gatboulerbah
2009-01-22, 20:35
http://www.alarabonline.org/data/2009/01/01-22/432p.jpg
الحذاء، لحماية القدم، والاعتراض.. ومادة للإبداع أيضا!
العرب أونلاين:
هو معرض للأحذية ذلك الذي يقام حاليا في قاعة إبداع بضاحية المهندسين بالقاهرة، لكن الأحذية المعروضة فيه من نوع خاص، فهي ليست أحذية يمكن ارتداؤها بل هي أحذية فنية للمشاهدة فقط.. لوحات ومنحوتات وأعمال فيديو وتجهيز في الفراغ عرضت جميعها تحت عنوان "الجزمة" كلها تدور حول عنصر واحد فقط.. إنه الحذاء، هذا الذي اقتحم مؤخرا عالم الرموز والدلالات السياسية بقوة بعد حادثة الحذاء الشهيرة للصحفي العراقي منتظر الزيدي، ولأن الفواجع والمآسي تتوالى والأحداث المؤلمة تتتابع بلا رحمة يرى البعض أننا في حاجة ماسة إلى العشرات من الأحذية لا إلى حذاء واحد.
ولأن الحذاء أصبح يمثل حالة من التنفيس عما هو مكنون في الصدور من غضب على كل ما يحدث حولنا وقع اختيار القائمين على هذا المعرض للحذاء كتيمة مشتركة يمكن الإنطلاق من خلالها للتعبير عن حالة الغضب والإحتجاج، ولأن ما يحدث في غزة الآن كان هو الأبرز والأكثر تأثيرا في النفوس أقيم هذا المعرض لإعلان الإعتراض أو الإحتجاج من قبل الفنانين على هذا الإجرام الصهيوني والصمت العربي الرسمي المخزي.
ويعد هذا المعرض هو الأكبر والأهم والأكثر تأثيرا من قبل الفنانين المصريين بعد العدوان على غزة، وشارك به عدد كبير من الفنانين المصريين من مختلف الاتجاهات والانتماءات الفنية كان من بينهم الفنان عصمت داوستاشي وعز الدين نجيب رئيس جمعية أصالة للمحافظة على التراث ومحسن شعلان وهاني راشد ومحمد عبلة وجورج البهجوري وأحمد فؤاد سليم وأحمد عبد الكريم، ولقد تباينت الأفكار والأساليب الفنية التي قدمها كل فنان من الفنانين العارضين كل حسب وجهة نظره ورؤيته الخاصة لعنصر الحذاء وارتباطه بما هو حاصل الآن على الساحة.
نبيل أبو الحسن صاحب القاعة يرى أن هذا المعرض لا يعبر سوى عن جزء يسير مما يجيش في صدور الناس بسبب ما يحدث في غزة وفي الواقع العربي بشكل عام.. كان علينا أن نبعث برسالة إلى أهالي غزة المحاصرين والمعرضين للقصف والإرهاب الصهيونين، إنها رسالة نقول لهم فيها إننا معكم نحن منكم وأنتم منا وقلوبنا جميعا تدمى لما يحدث لكم.
وعن الأعمال المشاركة، وهل تم إنجازها خصيصا لهذا المعرض أم لا يقول نبيل أبو الحسن: هناك الكثير من الأعمال تم إنجازها خصيصا من أجل هذا المعرض، ولكن هناك أعمال أخرى مشاركة تحمل تواريخ قديمة نسبيا لكنها تحمل نفس الفكرة وتدور حول نفس العنصر وهو الحذاء.
وعن اختيار الحذاء بالذات للتعبير عن التضامن مع أهالي غزة يقول: بعد حادثة الحذاء للصحفي العراقي منتظر الزيدي اتخذ هذا المشهد دلالة خاصة لدى الكثير من الناس ليس في منطقتنا العربية فقط بل ربما في العالم بأسره، ومن هنا كان اختيارنا للحذاء كعنصر ورمز للاحتجاج ورفض كل ما يحدث، وفي الحقيقة وجدنا تجاوبا وترحيبا من قبل الفنانين للمشاركة في هذا المعرض كل حسب أسلوبه وطريقته في التعبير.
