تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التعليقات الوفيه حول السلفية لسليم بن عيد الهلالي


سلسبيل
2007-07-26, 16:10
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون} { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً} {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً

اما بعد ان اصدق الحديث كتا ب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وان شر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد
التعليقات الوفية لشيخ ابو أسامة سليم بن عيد الهلالي حول السلفية
1- السلف والسلفية لغة واصطلاحاً وزماناً:

نبغي لسالك المنهج السلفي على بصيرة ـ وهذا شرطه: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} [يوسف: 108] ـ أن يعلم أن مدلول هذه الكلمة ومشتقاتها يعلو على آصار الحزبية المميتة، ويسمو فوق دهاليز السرية المقيتة؛ لأنها واضحة كالشمس في رائعة النهار: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} [فصلت: 33].

وهذه الكلمة من حيث اللغة تدل على من تقدم وسبق بالعلم والإيمان والفضل والإحسان.

قال ابن منظور في "لسان العرب" (9/159): "والسلف أيضا من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل، ولهذا سمي الصدر [الأول] من التابعين السلف الصالح".

قلت: ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها: "فإنه نعم السلف أنا لك"[1].
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله لابنته زينب رضي الله عنها عندما توفيت: "الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون"[2].

أما الاصطلاح: فهو وصف لازم يختص عند الإطلاق بالصحابة رضي الله عنهم، ويشاركهم فيه غيرهم تبعا واتباعا.

قال القلشاني في "تحرير المقالة من شرح الرسالة" (ق36): "السلف الصالح: وهو الصدر الأول الراسخون في العلم، المهتدون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الحافظون لسنته، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه وانتخبهم لإقامة دينه، ورضيهم أئمة الأمة، وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده، وأفرغوا في نصح الأمة ونفعها، وبذلوا في مرضاة الله أنفسهم.

قد أثنى الله عليهم في كتابه بقوله: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} [الفتح: 29]، وقوله تعالى: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون} [الحشر: 8].

وذكر تعالى فيها المهاجرين والأنصار ثم مدح من اتبعهم ورضي ذلك ومن الذين جاءوا من بعدهم.

وتوعد بالعذاب من خالفهم واتبع غير سبيلهم فقال: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى} [النساء: 115]، فيجب اتباعهم فيما نقلوه، واقتفاء أثرهم فيما عملوه، والاستغفار لهم.

وأقر أهل الكلام قديمهم وحديثهم بهذا الاصطلاح.

قال الغزالي في "إلجام العوام عن علم الكلام" (ص62) معرفا كلمة السلف: "أعني مذهب الصحابة والتابعين".

وقال البيجوري في "شرح جوهرة التوحيد" (ص 111): "والمراد بمن سلف من تقدم من الأنبياء والصحابة والتابعين وتابعيهم".

وقد تناقل أهل العلم في القرون المفضلة هذا المصطلح للدلالة على عصر الصحابة ومنهجهم:

1- قال البخاري (6/66-فتح) قال: راشد بن سعد: "كان السلف يستحبون الفحولة؛ لأنها أجرى وأجسر".

2- أخرج مسلم في مقدمة صحيحه (ص 16) من طريق محمد بن عبد الله قال: سمعت علي بن شقيق يقول: سمعت عبد الله بن المبارك يقول -على رؤوس الناس-: "دعوا حديث عمرو بن ثابت؛ فإنه كان يسب السلف".

قلت: المراد الصحابة رضي الله عنهم.

3- قال الأوزاعي: "اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح؛ فإنه يسعك ما وسعهم"[3].

قلت: المراد الصحابة رضوان الله عليهم.

ولذلك فكلمة "السلف" اكتسبت هذا المعنى الاصطلاحي والذي لا يتجاوز إلى غيره.

* من حيث الزمان:

فهي تستعمل للدلالة على خير القرون وأولاها بالاقتداء والاتباع، وهي القرون الأولى المشهود لها بالخيرية على لسان خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق [شهادة] أحدهم يمينه، ويمينه شهادته"[4].

