القوات اللبنائية تقوم بعمل تكاملي مع المقاومة ، إضافة الى جوانب تكاملية أخرى حيث لم تتأخر في تقديم الدعم للمقاومين في غزة في أثناء العدوان الصهيوني على غزة فيما يعرف بالأعلام بخلية حزب الله التي اعتقلتها السلطات المصرية وأسأل الله ان يفك أسرهم واعتقالهم ، بل وفي منظور اشمل حين كانت جزءا من تحالف وطني وإطار قومي وبعدا اسلاميا وإنسانيا جعلت من نفسها معولا للوحدة والتكافل والتظامن داخليا وخارجيا في مشهد لا يحتاج الى شهادة او تفصيل بل يحتاج الآخرين من شرفاء المقاومة وفصائلها ان تحذى حذو المقاومة اللبنانية لأنها مثلا يحتذى في منهجية المقاومة وأساليبها التي أثبتت الأيام صحة مسلكها ودقة عملها طريقا للنصر الأكبر في تحرير فلسطين وإزالة إسرائيل بأذن الله .
تكاملية المقاومة وانهيار معسكر" السلام "
ان كافة المعطيات والمستجدات المتسارعة تشير الى مرحلة جديدة تغيب فيها شمس إسرائيل ، وان انهيار عملية السلام وتصاعد الإعداد والاستعداد والتكاملية للمقاومة وحلفائها في المنطقة بداية النهاية لتدحرج إسرائيل نحو نهايتها ، وان إسرائيل تدرك ذلك جيدا تبعا لكل المظاهر والمؤشرات الميدانية لديها حيث يزداد التخبط وتنعدم الخيارات وتتدنى معها المعنويات التي لولاها ولولا امريكا لما بقي هذا الكيان قائما لغاية الآن .
ان تسارع تكاملية المقاومة ياتي تماما مع بشائر انهيار معسكر " السلام "وهذا يتطلب الحديث في المستجدات المحلية والإقليمية والدولية التي تبدلت وتغيرت على الساحات المختلفة بعد ستين عاما من النكبة وبعد ان فشلت عملية السلام في ان تأتي بحل مقنع وهي تحتضر وتنتظر الإعلان الرسمي لانهيارها بعد ان فشلت على ارض الواقع .
أولا: المتسجدات المحلية الإسرائيلية:
تعيش إسرائيل حالة من القلق الذي يصل حد الرعب غير المسبوق في تاريخها، فهناك هواجس لدى الإسرائيليين جميعا لا يخفونها على كافة مستوياتهم القيادية العسكرية والسياسية والشعبية من قرب زوال كيانهم ويظهر ذلك جليا مما يلي:
أ: أحاديثهم الصريحة في إعلامهم وصحافتهم بالذات حول تخوفهم على مستقبلهم من التطورات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة الآن في العراق وإيران ولبنان وغزة وسوريا وتهديدات القاعدة واحمدي نجاد وحسن نصرالله سيما بعد حرب تموز 2006 التي كشفت عوراتهم وجعلتهم في ارتباك دائم.
ب: وكان أوضح من ذلك تلك المناورات الإسرائيلية الكبرى التي أطلقت عليها إسرائيل نفسها المناورة الأكبر والأوسع في تاريخها والتي اشتملت على سيناريوهات مرعبة لأسلحة غير تقليدية تضرب إسرائيل بكاملها ..وهذالمناورات " الضخمة " اصبحت متكررة بواقع مناورة كل شهرين تقريبا ..
ج: هناك إحباط ويأس عميق في الكيان الإسرائيلي ولدى السياسيين خاصة وفي الشارع الإسرائيلي عموما من مجريات عملية السلام التي لم تسفر لهم عن شئ بعد ثلاثين عاما من مخاضها الأول حيث لم تحقق لهم الاستقرار بل زادت الصمود في وجههم والعنف عليهم والمواجهة لهم والحديث الجدي هذه المرة عن زوال كيانهم ولم تحقق لهم التطبيع المنشود الذي كانوا يحلمون به واقتصرت عملية السلام في أضيق أبوابها وعلى استحياء في بعض الأحيان على الأنظمة الرسمية بل أصبحت إسرائيل بشكل أكيد العدو الأول في المنطقة بأسرها وهذا ما جاء في تصريح وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني في مؤتمر الدوحة للديمقراطية والتجارة الحرة هذا العام 2008 حين قالت وهي محبطة وبائسة ان إسرائيل بعد السنوات الطويلة من عملية السلام ما زالت العدو الأول للرأي العام العربي والإسلامي ولم تتوانى ان تستجدي من الحاضرين المساعدة في تغيير المناهج المدرسية لعل الحال يتغير ..
وياتي اجتماع وزراء الخارجية العرب مؤخرا ليؤكد ان ما يسمى " السلام " قارب على الانتهاء حيث اعطوا مهلة اربعة شهور لاستئناف حقيقي للمحادثات ولا اعتقد ان اسرائيل سوف تتجاوب اطلاقا ولو مارست عليها امريكا الضغوط من خلال الدبلوماسية والتانيب فلن يجدي ذلك نفعا لان ما يسمى بالسلام واعادة الحقوق لا يوفر الاستقرار ولن يكون قائما في يوم من الايام.
د: لقد فقدت إسرائيل قدرة المبادأة والمبادرة في العمليات العسكرية واصبحت تتظاهر بالحكمة والدهاء وحسن تقدير الموقف كما وأصبحت تعيش حالة تخبط ولجلجة ، نرى ذلك واضحا من خلال صراع السياسيين فيها وما جاء في تقرير فينقراد بعد حرب تموز 2006 وما تلاه من تقارير ومماحكات كثيرة ومتجددة ..
وهو تخبط استمد حالته تلك بشكل كبير من التخبط الأمريكي نفسه في المنطقة وما جولات مبعوث السلام الامريكي الا عنون للفشل نفسه ، وما عروض السلام المفاجئ على سوريا والفلسطنين التي لاتلبي الحدود الدنيا للحقوق وارتكاب المجازر اليومية بحق الأطفال والمدنيين والاغتيالات المتكررة في غزة ودمشق وبودبست والامارات ثم طلب التهدئة والحوار والسلام بعد ذلك إلا جزء من هذا التخبط الكبير الذي تعيشه .
ثانيا: المستجدات الإقليمية:
لقد شهدت المنطقة بعد احتلال العراق وسقوط بغداد تطورات أفجعت إسرائيل وأدمت امريكا وجاءت بما لا تشتهي السفن الإسرائيلية الأمريكية، لان إسقاط الرئيس الراحل صدام حسين بالأساس هو من اجل عيون إسرائيل حين هدد بضربها بشكل متواصل حتى انهيارها وكان هذا التهديد هو سبب قرار امريكا احتلال العراق وإسقاط نظامه ولم يكن له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بأسلحة الدمار الشامل او القاعدة او الديمقراطية ولا حتى البترول الذي ارتفع سعره الى أضعاف ما كان قبل احتلال العراق، ولكن التخبط وضيق الأفق الأمريكي والحماقة الإسرائيلية هذه المرة كانت وبالا وتهلكة على إسرائيل من حيث:
أ: تحولت الساحة العراقية الى ساحات تدريب للمقاومة الوطنية والقومية والإسلامية وتحولت الى مدارس تخرج المقاومين اكبر وأوسع واقرب من الساحات الأفغانية حيث تتحول هذه القدرات الميدانية المدربة والمنظمة لتحرير فلسطين وهذا ما أفصح عنه تنظيم القاعدة على لسان ايمن الظواهري في شريطه الأخير بشكل صريح وواضح وهو ما تتحدث عنه أيضا فصائل المقاومة العراقية كافة من ان الهدف القادم هو إسرائيل .
ب: تعاظم القدرات الإيرانية التقليدية وغير التقليدية العسكرية والتقنية بشكل كبير لم يكن متوقع حيث أفسح التورط والتوحل الأمريكي في العراق المجال أمام الإيرانيين لتعاظم قوتهم وأصبحت تشكل تهديدا مباشرا لإسرائيل ولعل التهديدات المباشرة التي أطلقها الرئيس الإيراني مؤشرا واضحا على تعاظم إيران بشكل أصبح الحديث عن زوال إسرائيل من قبل رئيس الدولة أمرا سهلا وهينا جعل إسرائيل تعيش حالة رعب تسبق الانهيار بأذن الله .
ج: تمكن حماس بشكل مفاجئ وسريع ومذهل من السيطرة على غزة ومقرات السلطة بما فيها من أسلحة ووثائق وغيرها أربك الإسرائيليين وفاجأهم وأفسح المجال للحركة حرية التدريب والتنظيم والتسليح الممكن وبناء أجهزة استخبارية قادرة على جمع المعلومات الاستخبارية واستثمارها وحفر الأنفاق الدفاعية والأخرى وما الى ذلك بعيدا عن الأعين الإسرائيلية وبشكل فاق كل التوقعات ويكفي ان نشير الى ان إسرائيل حاولت اجتياح القطاع بشكل واسع إلا ان المقاومة ودفاعتها غير المخترقة أوقعت الخسائر في صفوف الإسرائيليين وجعلتهم ينسحبوا بشكل سريع معلنين صراحة إلغاء خطتهم تلك.
د: صمود حزب الله ومقاومته التكاملية المنظمة والمؤثرة والقادرة في حرب تموز الذي أذهل الإسرائيليين والأجهزة الاستخبارية في امريكا والمنطقة وجعلهم أمام واقع جديد قلب الموازين راس على عقب وتحولت معه إسرائيل من قلعه تهابها المنطقة الى قيادة مهلهلة ومرتبكة وجيش يمكن قهره وهزيمته ومجتمع مفكك ومرعوب سهل الانهيار لو تواصلت عليه عمليات القصف بشكل قوي وكبير ومكثف ..
هـ: أثبتت حرب تموز ان زمن القدرات الخارقة للأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية قد ولى وان الواقع ألان يقول ان إسرائيل لم تعد قادرة على الاختراق كما كانت في السابق بل أصبحت محل اختراق من قبل حزب الله نفسه وهذا ما رأيناه من الأهداف العسكرية والحيوية التي قصفها حزب الله مقابل قصف عشوائي ومكشوف للأهداف التي قصفتها إسرائيل في لبنان
و: هناك حديث في أوساط الخبراء العسكريين عن قدرات سورية متطورة في مجال الصواريخ والأسلحة غير التقليدية قادرة على تدمير كافة الأهداف الحيوية في إسرائيل..
ح: بوادر تذمر وتحول أكيدة يمكن ملاحظتها من الأنظمة الرسمية في المنطقة تجاه إسرائيل على ضوء عملية السلام ومبادرة السلام العربية بالذات التي باتت ميتة غير قابلة للإنعاش وتصريحات أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى في هذا الاتجاه واضحة وصريحة الى مؤتمر وزراء الخارجية العرب الاخير الذي حدد مهلة اربعة شهور لاول مرة بعد ان كانت مفتوحة ..
ط: هناك تصاعد كبير في عمليات المقاومة في الجغرافيا العالمية يمكن اعتبارها حالة جهادية وتكاملية غير مسبوقة في التاريخ ، ورغم تناقض فكر ومنهجية بعض حركات او فصائل المقاومة إلا أنها تلتقي جميعا حول تحرير فلسطين وإزالة إسرائيل بل يمكن ملاحظة تكاملية غير مسبوقة بين هذه الحركات فيمن سيحرر فلسطين ويقدم لها اكثر .
ي: وعلى ضوء تصاعد أعمال المقاومة تلك هناك حالة تعبوية كبيرة في الشارع العربي والإسلامي وبالذات تجاه ما يجري في غزة والاقصى ، وهذه الحالة مع تكرار ما يجري وديمومته وتصاعد متواتر في عمليات المقاومة سوف تتحول الى موقف وفعل مؤثر يدعم المقاومة بأشكال متعددة وسوف يؤثر في موقف الأنظمة تجاه إسرائيل وعملية السلام .
و: استطاعت قوى المقاومة بناء تكاملية بين إيران وسوريا وحزب الله وحماس والجهاد وفصائل أخرى مواليه لهم تشكيل جبهة ممانعة وبناء حلف عسكري واستخباري وطوق ناري صاروخي حول إسرائيل قادر حسب المعلومات الصحفية والمتسربة والخبراء العسكريين من تدمير الأهداف الحيوية والسكانية الكثيفة في إسرائيل في ضربة واحدة ، وهنا يجدر الإشارة والتذكير بتصريحات أمين عام حزب الله حسن نصر الله حول القدرة على زوال إسرائيل وحديث الرئيس الإيراني ونائب القائد العام للقوات الإيرانية حول محو إسرائيل من الخريطة فيما لو أقدمت على ضرب إيران .
ثالثا: المستجدات الدولية:
أ: أصبحت إيران رقما صعبا ومؤثرا في المعادلة الدولية من خلال تعاظم الدور الإيراني الذي يصل حد الهيمنة أحيانا في المنطقة وتأثيرها الفاعل والمحسوس على مجريات الإحداث في أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين والمنطقة والذي سبق وفصلت فيه بحثا منفردا له بعنوان " إيران العظمى من استثمار الفرص الى صناعتها"، وأصبح الحديث صراحة من راس الدولة عن إزالة إسرائيل .
ب: التوسع الاقتصادي والاستثماري للدولة الإيرانية والقطاع الخاص فيها بشكل كبير ومنافس وملفت لكل المراقبين في العالم خاصة في الدول الآسيوية سيما الهند والصين وباكستان ودول الاتحاد السوفييتي سابقا وجنوب شرق آسيا إضافة الى فنزويلا وأمريكا اللاتينية وهو توسع ينم عن تخطيط ورؤى كبيرة يصعب معها فرض حظر عليها فيما لو تم القرار بذلك من قبل امريكا او المجتمع الدولي .
ج: تخبط وعجز أمريكي ودولي واضح لا يخفى على احد في معالجة الملف النووي الإيراني في مقابل موقف حازم وحاسم وعنيد من قبل إيران في استمرار مشروعها النووي وهذ ناجم من تعاظم الدور السياسي والاستراتيجي الإيراني الذي يقترن بتعاظم تصاعدي للقدرات التقنية والعسكرية الإيرانية.
د: انبهات وتراجع تدريجي متسارع وخارج عن التوقعات أحيانا للدور الأمريكي كدولة عظمى التي تعتمد عليها إسرائيل بشكل مباشر وتأثير ذلك على هيبة إسرائيل وقدراتها في المنطقة سيما بعد تورط امريكا في العراق وأفغانستان وما حصل من هزة مالية واقتصادية كبيرة يصفها بعض الخبراء بالانهيار والتحول نحو نظام مالي جديد على حساب الدولار وعظمة امريكا ، وهناك من الخبراء والمراقبين من يذهب بعيدا حول انحسار الدور الأمريكي داخل حدودها بعد انسحابها من العراق مباشرة.
وفي كل الاحوال فقد نجم عن ذلك خسائر فادحة مباشر على الاقتصاد الأمريكي جراء مئات المليارات التي أنفقت في الحرب دون مقابل إضافة الى خسائر دولية هائلة وغير مباشرة لبعض حلفائها بعد انخفاض الدولار وارتفاع أسعار النفط الى حدود غير مقبولة نجم عنه خلخلة وعدم استقرار لبعض الأنظمة جراء ارتفاع جنوني ومستمر في الأسعار وما تبع ذلك من أزمة مالية كبيرة ومؤثرة ما زالت نتائجها تتداعى لغاية الآن ، كل ذلك أوصل الجميع أصدقاء و حلفاء وأعداء لأمريكا بان تخبط سياساتها الخارجية والمالية والاقتصادية والعسكرية في السنوات الأخيرة كان غباء لا ينم عن دراسة ومؤسسية او حكمة او تعقل او عظمة بقدر ما ينم عن عقلية عقائدية للرئيس بوش تحتل حماية إسرائيل فيها جزءا كبيرا يتحدث عنها باستمرار أوصلت امريكا الى هذا المستنقع وهذا يبدو واضحا في النقاشات الحادة بين الحزبين في امريكا وبين امريكا وحلفائها الأوربيين والآخرين في المنطقة والتي نسمعها ونقرؤها يوميا والتي سوف تزداد حدة وتدحرجا في الشهور القادمة .
هـ: هناك تغير واضح في المزاج العالمي والمزاج الأوروبي بالذات تجاه إسرائيل إذا استثنينا بريطانيا نسبيا وفرنسا برئاسة ساركوزي ، فلم تعد إسرائيل تلك الدولة التي تحظى بالإعجاب والتعاطف بل أصبح يشار إليها على إنها مشكلة الشرق الأوسط الملتهب وهي سبب مباشر لأعمال الارهاب والعنف في المنطقة، وهذا ما تشير إليه يوميا الصحافة الدولية عموما والأوروبية بشكل او آخر وما قبول الدعاوي القضائية ضد اسرائيل والتعاطف معها الا دليل واضح على التغير الكبير في المزاج الاوروبي رسميا وشعبيا .
و: إعادة إحياء الدور الروسي وريث الاتحاد السوفييتي في المنطقة والعالم، والندية التي ظهر بها في مواجهة امريكا كقوة عظمى ، وفشل الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الى روسيا والتي جاءت في أعقاب زيارة الرئيس السوري الناجحة هناك وما تلا ذلك من زيارات متكررة للقطع البحرية الروسية للموانئ في المنطقة وبعض دول العالم الحليفة السابقة للاتحاد السوفييتي .
ز: الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي جاءت بالرئيس الأسود من أصول إسلامية افريقية ومن أب مسلم باراك حسين اوباما الى البيت الأبيض وما يعني ذلك من تغيير ولو كان بطيئا ومخيبا للامال في بعض الاحيان ولا أريد التعليق اكثر فالأيام تفصح لنا ولكن الأكيد ان الرئيس بوش الأب ومن بعده الابن كان وبالا ودمارا لأمريكا والمنطقة وكان نعمة لن تتكرر لإسرائيل كمل يقول ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي اولمرت الذي أضاف ان اسم بوش سوف يحفر بماء الذهب لدى اليهود .. فما هو الذي بعد الذهب ؟!
ان شمس اسرائيل ستختفي بالحماقة الاسرائيلية نفسها التي اعتادت عليها في مهاجمة الخصوم ولكنها هذه المرة ستجد حلفا يواجهها بقوة واقتدار واعداد محسوب تشير له كل المعطيات المتوفرة والمؤشرات الواضحة والمعلومات المتسربة...
ولعل كل ذلك توج اخيرا في صورة مشتركة ولقاءات مشتركة ومتكاملة في دمشق وطهران ضم مرشد الثور الايرانية نفسه والرئيس الايراني والسوري وامين عام حزب الله وقوى المقاومة واطرها المتواجدة في دمشق التي اجتمعت في طهران بشكل علني ومباشر ينبىء عن مشروع مواجهة ضخم وكبير غير مسبوق من حيث القوة والاقتدار والاعداد والاستعداد والارادة للمواجهة يمكن تقديره وتسميته بانه " مشروع المواجهة الاعظم لازالة اسرائيل " قد يضع اسرائيل على عتبة الانهيار اذا لم يكن انهيارها في أي مواجهة قادمة .
تكاملية المقاومة والاجابة على تساؤلات المثبطين
كلما اثير موضوع نهاية إسرائيل او زوالها يخرج البعض من معسكر " السلام " والمثبطين ليتحدث بالواقعية والاستفادة من التجارب مستندا الى التاريخ القريب المليء بالهزائم المختلفة والأصوات الدعائية المرتفعة التي كانت تتحدث عن " جوع يا سمك ورميهم في البحر وهكذا " غافلا عن التاريخ البعيد او ماضي الأمة المشرق الذي جعلها اعز حضارة واقدر امة وأشجع رجال وأقوى حجة وأفصح بيان استطاعت من خلاله ان تشكل امتدادا مساحيا وعمقا جغرافيا على امتداد الكرة الأرضية في زمن قياسي لم يكن له مثيل في تاريخ الحضارات الغابرة او المعاصرة .. ومع ذلك فان مقارنة ميدانية بين هذا الماضي الذي يشيرون إليه والحاضر الذي نرى فيه نور الحقيقة القادم وقائع لا ينكرها احد يمكن ايجازها :
1ـ نعم لقد صدح احمد سعيد من صوت العرب عن رميهم في البحر وتجويع السمك ليبتلعهم ولكننا لم نكن نمتلك القوة والقدرة على تدمير إسرائيل او حتى هزيمتها في معركة كبرى فقد غلبت المؤامرات والدعايات وتحصيل الشعبية على الامكانات والقدرات والجاهزية بالمقابل فان الحديث الآن عن زوال إسرائيل يرافقه قوة واقتدار يربك ليس إسرائيل وحدها بل وأمريكا التي تقف خلفها التي تقف عاجزة عن اتخاذ موقف تجاه ملف اسمه " الملف النووي الإيراني " ناهيك عن سيل الأحاديث المتكررة لاحمدي نجادا عن زوال اسرئيل وتحدي الغرب وأمريكا وإسرائيل ان يحاولوا ضرب إيران.
وحتى لا نبعد كثيرا فان المعلومات العسكرية ومراكز الدراسات تشير الى ان حزب الله في لبنان وحده دون غيره قادر ولديه جاهزية وترسانة من الصواريخ تفوق الأربعين ألف والبعض يتحدث عن سبعين ألف صاروخ قادرة على إحداث تدمير هائل في إسرائيل فيما لو تم توجيهها الى مراكز ومعامل كيماوية وأبراج سكنية وأحياء مكتظة وان ضربة مثل هذه من قبل حزب الله على إسرائيل كفيلة ان تحدث هثيان مدني وذهول عسكري تضع إسرائيل على عتبة الانهيار الذي سيتبعه تدفق بشري هائل الى فلسطين يسيطر على كافة المرافق فيها فكيف إذا كان الحديث عن محور متكامل وطوق ناري متآلف يشمل حزب الله وإيران وسوريا وحماس وحشد بشري جاهز للتدفق فيما لو نفذ هذا السيناريو...
2ـ لم يعد سرا حجم الاختراق ألمخابراتي المذهل وبالذات الإسرائيلي للمنظمات والفصائل الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية ما قبل عملية السلام فقد تحدث عن ذلك الكثير من مدراء وضباط المخابرات السابقين وصدرت مؤلفات بذلك وصل حدا ان الشين بيت كان يعد البعض من الكوادر عند التحقيق معهم ان يصبح قائدا فيما لو اعترف وتعامل معهم ، وهذا الاختراق اخذ بعدا خطيرا في تاريخ القضية الفلسطينية وحول هذه الفصائل الى مجرد أسماء وبيانات وأصوات إعلامية ودعائية وتنسيق وضباط ارتباط وحجوزات بالفنادق والشقق المفروشة بعيدا عن واجبها الأساس وهو العمل الميداني والمقاومة بل وأخذها الى إثارة الفتن وطحن وصراعات فيما بينا وكانت الذروة الأسوأ في ذلك مواجهة وقتال الأنظمة والدول والعواصم التي احتضنتها منذ البداية الى ان أصبحت تنافسها على الحكم والسلطة بشكل دمر هذه الفصائل ماديا ومعنويا وأبعدها عن حاضنتها الشعبية والعربية والإسلامية وجعلها محل نفور وعزلة وإحباط الى ان توجت ذلك في سابقة مخزية ومستغربة غير معهودة في التاريخ بإلغاء بند المقاومة والتحرير الكامل لفلسطين في ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية التي وجدت أصلا من اجل ذلك عام 1964 ( أي قبل احتلال عام 1967 ) وبعدها هرولت هذه الفصائل مسرعة الى السلام الموعود ( بإقامة الدولة القابلة للحياة ) وسارع البعض الى القشور والإجراءات الشكلية والبروتوكولية الى فرش البساط الأحمر واخذ يستعرض حرس الشرف قبل إقامة الدولة لهذا السلام الذي كانت نتائجه معروفة للجميع .
بالمقابل فنحن الآن أمام مقاومة تكاملية متصاعدة قادرة وعقائدية وحقيقية ومحصنة ومثمرة على ارض الواقع في العراق الذي أصبح مدرسة وميدان تدريب لتخريج المقاومين وفي لبنان وغزة وصلت حد تحرير الأرض وإطلاق الأسرى وكانت عصية على الاختراق الاستخباري وهي تنجز بشكل متواصل ومتواتر لم نشهده من قبل وهنا لابد من الإشارة الى ان المقاومة العراقية في اغلبها واللبنانية من خلال حزب الله وحركات المقاومة الإسلامية والشعبية في غزة وراس حربتها حماس فهي منذ تأسيسها استفادت من هذه التجربة ولم تنجرف الى صراعات مع الأنظمة او اختراقات على غرار ما حصل في السابق لذلك حققت هذه الإنجازات وحصلت على هذه الشعبية المتنامية بين الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي في زمن قياسي غير مسبوق .
3ـ الإرادة في قرار المواجهة مع إسرائيل وإزالتها كان في السابق يرتبط في اغلبه بتثبيت الكراسي وتحصيل الشعبية والنجومية والهتافات والتصفيق وما رافق ذلك من مؤامرات ودكتاتوريات وانقلابات وصراعات للقوميين وإعدامات للإسلاميين أمثال سيد قطب وقد أعجبني قول لأحد الناصريين بمثابة نقد ذاتي حين وصف القائد جمال عبد الناصر قال " ان عبد الناصر عظيم الأمجاد عظيم الأخطاء " بالمقابل فان الإرادة في قرار المواجهة مع إسرائيل وإزالتها يرتبط الآن في ثلاثة إبعاد متلازمة وعازمة على تحقيق الهدف هي عمق عقائدي متلهف للمواجهة ومصلحة استراتيجية إيرانية وتحالفية مع حزب الله ترتبط بأجندة متكاملة بمشروع طموح فوق العادة لقيادة الأمة الإسلامية مفتاحه الأساس هو زوال إسرائيل على أيديهم وبدون ذلك لن تستطيع إيران تحقيق مشروع عظمتها وثالثا الإعداد والاستعداد المتواصل قدرة واقتدار وتشكيل حلف متماسك وقادر على المواجهة وتحقيق الهدف ومن يريد الاستزادة والتفصيل فهي موجودة في بحث لي سابق ومنشور بعنوان " مدى جدية واستراتيجية تصريحات الرئيس الإيراني احمدي نجادا
4ـ الاستعداد للتضحية وتحمل الخسائر وهنا لا أريد المقارنة فهذا الاستعداد كان موجود في السابق لدى أبناء الأمة ولكن لم تكن هناك قيادة موحدة وقيادة مقاومة قادرة وعازمة ونظيفة على استثمارها باتجاه التحرير بل وللأسف استثمرتها باتجاهات أخرى أما الآن فالوضع مختلف تماما وقد رأينا ذلك بوضوح في العراق الذي هو رصيد قادم وفي لبنان وغزة والأيام سوف تثبت ذلك اكثر وأكثر..
5ـ ان معظم الدراسات وكافة المعطيات والمستجدات المتسارعة تشير الى مرحلة جديدة تغيب فيها دولة إسرائيل كنظام سياسي وعسكري وأيدلوجي دون المبالغة في رمي اليهود بالبحر كما كان يقال سابقا بل في استيعاب من يبقى منهم على ارض فلسطين في إطار دولة فلسطينية ديمقراطية تحكمها صناديق الانتخاب ، وان انهيار عملية السلام القادم قريبا وتصاعد الإعداد والاستعداد المتواصل للمقاومة وحلفائها في المنطقة ومنهجية القلعة والحماقة والهواجس الأمنية التي تسيطر على العقلية الإسرائيلية هي بداية النهاية لتدحرج إسرائيل نحو نهايتها بشكل متسارع ، وان إسرائيل تدرك ذلك جيدا تبعا لكل الحوارات والدلائل والمظاهر والمؤشرات الميدانية والإعلامية والسياسية لديها حيث يزداد التخبط وتنعدم الخيارات وتتدنى معها المعنويات التي لولاها ولولا امريكا لما بقي هذا الكيان قائما لغاية الآن ،،،،
تكاملية المقاومة ضرورة لزوال اسرائيل
لا يمكن للمقاومة بعد ان اشتد عودها وحققت خطوات كبيره على طريق التكاملية الا ان يكون هدفها عظيم بالنصر الاكبر على اسرائيل ، وحتى نزداد تفاؤلا وتعمقا علينا ان نبحث تكاملية المقاومة على ضوء التصريحات المتحمسة والتفصيلية والممنهجة والمتكررة للرئيس الإيراني احمدي نجادا وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله حول زوال إسرائيل وقرب نهايتها والتي وصلت ذروتها في تصريح الرئيس الإيراني في مطلع نيسان من هذا العام 2008 حين قال " يجب محو إسرائيل من على الخريطة " وتصريح آخر في نفس السياق لنائب القائد العام للجيش الإيراني محمد رضا اشتياني قال فيه " ان إيران ستمحوا إسرائيل من على وجه الكون .."
يجدر في أي باحث متابع للأحداث وتهمه تكاملية المقاومة وحشد قدراتها من اجل تحرير فلسطين وازالة اسرائيل ان ينظر في جدية ازالة اسرائيل ؟ ويرى مدى الدعاية او الحرب النفسية المقصودة منها ؟ او هل هي تكتيكات سياسية لها أغراض محددة تخدم مرحلة آنية وحسب ؟ أم هي استراتيجية في معناها ومغزاها وتأتي في إطار خطة مرسومة تم الإعداد والاستعداد لها بعناية وحكمة وحنكة وما هذه التصريحات إلا مقدمات حرب نفسية تنهك العدو وتربكه تمهيدا لتنفيذ الهدف المعلن عنه في التصريحات وهو زوال إسرائيل في اطار من التكاملية المنشودة والمرسومة.
عادة ما ترتبط طبيعة التصريحات ومدى الجدية فيها من خلال ثلاثة محاور رئيسة تتمثل فيما يلي :
الأول: مدى استراتيجية زوال اسرائيل، ومدى عمق تواجدها في الثقافة والفكر والعقيدة والسياسة معا .
الثاني: مدى توفر الامكانات المادية والظروف الموضوعية التي تخدم هذه الاستراتيجية.
الثالث: مدى الإعداد والاستعداد والتخطيط لتنفيذ هذه الاستراتيجية وتلك التهديدات والتصريحات ، بمعنى آخر ماذا أعدت المقاومة فعليا وعمليا لزوال إسرائيل ؟
اولا: مدى الاستراتيجية والقناعات العقائدية
أ: ان زوال إسرائيل هدف استراتيجي في صلب الثورة الخمينية يخدم مصالحها العقائدية الذي يرتبط بمشروعها المقاوم والممانع في محيط يصعب فيه التمدد إلا بعمل عظيم كزوال إسرائيل يخدم الأمة الإسلامية وتتجه إليه أفئدة المسلمين كافة ، كما ان هذا الزوال وتحرير بيت المقدس هدف جهادي عقائدي لفصائل المقاومة في لبنان وغزة بكل فصائلها ..
ب: يرتبط زوال اسرائيل بالقناعات العقائدية التي تشكل دافعا ووقودا استرايجيا للتضحية وتحقيق النصر بما ورد في الأثر والحديث والفكر الاسلامي ان "زوال إسرائيل في آخر الزمان سوف يتم على يد العمائم السود او الرايات السود القادمة من الشرق.." والحديث الشريف " لا تقوم الساعة حتى تقاتلون اليهود انتم شرقي النهر وهم غربيه ...." ومعروف للجميع ان قوى المقاومة الرئيسة في ايران ولبنان وغزة انما هي عقائدية وجهادية تؤمن باهدافها من وحي عمق عقيدتها .. وبالمناسبة الملفته ان هذا المضمون موجود في روايات مشابهة للمسيحية بل وفي اليهودية نفسها وان الرئيس بوش كان مقتنعا ان زوال إسرائيل في آخر الزمان على يد جيش يأتي من الشرق حيث يعتبرون العراق وإيران هما الخطر القادم ، وبعد ان بعثروا العراق وأبادوا قدراته العسكرية وحلوا جيشه لم يبقى لهم سوى إيران يشكل تهديد وخطر قادم على إسرائيل حسب معتقداتهم.
ج: ان إيران الفارسية القومية هي عظيمة باسلامها ولا يمكن ان تحصل على العظمة وقيادة المنطقة والعالم الإسلامي بل ولا يمكن ان تأخذ دورا رياديا كبيرا وقياديا متميزا في منطقة عربية القومية إلا في تحمل عبئ ومسؤولية زوال إسرائيل التي عجز العرب والمسلمين عن تحقيقه..
د: ان إيران الدولة والثورة والسياسة وسوريا العربية القومية المتمسكة بالممانعة وحزب الله وحركة حماس والجهاد والفصائل المقاومة الاخرى كلها تسعى الى تحقيق هذا الهدف باعتبار امريكا هي "الشيطان الأكبر" وان إسرائيل "سرطان في جسم الأمة يجب اقتلاعه ".
ثانيا: مدى الامكانات والظروف المناسبة
أ: ان موقع إيران الجغرافي وسعة مساحته وحجم سكانه ومتانة اقتصاده وامكاناته النفطية تعزز قدرة إيران على تحقيق مثل هكذا هدف له مردود كبير بهذا الحجم من المصالح والاستراتيجيات بل وتساعد إيران على المضي قدما في تحقيق هذا الهدف دون تردد.
ب: ان الظروف الموضوعية الجغرافية والسياسية التحالفية والتكاملية لقوى المقاومة قي المنطقة شجعت إيران بكل امكاناتها للسعي نحو تحقيق هذا الهدف ، وهذا الظروف تتمثل في تواجد المقاومة اللبنانية على حدود فلسطين الشمالية وما قام به من إنجازات في هذا المجال سواء على صعيد تحرير الأراضي اللبنانية وما يمتلكه من قدرات عسكرية وعددية ومكانة شعبية في المنطقة.
ج: التحالف التاريخي والاستراتيجي المعلن والمعروف بين إيران و سوريا والذي يوفر دعما مباشرا للمقاومة ولحزب الله ومكن سوريا من تطوير قدراتها العسكرية والصاروخية بالذات بشكل كبير ومؤثر ضد إسرائيل وتشكيل جبهة الممانعة التي تعتبر حجز الزاوية في تكاملية المقاومة.
د: الامتداد ألتحالفي والتكاملي مع حركة حماس المقاومة والحكومة والسلطة الفعلية في غزة وما تلقته من دعم مالي كبير في هذا المجال والذي هو امتداد للدعم الإيراني لحركة الجهاد الإسلامي مما شكل طوقا ناريا محكما حول إسرائيل كما سنرى لاحقا .
ثالثا: مدى الاستعدادات التكاملية
وهذه المعلومات إنما هي ما أفصح عنه الاعلام وما كشفته الأحداث وما تم تسريبه في الدوائر الغربية والإسرائيلية والمخفي أعظم ولكنه يعطي دلالات أكيدة وتحليلات واضحة على حجم ما تم أعداده في اطار تكاملية قوى المقاومة لزوال إسرائيل والمتمثل بما يلي :
1- إقامة طوق ناري صاروخي ومؤثر ومفزع حول إسرائيل من خلال تكاملية المقاومة بين حزب الله وسوريا وحماس والجهاد الإسلامي دفع إسرائيل لأول مرة في تاريخها الى إجراء مناورات شاملة وضخمة وعلنية لكافة القطاعات العسكرية والمدنية وكافة المناطق ولكافة الأسلحة بما فيها الكيماوية وغير التقليدية ، وجاءت التصريحات الإسرائيلية توضح ذلك بان إسرائيل قلقة من القدرات الصاروخية للعدو والذي قد يربك استدعاء الاحتياط في الجيش الإسرائيلي ، وان إسرائيل تنوي نقل قواعدها الجوية الى النقب في محاولة لحمايتها.. والمخفي الذي لم يصرح عنه من القلق أعظم من ذلك بكل تأكيد .
2- استطاعت إيران تطوير قدراتها العسكرية والقتالية والتقنية والصاروخية على وجه التحديد من حيث المدى والدقة والقدرة التدميرية بحيث تصل الى إسرائيل وتضربها بشكل مؤثر وفاعل وقد أعلنت إيران رسميا وإعلاميا عن بعض هذه القدرات سيما التقليدية منها ، خلافا لغير التقليدية التي يحاول الإيرانيون عدم الحديث فيها ورغم شح المعلومات والتكتم والتمويه في المجال غير التقليدي لا سيما في المجال النووي إلا ان التقديرات العسكرية المتخصصة في هذا المجال تتوقع تطور وتقدم إيراني كبير قياسا على التوجه والتركيز الإيراني على التطوير وامتلاك السلاح المؤثر وهنا يكفي ان نشير الى ان إيران أصبحت قادرة على إطلاق ما يزيد على عشرة آلاف قذيفة صاروخية في الدقيقة الأولى في أية مواجهة او رد فعل وان الرأس المتفجر في هذه الصواريخ وصل الى ما يقارب الطن ، والمدى الى نحو ثلاثة ألاف كيلومتر..
3- عملت تنظيمات المقاومة مع حلفائها في المنطقة على بناء وتدريب أجهزة استخبارية دفاعية وهجومية متقدمة وقادرة على توفير الحماية لهم وعلى اختراق العدو ، وقد لاحظت ذلك بشكل دقيق في المفاجآت التي أعدها حزب الله في حرب تموز وقدراته على التمويه والمناورة والتظليل والتخفي لامكاناته العسكرية والصاروخية والقتالية .. إضافة الى حجم المواقع العسكرية والإحداثيات الموضعية والموقعية التي استطاع حزب الله ضربها والتي تحتاج الى معلومات استخبارية دقيقة ومسبقة مما يؤكد اختراق حزب الله وحلفاء إيران الآخرين للكيان الاسرئيلي في عمق الأهداف العسكرية... مقابل عجز إسرائيلي واضح على اختراق حزب الله ومجموعاته القتالية ومواقعه الصاروخية والتخزينية بل عجزت إسرائيل عن رصد او اختراق أي هدف عسكري او حيوي مهم غير مكشوف لحزب الله، وان ما قامت به إسرائيل في حرب تموز عبارة عن تدمير مجمعات سكنية ومكاتب ومؤسسات جماهيرية مكشوفة للصحافة والإعلام في الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى.
4- تقديم الدعم المالي بسخاء في سبيل مواجهة إسرائيل وزوالها وكذلك تحمل الخسائر والأضرار التي تترتب على مثل هكذا مواجهة وقد أتضح ذلك جليا من خلال ما قام به حزب الله في أعقاب حرب تموز من تعويضات وإعادة البناء بشكل سريع وقياسي.. كذلك ما قدمته إيران الى حماس من دعم مالي كبير وفوري ضاهري ومعلن تجاوز نصف مليار دولار ..ناهيك عن المساعدات الاخرى والمساعدات التي تقدم الى الجهاد الإسلامي منذ زمن طويل ..
