علي الجزائري
2009-01-24, 14:11
بدأت منهج وآلت الى مذهب
والسبب فتنة الحاكم
لن يجتمع الايمان بالله والايمان بالطاغوت
الا أن تتقوا منهم تقاة .
المنهج السلفي هو قائم على اتباع السلف الصالح و هو قائم ( مبتدء )
منذ عهد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ...
و إن كنا نسمع عن مشايخنا أن الأشاعرة و الماتوريدية و غيرهم
يسمون أنفسهم أهل السنة و الجماعة و لا يقرون أبدا بالمنهج السلفي :
فإننا اليوم نسمع منهم و من الصوفية و الخوارج يدعون اتباعهم للمنهج
السلفي ( فتجد من يكفّر الحاكم و المسلمين و يسمي نفسه بالسلفي - كالذين
يسمون أنفسهم عندنا في الجزائر بالجماعة السلفية للدعوة و القتال - )
و هم بعيدون عن مسمى أهل السنة فكيف بالمنهج السلفي لأنهم لا يأخذون
بفهم الصحابة و علماء الأمة و يفهمون القرآن بآرائهم و يقولون عن السلف :
( هم رجال و نحن رجال ) و في الحقيقة شتان بين الرجلين ..
و الآيات و الأحاديث الواردة في وجوب اتباع السلف كثيرة :
ليست كل طوائف المسلمين أهل السنة و الجماعة ، لأن أهل السنة هم :
المتمسكون بها العاملون بها . و الجماعة أي : المجتمعون عليها ..
و هم قلّة قليلة في هذه الأمة لكن فضلهم كبير :
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام في سائر الملل . اهــ .
و أهل السنة هم الفرقة الناجية و الطائفة المنصورة :
لحديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم ( كما في الصحيحين):
"لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ
وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ".
و قال صلى الله عليه و آله و سلّم :
{... وستفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار
إلا واحدة. وفي لفظ "على ثلاث و سبعين ملة".
وفي رواية قالوا يا رسول الله من الفرق الناجية قال "من كان على
مثل ما أنا عليه اليوم و أصحابي". وفي رواية قال
"هي الجماعة يد الله على الجماعة". } "رواه الترمذي وحسنه الألباني
في صحيح الجامع .
فقد بينها بأنها التي تكون على نهج النبي عليه السلام و صحابته الكرام ،
و لو نظرنا في القرآن الكريم لوجدنا آيات كثيرة تدل على وجوب اتباع
نهج السلف الصالح: ومن أمثلة ذلك نأخذ آيتين ظاهرتين في الدلالة على ذلك:
الآية الأولى في سورة التوبة وهي قوله تعالى:
(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان
رضي الله عنهم ورضوا عنه)
وجه الدلالة على وجوب اتباع المنهج السلفي قوله –تبارك وتعالى-
( رضي الله عنهم ورضوا عنه) استحق الطرفان الرضا, ورضا الله واجب,
بل هو أكبر واجب, قول الله-تبارك وتعالى-ورضوان من الله أكبر)
أي أن رضا الله أكبر من دخول الجنة (ورضوان من الله أكبر),
فلما كان هذا الواجب لا يتم إلا باتباع الصحابة, فكان حكمه الوجوب,
لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب, لأن هذه الجملة من الآية
تدل على وجوب اتباع المنهج؛ كيف تدل على أن المراد بهذه الآية
المنهج السلفي؟ (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار)
هناك معنيان للسابقين الأولين:
-إما أن يكون المراد بالسابقين الأولين هم الذين آمنوا قبل الفتح,
كما ورد في آيات, أو يكون السابقون الأولون هم جيل الصحابة,
فننظر في الآية نجد أن الآية تكلمت عن طبقتين:
-الطبقة الأولى: السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار.
-الطبقة الثانية: والذين اتبعوهم بإحسان, هي أن تتكلم عن التابعين
وعن الذين اتبعهم التابعون, التابعون اتبعوا من؟ أصحاب النبي-صلى الله
عليه وسلم-؛ لا تجد تابعياً واحداً يقول أنا اتبع أبا بكر وعمر ولا اتبع أبا ذر
اتبع علياً ولا اتبع المقداد, التابعون اتبعوا الصحابة جميعا, وتلقوا الدين
عن الصحابة, والتابعي لا يكون تابعيا إلا إذا أدرك الصحابة.
إذا يكون المراد بالسابقين الأولين هم جيل الصحابة, اتباع الصحابة
هو المنهج السلفي, لأننا نقول نفهم كتاب الله, وسنة رسول الله بفهم
الصحابة, إذا هذا هو منهج السلف (والسابقون الأولون من المهاجرين
والأنصار).
