المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تتكبّر ..


تصفية وتربية
2012-05-22, 16:20
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداه, أمابعد:
قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى عند قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (17) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (18) ﴾ [لقمان17-18].

الصعر هو الميل؛ لا تتكبر على الناس؛ عندما يكلمك أحد تدير خدّك هكذا؛ هذا من الكبر يكلمك أحد فتعرض عنه وتلتفت هكذا وأنت شامخ؛ لا هشاشة ولا انبساط؛ يعني مستكبر ومتعالٍ !
فهذا نهي عن الكبر، ومن آثاره أن يلوي عنقه هكذا؛ يصعر خده للناس يعني يلويه هكذا. من الصعر وهو مرض يصيب الإبل فتلتوي أعناقها .
فهذا زجر عن الكبر، فعليك بالتواضع؛ التواضع لله رب العالمين، والتواضع لعباد الله المؤمنين، تعامل مع الناس بالأخلاق الطيبة، والكبر مذموم جدا ويدفع كثيرا من الناس إلى الكفر بالله! يستكبر فلا يستمع للرسل ولا يسمع لآيات الله ﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ (لقمان 7) .
فالكبر من أكبر الدوافع إلى الكفر بالله ورفض ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام و ( الكِبْرُ بطر الحق وغَمْطُ الناس ) "1" وردّ الحق؛ يعني سواء رد الحق بما في ذلك التوحيد أو أي حق من الحقوق يأتيك فلا تخضع له وترفضه وتحتقر من يأتيك به؛ تغمط الذي يأتيك به وترد الحق الذي عنده .
ولا يجوز الكبر بأي حال من الأحوال؛ خلق ذميم ويبغضه الله ( الكبرياء رِدائي والعظمة إِزاري فَمن نازعني واحدًا منهما قَذفتُه في النار) ([2]) وفي رواية ( الكبرياء ردائي فمن نازعني في ردائي قصمته ) يعني يهلكه ويقطع دابره، فلا تستكبر و ( لا يدخل الجنة مَنْ كان في قَلبه مِثقال ذَرَّة مِن كِبْر) ([3]) .
حارب نفسك من الكبر؛ خلق خبيث يدفع إلى الكفر وإلى احتقار الناس وإلى رد الحق. لهذا؛ هذا الحكيم وصى ابنه أن لا يصعِّر خده للناس؛ أن لا يتكبر على الناس؛ يكلمك أحد وأنت شامخ معرض عنه، تواضع؛ أنت إنسان مسكين، ضعيف، خُلِقت من تراب، خُلِقت من منِّيٍ قذر وتتغوط وتزور الحمام مرات كل يوم، كيف تتكبر ؟!
كيف تتكبر على الناس وأنت هذا حالك، من أنت ؟!
ثم لو تصيبك شوكة تبكي منها كيف تتكبر على الناس ؟!
فيجب على الإنسان أن يهين نفسه إذا تكبرت وشمخت ويذكِّرها بحقارتها ودناءتها، وأن من أحقر الناس المستكبرون -والله أنا في نفسي- ما أحتقر إلا المستكبرين والكذابين، والله أرى أضعف الناس فأقول هذا أحسن مني، وأرى المتكبر مهما كان من أي طبقة والله من أتفه الناس وأحقر الناس عندي؛ لا أحقر من المتكبر ولا يتكبر إلا من دناءة وانحطاط خلقي ونفسي .

﴿ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ لا تختل ولا تفخر هذا من آثار الكبر؛ المشي المَرِح والبطر والأشر والاختيال، ﴿ إن الله لا يُـحِبُّ كُل مُختال فَخُور ﴾ يفتخر على الناس بنسبه، بجاهه، بماله، بسلطانه، بعلمه، بأي شيء يختال على الناس ويفتخر عليهم ؟! الله يبغض هذا الخلق؛ خلق بغيض، خلق دنيء، يبغض الله أهله ويحتقرهم ويزدريهم ويعاقبهم أشد العقوبة على هذا الخلق؛ إذا ما أحبك الله فما معناه ؟! معناه أنك عدوٌّ لله إذا ما أحبك الله، وأنت على كبر واختيال وافتخار وتطاول على الناس بأي شيء من الأشياء التي تفتخر بها ﴿ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً ﴾ (الإسراء 37 ) .
من أنت ؟! حتى لو بلغت الجبال طولا لا يجوز لك أن تتكبر، وحتى إذا خرقت الأرض إلى الأرض السابعة لا يجوز لك أن تتكبر؛ لأنك مخلوق مسكين، ومن حق الله عليك أن تتواضع، والله فرض عليك التواضع وحرم عليك الكبر؛ لأن الإسلام يحارب الأخلاق الرذيلة أشد الحرب؛ كل الأخلاق الرذيلة يحاربها الإسلام؛ الفحش والكذب والخيانة والغش والكبر؛ كل الأخلاق هذه يحاربها الإسلام حربا شديدة، فيجب أن ننبذها وأن نربّي الناس على ضدها من الأخلاق الطيبة التي يحبها الله تبارك وتعالى ويرضاها ويحب أن نتخلق بها، وحسن الخلق من أثقل الأعمال في الميزان يوم القيامة، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، والرسول بعث متمما بمكارم الأخلاق؛ الأخلاق موجودة عند الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، منها الحياء ومما أثر عنهم ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت )"4"
الحياء خلق كبير -يا إخوة - الحياء خلق عظيم وشعبة من شعب الإيمان، وصاحب الحياء يحجزه الحياء من أن يرتكب معصية الله؛ يحجزه الحياء من أن يقع في الأخلاق الدنيئة؛ الحياء خلق نبيل وخلق عظيم لابد أن يتخلق به الإنسان؛ فإنه من أعظم الروادع للإنسان أن يرتكب معصية أو يقع في خلق دنيء، لهذا قال الأنبياء كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ( إنَّ مِما أَدركَ الناس مِن كلام النبوة الأولى إذا لم تَستحِ فاصنع ما شِئتَ )، الذي يقع في الشرك لا يستحي من الله، المبتدع لا يستحي من الله ولا يحترم هذه الشريعة التي شرعها الرسول عليه الصلاة والسلام، والفاسق عنده خلق دنيء وفيه عدم الحياء من الله.
فالحياء لا بد منه -يا إخوان- ولابد من نبذ الأخلاق الرديئة، تعلموا هذه الأشياء وطبقوها في حياتكم -بارك الله فيكم- وأذكر حديث وفد عبد القيس :
جاء وفد عبد القيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونزلوا قريبًا من البقيع ووضعوا رواحلهم هناك ومشوا فورا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وبقي الأشج؛ تأخر ولبس أحسن ثيابه وجاء يمشي في سكينة وسلم على النبي عليه الصلاة والسلام، قال له: ( إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا الله: الْحِلْمُ وَالأَنَـاةُ ) يقابل الحلم والأناة: الطيش والسفاهة فحذار حذار مما ينافي هذين الخلقيين، فقال: يا رسول الله : أخلقين تخلقت بهما ؟ أم خلقين جبلت عليهما ؟ فقال: ( بل خُلقان جُبِلْتَ عليهما) فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله تعالى "5"
الله يُحب الحلم والأناة ويبغض العجلة والطيش وما ينافي هذين الخلقيين فاحرصوا على التخلق بهذين الخلقيين الذين يحبهما الله .
احفظوا هذا الحديث ( إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا الله: الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ ) والإنسان إذا كان يفقد مثل هذه الأمور العظيمة يربي نفسه عليها، ( من يَسْتَعِفَّ يُعِفَّهُ الله وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ من الصَّبْرِ) "6" ربِّ نفسك على الصبر وعلى الحلم وعلى الحكمة وعلى الأخلاق العالية .
بجهادك لنفسك تتحول هذه إلى ملكات إن شاء الله والحديث يشير إلى هذا (أخلقين تخلقت بهما) يعني قد ينشأ الحلم والأناة عن التخلق وتربية النفس على الأخلاق الكريمة، فالنفس قابلة للتربية على الخير وعلى الشر، إن ربيتها على الشر نمت عليه وألفته وصار من طباعها -والعياذ بالله- وإن ربيتها على الأخلاق الكريمة تطبعت بها وصارت جزءً من حياتها وصارت ملكة لصاحبها .
فاحفظوا هذه الوصايا: التوحيد ومحاربة الشرك وإقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخلاق الفاضلة العالية؛ محاربة الكبر والفخر والخيلاء وما شاكل ذلك، وتعلموا الحلم والأناة وكل هذه الأخلاق، ادرسوها من كتاب الله ومن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام فإن هذه الأخلاق جانب مهم من جوانب الإسلام ومن صميم الدعوة السلفية، بها تنتشر دعوتكم ويرفع الله مكانتكم عند الناس، وبخلافها توضع هذه الدعوة وتشوه أمام الناس.
فأحسنوا الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ﴿ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ (النحل 125) لا تجادل حتى الكافرين إلا بالأخلاق الطيبة وبالتي هي أحسن؛ لا سب، ولا شتم، لا احتقار، ولا ازدراء، ولا طعن، ولا صياح، ولا صخب، ولا شيء.

﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ .
﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ﴾ أي لا تسرع، ﴿ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ﴾ يعني لا ترفع صوتك إلا بقدر الحاجة .
وقال له: ﴿ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ إذا رفعت صوتك بغير حاجة؛ تدعو إلى رفع الصوت وبمقدار ومقياس دقيق في رفع الصوت فأنت تشبه الحمار، وأخذ العلماء من هذا أنه لا يجوز رفع الصوت؛ لأن الله شبهك بأخس الحيوانات، و ( ليس لنا مثل السوء ) "7" فلا ترفع صوتك إلا بقدر الحاجة؛ إذا كان عندك واحد أو اثنين وأنت تصيح وترفع صوتك ماذا تريد ؟! هذا يشبه صوت الحمير؛ فالصوت يكون على قدر الحاجة .
والمشي كذلك؛ تمشي معتدلا متوسطا، يعني القصد الوسط؛ لا تمشي مشية المتماوتين ولا تسرع سرعة الطائشين توسط في المشي واعتدل وهي مشية عباد الله المؤمنين ﴿ وَعِبَادُ الرحمن الذين يَمْشُونَ على الأرض هَوْنًا وإذا خَاطَبَهُم الجاهلونَ قَالوا سَلاَمًا ﴾ إذا خاطبهم الناس بالسفاهات يقولون كلاما محترما الذي فيه السلام وفيه المسالمة وفيه دفع السيئة بالتي هي أحسن .

نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والأخلاق الطيبة الجميلة التي يحبها الله تبارك وتعالى، وأرجو -يا إخوة- أن نعي هذه الدروس الطيبة؛ ما الفائدة من حضور هذه الدروس يوميا ثم لا نعمل، ونعطي صورة سيئة عن دعوتنا ما الفائدة ؟!
فأسأل الله أن يجعلنا وإيّاكم من أهل العلم والعمل والأخلاق النبيلة إن ربنا سميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع (ج2/484-498)
-----------------------------------------
(1)رواه مسلم"91"
(2)رواه ابوداود في سننه برقم(4090) وهو صحيح
(3)رواه مسلم برقم(91)
(4) اخرجه البخاري برقم(5769)
(5) رواه ابو داود برقم(5225) وغيره وأصله في صحيح مسلم برقم(17)
(6)قطعة من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه, رواه البخاري برقم (6105)
(7) قطعة من حديث ابن عباس رضي الله عنه رواه البخاري برقم (6574).

فـاطمة الزهراء
2012-05-22, 18:18
جزاكِ الله خيرا وبارك الله فيكِ اخيتي

موضوع في الصمــــــــــــــــيم

اسال الله ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

باهي جمال
2012-05-22, 19:45
مما اثر عن الامام علي كرم الله وجهه قوله
مسكين ابن ادم مكتوم الاجل مكنون العلل تؤلمه البقة وتنتنه العرقة و تقتله الشرقة

mapedi
2012-05-22, 20:24
أحمل لك باقات من الشكر والعرفان
وأنهار من الثناء والامتنان..
لقاء مجهودك المتميز..
كثر الله من أمثالك

تصفية وتربية
2012-05-22, 21:21
جزاكِ الله خيرا وبارك الله فيكِ اخيتي

موضوع في الصمــــــــــــــــيم

اسال الله ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

آمين وإياكِ أختي
أعاذنا الله وإياك من الكِبر

الجليس الصلح
2012-05-22, 21:44
http://www.albetaqa.com/waraqat/11mo7aramat/001/mo7aramat0039.jpg

تصفية وتربية
2012-05-22, 22:34
مما اثر عن الامام علي كرم الله وجهه قوله
مسكين ابن ادم مكتوم الاجل مكنون العلل تؤلمه البقة وتنتنه العرقة و تقتله الشرقة

بارك الله فيكم على المرور الطيِّب
سئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- ونفع به-:
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ يقول السائل : هل يقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ؟
فأجاب حفظه الله :
لا يخص بهذا ، هذا شعار الشيعة ...يقال رضي الله عنه مثل إخوانه من المهاجرين والأنصار، رضي الله عنه لا يميز لا يقال عليه السلام خاصة ولا يقال كرم الله وجهه هذا من شعار الشيعة نعم ، ولا فيه لفظٌ أحسن من رضي الله عنه ، ما فيه لفظ أحسن من رضي الله عنه ، (( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) { سورة البينة الآية 8 } ، (( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة )){ سورة الفتح الآية 18 } ، فما في أحسن من رضى الله سبحانه وتعالى (( ورضوان من الله أكبر )) { سورة التوبة الآية 72 } أكبر شيء رضوان الله جل وعلا ، فكيف تحرم علي رضي الله عنه من هذه الدعوة المباركة دون إخوانه . نعم .
تحميل المادة الصوتية (http://www.plunder.com/3ali-mp3-download-0fe820c886.htm)
من : مختصر زاد المعاد [53] (http://www.alfawzan.ws/node/13360)

حـبـيـبو عـبـدو السوفي
2012-05-22, 22:36
جزاكِ الله خيرا وبارك الله فيكِ اخيتي


lموضوغ جميل

الظل الخفي
2012-05-23, 07:52
بارك الله فيك وجزاك كل خير

"زينب"
2012-05-23, 10:34
السلام عليكم أختي
بارك الله فيكي و جزاكي الجنة

تصفية وتربية
2012-05-23, 21:44
أحمل لك باقات من الشكر والعرفان
وأنهار من الثناء والامتنان..
لقاء مجهودك المتميز..
كثر الله من أمثالك

جزاكم الله خيرًا

messa85
2012-05-23, 22:15
رب أنى ظلمت نفسى و الا تغفر لى و ترحمنى لأكونن من الخاسرين

معاذ1
2012-05-23, 23:24
جزيت خيرا اخت الم الفراق ,, فبئس للكبر والتكبر على الخلق , فلو عرف ابن آدام فقط ما في بطنه

لما تكبر على الغير , فكيف بالقبر الذي ينتظره وووو ..

عبد الله 31
2012-07-25, 14:34
قال ربي واحق القول قول ربي ﴿ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً ﴾ (الإسراء 37 )
بارك الله فيكم ونفع بكم

طارق2518
2012-07-25, 15:03
بارك الله فيك
اللهم لا تجعلنا من المتكبرين ولو مثقال ذرة

ابو مسلم السلفي
2012-07-25, 15:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سدد الله خطاكم وثبتكم في معتقادتكم ونصر بكم السنة واقام بكم الحجة واسكنكم الجنة
اريد ان اضيف لو سمحتم
بعض كلام السلف عن الكبر

قال عروة بن الزبير رضي الله عنهما: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عاتقه قربة ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين، ألا ينبغي لك هذا. فقال: (لما أتاني الوفود سامعين مطيعين - القبائل بأمرائها وعظمائها - دخلت نفسي نخوة، فأردت أن أكسرها).

2 ـ علي بن الحسن رضي الله عنه :

كان علي بن الحسن يقول: عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة، وعجبت كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقه، وعجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الأولى، وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء .

3 ــ الحسن البصري رضي الله عنه :

قال الحسن رحمه الله: هل تدرون ما التواضع؟ التواضع: أن تخرج من منزلك فلا تلقى مسلماً إلا رأيت له عليك فضلاً .

4 ــ أبو علي الجوزجاني رحمه الله تعالى :

وقال أبو علي الجوزجاني: النفس معجونة بالكبر والحرص على الحسد، فمن أراد الله هلاكه منع منه التواضع والنصيحة والقناعة، وإذا أراد الله تعالى به خيراً لطف به في ذلك. فإذا هاجت في نفسه نار (http://www.d19d.com/vb/showthread.php?t=20726) الكبر (http://www.d19d.com/vb/showthread.php?t=20726) أدركها التواضع من نصرة الله تعالى .

5 ــ مالك بن دينار رحمه الله تعالى :

مر بعض المتكبرين على مالك بن دينار، وكان هذا المتكبر يتبختر في مشيته فقال له مالك: أما علمت أنها مشية يكرها الله إلا بين الصفين؟ فقال المتكبر: أما تعرفني؟ قال مالك: بلى، أوّلك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة، فانكسر وقال: الآن عرفتني حق المعرفة.

6 ــ أبو موسى المديني رحمه الله تعالى :

لقد كان شيخ المحدّثين أبو موسى المدينيّ يقرِئ الصبيانَ الصغار القرآن في الألواح مع جلالةِ قدرِه وعلوِّ منزلته.

7 ــ بشر بن الحارث رحمه الله تعالى :

يقول بشر بن الحارث: "ما رأيتُ أحسنَ من غنيّ جالسٍ بين يدَي فقير".

8 ــ الإمام الشافعي رحمه الله تعالى :

يقول الشافعي رحمه الله: "أرفعُ الناس قدرًا من لا يرى قدرَه، وأكبر النّاس فضلاً من لا يرى فضلَه"[أخرجه البيهقي في الشعب (6/304)].

9 ـ عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى :

قال عبد الله بن المبارك: "رأسُ التواضعِ أن تضَع نفسَك عند من هو دونك في نعمةِ الله حتى تعلِمَه أن ليس لك بدنياك عليه فضل [أخرجه البيهقي في الشعب (6/298)].

10 ــ سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى :

قال سفيان بن عيينة: من كانت معصيته في شهوة فارج له التوبة فإن آدم عليه السلام عصى مشتهياً فاستغفر فغفر له، فإذا كانت معصيته من كبر فاخش عليه اللعنة. فإن إبليس عصى مستكبراً فلعن.

ابو مسلم السلفي
2012-07-25, 15:58
. ايضا لو سمحتم
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: ولا ينبغي إطلاقا للإنسان الذي مَنَّ الله عليه بالعلم أن يترفع على الناس بعلمه ويقول: أنا أفضل منهم، وأنا قد رُفعت درجات، فإن الإنسان إذا أُعجب بعمله كان ذلك آية الخسران وآية الخيبة، فليحذر الإنسان -أعني: طالب العلم بالذات- ليحذر من العجب؛ فإن العجب سبب للخذلان والحرمان.
وليحذر من التكبر فإنه ليس من العقل إذا مَنَّ الله عليك بعلم وعرفت ما في حسن الخلق من الفضل والأجر أن تذهب وتتكبر على الناس بما مَنَّ الله به عليك؛ ولهذا تجد الناس يأخذون من طالب العلم حسن الخلق أكثر مما يأخذون ممن هو فوقه في العلم، ولكنه دونه في حسن الخلق؛ وذلك لأن الإنسان ينبغي أن يكون أليفا ومألوفا، مخالطا للناس على الوجه الذي فيه الخير والصلاح .
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى مبينا أن الله سبحانه وتعالى قد يعاقب الشخص بنقيض فعله حيث يقول رحمه الله: ((ولما كان أصل دين اليهود الكبر عاقبهم بالذلة [ ضُربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا ]، ولما كان أصل دين النصارى الإشراك لتعديد الطرق إلى الله أضلهم الله عنه ، فعوقب كل من الأمتين على ما اجترمه بنقيض قصده [ وما ربك بظلام للعبيد ]، كما جاء في الحديث يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة في صور الذر يطؤهم الناس بأرجلهم" اهـ
وجاء في السير للذهبي رحمه الله أن الأمير يزيد بن المهلب - وكان ذا تيه وكبر- لما رآه مطرف بن الشخير يسحب حلته فقال له: إن هذه مشية يبغضها الله. قال: أوما تعرفني؟؟ قال: بلى أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرة.اهـ
وعن ابن عيينة أنه قال: من كانت معصيته في الشهوة فارج له، ومن كانت معصيته في الكبر فاخش عليه، فإن آدم عصى مشتهيا فغفر له وإبليس متكبرا فلعن".اهـ
وجاء في جامع بيان العلم وفضله: قالوا: من أعجب برأيه ذل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن خالط الأنذال حقر، ومن جالس العلماء وقر.اهـ
قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: التكبر يدعو إلى الظلم والكذب، وعدم الإنصاف في القول والعمل، يرى نفسه فوق أخيه؛ إما لمال وإما لجمال وإما لوظيفة وإما لنسب وإما لأشياء متوهمة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: الكبر بطر الحق وغمط الناس )) يعني رد الحق إذا خالف هواه هذا تكبر، وغمط الناس احتقار الناس، يراهم دونه وأنهم ليسوا جديرين بأن ينصفهم أو يبدأهم بالسلام، أو يجيب دعوتهم أو ما أشبه ذلك".اهـ
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله " التكبر كمال للخالق ونقص للمخلوق، لأنه لا يتم الجلال والعظمة إلا بالتكبر حتى تكون السيطرة كاملة ولا أحد ينازعه، ولهذا توعد الله تعالى من ينازعه الكبرياء والعظمة، قال: "من نازعني واحداً منهما عذبته".اهـ
وقيل في كلام الناس: المتكبر كالواقف على جبل يرى الناس صغاراً، ويرونه صغيرا.

ومن مظاهر الكبر المختلفة: تزكية النفس وحب الظهور, وحكاية الأحوال للغير على وجه المفاخرة والتكاثر، ويكون الكبر كذلك بالمبالغة والتقعر في الكلام، ومنها: أن لا يزور أحدا تكبرا على الناس .

قال شيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله في نونيته:
وسل العياذ من التكبر والهوى.... فهما لكل الشر جامعتان
وهما يصدان الفتى عن كل طر....ق الخير إذ في قلبه يلجان
فتراه يمنعـه هواه تارة.......... والكبر أخرى ثم يشتركان
والله ما في النار إلا تابـع...... هذين فاسأل ساكني النيران
والله لو جردت نفسك منهـما...لأتت اليك وفود كل تهان.
قال الشيخ العثيمين في شرح هذه الأبيات: نعوذ بالله من التكبر والهوى.
سل العياذ من التكبر، يعني الإنسان إذا تكبر والعياذ بالله، والكبر كما حده النبي عليه الصلاة والسلام:هو بطر الحق وغمط الناس، يعني رد الحق واحتقار الناس، إذا ابتلي الإنسان بهذا مع الهوى، فإنه يقول ابن القيم: هما لكل الشر جامعتان، تقول: اللهم إني أعوذ بك من الكبر والهوى.
وهما يصدان الفتى عن كل طر...ق الخير إذ في قلبه يلجان ، يعني إذا ولج الكبر والهوى في قلب الإنسان صداه عن كل طرق الخير، نسأل الله العياذ من التكبر والهوى، فتراه يمنعه هواه تارة، والكبر أخرى ثم يشتركان، يعني أحيانا يمنعه الهوى، وأحيانا يمنعه الكبر، وأحيانا يمنعه الهوى والكبر جميعا.
والله مافي النار إلا تابع هذين، وهما الكبر والهوى، فاسأل ساكني النيران
والله لو جردت نفسك منهما... لأتت إليك وفود كل تهان. نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من التكبر والهوى.اهـ

وقال آخر:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر.......على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلـو بنفسه.......إلى طبقات الجو وهو وضيع.
وقال آخر:
إذا شئت أن تزداد قدرا ورفعة...فلن وتواضع واترك الكبر والعجبا.
وقال آخر:
تواضع إذا مانلت في الناس رفعة.......فإن رفيع القوم من يتواضع.
وقال آخر:
وملء السنابل تنحني تواضعا.........والفارغات رؤوسهن شوامخ.

ابو مسلم السلفي
2012-07-25, 16:02
س:

تكاثرت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة في الأمر بالتواضع للحق والخلق، والثناء على المتواضعين وذكر ثوابهم العاجل، كما تكاثرت النصوص كالنهي عن الكبر والتكبر والتعاظم وبيان عقوبة المتكبرين.. فبأي شيء يكون علاج الكبر واكتساب التواضع؟



جواب سماحة الشيخ الوالد :عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى

7
7
لا شك أن الواجب على كل مسلم أن يحذر الكبر وأن يتواضع و((من تواضع لله درجة رفعه الله درجة))[1] ومن تكبر فهو على خطر أن يقصمه الله - نسأل الله العافية - قال رجل: (يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسناً ونعلي حسناً أفذلك من الكبر؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:((إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس))[2] بطر الحق أي رد الحق، إذا خالف هواه رده، وغمط الناس أي احتقار الناس، فالناس في عينه دونه، يحتقرهم، يرى نفسه فوقهم؛ إما لفصاحته وإما لغناه وإما لوظيفته، وإما لأسباب أخرى يتخيلها، وقد يكون فقيراً، في الحديث الصحيح يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر))[3] عائل أي فقير ومع فقره يستكبر ويبتلى بالكبر، فالكبر يدعو إليه المال والغنى، ومع فقره فهو يستكبر فالكبر سجية له وطبيعة له.
أما التواضع فهو لين الجانب، وحسن الخلق، وعدم الترفع على الناس، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً))[4]، ((البر حسن الخلق))[5] فليتذكر عظمة الله ويتذكر أن الله هو الذي أعطاه المال، وأعطاه الوظيفة، وأعطاه الجاه وأعطاه الوجه الحسن، أو غير ذلك، يتذكر أن من شكر ذلك التواضع وعدم التكبر، لا يتكبر لمال أو لوظيفة أو لنسب أو لجمال أو لقوة أو لغير ذلك، بل يتذكر أن هذه من نعم الله، وأن من شكرها أن يتواضع وأن يحقر نفسه، وألا يتكبر على إخوانه ويترفع عليهم، فالتكبر يدعو إلى الظلم والكذب، وعدم الإنصاف في القول والعمل، يرى نفسه فوق أخيه؛ إما لمال وإما لجمال وإما لوظيفة وإما لنسب وإما لأشياء متوهمة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((الكبر بطر الحق وغمط الناس))[6] يعني رد الحق إذا خالف هواه هذا تكبر، وغمط الناس احتقار الناس، يراهم دونه وأنهم ليسوا جديرين بأن ينصفهم أو يبدأهم بالسلام، أو يجيب دعوتهم أو ما أشبه ذلك. وإذا تذكر ضعفه وأنه من نطفة ضعيفة من ماء مهين وأنه يحتاج إلى حمام لقضاء الحاجة، وأنه يأكل من هنا ويخرج من هنا، وأنه إذا لم يستقم على طاعة الله صار إلى النار عرف ضعفه، وأنه مسكين ولا يجوز له أن يتكبر.





[1] رواه ابن ماجه في الزهد برقم 4176، وابن حبان في كتاب الحظر والإباحة رقم 5678، والإمام أحمد في مسنده.

[2] رواه مسلم في الإيمان برقم 131. واللفظ له، ورواه أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 3600.

[3] رواه مسلم في الإيمان برقم 156، ورواه أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 9837.

[4] رواه الترمذي في البر والصلة برقم 1941.

[5] رواه مسلم في البر والصلة برقم 4632، والترمذي في الزهد برقم 2311.

[6] رواه مسلم في الإيمان برقم 131 واللفظ له، ورواه أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 3600.

نشرت في جريدة المدينة في 6/7/1416 هـ - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع.

راجي رضوان الرحمان
2012-07-25, 16:17
موضوع هام جدا ،بارك الله فيك أختاه

HICHAM DZ3
2012-07-25, 16:21
بارك الله فيك

HICHAM DZ3
2012-07-25, 16:22
موضوع جيد جزاك الله خيرا وثواب

نجلاء السلفية
2014-01-02, 20:41
جزاك الله خيرا اختي

كلمات مبعثرة
2014-01-03, 19:10
فأحسنوا الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ﴿ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ (النحل 125) لا تجادل حتى الكافرين إلا بالأخلاق الطيبة وبالتي هي أحسن؛ لا سب، ولا شتم، لا احتقار، ولا ازدراء، ولا طعن، ولا صياح، ولا صخب، ولا شيء...

هدا مالانراه في دعاة اليوم ..

اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون كتاب الله افلا تعقلون؟

شكرا على الموضوع