ولكن التحديد الزمني غير دقيق لحصر مفهوم السلف حيث نرى كثيرا من الفرق الضالة والبدع قد أطلت برؤوسها في تلك الفترة الزمنية، لذلك فوجود الإنسان في ذلك العصر لا يكفي للحكم عليه بأنه على منهج السلف ما لم يكن موافقا للصحابة رضي الله عنهم في فهم الكتاب والسنة، ولذلك يقيد العلماء هذا المصطلح بـ"السلف الصالح".

وأما السلفية فهي نسبة إلى السلف، وهو انتساب محمود إلى منهج سديد، و[ما] ابتداع مذهب جديد..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع فتاويه (4/149): "ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا".

وقد يظن بعض الناس ممن يعرفون ولكنهم يحرفون عند ذكر السلفية: أنها إطار جديد لجماعة إسلامية جديدة انتزعت نفسها من قلب دائرة الجماعة الإسلامية الواحدة، وهي تتخذ لنفسها من معنى هذا العنوان وحده مفهوما معينا، فتمتاز عن بقية المسلمين بأحكامها وميولها بل تختلف عنهم حتى بمزاجها النفسي ومقاييسها الأخلاقية[5].

وليس لذلك واقع ألبتة في المنهج السلفي، إذ السلفية تعني: الإسلام المصفى من رواسب الحضارات القديمة، وموروثات الفرق العديدة بكماله وشموله كتابا وسنة بفهم السلف الممدوحين بنصوص الكتاب والسنة.

وهذا الظن إنما صنعته أوهام قوم نفروا من هذه الكلمة الطيبة المباركة التي أصلها ضارب في جذور تاريخ هذه الأمة حتى تلتقي بالصدر الأول....

فهذا مؤرخ الإسلام الحفظة الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (16/457) ينقل مقولة الحافظ الدارقطني: "ما شيء أبغض إلي من علم الكلام"، ثم يقول: "لم يدخل الرجل أبدا في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفيا".

2- الأصول العلمية للدعوة السلفية:

أولاً: (التوحيد): هو تحقيق معنى لا إله إلا الله علماً، وعملاً، واعتقاداً، وسلوكاً، وهو أنواع:

1- توحيد الربوبية: أن تؤمن بالله رباً، خالقاً لكل شيء، ومدبراً لأمر كل شيء: {ألا له الخلق والأمر} [الأعراف: 54].

وهو أمر فطري، والإقرار به وحده لا يدخل العبد في الإسلام، ولا ينجيه من الخلود في النار؛ لأن مشركي العرب أقروا به، ومع ذلك حاربهم الرسول صلى الله عليه وسلم وقاتلهم حتى يقولوا: لا إله إلا الله.

2- توحيد الأسماء والصفات: وهو أن تؤمن بصفات الله تعالى، وأسمائه الحسنى على الوجه الذي يليق به دون تحريف، أو تكييف، أو تأويل، أو تعطيل، أو تفويض، أو حشر معناها في زمرة المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله، وأنها توقيفية لا يجوز للبشر أن يطلق على ذات الله غيرها، فإننا مأمورون وملزمون بما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

وهذا التوحيد هو العلامة الفارقة التي تداولها العلماء السلفيون؛ ليميزوا المتبع من المبتدع في عهد الأهواء والفرق.

3- توحيد الألوهية: هو إفراد الله بالعبادة على إطلاقها كالصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، والدعاء، والسجود، والحب، والبغض، والقسم، والتعظيم، والخشية، والرجاء، والخوف، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغيرها. {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} [الأنعام: 162-163].

وأقسام التوحيد لا تتجزأ، ولا تقبل المساومة؛ لأنها أركان في فهم العقيدة السلفية الصحيحة وبذلك يكون معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله خالق الخلق ومدبر أمرهم ومربيهم الموصوف بصفات الكمال ونعوت الجلال.

ثانياً: (الاتباع): وهو إفراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاتباع تحقيقاً لقوله: "أشهد أن محمدا رسول الله" وهذه الشهادة لا تكون كاملة إلا بالأصول الآتية:

1- الإيمان بأن محمداً صلى الله عليه وسلم بشر كسائر البشر، لكنه يوحى إليه: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي} [الكهف: 110].