الآية الثانية قول الله-تبارك وتعالى-في سورة النساء (ومن يشاقق
الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله
ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) هذه الآية التي استدل به
الإمام الشافعي-رحمه الله –على حجية الإجماع, ظاهرة الدلالة
في وجوب اتباع المنهج السلفي.
ووجه الدلالة أن الله-سبحانه وتعالى-قال ومن يشاقق الرسول
من بعد ما تبين له الهدى) ثم عطف عليها
(ويتبع غير سبيل المؤمنين) ..
لو قرأنا الآية كالآتي ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله
ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) لكان المعنى صحيح بحق الرسول
-صلى الله عليه وسلم-,لأن مشاقة الرسول-صلى الله عليه وسلم-ذنب قائم
بذاته, لكن لماذا قال: (ويتبع غير سبيل المؤمنين) لبيان أن اتباع الرسول
لا يتم إلا تباع سبيل المؤمنين, لكن اشترط الله-تبارك وتعالى-
في مشاقة الرسول تبيّن الهدى ولم يشترط في اتباع سبيل المؤمنين تبيّن
الهدى (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى) لا يكون إنسان
مشاقاً للرسول أو مخالفاً للسنة إلا بعد أن تتبيّن له أنها سنة ويخالفها,
فربما خالف الإنسان سنة وهو لا يعلم أنها سنة, أو أن السنة لم تبلغه,
أو ظن أن الحديث فيها ضعيف, أو ظن أن الحديث منسوخ, أو لم تتبيّن
له دلالة الحديث على السنة, وهذه الأعذار التي بيّنها شيخ الإسلام-رحمه الله-
في كتابه " رفع الملام عن الأئمة الأعلام ", الأئمة الأربعة وغيرهم
من العلماء خالفوا بعض السنن, هل نظن-بارك الله فيكم-أن الأئمة
والعلماء يخالفون السنة مضادة ومشاقة لله ورسوله, لا, هناك أعذار
ذكرها, رجعت إلى ثلاثة, وتفرّع منها عشرة أسباب في كتابه
"رفع الملام عن الأئمة الأعلام" لكن الله-سبحانه وتعالى-
وكلامه المعجز في لفظه وفي معناه وفي مبناه, يقول:
(ويتبع غير سبيل المؤمنين) لم يقل فيه (من بعد ما تبيّن له الهدى) لماذا؟
لأن الهدى الذي ينبغي أن تتبيّنه هو سبيل المؤمنين, فسبيل المؤمنين
هدىً في ذاته؛ كيف نعرف أن هذه سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-
بنقل الصحابة, بتطبيق الصحابة, بفعل الصحابة, بعمل الصحابة,
إذاً عمل الصحابة ونقل الصحابة لهذه السنة هو الهدى الذي تقام به
الحجة علينا, على أن هذه سنة الرسول-صلى الله عليه وسلم-, فما عمله
الصحابة هو سنته, وما لم يعمله ليس هو سنته, فإذاً ينبغي أن تتبع سبيل المؤمنين.
(سبيل المؤمنين), قال ابن أبي جمرة في كتابه " بهجة النفوس" (1/4)
قال: " قال العلماء سبيل المؤمنين هو سبيل أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-".
(نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) هنا من اتبع غير سبيل المؤمنين,
أي اتبع سبيلاً غير سبيل الصحابة-رضوان الله عليهم-قاده هذا السبيل إلى جهنم,
لأن السالك للسبل إما أن يكون سالكاً لسبيل الرحمن سبيل الله, أو سالكاً لسبل الشيطان,
كنا تكلمنا عن السابقين الأولين و قلنا يكون المراد بالسابقين الأولين
هم جيل الصحابة, اتباع الصحابة هو المنهج السلفي, لأننا نقول نفهم
كتاب الله, وسنة رسول الله بفهم الصحابة, إذا هذا هو منهج السلف
(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) هذا هو المنهج السلفي,
والذين اتبعوهم أي اتبعوا المنهج السلفي, اتبعوهم بإحسان,
وكما ذكرت أن الإحسان هنا أي اتبعوا كل ما جاء عن الصحابة, واتبعوا
جميع الصحابة, وميزة المنهج السلفي عن بقية الدعوات والحركات
والجماعات أننا عندما نعدل وعندما نزكي, وعندما نذكر فضل الصحابة
لا تستثني منهم أحداً, وإن كان بعضهم أفضل من بعض,
فنحن على سبيل المثال نؤمن بجميع الأنبياء, وأنهم أرسلوا من عند الله وأنزل
عليهم من عند الله, لا نفرق بين أحد من رسله بمعنى أي لا نؤمن برسول
ونكفر برسول, لكن هذا عدم التفريق أيضا نفرق, نفرق في المرتبة والمنزلة
والدرجة ونقول أن بعض الأنبياء أفضل من بعض, فالتفضيل لا يعني التفريق؛
كذلك نحن نؤمن بعدالة الصحابة جميعاً, من أولهم إلى آخرهم-رضي الله عنهم-
ونحن نعلم أن بعضهم أفضل من بعض عند الله-تبارك وتعالى-.
