مشاهدة النسخة كاملة : اسرار تأنيب الضمير
أم بدر الدين
2009-01-19, 21:05
اسرار تأنيب الضمير
على ضفاف النهر تجد نفسك، وفي هجعة الليل يبدأ حوار القلب للانسان، حينما يتحدث اليك الضمير فغالبا انك تستمع الى عواصف رعديه وليس الى نغمات موسيقيه, حينما يخاطبك الضمير من داخل اعماقك فانت الان امام درس عظيم لا تقدر الحروف ان تعبر عنه
للضمير فلسفات عميقه الجذور ولأنها عميقة وبعيدة الغور لم تجد كتابا يتحدث عنها
سأخبركم لماذا!
لأن كل من سيؤلف كتابا عن الضمير الحي فانه سيضع نفسه امام الناس في ادانه
فمن هو الذي لم يؤنبه ضميره يوما ما؟
من منا لم يستمع الى صرخات ضميره تزلزل كل ما فيه؟
الضمير صديق مخلص لانه لا يعرف انساق المجاملات، ولا كبرياء المناصب
كيفما تكون ، وحيثما انت، ومهما تكن، فان للضمير سلطة عليك أتعرف لماذا؟
لانه ضعيف قوي، ستقول لي وما يكون هذا الضعيف القوي
سأخبرك فلا تعجل
هو ضعيف لان ليس معه سلطان ولا نفوذ، ولا مال ولا جاه، ولا جند ولا حرس، ولا سلاح ولا مدفعيه
وهو قوي لانه اقوى منها جميعا، ولو ذقت تأنيبه مرة في العمر ستدرك سر ما اقول
لتأنيب الضمير شريان يجري في الدم فيحول الجسد الى مادة هالكه لا تقوى على اي شيء
كما ان راحة الضمير سلطان قوي يجري في عروقك فيشعرك انك ملك غير متوج
هكذا تعلمنا في دولة الصدق، ان تعيش بضمير يقظ دوما دوما
ليس لاننا مميزون كلا! ولكن لاننا ندرك ضعفنا وندرك اننا لسنا بالقوة التي تجعلنا نصمد امام طوفان التأنيب
تاج الكرامة
2009-01-19, 21:18
هكذا تعلمنا في دولة الصدق، ان تعيش بضمير يقظ دوما دوما
ليس لاننا مميزون كلا! ولكن لاننا ندرك ضعفنا وندرك اننا لسنا بالقوة التي تجعلنا نصمد امام طوفان التأنيب
ما شاء الله عليك اختي على موضوعك ، فهو كلام في الصميم
جزاك الله خيرا
تحيــــــاتـــي
عادل الجلفاوي
2009-01-19, 21:18
شكرااااااا اختي موضوع رائع
ومني لكم قصة حول تأنيب الضمير
يحكى انه في القرن الاول الهجري كان هناك شابا تقياً
يطلب العلم ومتفرغ له ولكنه كان فقيرا وفي يوم من الايام خرج من بيته من شدة الجوع
ولانه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق الى احد البساتين والتي كانت مملؤة باشجار التفاح
وكان احد اغصان شجرة منها متدليا في الطريق ... فحدثته نفسه ان ياكل هذه التفاحة
ويسد بها رمقه ولا احد يراه ولن ينقص هذا البستنا بسبب تفاحة واحده ...
فقطف تفاحة واحدة وجلس ياكلها حتى ذهب جوعه ولما رجع الى بيته بدات نفسه تلومه
وهذا هو حال المؤمن دائما جلس يفكر ويقول كيف اكلت هذه التفاحة وهي مال لمسلم ولم استأذن منه
ولم استسمحه فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له الشاب يا عم بالامس بلغ بي الجوع مبلغا عظيماً
واكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وهئنذا اليوم أستأذنك فيها
فقال له صاحب البستان .. والله لا أسامحك بل انا خصيمك يوم القيامة عند الله!!!
بدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل اليه أن يسامحه وقال له انا مستعد ان اعمل اي شي بشرط ان تسامحني
وتحللني وبدا يتوسل الى صاحب البستان وصاحب البستان لا يزداد الا اصرارا وذهب وتركه
والشاب يلحقه ويتوسل اليه حتى دخل بيته وبقي الشاب عند البيت ينتظر خروجه الى صلاة العصر...
فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب لا زال واقفا ودموعه التي تحدرت على لحيته فزادت وجهه نورا
غير نور الطاعة والعلم فقال الشاب لصاحب البستان يا عم انني مستعد للعمل فلاحا في هذا البستان
من دون اجر باقي عمري او اي امر تريد ولكن بشرط ان تسامحني
عندها...
اطرق صاحب البستان يفكر ثم قال يا بني انني مستعد ان اسامحك الان لكن بشرط
فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال اشترط ما بدى لك ياعم
فقال صاحب البستان شرطي هو ان تتزوج ابنتي !!!ا
صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا الشرط ثم اكمل صاحب البستان قوله ...
ولكن يا بني اعلم اني ابنتي عمياء وصماء وبكماء وايضا مقعدة لا تمشي ومنذ زمن
وانا ابحث لها عن زوج استأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها
فإن وافقت عليها سامحتك
صدم الشاب مرة اخرى بهذه المصيبة الثانية
وبدأ يفكر كيف يعيش مع هذه العلة خصوصا انه لازال في مقتبل العمر؟
وكيف تقوم بشؤنه وترعى بيته وتهتم به وهي بهذه العاهات ؟
بدأيحسبها ويقول اصبر عليها في الدنيا ولكن انجو من ورطة التفاحة !!!! (سبحان الله شوفوا بعد النظر)
ثم توجه الى صاحب البستان وقال له يا عم لقد قبلت ابنتك واسال الله ان يجازيني على نيتي
وان يعوضني خيرا مما اصابني (الله أكبر)
فقال صاحب البستان .... حسناا يا بني موعدك الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك وانا اتكفل لك بمهرها
فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى... حزين الفؤاد... منكسر الخاطر...
ليس كأي زوج ذاهب الى يوم عرسه فلما طرق الباب فتح له ابوها وادخله البيت
وبعد ان تجاذبا اطراف الحديث قال له يا بني... تفضل يالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما
وجمع بينكما على خير واخذه بيده وذهب به الى الغرفة التي تجلس فيها ابنته فلما فتح الباب ورآها ....
فاذا فتاة بيضاء اجمل من القمر قد انسدل شعركالحرير على كتفيهافقامت ومشت اليه
فاذا هي ممشوقة القوام وسلمت عليه وقالت السلام عليك يا زوجي ....
اما صاحبنا فهو قد وقف في مكانه يتأملها وكأنه امام حورية من حوريات الجنة
نزلت الى الارض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم مالذي حدث ولماذا قال ابوها ذلك الكلام ...
ففهمت ما يدور في باله فذهبت اليه وصافحته وقبلت يده وقالت انني عمياء من النظر الى الحرام
وبكماء من النظر الى الحرام وصماء من الاستماع الى الحرام ولا تخطو رجلاي خطوة الى الحرام ....
وانني وحيدة ابي ومنذعدة سنوات وابي يبحث لي عن زوج صالح فلما اتيته تستاذنه في تفاحة
وتبكي من اجلها قال ابي ان من يخاف من اكل تفاحة لا تحل له حريّ به ان يخاف الله في ابنتي
فهنيئا لي بك زوجا وهنيئا لابي بنسبك
وبعد عام انجبت هذا الفتاة من هذا الشاب غلاما كان من القلائل الذين مروا على هذه الأمة
ااتدرون من ذلك الغلام
انه الامام ابو حنيفة صاحب المذهب الفقهي المشهور
نسال الله ان يزقنا واياكم مثل تلك االتفاحة!!!!!!
قولوا آميييييييييييييين...
le fugitif
2009-01-19, 21:23
شكرا يا احلام
http://www.moveed.com/data/thumbnails/30/946.gif
سنيقرة سناقرية
2009-01-19, 21:58
يعاني الانسان الطبيعي احيانا من تانيب الضمير عندما يشعر انه ظلم الاخرين سواء من خلال القول او الفعل او حتى التفكير.