5- استطاعت إيران بحنكة ودهاء ان تشكل رقما صعبا في المعادلة الدولية والأمريكية على وجه الخصوص لا يمكن تجاوزه ولا يمكن المغامرة معه من خلال ما قامت به من دعم عسكري ومالي واستخباري منظم وممنهج لمنظمات وتنظيمات وحركات وفصائل متضاربة في الفكر والمنهج والاتجاه أحيانا ولكنها متوافقة وتكاملية في هدف المقاومة في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين والمنطقة عموما، وهذا الاختراق الكبير سوف تجيره وتستخدمه إيران عند الضرورة في مواجهة إسرائيل.
6- تمارس إيران سياسة خارجية متعقلة ومتزنة عموما ولكنها متسللة وسريعة وقادرة على استغلال الفرص بل وصناعتها في خدمة مصالحها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية ، وهي تتبع تكتيكات تبتعد عن المواجهة والصدام المباشر حيث تستخدم اذرعها الحليفة في العراق وأفغانستان ولبنان والمنطقة في المواجهات بما يحرج امريكا ويجعلها في وضع الارتباك الدائم لمعالجة ملفها النووي وتحقيق هدفها في ازالة إسرائيل..
7- من يتابع التصريحات الإيرانية وتصريحات الرئيس احمدي نجادا وتصريحات أمين حزب الله السيد حسن نصرا لله على وجه الخصوص حول زوال إسرائيل يدرك بما لا يدع مجالا للشك ان هذه التصريحات تأتي في إطار مدروس ودقيق وممنهج لحرب نفسية تم الإعداد لها في إطار خطة متكاملة في هذا الاتجاه يخدم الهدف الأكبر والأعظم لزوال إسرائيل ..
8- بالمقابل فان الكيان الإسرائيلي يعيش حالة من الرعب غير مسبوقة من زوال كيانه ومن يتابع الإعلام الإسرائيلي يجد ذلك جليا وواضحا بل ان هناك من الكتاب الاسرائيين هذه الأيام من يتحدث حول مخاوف حقيقية وهواجس زوال إسرائيل مما يشير الى ان تأثيرات كبيرة ومؤثرة للحرب النفسية من تصريحات نجادا ونصرا لله وقد أتت أكلها مما يدفع ويشجع الإعلام العربي والإسلامي المستقل على تكثيف الحديث حول زوال إسرائيل وإعطاء الأفكار والتفصيلات والبرامج حول زوال هذا الكيان .
9- إعادة البناء السريعة لقطاعات حزب الله العسكرية في أعقاب حرب تموز من تدريب ومضاعفة أعداد المقاتلين الى زيادة وتطوير القدرات الصاروخية بالذات على نحو يشكل أضعاف ما كان قائما قبل الحرب والذي تؤكده أوساط حزب الله والخبراء في هذا المجال يدلل على مدى الإعداد والاستعداد والحماسة لمواجهة كبرى مع إسرائيل من اجل زوالها والذي أصبح يكرره ويؤكد عليه السيد حسن نصر الله نفسه.
10- لقد أسقطت حرب تموز جدار الخوف والدعاية المضخمة الذي زرعته إسرائيل لحفظ كيانها ، وأثبتت هذه الحرب للشعوب العربية والإسلامية وحتى للأنظمة الرسمية فيها ان هذا الكيان غير قادر على اختراق المقاومة العقائدية المنظمة والقادرة والمدربة وغير قادر أيضا على إنهائها او تحجيمها او الحد من تأثيرها..
11- ان حرب الفرقان او الحرب على غزة قد عززت تكاملية المقاومة حيث كانت صورة وحقيقة ارض المعركة هي مجموعات قتالية مجاهدة مؤمنة مدربة ومنظمة في سرايا مشاة تحمل سلاح متواضع ما تيسر لها تقف وتقاتل ببسالة واقتدار في وجه جيش يملك ويستخدم اقوى وادق وافضل ما توصلت اليه التكنلوجية العسكرية استدعى الاحتياط واعلن الطوارئ واستنفر كل قوته .. لتكون النتيجة بعد اثنين وعشرين يوما وليس بعد ستة ايام عدم القدرة على تحقيق أي هدف معلن او مبطن اوغير معلن لاسرائيل بل ولم تستطع ان تحقق اية اهداف تكتيكية بسيطة في المفهوم العسكري الميداني كوقف اطلاق الصواريخ من بين الدبابات ومن فمها وحتى بعد وقف القتال وانسحاب الجيش الاسرائيلي .
12ـ لقد اثبتت الحرب على غزة انهيار النظرية الامنية والاستخبارية للكيان الاسرائيلي امام قوى المقاومة حيث لجوء العدو للقصف العشوائي كقصف ارض الفضاء والمساحات المفتوحة التي يعتقد ان تحتها انفاق او مقاتلين في جنوب وشرق القطاع او قصف مؤسسات معروفة ومكشوفة ومثبتة على الخرائط المساحية او قصف بيوت ومنازل قادة وكوادر حركة حماس المعروفة لطوابير العملاء وهي فارغة بعد رحيل كثير من سكانها اوتم ترحيلهم او قصف المساجد وسيارات الاسعاف ينم عن ضعف كبير في بنك الاهداف لدى سلاح الجو الاسرائيلي وينم عن عجز استخباري في اختراق حركة حماس وجناحها العسكري بشكل واضح . وهو نصر بحد ذاته للمقاومة وهزيمة استخبارىة لاسرائيل .
13- لقد اتاحت الحرب على غزة وافسحت للمقاومة التكاملية وحماس بالذات ان تظهر قدراتها وامكاناتها ان تكون حركة عقائدية وحكومة قادرة وقيادة رشيدة ومؤسسات منضبطة ومقاومة مدربة ومجهزة وملتزمة في اصعب الظروف واحلكها وكذلك في مجال الحصول على السلاح وتصنيعة رغم الحصار والمراقبة والعملاء كذلك وقدرتها على ادارة المعركة ببراعة ورباطة جأش والتزام بالخطة وعدم الارتباك والسيطرة على الوضع الداخلي وادارته اثناء الحرب رغم المتربصين والمتنفعين كما واظهرت قدرة في العمل الاستخباري والتضليل والاختراق والحصول على المعلومات وتحصين الكوادر والقادة والمؤسسات السرية والمعلومات من الاختراق او التصفية او المتابعة ..
وهذا كله له مردود نفسي ومعنوي كبير في عملية الاستقطاب والتعبئة والتنظيم والتجنيد لصالح حركة حماس في الاوساط الفلسطينية مستقبلا مما يشكل وضعا تصاعديا لشعبية حماس وثقلها بين الحاضنة الفلسطينية والمحيط العربي والاسلامي سوف تظهر نتائجه قريبا في قدرتها على بناء مصداقية عملية وفعلية وحقيقية تخدمها في الحصول على شرعية التمثيل الفلسطيني في الداخل والخارج على حساب السلطة المهترئة وفتح المتراجعة بعد ان تكشفت كل الاوراق ولم تعد هناك اقنعة للتستر تحتها ، وهذا بحد ذاته هو اكثر من نصر واعظم للمقاومة ولحركة حماس ، لم يكن ليكون لولاء هذه الحرب والحماقة الاسرائيلية التي برزت وكشفت كل ذلك ..
14ـ ان حجم الضحايا والدماء التي سالت من المدنيين والاطفال والابرياء والدمار الذي حدث في غزة وفي لبنان قبل ذلك من قبل الحماقة الاسرائيلية قد حسم ثلاثة مسائل مهمة وخطيرة لصالح المقاومة سوف تشكل سابقة وكارثة على اسرائيل وشعبها اليهودي وسوف تدرك اسرائيل لاحقا ان حرب غزة وحرب تموز هي اكثر من هزيمة عليها وهي في الوقت نفسة اكبر من نصر للمقاومة وقوى الممانعة وهي :
أ: سقوط نظرية السلام الاسرائيلي وانهياره سياسيا واخلاقيا وثقافيا واجتماعيا واستراتيجيا ولم تعد هناك مصوغات لاية تسوية او سلام او تعايش بل وحسمت المسالة لمصلحة المقاومة وبرنامجها للتحرير على كافة الاصعدة .
ب: اعطت اسرائيل بما ارتكبته سابقة ورخصة شرعية و تصريحا دوليا للمقاومة لاعادة العمل بالعمليات الاستشهادية التي وقف العالم ضدها في شرم الشيخ لانها تقتل المدنيين،وهل هناك بعد الان وبعد ما شاهده العالم في غزة من يلوم المقاومة على عملياتها الاستشهادية مستقبلا وهل هناك اعتراض بعد اليوم بعد المجازر التي ارتكبتها اسرائيل لعودة هذه العمليات .
ج: ان النقطة الاضعف في الكيان الاسرائيلي بل ومقتل اسرائيل كلها وعنوان انهيارها مستقبلا يتمثل في طبيعة واقعها السكاني والجغرافي حيث تجمع يهودي كثيف في رقعة مساحية ضيقة في نطاق جغرافي محدود في فلسطين، بل ان محيط تل ابيب وضواحيها فقط كفيل بانهيار الكيان الاسرائيلي فيما اذا وجهت له ضربة مفاجئة وقوية ومكثفة وشاملة ، وكان العائق في هذا السيناريو هو عدم قتل المدنيين ولكن بعد السابقة الاسرائيلية في غزة لا اعتقد ان هناك محظورات سيما ان الرئيس السوري بشار الاسد كان واضحا في هذا الامر في مؤتمر غزة بالدوحة حين شرح ذلك واجمله بقوله " ان اسرائيل قد حفرت قبرها بيدها ".
15ـ من الحقائق المهمة التي تعتبر نصرا ويجب الاستفادة منها مستقبلا والتي اكدتها حرب الفرقان بعد ان كشفتها حرب تموز بشكل كبير تظهر مدى هشاشة الكيان الاسرائيلي وتخوفه من تفككه امام وقوع الضحايا في صفوفه وهذا هو السبب المباشر الذي منع الجيش الاسرائيلي من اجتياح التجمعات السكانية في غزة وفضل ان يسجل في تاريخه جبنا وهزيمة كما سجلها في حرب تموز على تكبد خسائر بشرية امام استبسال المقاومة اذ ان تقديرات متكررة للموساد والشين بيت والاستخبارات الاسرائيلية تفيد ان وقوع خسائر بشرية كبيرة بين الجيش والمدنيين الاسرائيليين سوف يؤدي إلى تفكك الجبهة الداخلية وهروب اليهود خارج فلسطين وعودتهم الى أوروبا ، مما يعني ان يتم الاستفادة من هذه الحقيقة في التخطيط القادم لاية مواجهة مع إسرائيل .
نتيجة وتوصية
لقد مهدت هذه الحروب الإسرائيلية الحمقاء على لبنان وغزة وشجعت المقاومة بشكل حقيقي ومفصلي لمزيد من تسريع خطوات التكاملية في عملها مع كل جوانب التكاملية الداخلية والخارجية ، المحلية والإقليمية والدولية من اجل زوال إسرائيل وأثبتت ان إسرائيل كيان هش قابل للاختراق والانهيار المفاجئ غير المتوقع ، وان مزيد من تكاملية المقاومة مع قواها الحية والقادرة بكل جوانبها وأطيافها ضرورة لتحقيق النصر باذن الله ،من هنا فاني اخلص الى توصية بضرورة تشكيل هيئة عليا مهمتها محصورة في دفع خطوات التكاملية بشكل متسارع وعميق بين قوى المقاومة وحلفائها وتنظيماتها وحواضنها الشعبية وأصحاب الضمائر الحية في العالم من اجل تحقيق الهدف الاكبر في النصر وزوال إسرائيل باذن الله .
المراجع:
ـ اميل لحود ، 2006،تكاملية المقاومة والجيش اللبناني ،مقابلة مع فوكس نيوز ،صحيفة الشرق الاوسط،العدد 10110 ،تاريخ 13/ 8 /2006.
ـ الجبهة الديمقراطية ، 2008، المقاومة الفلسطينية في ظل ازدواجية السلطة ،دار التقدم العربي ،بيروت.
ـ المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ، 2006 ، عام الانقسامات ، دار التقدم العربي ، بيروت .
ـ المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات ، 2005، كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية ، دار الوطنية الجديدة ، دمشق .
ـ الجدع ، احمد ، 1990 ، صراعنا مع اليهود من أين الى أين ؟ ، دار الضياء ، عمان
ـ الحوت ، بيان نويهض ، 1981 ، القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين ، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، بيروت.
ـ الدقاق وآخرون ، إبراهيم ، 2005 ، القضية الفلسطينية تحديات الوجود والهوية ، مؤسسة عبدا لحميد شومان ، المؤسسة العربية للدراسات ، بيروت.
ـ دروزة ، محمد عزة ، 1982 ، القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها ، مطبعة الاتحاد ، دمشق.
ـ زعيتر ، أكرم ، 1955 ، القضية الفلسطينية ، دار المعارف ، القاهرة .
عبدالقادر ياسين وآخرون ،2007 ، اربعون عاما من حياة منظمة التحرير الفلسطينية ، دار التقدم العربي ، بيروت .
ـ جميعان ، محمد احمد، 2007، القدس بين مشاريع السلام العربية وبين حتمية التحرير،بحث مشارك في المؤتمر الدولي الاول لنصرة القدس ، غزة.
ـ جميعان ،محمد احمد ، 2007، خيار المقاومة .. والامن القومي العربي ، بحث منشور ، مركز ماج للدراسات ،عمان.
ـ جميعان ، محمد احمد ، 2008 ، حقيقة النصر والهزيمة في حرب غزة ،بحث مشارك في المؤتمر الدولي الثاني لنصرة القدس ، غزة .
جميعان ، محمد احمد ، 2008 ، حماقة اسرائيلية في مواجهة استعداد ايراني سوف تزيل اسرائيل ، بحث منشور ، مركز النور ، السويد.
ـ جميعان ، محمد احمد ، 2009، انهيار" السلام " نهاية اسرائيل ، كتاب تحت الطبع ، عمان .
ـ يواكيم ، مبارك ، 1996 ، القدس ـ القضية ، ترجمة مها الخوري ،مجلس كنائس الشرق الأوسط .
(*) المصدر: مركز الشرق للدراسات الحضارية والاستراتيجية/ 5/5/2010/ عبر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات
أبو هاجر القحطاني
2012-06-11, 17:44
فضيحة ثقافة من يدعي المقاومة ظاهرا ويحرف جمهوره عن المواجهة مع الإسرائيليين باطنا
يعرف اللبنانيين جيدا بأنه منذ إنتهاء حرب تموز 2006 بين لبنان والإسرائيليين هدأت الجبهة الجنوبية وأصبحت شبيهة بجبهة الجولان المحتل. فبعد مضي 6 سنوات على حرب تموز لم تحرر مزارع شبعا ولم تسفر الحرب الأخيرة عن اي تقدم على صعيد امن لبنان سوى دخول قوات اجنبية من جنسيات متعددة إلى لبنان وتموضعها في الجنوب. هذه حرب تموز الذي كبدت لبنان خسائر مادية وبشرية جسيمة كانت شرارتها خطف جنود إسرائيليين على يد المسمى حزب الله تحت شعار “لو كنت أعلم” فقتل أكثر من ألف لبناني.
فهؤلاء المدنيين الذين قتلوا، قتلهم مباشرة الجيش الإسرائيلي عن طريق إستهدافه المدنيين بالطائرات والدبابات والمدافع والبنادق ولم يقتلهم الشعب اللبناني. فإذا بالمسمى حزب الله يعبأ جمهوره من خلال خطابات امينه العام ونوابه وأبواق بعض الصحافيين وتلفزيون المنار بأن من قتل المدنيين في حرب تموز هم العملاء أو المتهمين بالعمالة وهذا ما يفسر نسيان المقاومين مقاومة الإحتلال. فالمبالغة والإعلام المركز والمتعمد من غالبية قوى 8 آذار على إتهام كل من يتم توقيفه بتهمة العمالة انه هو الذي قتل اللبنانيين حرف غالبية اللبنانيين عن مقاومة الإحتلال ووصلت شدة التعبأة إلى حد التأثير على بعض سياسي قوى 14 آذار مما دفعهم الى المزايدة والمبارزة برفع سقف المحاكمات حتى لو خرق القانون. فخرج فايز كرم من سجنه بطريقة استفزت جمهور قوى 8 آذار الذي تشرب فكرة ان من قتل اللبنانيين في حرب تموز العملاء وتناسوا ان القاتل الحقيقي هو الإسرائيلي. فخروج فايز كرم من السجن وهو عميل فضح ثقافة من يدعي المقاومة وكشف النقاب عن سر جديد خفي في سياسة غالبية قوى 8 آذار الا وهي عدم التحريض على الإسرائيلي لكي لا يؤدي هذا إلى عمليات عسكرية فردية او جماعية ضد الإحتلال وبهذا صار عندما يتم توقيف اي متهم بالتعامل تتعالى صرخات نواب الحزب للتشدد معهم لأنهم بزعمهم من قتل اهل الجنوب ليتبين ان كثير ممن اتهموا بالعمالة عمدوا فقط على الإتصال برقم بريطاني متوفر على الأنترنت عن تقديم 10 مليون دولار لمن يعطي معلومات عن رون أراد ومنهم من خرج بمنع المحاكمة عنه امثال ميلاد عيد ومنهم من لفقت له تهمة العمالة امثال طارق الربعة ومنهم من تدخل المسمى حزب الله شخصيا لتخفيف الحكم عنهم ولا ينسى اللبنانيين الشاب سيزار جبرايل الذي طلب له قاضي التحقيق العسكري الإعدام وحكمه رئيس المحكمة العسكرية نزار خليل لمدة سنة واحدة فقط ولن ينسى اللبنانيين فضيحة شبكة الباروك وإخلاء سبيل عمر بكري إضافة إلى قصة فايز كرم وقاتل الطيار سامر حنا وسياسة الكيل بعدة مكاييل بحسب مصالح ادعياء المقاومة اللاهثين مع ايران وراء الولايات المتحدة التي خربت لبنان وهاجمت العراق…
هذا هو سر ثقافة ادعياء المقاومة المتهمين بإغتيال رفيق الحريري ألا وهو السيطرة على لبنان وتفعيل النزاعات في الشرق الأوسظ وكسب ثقة الإسرائيلي والأميريكي بهدف تقوية دورهم…
وتستمر المؤامرة على لبنان.
حرب الجهوزية بين المقاومة والكيان الإسرائيليhttp://www.inbaa.com/images/top/inbaah_37.jpghttp://www.inbaa.com/images/top/inbaah_39.jpghttp://www.inbaa.com/images/top/inbaah_40.jpg
تبقى القدرات المعلنة وغير المعلنة للمقاومة اللبنانية ، وعلى رأسها حزب الله الأكثر تأثيراً وترويضاً للمعادلة العسكرية الإسرائيلية ، ولتمكنها من إجهاض أي توجهات أو سلوكيات عدوانية يمكن أن تهدد الأمن القومي اللبناني والعربي وأصبح سلاح الجهوزية بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة اللبنانية والفلسطينية ، أكثر تشعباً وخلال فترة اللاحرب بين المقاومة والكيان الإسرائيلي تتعدد أوجه الصراع وأساليبه وآلياته ومقاصده ، ومن بينها ما تعمد إليه تل أبيب ، وبشكل مفرط في الفترة الأخيرة في محاولة لترميم وتحسين صورة المنعة والاقتدار على تحقيق المصالح بالقوة العسكرية ، وبالذات بعد الهجوم الأخير على قطاع غزة وإقحام القبة الحديدية في أي تصريح لقائد المنطقة الشمالية أو الجنوبية تلك القبة التي أثبتت فشلها في مواجهة غزة الأخيرة .
وكثيراً ما يفكر قادة الكيان الإسرائيلي بصوت عالٍ ، فيكتشفون بعض ما لديهم ، أو يقولون شيئاً ما من الحقيقة فيما يبدو لأول وهلة وكأنما هو نقيض للرسمي المتبع ، فلم يترك قادة الكيان الإسرائيلي فرصة إلا ومنحوا الإعلام مادة دسمة تشتمل على جملة كبيرة جداً من المواقف والتصريحات يضاف إليها تقارير وأبحاث مطولة تصدر تباعاً في مراكز الدراسات والأبحاث الأمنية في الكيان الإسرائيلي كلها تتركز على جانب واحد هو مناعة الكيان الإسرائيلي ، وقوة جيشه ، واستعداده لأي حرب صغيرة أو كبيرة طويلة كانت أو قصيرة ومن هذا مثلاً: التقارير الإعلامية الكثيرة عن جهوزية جيش الكيان الإسرائيلي البشرية واللوجستية والمعنوية ، ومناوراته وتكتيكاته ، ووسائله القتالية غير المسبوقة ،لإثبات قدرته على التحرك في أكثر من جبهة في آن واحد إلى حد تأكيد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ، أخيراً أنه لا يستبعد تجنيد كل الشعب الإسرائيلي بأسره للقتال.
إلا أن القناة العبرية العاشرة عرضت تقريراً مفصلاً حول ضرورة جهوزية الحرب ، وهو عنوان ردده القادة الصهاينة منذ حرب لبنان وحرب غزة الأمر الذي طرح ظلالاً كثيفة من الشك حول مدى جهوزية الجبهة الداخلية لحرب مقبلة وتزامن التقرير الذي عرض في 19 نيسان 2012 ، مع توزيع الجبهة الداخلية الإسرائيلية ، نشرات على المستوطنات حول سيناريو تلك الحرب المقبلة ، تضمنت تفاصيل خاصة حول حصة كل مدينة ومستوطنة من تلك الحرب.
ومع ذلك ، تبقى محاولات إيجاد أو زيادة الثقة بقدرات جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصحاب القرار فيه ، التي يستخدمها قادة الكيان الإسرائيلي على كثرتهم والتأكيدات على منعة وقدرة جيش الكيان الإسرائيلي مشكوك فيها سواء باتجاه الإسرائيليين أنفسهم أو باتجاه الحلفاء وإرهاب الأعداء وردعهم ، وقد تصل في أحيان كثيرة إلى حد المبالغة ، وتصطدم بوقائع صلبة ، ومن شأن ذلك أن يرتد سلباً على الجهودالإسرائيلية ، ويتعارض مع المقصد الإبتدائي لتل أبيب وردع أعدائها وهكذا تمنح المبالغة في إظهارالقدرات ، والمصحوبة دائماً بالتهديد المفرط تفسيراً آخر في الحالة الإسرائيلية ، يعبر عن خشية من الحرب أكثر من تأكيده على الانتصار فيها.
الأمر الذي تشير إليه الحقيقة التي ظهرت أخيراً في الكيان الإسرائيلي ، ومن شأنها أن تكشف عن منسوب مرتفع من القلق يعتري المؤسسة السياسية والعسكرية في هذا الكيان حيال الحرب وأثمانها.
كما تكشف هذه الحقائق ، وبشكل أساسي ، أن تل أبيب غير جاهزة حتى الآن على الأقل، لخوض تلك الحرب التي تلوح مهددة بها بمناسبة أو من غير مناسبة.
وظهر هذا جلياًأكثر ، في أعقاب تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، على أن المقاومة قادرة علىضرب أهداف محددة جداً في أي مكان من فلسطين المحتلة،وأن تدمير مبنى في الضاحية يقابله تدمير مبانٍ في تل أبيب ، فهرع المحللون العسكريون في الكيان الإسرائيلي لفهم ما يعني ذلك ، وخلصوا لتحليل أن المقاومة تملك صواريخ الفاتح 110 التي يستطيع الواحد منها أن يحمل شحنة متفجرة تصل إلى نصف طن ، وتبلغ أي نقطة في فلسطين المحتلة هذه الصواريخ التي تجعل من المنطقة الآن،ضمن معادلة سياسية وعسكرية جديدة فقال معلق صحيفة هآرتس للشؤون العسكرية عاموس هرئيل «إن ما قام به نصر الله هو إعلان خطة حزب الله المعدة للرد على عقيدة الضاحية ، أي استهداف مطار بن غوريون وضرب تل أبيب مباشرة رداً على استهداف إسرائيل للبنى التحتية في لبنان» وبحسب معلق هآرتس للشؤون السياسية ، ألوف بن ، فإن «الأمين العام لحزب الله حدد موقفه حيال عقيدة الضاحية الإسرائيلية ، التي تنص على تدمير البنى التحتية اللبنانية إذا تعرضت إسرائيل لهجوم بالصواريخ وطرح «نصر الله» في المقابل ،عقيدة مطار بن غوريون وتل أبيب»
فعندما وضع السيد حسن الخارطة كاملة للشريط السكني في الساحل الفلسطيني في عام ثمانية وأربعين، كان يقصد غوش دان التي تمتد من نتانيا في الشمال ، حتى أشدود في الجنوب بطول 90 كيلو متراً ، ومن البحر، غرباً إلى مدينة أربيا في الشرق بعرض 20 كيلو متراً، وبمساحة إجمالية تبلغ ألفاً وخمسمئة كيلو متر مربع.
عدد سكان هذه البقعة الجغرافية ، مليونا نسمة ، يشكلون ثلث سكان الكيان الإسرائيلي ، وخلال السنوات الأخيرة الماضية، شهدت مدن «غوشدان» نزوحاً كبيراً من المناطق الداخلية ، بهدف العمل والابتعاد عن مناطق الاحتكاك مع جنوب لبنان والمناطق الفلسطينية.
كما أن التقرير المنشور في صحيفةجيروز اليم بوست بتاريخ 1٤-5-2012 والذي يكشف أن جيش الكيان الإسرائيلي صادق على خطة طموحه لإيجاد مواقع بديلة للقواعد والمنشآت العسكرية الحساسة ، التي من المرجح أن يجري استهدافها في الحرب المقبلة ، ومن بينها نقل قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي ، إلى موقع سري في وسط «إسرائيل» كما تكشف الصحيفة أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ، صادق أخيراً على تحصين ما يقرب من عشرة منشآت حيوية حساسة في مختلف المناطق الإسرائيلية بناء على أنواع الصواريخ والتي يمتلكها حزب الله.
وهي عينات ذات دلالات واضحة ، وتؤكد على الإقرار الإسرائيلي بما بات لدى المقاومة من قدرة تدميرية،نوعية ودقيقة قادرة على استهداف
المنشآت والمواقع العسكرية والحيوية الحساسة في الكيان الإسرائيلي ، لكن قبل كل ذلك تشير هذه العينات وأخرى غيرها لم تنشر بعد، لعلها لن تنشر في الكيان الإسرائيلي ، إلى أن تل أبيب غير جاهزة ، كما تدعى ،لخوض الحرب التي تهدد بها اعداءها
http://www.inbaa.com/images/top/inbaah_37.jpghttp://www.inbaa.com/images/top/inbaah_39.jpghttp://www.inbaa.com/images/top/inbaah_40.jpg الأحد 10 يونيو 2012
أبو هاجر القحطاني
2012-06-12, 19:18
مقارنة بين صفقات الأسرى(حزب الله - حماس
سني نيوز : أسامة شحادة : مقارنة بين صفقة الأسرى التي قام بها "حزب الله" سنة 2004 وبين صفقة "حماس" سنة 2011
قامت حركة حماس بعقد صفقة تبادل للأسرى مع إسرائيل، خرج في الدفعة الأولى من الصفقة 450 أسيراً و27 أسيرة، وسيتم لاحقاً الإفراج عن 550 أسيراً، مقابل تسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أُسر لمدة خمس سنوات.
وفيما يلى مقارنة سريعة لفئات الأسرى الذين أطلقت حماس سراحهم بفئات الأسرى الذين خرجوا في صفقة حزب الله سنة 2004[1]، والهدف والغاية من ذلك هو التأكيد على أن صفقة حزب الله كانت صفقة فاشلة بل تكاد توصف بالخيانة رغم كل التطبيل والتزمير الذي حظيت به في وقتها!!
ومما يؤكد فشل أو خيانة صفقة حزب الله أن الجميع يتفق على أن وضع حزب الله في عام 2004 كان أفضل من وضع حماس في 2011 وهو ما أثر على مخرجات الصفقة، ولكن برغم كل هذا فإن المقارنة بين الصفقتين ستكشف عن مقدار الخداع الذي انطلى على الكثيرين في الترحيب وتأييد حزب الله عموماً والصفقة تحديدا
"ميركافا" حرب تموز: "خيال ظل"
بحلول شهر آب 2006 كانت ثمانية ألوية اسرائيلية تحاول التوغل في جنوب لبنان، حيث عمل اللواء (401) في بلدة مركبا، ولواء "ناحال" في بلدة الطيبة، ولواء "غولاني" في ميس الجبل، واللواء (7) في مارون الراس، ولواء المظليين في عيتا الشعب، فضلا عن ثلاثة ألوية من الاحتياط انتشرت عند محور القطاع الغربي.
وقد اعتمد سلاح البر لدى محاولته دخول البلدات اللبنانية على زج جرافات مدرعة في مقدمة التشكيلات، بحيث تقوم هذه الجرافات بفتح الطرق أمام المشاة والدبابات. وقد تحولت هذه الأخيرة الى أهداف ـ رماية للمقاومين ما أفقدها دورها كآلة حربية قادرة على الموازنة بين المناورة والعمل الهجومي.
الميركافا
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/*******/0908/merkava1.jpgكلمة "ميركافا" تعني "المركبة الحربية"، وقد تم اختيار هذا الاسم للدلالة على جمعها عدة خصائص.
صُممت الدبابة من واقع الدروس المستقاة من حرب تشرين 1973، حين أشرف رئيس العمليات في قيادة الأركان الاسرائيلية يسرائيل طال على وضع التصميم، استنادا الى عقيدة القتال الاسرائيلية. علما أن مجموعة من المشاة تواكب الدبابة، اضافة الى طاقمها، حتى لا تنفصل قوات المدرعات عن المشاة الميكانيكية في قتال الثنائي مشاة ـ مدرعات.
بدأ انتاج "ميركافا - 1" استناداً الى الأبحاث التي أجرتها لجان عديدة في الصناعة الحربية الاسرائيلية (IMI)، والتي استهدفت زيادة فاعلية العناصر الثلاثة المكونة لقوة الصدم، وذلك من خلال زيادة قوة نيران الدبابة وتعزيز درعها ليقاوم الصواريخ المضادة للدروع (من الجيل الأول) وزيادة سرعتها وقدرتها على المناورة.
يستطيع الجيل الأول من الدبابة الاسرائيلية حمل ما بين (8) الى (10) أفراد، يتوزعون داخلها بطريقة تسمح لهم بالترجل منها عند اصطدامها بموقع معادٍ.
تم استخدام الجيل الأول من الميركافا للمرة الأولى في الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982.
وجُهزت "ميركافا - 1" بمحرك ديزل ألماني تستخدمه الدبابة الألمانية "ليوبارد - 2" قوته 900 حصان، ومدفع عيار 105 ميلليمتر، ومدى عمل 400 كيلومتر.
"ميركافا ـ 2"
على ضوء تجربة الجيل الأول في بيروت عام 82, تم تطوير "ميركافا ـ 2" بإضافة المزيد من الدروع، وذلك لمواكبة التطوير الذي استحدث في الجيل الثاني من الصواريخ المضادة للدبابات. كما تم تعديل علبة السرعة بزيادة نسبتها 25 في المئة، إضافة الى تطوير نظام إدارة النيران، ولكن المدفع بقي على حاله، أي من عيار 105 ميلليمتر.
"ميركافا ـ 3"
مع بداية التسعينيات من القرن الماضي ظهر الجيل الثالث من الدبابة "ميركافا ـ 3" التي تميزت بنقلة نوعية كبيرة تمثلت في مدفع أملس من عيار 120 ميلليمترا مزود بغطاء حراري يزيد من حمايتها ضد الحرارة والصدمات، وخمسين قذيفة.
وتم تزويد الدبابة ببرج جديد معزز من حيث صفائح التدريع، وحُصّن بسلاسل منيعة تتحطم عليها الصواريخ. وخضع التدريع لثورة تقنية، اذ صار بالإمكان استبدال صفحات الدروع عند الاصابة.
وتم تبديل النظام الهيدروليكي في "ميركافا ـ 3" بنظام إلكتروني وكهربائي متكامل زيادة في الحماية والأمان. كما جُهزت بنظام تحذير دقيق يعمل بالليزر، ويُظهر أي خطر قادم لآمر الدبابة في البرج.
وزُودت حجرة المدفعية بقناة تلفزيونية وبمتعقب آلي للهدف يعمل في الليل والنهار.
وطُور المحرك ليصبح بقوة 1200 حصان، ما رفع سرعة الدبابة الى 55 كيلومترا في الساعة، وزاد مدى عملها من 400 الى 500 كيلومتر. كذلك ارتفع نسق النيران من 8 الى 10 طلقات في الدقيقة.
"ميركافا ـ 4"
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/*******/0908/merkava4.jpgدخلت دبابة "ميركافا ـ 4" التي يبلغ وزنها 65 طنا، طور الانتاج الكامل عام 2001، ودخلت أول كتيبة "ميركافا ـ 4" الخدمة عام 2004.
هي أضخم بقليل من "ميركافا ـ 3"، قادرة على حمل ثمانية جنود من المشاة ومجموعة قيادة وثلاثة جنود مصابين، إضافة إلى طاقم الدبابة المكون من آمر وملقم ورامٍ وسائق. تستطيع الرمي أثناء التحرك على أهداف متحركة، كما تم تجهيزها للرمي على الطوافات المهاجمة مستعملة الذخيرة التقليدية المضادة للدبابات.
برجها يعمل بالكهرباء، وفيه فتحة واحدة للآمر، وهو مزود بمدفع أملس من عيار 120 ميلليمترا مغلف بغلاف حراري لتخفيف التقوّس نتيجة الحرارة.
يمكن لهذا المدفع أن يرمي ذخيرة عالية الطاقة بما فيها القذائف الموجهة، ويمكن للملقم أن يختار نوع القذائف بطريقة نصف آلية.
تحمل الدبابة (48) قذيفة محفوظة كل واحدة منها في حاوية حامية. ويحوي مخزن دوار يعمل كهربائياً عشر قذائف جاهزة للرمي. أما أنواع القذائف المصنوعة في "اسرائيل" فهي:
ـ الفائقة التفجير المضادة للدبابات (Heat-MP-TM325 (CL3105.
- القذائف (APFSDS-T M711(CL3254.
- القذائف (TPCSDS-T M324(CL3139.
ويمكن للمدفع أن يرمي القذائف الفرنسية والألمانية والأميركية عيار 120 ميلليمترا. وزودت الدبابة كذلك برشاشات عيار 7.62 ميلليمتر وهاون عيار 60 ميلليمترا يمكنه أن يرمي قذائف منفجرة ومضيئة يصل مداها الى 2700 متر. وتتضمن مجموعة الحماية نظام إنذار وتحديد الخطر كهرومغناطيسياً.
أما نظام التحكم بالنيران فيتضمن أجهزة فائقة التطور، بما فيها القدرة على كشف الأهداف المتحركة والتسديد عليها، وحتى الطوافات، فيما الدبابة نفسها تتحرك. ويشتمل نظام الحاسب الآلي المتحكم بإدارة الرمي على استقرار خط الرؤية على محورين ومنظار تلفزيون من الجيل الثاني ومتعقب هدف حراري آلي، ومقياس بعدي ليزري ونظام رؤية ليلية حراري مطور، ومؤشر دينامي لزاوية الميل. أما قمرة الآمر فمجهزة بمنظار بانورامي مستقر ليل نهار. ويتضمن نظام العمليات المدمج وصلات اتصال متقدمة وإدارة المعركة.
جُهزت "ميركافا ـ 4" بمحرك ديزل على شكل (7) باثنتي عشرة اسطوانة بقوة 1500 حصان بخاري، وقد ثبت مع خزان وقود في مقدم الدبابة، فيما ثُبت خزانا وقود آخران في المؤخرة. وقد زاد هذا المحرك الجديد قوة الدبابة بنسبة 25 في المئة اكثر من "ميركافا – 3"، علما أن علبة السرعة تتألف من خمس سرعات.
أما الهيكل فقد عرف زيادة في حماية التصفيح الأمامي وتحسيناً في حقل رؤية السائق الذي يستعمل كاميرا للقيادة الى الوراء. كذلك غطي البرج بتدريع خاص تراكبي ما يوجد تباعداً بين التدريعين (المضاف والمضاف اليه). وباتت الدبابة محمية ضد سلسلة كبيرة من الأخطار، بما فيها الصواريخ الموجهة بدقة من الجو والأسلحة المطورة المضادة للدبابات. أما الجانب السفلي للهيكل فجُهز بحماية مدرعة إضافية ضد الألغام. كما تحتوي حجرة الطاقم على نظام تكييف.
..وتبقى تعديلات ما بعد حرب تموز/ يوليو 2006، في الاختبار لأن فشل الميركافا في تلك الحرب أثبت أنها "خيال ظل" في معركة لا يصمد فيها إلا الرجال الرجال بوجه أكثر التكنولوجيات حداثة وتفوق.
شهادة الرجل الثاني في حكومة اولمرت شمعون بيريز أمام لجنة فنيوغراد
بيريز في شهادته أمام لجنة فينوغراد : إسرائيل أصبحت الآن مكسر عصا فهي ليست كسابق عهدها لا تخيف ولا تفاجئ وغير خلاقة لقد فقدت قوة الردع بوجه العرب
ضمن سلسلة شهادات قادة العدو امام لجنة فينوغراد التي شكلت للتحقيق في اسباب اخفاقات العدو الصهيوني في عدوان تموز 2006 ، تنشر "الانتقاد.نت" ، نص شهادة شمعون بيريز ، النائب الاول لرئيس وزراء العدو الصهيوني السابق ايهود اولمرت امام لجنة فينوغراد .
أثارت شهادة شمعون بيريز النائب الاول لرئيس حكومة العدو خلال عدوان تموز 2006 أمام لجنة فينوغراد ، الاستياء في الحلبة السياسية الصهيونية ، بعد نشر مقتطفات منها من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية في آذار (مارس) 2007 ، خصوصا لجهة تأكيده خلالها بأنه عارض قرار شن الحرب على لبنان.