الفنان هاني راشد هو أحد المشاركين وهو معروف باستخدامه للفوتوغرافيا في أعماله، وفي عمله الذي يقدمه استغل هذه اللقطات الشهيرة لمنتظر الزيدي كي يبني عليها فكرته التي يقدمها والتي كتب أسفلها عبارة "مرسوم رئاسي- يحظر على الصحافيين حضور المؤتمرات الصحفية وهم يرتدون الأحذية".
الفنان الكبير عصمت داوستاشي يعرض شكلا هرميا مليئا بالأحذية القديمة، وهو أحد أعماله السابقة، غير أنه يرى أنه مناسب تماما للتعبير عما يعتريه من مشاعر خاصة بالأحداث الراهنة، وهو يرى أن اللوحة انعكاس لمجموعة من المشاعر والأفكار التي لا تنفصل بأي شكل من الأشكال عن المحيط العام والأجواء المحيطة بالفنان وهي أفكار تتعايش مع الكثير من الأحداث المتشابهة التي يمر بها المجتمع وما أكثر هذه الأحداث المتشابهة في حياتنا اليوم.
نفس هذه الأفكار تؤيدها الفنانة فدوى رمضان بشكل عملي من خلال العمل الذي تقدمه والذي سبق لها تقديمه في معرضها الأخير بأتيليه القاهرة الذي دار حول بصمات الأقدام وما تنطوي عليه من إسقاطات ودلالات مختلفة.
أما الفنان عبد الله داوستاشي فهو يعرض صورة فوتوغرافية كبيرة لحذاء قديم، بينما فضل الفنان جورج البهجوري عرض أحد رسومه الكاريكاتيرية يصف فيه عام 2008 بأنه عام الأحذية، ومن بين أكثر الأعمال تأثيرا في هذا المعرض كان عمل الفنان معتز نصر وهو من أعمال التجهيز في الفراغ والذي استعان فيه بمجموعة من الأحذية القديمة والكوفية الفلسطينية إضافة إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية لمشاهد القتلى والجرحى الفلسطينيين إلى جوارها صور أخرى لعدد من القادة العرب وهم في حالة من الاسترخاء أو اللامبالاة.
.
الحذاء، لحماية القدم، والاعتراض.. ومادة للإبداع أيضا!
العرب أونلاين:
هو معرض للأحذية ذلك الذي يقام حاليا في قاعة إبداع بضاحية المهندسين بالقاهرة، لكن الأحذية المعروضة فيه من نوع خاص، فهي ليست أحذية يمكن ارتداؤها بل هي أحذية فنية للمشاهدة فقط.. لوحات ومنحوتات وأعمال فيديو وتجهيز في الفراغ عرضت جميعها تحت عنوان "الجزمة" كلها تدور حول عنصر واحد فقط.. إنه الحذاء، هذا الذي اقتحم مؤخرا عالم الرموز والدلالات السياسية بقوة بعد حادثة الحذاء الشهيرة للصحفي العراقي منتظر الزيدي، ولأن الفواجع والمآسي تتوالى والأحداث المؤلمة تتتابع بلا رحمة يرى البعض أننا في حاجة ماسة إلى العشرات من الأحذية لا إلى حذاء واحد.
ولأن الحذاء أصبح يمثل حالة من التنفيس عما هو مكنون في الصدور من غضب على كل ما يحدث حولنا وقع اختيار القائمين على هذا المعرض للحذاء كتيمة مشتركة يمكن الإنطلاق من خلالها للتعبير عن حالة الغضب والإحتجاج، ولأن ما يحدث في غزة الآن كان هو الأبرز والأكثر تأثيرا في النفوس أقيم هذا المعرض لإعلان الإعتراض أو الإحتجاج من قبل الفنانين على هذا الإجرام الصهيوني والصمت العربي الرسمي المخزي.