أهل الحديث السلفيون يؤمنون بعدالة الصحابة جميعاً؛ أما الجماعات, الحركات,
الفرق الثانية إن عدّلت قسماً طعنت في قسم, فلا يتبعون الصحابة جميعاً؛
الخوارج ما اتبعوا أحداً كفّروا الصحابة جميعاً, الروافض اتبعوا في زعمهم
ثلاثة أو سبعة أو ثلاثة عشر من الصحابة على اختلاف الروايات, وكفّروا البقية؛
المعتزلة طعنوا في أصحاب النبي, طعنوا في الزبير, وطعنوا في علي, ,
وطعنوا في طلحة, وطعنوا في معاوية, وطعنوا في عمرو بن العاص,
حتى أن واصل بن عطاء يقول: "لو شهد طلحة والزبير على باقة بقل لم أقبل
شهادتهم", الأشاعرة طعنوا في معاوية-رضي الله عنه-.
إذا الفرق القديمة إما فرقت وإما طعنت, كذلك الحركات المعاصرة للأسف,
تراهم يطعنون في بعض الصحابة, ويلمزون في أصحاب رسول الله-صلى الله
عليه وسلم-, الأمثلة كثيرة أذكر منها أمثلة:
الإخوان, هذا سيد قطب وهو أكبر مفكر حركي فيهم, تجده يطعن ويغمز في بعض
أصحاب الرسول, غمز في عثمان-رضي الله عنه-في كتاب " العدالة الاجتماعية "
, وطعن في معاوية, وطعن في عمرو بن العاص
وهذا حزب التحرير يطعنون في معاوية-رضي الله عنه-في كتابهم " الدوسية "
يسمى الدوسية, يطعنون عمرو بن العاص, يطعنون في معاوية-رضي الله عنه-.
وقس على ذلك كثير من الحركات إما تطعن في جميعهم أو تفرق بينهم.
إذاً هذا المنهج هو المنهج الوحيد, الدعوة الوحيدة التي تتبع الصحابة
جميع الصحابة, وتأخذ كل ما جاء عن الصحابة, فهذه الجماعة أو هذه الدعوة
أو هذه الفئة, الفئة السلفية, هي التي ينطبق عليها قول الله-تبارك وتعالى-
( والذين اتبعوهم بإحسان) فيكون دلالة الآية على وجوب اتباع المنهج
أن الله-سبحانه وتعالى-ذكر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار,
وأثنى على من اتبعهم بإحسان, وبيّن أن هذا الاتباع واجب, لأنه يتحقق به
رضوان الله-تبارك وتعالى-وهذا واضح في الدلالة على اتباع أصحاب النبي
واتباع فهمهم-رضي الله عنهم وأرضاهم-.
يتبع و تأتي الأدلة من السنة على وجوب اتباع فهم السلف الصالح :
أما الأدلة من السنة فهي كثيرة جدا جدا, ونأخذ أيضا أمثلة:
من الأمثلة في سنة الرسول-صلى الله عليه وسلم-قول الرسول-صلى الله عليه
وسلم-في التحذير وذم الخوارج, قال النبي-صلى الله عليه وسلم-:
« يخرج من ضئضئ هذا » تعرفون قصة الخوارج مع الرسول أن النبي-صلى الله
عليه وسلم-لما غنم أموال حنين أعطى المؤلفة, ولم يعط بقية الجيش,
فقام رجل من بني تميم, فقال: « اعدل يا محمد فإن هذه قسمة لا يراد بها وجه الله»
هذا الحديث لو تأملناه لوجدنا وفهمنا منهج الخوارج, وسياسة الخوارج
ودوافع حركة الخوارج هذا الرجل قام لله أم للدنيا؟ للدنيا, فهؤلاء قاموا للدنيا لم يقوموا
للدين, يريد مالاً؛ هذا الرجل اعترض على خير الناس, اعترض على رسول الله-
صلى الله عليه وسلم-, وطعن في قسمته, وطعن في تقواه, وطعن في علمه,
إذاً ما دون الرسول من باب أولى يطعنوا فيهم حكاماً وعلماء, لذلك تجد من منهج
الخوارج أول منهج لهم أن يطعنوا في الأمراء والعلماء, يفصلوا الناس, يفصلوا
الشباب عن قيادتهم الحقيقية, ولذلك تسمعون منهم الآن كما سمع سلفنا من أسلافهم,
يطعنون في علم العلماء, فهذا عمرو بن عبيد يقول: " فقه الشافعي وفقه أبي حنيفة
لا يتعدى سراويل امرأة " يعني محصور في الحيض والنفاس؛ والمعاصرون
منهم يقولون عن علمائنا: " علماء الحيض والنفاس "؛ وهذا الرجل الذي طعن
في علم الرسول, وفي تقوى الرسول, قام وطعن بسفاهة, وجرأة على الله ورسوله,
ولذلك تجد هؤلاء على مر التاريخ يتصفون بالجرأة ويتصفون برقة الدين ويتصفون
بسفه الأحلام وحداثة الأسنان.