هذا الإعلان عن إفادة الرجل الثاني في حكومة اولمرت أمام لجنة فينوغراد ، احدث زوبعة من الانتقادات التي وجهها مقربون من أولمرت الى بيريز متهمين اياه بانه أيد الحرب في اجتماعات الحكومة ، كما شدد هؤلاء على أن بيريز أثنى خلال الحرب على طريقة أولمرت في اتخاذ القرارات.
في المقابل ، فقد وصفت مصادر سياسية شهادة بيريز امام لجنة فينوغراد بعد نشرها بأنها ضربة شديدة لرئيس الحكومة، معتبرة أن «بيريز دفن أولمرت».
وقال مسؤول كبير لصحيفة «يديعوت أحرونوت» آنذاك إن بيريز «نقل عملياً المسؤولية الى بوابة رئيس الوزراء وحده».
وفي هذا السياق ، كتب المعلق السياسي في «معاريف» بن كسبيت يقول أن «رئيس حكومة اسرائيل يشبه الحيوان الجريح الطريد الذي يحاول تلمس دروب النجاة. حملة الصيد خلف رأس إيهود أولمرت بلغت مراحلها الحاسمة. اصوات المطاردين أصبحت واضحة، بما في ذلك داخل جدران ديوان رئيس الوزراء مُحكمة الإغلاق. اولمرت يجلس هناك لوحده تقريباً منتظراً الأعجوبة. مثل ثعلب هارب يسمع نباح الكلاب المقتربة منه، قافزاً الى الغصن الأعلى من الشجرة ناظراً من هناك الى العالم. من أين سيأتيه الخلاص؟ الجميع يطلبون رأسه: الشرطة، الخصوم السياسيون، الشركاء السياسيون، مراقب الدولة، لجنة التحقيق التي عينها بنفسه، وسائل الإعلام، الجمهور. هو يقف في مواجهة العالم كله. هذا ليس بالوضع السهل، خصوصاً عندما أصبح ابراهام هيرشزون أحد ركائزه النادرة القليلة مقيداً الآن أمام المذبح».
http://www.alintiqad.com/uploaded/essaysimages/*******/0709/shimonpereza2009.jpg
شهادة بيريز امام لجنة فينوغراد
انتقد شمعون بيريز النائب الأول لرئيس وزراء العدو خلال عدوان تموز 2006 طريقة إعلان الحرب على لبنان ، وفي إفادته امام لجنة فينوغراد التي شكلت للتحقيق في اسباب اخفاقات العدو خلال الحرب ، ألقى بيريز بكرة المسؤولية على ثالوث الحرب ايهود اولمرت وعامير بيرتس ودان حالوتس ، لافتا إلى ان المشكلة الأساسية كانت في كيفية اتخاذ قرار الحرب ... وكاشفا بان اولمرت وعامير بيرتس وحالوتس اخذوا القرار وحدهم ، وقال بيريز امام اللجنة :" هم أتوا إلى المجلس الوزاري ومعهم قرار موحد بشن الحرب ، وكان من الصعب إقناع احد منهم بذلك ، فالنقاش مع اولمرت وبيرتس كان غير مجد حينها فلو كان الأمر لي لما ذهبت الى هذه الحرب وما كنت أيضا لأضع قائمة أهداف الحرب ".
وبحكم خبرته السياسية الطويلة خصوصا وانه كان رئيسا لحكومة العدو خلال عدوان نيسان 1996 على لبنان ، وصف بيريز الحرب بانها شيء صعب لا يمكنك السيطرة على ظروفها ، مضيفا امام اللجنة : " في الحرب هنالك دائما مفاجآت وهي مسابقة لارتكاب الأخطاء , والخطأ الأكبر كان الحرب بحد ذاتها ".
ولدى سؤاله من قبل لجنة فينوغراد حول المسار الذي سلكته حرب تموز 2006 على لبنان ، قال بيريز : " لأسفي الشديد ... فالأمور ذهبت من ضياع إلى ضياع ، فحينما يقول ايهود اولمرت ان هدف الحرب هو استعادة الجنديين الاسيرين لدى حزب الله ... أنا لا افهم ما الذي يقصده بذلك ... برأيي ما كانت هناك حاجة لتحديد أهداف للحرب ، لأنك إذا وضعت أهداف فانك تعقد الأمور , إذا قلت أن الهدف الرئيس هو تحرير الأسيرين فانك في واقع الأمر تضع نفسك تحت رحمة حزب الله فلماذا تحتاج لان تقول ذلك ؟. ".
واذا حمّل بيريز جزءا من المسؤولية لجيش كيانه مشيرا الى ان الجيش لم يبد أية جاهزية للحرب وانه دخلها مرهقا كما أنها لم تكن حربه. نفى بيريز تحقيق اية انتصارات خلال الحرب ، ناسبا ذلك الى عدة اسباب منها ان الحرب انطوت على هزيمة نفسية كبيرة جدا ، وهذه الهزيمة نشأت حسب تعبيره عن ان حزب الله تباهى بناطق لا تعوزه الكفاءة هو أمينه العام السيد حسن نصر الله ، مشيرا في هذا الاطار الى ان الأقوال والكلمات في الحرب هي قنابل أيضا ، ومنتقدا في المقابل وجود جوقة من الناطقين بلسان كيانه خلال الحرب, قائلا : " كان لدينا الكثير من الناطقين لكنهم ليسوا خطباء ولا يعرفون كيف يفسرون الأمور".
وفي ختام شهادته امام لجنة فينوغراد اقر النائب الاول لحكومة اولمرت خلال العدوان بالهزيمة امام المقاومة الاسلامية في تموز 2006 بشكل واضح وصريح ، موضحا حجم التداعيات التي ستتركها هذه الهزيمة على كيانه ، فوصف بيريز نتائج الحرب على اسرائيل بانها " كانت صعبة جدا إلى حدود أصبحت فيها إسرائيل الآن مكسر عصا فهي ليست كسابق عهدها لا تخيف ، ولا تفاجأ ، وغير خلاقة لقد فقدت قوة الردع بوجه العرب ... نحن الآن في نظر العالم ضعفاء عما كنا عليه ... والعالم وقف إلى جانبنا لأننا ضعفاء وليس لأننا محقون ".
أبو هاجر القحطاني
2012-06-12, 20:07
ففي غمرة الشعارات الجوفاء، والأسماء الكاذبة، يُطلُّ علينا الغلاة في آل البيت، ومحرّفو القرآن ولاعنو الصحابة، وقاذفو أمهات المؤمنين برؤوسهم ليصوروا للعالم أنهم هم من يقود الأمة الإسلامية التي يلعنون سلفها الصالح ويتبرؤون منهم ليل نهار، ولقد أذهلنا حال كثير من المسلمين المنخدعين بحقيقة حزب الله الشيعي اللبناني، حتى وصل الأمر ببعض جهلة أهل السنة أنهم يدعون إلى تقبيل رأس حسن نصر الله، رئيس هذا الحزب وتتويجه وسامَ البطولة، ولا شك أن هذا من الجهل العظيم بحال هذا الحزب، ودوافعه، وعقيدة المنتمين إليه، وتاريخه الملطخ بدماء الأبرياء.
فرضي الله عن أمير المؤمنين الفاروق –عمر- حين قال: "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا دخل في الإسلام من لا يعرف الجاهلية".
وفي هذه الأيام التي نرى فيها الإشادة ونسمع الثناء البالغ على الحزب ورئيسه نتذكر تلك الأيام التي خرج لنا فيها (الخميني) وأعلن تأسيسه للجمهورية (الإسلامية!) الإيرانية –زعموا- ، فانخدع به خلق كثير من أهل السنة، بل وصل الحال عند بعضهم أن سافر إلى إيران لتهنئة الخميني بقيام تلك الدولة التي ظنوا أنها ستقيم دولة الإسلام ، ولكن ضاعت أحلامهم وتبددت آمالهم عندما تبين لهم ولغيرهم أن هدف (الخميني) هو تأسيس دولة شيعية (طائفية) هدفها وغايتها نشر التشيع في العالم الإسلامي .
مواطن وخلاص
2012-06-12, 20:35
في 2006عندما قصفت اسرائيل الضاحية الجنوبية وخاصة أماكن كان يعتقد بوجود السيد حسن نصر الله
كنت اتابع الجزيرة وكان غسان بن جدو مرتبكا كثيرا وعلامات القلق بادية عليه
ولم يستطع اخفاءها وكان يردد عبرات : لقد قصفت أماكن حساسة بقنابل ضخمة وبضراوة شديدة ونحن في انتظار الجديد
كنت انا شخصيا في ذلك الوقت أقول يا رب احفظ السيد حسن نصر الله يارب خذني مكانه والضربة التي تصيبه أتمنى ان تصيبني وتحفظه
أنا أفديك يا سيد حسن أقسم بالله على هذا والله على ما أقول شهيد
فجأة يظهر غسان بن جدومرة أخرى فرحا ويقول لدي معطيات جديدة وأخبار مؤكدة
أن قيادة حزب الله بخير وأأكد أنها جاءتني معلومات مؤكدة ان السيد حسن بخير
هنالك حمدت الله وعادت إلي الروح
سلمت يا أبا هادي وكلنا فداك
مواطن وخلاص
2012-06-12, 20:47
كتب الإعلامي والكاتب الجزائري، «يحيى أبو زكريا»، في مقالة بعنوان "سماحة السيد حسن نصر الله؛ قراءة في شخصيته" وعالج في هذه المقالة شخصية الأمين العام لحركة حزب الله وإليكم نص المقالة:
"فمازلت أتذكّر وعندما عزيته في بيروت وفي قلب الضاحية الجنوبية بإستشهاد إبنه البار «محمد هادي» وكان ذلك في ساحة عزاء أقيمت في ساحة عامة متاخمة لقناة "المنار" كان الرجل متماسكا بل فرح بعنوان الشهادة لإبنه هادي، بل إنّه طلب من إبنه الذي يلي محمد هادي السيد «محمد جواد» بأن يستلم بندقية أخيه ويستعّد للإلتحاق بجبل "الصافي" وهو الجبل الذي أفرز عمالقة المقاومة الإسلامية أمس واليوم".
لم يتخرجّ سماحة السيد حسن نصر الله من جامعات العالم العربي أو الغربي، ومع ذلك فقد أصبح مرجعا لكل المثقفين و المفكرين وحملة الشهادات العليا الذين يتمنون من أعماق قلوبهم أن يتركوا القلم جانبا و أن يحملوا البندقية مع الأطهار الذين يصنعون لنا أعظم إنجاز حضاري في الراهن العربي.
أبو هاجر القحطاني
2012-06-12, 21:15
كنت اتابع الجزيرة
الم تنتبه وأنت تتابع الجزيرة في تلك الفترة الى انها قناة فتنة وكذب وتحريض
مواطن وخلاص
2012-06-13, 16:46
يا من يصلّي الفجر في حقل ٍ من الألغام..
لا تنتظر من عرب اليوم سوى الكلام...
لا تنتظر منهم سوى رسائل الغرام..
لا تلتفت إلى الوراء يا سيدنا الإمام
فليس في الوراء غير الجهل والظلام
وليس في الوراء غير الطين والسخام
وليس في الوراء إلا مدن الطروح والقزام
حيث الغنيّ يأكل الفقير
حيث الكبير يأكل الصغير
حيث النظام يأكل النظام...
ياأيها المسافر القديم فوق الشوك والآلام
ياأيها المضيء كالنجمة، والسّاطع كالحسام
لولاك مازلنا على عبادة الأصنام
لولاك كنا نتعاطى علناً
حشيشة الأحلام
اسمح لنا أن نبوس السيف في يديك
اسمح لنا أن نجمع الغبار عن نعليك
لو لم تجيء يا سيدنا الإمام
كنا أمام القائد العبري
مذبوحين كالأغنام
سيذكرُ التاريخُ يوماً قريةً صغيرةً
بين قرى الجنوب،
تدعى "معركة"
قد دافعت بصدرهاعن شرفِ الأرض،
وعن كرامة العروبة
وحولها قبائلٌ جبانةٌ
وأمةٌ مفككه
لم يبقَ إلا أنت
تسيرُ فوق الشوكِ والزجاج
والإخوة الكرام
نائمون فوقَ البيضِ كالدجاج
وفي زمانِ الحربِ، يهربون كالدجاج
من رسالة نزار قباني للسيد حسن
"الواشنطن بوست" : نتائج حرب تموز 2006 كانت كارثية على "إسرائيل"
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006 أصبحت الآن من أهم القضايا في وزارة الحرب الأميركية التي تدرس طريقة القتال الأميركية المستقبلية في ظروف مماثلة.
وأضافت الصحيفة ان نتائج حرب تموز 2006 كانت كارثية على "إسرائيل"، ما دفع بعض المسؤولين العسكريين الأميركيين إلى التحذير من خطورة مواجهة الولايات المتحدة لظروف مماثلة لما تعرض له جيش الإحتلال الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة بعثت عشرات الخبراء إلى "إسرائيل" لمقابلة ضباط إسرائيليين شاركوا في الحرب كما أنفقت ملايين عدة من الدولارات لصنع مقلدات تحاكي البيئة التي قاتل فيها حزب الله في الجنوب اللبناني وطريقة قتاله.
وقالت الصحيفة إن الخسارة الإسرائيلية الكبيرة في الجنوب اللبناني أثارت قلق المسؤولين العسكريين الأميركيين ووضعتهم في حيرة بخصوص الخطوات الواجب إتباعها لعدم الوقوع في خسارة كبيرة كتلك التي تعرض لها الإسرائيليون مشيرة في الوقت نفسه إلى الخلافات في الوسط العسكري الأميركي حول هذا الأمر.
وقالت الصحيفة إن عدداً من الخبراء أكدوا ضرورة استعداد الولايات المتحدة لخوض مثل هذا النوع من الحروب في حين حذر البعض الآخر من أن الاستعداد لمثل هذه المعارك سيضعف الأداء الأميركي في الحروب التقليدية.
وفي السياق نفسه قالت الصحيفة إن الخسائر التي ألحقها حزب الله بجيش العدو الإسرائيلي المجهز بأحدث الأسلحة وقدرة أفراد الحزب على استخدام أنظمة الصواريخ الموجهة والمعقدة المضادة للدروع وقدرته على الصمود في الأرض التي يقاتل بها حتى في المعارك التي دامت لأكثر من 12 ساعة متواصلة والتشويش على أنظمة الاتصالات الإسرائيلية وضرب البارجة الإسرائيلية المتطورة ساعر 5 أذهلت الخبراء العسكريين الأميركيين ودفعت بالبعض إلى التحذير من دخول الولايات المتحدة في مثل هذه الحروب على الأقل في الوقت الراهن.
حكايا عدوان تموز: الوصية.. ممنوع أن تُقتل في الظهر
ممنوع أن تُقتل في الظهر
هو العنوان الذي اطلقه "الحاج محمد السيد" وأسمعه للمجاهدين عندما وقف امام جسد ولده الشهيد يوسف محمد السيد ..
يروي لنا الحاج محمد عن دوره الذي كان يؤديه مع من بقي من ابناء بلدته عيتا الشعب فيقول "كنا مجموعة من الرجال أخذنا على عاتقنا رعاية من بقي من أهل البلدة نؤمن الغذاء والماء والدواء لمن يحتاجه، وكان ذلك الأمر محفوفاً بالمخاطر إلا أنه لا بد من القيام به.. زوجتي بقيت معي وأخذت على عاتقها هي أيضاً رعاية العجّز الذين هم أشد الناس حاجة الى الرعاية.. وبعد مضي خمسة عشر يوما على بدء العدوان انطلق الهجوم البري.
جاء ولدي الشهيد يوسف الى حيث كنت وطلب مني الإذن بالذهاب فقلت له أنت لست بحاجة مني الى الإذن، فلو استطيع لذهبت بنفسي معك.. اذهب برعاية الله يا ولدي.. مضى الشهيد يوسف بطريقه نحو رضا الله الذي كان غايته الاولى والاخيرة".
امتزج دم الشهيد بتراب تلك البلدة التي عشقها حيث رفض أن يكون من الذين يرمون من البعيد، بل أصرّ على ان يلتحم مع الجنود الغزاة..
زفّ نبأ استشهاده لأبيه وامه فأصرّ الحاج محمد على الذهاب الى مكان استشهاده حتى يعاين شهادة ابنه بنفسه، وصل اليه ووجده ممدداً على تراب أرضه.. قبّل جبينه وضمه الى صدره وراح يتفحص مكان اصابته فارتسمت على شفتيه ابتسامة ممزوجة بالعز والفخر.. وحين سئل عن سبب ابتسامته قال"كنت قد قلت له إياك ان تصاب بالظهر، هي اصابة من فرّ أو أخذ غدراً".
ثم قال لهم امام جسد ولده: "كرامة لدم يوسف لا تدعوهم يدخلون ويدنسون هذه الارض الطاهرة.. واعلموا ان دم ولدي قد زادني قوة وثباتاً لم أعرفهما من قبل".
هكذا هو شعب المقاومة الذي لا يتعب..
مقاربات حول انتصار المقاومة الإسلامية في معركة الوعي
اقترن شهر شباط بسجل مميّز في الجدول الزمني للمقاومة الإسلامية، سواء على مستوى تنفيذ العمليات العسكرية، أو على مستوى ارتقاء الشهداء في عديد أيامه، إلى درجة كانت قيادة الاحتلال تضع خططاً أمنية وعسكرية خاصة لهذا الشهر، الذي طالما شهد تصاعداً كمياً ونوعياً لعمليات المجاهدين نسبة لباقي شهور السنة، وأبرز هذه الإنجازات عملية الأسيرين التي نفذتها المقاومة الإسلامية بتاريخ 17/2/1986 على طريق كونين - بيت ياحون، وإعدام قائد قوات الاحتلال في جنوب لبنان إيرز غيرشتاين بتاريخ 28/2/1999، فضلاً عن اقتحام المواقع الإسرائيلية واللحدية وأبرزها موقع بئر كلاب بتاريخ 27/2/1998.
وما كرّس فرادة شهر شباط أن أيامه ترصّعت باستشهاد قادة ثلاث للمقاومة الإسلامية، أولهم شيخ شهداء المقاومة راغب حرب بتاريخ 16 شباط 1984 وسيد شهداء المقاومة عباس الموسوي بتاريخ 16 شباط 1992 وقائد الانتصارين الحاج عماد مغنية بتاريخ 12 شباط 2008.
المقاومة ووعي المعركة
هي معركة الوعي التي بدأتها المقاومة الإسلامية منذ انطلاقتها، ولم تكن أدواتها فقط البندقية والصاروخ والعبوة، ولم تكن من أساليبها النفسية فقط إلقاء التحية العسكرية وزرع الراية على دشم المواقع، ولم يكن صداها فقط بث الأفلام المصورة والصور الفوتوغرافية كتوثيق عملاني وتأريخي لإنجازات المجاهدين، بل كانت كل ذلك وفوق ذلك المنهج الجهادي والثقافة الوطنية وعقيدة الاستشهاد وصولاً إلى استنهاض الأمة، ليس أمة الداخل ولا جمهور المقاومة ومريديها فحسب، بل زرع بذور القيام وكسر حاجز الخوف والطمأنينة إلى إمكانية النصر على عدو طالما حسم المعركة نفسياً ومعنوياً قبل إطلاق الرصاصة الأولى. وهذا الوعي هو الذي نما في عقول وقلوب المجاهدين منذ العام 1982 وحتى اليوم، وكان لكل قائد من القادة الشهداء مرحلته ودوره وأثره.
المقاومة في الأثر اللبناني
نجحت دماء الشهداء ولا سيما القادة منهم في بث روح الوعي على مدى سني المقاومة لدى الشعب اللبناني وتاريخه الذي اعتورته شائبة حادثة رمي الورود على جنود الاحتلال في إحدى المناطق الجنوبية، ولكن النبض الحقيقي في وجدان الناس سرعان ما أثمر ثورات شعبية وانتفاضات عارمة عمّت قرى الجنوب كان الشيخ راغب حرب يحرّك جذوتها، وتوّجتها دماء الشهداء في مواجهات بيروت ومداخلها وعملية الاستشهادي أحمد قصير في 11/11/1982 التي أطلقت سلسلة الهزّات الأمنية والعسكرية للعدو، وهو الشهيد الذي خرج من منزل أهل الشهيد القائد عماد مغنية في طيردبا متوجّهاً إلى تنفيذ عمليته النوعية، وتنامى هذا الوعي وأخذ أشكالاً مختلفة من المواجهة العسكرية والأمنية بإدارة ومشاركة مباشرة للقادة ولا سيما الشهيد السيد عباس الموسوي الذي كان يشرف بنفسه على الخطط والإجراءات العسكرية والأمنية، ولا سيما في عملية "الأسيرين" النوعية، وكان سماحته يحرص على وداع المجاهدين قبل انطلاقهم إلى تنفيذ عملياتهم الجهادية كما يكون في استقبالهم، وتكرّس هذا الوعي ليعلن الشعب اللبناني بمعظم شرائحه السياسية والطائفية وقوفه خلف خيار المقاومة ليستكمل الجيش اللبناني، ولا سيما خلال عدوان نيسان 1996، أضلاع المثلث الذهبي في معادلة المواجهة الوطنية الكبرى، ليخوض لبنان معركة الوعي مع الصهاينة في مواقع الهجوم وصنع الفعل وليس في مواقع الدفاع ورد الفعل.
المقاومة في الوعي الإسرائيلي
"الصهاينة رأوا في استشهاد الحاج عماد مغنية إنجازاً كبيراً، ونحن نرى فيه بشارة عظيمة بالنصر الآتي، وهم ظنوا أن بقتله ستنهار المقاومة، ولكنهم مشتبهون تماماً ومخطئون تماماً، كما أخطأوا في قتل الشيخ راغب والسيد عباس. من حرب تموز 2006 ذات الصلة الوثيقة بالحاج عماد مغنية، إلى دمه في شباط 2008، فليكتب العالم كله، وعلى مسؤوليتي، يجب أن نؤرخ لمرحلة بدء سقوط دولة إسرائيل".
هي معادلة أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال بذكرى أربعين الشهداء القادة بتاريخ 28/3/2008، ولا أبلغ من تعبير سماحته عن أثر المقاومة على الوجود الإسرائيلي، ليكمل شرحه للمعادلة نفسها بالقول: "هكذا كان الحال مع الشيخ راغب، قتلوه فتصاعدت المقاومة، وخرجت اسرائيل من العاصمة، من الجبل، من البقاع الغربي، من أغلب الجنوب، باستثناء الشريط المحتل، بفعل دمه الزكي ومقاومته الابية، وليس بالقرارات الدولية، ولا بالتدخل الدولي، الذي لم نر منه دوما إلا دعماً للصهاينة. وهكذا كان الحال مع القائد الشهيد السيد عباس الموسوي، قتلوه وظنوا أن المقاومة ستنهار في قتله، فتصاعدت ورسمت خطها البياني التصاعدي، وبعد سنوات قليلة خرجت مهزومة ذليلة مدحورة في العام 2000 بفعل دمه وبفعل المقاومة التي حملت اسم عباس الموسوي ورايته، وليس بفعل القرارات الدولية ولا المجتمع الدولي"، ليختم سامحته بالتأكيد: "إذا كان دم الشيخ راغب أخرجهم من أغلب الأرض اللبنانية وإذا كان دم السيد عباس أخرجهم من الشريط الحدودي المحتل باستثناء مزارع شبعا، فإنّ دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود إن شاء الله".
المقاومة في الوعي العربي والإسلامي
لطالما تحدث الإسرائيليون عن معركة الوعي مع شعوب المنطقة العربية والإسلامية ولا سيما مع الفلسطينيين واللبنانيين، وسخّروا لأجل ذلك قدرات إعلامية هائلة على مستوى العالم الغربي والعالم العربي وجنّدوا جيشاً من الإعلاميين وخبراء الدعاية والحب النفسية من أجل التأثير المباشر وغير المباشر على الرأي العام في المنطقة بعدما استطاعوا أن يسيطروا على معظم مواقع النفوذ في العالم ولا سيما في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ونجحوا إلى حد كبير في تحوير الحقائق من خلال دفع الرأي العام الدولي إلى "تفهّم" عمليات القتل والبطش والإرهاب والمجازر وهدم البيوت واغتيال القادة والحصار والتجويع، وصولاً إلى إسقاط الوعي العربي والإسلامي وفي الوقت نفسه إفهام الآخرين بأن أمل بهزيمة "إسرائيل"، ولا سيما مع التفاف العالم المستكبر حولها ودعمها سياسياً وعسكرياً وأمنياً في المحافل الدولية ولا سيما في مجلس الأمن.
ولكن الذي جرى مع مسيرة المقاومة الإسلامية وشهدائها ومحطات انتصارها، منذ انتصار تموز 1993 مروراً بانتصار 1996 والتحرير عام 200 وحتى الانتصار الالهي عام 2006، أن المقاومة استطاعت الانتصار في معركة الوعي وكسرت حاجز الخوف الوهمي فاندفعت الشعوب العربية والإسلامية لتعلن إيمانها بإمكانية القيام وتحقيق الانتصار، سواء على مستوى مواجهة المخططات الأميركية أو لجهة القيام ضد أنظمتها الخانعة المستسلمة، وما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وغيرها إلا شواهد على أثر مسيرة المقاومة والشهادة، على الرغم مما يجري من محاولات غربية لاستغلال هذه الثورات وتحوير أهدافها باتجاه تخريب استقرار المنطقة، وعلى الرغم من لعب الدعاية الغربية والإسرائيلية على وتر تشويه صورة المقاومة في لبنان على خلفية الموقف من الوضع في سوريا، إلا أن الشباب العربي على وجه الخصوص لا يزال ينظر إلى السيد حسن نصر الله وحزب الله كرمز من رموز العزة والافتخار لأنه الوحيد الذي استطاع أن يستنهض معنويات الشعوب ونفّذ وعوده وكان صادقاً في مواقفه قولاً وعملاً في هزيمة أسطورة "الجيش الذي لا يقهر".
المقاومة في الخارطة العالمية
وبناءً على كل ما سبق، لم يعد حزب الله والمقاومة الإسلامية رقماً محلياً أو لاعباً في المعادلة الداخلية، بل أصبح رقماً صعباً في المعادلات الاقليمية والدولية، بحيث لم يعد ممكناً تجاوزه في أي معطىً، سياسياً كان أم عسكرياً أم اجتماعياً وحتى على المستوى الاقتصادي، بل وحتى على مستوى مصير المنطقة برمّتها. ولا مبلاغة في هذا القول فقد فرض حزب الله نفسه من خلال أدائه ومواقف قيادته ودوره المحوري على مستوى تأمين الاستقرار الداخلي في لبنان والحفاظ على مقوّمات هذا الاستقرار، فضلاً عن تنسيقه المستمر والفعّال مع مختلف الشرائح الحزبية والسياسة الوطنية والمؤسسات الرسمية والأجهزة الأمنية.
لم يكن لهذه القوة والفعالية أن تأخذ مكانها في الخارطة الداخلية والخارجية لولا قدرة المقاومة الإسلامية ونجاحها في إسقاط مكامن الضعف والخوف في النسيج الوطني إلى جانب الجيش اللبناني في مواجهة "إسرائيل"، وهي الكيان الذي طالما مارس إرهابه السياسي والعسكري والأمني ضد الشعوب والدول العربية والإسلامية، إلا أنه اليوم بات عاجزاً عن اتخاذ أي قرار عسكري، وحتى على مجرد التفكير بشن حرب جديدة على لبنان، وما أدّى إلى تمتين هذا الواقع الممانع وجود محور المواجهة الممتد من فلسطين ولبنان إلى سوريا وإيران.
وانسياقاً مع هذا الواقع، يأتي تأكيد السيد نصر الله المستمر، ومنذ العام 2006 على أن "حزب الله والمقاومة الإسلامية في أتم الجهوزية لمواجهة أي عدوان محتمل أو حرب على لبنان. اليوم بعد أن قتلوا الحاج عماد فليسمعوني جيداً: في أي حرب مقبلة لن ينتظركم عماد مغنية واحد ولا عدة آلاف من المقاتلين، لقد ترك لكم عماد مغنية خلفه عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين المجهزين الحاضرين للشهادة".
مقاربات حول انتصار المقاومة الإسلامية في معركة الوعي
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2012/0212/moqawama-1.jpg
اقترن شهر شباط بسجل مميّز في الجدول الزمني للمقاومة الإسلامية، سواء على مستوى تنفيذ العمليات العسكرية، أو على مستوى ارتقاء الشهداء في عديد أيامه، إلى درجة كانت قيادة الاحتلال تضع خططاً أمنية وعسكرية خاصة لهذا الشهر، الذي طالما شهد تصاعداً كمياً ونوعياً لعمليات المجاهدين نسبة لباقي شهور السنة، وأبرز هذه الإنجازات عملية الأسيرين التي نفذتها المقاومة الإسلامية بتاريخ 17/2/1986 على طريق كونين - بيت ياحون، وإعدام قائد قوات الاحتلال في جنوب لبنان إيرز غيرشتاين بتاريخ 28/2/1999، فضلاً عن اقتحام المواقع الإسرائيلية واللحدية وأبرزها موقع بئر كلاب بتاريخ 27/2/1998.
وما كرّس فرادة شهر شباط أن أيامه ترصّعت باستشهاد قادة ثلاث للمقاومة الإسلامية، أولهم شيخ شهداء المقاومة راغب حرب بتاريخ 16 شباط 1984 وسيد شهداء المقاومة عباس الموسوي بتاريخ 16 شباط 1992 وقائد الانتصارين الحاج عماد مغنية بتاريخ 12 شباط 2008.
المقاومة ووعي المعركة
هي معركة الوعي التي بدأتها المقاومة الإسلامية منذ انطلاقتها، ولم تكن أدواتها فقط البندقية والصاروخ والعبوة، ولم تكن من أساليبها النفسية فقط إلقاء التحية العسكرية وزرع الراية على دشم المواقع، ولم يكن صداها فقط بث الأفلام المصورة والصور الفوتوغرافية كتوثيق عملاني وتأريخي لإنجازات المجاهدين، بل كانت كل ذلك وفوق ذلك المنهج الجهادي والثقافة الوطنية وعقيدة الاستشهاد وصولاً إلى استنهاض الأمة، ليس أمة الداخل ولا جمهور المقاومة ومريديها فحسب، بل زرع بذور القيام وكسر حاجز الخوف والطمأنينة إلى إمكانية النصر على عدو طالما حسم المعركة نفسياً ومعنوياً قبل إطلاق الرصاصة الأولى. وهذا الوعي هو الذي نما في عقول وقلوب المجاهدين منذ العام 1982 وحتى اليوم، وكان لكل قائد من القادة الشهداء مرحلته ودوره وأثره.
المقاومة في الأثر اللبناني
نجحت دماء الشهداء ولا سيما القادة منهم في بث روح الوعي على مدى سني المقاومة لدى الشعب اللبناني وتاريخه الذي اعتورته شائبة حادثة رمي الورود على جنود الاحتلال في إحدى المناطق الجنوبية، ولكن النبض الحقيقي في وجدان الناس سرعان ما أثمر ثورات شعبية وانتفاضات عارمة عمّت قرى الجنوب كان الشيخ راغب حرب يحرّك جذوتها، وتوّجتها دماء الشهداء في مواجهات بيروت ومداخلها وعملية الاستشهادي أحمد قصير في 11/11/1982 التي أطلقت سلسلة الهزّات الأمنية والعسكرية للعدو، وهو الشهيد الذي خرج من منزل أهل الشهيد القائد عماد مغنية في طيردبا متوجّهاً إلى تنفيذ عمليته النوعية، وتنامى هذا الوعي وأخذ أشكالاً مختلفة من المواجهة العسكرية والأمنية بإدارة ومشاركة مباشرة للقادة ولا سيما الشهيد السيد عباس الموسوي الذي كان يشرف بنفسه على الخطط والإجراءات العسكرية والأمنية، ولا سيما في عملية "الأسيرين" النوعية، وكان سماحته يحرص على وداع المجاهدين قبل انطلاقهم إلى تنفيذ عملياتهم الجهادية كما يكون في استقبالهم، وتكرّس هذا الوعي ليعلن الشعب اللبناني بمعظم شرائحه السياسية والطائفية وقوفه خلف خيار المقاومة ليستكمل الجيش اللبناني، ولا سيما خلال عدوان نيسان 1996، أضلاع المثلث الذهبي في معادلة المواجهة الوطنية الكبرى، ليخوض لبنان معركة الوعي مع الصهاينة في مواقع الهجوم وصنع الفعل وليس في مواقع الدفاع ورد الفعل.
المقاومة في الوعي الإسرائيلي
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2012/0212/moqawama-2.jpg
"الصهاينة رأوا في استشهاد الحاج عماد مغنية إنجازاً كبيراً، ونحن نرى فيه بشارة عظيمة بالنصر الآتي، وهم ظنوا أن بقتله ستنهار المقاومة، ولكنهم مشتبهون تماماً ومخطئون تماماً، كما أخطأوا في قتل الشيخ راغب والسيد عباس. من حرب تموز 2006 ذات الصلة الوثيقة بالحاج عماد مغنية، إلى دمه في شباط 2008، فليكتب العالم كله، وعلى مسؤوليتي، يجب أن نؤرخ لمرحلة بدء سقوط دولة إسرائيل".
هي معادلة أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال بذكرى أربعين الشهداء القادة بتاريخ 28/3/2008، ولا أبلغ من تعبير سماحته عن أثر المقاومة على الوجود الإسرائيلي، ليكمل شرحه للمعادلة نفسها بالقول: "هكذا كان الحال مع الشيخ راغب، قتلوه فتصاعدت المقاومة، وخرجت اسرائيل من العاصمة، من الجبل، من البقاع الغربي، من أغلب الجنوب، باستثناء الشريط المحتل، بفعل دمه الزكي ومقاومته الابية، وليس بالقرارات الدولية، ولا بالتدخل الدولي، الذي لم نر منه دوما إلا دعماً للصهاينة. وهكذا كان الحال مع القائد الشهيد السيد عباس الموسوي، قتلوه وظنوا أن المقاومة ستنهار في قتله، فتصاعدت ورسمت خطها البياني التصاعدي، وبعد سنوات قليلة خرجت مهزومة ذليلة مدحورة في العام 2000 بفعل دمه وبفعل المقاومة التي حملت اسم عباس الموسوي ورايته، وليس بفعل القرارات الدولية ولا المجتمع الدولي"، ليختم سامحته بالتأكيد: "إذا كان دم الشيخ راغب أخرجهم من أغلب الأرض اللبنانية وإذا كان دم السيد عباس أخرجهم من الشريط الحدودي المحتل باستثناء مزارع شبعا، فإنّ دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود إن شاء الله".
المقاومة في الوعي العربي والإسلامي
لطالما تحدث الإسرائيليون عن معركة الوعي مع شعوب المنطقة العربية والإسلامية ولا سيما مع الفلسطينيين واللبنانيين، وسخّروا لأجل ذلك قدرات إعلامية هائلة على مستوى العالم الغربي والعالم العربي وجنّدوا جيشاً من الإعلاميين وخبراء الدعاية والحب النفسية من أجل التأثير المباشر وغير المباشر على الرأي العام في المنطقة بعدما استطاعوا أن يسيطروا على معظم مواقع النفوذ في العالم ولا سيما في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ونجحوا إلى حد كبير في تحوير الحقائق من خلال دفع الرأي العام الدولي إلى "تفهّم" عمليات القتل والبطش والإرهاب والمجازر وهدم البيوت واغتيال القادة والحصار والتجويع، وصولاً إلى إسقاط الوعي العربي والإسلامي وفي الوقت نفسه إفهام الآخرين بأن أمل بهزيمة "إسرائيل"، ولا سيما مع التفاف العالم المستكبر حولها ودعمها سياسياً وعسكرياً وأمنياً في المحافل الدولية ولا سيما في مجلس الأمن.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2012/0212/moqawama-3.jpg
ولكن الذي جرى مع مسيرة المقاومة الإسلامية وشهدائها ومحطات انتصارها، منذ انتصار تموز 1993 مروراً بانتصار 1996 والتحرير عام 200 وحتى الانتصار الالهي عام 2006، أن المقاومة استطاعت الانتصار في معركة الوعي وكسرت حاجز الخوف الوهمي فاندفعت الشعوب العربية والإسلامية لتعلن إيمانها بإمكانية القيام وتحقيق الانتصار، سواء على مستوى مواجهة المخططات الأميركية أو لجهة القيام ضد أنظمتها الخانعة المستسلمة، وما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وغيرها إلا شواهد على أثر مسيرة المقاومة والشهادة، على الرغم مما يجري من محاولات غربية لاستغلال هذه الثورات وتحوير أهدافها باتجاه تخريب استقرار المنطقة، وعلى الرغم من لعب الدعاية الغربية والإسرائيلية على وتر تشويه صورة المقاومة في لبنان على خلفية الموقف من الوضع في سوريا، إلا أن الشباب العربي على وجه الخصوص لا يزال ينظر إلى السيد حسن نصر الله وحزب الله كرمز من رموز العزة والافتخار لأنه الوحيد الذي استطاع أن يستنهض معنويات الشعوب ونفّذ وعوده وكان صادقاً في مواقفه قولاً وعملاً في هزيمة أسطورة "الجيش الذي لا يقهر".
المقاومة في الخارطة العالمية
وبناءً على كل ما سبق، لم يعد حزب الله والمقاومة الإسلامية رقماً محلياً أو لاعباً في المعادلة الداخلية، بل أصبح رقماً صعباً في المعادلات الاقليمية والدولية، بحيث لم يعد ممكناً تجاوزه في أي معطىً، سياسياً كان أم عسكرياً أم اجتماعياً وحتى على المستوى الاقتصادي، بل وحتى على مستوى مصير المنطقة برمّتها. ولا مبلاغة في هذا القول فقد فرض حزب الله نفسه من خلال أدائه ومواقف قيادته ودوره المحوري على مستوى تأمين الاستقرار الداخلي في لبنان والحفاظ على مقوّمات هذا الاستقرار، فضلاً عن تنسيقه المستمر والفعّال مع مختلف الشرائح الحزبية والسياسة الوطنية والمؤسسات الرسمية والأجهزة الأمنية.