ويعد هذا المعرض هو الأكبر والأهم والأكثر تأثيرا من قبل الفنانين المصريين بعد العدوان على غزة، وشارك به عدد كبير من الفنانين المصريين من مختلف الاتجاهات والانتماءات الفنية كان من بينهم الفنان عصمت داوستاشي وعز الدين نجيب رئيس جمعية أصالة للمحافظة على التراث ومحسن شعلان وهاني راشد ومحمد عبلة وجورج البهجوري وأحمد فؤاد سليم وأحمد عبد الكريم، ولقد تباينت الأفكار والأساليب الفنية التي قدمها كل فنان من الفنانين العارضين كل حسب وجهة نظره ورؤيته الخاصة لعنصر الحذاء وارتباطه بما هو حاصل الآن على الساحة.
نبيل أبو الحسن صاحب القاعة يرى أن هذا المعرض لا يعبر سوى عن جزء يسير مما يجيش في صدور الناس بسبب ما يحدث في غزة وفي الواقع العربي بشكل عام.. كان علينا أن نبعث برسالة إلى أهالي غزة المحاصرين والمعرضين للقصف والإرهاب الصهيونين، إنها رسالة نقول لهم فيها إننا معكم نحن منكم وأنتم منا وقلوبنا جميعا تدمى لما يحدث لكم.
وعن الأعمال المشاركة، وهل تم إنجازها خصيصا لهذا المعرض أم لا يقول نبيل أبو الحسن: هناك الكثير من الأعمال تم إنجازها خصيصا من أجل هذا المعرض، ولكن هناك أعمال أخرى مشاركة تحمل تواريخ قديمة نسبيا لكنها تحمل نفس الفكرة وتدور حول نفس العنصر وهو الحذاء.
وعن اختيار الحذاء بالذات للتعبير عن التضامن مع أهالي غزة يقول: بعد حادثة الحذاء للصحفي العراقي منتظر الزيدي اتخذ هذا المشهد دلالة خاصة لدى الكثير من الناس ليس في منطقتنا العربية فقط بل ربما في العالم بأسره، ومن هنا كان اختيارنا للحذاء كعنصر ورمز للاحتجاج ورفض كل ما يحدث، وفي الحقيقة وجدنا تجاوبا وترحيبا من قبل الفنانين للمشاركة في هذا المعرض كل حسب أسلوبه وطريقته في التعبير.
الفنان هاني راشد هو أحد المشاركين وهو معروف باستخدامه للفوتوغرافيا في أعماله، وفي عمله الذي يقدمه استغل هذه اللقطات الشهيرة لمنتظر الزيدي كي يبني عليها فكرته التي يقدمها والتي كتب أسفلها عبارة "مرسوم رئاسي- يحظر على الصحافيين حضور المؤتمرات الصحفية وهم يرتدون الأحذية".
الفنان الكبير عصمت داوستاشي يعرض شكلا هرميا مليئا بالأحذية القديمة، وهو أحد أعماله السابقة، غير أنه يرى أنه مناسب تماما للتعبير عما يعتريه من مشاعر خاصة بالأحداث الراهنة، وهو يرى أن اللوحة انعكاس لمجموعة من المشاعر والأفكار التي لا تنفصل بأي شكل من الأشكال عن المحيط العام والأجواء المحيطة بالفنان وهي أفكار تتعايش مع الكثير من الأحداث المتشابهة التي يمر بها المجتمع وما أكثر هذه الأحداث المتشابهة في حياتنا اليوم.
نفس هذه الأفكار تؤيدها الفنانة فدوى رمضان بشكل عملي من خلال العمل الذي تقدمه والذي سبق لها تقديمه في معرضها الأخير بأتيليه القاهرة الذي دار حول بصمات الأقدام وما تنطوي عليه من إسقاطات ودلالات مختلفة.
أما الفنان عبد الله داوستاشي فهو يعرض صورة فوتوغرافية كبيرة لحذاء قديم، بينما فضل الفنان جورج البهجوري عرض أحد رسومه الكاريكاتيرية يصف فيه عام 2008 بأنه عام الأحذية، ومن بين أكثر الأعمال تأثيرا في هذا المعرض كان عمل الفنان معتز نصر وهو من أعمال التجهيز في الفراغ والذي استعان فيه بمجموعة من الأحذية القديمة والكوفية الفلسطينية إضافة إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية لمشاهد القتلى والجرحى الفلسطينيين إلى جوارها صور أخرى لعدد من القادة العرب وهم في حالة من الاسترخاء أو اللامبالاة.
.