فيظلم الانسان بالقول حين يغتاب الناس والتقليل من شانهم وذكر عيوبهم لا لشئ وانما بسبب الغيرة
والحسد الذي ينتاب الانسان حين يرى ان غيره قد تفوق عليه وقد ينتج غالبا عن هذه النميمة والغيبة خراب بيوت
ويظلم بالفعل عندما يقطع رزق من هم تحت يده وعندما يستغل منصبه في ايذاء من هم تحت قيادته
كأن يظلم الاستاذ طالبه في الدرجات.
اما الظلم في التفكير فيمكن في سوء الظن بالآخرين والحكم عليهم من خلال المظهر الخارجي ويبني احكامه الخاطئة من اول انطباع ثم يكتشف بعد ذالك انه مخطأ في حكمه.
فالظلم في هذه الامور الثلاثه لايولد سوى تأنيب الضمير لدى الانسان فان كان هذا الانسان يراعي ربه في عبادته فلا بد ان يصاب بالارق ولا ينام له جفن ويسكن الندم في قلبه . فالندم لايكون بالبكاء وشق الجيوب ولكن بالاصلاح عن طريق الاعتذار اذا وجب ذالك والاعتراف عين الصواب ولا يقلل من شان الانسان بل يزيده اجلالا امام عيون الآخرين
اما البشر الذين لا ضمير لهم
قال الله تعالى في محكم آياته
(وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)
صدق الله العظيم
تأنيب الضمير لايأتي إلا في الوقت الضائع
فعلى الانسان ان لايستعجل في الحكم على الاخرين
موضوع رائع اختي الكبيرة والكريمة ويستحق قراءة عدة مرات
تحياتي اخوكي س
أم بدر الدين
2009-01-20, 08:12
شكرااااااا اختي موضوع رائع
ومني لكم قصة حول تأنيب الضمير
يحكى انه في القرن الاول الهجري كان هناك شابا تقياً
يطلب العلم ومتفرغ له ولكنه كان فقيرا وفي يوم من الايام خرج من بيته من شدة الجوع
ولانه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق الى احد البساتين والتي كانت مملؤة باشجار التفاح
وكان احد اغصان شجرة منها متدليا في الطريق ... فحدثته نفسه ان ياكل هذه التفاحة
ويسد بها رمقه ولا احد يراه ولن ينقص هذا البستنا بسبب تفاحة واحده ...
فقطف تفاحة واحدة وجلس ياكلها حتى ذهب جوعه ولما رجع الى بيته بدات نفسه تلومه
وهذا هو حال المؤمن دائما جلس يفكر ويقول كيف اكلت هذه التفاحة وهي مال لمسلم ولم استأذن منه
ولم استسمحه فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له الشاب يا عم بالامس بلغ بي الجوع مبلغا عظيماً
واكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وهئنذا اليوم أستأذنك فيها
فقال له صاحب البستان .. والله لا أسامحك بل انا خصيمك يوم القيامة عند الله!!!
بدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل اليه أن يسامحه وقال له انا مستعد ان اعمل اي شي بشرط ان تسامحني
وتحللني وبدا يتوسل الى صاحب البستان وصاحب البستان لا يزداد الا اصرارا وذهب وتركه
والشاب يلحقه ويتوسل اليه حتى دخل بيته وبقي الشاب عند البيت ينتظر خروجه الى صلاة العصر...
فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب لا زال واقفا ودموعه التي تحدرت على لحيته فزادت وجهه نورا
غير نور الطاعة والعلم فقال الشاب لصاحب البستان يا عم انني مستعد للعمل فلاحا في هذا البستان
من دون اجر باقي عمري او اي امر تريد ولكن بشرط ان تسامحني
عندها...
اطرق صاحب البستان يفكر ثم قال يا بني انني مستعد ان اسامحك الان لكن بشرط
فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال اشترط ما بدى لك ياعم
فقال صاحب البستان شرطي هو ان تتزوج ابنتي !!!ا
صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا الشرط ثم اكمل صاحب البستان قوله ...