لم يكن لهذه القوة والفعالية أن تأخذ مكانها في الخارطة الداخلية والخارجية لولا قدرة المقاومة الإسلامية ونجاحها في إسقاط مكامن الضعف والخوف في النسيج الوطني إلى جانب الجيش اللبناني في مواجهة "إسرائيل"، وهي الكيان الذي طالما مارس إرهابه السياسي والعسكري والأمني ضد الشعوب والدول العربية والإسلامية، إلا أنه اليوم بات عاجزاً عن اتخاذ أي قرار عسكري، وحتى على مجرد التفكير بشن حرب جديدة على لبنان، وما أدّى إلى تمتين هذا الواقع الممانع وجود محور المواجهة الممتد من فلسطين ولبنان إلى سوريا وإيران.
وانسياقاً مع هذا الواقع، يأتي تأكيد السيد نصر الله المستمر، ومنذ العام 2006 على أن "حزب الله والمقاومة الإسلامية في أتم الجهوزية لمواجهة أي عدوان محتمل أو حرب على لبنان. اليوم بعد أن قتلوا الحاج عماد فليسمعوني جيداً: في أي حرب مقبلة لن ينتظركم عماد مغنية واحد ولا عدة آلاف من المقاتلين، لقد ترك لكم عماد مغنية خلفه عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين المجهزين الحاضرين للشهادة".
17-02-2012
عدوان تموز من خمسة محاور
بقلم سماحة الشيخ ماهر حمود(*)
لقد كان عدوان تموز أو انتصار تموز الإلهي (كما سماه سماحة أمين المقاومة وقائدها الرائد السيد حسن نصر الله حفظه المولى)، لقد كان هذا النصر الإلهي المؤزر المبين محطة فارقة في تاريخنا المعاصر، ومن حيثما تطلعنا اليه ومن أي زاوية كان، فسنرى أنه كان كذلك بلسان اصدقائنا أو اعدائنا. ويكفي قول الشاعر في ذلك:
شمائل قد شهد العدو بفضلها والفضل ما شهدت به الأعداء
إن كان هنالك من لا يرى هذا النصر وأثره على الأمة ككل فهذا شأنه، فهو واحد من اثنين: إما جاهل غشيت عيناه فلم يستطع أن يرى الحقائق، وإما حاقد يكابر ويعاند ويغالب قناعته ونفسه، كما فعل الكفار مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بل كما فعل الكفار مع جميع الأنبياء قبله، فوصفهم تعالى بقوله:
(قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون). الأنعام 16.
فليس اصرار الكافر أو الجاحد او المعاند على أمر ما يعني انه مقتنع بذلك، ولكن له أسبابه التي يعرفها من يقرأ بعينين ويسمع بأذنين ويعقل بقلبين (كما تقول العرب للواعي والفاهم). ولنحاول أن نرى كيف انعكس هذا النصر على كل المحاور.
أولاً: لبنانياً: لقد كان الموقف المسيء والمؤلم الذي أصرّ عليه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، التركيز على أن سبب الحرب كان خرق حزب الله للخط الأزرق ومخالفة قوانين اللعبة، وخطف الجنديين الاسرائيليين من داخل حدود فلسطين المحتلة.. ولقد كانت هذه الذريعة التي صدقها بعض اللبنانيين وكرروها بشكل مستمر خلال العدوان وبعده، بل حتى بعد عام من الانتصار، أي في الذكرى الأولى للانتصار، أيضاً على لسان الرئيس السنيورة.. لقد كان هذا الموقف الذريعة من أشد ما آلم المقاومين وجمهور المقاومة، ولا شك أنه جعل الكثيرين يحملون حزب الله المسؤولية الكاملة عن نتائج هذا العدوان. ولقد رأينا كيف كان استقبال النازحين من مناطق العدوان الى المناطق الآمنة، قد غطى الناحية الاجتماعية والانسانية بشكل معقول، الا ان الموقف السياسي جاء ليطعن المقاومة في ظهرها ويعرقل سعيها ويفت في عضدها، خاصة عندما انبرى فريق من اللبنانيين فاجتمعوا في فندق البريستول وطالبوا بنزع سلاح المقاومة والعدوان مستمر والمقاومة صامدة والانتصارات تتوالى بإذن الله تعالى. لقد كان هذا الموقف قمة "الخيانة" للمقاومة وحضيض المواقف التي لا يمكن أن تكون مقبولة بأي شكل من الأشكال، وجاءت الصياغة للقرار الدولي المقدم والذي سُمي في ما بعد القرار 1701، حيث وافقت أطراف دولية رئيسة على تعبير عدم الظهور المسلح جنوب الليطاني، فيما أصرّ فريق الحكومة اللبنانية على لفظة نزع سلاح المقاومة جنوب الليطاني.
أما على الصعيد الشعبي والتعاطف الكامل مع المقاومة فإن كل هذه الترهات لم تغير الموقف الشعبي، وجاءت خطب السيد نصر الله حفظه المولى كالماء يروي العطشان: محطات بارزة تروي العطاشى وتوضح الرؤية وتشد العزم، ويكفي بعد كل هذا التهويل الداخلي ان جاء تقرير فينوغراد الاسرائيلي ليتجاهل تماماً خطف الجنديين وانتهاك الخط الأزرق وما الى ذلك، وأكد عملياً ونصاً ما قاله سماحة الامين العام: ان هذا العدوان كان قد خطط له وكان مقرراً له أن ينفذ في الخريف وعلى حين غرة، فجاءت عملية خطف الجنديين ثم العدوان لتقرّب موعد المعركة والمقاومة مستنفرة واعية.. ولو ترك الأمر للتوقيت الاسرائيلي لأُخذت المقاومة على حين غرة.
ثانياً: عربياً: أيضاً ومن نفس المنظور وبتكامل واضح خرج الموقف السعودي سريعاً بعد العدوان ليتهم المقاومة بأنها تقوم بمغامرة غير محسوبة النتائج. وكان واضحاً أن هذا الموقف كان قد رتب له بشكل واضح تماماً، مع فوارق بالأحجام وبعض الأسماء والتفاصيل، كما كان العرب جميعاً يعلمون أن القرار قد اتخذ لإنهاء المقاومة الفلسطينية في العام 1982، وأعدت العدة لاستقبال هذا القرار وكان العرب جميعاً تقريباً وعاء لهذا القرار وحاضناً له، وسارت الأمور كما خطط لها وقتها. الموقف السعودي ثم المصري والعربي بشكل عام جاء سريعاً ليؤكد ان الأمر كان قد خطط له ودبر بليل، وأبلغ المعنيون به وكان على العرب ان ينتظروا النتائج الحاسمة للقرار الاسرائيلي باجتثاث المقاومة في لبنان، كما أُخرجت المقاومة الفلسطينية من بيروت، ولكن خاب ظنهم، والحمد لله رب العالمين انتصرت المقاومة بحول الله تعالى.
ثالثاً: أميركياً: كان من الواضح والكل يعلم ذلك ويؤكده ان الاميركي كان صاحب القرار الرئيسي في هذه الحرب، ورأينا (غونداليزا رايس) تأتي في أول العدوان وتجتمع مع قيادات 14 آذار في عوكر لتقول لهم: اطمئنوا، النتائج محسومة، لن يعود هنالك مقاومة بعد الآن، القضية تحتاج الى أسبوع على الأكثر، المطلوب فقط الانتظار.. وسارت الأمور على عكس وعود الشيطان.. فإذا الأسبوع يصبح اسبوعين وإذا الأسبوعان يصبحان ثلاثة، وهكذا حتى وصلنا الى 33 يوماً من الصمود والتصدي والبطولات ليعلن العدو الاسرائيلي ومن خلفه الاميركي عجزه عن الاستمرار في المعركة.
أجمع المراقبون أن كل الحروب الاسرائيلية كانت تحصل بالقرار الاسرائيلي بالتنسيق مع الادارة الاميركية، اما هذه الحرب بالذات فكانت بقرار أميركي وتنفيذ اسرائيلي، على الأقل من حيث اطالة أمدها واستمرارها كل هذا الوقت، فقد كان واضحاً ان الاسرائيلي رغب في وقف العدوان بعد اسبوع من بدايته، ولكن الاميركي ضغط عليه واستمر العدوان طوال الأيام المعروفة. كان الاميركي يخشى على (سمعته) بين حلفائه، ولكنه لم ينقذها، والحمد لله رب العالمين، وكان النصر للمقاومة نصراً على الاسرائيلي وعلى الاميركي معاً، ومن معهما بالتأكيد.
رابعاً: اسرائيلياً: يكفي أن نقرأ الاسم الاسرائيلي لهذه الحروب حتى نعلم أهميتها بالنسبة الى الكيان الصهيوني.. حرب لبنان الثانية، يعني ان الاسرائيلي لا يعتبر اجتياح 1978 ولا عدوان 1993 (تصفية الحساب) ولا (عناقيد الغضب في 1996) ولا أي عملية اخرى، لا يعتبر شيئاً من كل ذلك على أهميته القصوى، لا يعتبرها حروباً، بل لعلها عمليات محدودة ومعارك "جانبية").. انه يعتبر اذن ان اجتياح 1982 ثم عدوان تموز ـ آب 1996 هما الحربان اللتان خاضهما العدو الاسرائيلي في لبنان، وأن يقول العدو هذا بنفسه معنى ذلك أنه حضر لهذه الحروب وسخر لها قواه كلها، ولكنه فشل. معنى ذلك ان على المراقب ان يعي حجم هذا الانتصار بالمقدار الذي عول عليه العدو نفسه، فهل من مدكر؟
طبعاً.. من المؤكد ـ والله أعلم ـ ان هذه الحرب "الثانية" سُميت كذلك اسرائيلياً لأنه كان مخططاً لها ان تقسم الجنوب من محور الطيبة وادي الحجير لتحاصر المقاومة وتُصفى بشكل كامل. ومن الواضح اذن ان الانتصار البري على العدوان في وادي الحجير كان امراً عظيماً جداً لأنه قضى على الهدف الاسرائيلي الرئيسي على ما يبدو.
وهنا لا بد من اشارة الى الشعار الدائم للمقاومة المأخوذ من القرآن الكريم: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى).. الأنفال 17
لقد قدر الله للمقاومين الأبطال أن يحصلوا على هذا السلاح البسيط (صاروخ الكورنيت) وقاذف 27 على ما يقولون، هذا السلاح الذي لا يخطئ تقريباً والذي لم يحسب له العدو أي حساب، فكان ما كان من مجزرة الدبابات وكانت ضربة قاسمة للعدوان، ولسنا بحاجة الى ان ندخل بجدل حول عدد الدبابات التي دمرت في يوم واحد، فلقد تم سحبها كلها، ولكن المؤكد ان هذه المعركة قضت على أي أمل اسرائيلي في التقدم العسكري بالآلات والجحافل، فيه كان المقاومون الأبطال في مارون الراس وبنت جبيل يقومون بواجبهم الكامل في صد المشاة الاسرائيليين، وكان صموداً رائعاً ربانياً ملائكياً، حيث شهد عددا من جنود العدو بأنهم رؤوا فرساناً بيضاً على جياد بيضاء يقاتلون بالسيوف مع المقاومين، وليس ذلك على الله بعزيز.
لعل بعضنا لم ينتبه الى أهمية ان يسمى العدو عدوان تموز "حرب لبنان الثانية"، فلننتبه الى ذلك.
خامساً: فلسطينياً: برأينا المتواضع ان نصر تموز لم يكتمل الا بانتصار المقاومة في فلسطين في نهاية العام 2008 وبداية 2009، حرب 22 يوماً هذا النصر المؤزر المبين الذي يكمل انتصار لبنان ويعطيه البعد المطلوب عقيدياً وسياسياً واستراتيجياً، حيث يتكرر السيناريو من حيث التواطؤ العربي والاميركي والاوروبي، ومن حيث تصديق الذرائع الاسرائيلية، ومن حيث تثبيط عزائم المقاومين الخ.
انه هناك فارق تفصيلي، فإذا كان عدوان تموز على لبنان قد تم بأمر اميركي وتنفيذ اسرائيلي وتواطؤ عربي، فإن العدوان على غزة كان بقرار اسرائيلي ـ عربي مشترك وبتنفيذ عربي ـ اسرائيلي مشترك، حيث كان اغلاق معبر رفح وسائر المعابر مع مصر حرباً حقيقية معلنة لا تقل ضراوة عن القصف والغارات والمواجهات، كما قوطع مؤتمر الدوحة الذي كان من شأنه أن يخفف قليلاً من المعاناة الفلسطينية، وتوقف العدوان العسكري الاسرائيلي، ولا يزال العدوان العربي مستمراً بإغلاق المعابر.
وهنالك بعض التشكيك في انتصار المقاومة في لبنان، فأي تشكيك يمكن ان ينال الانتصار في غزة حيث يريد الانتصار في غزة عن انتصار لبنان بأمور هامة:
1 ـ رقعة الأرض الفلسطينية منبسطة مكشوفة، وفي لبنان جبال ووديان وأنفاق الخ..
2 ـ رقعة الأرض الفلسطينية محدودة، ورقعة الأرض في لبنان أوسع.
3 ـ كانت المقاومة في لبنان تتمتع بخيط دعم معقول برغم القصف الاسرائيلي وقطع الجسور، ولكن المقاومة في غزة محاصرة من قبل العدوان بسنوات.
4 – لقد حوربت المقاومة في لبنان من زاوية مذهبية وحوصرت بهذا الشعار، وكان الحصار عاملاً مساعداً للعدو وفي غزة، وليس هنالك من حصار مذهبي وإن كانوا قد حاولوا افتعاله وأفلحوا جزئياً وليس بشكل كبير.
5 – وفوارق اخرى لا يفترض الحديث عنها:
بالتأكيد ودون أدنى شك لقد كان انتصار غزة تتمة لانتصار لبنان، هذا نقرأه في التحليل الاسرائيلي وفي الموقف العربي وفي نفوس المقاومين الذين اعتبروا أنفسهم شيئاً واحداً في مارون الراس كما في الشجاعية، وفي بنت جبيل كما في بيت حانون، المقاومة مذهبنا والجهاد سبيلنا والاسلام يجمعنا ولن يفلحوا في شق صفنا باذن الله.
أتصور أن من يقرأ هذه القراءة المتأنية من هذه المحاور الخمسة لا يمكن الا ان يعي أهمية هذا الانتصار المدوي الذي يجب أن نضعه في سياقه التاريخي والعقيدي السليم، حيث لا يمكن اعتبار أي معركة مع العدو الصهيوني الذي يجب أن نضعه في سياقه التاريخي والعقيدي السليم، حيث لا يمكن اعتبار أي معركة مع العدو الصهيوني منفصلة عن الوعد الرباني القاطع بزوال اسرائيل ودخول المسلمين الى المسجد كما دخلوه أول مرة. وبكلام الحجر منفصلة عن الوعد الرباني القاطع بزوال "اسرائيل" ودخول المسلمين الى المسجد كما دخلوه أول مرة، وبكلام الحجر والشجر في المعركة الفاصلة المرتقبة التي نص عليها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والتي توافق العقيدة الصهيونية ـ التلمودية ـ التوراتية الجازمة بأن الكيان الصهيوني يعمر ما بين 40 الى 80 عاماً على الأكثر.
هذه جرعات من الوعي تصب في عقول ونفوس المؤمنين من أمتنا الذين يعتقدون فعلاً بالقرآن أنه كلام الله الحق وجرعات من التأكيد على الخوف الاسرائيلي الدائم والمستمر من الكيان الصهيوني. وبالتأكيد لقد اكتمل هذا الانتصار المزدوج لبنان ـ غزة بوقوف الرئيس أحمدي نجاد على منبر الأمم المتحدة ليعلن من هنالك من حيث أعطيت "اسرائيل" الشرعية الدولية المزعومة ليعطي لانتصارات المقاومة في فلسطين ولبنان البعد العقيدي العميق والبعيد ويصبه في قالب سياسي دولي معاصر.
هكذا نفهم انتصار تموز ومن كان يراه من زاويته الضيقة ومن موقعه المتخاذل ومن خلال استسلامه للضعف العربي والقوة الاسرائيلي ـ الاميركية المتفوقة، فنحيله الى قوله تعالى:
(انهم يرونه بعيداً ونراه قريباً) المعارج 6 – 7 صدق الله العظيم.
(*)إمام وخطيب مسجد القدس في صيدا
في تلك الحرب قتل اكثر من الف لبناني مقابل ستة اسرائيليين هذا هو الانتصار عندكم
بل مقابل 214 عسكري صهيوني والمقاومة زفت للجنة 120 شهيدا و1200 شهيد مدني وأغلبهم أطفال و نساءفإياك وشهادة الزور
في 2006عندما قصفت اسرائيل الضاحية الجنوبية وخاصة أماكن كان يعتقد بوجود السيد حسن نصر الله
كنت اتابع الجزيرة وكان غسان بن جدو مرتبكا كثيرا وعلامات القلق بادية عليه
ولم يستطع اخفاءها وكان يردد عبرات : لقد قصفت أماكن حساسة بقنابل ضخمة وبضراوة شديدة ونحن في انتظار الجديد
كنت انا شخصيا في ذلك الوقت أقول يا رب احفظ السيد حسن نصر الله يارب خذني مكانه والضربة التي تصيبه أتمنى ان تصيبني وتحفظه
أنا أفديك يا سيد حسن أقسم بالله على هذا والله على ما أقول شهيد
فجأة يظهر غسان بن جدومرة أخرى فرحا ويقول لدي معطيات جديدة وأخبار مؤكدة
أن قيادة حزب الله بخير وأأكد أنها جاءتني معلومات مؤكدة ان السيد حسن بخير
هنالك حمدت الله وعادت إلي الروح
سلمت يا أبا هادي وكلنا فداك
حفظك الله و رعاك أخي الكريم
و حفظ سيد المقاومة الإسلامية السيد حسن نصر الله من كل سوء لقد تنبه العدو أنه أخطأ خطأ كبيرا لما اغتال السيد عباس الموسوي رحمه الله و نحسبه عند الله شهيدا و لا نزكي على الله عز وجل احدا لأن العدو فتح المجال للشاب حسن نصر الله بقيادة حزب الله و بالتالي فتح عصرا جديدا من الإنتصارات بدأت بالعمليات النوعية إلى تحرير سنة 2000
كان الله في عون رجال الله في حزب الله
و انا اقولها صراحة
سني مالكي جزائري و أفتخر بأن أقبل رأسك يا أبا هادي
مشكور مواطن ونص و مشكور زمزوم حفظكم الله تعالى و اعلما أن الحق لا يتبعه آكلوا الحرام و من نبت لحمهم من سحت و ربا
و لا يتبعه الكثير من الناس فالطائفة التي تكون على حق يكون عددها قليل في عهد الفتن
أبو هاجر القحطاني
2012-06-22, 22:18
الدين الرافضي ينتشر بشكل خطير في المجتمع الجزائري
مواطن وخلاص
2012-06-23, 12:08
الدين الرافضي ينتشر بشكل خطير في المجتمع الجزائري
رغم اني لا أوافقك الرأي
أنت وغيرك لا تريدون أن تفهموا أن الموقف السياسي لا يعني الموقف الديني
ليس كل من يحبون نصر الله وايران هم بالضرورة شيعة
وليس كل من يقف مع المعارضة هو بالضرورة سني
أنت بهذا تسيئ لدينك ومذهبك دون ان تدري
ألم تسأل نفسك لماذا ينتشر التشيع في الجزائر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أرجوا الإجابة
شهادة وزير الثقافة والعلوم في حكومة اولمرت أمام لجنة فنيوغراد
بينيس لفينوغراد : تجربتنا مُرّة مع المستنقع اللبناني كلما تحركنا أكثر غرقنا بشكل أسرع
ضمن سلسلة شهادات قادة العدو امام لجنة فينوغراد التي شكلت للتحقيق في اسباب اخفاقات العدو الصهيوني في عدوان تموز 2006 ، تنشر "الانتقاد.نت" ، نص شهادة أوفير بينيس ، وزير الثقافة والعلوم في حكومة ايهود اولمرت ، امام لجنة فينوغراد .
قد تكون شهادة وزير الثقافة والعلوم في حكومة ايهود اولمرت التي قادت الحرب على لبنان في تموز عام 2006 ، الاكثر تعبيرا عن طريقة ادارة العدو للحرب ، والاكثر دقة في فهم وتوصيف الواقع اللبناني المر بالنسبة لجيش العدو الصهيوني .
ففي شهادته أمام لجنة فينوغراد، ناقض وزير الثقافة والعلوم في حكومة ايهود اولمرت اوفير بينيس شهادة ايهود اولمرت ، لجهة اشارته الى أنه لم يك ثمة خطة للحرب لدى القيادة العسكرية عندما وقعت الحرب في 12 تموز 2006 ، واذ وصف بينيس ما حصل بانه كان رد فعل تطور بعد ذلك إلى ما وصل إليه ، قال :" اعتقد أننا جررنا الى هذه الحرب دون أن نتخذ قراراً بهذا الشأن ... بنظري ما حصل كان رد فعل تطور بعد ذلك إلى ما وصل إليه ".
وعن موقفه من شن العدوان على لبنان في تموز 2006 ، اعتبر بينيس بان ذلك كان يجب ان يتم على قاعدة ضرورة الرد كي لا يُفسر السكوت على أنه ضعف، معللاً موقفه المؤيد لما وصفه بالرد باعتقاده أنه يجب تُنيَفَّذ هجمات جوية واسعة وقاسية، بهدف استعادة قوة الردع الإسرائيلية.
وجول تفاصيل اتخاذ قرار الحرب على لبنان اوضح بينيس امام لجنة فينوغراد :" أنه خلال أول جلسة تلت عملية أسر الجنديين في 12 تموز، لم يك خيار ضبط النفس وارداً لدى أي من الوزراء ولا حتى عندي»، مشيراً إلى «أنه لم يكن واضحاً للجميع ما هي نقطة الخروج من الحرب، وما هي مدة الحملة "، مضيفا بأنه " لم يك بامكان أحد عرض سيناريو دقيق لها " ، ولافتا الى ان "الحكومة قررت تأييد الحملة كما هي».
وفي إشارة إلى طريقة اتخاذ القرارات في حكومة اولمرت خلال مسار الحرب من دون أي نقاش أو اعتراض ، وصف الوزير بينس أعضاء المجلس الوزاري الأمني في حكومة اولمرت بالـ«ختم المطاطي»،. مشيرا الى أن إسرائيل انجرّت لهذه الحرب من دون أن تتخذ قراراً بهذا الشأن ، وكاشفا أنه علم شخصيا بخطة الجيش الإسرائيلي للحرب من وسائل الإعلام .
ورداً على سؤال لجنة فينوغراد ، عن وصفه التفكير بالدخول البري إلى لبنان بـ«الكابوس»، شبه بينس لبنان بالمستنقع فقال : « أُشبه لبنان بالمستنقع. كلما تحركت أكثر غرقت أكثر وأسرع، هذه مواصفات المستنقع. إذا جلست بهدوء فثمة احتمال بأن ينقذوك، وكلما تحركت غرقت أكثر وأسرع».
كما تطرق بينيس إلى «استراتيجية الخروج» من الحرب، فكشف أنها كانت تستند إلى ضغط المجتمع الدولي لإنهاء الحرب، بيد أن المفارقة ظهرت عندما لم يتحرك أحد للضغط على اسرائيل لوقف العدوان، بل لتشــجيعه. وفي هذا الاطار اوضح بينيس ان «القيادة السياسية افترضت أنه لن يكون أمامها متسع من الوقت للعمل، لذلك يجب العمل حتى يوقفنا المجتمع الدولي ، لكن ببساطة لم يوقفنا أحد، وهذا ما حدث. ليس فقط أن أحداً لم يوقفنا، بل شجعونا». وتابع بينس قائلا : «في مرحلة معينة تطورت نظرية مفادها أنه علينا إرغام العالم على إرغامنا على وقف الحرب وتوجيه ضربات شديدة للبنان من أجل إثارة العالم للضغط على إسرائيل».
وحدد بينيس أهداف العدوان من وجهة نظره بثلاثة امور هي : «الرد من أجل إعادة قدرة الردع وضرب مخازن الأسلحة التابعة لحزب الله، وإمكان إعادة الجنديين الأسيرين».
وحول ما يخص تقدير الوزراء الإسرائيليين لطبيعة الرد من حزب الله، قال بينيس: «لا أعتقد أن أحداً من الوزراء أدرك في جلسة 12 تموز كيف ستكون كثافة الهجمات الصاروخية وحجمها»، ومع ذلك أكد أن الوزراء الإسرائيليين «كانوا يدركون أن حزب الله سيرد على الغارات الإسرائيلية بقصف الجبهة الداخلية الإسرائيلية»، مشيرا الى أنه تمت مطالبة الوزراء في بداية الحرب بالمصادقة على تنفيذ حملة عسكرية «شديدة، لكن محدودة، لا حرب بأي حال من الأحوال، ولا حملة عسكرية واسعة النطاق بأي حال من الأحوال».
من جهة اخرى ، كشف بينس عن سوء تقديرات الوضع لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية مشيرا الى انها «كانت مقتنعة بأن حزب الله لن يطلق صواريخ كاتيوشا في الساعات الـ 48 الأولى، بينما اطلق في الواقع 200 صاروخ كاتيوشا».
وفي ختام شهادته امام لجنة فينوغراد ، لخص بينس هزيمة كيانه في لبنان على ايدي المقاومة الاسلامية بكلمتين مختصرتين " تجربتنا مرة في لبنان "، فبعد اشارته الى أنه أيد تنفيذ عملية عسكرية جوية لا برية بعدما تأكد وحصل على إيضاحات من رئيس الوزراء إيهود أولمرت ، برر ذلك بعبارة صريحة توضح مدى خشية العدو من الغرق في الوحل اللبناني فقال «تجربتنا مرة في العمليات البرية بلبنان».
إنزالات بعلبك تربك القوة الجوية وتزيد من انهيار المعنويات على كل الجبهات
تستغل القيادة العسكرية في أي حرب كل فرصة تسنح لها لإثبات قدرتها على تنفيذ ضربة خارج خط المواجهة وداخل خطوط العدو، وبهذا ترفع معنويات خطوطها الهجومية والدفاعية وتزيد من تماسك الجبهة الخلفية.
رئيس أركان حرب العدو خلال العدوان قرر خوض هذه التجربة بناء على معلومات "مؤكدة ودقيقة" عن وجود الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في منطقة البقاع، وتحديداً في محيط مستشفى دار الحكمة، وربما داخلها.. لكنه لم يحسب حساب "العدو".. الماهر في اصطياد طرائده..
ففي اليوم الحادي والعشرين أمضى الإسرائيليون سبع ساعات في محاولة للهروب من الهزيمة على جبهة الجنوب فقرروا تنفيذ إنزال في مدينة بعلبك.
لكن حساب الحقل لم ينطبق مع حساب البيدر، لأنه كما عادة هذه المدينة والمناطق المحيطة بها سهلاً وجبلاً.. غلالها عامرة بالوفاء والخير.. سبع ساعات خاضت فيها المنطقة المقصودة حرباً ضروساً أطلقت خلالها الطائرات الحربية والمروحية والاستطلاع الصهيونية آلاف القذائف، ونفذت في ظل القصف العنيف عمليتي إنزال في شمال غرب المدينة وشرقها.
دار الحكمة
عملية الإنزال الأولى جرت في محيط مستشفى دار الحكمة الواقع عند مدخل بعلبك الغربي الشمالي، والذي أفرغ من المرضى والأطباء والموظفين منذ بدء العدوان، لكونه يشكل هدفاً للعدو. وفي خطوة احترازية استبق العدو عملية الإنزال بقصف للطريق الدولية من عدة اتجاهات لقطع الطريق ومنع أي إمدادات.
ثم جرى تنفيذ الإنزال لفرقة بلغ عددها حسب الرواية الإسرائيلية 200 عنصر ينتمون إلى وحدة النخبة. فجوبهت القوة وسقط لها خلال المواجهات إصابات عدة أكدتها بقع الدم داخل المستشفى، حيث أمكن للقوة أن تدخل بعد مجابهة عنيفة وغارات اعتبرت من أعنف غاراته لسحب عناصره بعد أن باءت محاولاتهم بالفشل.. فالهدف كان سراباً.
أما في حيثيات الهدف، فالعدو كان يعتقد أن قيادياً ما من حزب الله يوجد داخل المستشفى، وبالتالي فالصيد بدا ثميناً.. ومن الممكن ان يشكل رافعة لمعنويات الجيش المهزوم. لكن حتى اليوم لم يتمكن العدو من معرفة ما الذي حصل؟ وما هي نسبة دقة المعلومات التي حصل عليها؟ وهل ضُلل أم استُدرج الى فخ؟
بعدما تبين خلو المستشفى جن جنون العدو، فأغارت الطائرات الحربية على كل شيء تحرك في كل محور غربي وشمالي بعلبك، مستهدفة السيارات والفانات والأطفال والنساء والرجال الذين حاولوا أن يبحثوا عن أماكن أكثر أمناً من منازلهم، فمنهم من هرب من بيوت الخيش في سهل بلدة إيعات للاختباء في إحدى الجور المجاورة، كحال عائلة طلال الشبلي (سورية الجنسية) التي ذهب منها سبعة شهداء، وعائلتي جمال الدين ومقداد من بلدة وادي الصفاء (الجمالية)، وكانوا يحاولون الانتقال إلى مكان أكثر أمناً (سقط منهم أيضاً سبعة شهداء).
والشهداء هم: طلال شبلي (40 عاماً)، وزوجته مهى شعبان العيسى (35 عاماً)، وأولادهما محمد (3 سنوات)، اسماء (5 سنوات)، مهند (13 سنة)، مؤيد (15 سنة)، ومصعب. (كما أصيب أيضاً مثنى وبتول الشبلي بجراح خطرة).
وفي بلدة وادي الصفا استهدف قصف الأباتشي مكسيم جمال الدين (17 عاماً) ومالك جمال الدين (28 عاماً) عند محاولتهما الانتقال الى منزل عمهما، فأصيبا إصابات مباشرة واستُشهدا على الفور. وخرج عوض قاسم جمال الدين (56 عاماً) وابنه حسن لمحاولة إنقاذ محتملة، فاستهدفهما صاروخ أدى إلى استشهادهما. في حين استهدفت طائرة أخرى منزل ناجي محسن جمال الدين (45 عاماً) فاستشهد مع ابنه محمد (13 عاما) وجاره حسين يوسف المقداد، وأصيب في الغارة عوض مصطفى جمال الدين.
كما أدت الغارات على محيط المستشفى الى استشهاد ثلاثة أشخاص هم طاقم الطوارئ المولج بحراسة المستشفى: عاطف أمهز ووسام ياغي ورضا مدلج. واستهدفت الطائرات المروحية سيارة على الطريق العام ما أدى الى استشهاد المواطنة نسرين سلوم وجرح علي عبد الله سعيد وحسن ناصيف وبشير نون وعلي أحمد مرتضى ومحمد حسين سلهب ولينا حسين جمال الدين.
الجمالية وحسن نصر الله
هل انتهى دور القوة الآتية من بعيد بعد السقوط في "كمين" دار الحكمة؟ لا، ففي المعلومات ان حسن نصر الله موجود في العسيرة.
انتهز العدو الفرصة وعمد الى عملية انزال ثانية في محور العسيرة شرق مدينة بعلبك، الذي كان تعرض الى أوسع عملية تدمير للمنازل السكنية، ودخل عناصر العدو الى منزل أحمد العوطة وباغتوا سكانه والجيران الذين احتموا فيه من صواريخ الغارات واختطفوا خمسة مواطنين مدنيين هم: حسن نصر الله وابناه بلال ومحمد، وصهرهما حسن البرجي، ومحمد شكر وصاحب المنزل أحمد العوطة. بعد المسير مسافة طويلة من أجل الوصول الى نقطة الالتقاء مع القوة الجوية لنقل الأسرى ترك الصهاينة محمد حسن نصر الله وطلبوا منه العودة، ثم ما لبثوا أن أطلقوا النار عليه بغية قتله، لكنه نجا بأعجوبة.
تجدر الإشارة إلى ان جنود العدو عمدوا بعد تكبيل الأسرى الى حبس النساء في غرفة وطلبوا منهن عدم مغادرة المكان إلا بعد نصف ساعة، ولكن إخلاء النسوة المكان عند مغادرة العدو للمنزل، أنقذهن من مجزرة حقيقية، إذ عمد الإسرائيليون إلى قصف المنزل وتدميره بعد دقائق من إقلاع الطائرة المروحية.
اما الحكاية فلم تنتهِ هنا.. فالأمين العام لحزب الله في طريقه الى تل أبيب وعدسات الصحافيين تبرق بانتظار اللقطة الأولى لحسن نصرالله مكبلاً!!
ولكن كما قلنا في البداية، حسن نصر الله لم يكن حسن نصر الله.. وكان على حالوتس الدخول مجدداً الى المستشفى بسبب ألم في معدته، سببه أسر سميّ الأمين العام لحزب الله.. فالضربة لم تكن فاشلة فقط، بل كانت إخفاقاً جديداً لسلاح الجو الذي يتحدر منه قائد الأركان، وبالتالي فإن الفشل سينسحب على حالوتس.. فهل تعلم الدرس جيداً؟
إنزال بوداي
لم يتعلم حالوتس الدرس، فبعد أن أعلن وقف العمليات العسكرية في لبنان وبعد ان تكشفت هزيمة العدو خلال 33 يوما، حاول ان يعوض بعض ما فاته بإنزال دار الحكمة, فأقدم فجر السبت الواقع فيه 19/8/2006 على عملية انزال كبيرة في منطقة بوداي الواقعة غربي مدينة بعلبك وسط تحليق مكثف للطيران الحربي والمروحي، فأرسل قوة كومندوس خاصة إلى منطقة سهل بوداي ظنا منه ان المقاومين بعد وقف العمليات الحربية قد استسلموا للراحة، الا ان المجاهدين كانوا ما يزالون على أهبة الاستعداد، فوقعت القوة الخاصة الصهيونية في كمين محكم ودارت اشتباكات عنيفة استخدم خلالها المجاهدون مختلف انواع الاسلحة، سقط نتيجتها للقوة المهاجمة قتلى وجرحى، وتأكد مقتل ستة منهم, بينهم المسؤول المباشر عن عملية اختطاف الأسير المحرر الحاج مصطفى الديراني. وعندها تدخلت طائرات العدو لمساندة القوة المستهدفة ولإخراجها من ساحة المعركة.
وتحت غطاء كثيف من النيران عملت هذه الطائرات على إجلاء المصابين والقتلى، ومن ثم الانكفاء عن المنطقة مخلفة وراءها الكثير من الأدوات الطبية التي استخدمت في إسعاف جنود العدو المصابين، فيما لم يصب أي من المجاهدين بأذى.
تفاصيل إنزال بوداي
بدأ التمهيد لعملية الإنزال بعد سلسلة من الغارات الوهمية نفذتها الطائرات الحربية بدءا من الساعة التاسعة والنصف من مساء الجمعة على علو منخفض جدا شملت كل قرى غربي بعلبك، ثم ما لبثت ان أنزلت مروحيات العدو مجموعة من نخبها العسكرية في المنطقة الواقعة بين عيون السيمان وأفقا، وبقيت هذه القوة مرابطة حتى حوالى الساعة الثالثة من فجر السبت، ثم انطلقت بسيارات من نوع شيفروليه عسكرية ويرتدون لباس الجيش اللبناني, انطلقت تحت ظل طائرات الاستطلاع متخذة طريقا ترابية قريبة من مزرعة الضليل وصولا إلى بلدة السعيدة.
وعند الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة رُصدت من قبل مجاهدي المقاومة الإسلامية الذين نصبوا لها كمينا عند مثلث السعيدة بوداي العلاق، وعند وصول القوة إلى نقطة المكمن حاولت إيهام احد عناصره بأنها قوة صديقة، لكن الامر لم يلتبس على عناصر الكمين، فبادروا إلى إطلاق النار على السيارتين فأصابوهما إصابات مباشرة وأوقعوا فيهما ثمانية إصابات بين قتيل وجريح، ما أجبرهما على تغيير وجهة سيرهما. وهنا تدخلت باقي الكمائن المنتشرة في سهل بوداي وباشرت بإطلاق النار باتجاه القوة الإسرائيلية، وعلى الفور تدخلت المروحيات والطائرات الحربية بعنف وقصفت محيط القوة وأمنت حزاما ناريا حمت خلاله قوة الكومندوس من محاولات الإجهاز على من تبقى منها.
وألقت المروحيات عشرات الصواريخ على كل الأجسام في محيط وجود القوة، وبسبب كثافة النيران التي أطلقها المجاهدون باتجاه الطائرات والكومندوس لم تتمكن مروحيات الأباتشي برغم حداثتها وقدرتها القتالية من إصابة أي موقع أو أي فرد من أفراد المقاومة، برغم استمرار المواجهات ستا وأربعين دقيقة.
وبعد إفشال الإنزال الذي بحسب الظاهر كان يهدف إلى عملية أمنية, عمل مجاهدو المقاومة على الكشف على مكان الاشتباكات ومكان هبوط المروحية وسط حصيد القمح، فعثروا على تسع بقع دماء كبيرة في أماكن مختلفة وبعض الأشلاء المتناثرة وبوصلة لتحديد مكان القوات وأدوات لتركيب الأمصال وأجهزة للتنفس الاصطناعي ومخدر للألم ومضادات حيوية وضمادات جروح وأدوات متنوعة، إضافة إلى حقن وأنابيب.
مما لا شك فيه أن قصة إنزال بوداي سيرويها جنود نخبة العدو إلى زملائهم لأخذ العبر مستقبلا.
السيد نصرالله يعلق على إنزال بعلبك
سماحة السيد حسن نصر الله علق على الإنزال في بعلبك فقال: الإنجاز الثاني المهم الذي حققه العدو هو الكوماندوس الليلي على مدينة بعلبك، هذا الكوماندوس الليلي الذي عرضت علينا في التلفزيون بعض مشاهده. هم قاموا بإنزالين هناك، والإنزالان في اطراف مدينة بعلبك وليس في قلب مدينة بعلبك، يعني في جوار أو يستهدف مستشفى دار الحكمة التي هي في اطراف المدينة. والإنزال الثاني في حي في أطراف مدينة بعلبك.