2- وأنه أعطي الوحيين: القرآن والسنة الصحيحة كما قال صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" [صحيح- أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم].

3- الاعتقاد أن اتباع الرسول هو السبيل لتحقيق توحيد الله {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران: 31].

4- حب الرسول أكثر من محبة النفس والأهل والمال والولد.

5- كمال طاعته أن تعبد الله بما شرع لا بالأهواء والعوائد والبدع، لأن: "كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة" [رواه الدارمي عن ابن عمر بسند صحيح].

3- معالم الدعوة السلفية في التغيير:

قال شيخنا ناصر الدين ـ رحمه الله ـ في "الضعيفة" (2/المقدمة): "لا بد اليوم من أجل استئناف الحياة الإسلامية من القيام بهذين الواجبين: التصفية والتربية.

وأردت بالأول منهما أموراً:

الأول: تصفية العقيدة الإسلامية مما هو غريب عنها كالشرك، وجحد الصفات الإلهية وتأويلها، ورد الأحاديث الصحيحة لتعلقها بالعقيدة، ونحوها.

الثاني: تصفية الفقه الإسلامي من الاجتهادات الخاطئة المخالفة للكتاب والسنة.

الثالث: تصفية كتب التفسير، والفقه، والرقائق وغيرها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، والإسرائليات المنكرة.

وأما الواجب الآخر، فأريد به تربية الجيل الناشئ على هذا الإسلام المصفى من كل ما ذكر من تربية إسلامية صحيحة منذ نعومة أظفاره، دون أي تأثير بالتربية الغربية الكافرة".

4- واجبنا نحو الدعوة السلفية:

1- فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.

2- الاستغفار لمن سبق من علماء الأمة وفقهاء الملة.

3- الالتفاف حول العلماء الربانيين والدعاة السابقين.

4- إحياء مجالس العلم ومحاضن التربية الربانية.

5- التعاون على البر والتقوى ولذلك ينبغي البعد عن الفردية والحزبية.

6- الحذر والتحذير من الدعوات المشبوهة التي تقمصت ثوب أهل السنة والجماعة؛ كالقطبية السرورية، والجماعات التكفيرية، والجمعيات الحزبية.

7- بذل النفس والنفيس في سبيل الله بالدعوة إلى منهج السلف الصالح كل حسب طاقته ووسعه، وجعل ذلك أعلى اهتماماتنا وأغلاها.

8- الاحتساب في الدعوة إلى الله، لأن الأجر على الله، فالسلفي يغزو بمنهجه وأفكاره، وليس بدرهمه وديناره.

الهوامـــــش:
[1] أخرجه مسلم (2450/98).

[2] أخرجه أحمد (1/237-237)، وابن سعد في "الطبقات"(8/37)، وصححه الشيخ أبو الأشبال أحمد شاكر رحمه الله في شرح المسند (3103) فلم يصب، وأعله شيخنا رحمه الله في السلسلة الضعيفة (1715) بعلي بن زيد بن جدعان.

[3] أخرجه الآجري في الشريعة (ص 58).

[4] حديث متواتر.

[5] انظر ما كتبه الدكتور البوطي في كتابه "السلفية مرحلة زمانية مباركة لا مذهب إسلامي" وهذا الكتاب ظاهره الرحمة وباطنه من قبله العذاب.
منقول

م.عبد الوهاب
2007-07-26, 16:58
جزاك الله كل خير و بارك الله فيك
على جمعك للمعلومات القيمة المباركة

سلسبيل
2007-07-26, 19:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخى الكريم
على مرورك الطيب نسأل الله الثبات لي ولكم
ونفعنا الله بما نقول ونسمع انه ولي ذالك والقادر عليه

الوادعي
2007-07-27, 14:42
بارك الله فيك أخي سلسبيل على هدا المضوع القيم الموضح لمنهج أهل السنة وهو إتبلع السلف الصلح.
قال محمد بن الصالح العثيمين رحمه الله" فاهل السنة و الجماعة، هم السلف معتقدا حتى المتأخر إلى يوم القيامة، ‘إدا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي".