المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "قل إن كان آبائكم وأبنائكم..... أحب إليكم من الله ورسوله"


beta17
2009-01-24, 22:45
يقول الله تعالى : " قل إن كان آباؤكم
وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم
وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها
ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله
وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره
والله لايهدي القوم الفاسقين "
كلما اقرأ هذه الآية أشعر بالخوف
والرهبة من هذا الوعيد الشديد.
واسأل نفسي هل حبي لله ورسوله
وللجهاد في سبيل الله أكبر من حبي لهؤلاء الذين جاء ذكرهم في الآية : الآباء والأبناء والإخوان والزوجة والعشيرة ؟ أرد وأقول نعم إننى أحب الله ورسوله وأحب الجهاد أكبر ولكن هل هذا هو فعلاً واقع الأمر أم أنه مجرد إدعاء؟

هنا تكمن المشكلة ويكمن الخطر الداهم الذي ربما يكون سبباً في تحقق وعد الله فينا : فتربصوا حتى يأتي الله بأمره !

أيها الأخوة ... كيف نحب الله تعالى ورسوله ؟ يقول العلماء اعرف الله حتى تحبه . فكلما زادت معرفة العبد بربه زاد حبه له. وكلما فكر في نعم الله عليه قوي حبه لربه لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها. وإذا أردنا أن نعرف كيف يأتي حب الله في قلوبنا فلننظر كيف جاء حب الدنيا في قلوبنا. لقد تمكن حب الدنيا من قلوبنا بسبب انشغالنا بذكرها آناء الله وأطراف النهار حتى تعلقت قلوبنا بزخرفها وزينتها ومباهجها فتمكن حبها من قلوبنا.... مجالسنا تدور الأحاديث فيها حول الدنيا وطرق تحصيلها وأنواع متاعها والجديد من أخبارها وفي المقابل لانذكر الله إلا قليلاً ، كم من أوقاتنا أمضيناه مع كتاب الله وتدبر آياته وتدارس تفسيره ؟ وكم من الوقت أمضيناه في استعراض سير الأنبياء والصالحين وحياة الزهاد والعباد من الصحابة والتابعين ؟ وكم من الوقت أمضيناه في التفكر في نعيم الجنة وحياة القبر والآخرة ... قارن هذا بهذا تجد الجواب ساطعاً سطوع الشمس في رابعة النهار. فهل بعد هذا نلوم أنفسنا لماذا تتعلق بالدنيا وتزهد في الآخرة وتؤثر متاعها الزائل على حب الله ورسوله والدار الآخرة ؟ هل نلوم أنفسنا بعد ذلك لماذا لاتحب قيام الليل ولاتشتاق إلى الجهاد ولاتحب الإنفاق في سبيل الله ولا قراءة القرآن ولاولاولا ...من أعمال الخير.

إنها الدنيا .. لايتمع حبها مع حب الآخرة في قلب واحد لذا حذرنا منها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كثيرا ، من ذلك ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلاتنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تتنظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك . رواه البخاري وقال عيسى بن مريم عليه السلام: الدنيا قنطرة فاعبروها ولاتعمروها. وفي الترمذي عن سهل بن سعد الساعدي قال: كنت مع الركب الذين وقفوا على السخلة الميته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترون هذه هانت على أهلها حتى ألقوها قالوا: ومن هوانها ألقوها يارسول الله. قال فالدنيا أهون على الله من هذه على أهلها.

نأسى على الدنيا وما من معشر .............. جمعـتهم الدنيـا فلم يتفـرقوا

أين الأكاسـرة الجبابـرة الألى .............. كنزوا الكنوز فما بقين ولابقوا

من كل من ضاق الفضاء بجيشه .............. حتى ثوى فحـواه لحد ضيق

فالموت آت والنفـوس نفـائس ............... والمستغر بما لديه الأحمـق

اللهم اجعلنا من حزبك المفلحين وعبادك الصالحين الذين أهلتهم لخدمتك وجعلتهم ممن قبلت أعمالهم وأصلحت نياتهم وأحسنت آجالهم يارب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وإلى اللقاء في ظلال آية أخرى من كتاب الله.

homida ahmed
2009-01-26, 11:39
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
مشكور اخي على الموضوع الجميل والتساؤل الصحيح بالاجابة المقنعة
حب الله والرسول يكون اكثر من حب النفس لصاحبها
ويكون ذلك باتباع ما امرنا به والانتهاء مما نهينا عنه
وذلك يكون في النفس اولا ثم في من حولك ......فان المحب لمن يحب مطيع

beta17
2009-01-27, 00:25
مشكور ..............................

سعدالله محمد
2009-01-30, 19:20
جزاك الله كل خير أخي الكريم رقم 17 ..حطت أناملك على الجرح ..وأصبت السؤال ..
من أجل تلك الأسباب المذكورة في الآية نرى كل ذلك الاختلاف ..
ونسمع بالتثبيط ..
وهم لايعلمون ..
أن الذي تعرّف على الله ورسوله وأحبّهما سيخبوا حبه يوما ..وسيملّ ..
وليذكوا لهيب المحبة ...لابدّ من البذل والتضحية ..
لذلك سنّ الله الجهاد للناس ..
وقال لهم ..ومن يجاهد فانما يجاهد لنفسه ..
يعني أنه سيجني تلك الفائدة ..
وعندما تتعجب عن أي فائدة مقصودة وطريق الجهاد شاق وشديد ..
سيقول لك الذين سبقوك الى تلك الميادين أنهم أشدّ حبا لله ..
وأولئك هم المؤمنون حقا ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعني يا أخي الكريم مثل حكاية رجلان أحبّا امرأتان ..
الأول كانت امرأته يسيرة في زواجها به ..
فبعد مدة تعود على مشاعره نحوها..
والثاني لم يتزوّج بها الابعد مغامرات ومخاطرات ..
فكلما رآها الى جنبه اشتعل لها ودّا وخشي فقدانها ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكذلك الجهاد فانه يصنع مثل ذلك بعلاقتك باللاسلام..
أما الذين يتلقون العلم دون تمحيص وبلايا ..
فانه لامحالة ستملّ أنفسهم يوما ..
ويكونوا كالذين طال عليهم اللأمد فقست قلوبهم ..
ولذلك نراهم على حالة في شبابهم ..
وعلى أضعف ايمانهم في كهولتهم ..
ولذلك دعانا الله لما يحيينا ..نسأل الله أن نكون ممن يصيبه غيث رحمته .

beta17
2009-01-31, 00:59
نأسى على الدنيا وما من معشر .............. جمعـتهم الدنيـا فلم يتفـرقوا

أين الأكاسـرة الجبابـرة الألى .............. كنزوا الكنوز فما بقين ولابقوا

من كل من ضاق الفضاء بجيشه .............. حتى ثوى فحـواه لحد ضيق

فالموت آت والنفـوس نفـائس ............... والمستغر بما لديه الأحمـق