ولكن يا بني اعلم اني ابنتي عمياء وصماء وبكماء وايضا مقعدة لا تمشي ومنذ زمن
وانا ابحث لها عن زوج استأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها
فإن وافقت عليها سامحتك
صدم الشاب مرة اخرى بهذه المصيبة الثانية
وبدأ يفكر كيف يعيش مع هذه العلة خصوصا انه لازال في مقتبل العمر؟
وكيف تقوم بشؤنه وترعى بيته وتهتم به وهي بهذه العاهات ؟
بدأيحسبها ويقول اصبر عليها في الدنيا ولكن انجو من ورطة التفاحة !!!! (سبحان الله شوفوا بعد النظر)
ثم توجه الى صاحب البستان وقال له يا عم لقد قبلت ابنتك واسال الله ان يجازيني على نيتي
وان يعوضني خيرا مما اصابني (الله أكبر)
فقال صاحب البستان .... حسناا يا بني موعدك الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك وانا اتكفل لك بمهرها
فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى... حزين الفؤاد... منكسر الخاطر...
ليس كأي زوج ذاهب الى يوم عرسه فلما طرق الباب فتح له ابوها وادخله البيت
وبعد ان تجاذبا اطراف الحديث قال له يا بني... تفضل يالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما
وجمع بينكما على خير واخذه بيده وذهب به الى الغرفة التي تجلس فيها ابنته فلما فتح الباب ورآها ....
فاذا فتاة بيضاء اجمل من القمر قد انسدل شعركالحرير على كتفيهافقامت ومشت اليه
فاذا هي ممشوقة القوام وسلمت عليه وقالت السلام عليك يا زوجي ....
اما صاحبنا فهو قد وقف في مكانه يتأملها وكأنه امام حورية من حوريات الجنة
نزلت الى الارض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم مالذي حدث ولماذا قال ابوها ذلك الكلام ...
ففهمت ما يدور في باله فذهبت اليه وصافحته وقبلت يده وقالت انني عمياء من النظر الى الحرام
وبكماء من النظر الى الحرام وصماء من الاستماع الى الحرام ولا تخطو رجلاي خطوة الى الحرام ....
وانني وحيدة ابي ومنذعدة سنوات وابي يبحث لي عن زوج صالح فلما اتيته تستاذنه في تفاحة
وتبكي من اجلها قال ابي ان من يخاف من اكل تفاحة لا تحل له حريّ به ان يخاف الله في ابنتي
فهنيئا لي بك زوجا وهنيئا لابي بنسبك
وبعد عام انجبت هذا الفتاة من هذا الشاب غلاما كان من القلائل الذين مروا على هذه الأمة
ااتدرون من ذلك الغلام
انه الامام ابو حنيفة صاحب المذهب الفقهي المشهور
نسال الله ان يزقنا واياكم مثل تلك االتفاحة!!!!!!
قولوا آميييييييييييييين...
قصة مؤثرة بارك الله فيك
أم بدر الدين
2009-01-20, 08:13
أريج...أبو الشفاء...الهارب...و أخي الجلفاوي سعيدة بمروركم الطيب و بارك الله فيكم
بورك فيك اختي احلام موضوع رائع ...اخيرا وجدت من يفشي لنا اسرار الضمير .....تقبلي مروري ودمتي مميزة
أم بدر الدين
2009-01-20, 18:33
بارك الله فيك أخي الفاضل و مسرورة بمروركم الطيب
هكذا تعلمنا في دولة الصدق، ان تعيش بضمير يقظ دوما دوما
ليس لاننا مميزون كلا! ولكن لاننا ندرك ضعفنا وندرك اننا لسنا بالقوة التي تجعلنا نصمد امام طوفان التأنيب
كلمات رائعة و في الصميم فعلا لا يوجد ألم وقعه على القلب و النفس أشد من ألم تأنيب الضمير
جزاك الله كل خير أختي أحلام على الموضوع
أم بدر الدين
2009-01-21, 15:37
بارك الله فيك على المرور الطيب العطر
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir