تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدعوةُ بالحالِ لا بالمقال


عماد الدين خليل
2012-05-20, 17:37
أمرنا البَاري عزوجل بتزكية النفسِ وتهذيبها وتخليصها مما يشوبها من آفات، ولما كان لتزكية النفسِ تلك المكانة فقد أَقسم اللهُ عزوجل في القرآن الكريم بأطولِ قسمٍ فقال:
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿1﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿2﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿3﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿4﴾ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ﴿5﴾ وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ﴿6﴾ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿7﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿8﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴿9﴾

إنه من غير اللائق أن ندعو الناس إلى اللهِ ونعلمُهم الخير ونحنُ مفرطون في تزكية أنفسنا ، ولقد نبهَ الامام علي كرم اللهُ وجهه إلى ذلكَ فقال من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتهذيب نفسه قبل تهذيب غيره ، وليكن تهذيبه بسيرته قبل تهذيبه بلسانه ، ومعلم نفسه ومهذبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومهذبهم"
فإن المدعو إنما ينتفِعُ بالداعي لما يراهُ منه من سُلوكٍ أكثر مما يقُولُه من كلام،
وكان سلفنا الصالحُ بهذا المعنى فقد أثر عن الامام الحسن البصري أنه كان الرجل إذا نظر إلى الحسن انتفع به وإن لم يرعلمه ولم يسمع كلامه.
فَحري بنا أيها الأحبابَ أن نجتهدَ في اصلاح أنفسنا ليصلُح حالُ غيرِنا.
أخوكم عماد