المهم هذا الرجل ذو الخويصرة قال: « اعدل يا محمد فإن هذه قسمة لا يراد بها
وجه الله» فقال له الرسول:
«ويحك من يعدل إذا لم أعدل فإني أعلمكم بالله وأتقاكم له» ثم قال الرسول-
صلى الله عليه وسلم- مبيّناً:
« يخرج من ضئضئ هذا » من نسله, ومن ذريته, ومن عقبه قوم؛ انظروا
إلى الخوارج؛ لذلك إخواني لا تستغربوا الناس إذا اتبعوا الدجال الأكبر, لأن الذي
ما عنده منهج تغرّه طول اللحية وتقصير الثوب وتنتنة, يقل لك هذا عابد زاهد صائم
النهار قائم الليل, عيناه غارتا من السهر, جبهته تقرّحت من السجود, لا تنظر
إلى هذا, انظر إلى منهجه, هل عنده منهج ملتزم به؛ يقول الرسول-صلى الله عليه
وسلم-:« يخرج من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم, وصيامهم
مع صيامكم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم», الخوارج يصلون ويصومون
ويقرؤون القرآن, عبّاد, زهاد, ومع ذلك انظروا إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-
ماذا يحكم على عبادتهم وعلى صيامهم وعلى قراءتهم للقرآن التي هي أكبر
وأكثر من عبادة الصحابة, «تحقرون صلاتكم» تحقرون يعني إيش؟ تقالّون صلاتكم
مع صلاتهم, صيامكم مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم أو تراقيهم
«يمروقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية حدثاء الأسنان, سفهاء الأحلام
يقولون من قول خير البرية, لأن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد وثمود شر قتلى تحت أديم
السماء طوبى لمن قتلهم وقتلوه» هذا الحديث هو في حكم المتواتر, لأنه ثبت
عن جمع من الصحابة يزيد عددهم عن عشرين وهو مخرج في كتب السنة.
الرسول-صلى الله عليه وسلم-قارن بين عبادتين, عبادة الصحابة وعبادة الخوارج,
عبادة الخوارج أكثر وأكبر, وعبادة الصحابة أقل, لكن هذه الأكثرية تزيدهم من الله
بعداً, وهذا الاقتصاد يزيدهم من الله قرباً, لأن الحكم ليس على الكثرة والقلّة,
الحكم على المنهج, لذلك قال بعض الصحابة ابن عباس-رضي الله عنه- إسناد
صحيح عنه قال: " اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة ".
ما المعيار الذي جعله الرسول حكماً على فساد عبادة الخوارج؟ المقارن به,
قارن الرسول عبادة الخوارج مع عبادة الصحابة, فجعل عبادة الصحابة,
وجعل منهج الصحابة, وجعل عقيدة الصحابة هي الحكم على فساد عقيدة الخوارج,
لأن الرسول-صلى الله عليه وسلم-يعلمنا في هذا الحديث الشريف أن منهج صحابته
حجة على من بعدهم, أن منهج الصحابة حجة على من بعدهم, وأن القرب من السنة,
وأن البعد من السنة, وأن القرب من الإسلام وأن البعد من الدين ينبغي أن يقاس
بمنهج الصحابة.
هذا النبي-صلى الله عليه وسلم-يقرر في سنته أن فهم أصحابه وفهم السلف-
رضوان الله عليهم-حجة على الأمة من بعده.
وهناك حديث آخر, هو حديث أبي موسى في صحيح مسلم: «أن النبي-صلى الله
عليه وسلم-صلى المغرب ثم صلى معه بعض الصحابة, فجلسوا فخرج إليهم
الرسول-صلى الله عليه وسلم-قال: ما زلتم قالوا: نعم قال: أصبتم أو أحسنتم,
ثم رفع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-بصره إلى السماء, وقال-صلى الله عليه
وسلم-: النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد, وأنا أمنة
لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون, وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب
أصحابي أتى أمتي ما توعد».
جعل النبي-صلى الله عليه وسلم-أصحابه في أمته كمنزلته في أصحابه.