الإنزال الاول استهدف مستشفى انظروا الى هذا الانجاز العظيم، قوة كوماندوس اسرائيلية عشرات الطائرات الحربية والمروحية تنزل جنودا وضباطا لمهاجمة مستشفى في أطراف مدينة بعلبك وليس لمهاجمة موقع عسكري ويدخلون الى المستشفى وهي مستشفى ويقولون انهم دخلوا الى المستشفى للحصول على معلومات مهمة مخبأة هناك، ومع ذلك هم دخلوا المستشفى وأطلقوا النار في غرفها وألقوا القنابل اليدوية في غرفها، وهذا في كل الاحوال هو اخفاق عسكري وإخفاق معلوماتي لعدة ساعات بقي هذا الانزال وبقيت المواجهة في محيط المستشفى التي بدأت بمبادرات من المقاومين او المجاهدين الذين يوجدون عموماً في تلك المنطقة، وهو إخفاق معلوماتي ايضاً.. انزال عظيم يستهدف مكان ثم يتبين ان ليس فيه احد من القياديين وليس فيه احد حتى مدير المستشفى غير موجود وليس فيه احد من جرحى المقاومة.. تصوروا إنزال ويريدون اخذ جرحى المقاومة وهم يعجزون عن مواجهة شباب المقاومة في بنت جبيل وعيتا الشعب والطيبة، ولكنهم ينزلون في المستشفى ليأسروا جرحى المقاومة. والمفاجأة كانت ان المستشفى خال إلا من كادر من أربعة او خمسة اشخاص كحالة طوارئ، لأننا كنا نتصرف على قاعدة أنه لا يوجد حرمات ولا محرمات ولا قيم اخلاقية لهذا العدو، وبالتالي هذه المستشفى كان يمكن ان تتعرض للقصف او لأي تهديد آخر.
الإنزال الثاني كان في احد الاحياء المجاورة لمنطقة جبلية في مدينة بعلبك، وهناك ايضاً قام سلاح الجو قبل الانزال بتدمير عدد من المنازل المحيطة والقريبة من المنزل المستهدف، ثم أنزل ضباطه وجنوده ليدخلوا الى منزل مدني تجتمع فيه مجموعة من العائلات ورجال ونساء وأطفال ليقوم بخطف عدد من هؤلاء الرجال وكل القصة ما هي؟ خطأ في الاسم، أنا أعرف ونحن كلبنانيين لدينا هذه المشكلة، انه أحياناً في المطار وعلى الحدود يجري توقيف احد ما يتم احتجازه، ونتيجة ان لديه اسماً مشتركاً مع اشخاص آخرين وقد يأخذوا وقتهم للتدقيق لمعرفة اسم الاب او الام وتاريخ الولادة، وهل هو الشخص المقصود، اليوم عملية عظيمة جداً وكوماندوس كبير جداً يجري في ذلك الحي من مدينة بعلبك ويستهدف رجلاً كبيراً وعزيزاً وصاحب عائلة ورجل مكب على عائلته، ذنبه الوحيد ان اسمه حسن نصر الله.
هذه هي استخبارات العدو، هذا هو موساده وعظمته الأمنية، وهذا هو جيشه العظيم وبالتالي يخطف هؤلاء المدنيين.
الشيخ يزبك
وتحدثت معلومات ان الانزالات استهدفت الشيخ محمد يزبك الذي علق في حديث لـ"الانتقاد" أيضاً:
إن العدو الإسرائيلي هو من كبر حجم الموضوع، انا لي شرف ان اكون الى جانب المقاومين، هذه رغبتي وما أحبه، مع الأسف لم أوفق في ان أكون معهم في المواجهات. الاسرائيلي حاول جاهداً ان يعمل شيئاً في هذا الباب بهدف ضرب المقاومة وحزب الله.. ولكن الحمد لله لم يوفقوا، لكن دائماً كنت مع المقاومين فقلبي وهواي معهم وكنت أدعو لهم بالليل والنهار وفي صلاة الليل، وببعض الدموع كنت أتحسر لأن أكون معهم، نحن نفهم من اليوم الأول الذي اخترنا فيه هذا الطريق، اننا في أي لحظة سنواجه العدو، وبالتالي لم يتغير بالنسبة لنا أي شيء لا الإنزال ولا المطاردة.
هل شعرت بانتصار آخر على الإسرائيلي عندما لم يستطع النيل من شخصكم؟
حقيقة لم يقدم او يؤخر شيئاً عندي بقدر ما ان المقاومة هي التي انتصرت عليه طبيعي شعرنا بأن الله معنا.
نحن كنا نخوض معركة علينا جميعاً، فالإخوان الذين سقطوا في المواجهات ان في الجنوب او في مستشفى الحكمة ومحيطها بالنسبة لي مشاعري تجاههم واحدة، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، والحمد الله الإخوة الذين جاهدوا واستشهدوا أعطونا معنويات، وفتحوا عيوننا على واقع جديد ورؤية جديدة للمستقبل، وما دام الإنسان مع الله فلا يبالي أوَقَع على الموت ام وقع الموت عليه.
أكبر عملية إنزال توقفت لحظة تدمير الطائرة
"الوعد" الذي فاجأ العدو في أجواء "مريمين"
... وفي اليوم الثاني والثلاثين كانت المفاجأة... في الجو هذه المرة
بعد ثلاث سنوات على الحرب الإسرائيلية على لبنان لا تزال أسماء القرى الجنوبية تحتل حيزاً في ذاكرة كل من تابع ورصد وعاش الأيام الثلاثة والثلاثين بين 12 تموز/ يوليو و14 آب/ أغسطس 2006 في لبنان والعالم العربي وربما في بلدان العالم أجمع.
في عيتا ومارون وعيترون وبنت جبيل كانت المواجهات البطولية لمجاهدي المقاومة، وفي وادي الحجير كانت مجزرة الميركافا وتحول الحلم الإسرائيلي المدرع إلى كابوس، أما في "ياطر" فكان سقوط "اليسعور" المروحية العسكرية الإسرائيلية التي تحولت منذ الثاني عشر من آب 2006 إلى "طائرة ياطر" أو "طائرة وادي مريمين".
في مساء ذلك اليوم وعند تلة مريمين غربي ياطر أسقطت المقاومة المروحية الإسرائيلية وهي من نوع "شينوك" اسم المصنّع الأساس، الأميركي، أما "يسعور" وهو اسمها العبري فيعني "الدبّور".
في روايات نقلت عن مجاهدين فإن هؤلاء أسقطوا المروحية "مش بصاروخ" بل "بنص صاروخ"، فقد كان المقاومون يكمنون لجنود الاحتلال في طرف ياطر الغربي حيث نفذت ما بين 13 و15 مروحية ناقلة جند عملية إنزال بري، وكانت كل ناقلة جند تحميها اثنتان أو ثلاث من مروحيات الأباتشي، الطائرة التي استهدفت كانت إحدى ناقلات الجند التي كانت تهم بالإقلاع، اما الصاروخ الذي استهدفها فجديد من نوع "وعد"، وقد اعترف الجيش الإسرائيلي حينها بسقوط الطائرة وأفيد أن خمسة كانوا على متنها سقطوا قتلى.
سقطت فوق ياطر خلال الساعات القليلة بعيد سقوط الطائرة ما لا يقل عن خمسة آلاف قذيفة، أراد الإسرائيليون من خلال إحراق البلدة البحث عن إنجاز معنوي بأي ثمن يعوضهم عن خسارتهم لكنهم عبثاً حاولوا.
الرواية الاسرائيلية
أما في الرواية الإسرائيلية فيقول أحد الجنود الصهاينة عن لحظة إسقاط "اليسعور" "نزلنا من الطائرة التي هبطت في اعماق لبنان يلفها ظلام دامس، وشرعنا في المسير غربا باتجاه الهدف المحدد في حين اقلعت طائرتا يسعور متجهة غربا نحو اهدافها، وكان من الممكن مشاهدة ظلالها على ضوء القمر المكتمل، ونحن نشد رحالنا الى هدفنا فجأة سمعنا صوت انفجار يشبه ذلك الذي يحدث عند انطلاق زجاجة مضغوطة، فتجمدت كافة القوات التي تم انزالها لمشاهدة ما يحدث، ورأينا الصاروخ يضرب محركات اليسعور، وأضاء اللهب الوردي والاصفر الذي انطلق بقوة من المحركات المنطقة، وجنحت بما يشبه السفينة الغارقة، واخذ الوقود والقنابل الضوئية التي على متنها بالتفجر".
واضاف: "لقد استغرق الامر اقل من عشرين ثانية، لكننا احتجنا الى ساعات لإدراك ما حدث، بعد لحظات من سقوط المروحية اقتربت منها طائرة إنقاذ مستعينة بالكثير من بالونات التضليل التي أطلقتها لتضليل الصواريخ، لكن الخوف من صواريخ إضافية أجبرنا على إلغاء عمليات الإنقاذ الجوي، وعمل رجال المظليين على حماية منطقة السقوط وجثث الطاقم التي كانت تعج برجال حزب الله"، وتابع يقول "بسبب هذه الصواريخ ألغيت عمليات الإنزال التي كانت مقررة تلك الليلة".
أصداء سقوط الطائرة
في الثالث عشر من آب 2006 تصدّر حدث إسقاط الطائرة صفحات الصحف في لبنان وخصوصاً أنه حصل في خضم وقائع ميدانية برز خلالها تفوق المقاومة على العدو الذي شهد في الثاني عشر من آب ما لم يعهده في يوم واحد منذ حرب العام 1973، فقد قتل في ذلك اليوم نحو عشرين جندياً وضابطاً إسرائيلياً، وجرح أكثر من 120 جريحاً ودمرت 39 دبابة ميركافا.
في الصورة المقابلة أي في الصحف الإسرائيلية كان أيضاً الحدث سقوط الطائرة، وبينما كانت الصحف اللبنانية تتحدث عن إنجاز للمقاومة كان المعلقون والمحللون الإسرائيليون يوجهون الانتقادات اللاذعة لهذا السلاح الذي خسر في حربه على لبنان أربع طائرات، "اليسعور" وثلاث من نوع اباتشي، كما أصيبت مروحية خامسة اثناء المواجهات مع المقاومة في معارك مارون الراس بنت جبيل، وتحطمت مقاتلة من نوع "اف 16" اثناء اقلاعها من جنوب فلسطين لضرب اهداف داخل لبنان. كذلك خسر العدو طائرة استطلاع بدون طيار اثناء تحليقها فوق المرتفعات الغربية لجبال لبنان، وقد وردت هذه الأرقام في إحدى مقالات كبير المعلقين الإسرائيليين في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف الذي توفي بعد عام على الحرب الإسرائيلية.
ولعل كل ما قيل عن سلاح الجو أو بالأحرى كل الانتقادات التي وجهت إلى أدائه خلال وعقب حرب تموز 2006 تنبع من كونه يشكل العنصر الأكثر فاعلية في الجيش الإسرائيلي، خصوصاً بعد تجربتي حربي 1967 و1982 لذلك فإن لهذا السلاح الأولوية في ميزانية "جيش الدفاع" لما يمثله من أهمية في عقيدة "إسرائيل" الهجومية، إذ تسعى دائما الى تحقيق التفوق النوعي عدا عن قيامها بتحديث هذا السلاح بشكل متواصل اقتناعا منها بأنه أكثر الأسلحة أماناً لأداء المهمات.
ولهذا فإنه على مدار أيام العدوان وفي ظل الفشل الإسرائيلي المتواصل شكل سلاح الجو الوسيلة الوحيدة للعدو للتعويض عن خسائره في الميادين الأخرى، فكانت أن أطلقت الطائرات الإسرائيلية خلال 33 يوماً من الحرب الشاملة على لبنان ما فاق عدد الصواريخ الذي أطلقته خلال اجتياح العام 1982 بحسب ما أشار إليه الصحفي الأميركي شارلز غلاس في إحدى مقالاته.
ولكن السحر انقلب على الساحر فاستمر سقوط الصواريخ على الكيان الصهيوني وفشل سلاح الجو في تحقيق أحد أهم أهدافه. وإذا كان من إنجازات لسلاح الجو فيمكن إيراد المجازر وأكثر من 60% من البنية التحتية المدمرة، أما الحديث عن إنجازات أخرى لها علاقة بالتأثير على المنظومة الصاروخية للمقاومة فيبقى بعيداً عن الواقع، وهو ما كان واضحاً في تقرير لجنة فينوغراد الذي انتقد سلاح الجو لكون "الغارات أدت إلى سقوط عدد كبير من المدنيين دون أن تتمكن من القضاء على حزب الله".
إلى جانب ذلك شكل هاجس امتلاك المقاومة صواريخ مضادة للطائرات عنصراً مؤثراً إلى حد ما على أداء سلاح الجو الإسرائيلي حيث كانت تخشى طائراته الانخفاض كي لا تصاب بنيران المقاومة، وهو ما أدى إلى نقص كبير في إمدادات الأكل والمواد التموينية والذخيرة لجنود العدو بحسب ما نقل أحد المواقع الإخبارية الإسرائيلية الناطقة باللغة الروسية، وقد تجنب العدو بعد إسقاط الطائرة إرسال المروحيات التي كانت تحمل على متنها فرق الكوماندوس.
في البر، والبحر والجو كانت مفاجآت المقاومة ترسم ملامح الانتصار، فيما العدو الإسرائيلي يعيش حالة التخبط والإرباك نتيجة عجز سلاح الجو ليس فقط عن حسم المعركة، بل حتى عن تحقيق جزء معتدّ به من الأهداف، وهو ما دفعه إلى القول "إذا كانت جيوش العدو قد امتنعت في السابق حتى عن عملية حربية محدودة انطلاقاً من الاعتقاد بأنها لا تملك حلاً لمشكلة المدرعات وسلاح الجو الإسرائيليين، فإن الوضع قد تغيّر الآن من النقيض إلى النقيض، مع إثبات إمكان تدمير المدرعات بواسطة صواريخ مضادة للدروع مطوّرة، فيما قدرة سلاح الجو على الحسم بعيدة".
كادر
"اليسعور" مروحية من نوع "شينوك سي اتش 47" وهي من تصميم شركة بوينغ الأميركية، وتعتبر "الشينوك" ويعني اسمها الرياح العاتية من ناقلات الجند الضخمة، وقد دخلت قيد الاستعمال منذ حرب فيتنام في العام 1966.
يبلغ طولها نحو 22 مترا، وعرضها نحو أربعة أمتار، وتتسع لنحو أربعة وستين جنديا مع عتادهم، ويمكن أن تحمل آليات من نوع "هامر" وناقلة جنود من نوع "أم 113"، وهي الطائرة نفسها التي استخدمت في إنزال أنصارية وأصيبت بقذيفة هاون في العام 1997.
المجاهدون يروون لحظة تدمير اليسعور:
انفجرت مرتين قبل أن تتحول حطاماً
يروي أحد المجاهدين لـ"الانتقاد" عن ليلة الثاني عشر من آب ليلة إسقاط "اليسعور" قائلاً: "أكثر من 15 مروحية كانت تنفذ عملية الإنزال في ياطر، ظن هؤلاء أن المنطقة خالية بعد جولات القصف العنيف، استدرجناهم وبدأنا بحصارهم. وفجأة ظهرت قافلة جديدة من الطائرات المروحية تحمي طائرة ضخمة جداً محملة بالمؤن والجنود، وفي تمام الساعة التاسعة وأربعين دقيقة من ليل السبت 12 آب وبنداء الله أكبر وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى أطلق مجاهد صاروخ "الوعد" فانفجرت "الشينوك" أو "اليسعور" كما يسميها العدو في السماء، لتعود وتنفجر مرة أخرى قبل وصولها إلى الأرض لكثرة ما فيها من الذخائر والعتاد، ولتتناثر قطع اللهب على مساحة لا يقل قطرها عن نصف كيلومتر مربع"، ويتابع المجاهد: "وصرنا نكبر ونكبر وتلال البلدة تردد التكبير من كل حدب وصوب وكأننا أصبحنا بحالة هستيرية غير آبهين بما ينهمر علينا من قذائف وحمم من الطيران والقصف المدفعي، ولم يصب أحد والحمد لله ساعتئذ".
ويضيف "تابعنا عملنا الجهادي نقصفهم بعنف وضراوة ولم نمكنهم من الاقتراب من المكان الذي سقطت فيه اليسعور للم الأشلاء، وما أن طلع الصباح حتى أحاطوا المكان بغطاء كثيف من الدخان لعلهم يتمكنون من جمع أشلاء قتلاهم، فيما تابعنا قصف المكان والاشتباك مع جنود العدو، وكنا نسمع صراخهم وهم يتراجعون ويختبئون داخل الأحراج الكثيفة باتجاه تلة "مريمين" غربي البلدة". يقول مجاهد آخر ممن شارك في المواجهات في ياطر "إن حوالى 20 جندياً قتلوا في المواجهات في تلك المنطقة فيما احترق في الطائرة المدمرة ما لا يقل عن 17 جندياً".
amari DKY
2012-06-23, 12:31
ميليشيات أمل ومجازر صبرا و شاتيلا
لم يكن اقتحام قوات حركة أمل الشيعية (http://www.damasgate.com/vb/t64104/) وقصفها لمخيمات اللاجئين الفلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)يين في لبنان (http://www.damasgate.com/vb/t210070/)، إلا حلقة (http://www.damasgate.com/vb/t250747/) من حلقات (http://www.damasgate.com/vb/t250747/) تصفية الوجو (http://www.damasgate.com/vb/t228749/)د السني في لبنان (http://www.damasgate.com/vb/t210070/)، واستخدام كافة الوسائل من قبل الشيعة وتنظيماتهم وأحزابهم للقضاء على السنة وتهميشهم. نعود بسطورنا إلى شهر مايو/ أيار من عام 1985 والمكان هو مخيمات اللاجئين الفلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)يين في لبنان (http://www.damasgate.com/vb/t210070/) التي لم تنس ما اقترفته العصابات اليهودية من مجازر فيها قبل أقل من ثلاثة أعوام، وخاصة في مخيمي صبرا وشاتيلا، وكأن هناك من يريد أن تبقى ذاكرة المسلمين (http://www.damasgate.com/vb/t220702/) من أبناء فلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/) مستحضرة لهذه المجازر.
المكان في عام 1982 هو نفسه المكان في عام 1985، والعمل هو ذات العمل، لكن الفرق أن الذين قاموا بقتل ال فلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)يين في مخيمات اللاجئين في المرة الأولى هم من اليهود، ومن تحالف معهم من النصارى المارونيين، وفي المرة الثانية، كانت المخيمات على موعد مع الشيعة من أتباع حركة أمل اللبن (http://www.damasgate.com/vb/t142752/)انية.
إن عدوان حركة أمل سنة 1985 على المخيمات ال فلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)ية في لبنان (http://www.damasgate.com/vb/t210070/) التي يتبع أهلها مذهب أهل السنة تتويج لسنوات طويلة من العمل ضد السنة في لبنان (http://www.damasgate.com/vb/t210070/)، وحسبنا أن نشير إلى التصريح الشهير الذي أطلقه موس (http://www.damasgate.com/vb/t200734/)ى الصدر سنة 1978 وقال فيه "لسنا في حالة حرب مع إسرائيل، والعمل الفدائي في الجنوب يحرجنا". وأخذ الصدر يتهم منظمة التحرير الفلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)ية بالعمل على قلب الأنظمة العربية (http://www.damasgate.com/vb/)، ودعا الأنظمة إلى مواجهة الخط (http://www.damasgate.com/vb/t199713/)ر الفلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)ي.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فلقد نقلت الصحف اللبن (http://www.damasgate.com/vb/t142752/)انية سنة 1974 بعضا من خطب وتصريحات الصدر في مناطق (http://www.damasgate.com/vb/t202112/) متعدد (http://www.damasgate.com/vb/f152/)ة من لبنان (http://www.damasgate.com/vb/t210070/)، ومن ذلك قوله: "الثورة (http://www.damasgate.com/vb/t238946/) لم تمت في رمال كربلاء، بل تدفق (http://www.damasgate.com/vb/t133330/)ت في مجرى حياة العالم (http://www.damasgate.com/vb/t217205/) الإسلامي"، وقال في موضع آخر: "وابتداء من اليوم لن نشكو ولن نبكي، فاسمنا ليس "المتاولة"، بل اسمنا "الرافضون" رجال الثأر. لقد واجه الحسين (http://www.damasgate.com/vb/t180868/) العدو ومعه سبعون رجلا وكان العدو كثير العدد (http://www.damasgate.com/vb/f152/)، أما اليوم فنحن نعد أكثر من سبعين، ولا يعد عدونا ربع سكان العالم (http://www.damasgate.com/vb/t217205/)" وعلى منوال الصدر سار التلميذ نبيه بري الذي صرح في مايو سنة 1985 أن إعادة سيطرة الفلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)يين على المخيمات المحيطة ببيروت (http://www.damasgate.com/vb/t210070/)، أيا كان اللون الفلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)ي الغالب، يعني فصل الضاحية (إحدى معاقل الشيعة) عن بيروت (http://www.damasgate.com/vb/t210070/) مرة أخرى، وبالتالي التمهيد لإعادة التوازنات في عاصمة لبنان (http://www.damasgate.com/vb/t210070/) لغير مصلحة حركة أمل بالتأكيد. إذا بري يعرب (http://www.damasgate.com/vb/t145510/) عن خشيته من وجود سني يفصل بيروت (http://www.damasgate.com/vb/t210070/) عن ضاحيتها مثلما اعتبر أستاذه الصدر أن ذكرى كربلاء ما زالت حية في النفوس، أي الانتقام من السنة، الذين يزعم الشيعة أنهم قتلوا الحسين (http://www.damasgate.com/vb/t180868/) بن علي (http://www.damasgate.com/vb/t41007/) رضي الله عنهما. بيروت (http://www.damasgate.com/vb/t210070/) تلك المدينة (http://www.damasgate.com/vb/t50148/) التي تعتبر من مدن أهل السنة المشهورة، كانت مسرحا لعبث وتخريب الصدر وأتباعه، عندما وجه منها نداء دعا فيه أهالي الجنوب اللبن (http://www.damasgate.com/vb/t142752/)اني (الشيعة) إلى احتلال القصور (http://www.damasgate.com/vb/t61450/) في العاصمة، وبالفعل جاء الشيعة من الجنوب، واحتلوا المباني التي يملك (http://www.damasgate.com/vb/t134281/)ها أهل السنة، وبالذات (http://www.damasgate.com/vb/t215552/) في ضواحي بيروت (http://www.damasgate.com/vb/t210070/) الجنوبية، وكان العمال والموظفون الشيعة القادمون من الجنوب اللبن (http://www.damasgate.com/vb/t142752/)اني والبقاع والشمال يبنون منازل (http://www.damasgate.com/vb/f79/)هم على أملاك الغير، وكان ذلك يحدث تحت سمع السلطات (http://www.damasgate.com/vb/t239175/) النصرانية المارونية وبصرها, وكان أصحاب الأراضي يطالبون الأجهزة (http://www.damasgate.com/vb/f152/) المسؤولة بوضع حد لهذا العبث، ورغم ذلك تركت السلطة (http://www.damasgate.com/vb/t195514/) قطاع الطريق من الشيعة يفعلون ما يشاؤون. وعندما سأل الصحفيون نبيه بري عن الأسباب التي دفعته إلى احتلال بيروت (http://www.damasgate.com/vb/t210070/) الغربية، أجاب "بيروت (http://www.damasgate.com/vb/t210070/) الغربية عاصمة لبنان (http://www.damasgate.com/vb/t210070/)، وملك (http://www.damasgate.com/vb/t134281/) لجميع المواطنين، وليست حكرا على أهل السنة..."! لقد كانت كل الظروف آنذاك تهيء لعدوان شيعي على المسلمين (http://www.damasgate.com/vb/t220702/) السنة، وحيث أن المخيمات الفلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)ية ثقل سني( ) فلقد كانت هدف (http://www.damasgate.com/vb/f101/)ا مفضلا. وتبدأ حكاية العدوان الشيعي على المخيمات بقصة مفبركة مفادها أن شابا فلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)يا يحمل (http://www.damasgate.com/zodik/330-aries.html) مسدسا تبادل (http://www.damasgate.com/vb/f8/) إطلاق النار مع عناصر من حركة أمل، الذين كانوا يشكلون دوري (http://www.damasgate.com/vb/t210644/)ة مسلحة. وانطلقت في ليلة (http://www.damasgate.com/vb/t44204/) العشرين من مايو شرارة العدوان، حيث اقتحمت ميليشيات أمل مخيمي صبرا وشاتيلا، وقامت باعتقال جميع العاملين في مستشفى غزة، وساقوهم مرفوعي الأيدي إلى مكتب (http://www.damasgate.com/vb/f79/) أمل في أرض (http://www.damasgate.com/vb/f79/) جلول، كما منع (http://www.damasgate.com/vb/t200091/)ت القوات الشيعية الهلال (http://www.damasgate.com/vb/t221507/) والصليب الأحمر وسيارات (http://www.damasgate.com/vb/f161/) الأجهزة (http://www.damasgate.com/vb/f152/) الطبية (http://www.damasgate.com/vb/t112949/) من دخول المخيمات وقطع (http://www.damasgate.com/vb/f151/)ت إمدادات المياه والكهرباء عن المستشفيات الفلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)ية. وفي فجر ذلك اليوم، بدأ مخيم صبرا يتعرض للقصف المركز من قبل عناصر أمل، بمدافع الهاون، والأسلحة (http://www.damasgate.com/vb/t182727/) المباشر (http://www.damasgate.com/vb/f101/)ة من عيار 106ملم. وفي صباح اليوم نفسه تعرض مخيم برج (http://www.damasgate.com/category/26) البراجنة لقصف عنيف بقذائف الهاون، ومع ذلك تمكن المقاتلون في المخيمات من صد العدوان. وانطلقت حرب أمل المسعورة تحصد الرجال والنساء (http://www.damasgate.com/vb/t233798/) والأطفال (http://www.damasgate.com/vb/t228468/)، وطالت حرائق (http://www.damasgate.com/vb/f153/)هم بعض غرف الطابقين الرابع والخام (http://www.damasgate.com/vb/f101/)س من مستشفى المقاصد، كما أحرقوا جزءا من دار العجزة! واستعانت حركة أمل باللواء السادس في الجيش اللبن (http://www.damasgate.com/vb/t142752/)اني المكون من أفراد من الشيعة، حيث خاض معارك (http://www.damasgate.com/vb/t238946/) شرسة ضد المسلمين (http://www.damasgate.com/vb/t220702/) السنة في بيروت (http://www.damasgate.com/vb/t210070/) الغربية. وفي صباح اليوم التالي أي 21/ 5/ 1985، وجه اللواء السادس نداءات بواسطة مكبرات الصوت إلى سكان المخيمات تطالبهم بإخلائها تجنبا للقصف، وسارعت العائلات على الفور بالنزوح من منازل (http://www.damasgate.com/vb/f79/)ها، ولم تدم هذه الهدنة طويلا، إذ سرعان ما عاد قصف أمل للمخيمات، وتوقف نقل الجرحى، الذين ظلوا ينزفون حتى الموت، حتى إن بعض التقارير قالت إن طفلا من المصابين يموت كل خمس دقائق. ولم تكن أمل الشيعية وحدها في عدوانها على المخيمات إذ سرعان ما انضمت ألوية أخرى من الجيش اللبن (http://www.damasgate.com/vb/t142752/)اني الماروني ومن جيش النظام (http://www.damasgate.com/vb/t177291/) السوري (http://www.damasgate.com/vb/t170036/) النصيري إلى المعركة (http://www.damasgate.com/vb/t119620/) يجمعهم بغض أهل السنة. واستمر حصار أمل قرابة الشهر، لم ير فيه اللاجئون أشعة الشمس (http://www.damasgate.com/vb/t192869/) حيث خرجوا من الملاجئ بعد شهر تزكم أنوفهم رائحة الجثث المتعفنة، وليشاهدوا منازل (http://www.damasgate.com/vb/f79/)هم المتهدمة، وكانت حصيلة العدوان كما يلي: 3100 بين قتيل وجريح، وأكثر من 15 ألف مهجر، وحوالي 90% من المنازل (http://www.damasgate.com/vb/f79/) تهدم كليا أو جزئيا. لقد بلغت المذابح التي ارتكبتها عناصر أمل بحق المسلمين (http://www.damasgate.com/vb/t220702/) من أهل السنة مبلغا جعل مراسل صحيفة (http://www.damasgate.com/vb/t214533/) صنداي تايمز يقول: "إنه من الاستحالة نقل أخبار (http://www.damasgate.com/vb/t55606/) المجازر بدقة، لأن حركة أمل تمنع (http://www.damasgate.com/vb/t200091/) المصور (http://www.damasgate.com/vb/t61450/)ين من دخول المخيمات، وبعضهم تلقى التهديد بالموت طعنا بالسكين".
وقال المراسل أيضا: "إنه في العادة (http://www.damasgate.com/vb/t229705/) يجري نشر أخبار (http://www.damasgate.com/vb/t55606/) المجازر بشكل واسع في الصحافة الدول (http://www.damasgate.com/vb/t95586/)ية، ولكن الخوف والت (http://www.damasgate.com/vb/t227515/)هديدات وصلت إلى حد أن المصادر أصبحت تفتقر إلى أخبار (http://www.damasgate.com/vb/t55606/) المجازر، وقد جرى سحب (http://www.damasgate.com/vb/t135563/) العديد من المراسلين خوفا عليهم من الاختطاف والقتل، ومن تبقى منهم في لبنان (http://www.damasgate.com/vb/t210070/) يجدون صعوبة وخطورة في العمل". وذكرت صحيفة (http://www.damasgate.com/vb/t214533/) " ريبوبليكا" الإيطالية أن معاقا فلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)يا لا يستطيع السير، رفع يديه مستغيثا في شاتيلا أمام عناصر أمل طالبا الرحمة، وكان الرد عليه قتله بالمسدسات. وكشفت صحيفة (http://www.damasgate.com/vb/t214533/) صنداي تايمز عن وقوع عدد (http://www.damasgate.com/vb/f152/) كبير من القتلى المدنيين في مخيمي صبرا وشاتيلا.
ونقلت محطة Bbc التلفزيونية البريطانية خبر اختفاء 1500 فلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)ي في مراكز الاستجواب (http://www.damasgate.com/vb/t56979/) التابعة لأمل، وأعرب (http://www.damasgate.com/vb/t145510/)ت عن اعتقادها بأن عدد (http://www.damasgate.com/vb/f152/)ا من الفلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)يين ربما قتلوا في المستشفيات في منطقة بيروت (http://www.damasgate.com/vb/t210070/) الغربية. وقالت إنه عثر في أحد المستشفيات على مجموعة من الجثث الفلسطين (http://www.damasgate.com/vb/t94903/)ية ذبح أصحابها من الأعناق.
رغم اني لا أوافقك الرأي
أنت وغيرك لا تريدون أن تفهموا أن الموقف السياسي لا يعني الموقف الديني
ليس كل من يحبون نصر الله وايران هم بالضرورة شيعة
وليس كل من يقف مع المعارضة هو بالضرورة سني
أنت بهذا تسيئ لدينك ومذهبك دون ان تدري
ألم تسأل نفسك لماذا ينتشر التشيع في الجزائر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أرجوا الإجابة
:19:
أحي الكريم
لا أعتقد أن الحق يضاد الحق كما قال الفيلسوف العربي المسلم ابن رشد لما سأل عن الفلسفة و التفلسف لكن هذا الخوف الذريغ من الشيعة و التشيع لا أجد له مصوغا سوى أن هناك خطأ ما يخافون أن ينكشف لكن ليس هنا عندنا في الجزائر فالعلماء الجزائريين لا أعتقد أن لديهم هذا الهلع المبالغ فيه لكن هناك ....هناك حيث التكفير السياسي و الظلام باسم الدين الإسلامي يخافون على شيئ ما و من شيئ ما أن ينكشف
و دليل ذلك
هذا المقال الرائع و الأروع هو التعاليق التي تلته
لا أشبع من قرأتها أبدا
غزة 48
للكاتبة الجزائرية جيجيكة الإبراهيمي
2010.04.22
"لا يمكننا أن نحمل الفلسطينيين في الشاحنات ونذهب بهم بعيدا… إنني أفضل العمل على تجسيد خطة أكثر فاعلية تتمثل في خلق أوضاع تدفع الناس للمغادرة رغما عنهم؛
http://www.al-fadjr.com/ar/index.php?news=148004%3Fprint&output_type=txt
و قد أخذت منه نسخة تحسبا لحذفه من الموقع على الرغم من أنه لا جديد في المقال لكن ، انتبه إلى التاريخ الذي كتب فيه، كي تفهم سياق كلام الخليجيين و بعض الأتراك من المعلقين
حيث كلهم تقريبا كان يبشر بمؤامرة على سوريا و لما حدثت أصبغوها بالطائفية
الجزائر بلد مسلم على المذهب المالكي
لاشيعي ولا وهابي
وهو يفتخر بالمقاومة اللبنانية وسيدها كما قال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مؤتمر الخرطوم لأشباه الرجال
ديوت مصر لا بارك الله فيه وهو الآن يلاقى جزاؤه في هذه الدار
مدنس الحرمين الشريفين من آل خبثاء (سعود)
ابن البقرة الضاحكة كلب اسرائيل وأمريكا ملك الأردن
وخنزير قطر زوج الشيخة موزة العميلة لإسرائيل
أما المدافعون عن الوهابية فقط أقول لهم ألم تلاحظوا أنهم هدموا المعلم الذي يرمز لإبليس الذي يرجمه السلمون 14 قرنا
لأنه رمز الماسونية عبدة الشيطان واستبدلوه بحائط
تواتي سماعيل
2012-06-25, 23:47
الجزائر بلد مسلم على المذهب المالكي
لاشيعي ولا وهابي
وهو يفتخر بالمقاومة اللبنانية وسيدها كما قال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مؤتمر الخرطوم لأشباه الرجال
ديوت مصر لا بارك الله فيه وهو الآن يلاقى جزاؤه في هذه الدار
مدنس الحرمين الشريفين من آل خبثاء (سعود)
ابن البقرة الضاحكة كلب اسرائيل وأمريكا ملك الأردن
وخنزير قطر زوج الشيخة موزة العميلة لإسرائيل
أما المدافعون عن الوهابية فقط أقول لهم ألم تلاحظوا أنهم هدموا المعلم الذي يرمز لإبليس الذي يرجمه السلمون 14 قرنا
لأنه رمز الماسونية عبدة الشيطان واستبدلوه بحائط
هذا عن الوهابيه
حدثنا قليلا عن الشيعة انجس مخلوقات الله
البقر الذين يعبدون البشر
البقر الذين افتى زنادقتها بوجوب قتل اهل السنة
هذا عن الوهابيه
حدثنا قليلا عن الشيعة انجس مخلوقات الله
البقر الذين يعبدون البشر
البقر الذين افتى زنادقتها بوجوب قتل اهل السنة
تأدب بأدب أهل السنة يا أخي الكريم و لا تحقرن بشرا على وجه الرض فلعله عند الله خيرا منك
في صحيح البخاري: (حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا حسين بن الحسن قال حدثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال: قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا. قال: قالوا وفي نجدنا؟ قال: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا. قال: قالوا وفي نجدنا؟ قال: قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان). في رواية أخرى: ( حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال: ذكر لهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا؟ قال: اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا. قالوا يا رسول الله وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع يث أعلاه هو محور الجدل وهو الذي خضعت تفسيراته للصراع المذهبي بين الشيعة والسنة
تواتي سماعيل
2012-06-26, 00:02
تأدب بأدب أهل السنة يا أخي الكريم و لا تحقرن بشرا على وجه الرض فلعله عند الله خيرا منك
في صحيح البخاري: (حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا حسين بن الحسن قال حدثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال: قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا. قال: قالوا وفي نجدنا؟ قال: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا. قال: قالوا وفي نجدنا؟ قال: قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان). في رواية أخرى: ( حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال: ذكر لهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا؟ قال: اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا. قالوا يا رسول الله وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع يث أعلاه هو محور الجدل وهو الذي خضعت تفسيراته للصراع المذهبي بين الشيعة والسنة
و هل تعرف شئ عن ادب اهل السنة
فانك اعلم منى بادب اهل الشيعة و لست مظطرا للاخذ به فعلمك لك و حدك
فعندما اعطيتك حديثا للرسول صلى الله عليه و سلم قلت لى لا اعترف بشئ بل اعترف بما اسمع ة أري
فما تسمعه و ما تراه اتبعه و لا دخل لك بأهل السنة
يا اخي إذا كان الكذب اليوم على الإحياء فمابالك بالأموات؟
لا أصدق كلمة واحدة
أعترف بما أرى و أسمع
).
و هل تعرف شئ عن ادب اهل السنة
فانك اعلم منى بادب اهل الشيعة و لست مظطرا للاخذ به فعلمك لك و حدك
فعندما اعطيتك حديثا للرسول صلى الله عليه و سلم قلت لى لا اعترف بشئ بل اعترف بما اسمع ة أري
فما تسمعه و ما تراه اتبعه و لا دخل لك بأهل السنة
سبحان الله و بحمده و ما دخلك انت بيني و بين ربي سبحانه؟
إن عذبني فذلك قضاؤة و إن رحمني فذلك قضاؤه أحمده على كل حال
اما انت فلست مجبرا على تصديفك يا أخي لأنك كلامك يراد به الباطل
و لعلمك العلم الدي ترفعه عاليا هو علم الإنتذاب الفرنسي على بلاد الشام فهنيئا لك
تواتي سماعيل
2012-06-26, 00:14
سبحان الله و بحمده و ما دخلك انت بيني و بين ربي سبحانه؟
إن عذبني فذلك قضاؤة و إن رحمني فذلك قضاؤه أحمده على كل حال
اما انت فلست مجبرا على تصديفك يا أخي لأنك كلامك يراد به الباطل
و لعلمك العلم الدي ترفعه عاليا هو علم الإنتذاب الفرنسي على بلاد الشام فهنيئا لك
اعطاني سوري هذا العلم و قال لى هو
هو علم الجيش السور الحر
اعطاني سوري هذا العلم و قال لى هو
هو علم الجيش السور الحر
يا اخي الحبيب و هل كان صديقك فعلا سوريا؟
و إن كان كذلك يا عزيزي كان عليك أن تتبين فأنت تعلم ماذا فعلت فرنسا بنا و نحن نكرهها إلى الأعماق يا اخي تبين في أمور السياسة خاصة ايام الهوج و المرج حيث يكذب الصادق و يصدق الكاذب و يؤتمن الخائن و يخون الأمين...حفظك الله و رعاك
ابومحمدالسعيد
2012-06-26, 19:00
المشكل هو ان شعب سوريا عراكم وأفصح عن قناعكم الدموي ........ شكرا لثورة الشعب السوري الابي البطل
نعم لقد عراهم الشعب السورى بتضحياته العظينة لازالة هذا الهم الجاثم على صدره طيلة 45 سنة
لقد حول هذا النظام العنصري الشعب السورى الى خادم لاسرائيل يحرسها
و لكن هيهات هيهات اهل الشام احرار
سلاح كيميائي في حوزة حزب الله؟
http://www.inbaa.com/images/top/inbaah_37.jpg http://www.inbaa.com/images/top/inbaah_39.jpg http://www.inbaa.com/images/top/inbaah_40.jpg صحيفة الأخبار اللبنانية
إسرائيل تصرّ على أن حزب الله هو من يقف وراء تفجير بلغاريا، وخلف محاولة فاشلة شبيهة في قبرص، وأنه يعدّ لمزيد من الهجمات الشبيهة ضد أهداف إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة وخارجها. وتقول إنه يشغّل خلاياه بالتعاون مع الإيرانيين في أماكن كثيرة من العالم. وبناءً على ذلك، يخرج من يقدم معلومات عن استعدادات وتحضيرات في الشرق الأقصى، ومن يرسم معالم الخلايا النائمة للحزب في القارة الأميركية، فيما تنشط أجهزة استخبارات العالم لتوفير حماية مضاعفة للمشاركين في الألعاب الاولمبية في بريطانيا.
تتصرف إسرائيل على أساس أن حزب الله خصم قوي. هي أقرّت له بالكفاءة الاستخبارية والأمنية في حربها معه في لبنان وفلسطين. وهي تقرّ بأنه يعمل على امتلاك عنصر المفاجأة في كثير من الأحيان وفي كثير من الساحات والعناوين. وهي اضطرت منذ سنوات طويلة، وخصوصاً بعد نجاح وحداتها الخاصة في اغتيال الشهيد عماد مغنية، إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الاحترازية تشمل شخصيات ومؤسسات ومنشآت في إسرائيل وخارجها. إسرائيل في هذا المكان، تعرف أنها ارتكبت جريمة كبرى، وتعرف مسبقاً أنها أمام خصم سوف يعاقبها على فعلتها. لكن الاستنزاف الأمني القائم تحول بحد ذاته إلى جزء من الرد، رغم أن قادة فيها صاروا يصرخون: لينتقم حزب الله ويخلصنا!
مشكلة إسرائيل مع حزب الله هذه الأيام لا تتوقف عند اتهامها له بالوقوف خلف هذه العمليات، بل هي في مرحلة حرجة، جرّاء الخشية المتعاظمة عند العدو من حصول تطور غير مسبوق على مستوى تسليح المقاومة في لبنان، ربطاً بالأزمة السورية. ورغم أن قادة العدو المعنيين يتصرفون على أساس أن كل ما تمتلكه سوريا هو على الأرجح في حوزة حزب الله أو تحت تصرفه، يفكّرون هذه الأيام، في أن الأمر يكاد يتحول إلى جعل القرار الخاص بكل سلاح استراتيجي موجود حصراً بيد حزب الله. وهم بهذا المعنى يعتقدون أن الأزمة السورية وانعكاساتها على الأزمة اللبنانية المستفحلة أصلاً، ربما أعفت حزب الله من حسابات خاصة، أو ربما حررته من بعض القيود، ما يجعله أكثر حرية في المبادرة، تسليحاً أو حتى تحريكاً للعمليات العسكرية. وإسرائيل هنا، كما معظم الغرب، ظلوا يعتقدون على الدوام بأن للنظام السوري حسنة في سياق كبح جماح المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، وأنه كان عنواناً يقصد لأجل معالجة توترات تتعلق بهذه القوى. وفي وضعه الراهن، صار خارج السمع. وبالتالي، فإن الخطورة تجاوزت حدود امتلاك هذه القوى لهذه الأسلحة، إلى مرحلة قدرتها على تفعيلها وفق حسابات تخصها ربما وحدها.
ومشكلة العدو مع السلاح الكيميائي أو الجرثومي، ليست في أصل امتلاكه. تعرف هي كما يعرف كل العالم المتقدم، وكل العلماء، أن إنتاج أسلحة فتاكة من هذا النوع ليس بالأمر الصعب أو المعقّد، بل على العكس، فإن تطورات العلم خلال العقود الثلاثة الماضية تتيح لكثيرين الحصول على أسلحة من هذا الصنف وربما أكثر خطورة. وبالتالي فإن إسرائيل تعي حقيقة أن قدرات المقاومة اللبنانية تتيح لها الحصول على أسلحة من هذا النوع لو أرادت. لكن مشكلة إسرائيل هي في كون القدرات الصاروخية لدى سوريا أو لدى المقاومة في لبنان، أو حتى في فلسطين، تمكّنها من تحميل رؤوس تفجيرية لصواريخ بعيدة المدى، تكون محملة بهذه المواد الفتاكة. وبالتالي فإن من يقدر على إيصال رأس متفجر بوزن نصف طن إلى أي نقطة في إسرائيل، يعني أنه يقدر على جعل هذا الرأس محمّلاً ليس بمتفجرات عادية أو متطورة، بل بكميات من المواد الكيميائية أو الجرثومية.
تعرف إسرائيل، حتماً، أن بعض الأسلحة تبقى للامتلاك وليس للاستخدام. وبالتالي، فهي تعرف أن قيمة السلاح النووي لديها ليست في قدرتها على استعمال غير أكيد له، بل في كونها تقدر على التهديد به، وعلى رسم سقف لطموحات الخصوم في أي حرب يشنّونها ضدها. وبالتالي، فإن قلق إسرائيل الإضافي يكمن اليوم في أن ما سمّته طويلاً «السلاح الكاسر للتوازن» لم يعد يقتصر على صاروخ سكود أو شبيه مطوّر له، ولا على دفاعات جوية حديثة أو مطوّرة، ولا على صواريخ بمديات طويلة جداً وقدرات تفجيرات هائلة ودقة إصابة، بل في أن هذا العنوان بات مطاطاً بحيث لامس حدود ما لم يكن في بال أحد. فهل تقدر إسرائيل، مثلاً، على تحمّل فكرة أن خصماً لها بحجم حزب الله يملك القدرة على موازنة سلاحها النووي بسلاح مقابل لا يقل فتكاً عنه؟
كل ما سبق يندرج في الاستعدادات المستمرة للحرب المقبلة. وليس الحديث عن هذا الأمر بمثابة دعوة لقيامها الآن، رغم أن إسرائيل قلقة اليوم من ارتفاع مستوى الحافزية لدى أطراف الجبهة الشمالية للدخول في حرب كبرى، بل إن الحديث يتصل بضرورة أن يعي العدو، كما الآخرون، وخصوصاً خصوم المقاومة في كل المنطقة العربية، أن اعتقادهم بأن التخلص من النظام في سوريا سوف يعني حكماً التخلص من المقاومة، هو في حقيقة الأمر اعتقاد خاطئ إن لم يكن أكثر. وهذا ما يدعو إلى القلق أكثر من لجوء العدو ومن خلفه الولايات المتحدة الأميركية إلى خلق مناخات فتنة جارفة في لبنان. فهي واثقة بأنها الطريقة الأسلم لهم للتخلص من عبء المقاومة. وهم الآن يتجاهلون أن المبادرة لم تعد محصورة في يد طرف واحد من أطراف اللعبة.
http://www.inbaa.com/images/top/inbaah_37.jpg http://www.inbaa.com/images/top/inbaah_39.jpg http://www.inbaa.com/images/top/inbaah_40.jpg الثلاثاء 24 يوليو 2012
http://www.youtube.com/watch?feature=endscreen&NR=1&v=GZslBdBccjA
والله يا مزموز لن يصدقك احد في جعل هؤلاء الباطنية الملاعين اصحاب بطولات
وثيقتان تبين تجذر الخيانة عند نحلة النصيرية
الوثيقة الأولى: عريضة يرفعها قادة النصيرية في سوريا إلى في 15/6/1936 يطلبون فيها عدم إنهاء الانتداب أو الاحتلال الفرنسي لسوريا.
وحتى لا نطيل فلندع قادة النصيرية يتكلمون, ويقدمون عريضتهم الموثقة في سجلات وزارة الخارجية الفرنسية تحت رقم 3547 بتاريخ 15/6/1936 الى رئيس الحكومة الفرنسية ليون بلوم وفيها تتضح نظرتهم إلى المسلمين, والمؤامرات التي يحيكونها ضدهم, ويطلبون من الاستعمار الفرنسي فصلهم عن سوريا
يقول القادة النصيريون في عريضتهم: ((إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس هو شعب يختلف في معتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم –السني- ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة من الداخل. إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على عدم إرسال المواد الغذائية لإخوانهم اليهود الطيبين الذين لجأوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام ونشروا على أرض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئاً بالقوة, ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة بالرغم من وجود انكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا. إننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري ورغبته في تحقيق استقلاله ولكن سوريا لا تزال بعيدة عن هذا الهدف الشريف خاضعة لروح الإقطاعية الدينية للمسلمين. ونحن الشعب العلوي الذي مثله الموقعون على هذه المذكرة نستعرض حكومة فرنسا ضماناً لحريته واستقلاله ويضع بين يديها مصيره ومستقبله وهو واثق أنه لابد أن يجد لديهم سنداً قوياً لشعب علوي صديق قدم لفرنسا خدمات عظينة)).
الموقعون:
محمد سليمان الأحمد,
محمود آغا حديد,
عزي آغا غواش,
سلمان المرشد,
محمد بيك جنيد,
سليمان الأسد وهو جد حافظ الاسد
وثيقة رقم 3547 من سجلات وزارة الخارجية الفرنسية بتاريخ 15/6/1936.
الوثيقة الثانية :
النصيرية يهدون الجولان إلى وحيد العين سنة 1967 مما يفسرسقوط الجولان بهذه السهولة على أيدي النصيريين ليس مسألة عسكرية أو حربية بقدر ما هو نبوءة نصيرية, إنها نبوءة "وحيد العين" أي الأعور.
فلنستمع إلى ما يكشفه لنا عبد الرحمن الخير رحمه الله, وهو أحد مشايخ النصيرية ممن هداهم الله إلى الإسلام والدين القويم, حيث أصدر منشوراً في الخامس والعشرين من ذي القعدة لسنة 1388هـ, فضح فيه ما يقترفه زعماء سوريا النصيريون, والمؤامرة التي نفذوها في الجولان
يقول الشيخ عبد الرحمن: ((هذه النبوءة الخطيرة جداً التي أرويها ليست أسطورة خرافية يا أخي في العروبة والإسلام, كما أنها نص رمزي وإشارة باطنية موجودة في كتاب الأسوس من كتبنا التأويلية وإليك النص الحرفي: عندما يبلغ المريخ إلى مرتبة الأوتاد الأربعة, ويكون بهرام في الطالع يظهر من الجنوب وحيد العين الذي يكون مجتمعاً به حدث الميم وقدم الدال عندما يصبح بهرام في الوتد بمقدار عشر درجات يكون وارد الوقت وحيد العين قد ظهرت أعلامه الخضراء من الشرق راكباً الميمون وبيمينه ذو الفقار المسنون فيطهر البلاد ويقضي على الفساد. وينصب الخيام على العاصي, وينهي الناس عن المعاصي ويطعم الجائع, وعندما يصل بهرام إلى الغارب في تلك السنة يكون صاحب حدث الميم وقدم الدال قد وصلت راياته إلى دمشق, واتجهت جيوشه نحو الشمال لتلتقي مع جيوش وارد الوقت وحيد العين, فتتلألأ الأنوار القدسية, وتظهر الأظلة والأشباح والأيتام من خلف القباب لتؤدي الطاعة إلى وارد الوقت, سيدنا وحيد العين, ويدوم العز في رؤوس العوالي, وترفرف الأعلام فوق الجبال, مدة سبعين عاماً بالتقريب تكون كلمة وارد الوقت واحد العين هي السائدة يخدمه وحيد العين صاحب حدث الميم وقدم الدال والله أعلم...
ويقول صاحب المنشور عبد الرحمن الخير:
هذا النص الخطير موجود في كتاب الاسوس ص213, والمشايخ الآن يطبقون هذه الإشارات ويفكون رموزها بشكل يخدم الصهيونية خدمة عظيمة للغاية, ولاشك أن الأيادي الصهيونية وراء هذه الحكاية من أساسها والمشايخ يطبقون هذه النبوءة في الوقت الحاضر كما يلي: إن السيد أبو شعيب([1]) الذي كان وحيد العين أي أعور, سيحتجب عن طريق التناسخ ويظهر من الجنوب, فيحتل دمشق, ويتجه نحو الشمال ليؤدي الطاعة إلى وارد الوقت وحيد العين أعور, وعندما يلتقي الأعوران سيدوم حكمهما 70 عاماً. ((وأبو شعيب يفسرونه مشايخنا –أي شيوخ النصيرية- هو موش دايان([2]) – حدث الميم وقدم الدال)). ولهذا السبب تنازل المقدم صلاح جديد النصيري عن جنوب سوريا لوحيد العين حدث الميم وقدم الدال تسهيلاً لالتقاء الأعورين على نهر العاصي, حيث سيدوم ملكهما 70 سنة, لأن النصوص المتعلقة بقيام دولة العلويين([3]) مرهون بقيامها سيطرة وحيد العين على دمشق وحتى نهر العاصي... وبعد هذه السيطرة يكون الوقت لإقامة الدولة العلوية وظهور أبو شعيب.
ولا غرابة أن نرى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, وهو العارف بأمر الفرق والمذاهب يقول فيهم: ((هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية –هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية- أكفر من اليهود والنصارى, بل وأكفر من كثير من المشركين, وضررهم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل التتار والفرنج وغيرهم... وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين, فهم مع النصارى على المسلمين, ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار, ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم)).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1] ) يوضح صاحب المنشور أن أبا شعيب بن نصير البصري النميري الملقب بوحيد العين هو الذي عكف على دراسة المبادئ والأسس لكافة الفرق الشيعية المتطرفة فصهرها جميعها في بوتقة واحدة, وصاغ منها المعتقدات النصيرية السريّة... وقد جعل أبو شعيب ألوهية علي بن أبي طالب المحور الذي تدور عليه عقيدتهم وسمّاه "أمير النحل".
([2] ) موشيه دايان كان وزير الحرب الإسرائيلي أثناء حرب حزيران / يونيو 1967م.
([3] ) العلويون هو الاسم الذي أطلقه الاستعمار الفرنسي على النصيريين.
للاستزادة:
1- الصراع العربي الإسرائيلي – الجزء الأول (مؤامرة الدويلات الطائفية) محمد عبد الغني النواوي.
2- طائفة النصيرية: تاريخها وعقائدها – الدكتور سليمان الحلبي.
3- مجتمع الكراهية – سعد جمعة ص62-75.
عملية الأسر التي نفذها حزب الله عام 2006
http://www.youtube.com/watch?v=8fKyZ3ShLZE&feature=youtu.be
الحرب الناعمة: استنزاف للعقول وتغيير في الأفكار لضرب المجتمعات
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أننا "نواجه اليوم حرباً من نوع آخر تتمثل بالحرب الناعمة التي تديرها الادارة الاميركية". وأضاف سماحته "إن من يدير الحرب الناعمة ذهب ليبحث عن سر القوة لدينا بعدما عجزوا عن اجتياح ارضنا لذلك ذهبوا ليجتاحوا عقولنا وافكارنا وثقافتنا كي لا يكون عندنا رجال كعلي واحمد عنيسي".
وقال سماحته في احتفال تكريم أبناء الشهداء الذي أقامته مؤسسة الشهيد في قاعة مجمع شاهد طريق المطار إنهم "يخافون من منظومتنا الفكرية ولذلك هم يعملون للقضاء على هذه المنظومة لانه اذا ذهبت قيمنا فلا نفع بعد ذلك لا بسلاح ولا بالعتاد". وأشار إلى أن هناك وسائل إعلام وفضائيات تعمل على مدى 24 ساعة لتشويه قيم المقاومة والشهادة وكل قيمنا فقط للقضاء على منظومتنا الفكرية والمقدسات التي نؤمن بها". لافتاً إلى أننا "نحتاج الى مقاومة من نوع آخر مقاومة فكرية ثقافية للحفاظ على قيمنا وايماننا لانه سبب قوتنا وانتصارنا. مجددا التأكيد انه ولى زمن الهزائم وبدأ زمن الانتصارات الذي لن يقف عند حدود".
تفتح الحرب الناعمة مسارات جديدة للتأثير والنفوذ، وهي تستند إلى تغيير الأفكار والقيم والمعايير لدى المستهدف بما يسمح لقوة الهيمنة بإعادة إنتاج هوية ومصالح المستهدف بالشكل الذي يلائمه. وبالتالي فهي لا تستند الى القهر والزجر بل تعتمد على الجذب والإقناع وتحديد الأهداف.
http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2012/0712/harabna3ma.jpg
وقد شكل خطاب سماحة السيد حسن نصرالله بحسب المحللين، شرحاً مفصلاً لهذه القوة وأدواتها وكيفية مواجهتها، بعدما استطاع سماحته كسب معركة جديدة في هذه الحرب، عبر تثبيت إستراتيجية المجتمع المقاوم، القائم على التضحية والشهادة.
حطيط: السيد نصرالله قدم دعوة مبطنة للجميع للانخراط في المعركة الدفاعية ضد إستراتيجية القوة الناعمة
وفي هذا السياق، قال الخبير الإستراتيجي، العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط، في حديث لـ"الإنتقاد" إن "الحرب ضد الخصم تكون بالقوة الصلبة أو الناعمة"، مشيراً إلى أن "القوة الصلبة تكون باللجوء إلى القوة العسكرية وخوض حروب بشكل مباشر، وهذا ما اعتمدته أميركا في الخليج خلال حرب الكويت ومن ثم في افغانستان والعراق، والى حد ما في ليبيا، وكذلك ما قامت به "إسرائيل" في عدوان تموز 2006، وهي الحرب التي طبق فيها الغرب الإستراتيجية الصلبة، ولكن هزيمة العدو على يد حزب الله أدت بالغرب إلى استخدام الحرب الناعة وإقفال باب الحرب التي تدخل فيها الجيوش".
وأوضح حطيط أن الحرب الناعمة تقوم على 5 أسس هي التالية:
أولاً: العامل الذهني والفكري والوعي، وممارسته تكون عبر ضخ إعلامي ونفسي كبير لإقناع الخصم بأن منظومته الفكرية متخلفة وعليه أن يتركها ويتبع الآخرين، ويستطيع الخصم عبر التحول الفكري أن يجذب عناصر في المجتمع لتصبح أدوات له.http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2012/0712/aminhtayt.jpg
ثانياً: تأطير هذه الأدوات التي يؤثر عليها في خلايا تعمل ضد المجتمع التي هي منه، وتحدث خنادق داخلية تكون قابلة لإشعال الحرائق، فبعد تحضير البيئة يتم العودة إلى التاريخ لنبش الصراعات التاريخية والتي تشكل مادة لإشعال الصراع.
ثالثاً: بعد البحث بالتاريخ تضرم النار فيبدأ الصراع الداخلي.
رابعاً: مرحلة التآكل الذاتي، ويكون دور من يقود القوة الناعمة فقط منع إخماد النار وإشعال الأزمة، وكلما لاح حل في الأفق يعطله، ويمنع التقاء الفرقاء والحوار والدفع باتجاه القاتل وذلك لتدمير الذات بالذات.
خامساً: بعد أن تتآكل الذات ويصاب الجسم بالوهن تأتي القوة التي ادارت الحرب لتقيم النظام الذي تريد، وتصنع الكيان السياسي وتمنع الدولة من امتلاك الجيوش أو الوصول إلى أي مصدر من مصادر القوة وتحويلها الى مجتمع تابع فكرياً عقائدياً اقتصادياً وسياسياً.
وهي بحسب ما أشار إليه حطيط بحاجة إلى 3 عناصر:
1ـ قوة إعلامية قوية هائلة من أجل غسل الأدمغة.
2ـ قدرات مالية للمتابعة.
3ـ وجود عناصر رئيسية يتم استخدامها كصواعق للتفجير.
ولفت حطيط إلى ان الحرب الناعمة تواجه كالتالي:
اولاً ـ بالمناعة الشعبية والعقائدية والدينية والعمل على تعزيز هذه المناعة، مؤكداً أن "الشعب الملتزم دينياً لا يتفكك بالحرب النفسية، مثلاً من ادوات الحرب الناعمة تسويق حياة الغرب والبزغ واللذة وغيرها، لكن إذا كان الإنسان ملتزماً دينياً ينبذها، واذا كان واثقاً بحضارته تكون له حساسية من أن يهمل التاريخ"، مضيفاً "أنا كنت ضد المنهجية الدراسية الجديدة التي سطحت الفكر ومنعت الطالب من الرجوع الى حضارته ويعطل المناعة الشعبية في الحرب الناعمة".
ثانياً ـ العدالة لإجتماعية والمساواة لأنها تمنع الإنفجار، وهي ضرورة من ضرورات إفشال القوة الناعمة"، مشيراً إلى أنه "لهذا السبب فإن أميركا فشلت عندما طبقت هذه الحرب اول مرة في ايران حيث كان كل المحللين ينظرون إلى أنها ستؤدي إلى تشظي إيران ولكن فوجئوا بثلاثة أمور:
أـ الإلتزام العقائدي.
ب ـ مستوى العدالة والمساواة.
ج ـ حكمة القيادة في الاستيعاب لمنع التفجير.
وأكد حطيط أن "الأنظمة التي لا تمارس عدالة إجتماعية تكون مواجهة الحرب الناعمة فيها صعبة".
ثالثاً ـ وعي القيادات ومراقبتها ووسائل الإعلام الهادفة إلى التصدي للعمل العدواني الذي يتغلغل في الصدور.
وشدد حطيط على أن "خطاب السيد حسن نصر الله يوم أمس شكل وجهاً ومن وجوه الدفاع ضد الحرب الناعمة، وقد تحدث عن أمور عدة كالمخدرات التي توزع مجاناً والرامج التي تدعو الى العصبية، لأن كل هذه الأمور ليست من مسؤولية القيادة السياسية فقط بل كل من يملك فكراً ووعياً".
وقال حطيط إن السيد نصرالله قدم في خطابه ثلاثة أمور:
أ ـ لفت النظر إلى وجود حالة حرب على مجتمع المقاومة، وهي تفتك بالمجتمع كما يفتك السرطان بجسم الإنسان، وهذ الكلام يعني أنه يجب أخذ الحذر من هذه الحرب.
ب ـ عدد السيد نصر الله بعض وسائل الحرب الناعمة وهي هامة جداً على كافة الصعد.
ج ـ قدم دعوة مبطنة للجميع للانخراط في المعركة الدفاعية ضد إستراتيجية القوة الناعمة، لأنها أخطر من الحرب، والتحذير باننا استطعنا ان ننتصر في الميدان ونستيطع أن ننتصر مرة أخرى، ولكن لا تجعلونا نخسر في الحرب الناعمة.
النقاش: الحرب الناعمة تستهدف الأفكار والعقائد والرأي العام
ويتطابق رأي العميد أمين حطيط مع رأي الخبير الإستراتيجي أنيس النقاش بأن "الحرب الناعمة تستهدف الأفكار والعقائد والرأي العام"، حيث قال النقاش في حديث لـ"الإنتقاد" إن "أسحلة الحرب الناعمة هي وسائل الإعلام والصحافة وأصحاب التأثير بالرأي العام"، مشيراً إلى أنها "تهدف إلى تغيير الأفكار وزرع الشقاق بين الأفراد والجماعات، وتشويه صورة جهة معينة".http://www.alintiqad.com/uploaded1/essayimages2012/0712/anisnakash44.jpg
ولفت النقاش إلى أن "القوة الناعمة باستطاعتها جذب القوى الأخرى باتجاه القوى التي تشتغل بالحرب الناعمة، وتكسب هذه الأطراف لمصلحتها دون خوض حرب عسكرية".
وأكد أن "التصدي لهذه الحرب يكون بالتركيز على الأفكار الاساسية التي يحملها الطرف الآخر وعلى الأهداف والمبادئ، ورصد الحرب الناعمة وأساليبها من أجل كشفها والرد عليها".
وأضاف النقاش أن "السيد حسن نصر الله أعطى عنواناً للحرب ولكنه كسب المعركة بهذه الحرب عندما تحدث عن الشهداء كعلي واحمد عنيسي، وهو أثبت الحصانة التي يتمتع بها مجتمع المقاومة بالشهداء".
علي مطر
26-07-2012
ممنوع الانجرار وراء استفزاز حزب الله
المصدر: "موقع يديعوت أحرونوت ـ يورم شويتسر"
" العملية الإرهابية الاستفزازية في بورغاس هي جزء من الهجوم المتشابك، المستمر منذ بداية العام، الذي تنفذه إيران وملحقتها منظمة حزب الله ضد إسرائيل في الخارج. تبدو هذه المعركة للوهلة الأولى كتجسيد لرغبة الاثنين بالثأر لقتل[الشهيد الحاج] "عماد مغنية" وعلماء النووي في إيران، المنسوب إلى إسرائيل، لكن يحتمل أنها تشكل تغطية لمصلحة إيرانية واسعة جداً تسعى إلى جر إسرائيل لحرب في لبنان بتوقيت مريح للإيرانيين.
بدأ الهجوم الإرهابي الدولي لحزب الله ضد إسرائيل بعد ثلاثة أشهر من مقتل [الشهيد الحاج] "مغنية" في دمشق بواسطة محاولات تنفيذ عمليات إرهابية في أذربيجان، مصر وتركيا. أقسم [السيد] "نصر الله" علنياً أن الثأر لمقتل يده اليمنى، رجل العمليات الأعلى مستوى في حزب الله، مقبل حتماً، وأن منظمته لن تهدأ إلى أن يتحقق الأمر. وفي الواقع، واصل حزب الله في العام الأخير، بتنسيق وتعاون إيرانيين، نشاطاته في تايلاند وقبرص. في المقابل، تعهد الإيرانيون بواسطة عملائهم وموفدين محليين بالمس بأهداف إسرائيلية في أذربيجان، تركيا، الهند، تايلاند وكينيا. باستثناء الاعتداء على زوجة ضابط الأمن الإسرائيلي في نيودلهي في شباط الأخير، ذهبت جهودهم سدى، إلى أن نجحوا كما ذكر سابقاً في تنفيذ مؤامرتهم في بلغاريا. أيضاً هذا النشاط فشل جزئياً.
هذا وأُعرب علنياً عن تورّط إيران المباشر في نشاط حزب الله هذا، من قبل رؤساء المنظمة الذين أقرّوا في السابق، أنه فقط المرشد الأعلى الإيراني لديه الصلاحية الشرعية الحصرية للموافقة على نشاطاتها الإستراتيجية، وبما في ذلك العمليات الإرهابية في الخارج. إلى جانب الإذن الشرعي، إنّ قادة في الحرس الثوري الإيراني يعملون في لبنان وإيران، مسؤولون عن مصادقة وتنسيق الجانب العملاني لهذه النشاطات.
يمكن الافتراض أنه على ضوء إخفاقات الماضي قرّر الإيرانيون أخذ زمام الأمور بأيديهم بغية ضمان نجاح النشاط بهدف تحسين صورتهم. وتسعى إيران إلى نقل رسالة عنيفة وقاسية لإسرائيل بغية ثنيها عن مواصلة استهداف علمائها. كذلك، ثمة تهديد بارز هنا أنّه في حال هاجمت إسرائيل منشآت النووي الإيرانية فهي تتوقع رداً خطيراً، وبما في ذلك ستستوعب موجة واسعة ومؤلمة من العمليات الإرهابية الدولية ضد أهدافها.
السياسة المنضبطة هي الأفضل
من الواضح أن هذه الرسائل لا تقتصر فقط على إسرائيل وأُعدت لقادة دول الإتحاد الدولي المشاركين في فرض العقوبات. كما تسعى إيران إلى إعادة تشغيل سلاح الإرهاب الدولي مثلما فعلت ضدها خلال ما يفوق العقد والنصف بعد تسلم نظام آيات الله الحكم. ويبدو أنّه خلف الحملة الإرهابية الاستفزازية في الخارج تكمن إستراتيجية إيرانية كبيرة جداً تسعى إلى إيصال الردع الإسرائيلي إزاء حزب الله في لبنان إلى نهايته وتوريط إسرائيل بمواجهة عسكرية شاملة في هذه الدولة. بحسب تقدير إيران، معركة عسكرية في لبنان ستكلف إسرائيل ثمناً باهظاً وستشتتها عن استعداداتها لما يُعتبر في طهران، كنوايا محتملة لمهاجمة إيران، وقد تشتت انتباه الرأي العام الدولي عن ما يجري في سوريا حليفتها.
أما تصريح كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فوراً بعد العملية الإرهابية ورئيس هيئة الأركان العامة أمام لجنة الخارجية والأمن بالأمس بأن إسرائيل ستردّ على مرسلي الإرهابيين الذين يهاجمون مواطنيها، هو محق ويتداخل بالمعركة الإسرائيلية لشجب السلوك المتعنّت لإيران في مجالي الإرهاب والنووي. لكن الواقع الأمني المعقّد الماثل أمام إسرائيل على ضوء التأرجح الجاري في الدول المجاورة لها وعدم استقرار الأنظمة فيها يجبران القادة على التفكير بشكل جليّ وواقعي بردودها على الاستفزازات الموجهة لها من قبل منظمات إرهابية تعمل ضدها بخدمة مصالح أجنبية.
انطلاقاً من هذه المسوّغات، من الأفضل لإسرائيل انتهاج سياسة منضبطة والردّ، عندما تقرّر القيام بذلك، بشكل مركّز وسرّي ضد منفّذي العمليات الإرهابية ومرسليهم مقابل الانجرار إلى دوامة من الدماء والحرب، اللذين فقط يساعدان العناصر الموجودة في الجانب الخاسر للمراحل التاريخية في العالم العربي لتشتيت الغضب الموجّه ضدهم إلى إسرائيل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
26-07-2012
أبو هاجر القحطاني
2012-07-28, 18:55
حسن نصر الشيطان يسب صحابة رسول الله
http://www.youtube.com/watch?v=n8Nh0hXJ0-E&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=OXCnjUZzzT8
ماذا تقول في هذا ؟؟
يا عيني على " خادم الحرمين "
http://www.youtube.com/watch?v=n4Fpv8_07Vs&feature=related
أبو هاجر القحطاني
2012-07-28, 19:16
http://www.youtube.com/watch?v=OXCnjUZzzT8
ماذا تقول في هذا ؟؟
والله يا خويا الزمزوم راح حالك يشف الشجرة والحجرة :1:صح فطورك
http://www.youtube.com/watch?v=Jvf8ixUIQVk
عكس التيار
2012-07-28, 19:28
الهلاك لكل نظام لايحارب العدو الايراني
الحلقة الرابعة
يتابع المناضل ناصر السعيد(أحد أهم مناضلي الجزيرة العربية منذ الخمسينيات وحتى اختطافه من قبل الحكومة السعودية عام 1400هـ من بيروت) في كتابه (تاريخ آل سعود( :
ثلاثية الأصول… ويوسف بن مقرن الياهو
ألقت الثورة اليمانية القبض على يوسف بن مقرن الياهو في 19/ 12/ 1962 حينما تسلل إلى اليمن واعترف يوسف بكل تحركاته بين فلسطين المحتلة والجزيرة العربية، واعترف بصلاته الوثيقة العرقية بآل سعود، واعترف بالكتاب المذكور حينما سألناه عنه، وقال: (لقد حزنت كثيرا على هذا الكتاب الذي أخذه مني جون فيلبي بناء على طلب من عبد العزيز آل سعود في رسالة قال فيها عبد العزيز أنه يريد طبعه لكنه تبين أن عبد العزيز يريد أن يخفي الكتاب لكيلا ننشره نحن اليهود ولكيلا يقع بيد غيرنا من اليهود أيضاً لان عبد العزيز أعداء من اليهود التقدميين لا يؤيدون طريقته وحينما راجعت عبد العزيز حول الكتاب وقلت له دعنا نتولى طبعه نحن، ضحك عبد العزيز وهو يسخر من هذا الكلام وقال "هذا الكلام هو الذي جعلني أطلب الكتاب منكم لأنني علمت بعزمكم على تسريبه لليهود في فلسطين ليتخذ منه بعضهم وسيلة ضغط كبيرة ضدي تجعلني أسير حسبما يرون.
وهم لا يدركون عواقب سيرنا المكشوف حسب أهوائهم وحسبما يريدون لا حسبما تقتضيه مصلحتنا المشتركة" وقال لي عبد العزيز: "وعلى كل حال فان الكتاب موجود لدى الأخ عبد الله فيلبي فتشاور معه عن موضعه" ولما ذهبت إلى فيلبي وسألته عن الكتاب قال فيلبي: "لقد نقلت وصورت ما يهمني من الكتاب وسلمته لعبد العزيز" فقلت لفيلبي:
"أنني أخشى أن يحرقه عبد العزيز" فقال فيلبي: " انّه فعلا ينوي إحراقه ثم تراجع وطمأنني عبد العزيز بعد أن قرأت له الكتاب: بقوله (انّه كتاب مهم وهو ليس "نبع نجران المكين في تراث أهله الأولين، فقط وإنما هو نبع العالم كله في تاريخ اليهود". وقال جون فيلبي: "يا أخ يوسف… إن الكتاب لدى عبد العزيز وقد أقسم لي أنه لن يذهب منه الكتاب إلا إذا ذهبت روحه وانه إرثه الوحيد الذي يريد توريثه لا لكل أولاده وأنتما لأعز أولاده، وقد اطلع عليه جمع كبير من أقاربه وأخوته ومنهم شقيقه عبد الله بن عبد الرحمن اطلع عليه قسم من كبار أولاده، وقال لهم عبد العزيز: على كل حال يا عيالي ـ أنا ما أطلعتكم على هذا الكتاب إلا لتعرفوا أنكم أنتم وحدكم في هذا العالم الذين جمعتم المجد من أطرافه الثلاثة فأنتم: يهود، عرب، مسلمين، إنها "ثلاثية الأصول الحقيقية " .
هذا ما قاله يوسف بن مقرن الياهو باعترافاته في اليمن وقد أذيعت من الإذاعة قبيل الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم 20/12/ 1962 كما اعترف أنه مواطن سعودي وسافر بجواز سعودي إلى فلسطين عام 1947 بمهمة وأخذ يتردد بعدها بين إسرائيل والأردن وخيبر والرياض ونجران وجدة والمدينة ومكة وتبوك واليمن، وقال: "أن لآل سعود علاقات جيدة بإسرائيل وأنهم يسبونها علنا ويتعاونون معها سرا" وقال: "مع إن المخفي أصبح مكشوفا في دوائرهم" وقال يوسف مقرن الياهو: "وللتغطية والتستر على هذا ترونهم يعلنون في مناسبات شتى: "أن المملكة السعودية لن تقبل بإدخال اليهود الذين يحملون جنسيات أمريكية مزدوجة، ولكون الأمريكان يدركون أن مثل هذا "الإعلان" ما هو إلا من باب كسب الدعاية أمام الفلسطينيين والعرب فإنهم يستقبلون مثل هذا الإعلان بالابتسامات العريضة"… وحينما قال المحقق لليهودي: (هل نعرف من كلامك هذا أن السعودية تتعاون مع اليهود؟)… قال اليهودي: "إن هناك مواطنين يهود سعوديين يعيشون حياة عادية كسائر الناس. أما اليهود الأمريكان فإنهم يعملون كخبراء أو فنيين أو في دوائر تابعة للجيش أو دوائر الأمن"… وحينما قال له المحقق: (أنت تعمل لصالح إسرائيل والسعودية فهل أنت مطمئن لهذا العمل؟) قال اليهودي السعودي: "أنا لا أعمل لصالح السعودية، وأنا مطمئن في السعودية لكوني يهودي، ومطمئن لكون السعودية تعمل بكيانها لصالح اليهود وليس ضدهم سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وكل يهودي لا شك أنه يعمل لصالح اليهود وأنا كواحد من اليهود أعمل لدعم كياننا اليهودي". وحينما سألناه هل لديك نسخة ثانية من الكتاب الذي يثبت قرابتك لآل سعود؟.
أجاب: "إن لدي نسخة ثانية في نجران وإذا كان يهمكم، هذا فأعاهدكم أنني سأقدمها لكم في حال الإفراج عني على أن نقوم بطبعها لأستحصل على بعض النسخ منها"… كما تحدث عنه الرئيس عبد الله السلال .. حينما افتتح مكتب الجزيرة العربية في صنعاء يوم 26/12/1962 وقال: (إننا سنقدم هذا اليهودي الشرير الذي يقود مجموعة من المرتزقة والجواسيس بين السعودية والأردن وإسرائيل ليسمع العالم كل شئ من فمه عن أعمال السعودية ضد اليمن وضد فلسطين ويصف لنا أصول القرابة بينه وبين آل سعود وكيف دخل آل سعود في الإسلام ولماذا؟).. ولكن وبقدرة الأيدي القذرة التي تعمل في الخفاء ومنها أنور السادات الذي أوكل بشؤون اليمن، وكان ممن تسببوا بهزيمة الثورة في اليمن وإغلاق مقرنا للتدريب، وبعد عشرة أيام من إذاعة بيان يوسف بن مقرن الياهو واعتقاله في اليمن نقل الرئيس السلال إلى القاهرة بحجة السفر للاستشفاء!… فحل حسن العمري مكانه، والعمري كما هو معروف من العملاء "الاصلاء" للسعودية. وما هي إلا أيام ثلاثة من تولي العمري "نيابة السلال" حتّى نقلوا اليهودي يوسف بن مقرن الياهو عبر الحدود اليمانية السعودية إلى نجران. لما أن السعودية كانت في حالة حرب مع اليمن، وتسلمه الأمير خالد السديري فنقل إلى جدة وعاد إلى نجران ثانية. ثم سافر عبر الأردن إلى فلسطين المحتلة ثم عاد، وما زال يتنقل بحرية تامة وبهمة الشباب رغم كونه قد تجاوز سن الـ 80 لكن من يراه لا يعطيه من العمر أكثر من 50 سنة، انّه نحيف طويل القامة صارم الملامح، تلمح الذكاء في وجهه
6 سنوات على 14 آب: ما قبل الحرب وبعدها http://www.inbaa.com/images/top/inbaah_37.jpg http://www.inbaa.com/images/top/inbaah_39.jpg http://www.inbaa.com/images/top/inbaah_40.jpg
http://www.inbaa.com/pic/2012/08/julywar1.jpg
صحيفة الأخبار اللبنانية
الثقة التي دخلت بها إسرائيل حرب تموز سرعان ما تبدّدت وتحولت إلى كارثة بعد فشلها في تحقيق الأهداف التي دخلت من أجلها الحرب. تصريح «لو كنت أعلم» الشهير الذي صدر عن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، واستغلته دولة الاحتلال في بداية الحرب سرعان ما تحول إلى ظل لها بعد الحرب يرافقها ليدلل على خيبتها من جهتها، وعلى خطأ حساباتها التي دخلت على أساسها الحرب من جهةٍ ثانية، وخصوصاً بعدما ثبت أن الخسائر التي منيت بها إسرائيل على الصعيد الاستراتيجي كانت لا تعوّض فبعد ستة أعوام على نهاية حرب تموز في الرابع عشر من آب، من الأجدى الوقوف عند سؤال «لو كانت إسرائيل تعلم»، لتحليل المتغيرات التي عصفت بالدولة العبرية داخلياً، إضافة إلى التبدّل في البيئة الاستراتيجية المحيطة بدولة الاحتلال
لو كانت إسرائيل تعلم...
محمد بدير
أكثر من أي شيء آخر، عكست الأقوال التي أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي إبان حرب تموز 2006، عامير بيريتس، أجواء الارتباك والتخبّط التي سادت أوساط القيادة الإسرائيلية المسؤولة عن قرار الحرب عام 2006. في آخر جلسات الحكومة خلال الحرب، والتي انعقدت عشية سريان وقف إطلاق النار في الثالث عشر من آب، قدم بيريتس مداخلة لخّص فيها خلاصاته الشخصية حيال نتائج الحرب قائلاً «لم نخسر؛ لم يكن ثمة انتصار، لكننا لم نخسر بأي حال من الأحوال. حتى لو لم ننتصر، إلا أننا لم نخسر»! كلام بيريتس الذي كان أحد أضلع الثالوث المسؤول فعلياً عن الحرب، إلى جانب كل من رئيس الوزراء إيهود أولمرت، ورئيس الأركان دان حالوتس، لم يكن في الحقيقة سوى محاولة تجميلية بادية التصنع للواقع الأليم الذي أفضت إليه الحرب بالنسبة إلى إسرائيل. واقع أجادت صحيفة «هآرتس» وصفه في إحدى افتتاحياتها آنذاك حين تحدثت عن «انتشار مشاعر النفور والخيبة العميقة والهلع التي جرفت الجمهور الإسرائيلي» غداة الحرب. وأشارت إلى المفارقة المأساوية التي وقعت إسرائيل فيها في تلك الفترة: «حكومة جديدة، برئاسة حركة سياسية جديدة تعهدت بوضع حدّ للاحتلال، قادت، أو ربما بشكل أدق قادها جيش مغرور وصدئ إلى هزيمة أليمة، مخيّبة للآمال ومحمَّلة بالمخاطر في حرب ضد حزب الله».
في وقت لاحق، أكمل تقرير فينوغراد المشهد الوصفي لحالة إسرائيل ما بعد الحرب من خلال إضافة عبارة «انكسار» على أدبيات هذا المشهد.
في ظل هذه الأجواء، لم يكن مستغرباً أن تقع إسرائيل الرسمية على تصريح «لو كنت أعلم» الشهير الذي صدر عن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في مقابلة تلفزيونية بعد الحرب، وقوع المحامي الفاشل على ما يعتبره دليل تبرئة. سريعاً ركبت إسرائيل موجة الرقص على الدماء التي أطلقتها قوى داخلية لبنانية حول هذا التصريح، مُخرجةً إياه من سياقه الإنساني المحض الذي عناهُ الرجل. وكما فعلت الجهات المعادية للمقاومة في لبنان، بادرت إسرائيل إلى توظيف كلام السيد نصر الله في حملة دعائية كانت غايتها الواضحة تكريس النصر كنتيجة للحرب بمفعول رجعي، مُستدلةً على ذلك بالإقرار المُأَوَّل لقائد المقاومة بأنه لم يكن لينفذ عملية الأسر لو علم أنها ستؤول إلى ما آلت إليه.
وعلى طريقة الكبت الواعي للذكريات الأليمة، عملت إسرائيل _ في حمأة احتفاليتها بتصريح السيد نصر الله _ على تناسي كل النتائج الكارثية التي أفضت إليها الحرب، رغم أن الحقائق الموضوعية كلها كانت تنطق بها دون مواربة. لوهلة، بدا كأن ما تفعله إسرائيل لا يعدو محاولة مكشوفة لتجنّب استحقاق المصارحة المباشرة والعلنية مع الذات، من النوع الذي أقدم عليه السيد نصر الله، لكن ضمن سياق يشمل الحسابات الاستراتيجية ببعدها الأوسع. بدت إسرائيل كأنها تكتم على لسان حالها القول بصوت مرتفع «لو كنت أعلم» دون أن توفق إلى النجاح في هذا الكتم تماماً.
لماذا لم تنجح؟ لأن تتبّع السيرورة الإسرائيلية خلال الحرب وما بعدها، يفضي إلى رسم سيناريو واضح المعالم لحسابٍ إسرائيلي مع النفس جرى بالمفرق، من دون ترابطٍ نسقيٍ يوحّد المشهد ويقدم، إذا حصل، صورة مكتملة العناصر، عنوانها الأوحد «لو كنت أعلم».
سيناريو يضيق المقام عن الإحاطة بكافة مكوناته، إلا أنه يمكن الوقوف على أبرز ما فيها، وتسجيل التقريرات التالية في إطار ذلك. من المؤكد أنه لو كانت القيادة الإسرائيلية، التي اتخذت قرار الحرب، تعلم أن هذا القرار سيطيحها ويدحرج رؤوس كبار جنرالات الجيش عن مناصبهم، بعد أن حلّقوا عالياً في بداية الحرب ليكون ارتطامهم بالأرض بحجم الارتفاع الذي بلغوه، فإنه من المؤكد أن هذه القيادة كانت ستفكر عشرات المرات في ما ستقدم عليه لو أنها استشرفت مصيرها البائس على ضوء قرارها. ولو كانت إسرائيل تعلم أن الحرب ستكشف عن أن سطوة جيشها لا تعدو كونها انتفاخاً أجوف، ستتبين حقيقته في العجز عن تحقيق الحسم أمام «منظمة تضم آلاف المقاتلين»، وهي الدولة التي لا يسمح وضعها الاستراتيجي بأقل من نصر حاسم كما قرر مؤسسها بن غوريون في حينه، لو كانت تعلم ذلك لربما سلكت الأمور منحى آخر عشية الحرب. ولو كانت تعلم أن الحرب ستزلزل الجيش، المؤسسة التي يتمحور حولها وجود الدولة، من خلال عشرات لجان التحقيق التي أمعنت في النبش في إخفاقاته، لكان من المرجح أنها كانت ستغني نفسها عن هذه الفضيحة ذات الدلالات البالغة. دلالات قد تشي بها حقيقة أن عبارة «عِبر حرب لبنان الثانية» تحولت إلى العبارة الأكثر استخداماً في الأدبيات العسكرية الإسرائيلية.
واستطراداً، لو كانت تعلم إسرائيل أن الحرب ستفضي إلى نتيجة ميدانية أقل ما يقال فيها إن التباسها أدى إلى انكسار صورة جيشها الذي لا يقهر في نظر أعداء إسرائيل، لكان لها مع قرار شن الحرب حسابات أخرى، وخصوصاً أن مسار القتال بأكمله كان تظهيراً لحالة فشل متراكمة في القدرة على تطبيق كل واحد من المداميك الأساسية للعقيدة العسكرية الإسرائيلية. فلا الجيش نجح في تحييد الجبهة الداخلية، ولا هو تمكن من حصر المعركة في أرض العدو، ولا هو قدر على تحقيق نصر حاسم وخاطف، فضلاً عن النقاش الجوهري في أصل تحقيق النصر. وهو نقاش حسمه تقرير «فينوغراد» سلباً حين جزم بأن الحرب شكلت «إخفاقاً كبيراً» وانتهت من دون «أن ننتصر فيها». هذا من دون التطرق إلى قضية بالغة الدلالة تتمثل في نسبة القتلى بين طرفي المواجهة والتي تقترب من واحد (من الجانب الإسرائيلي) لاثنين (من جانب المقاومة)، وهي نسبة كارثية إسرائيلياً قياساً إلى الحروب السابقة.
ولو كانت إسرائيل تعلم أن الحرب ستكون «كارثة قومية وضربة قاسمة»، كما أبلغ رئيسا الشاباك والموساد في حينه رئيس الوزراء أولمرت، وستبلغ بإسرائيل «نقطة الحضيض ووضعية انكسار قومي»، كما عبّر وزير الشؤون الاستخبارية الحالي، رئيس طاقم صياغة نظرية الأمن القومي في حينه، دان ميريدور، وستمثّل «الهزيمة الأولى في تاريخ إسرائيل»، كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه أرينز، ولو كانت إسرائيل تعلم أنه سينتج من الحرب «تآكل حاد في قدرة الردع »، كما عبّر وزير الدفاع الحالي إيهود باراك، وستعيد إسرائيل إلى حالة التهديد الوجودي الذي كان قائماً قبل عام 1967 كما صرّح بذلك رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتيناهو، ولو كانت إسرائيل تعلم أن الحرب ستنشأ عنها كل هذه الاشتراكات المأساوية بالمعنى الاستراتيجي، فإن المرجّح أنها ستكون أكثر تريّثاً وأقل اندفاعاً، لو قُدّر لها أن تعود بها الأيام إلى عشية الثالث عشر من تموز قبل ستة أعوام.
وهي لو كانت تعلم أن التداعيات الاجتماعية التي ستخلفها الحرب ستكون بهذا الحجم وهذا السوء، وفقاً لما أوردته الصحافة الإسرائيلية من نفور، خيبة، هلع، تدنّي نسبة الالتحاق بالخدمة العسكرية، انعدام الثقة بين الجنود والقيادتين السياسية والعسكرية، تراجع إلى حدّ الانهيار في القيم العسكرية، وخصوصاً تلك المرتبطة بزمالة السلاح، لكان شأنها مع قرار الحرب شأناً آخر.
والأهم من كل ذلك، لو كانت إسرائيل تعلم أن الحرب ستنتج تحولات جذرية في موازين القوى تجعلها تعيش حنيناً إلى الماضي الذي كان فيه التلويح بسطوتها العسكرية كفيلاً بإخضاع إرادات دول إقليمية، وأن هذه التحولات تضاعفت معها _ باعتراف الاستخبارات الإسرائيلية _ قوة حزب الله عشرات المرات وأصبح بفعلها قادراً على استهداف أي موقع داخل إسرائيل بشكل نقطوي، وعلى تدمير الأبنية والمنشآت الاستراتيجية والبنى التحتية والخدماتية تماماً كما يفعل سلاح الجو الإسرائيلي في أيّ حرب، وقادراً على فرض حصار بحري على السواحل الإسرائيلية مثلما يفعل سلاح البحرية الإسرائيلي، وقادراً على إجهاض الفاعلية الميدانية لدبابات الجيش الإسرائيلي وفرقه بحيث يصبح مجرد التفكير في الحرب البرية ضرباً من المغامرة في جبهة لا يتعدى عرضها عشرات الكيلومترات. ولو كانت إسرائيل تعلم أن حرب تموز 2006 ستفقدها القدرة على التلويح بخيار الحرب خوفاً من مخاطرها ومن أكلافها ومن نتائجها التي لم تعد مضمونة، وستقدمها بصورة المتردد في شنّها، رغم أن المتغيرات في بيئتها الاستراتيجية تقدم لها كل صباح أسباباً كافية للقيام بذلك، ولو كانت إسرائيل تعلم أن الحرب نفسها ستنحدر بها إلى حيث صارت تُقرن في معادلات التوازن الإقليمي مع... لبنان، الدولة التي طالما تندر قادتها على ضعفه وعجزه. لو كانت تعلم أن كل ذلك ستجيء به حرب تموز، فإن ثمة ما يكفي من الأسباب للتساؤل عمّا إذا كان رئيس وزارئها في حينه سيقف على منبر الكنيست ليُرغي ويزبد صائحاً «حتى هنا»؟
تكلفة قتل عنصر من حزب الله
أطلق الجيش الإسرائيلي، خلال الحرب، على الأقل مئة وخمسين ألف قذيفة، تمثّل في مجموعها العددي أكثر مما أطلقه في جميع حروب إسرائيل مجتمعة حتى الآن. أما سلاح الجو الإسرائيلي، فقد قام بأكثر من 12000 طلعة، وعلى الأقل ثلث هذه الطلعات كان غارات قتالية ألقي فيها ما لا يقل عن 8000 قنبلة من بينها 7000 قنبلة « ذكية». على الصعيد الاقتصادي، كلفتنا الحرب على الأقل 8 مليارات شيكل، ويبدو أن الحسابات الدقيقة هي أكثر من هذا الرقم بكثير.
في المقابل، قتلنا خلال هذه الحرب، إذا صدقنا الجيش الإسرائيلي، نحو 600 عنصر من حزب الله. أي إنه بحساب بسيط نكون قد ألقينا على الأقل 11 قنبلة «ذكية»، سعر كل واحدة منها عشرات آلاف الدولارات، وأطلقنا أكثر من 250 قذيفة وصرفنا حوالى 12.500.000 شيكل من أجل قتل عنصر واحد من حزب الله. أما إذا صدقنا حزب الله الذي، بصورة عامة، يقول الحقيقة، في مواضيع كهذه، وهو يقول إن 250 من مقاتليه فقط قد قتلوا خلال الحرب، فإن الأرقام التي أنفقناها على كل عنصر من حزب الله تصبح مخيفة بأضعاف مضاعفة.
«معاريف» 21/12/2006
بيئة إسرائيل الاستراتيجية: قبل الحرب ليست كــما بعدها
علي حيدر
دخلت إسرائيل حرب لبنان في عام 2006 وقد بدت محصّنة بطوق دولي إقليمي استراتيجي سيضمن لها الدعم تمهيداً أمام الفوز، لكن الدولة العبرية خسرت الحرب لتبدأ بحصد تداعياتها، وفي مقدمها أن إسرائيل لم تعد دولة لا يمكن التغلب عليها، إضافة إلى التبدل الذي طرأ على المحيط في الفترة الأخيرة، والذي سيجعل حسابات الحرب مختلفة
لكل حرب بادرت إليها إسرائيل، منذ الإعلان عن قيامها في عام 1948، بيئتها الاستراتيجية الدولية والإقليمية، التي شكلت ظرفاً ودافعاً لتبلور قرار شنها. ولم تكن الحرب التي شنتها إسرائيل على حزب الله ولبنان، في عام 2006، إلا امتداداً طبيعياً، بل نتاجاً لبيئتها الاستراتيجية التي جعلتها ممكنة وضرورية. ممكنة، بمعنى ارتفاع ما كان يفترض أن ترى فيه إسرائيل مانعاً وعقبةً أمام تنفيذها وتحقيق أهدافها. وضرورية، من أجل القضاء على حزب الله وتدمير قدراته القتالية والعسكرية التي تشكل تهديداً لإسرائيل، وأيضاً بهدف تعبيد الطريق أمام المشروع الأميركي في لبنان ومنه. عشية حرب عام 2006، كانت إسرائيل تتمتع بذخرين استراتيجيين أساسيين، الأول نظام حسني مبارك على جبهتها الجنوبية، الذي ضمن لها تحييد مصر طوال ثلاثين سنة، بما مكّنها من شن الحروب والاعتداءات في فلسطين ولبنان والمنطقة.
والاحتلال الأميركي في العراق، الذي شكل ثقلاً موازياً ضمن لها (وفق التقديرات الإسرائيلية آنذاك) تحييد جبهتها الشرقية والشمالية، لما يشكله العراق من عمق استراتيجي بفعل موقعه الجغرافي لتلك الساحتين، إضافةً إلى ما مثّله من قوة احتواء للجمهورية الإسلامية في إيران.
وهكذا بدت إسرائيل محصّنة بطوق دولي إقليمي استراتيجي، لم يكن ليكتمل آنذاك، إلا بإخضاع حزب الله وسوريا عبر حرب نضج قرار شنها، بعد فشل الرهان على الحراك الداخلي اللبناني، آنذاك، لنزع سلاح حزب الله، وذلك في أعقاب خروج الجيش السوري في عام 2005.
وفق الرؤية والتقدير الإسرائيلي، في تلك الفترة، وفّر خروج الجيش السوري فرصة تجعل من الصعوبة على حزب الله، بعد سحقه أو تدمير قدراته، إعادة بناء منظوماته الصاروخية والقتالية، وبالتالي إنتاج مظلة إقليمية تحمي أمن إسرائيل. لكن فشل الرهان على المسار الداخلي اللبناني جعل الحرب أكثر ضرورة وإلحاحاً... فكانت الحرب.
لكن تداعيات فشلها لم تقتصر على الساحة اللبنانية، بل أحدثت أيضاً تغييراً في عمق التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي. ومن أبرز تجلياتها ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» بتاريخ 10/8/2012، عن وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي إيهود باراك من أن «صدمة حرب عام 2006، هي سبب معارضة القيادة العليا للجيش القوية التي لا مساومة فيها لضرب المنشآت النووية الإيرانية».
في كل الأحوال، باتت المشكلة الكبرى بالنسبة إلى تل أبيب ومعها واشنطن، أبعد من فشل حرب عام 2006، ولا سيما بعدما تمكّن حزب الله في أعقابها من استخلاص العبر المطلوبة، ومراكمة قدراته الصاروخية والقتالية. هذا الأمر عزّز محور دمشق وطهران، وتحوّل، من منظور إسرائيلي، من حركة مقاومة تمنع إعادة احتلال لبنان، وتربك مخططاتها في المنطقة إلى خطر استراتيجي آخذ بالتعاظم، بل إلى ركيزة أساسية في المعادلات الإقليمية القائمة.
البيئة الاستراتيجية الحالية
تختصر قصة المصطلح الذي أوصت الاستخبارات الإسرائيلية المستوى السياسي بتبنيه، للتعبير عما يجري في العالم العربي من تطورات، نظرة المؤسسة الإسرائيلية للبيئة الاستراتيجية المحيطة بها. إذ بعد تداول مصطلح «الربيع العربي» على ألسنة السياسيين والمعلقين الإسرائيليين، ووصف آخرين ما يجري، بأنه ليس إلا «شتاءً إسلامياً»، حصل نوع من التخبّط داخل الاستخبارات، حول المصطلح الأكثر تعبيراً عن الواقع، إلى أن رست المباحثات على اختيار مصطلح تم وصفه بالـ«حيادي» وهو «الهزة».
خلفية اختيار هذا المفهوم، تعود إلى كونه ينطوي على إمكان أن ما يجري في العالم العربي يمكن أن يتوّج بـ«ربيع» يوفر لإسرائيل مظلة أمنية إقليمية يحمي أمنها ووجودها، ويمكن أن يتوج بـ«شتاء» بتحول ما يجري من تغيير إلى مصدر تهديد لوجودها وأمنها القومي.
بعبارة أخرى، التقدير الرسمي المتبنى الآن في المؤسسة الإسرائيلية، أن ما يجري في العالم العربي ينطوي على إمكان مفاقمة التهديدات المحدقة بإسرائيل، وفي الوقت نفسه على فرص كامنة يمكن لو تم استغلالها وتظهيرها أن تتحوّل إلى عامل قوة واستقرار للدولة العبرية.
أهم ما يُميّز البيئة الاستراتيجية الحالية، بالمقارنة مع ما كانت عليه عشية حرب عام 2006، أن إسرائيل فقدت ذخرها الاستراتيجي على جبهتها الجنوبية، رغم تجدد رهاناتها على أن لا يكون الواقع بالسوء الذي كانت تتخوف منه. لكن مهما كانت الرهانات والآمال، تبقى حقيقة لا يمكن لإسرائيل أن تتجاوزها، وهي أن مساراً جديداً انطلق على حدودها الجنوبية، تتراكم مؤشراته السلبية تباعاً. وفي الوقت نفسه، تبدو إلى جانبها مكامن فرص، تراهن عليها إسرائيل لتبديد هذا المسار التهديدي، تتمثل بالقيود السياسية الداخلية والاقتصادية في مصر. يضاف إلى ذلك الرهان على إمكان تبني النظام الجديد في مصر أولويات لا يكون لإسرائيل موقعها المتقدم، بل يتم تنحيتها لحسابات إقليمية تتلاءم مع توجهات معسكر «الاعتدال» العربي.
رغم ذلك، القدر المتيقن هو أن حالة من القلق تسيطر على المؤسسة العسكرية الإسرائيلية دفعتها إلى المطالبة بزيادة موازنتها كي تتمكن من بناء جهوزية قادرة على احتواء أي تطور مفاجئ في الساحة المصرية. وكتعبير عن جانب من مفاعيل هذا المستجد، يمكن الاستفادة من المقارنة التي أجراها اللواء غيورا ايلاند، الذي تولى في السابق مناصب هامة، منها رئاسة شعبة التخطيط والعمليات في الجيش، ولاحقاً رئاسة مجلس الأمن القومي. ايلاند اعتبر أنه «منذ التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد، (ولمزيد من الدقة منذ 1985)، انخفض عديد قوات الجيش الإسرائيلي، وخصوصاً في سلاح البر. هذا التخفيض في الكمية، بموازاة تحسين نوعية عديد القوات، سمح لدولة إسرائيل بالحفاظ على موازنة أمنية ثابتة تقريباً، بمصطلحات واقعية. ولأن الناتج القومي زاد، فقد خفّت العلاقة بين الموازنة الأمنية والناتج القومي الصافي تدريجاً، من 30 في المئة في عام 1974 إلى حوالى 7 في المئة في عام 2011».
إلى ذلك، فقدت إسرائيل أيضاً ذخرها الاستراتيجي الآخر، عبر انسحاب القوات الأميركية من العراق، في ظل نظام حكم حليف لإيران. وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال كلمة له أمام الكنيست بتاريخ 28/12/2011، بالقول إن «الحدثين الجديدين اللذين من المقرر أن يؤثرا علينا هما: نتائج الانتخابات في مصر (والتي أدت لاحقاً إلى فوز الإخوان المسلمين) والواقع الجديد الناشئ في العراق، الذي وضع إسرائيل في مواجهة تحديات مردها الشرق (إشارة إلى الجبهة الشرقية) بصورة لم نعهدها ولم نتعامل معها منذ 10 سنوات تقريباً».
خلاصة الوضع الاستراتيجي لإسرائيل
من المجدي الاستعانة بتوصيف رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، للوضع الاستراتيجي الذي آلت إليه إسرائيل في مرحلة ما بعد حرب عام 2006، والانطلاق منه إلى توصيف المرحلة الحالية. إذ اعتبر في محاضرة له، في جامعة بار ايلان، (6/6/2007)، عندما كان رئيساً للمعارضة، أن «حرب عام 1967 شكلت (بالنسبة إلى دولة إسرائيل) انتقالاً من دولة كان أصل وجودها موضع تساؤل إلى دولة من غير الممكن التغلب عليها». وأضاف «النصر والردع الإسرائيليان شكلا عاملاً حاسماً لتوصل دول عربية إلى فهم ضرورة الاعتراف بوجود دولة إسرائيل وإقامة سلام معها، وهكذا تم التوصل إلى اتفاقيات سلام مع مصر والأردن، وإلى مؤشرات مصالحة مع الفلسطينيين».
ومضى نتنياهو يقول «بدءاً من الانسحاب الأحادي من لبنان، ومروراً بالانسحاب الأحادي من قطاع غزة، وبعد حرب لبنان الثانية (2006)، انقلب الاتجاه وبات واضحاً الآن أن إسرائيل لم تعد دولة لا يمكن التغلب عليها. وعاد التساؤل حول بقائها يلوح من جديد، ليس فقط لدى أعداء إسرائيل وإنما لدى أصدقائها أيضاً».
ومن أبرز ما يمكن ملاحظته على هذا التوصيف للواقع الاستراتيجي لإسرائيل، على لسان نتنياهو، أنه أتى بعد مضي نحو 10 أشهر فقط من توقف الحرب في 14 آب عام 2006. أي، حينها لم يكن حزب الله قد استكمل بناء قدراته الصاروخية التي حوّلته إلى طرف أساسي جداً في المعادلة الإقليمية، باعتراف الإسرائيليين أنفسهم. وفي الوقت الذي كان نظام مبارك لا يزال موجوداً في مصر، ولم يكن هناك أي مؤشرات لدى إسرائيل أو غيرها على إمكان أو رجحان سقوطه في السنوات التالية. وأيضاً، عندما كان الاحتلال الأميركي قائماً في العراق، ولم يكن في حينه واضحاً مستقبل هذا الاحتلال، ولا مستقبل مشروعه السياسي على الساحة العراقية. وهو أمر اشار إليه ضمناً نتنياهو، في كلمته في جامعة بار ايلان بالقول إن «حقيقة عدم وجود تهديد من جهة الشرق، حالياً (على إسرائيل) لا يعني أنه لن يكون هناك تهديد كهذا في المستقبل، وعلى سبيل المثال، في حال عدم تطور الأوضاع في العراق في الاتجاهات التي نرغبها».
إذا كانت هذه نظرة نتنياهو إلى البيئة الاستراتيجية، في عام 2007، فكيف ستكون نظرته في عام 2012، بعدما تكرّس حزب الله كجزء أساسي من المعادلة الإقليمية الرادعة، وبعدما بات يشكل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل، بحسب توصيف القادة الإسرائيليين أنفسهم. كذلك فقدت إسرائيل فقدان الذخرين الاستراتيجيين في مصر والعراق، (رغم أن المسارات لا تزال تنطوي على فرص فعلية، بحسب التقدير الإسرائيلي)، وتراجعت الهيبة وقوة الردع الأميركية كما أشار إلى ذلك وزير الحرب ايهود باراك نفسه. وباتت إيران أكثر «نووية» وقدرةً ومنعةً.
وفي ظل هذا الواقع الإقليمي والاستراتيجي، باتت تلوح، من منظور إسرائيلي أيضاً، فرصة استراتيجية لم تتوفر مقدماتها طوال السنوات الماضية، تتمثل بالرهان على إمكان إسقاط نظام بشار الأسد، الذي شكل عمقاً وقاعدة احتضان ودعم لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، ولانتصاراتها التي غيرت المعادلات الإقليمية والاستراتيجية في المنطقة. وهو ما دفع العديد من المسؤولين الإسرائيليين الرسمين إلى إظهار قدر من التفاؤل حول مفاعيل التطورات التي تشهدها الساحة السورية، في المدى المنظور.
بنت جبيل... المدينة التي يلعنها جنود الاحتلال
خلال عدوان تموز، كانت هناك محطات أساسيّة تركت بصمتها على مسار الحرب، وبقيت ذكراها عالقة في أذهان المنتصرين والمنهزمين. ولعل موقعة بنت جبيل تعد واحدة من هذه المحطات، التي لا تزال تؤرق جنود العدو الذين شاركوا فيها. هذا ما كشفه الإسرائيليون أنفسهم، إذ أجرى موقع «والا» الإخباري العبري الإلكتروني تحقيقاً حول جنود من لواء غولاني الذين شاركوا في المعارك، وكشفوا خلاله عن مشاهد لن ينسوها، لا تزال راسخة في أذهانهم، وتؤرّق عودتهم الطبيعية إلى الحياة.
في ما يلي نص التحقيق الذي نشره الموقع الإلكتروني:
الكتيبة 51 في لواء غولاني، والتي خاضت معركة بنت جبيل الشهيرة، حيث أصبحت أحد رموز حرب لبنان الثانية، لا يزال عناصرها يلاقون صعوبة في العيش بشكل طبيعي، و«هناك جنود لا ينامون الليل كله منذ ذلك الحين. ويقولون لقد كان من الغباء الدخول إلى بنت جبيل».
هي معركة الجنود على الحياة. فقد مرت السنون على معركة الكتيبة 51 من لواء غولاني في بنت جبيل، لكن حتى اليوم، تستمر المعركة بجني أثمان من المقاتلين، الذين شاركوا فيها وبقوا على قيد الحياة. هي المعركة التي صدّعت روح كل مقاتل من غولاني، في تلك البلدة الملعونة في جنوب لبنان. معركة تركت ندوباً لا تزول.
لم يكن من السهل إقناع مقاتلي غولاني بالتحدث في ذكرى حرب لبنان الثانية. بعضهم لا يزال يخضع للعلاج النفسي، وآخرون غير معنيين بتذكر صدمة بنت جبيل. يقول أحد المقاتلين: «أود الابتعاد عن هذه القصة، فلا أنا ولا أحد من المقاتلين يريد أن يفتح الجروح. لقد كانت صدمة حقيقية». لسان حالهم يقول: «هل تعرف ما معنى التطرق إلى ذلك ثانية؟ كل واحد منا أبعد هذا الأمر عميقاً في زاوية في مخّه، والكثير منا يودّون نسيان أن ما حصل قد حصل».
«نحن من غولاني، كل واحد يحاول إظهار شيء من الصلابة، لكنّ هناك أشخاصاً لا ينامون الليل كله خلال هذه السنوات. هناك من هرب، وهناك أشخاص لديهم انتقاد حاد إزاء أصدقائهم، ولا يوجد أي سبب لكي نظهر ذلك، ما حصل هو برميل متفجرات حقيقي»، هكذا يقول أحدهم.
مقاتل آخر من الكتيبة 51 تحدث بصوت مرتعش عن المعركة: «بعد أن ترى أصدقاءك يموتون بين يديك، حقاً يموتون بين يديك، فلن تبقى طوال حياتك نفس الإنسان. لقد رأيت مقاتلي حزب الله، حيث وقف اثنان أمامي، ونظر بعضنا إلى بعض، وكنا وجهاً لوجه. لا أحد منا يود أن يكون هناك. كان هناك صراخ وأصوات لا تفارق خيالي أبداً. وحتى اليوم، أفكر بما حصل طوال الليل، أين أصدقائي؟ وما كانوا يعلمونه الآن لو بقوا على قيد الحياة، لقد أقحمونا إلى الداخل ولم يُخرجونا. وما محاولة كبت هذه الأمور سوى حرب حقيقية».
ينيف ايمني، جندي في وحدة «هحود» من غولاني، كان قد أصيب إصابة بالغة في المعركة. يقول ايمني: «حتى اليوم، لست قادراً على النوم ليلاً، وأنتظر طلوع الفجر كي أنام». ويضيف إن الصعوبات ترافقه دائماً، لقد «كنا تشكيلات من الشبان، أرسلوها فجأة إلى لبنان، فاصطدمت بكمية نيران لم نصادفها في أي مكان آخر».
يتحدث إيمني عن الخيبة بعد دخول بنت جبيل، ويقول: «لا يفكر أحد من المقاتلين عموماً، بالثمن الشخصي الذي سيدفعه، في حال خروجه من لبنان على قيد الحياة، ومن سيكون أوفر حظاً إذا ما أصيب (ولم يقتل)، وأنا شخصياً مستعد لدفع هذا الثمن اليوم من أجل أصدقائي، لكن ليس من أجل الحرب. اليوم ما كنت لأدخل إلى بنت جبيل من أجل الغباء. أدرك أنهم أرسلونا الى الموت هناك، وقالوا لنا إن المهم هو احتلال هذه المنطقة؟... لست مستعداً لدفع الثمن من أجل ما أرسلونا إليه».
تجنّد الإعلام في إسرائيل في الحرب وما بعدها
يحيى دبوق
كان الإعلام الإسرائيلي خلال عدوان تموز جزءاً أساسيّاً من المعركة، وكان من الطبيعي أن تنعكس نتائج الحرب على الإعلام الذي بات يعمل على إعادة إنتاج صورة مغايرة لحرب عام 2006، من خلال تضخيم الجوانب التكتيكية، وتصويرها كإنجازات
يعدّ الإعلام الإسرائيلي حراً ونافذاً ومؤثراً لدى الرأي العام في الدولة العبرية، يتأثر بالمزاج الشعبي ويؤثر فيه، كما يعد أيضاً ناقداً وذا أنياب حادة تجاه أي من القيادتين السياسية والعسكرية _ الامنية. في الوقت نفسه، وللمفارقة، يعدّ الاعلام الإسرائيلي بوقاً لصانع القرار في تل أبيب، وتحديداً خلال الحروب والمواجهات العسكرية التي يخوضها الجيش الإسرائيلي، بل ويسخّر كل إمكانياته باتجاه الإعداد للمعركة وتبرير اسبابها ودوافعها، ويعمد إلى توقع نتائجها بما يخدم الحرب والانتصار فيها من باب الحرب النفسية، ولم يسبق لحرب أن خاضتها إسرائيل، إلا كان إعلامها متجنداً في المعركة بكل طاقاته، والى أقصى حد ممكن. الفارق، يظهر في أعقاب الحروب ونتائجها، بين أن يكون الاعلام ممجداً للحرب ولقياداتها وكيفية إدارتها، إن نجحت وحققت أهدافها، وبين منتقد ولاذع في انتقاده، في حال الفشل والإخفاق.
و«حرب لبنان الثانية» عام 2006، بحسب المسميات الإسرائيلية، لم تشذ عن القاعدة. كان أداء الاعلام مصداقاً للمفهوم السائد: تأييد تام ومطلق للحرب ومبرراتها، ووقوف صلب خلف صانع القرار في تل أبيب، إزاء كل المقاربة السياسية والعسكرية التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية، ابتداءً من اليوم الاول للحرب، وصولاً حتى نهايتها. والاعلام الإسرائيلي لم يفصل، في محاكاة وتطابق مع رأسي الهرم السياسي والعسكري، ما بين التوقعات الخيالية والغايات الواقعية، وبين القدرة على تحقيق الانجاز، في حرب دامت 33 يوماً.
تجنّد الإعلام الإسرائيلي تجنّداً شبه كامل لصالح المؤسسة السياسية والعسكرية في إسرائيل، إلى حدّ وصفها إسرائيلياً «بكلب حراسة أمين لسياسة الحكومة خلال الحرب»، مع ذلك، شهد الأداء فوضى ورعونة في التغطية الاعلامية لمجريات المعركة، بعد الاخفاق الميداني تلو الاخر، في محاولة لتعمية الحقائق قدر الامكان، إذ كان الإسرائيليون يتلقون معلومات، في قسم كبير منها، مضخمة جداً لإنجازات مشكوك فيها، وتحديداً إزاء المواجهات التي كانت توقع قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، اضافة إلى تضخيم الخسائر لدى الطرف الاخر، اضافة إلى التغطية شبه الكاملة للخلافات وسوء ادارة المعركة، لدى المؤسستين السياسية والعسكرية، وقصور الجيش، كمؤسسة، عن تحقيق اهدافه. مع ذلك، عمد الاعلام الإسرائيلي إلى خلق حالة من الأمل لدى الإسرائيليين، بأن الحرب مقبلة على انتصار كاسح، وتحديداً في الأيام الأولى للحرب، وهو بدوره انعكس سلباً، لاحقاً، على الرأي العام الإسرائيلي، في مقاربة ما بعد انتهاء القتال، وتكشف إخفاقاتها، والبدء بانتقادها، معنى أن الاعلام، من حيث لا يريد، كان مساهماً اساسياً في الاحباط ومشاعر الغضب التي تصاعدت، حول الصورة التي ظهر فيها الجيش الإسرائيلي، وهو ما حفر عميقاً في الوعي الجمعي.
في الثلاثين من تموز عام 2007، عرض مركز «كشيف» (مركز حماية الديموقراطية في إسرائيل) تقريراً بعنوان «وسائل الاعلام الإسرائيلية في حرب لبنان الثانية»، كان معبّراً وموضوعياً في مقاربته، ويمكن أن نقتبس منه الآتي:
«باستثناء حالات نادرة وشاذة عن القاعدة العامة، غطت وسائل الإعلام المركزية الحرب بصورة شبه مجندة تماماً. وانسحب ذلك على العديد من الحالات التي جلب خلالها مراسلو الوسائل الإعلامية الميدانيون مواد إخبارية اشتملت (على حقائق) كشف النقاب عنها في التقرير النهائي للجنة فينوغراد (لتقصّي حقائق الحرب وإخفاقاتها). لقد جرى تهميش هذه المواد ضمن التقارير عند تحريرها... وقد أوجدت وسائل الإعلام الإسرائيلية مناخاً عاماً من التأييد الكامل والمطلق للحرب ولعدالتها، وأقصت بصورة منهجية علامات الاستفهام التي طرحت منذ اليوم الأول لاندلاعها، من خلال تهميشها. مع هذا، فقد ظهرت مواقف نقدية إزاء حالات تكتيكية لإدارة الحرب، تعاظمت مع الاقتراب من النهاية، وبعدما اتضح بصورة جلية أن الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه».
في أعقاب الحرب وافتضاح الأداء الهزيل للجيش الإسرائيلي قبالة حزب الله ميدانياً، حاول الاعلام المرئي والمسموع والمقروء تركيز غضبه وانتقاداته الحادة على ادارة الحرب، وحوّل الفشل من كونه فشلاً للجيش الإسرائيلي كمؤسسة، إلى فشل أداء قادته وخلافاتهم وقصور رؤيتهم، والى القرارات السياسية التي صدرت عن الحكومة. وقد نجح إلى حد كبير في تحقيق الغاية، إسرائيلياً، وبات السبب الاساسي في الانكسار أمام حزب الله، هو ثالوث الفشل الإسرائيلي الشهير: رئيس الحكومة إيهود اولمرت، وزير الدفاع عامير بيرتس، ورئيس هيئة الاركان دان حالوتس.
التقارير والتحقيقات الإعلامية، سلطت الضوء على ثالوث الحرب، وردت الفشل إليهم، وبات الجيش الإسرائيلي ضحية لهؤلاء، وليس سبباً للفشل نفسه. الحملة الإعلامية التي أعقبت الحرب تضمنت أيضاً إعادة ترميم صورة العسكر في وعي الإسرائيليين وحلفائهم، أولاً، ومن ثم لدى أعدائهم، ثانياً. كان المطلب ضرورياً، ولا يمكن تجاوزه، لانعكاساته السلبية على الكيان الإسرائيلي لاحقاً، وعلى مستوى الردع المنشود أمام أعداء إسرائيل. وخلال السنوات الاخيرة، تجند الاعلاميون بقوة، وتناولت تقاريرهم كل إخفاق على حدة، ما كان قد جرى تكشفه خلال الحرب، أو في أعقابها، لإفهام الجميع أن الجيش قد خلص إلى ترميم وتصحيح أدائه وقدراته القتالية، وبات مستعداً وجاهزاً لأي حرب مقبلة، إلا أن المقاربة في أحيان كثيرة كانت خيالية ومبتذلة وغير موضوعية، لكنها كانت تمر بثقة الجمهور الإسرائيلي وتأييده، إذ إنها تتساوق مع ما كان يريد ويأمل، حتى مع المبالغات، بأن تعود صورة المؤسسة العسكرية إلى ما كانت عليه في السابق.
أداء الاعلام الإسرائيلي في مرحلة ما بعد الحرب، حتى الآن، يركز على إعادة إنتاج صورة مغايرة لحرب عام 2006، من خلال تضخيم الجوانب التكتيكية، كإنجازات، والتي لم تكن في صلب الاهداف الإسرائيلية للحرب، ومن بينها، مثلاً، «إنجاز» الهدوء الامني على الحدود مع لبنان، وكأن هذا «الإنجاز» ليس إنجازاً يردّ للمقاومة نفسها، من ناحية لبنان.
بعد ست سنوات على الحرب، يركز الاعلام في إسرائيل على مهمتين: مواصلة ترميم صورة الجيش في نظر الجمهور الإسرائيلي، وتوجيه رسائل قوة وردع باتجاه أعداء تل أبيب، في تناغم تام مع المؤسستين السياسية والعسكرية، وبينها التهديدات المباشرة وغير المباشرة التي تطلق ضد لبنان، والتي تكثفت في الآونة الاخيرة، حيث حفلت الصحف بقدر من التصريحات والتحليلات التي تصب في خانة إعادة بناء قوة الردع لإسرائيل، وتصوير دولة الاحتلال بأنها لا تزال قادرة على التهديد و«الضرب بيد من حديد» لكل ما يهدد أمنها. ولعل ما يساق في الأيام الماضية من تهديدات موجهة إلى إيران ومشروعها النووي يصب في هذه الاتجاه.
يبقى الاعلام في إسرائيل حاضراً أبرز في الحياة السياسية الإسرائيلية، مجنّداً بشكل شبه كامل للطبقة الحاكمة، وتحديداً في المسائل التي تمس الأمن والسياسة الخارجية. في نهاية المطاف، الإعلاميون في إسرائيل هم في العادة، وفي معظمهم، مثلهم مثل السياسيين، من متخرّجي المؤسستين العسكرية والأمنية، وهؤلاء بطبيعتهم يحملون نتاجاً تراكمياً لخبرة استخبارية حقيقية تتفهّم هواجس المؤسسة الأم، وتحاكيها في كل ما يتعلق بالمصلحة الأمنية للدولة، الأمر الذي يُفسر المنحى المتواصل الذي يمارسه الإعلام منذ نشأته في أوائل القرن الماضي، والمتمثل في الرقابة الذاتية الرضائية، والوقوف دائماً خلف الحكومة الإسرائيلية وقراراتها العدائية، سواء في الحرب الماضية، أو المقبلة، أو في الإعداد والاستعداد لها، كما يحصل حالياً.
«مثال على الإدارة الفاشلة»
حرب تموز عام 2006 تركت بصماتها واضحة على الحياة الإسرائيلية عامة والوسط الاعلامي خاصة، فهذه صحيفة «يديعوت أحرونوت» تعيد إنتاج «زلزال» من خلال إسقاطات طريفة
«يديعوت أحرنوت» ــ أرييلا هوفمان
في التاسع عشر من تموز 2006، بعد سبعة أيام من اندلاع حرب لبنان الثانية، نشرت صحيفة «هآرتس» رسماً كاريكاتورياً لم يكن شيء ليُعبّر عن دلالاتها الإسرائيلية أكثر مما فعل.
يظهر في الرسم رجل وامرأة في فراش المطارحة، وإلى جانبهما على سجادة صغيرة يوجد زجاجة نبيذ فارغة وكأسان مرميّتان وحمالة صدر نسائية مطروحة.
الرجل، بصدره المكشوف ومع ابتسامة مغرورة ترتسم على وجهه ويداه تشتبكان من وراء رقبته، يسأل رفيقته: «كيف كنت؟». تجيب المرأة الشقراء وفي يدها سيجارة يتصاعد منها الدخان: «زلزال».
زلزال هو صاروخ من إنتاج إيراني. صاروخ بعيد المدى يحمل رأساً انفجاريّاً يبلغ وزنه 600 كيلوغرام. وهو جزء من الترسانة الصاروخية التي تعد بالآلاف، والتي كان حزب الله يمتلكها ويخزّنها في جنوب لبنان، وتم تدميرها خلال الأيام الثلاثة الأولى من الحرب.
الاستخبارات العسكرية والموساد شخّصا الأهداف وحدّداها، سلاح الجو نفذ الهجمات، نصر الله فوجئ، الإيرانيون غضبوا، وإسرائيل خرجت (من العملية) عظيمة. إلا أن كلمة زلزال أيضاً في اللغة العربية هي كلمة رديفة للهزة الأرضية.
اليوم، في الثاني عشر من تموز عام 2012، بعد ستة أعوام بالضبط من اندلاع الحرب نفسها، أصبح واضحاً أننا وإن كنا نبدو في الأسبوع الأول منها شبيهين بالزلزال في شموخنا وأبهتنا، فإنه، بعد 33 يوماً من الحرب، لم يبق من المجد والكبرياء شيء، باستثناء، ربما، بعض وحدات الجيش المُحطّمة، بعض الجنود المتروكين من دون طعام وماء، ومع لائحة طويلة ولا ضرورة لها من أسماء الموتى من المدنيين والعسكريين. لماذا هناك أهمية كبيرة للتمييز بين ذاك الزلزال المجازي في الأسبوع الأول من الحرب والمهزلة التي انتهت الحرب بها؟ لأن كل من يمجد نتائج الحرب ويُجملها _ بفعل سنوات الهدوء الست التي خلفتها _ ينبغي عليه، من أجل الإنصاف التاريخي، أن يكون واعياً لهذا التمييز. حتى لو كان صحيحاً أن الحروب، دائماً وأبداً، ليست مصنوعة من نسيج واحد متجانس من الأفعال والأنشطة، المطلوب إجراء هذا التمييز، والتعلم منه الدروس والعبر اللازمة، من أجل أن نضمن، أو نحاول أن نضمن على الأقل، أن تكون الأمور مغايرة في المرة المقبلة.
بعد مرور ستة أعوام، ليست حرب لبنان الثانية فقط الهدوء الذي حل منذئذ، واختفاء (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله في خندقه، كما لخص الأمر رئيس الأركان الذي فشل فيها، دان حالوتس، في كتابه الذي نشره «على مستوى الأعين». بعد ستة أعوام، الحرب أيضاً كانت تفويتاً ضخماً لفرصة، وهي أيضاً نموذج سيّئ للتبجّح وقصر النظر.
حربٌ تحولت إلى مثال على الإدارة الفاشلة التي قد تكون أنزلت ضربة قاصمة على رأس حزب الله وأفضت إلى ستة أعوام من الهدوء، إلا أنها أنتجت أيضاً عدواً مرّاً، مُسلّحاً حتى عنقه، مع قدرات تضاعفت تضاعفاً كبيراً إلى حد أن القائدين السابقين للمنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الجنرالان غادي آيزنكوت ويائير غولان، كل في دوره، وجدا من من المناسب ليس فقط أن يحذّرا من حرب لبنان ثالثة، بل أيضاً أن يوضحا إلى أي مدى سيكون الرد الإسرائيلي مدمّراً، وأن الحرب ستكون مُتفلّتة إلى درجة أن تقرير غولدستون سيبدو مثل إعلانات الخدمة التي تنشرها وزارة الإعلام.
لقد كان لهذه الحرب ثلاثة آباء. ليته كان لها أيضاً «أربع أمهات» (الحركة الاجتماعية التي قادت ضغطاً شعبياً للانسحاب من لبنان عام 2000). رئيس الأركان دان حالوتس، وزير الدفاع عامير بيريتس، ورئيس الحكومة إيهود أولمرت.
الأخير، الذي صودف أن تزامنت تبرئته القضائية في إحدى قضايا الفساد التي تلاحقه مع الذكرى السادسة للحرب، يصفه أصدقاؤه والمقرّبون منه بأنه أفضل رئيس وزراء لإسرائيل منذ دافيد بن غوريون. ويتمنى هؤلاء أن يعود ليتزعّم الدولة، ويقودها إلى المزيد من العمليات التي سيكون بوسع المصادر الأجنبية فقط نشر خبرها.
من شبه المؤكد أن ذلك لن يحصل. ليس في حالة دان حالوتس الذي أعادته طبخاته السياسية المخبوصة إلى نقطة البداية، أي إلى حالة التردّي التي انطلق منها. رجل يبحث عن حزب. ولن يحصل ذلك أيضاً لعامير بيريتس، رغم مجد «القبة الحديدية» التي يفاخر بأنه كان المسؤول عن قرار تطويرها. ولن يحصل أيضاً لإيهود أولمرت. فالمسألة ليست مسألة قضائية.
وخلافاً لقضايا الفساد التي تلاحقه، المسألة هنا هي مسألة رأي عام. المسألة مسألة وصمة لا يوجد لها اسم في كتاب القوانين، إلا أنه يوجد لها لون في صناديق الاقتراع، ومن الصعب القفز فوقها إلى وسط الخريطة. ذلك أن هذا ما تراه الأعين في مستواها بعد انقضاء ستة أعوام على الحرب: هدوء مهدَّد على الحدود الشمالية. ألم لا ينتهي على قتلانا. ويد القدر التي تهزأ بمن قادنا إليها.
فوبيا نصر الله
يحيى دبوق
«صحيح أنّ هناك كراهية (للأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، لكونه يمثل كل من يلحق بنا الأذى (كإسرائيليين)، إلا أنّ ذلك يعكس نظرة كراهية من نوع آخر، لم تكن موجودة في السابق تجاه أيّ زعيم مُعادٍ لإسرائيل. فالجمهور لم ينظر إلى نصر الله كشخص شرّير مُثير للاشمئزاز، بل نظر إليه بنوع من الغيرة والحسد. لسان حال الإسرائيليين يقول: لقد أجاد نصر الله اللعبة، لكن ليذهب إلى الجحيم ... ويا ليت كان لدينا زعيم كهذا». هي كلمات إسرائيلية، تختصر مقاربة العدو لصورة نصر الله في عمق وعيهم ومدى تأثيره عليهم، وردت في بحث طويل أجراه الدكتور أودي ليفل، المحاضر البارز في علم النفس السياسي وعلاقات الجيش ووسائل الاعلام في جامعة «بن غوريون» في النقب، بعد عام على انتهاء حرب عام 2006، إذ خلص في استنتاجات بحثه الى أنّ «صدقية نصر الله لدى الجمهور الإسرائيلي أقوى بكثير من صدقية الزعماء الإسرائيليين، وبالذات بعد انتهاء حرب لبنان الثانية». وتابع ليفل مُوضحاً، في مقابلة أجريت معه عن النتائج التي توصل إليها في بحثه الذي نُشر أخيراً في إسرائيل، «في مواجهة زعيم يتمتع بتأثير إعلامي مثل نصر الله، كان يتعيّن على المؤسسة الإسرائيلية الرسمية تجنيد ردٍّ بالمستوى نفسه على الأقل».
وتشير صحيفة «هآرتس»، خلال الحرب، إلى أنّ نصر الله «أرغم دائماً كل من يتابع المعركة، ولا سيّما من يُغطي أخبارها ويحلّلها، على الالتصاق بشاشة التلفزيون، وإسكات أيّ ضجة حوله، وإعداد قلم وورقة وآلة تسجيل، وقطع خطّ الهاتف، وتكريس جسده وروحه للإصغاء الى الأمين العام». تضيف الصحيفة أنّ الظهور الإعلامي لنصر الله «بالغ الأهمية إلى درجة أنه عندما يغيب عن السمع أكثر من يومين، تبدأ مباشرة الشائعات والتكهنات عن مصيره، وليس أقل من ذلك عن مصير الحرب. وعندما كان يظهر، كان يجري تحليل كل نقطة عرق على جبينه، وتسريحة شعره ولونه، والأثاث الذي يجلس عليه، والصورة التي تظهر من خلفه».
وفي تقرير للصحيفة نفسها، كتب خبير الشؤون العربية في الصحيفة، تسفي برئيل، تحليلاً عن نظرة الاسرائيليين إلى نصر الله، مؤكداً أنّه «مثّل في نظر وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفي نظر الجمهور الإسرائيلي أيضاً، ثلاث شخصيات مختلفة: عدوّ مرّ وقائد جبهة الكاتيوشا، ومحلّل للخطوات العسكرية، ومحلّل مراقب للمجتمع وللجيش الإسرائيليين».
من دون كثير من الاستدلال، يمكن التأكيد أنّ إطلالات السيد نصر الله، خلال الحرب وفي أعقابها، وطوال السنوات القليلة الماضية، تلزم أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية ومحافل التحليل والتقدير لديها، باستنفار كامل لكل طاقاتها، وتحديداً تلك الإطلالات التي يُطلق فيها مواقف ترتبط بالمواجهة مع إسرائيل. لكن في الوقت نفسه، ونتيجة لقدرة التأثير التي يمتلكها نصر الله إزاء «اللعب» على الوعي الاسرائيلي، أوجدت إسرائيل نوعاً من التغيير في المقاربة لكل اطلالاته وتصريحاته، وتحديداً الاعلامية منها، لمرحلة ما بعد الحرب. الغاية النهائية لهذا التغيير، هي التخفيف من وطأة هذه الاطلالات، وتأثيرها السلبي على الجمهور الاسرائيلي، كعبرة أساسية من عبر حرب تموز.
قبل عام 2006 ، عانت إسرائيل كثيراً من صدقية الأمين العام لحزب الله في وعي جمهورها، حتى باتت استطلاعات الرأي تؤكد أنّه يُصدّق نصر الله أكثر من كل سياسييه، وهو الواقع الذي فعل فعله خلال الحرب، وكان سبباً أساسياً في فقدان الثقة بالمؤسسة السياسية تحديداً، مع تعزز ذلك في مراحل لاحقة. وقد أظهرت الحرب للإسرائيليين أن شخص نصر الله يمثّل عنصر قوة استراتيجياً للحزب، يؤثر سلباً على جمهورهم، وإيجاباً على الجمهور اللبناني والعربي، الأمر الذي استدعى توجهاً وجهداً خاصاً لتغيير الصورة المكونة في وعي الإسرائيليين عنه، وكان للرقابة العسكرية الدور الرئيسي والفاعل في ضبط المقاربة المطلوبة.
بعد الحرب، بدا التعامل الإعلامي الإسرائيلي مغايراً مع مرحلة ما قبلها، وممسوكاً بشكل شبه كامل من قبل الرقيب العسكري الذي لا يتدخل، كما هو معلوم، إلا من منطلق تشخيصه أن الأداء الإعلامي يمسّ الأمن القومي الإسرائيلي. من هنا برز التباين الجذري مع مرحلة ما قبل الحرب، على مستوى أصل التغطية وحجمها والانتقائية المجتزأة فيها، وأحياناً جرى تعتيم كامل على كل ما يصدر عن نصر الله، أي إن التغطية والتعليق والامتناع عن التعليق باتت ممسوكة وفقاً لأجندة مدروسة ومحددة الأهداف من قبل الرقابة العسكرية.
«لن ينسى نصر الله اسمي»، كانت العبارة الشهيرة التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي، عامير بيرتس، في تبجح واضح مبنيّ على آمال لم تتحقق. وسؤال ما بعد ست سنوات على الحرب: من الذي نسي اسم من، ومن الذي لم ينسَ؟
يحيى... http://www.inbaa.com/images/top/inbaah_37.jpg http://www.inbaa.com/images/top/inbaah_39.jpg http://www.inbaa.com/images/top/inbaah_40.jpg الثلاثاء 14 أغسطس 2012
شهادة شاوول موفاز امام لجنة فينوغراد : الجيش الإسرائيلي خيب أملي فهو فشل في كسر التوازن في مقابل حزب الله - فيديو
شاوول موفاز : وزير المواصلات في حكومة أولمرت خلال حرب تموز 2006، تولى قيادة أركان جيش العدو في حكومة إيهود باراك سابقا ثم إستلم منصب وزير الحرب في حكومة أرييل شارون.
المناسبة : شهادة شاوول موفاز أمام لجنة تحقيق فينوغراد التي شكلها العدو للتحقيق في اسباب هزيمته في حرب تموز 2006
http://www.alintiqad.com/essaydetails.php?eid=64884&cid=76
تضحيات حزب الله من أجل فلسطين كل فلسطين ..... أين تضحيات دول الخليج ؟؟؟؟
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10004/kfargel3adi008.jpg
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10004/kfargel3adi006.jpg
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10004/kfargel3adi009.jpg
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10004/kfargel3adi010.jpg
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10004/kfargel3adi011.jpg
جثث جنود الإحتياط الصهاينة في مستعمرة كفرجيلعادي بعد قصف المقاومة الإسلامية
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10004/normal_kfargel3adi001.jpg
أثار قصف المقاومة الإسلامية لمستعمرات شمال فلسطين المحتلة بصواريخ الكاتيوشا
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10003/isra%20%281%29.jpg
أثار قصف المقاومة الإسلامية على عكا
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10003/isra%20%283%29.jpg
أثار قصف المقاومة الإسلامية على عكا
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10003/isra%20%287%29.jpg
موقع سقوط صاروخ للمقاومةفي عكا
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10003/isra.jpg
مسعفون في موقع سقوط صاروخ للمقاومة أشعل حريقاً ودمر سيارة في عكا
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10003/normal_isr003.jpg
أثار قصف المقاومة الإسلامية لمدينة بيت شان التي تبعد 64 كلم عن الحدود اللبنانية
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10003/22226_mb_file_70216.jpg
هزيمة قوات الإحتلال الإسرائيلي على تخوم مدينة بنت جبيل الجنوبية على أيدي فوارس المقاومة الإسلامية
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10003/1_634491_1_23.jpg
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10003/1_634459_1_34.jpg
هزيمة قوات الإحتلال الإسرائيلي على تخوم مدينة بنت جبيل الجنوبية على أيدي فوارس المقاومة الإسلامية
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10003/1_634374_1_34.jpg
هزيمة قوات الإحتلال الإسرائيلي على تخوم مدينة بنت جبيل الجنوبية على أيدي فوارس المقاومة الإسلامية
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10003/_41937702_afp_wounded203.jpg
هزيمة قوات الإحتلال الإسرائيلي على تخوم مدينة بنت جبيل الجنوبية على أيدي فوارس المقاومة الإسلامية
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10003/_41926298_israeli_injuries.jpg
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10001/is.jpg
http://july2006.moqawama.org/aggression/gallery/albums/userpics/10001/is%20%281%29.jpg
حسن نصرالله يهدد بضرب اسرائيل بصواريخ كيماوية ستؤدي الى قتل عشرات الالاف ... ان اعتدت على لبنان
August 17 2012
لم يحتفل خادم الحرمين بيوم القدس ( لانه كان مشغولا يوم امس بالتامر على سوريا ) ... ولا حتى حمد زوج موزة ... ولا حتى عبدالله الثاني الذي باع ابوه القدس لليهود ... الذي احتفل بيوم القدس هو ايران ... ثم حزب الله حيث القى زعيمه خطابا وضع فيه النقاط على الحروف ... اذا هاجمت اسرائيل لبنان سنضرب مدنها بصواريخ كيماوية ستفتل عشرات الالاف ... طبعا حسن نصرالله لم يذكر ( كيماوية ) بصريح العبارة لكنه رمز لها حين قال انها صواريخ ( قليلة ) لكنها ستضرب تجمعات وستقتل عشرات الالاف مما فسر ولاول مرة على ان الحزب يعترف بوجود صواريخ ثقيلة بعيدة المدى برؤوس كيماوية وهي صواريخ سورية الصنع
وقال نصرالله ان حزبه يمكنه أن يحول حياة مئات الاف الاسرائيليين الى جحيم في حال تعرضه لهجوم من الدولة العبرية.وقال نصرالله في كلمة بمناسبة يوم القدس العالمي القاها عبر شاشة عملاقة امام حشد من انصاره في الضاحية الجنوبية لبيروت 'هناك بعض الاهداف في فلسطين المحتلة يمكن استهدافها بعدد قليل من الصواريخ، وهذه الصواريخ موجودة لدينا. هذا سيحول حياة مئات الالاف من الصهاينة الى جحيم حقيقي (...) اذا اضطررنا لاستخدامها لحماية بلدنا'.واضاف انه في حال حصول ذلك 'يمكن الحديث عن عشرات الاف القتلى، وليس عن 300 او 500 قتيل'، مجددا القول 'هذه الاهداف موجودة عندنا واحداثياتها موجودة
وتابع 'في اي مرحلة من مراحل العدوان على بلدنا اذا اضطررنا لاستخدامها من اجل حماية اهلنا وبلدنا لن نتردد في فعل ذلك'.واكد ان 'الحرب مع لبنان ستكون مكلفة جدا جدا حتى ينقطع النفس'، و'يمكننا ان نغير وجه اسرائيل'.واكد نصرالله ان رد ايران كذلك 'سيكون ردا عظيما وكبيرا جدا اذا استهدفت من قبل اسرائيل'.وقال ان اسرائيل بهذا الاستهداف 'ستقدم لايران الفرصة الذهبية التي تحلم بها منذ 32عاما'، في اشارة الى تاريخ قيام الثورة الاسلامية في طهران واضاف ان 'اسرائيل متهيبة جدا وخائفة وقلقة جدا من ضرب ايران
و أعلن نصرالله ان حزبه لم يتمكن من ضبط 'ردود الافعال' على خطف مواطنين لبنانيين شيعة في سورية والتي تمثلت بموجة خطف طالت مواطنين سوريين في لبنان وقطع طريق مطار بيروت الدولي لساعات طويلة.وقال نصرالله في كلمته ان خطف المواطن اللبناني حسان المقداد في دمشق والاخبار التي نقلتها وسائل الاعلام عن مقتل 11 مخطوفا لبنانيا شيعيا في ريف حلب قبل ايام 'تسببت بردود الافعال'.واضاف 'ما حصل كان خارج سيطرة حزب الله وحركة امل' الشيعيين الحليفين
وتابع ان 'فكرة ان هناك وضعا ما تحت السيطرة وان امل وحزب الله يحكمان السيطرة' ويمكنهما منع قطع الطريق او سحب الناس من الشارع 'امر يجب اعادة النظر فيه'.وقال ان حزب الله ترك منذ البداية مسألة حل قضية المخطوفين للدولة اللبنانية التي لم تتمكن من فعل شيء، فيما 'الاعلام لم يرحمنا'. واضاف 'بهذا الاداء السياسي والاعلامي هناك ساحة بدأت تخرج عن السيطرة'.ووصف ما قيل حول كون حسان المقداد الذي خطف قبل اسبوع في العاصمة السورية 'قناصا' مدربا لدى حزب الله بأنه سخافة .
70 ألف قتيل على الأقل.. هكذا ستحترق حيفا إذا دكدتها صواريخ المقاومة..؟
[/URL][URL="http://www.jpnews-sy.com/ar/news.php?id=44618#"]2012/08/19
(http://addthis.com/bookmark.php?v=250)
http://www.jpnews-sy.com/ar/images/news/big/44618.jpg
أوردت صحيفة "معاريف" الصهيونية تقريراً أكدت فيه أن "الدخان سيتصاعد، ولن تكون هناك أي طريقة لوقفه، ولا أي طريقة لإطفاء النيران. أمّ الحرائق. قنبلة غازية. خمسة أيام متواصلة من الاشتعال. منطقة الكارثة ستتطلب تطهيراً يستغرق أعواماً. أحياء كاملة ستكون فارغة من السكان. عاصفة نارية. 25 ألف إصابة. شعاع تأثير يمتد إلى خمسة كيلومترات. لا أمل في عمليات الإنقاذ. لا أمل في العلاج الفعال. فوكوشيما إسرائيلي"..
ووفقاً لتقديرات خبراء إسرائيليين نشرتها الصحيفة يُفترض أن يبدو خليج حيفا هكذا في حال انطلاق صافرة إنذار حقيقية تعلن سقوط صواريخ على المنشآت النفطية والبتروكيماوية الموجودة في المكان في حال اندلاع مواجهة عسكرية. فما لم يقله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في تهديده، بقصف أهداف تحوّل حياة عشرات آلاف الصهاينة إلى حجيم، تكفلت صحيفة معاريف بكشفه، في تقرير نشرته قبل أيام. وقدمت معاريف شرحاً تفصيلياً عن طبيعة المنشآت الموجودة في منطقة حيفا وشمالها، مشيرة إلى أنها تتكوّن من "مثلث خطير جذاب بالنسبة إلى الأعداء".
ويضم هذا المثلث المصانع البتروكيمائية والبيوكيميائية ومصافي النفط والغاز، إضافة إلى عدد من حاويات الأمونيا الكبيرة ومنشآة هيدروجين ومستوعبات الأثيلين. وتنقل "معاريف" عن أحد الخبراء قوله إنه لن يكون ممكناً السيطرة على حريق ضخم بهذا الحجم حتى لو جرى تجنيد ألف شخص إضافي في منظومة الإطفاء في إسرائيل.
ويرى خبراء أن هذا السيناريو المرعب ليس خيالياً ولا ينبغي تجاهله. كما يرى هؤلاء الخبراء أن مقاربة الشركات المالكة للمنشآت، وكذلك الدولة، المبنية على استنتاجات لجنة أُلّفت بعد حرب لبنان الثانية، التي تعتمد على أن المخاطر لن تتجاوز جدران المنشآت، "هي عبارة عن وهم".
وبرغم أن إجراءات السلامة في المكان تعد بين الأحدث في العالم، فإن حادثاً حربياً قد يجعل المشهد يبدو مختلفاً. ويقول أحد الخبراء: إن الاستعداد الأفضل في العالم لا يمكن أن يمنع صاروخاً يحمل رأسا انفجاريا بزنة 500 كيلوغرام من أن يخترق حاوية ويدمر كل البنية التحتية المحيطة بها. لا يوجد في العالم إجراء أو تدبير يؤمن الحماية ضد الحرب.
ووفقاً لتقديرات خبراء من معهد "تخنيون" للعلوم التقنية وخبراء إطفاء، فإن عاصفة النار ستكون بحجم يؤدي إلى إصابة نحو 25 ألف شخص ضمن شعاع خمسة كيلومترات من بؤرة النار.
وكانت بلدية حيفا قد طلبت بعد حرب لبنان الثانية من شركة بريطانية إعداد تقرير عن المخاطر المفترضة الناشئة عن إصابة حاوية الأمونيا وحدها. وقدرت الشركة، من دون الأخذ بالحسبان الكثافة السكانية الموجودة في المكان، أن اندلاع حريق في الحاوية سيؤدي إلى تمدد سحابة ضخمة حجم رقعتها نحو 16 كيلومتراً، وهو حجم يغطي مدينة عكا وشمالها. ويشير البروفسور عاموس ناطواع من معهد تخنيون إلى أن أبحاثاً جرت في نهاية التسعينيات قدرت أن عدد الإصابات سيكون 70 ألفاً. بل إن تقريراً لمراقب الدولة عام 2003 يتحدث عن رقم أكبر من ذلك.
أما بالنسبة إلى عمليات الإخلاء، فإن عدد الذين يفترض إخلاؤهم من منطقة الخطر يبلغ نحو 300 ألف، وهو أمر سيواجه صعوبات. ويرى البروفسور آفي كيرشنباوم، الخبير في إدارة الكوارث من معهد "تخنيون"، أن عمليات الإخلاء لن تكون فعالة في كل الأحوال "وإذا بدأنا بالفرار، فسوف نتعرض للخطر على نحو أكبر".
ويضيف كيرشنباوم: من أجل إطفاء الحريق في الكرمل، ستكون هناك حاجة إلى تجنيد كل رجال الإطفاء في أرجاء البلاد، وكذلك من خارجها، لكن ما هي فرص أن تنحصر الحرب في منطقة الشمال فقط؟ ماذا سيحصل إذا ما وقع هجوم متزامن على منشآت حيفا، وكذلك على المنشآت الموجودة في ميناء أشدود وعلى مفاعل ديمونا؟ هل سيكون هناك أصلاً من يأتي ليقدم المساعدة؟ المسألة ليست فقط الأشخاص الذين سيقتلون أو الإصابات المباشرة من النار والمواد الكيميائية.. من الذي سيهتم بعشرات آلاف الجثث؟ ما الذي سيحدث من الناحية الاجتماعية؟ أحياء كاملة ستكون خالية من الناس على مدى أعوام.
ويقول الدكتور أفرايم ليؤور، الذي رأس طاقم التوجيه الحكومي للاستعداد للهزات الأرضية، إن التكنولوجيا التي تحيط بالمنشآت لا ترتبط بالحماية من الحرب أو الهجمات الإرهابية أو الهزات الأرضية. لا توجد نقطة في خليج حيفا غير معروفة للعدو، أو أنه غير قادر على استهدافها. وإذا كان صاروخ واحد لا يكفي لتحقيق الضرر المطلوب، فإنه سيرمي عشرة صواريخ أو مئة أو ألف صاروخ، والعدو يمتلك الكميات المطلوبة!!.
أبو هاجر القحطاني
2012-08-19, 16:18
هام جدا جدا مشروع حزب اللات والعزى في لبنان صدق او لاتصدق
(https://www.youtube.com/watch?v=7uJIqluN-Us&feature=youtube_gdata_player)
http://postjordan.com/image/imgid9008.jpg
ألا لعنة الله على المنافقين
ألا لعنة الله على كلاب بشارون
ياسين 05
2012-08-19, 16:27
في تلك الحرب قتل اكثر من الف لبناني مقابل ستة اسرائيليين هذا هو الانتصار عندكم
معك الحق يقولون انهم يضربون اسرائيل لكن للاسف يقصفون منازل السنة الله المستعان
اين عقولكم ابحثو عن الحقيقة بارك الله فيكم
التعب والارهاق والخوف جعل هذا الكلب الرعديد لا ينام.
جايينك جايينك يا ابن المتعة.
ألا لعنة اللله عليك وعلى من يؤيدك يا قاتل الاطفال والنساء
https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/c47.0.403.403/p403x403/391206_434669623242977_1997316321_n.jpg
https://p.twimg.com/AyvSMxyCYAA7Y-1.jpg
لعنة الله عليك ايها الكذاب
https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/c47.0.403.403/p403x403/391206_434669623242977_1997316321_n.jpg
بعد عدم إحترام الشهر الفضيل بإطلاق الفبركات والكذب هاهي آلة الفوتو شوب شغالة على وذنو ، كيف لمن هو تعبان ونعسان أن يرفع رأسه
بهذا الشكل ؟؟؟ عذرا أيها العيد لقد شوهك البعض في هذه السنة بأكاذيبهم كما شوهوا شهر العبادة رمضان الفضيل ، البعض كان تعبده بالكذب فهنيئا .
الجزيرة والعربية علمتني ذلك ؟؟
http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/484439_10151194887508854_716986277_n.jpg
وتناقلت وسائل إعلام من " قيادات جيش الكر " أن مكان الأسد لا يعرف الأن ... تلك كانت أسطوانة أعداء سورية قبيل أحداث دمشق ، هاهو الأسد رافع الرأس شامخ الهامة
في وسط شعبه وهو يؤدي صلاة عيد الفطر ... وعيدكم كذب في كذب ورمضانكم كذب في كذب أيها الإسلاميين الكذابين
أعيدوا رمضانكم وأعيدوا إحياء عيدكم .... لعل الله يغفر لكم
http://www.youtube.com/watch?v=p9grELdT9wc&feature=youtu.be&a
أسامة المسيلي
2012-08-19, 17:52
التعب والارهاق والخوف جعل هذا الكلب الرعديد لا ينام.
جايينك جايينك يا ابن المتعة.
ألا لعنة اللله عليك وعلى من يؤيدك يا قاتل الاطفال والنساء
https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/c47.0.403.403/p403x403/391206_434669623242977_1997316321_n.jpg
ألا تستحون من حجم كذبكم وتزويركم هذا
لم تراعو لا حرمة شهر رمضان ولا مناسبة عيدالفطر السعيد
يبدوأن ظهور بشار الأسد كان صاعقا عليكـــــــم
أسامة المسيلي
2012-08-19, 17:57
https://p.twimg.com/ayvsmxycyaa7y-1.jpg
لعنة الله عليك ايها الكذاب
هذا الدمار هولمخيم نهر البارد بلبنان واللذي استهدفه الجيش اللبناني طبلة 3 أشهر سنة 2009 للقضاء على جماعة فتح الإسلام
ألا تكفون عن كذبكم هذا لم تراعو لا حرمة شهر رمضان ولا مناسبة العيد السعيد
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
مبروك عيدكم للكل المسلمين حقا
مبروك عيدك أخي زمزوم و اسامة
مبروك عيد سوريا التي نصرها الله بإذن الله تعالى على الخبثاء من جانب و صوب
لم يبق حبيث واحد لم يدلي بدلوه في المؤامرة ضدد سوريتي حبيبتي حفظها الله تعالى
اللهم نصرك المؤزر يا رب السماوات السيع يا الله
اللهم نصرك العزيز يا عزيز
يا كاشف الغم و المحن
هذه هي ملاحم أعداء سوريا فضائحهم تزكم الأنوف
يهودية فرنسية لديها طفلة من امير سعودي وجدت مقتولة بعد رميها من الطابق الرابع لأنها ألفت كتابا عنوانه "اعد لي ابنتي" ابنتها هايا تعيش في الرياض
http://www.20minutes.fr/societe/987575-candice-cohen-ahnine-morte-chutant-4e-etage
أسامة المسيلي
2012-08-19, 23:43
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
مبروك عيدكم للكل المسلمين حقا
مبروك عيدك أخي زمزوم و اسامة
مبروك عيد سوريا التي نصرها الله بإذن الله تعالى على الخبثاء من جانب و صوب
لم يبق حبيث واحد لم يدلي بدلوه في المؤامرة ضدد سوريتي حبيبتي حفظها الله تعالى
اللهم نصرك المؤزر يا رب السماوات السيع يا الله
اللهم نصرك العزيز يا عزيز
يا كاشف الغم و المحن
هذه هي ملاحم أعداء سوريا فضائحهم تزكم الأنوف
يهودية فرنسية لديها طفلة من امير سعودي وجدت مقتولة بعد رميها من الطابق الرابع لأنها ألفت كتابا عنوانه "اعد لي ابنتي" ابنتها هايا تعيش في الرياض
http://www.20minutes.fr/societe/987575-candice-cohen-ahnine-morte-chutant-4e-etage
عيد مبارك أخي أشرف لك وللأخ الزمزوم ولكل عضو في هذا المنتدى الكريم
تقبـــــــل الله منا ومنكـــــــم صالح الأعمال
ghaza_01
2012-08-19, 23:49
سيظل الاسد رئيس سوريا وصديق هنية ومساعد غزة ولى ماعجيوش ينتحر
عدلت فإمنت فنمت يا وزير داخلية أرضوخان
وزير داخلية أرضوخان يتعرض للنوع جديد من الترحيب في بلدة هكارى فرحا بما اقترفته يداه من عدل و حرية و مساواة في الشعب التركي
http://www.youtube.com/watch?v=6uehUCJpHEQ
عكس التيار
2012-08-20, 07:28
سيظل الاسد رئيس سوريا وصديق هنية ومساعد غزة ولى ماعجيوش ينتحر
ألستم تقولون ان العروبة كفر والحاد ؟ وان الفارسية هي الحل لان أهل البيت أخوالهم فرس ؟ وانه لوكان الاسلام في الثريا لنفذ اليه فارسي ؟؟
و الله لو كان بشار الكلب ممانع كما يدعي لحرر أرض الجولان المحتل
سبحان الله تساندون نصيري علوي شيعي صفوي مجوسي ضد أخوتكم من نفس عقدتكم عقيدة أهل السنة و الجماعة ؟؟!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
و الله الله سينصر أهل السنة في سوريا و لن ينصر النصيريين العلويين الشيعة الطائفة التي لا دخل لها لا من قريب ولا من بعيد بالإسلام بل هؤلاء النصيريين يدعون أن (( علي )) رضي الله عنه هو (( الله ))
عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا طوبى للشام! يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام!قالوا: يا رسول الله وبم ذلك ؟ قال: ( تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام )
صحيح / فضائل الشام ودمشق
عن معاوية رضي الله عنه مرفوعاً ( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة ) صحيح / فضائل الشام ودمشق
الله تعلى سينصر بإذن الله الجيش السوري الحر و أهل السنة في سوريا ضد هؤلاء النصيريين العلويين الشيعة الغلاة الصفويين المجوس
حصار لمدة 30 سنة و دمار لأكثر من سنة و 7 أشهر و تقتيل للأبرساء من اجل استجداء تدخل النيتو حتى أن جمعة من جمعاتهم سموها "جمعة التدخل الخارجي" و لم يفلحوا ...قطر تجزل العطاء للمنشقين تشتريهم كما يتشرى العبيد لكنهم لم يفلحوا و لن يفلحوا و ستقطع يد كل من يمتد لسوريا الشام بشر
http://www.youtube.com/watch?v=J4CgFG7AJO8&feature=plcp
http://a5.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/484468_452396614794066_1398204526_n.jpg
أما آن لكم أن تفهموا؟
ghaza_01
2012-08-22, 13:55
سلمت أيدي الرجال المقاومين اللذين أذلو جنود النخبة في الجيش الصهيوني
الهزيمة النكراء اللتي لحقت بالصهاينة في لبنان ستبقى محفورة في ذاكرتهم ما عاشو
عكس التيار
2012-08-22, 14:36
سلمت أيدي الرجال المقاومين اللذين أذلو جنود النخبة في الجيش الصهيوني
الهزيمة النكراء اللتي لحقت بالصهاينة في لبنان ستبقى محفورة في ذاكرتهم ما عاشو
لا اساس له من الصحة كلامك
لا اساس له من الصحة كلامك
مسكين....غاضك لواء النخبة الصهيوني؟؟؟؟
ذكرتني بتلك العضوة من بلاد القواعد الأمريكية و هي تقول بأن حزب الله أجبن من أن يهزم اسرائيل
:1::1::1::1::1::1:
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir