تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مرحى ... للدهاء السياسي ....


أيوب جهاد
2012-05-14, 01:32
أنا واحد من أولئك الذين سولت لهم أنفسهم بتدلية أرجلهم العارية في خضم يم الساسة في الجزائر والحقيقة أقول أني كنت على حدس مسبق بأن السياسة في الجزائر تأخذ شكلا خاصا وبعدا آخر عن غيرها في كل أصقاع العالم وأنها بأي حال من الأحوال لا تشبه تلك التي نطالعها في الكتب أو نتلقاها في مدرجات الجامعة ... السياسة في الجزائر وكما يقولون غرفة مظلمة الخارج عنها لا يعرف عنها شيء والذي بداخلها لا يستطيع هو الآخر قول شيء .... وانتظرت الفرصة لأجد لها مدخلا أو كوة لعلي أسترق منها لمحة أو سمعا ... وكانت الإنتخابات التشريعية الأخيرة فرصتي ......
تساءلت بادئ الأمر عن السبب الحقيقي والدافع الأصيل والذي كان وراء الإنفتاح السياسي المفاجئ فاتحا الباب بدخول ما يزيد عن العشرين حزبا جديدا وهنا عاودتني ذكريات طفولتي والستين حزبا مطلع التسعينات ... ليس من المعقول أن يعاود التاريخ نفسه مرتين وفي خضم عقدين من الزمن لا أكثر ولم أستطع أن أقنع نفسي بأن الربيع العربي بات حتمية في الجزائر مما يفرض على سلطتها الإنفتاح الهائل هذا سيما والرئيس لا يزال متوشحا شعبيته الواسعة والتي طالتني أنا نفسي كوني أحبه أحيانا . ثم إن النظام في الجزائر لا يزال مبهم الملامح وكل المؤشرات كانت تقول أننا لن نجابه ربيعا كذاك الذي جابهته بقية الدول العربية .. ثم إني كنت على قناعة من أن مقولة إن الإنتخابات هي حماية للجزائر وصونا لمؤسساتها لم تكن أكثر من بروبغاندا سياسية مفضوحة .... مفضوحة لدرجة أن الشعب وعلى أبسط مستوياته لم يبتلع الطعم حتى وإن تبلت مذاقه كلمات الرئيس الأخيرة قبيل يوم الحسم - موضوع آخر أوسع من أن تناله هذه الصفحة -
ما يهمني أني كنت واحدا من أعضاء اللجان البلدية لمراقبة الانتخابات التشريعية وخلال الأيام الأولى وقعت يدي على القانون العضوي للانتخابات والمقر في جانفي 2012 والذي أقره برلمان مخاط حسب الحاجة حيث رحت أطالعه بنهم حتى جئت على المواد 4 - 6 - 8 والمادة 9 والتي مهدت ومكنت لأفراد الجيش والحرس والحماية المدنية وغيرهم من تسجيل أنفسهم ضمن القوائم الانتخابية لأمكنة تواجدهم في البلديات التي يعملون بها حتى وإن فتحت أمامهم أبواب منح الكفالات لذويهم للإدلاء بأصواتهم في بلدياتهم وولاياتهم الأصلية وهنا بالضبط سألت نفسي سؤالا ساذجا وبسيطا .. هل يعقل أن يختار لي من لا يعرف ولايتي ممثلين عني في البرلمان وبأي حق ؟؟ السؤال ساذج لكنه ساقني إلى سؤال أهم منه .. ما لدافع لكل هذا التهويل ؟؟ ثم باتت النتيجة واضحة فيما بعد إنها ضمان للنسبة المرتفعة وصمام أمان للشرعية التي قد يخونها الشعب أو يرفضها
ولعل هناك من استفاد منهم من صوتين بدل الصوت الواحد .. مرة هنا بالحضور الشخصي وأخرى هناك بالكفالة .... ولا حاجة للكثير من الناخبين ...
بقي هناك سؤال واحد حيرني ... ما لسبب وراء اعتماد ما يربو عن العشرين حزبا ؟؟ حتى وقعت على المادة التي تفرض الحصول على 05 بالمائة أو الإقصاء والانسحاب وبكل الأصوات المحصل عليها .. فتراءى السبب جليا وهو ببساطة تشتيت الأصوات المعارضة وتفريق وحدة صفها وبدل أن تجتمع في كتلة واحدة وتنظم تحت لواء واحد لتكن سبعين واد وكل وادي يهيم بما فيه حتى تصبح الأغلبية مجرد أقليات ضعيفة في حين تصير الأقلية المنبوذة أغلبية ساحقة وهو ما كان وما أكدته النتائج ... فكل الراغبين في التغيير والمطالبين به تفرقوا وحدانا وزرافات عبر ه>ه الأحزاب وما بدا أنه صوت واحد صار لغط أصوات وهرج ومرج لا طائل منه ...
هذه المادة والتي ذكرتني بالنقطة الإقصائية في الجامعة وما جعلته من سطوة في أيدي الأساتذة على رقاب الطلاب أكدت لي أن الانتخابات ستكون نزيهة ولا خوف من التزوير .. ثم ما الحاجة إلى التزوير وقد ضمن هذا القانون العضوي النتيجة بفعالية ما جاء فيه من مواد ... هذه المادة مكنت الحزبين العتيدين من الكعكة كلها في الجلفة حيث تهشم على جدارها العالي كل الأحزاب الكبيرة منها والمجهرية في حين نفذ منها وبقدرة قادر الحزبين ليجدا نفسيهما أمام أربعة عشر مقعدا نصفها مجاني .....
الحملة الانتخابية لمن عاينها غابت عنها المناهج والبرامج وحضرت الأموال والأعمال معيدة إلينا التعصب القبلي والتشرذم العروشي وعوض أن نكون جلفاويين يعنيهم أمر الجلفة صرنا نوايل ورحمان وسحاري وأولاد بن علية وغيرها ... ثم لم يكف هذا التفرق حتى زادوا لنا من جرعته فصار تعصبا للألقاب والعوائل فذهبت كل عائلة وذهبت كل بطن بما فيها إلى جانب ....
ربما يرى أولئك الذين لم ينتخبوا وقاطعوا الإنتخابات - حتى وإن كنت بادئ الأمر واحدا منهم - أنهم أحسنوا الصنيع لكن الحقيقة تقول غير ذلك --- وعليهم وحدهم يعلق السبب في ضياع الفرصة السانحة والمجانية التي كانت أمامنا ... إن الأغلبية التي لزمت الصمت وغابت بأصواتها كانت الوحيدة القادرة على تحطيم مانع ال 05 بالمئة والتي حطمت قوائم عدة بعضها كان يحمل طاقات جيدة وشخصيات طيبة ... هذه المادة حرمت بعض القوائم من المقاعد وقد حازت ما يزيد عن 8000 صوت في حين أن المقعد لم يتطلب أكثر من 3000 صوت وبعض المئات .
في الأخير يبقى هذا مجرد رأي فلست أهلا للتنظير غير أني لا أملك إلا أن أرمي المنشفة وأرفع قبعتي اعترافا للساسة الذين وضعوا هذا القانون العضوي للإنتخابات ... لقد كانوا دهاة بحق وعرفوا أدق التفاصيل عن الشعب وأخيرا عرفوا من أين تؤكل الكتف ووفقا للأعراف والقوانين ودون الحاجة لتزوير أو تحريف أو تعطيل حتى وإن ساعدتهم الأحزاب نفسها بضعفها وضعف مناهجها وتحولها من منابر سياسية لمجرد أسواق تعترف بمنطق الشكارة ....
خمس سنوات أخرى وكلنا طيبون .

موح دادي
2012-05-14, 09:04
تمت الموافقة

مشكاة الهدى
2012-05-14, 10:23
السلام عليكم


اولا يااخ القانون فصل على مقاس اكبر من مقاساتنا
لانه يناسب القوى النافذة
وبعيد عن طموح الشعب هذا من جهة ومن جهة اخرى واعذرني على هذا اللفظ ساذج درجة الغباء من يعتقد ان الصندوق سيقودنا للتغيير المنشود فالنتائج لاخيرة تجسد الحياة السياسة الواقعية وبتر المعارضة ومسحها من الخريطة لم يكن اعتباطيا وكما قلت الاحزاب التي ظهرت كالطفيليات جعلت منها متشرذمة ومشتة
الحزب الحاكم يرقص على انغام الشرعية الثورية وفي الحقيقة فقدها ودنس مبادئ الحزب الحقيقة عندما طغى عليه سوء الاختيار لممثليه ومنطق المال والعروشية وكل هذا الهف والزف على الشعب المغبون الذي يسير كالاعمى هو من اعطاه تزكية ليجثم فترة اخرى على صدورنا ويكمم افواه الاحرار
فوطنيتنا ليست تشدقا بالشعارات بقدر ماهي انتمائنا الابدي للارض
اما نقطة المقاطعة وبما اني من المقاطعين
فاعتبرها ا اخي تملصا من المسؤولية
مسؤولية المشاركة في استغباء الشعب وشهادة وزر
لن تشهد يدي انها يوما حملت قذارة الحبر الهولندي

programmeur
2012-05-14, 11:14
هنيئا لهم

لقد لعبو بنا كما يلعب الطفل بلعبته

أرسلان
2012-05-14, 15:05
تحياتي واحدة من أحسن التحليلات و الأقربها الى الحقيقة زائد توجد هناك زاوية لم تشر اليها الا وهي فتح قنوات النظام مع تأشير البرلمان للتعديلات الانتخابية ، مثلا قناة قناة النهار توحي للوهلة الاولى بأن لها مصداقية لطرح الرأي و الرأي الاخر ، و تشجيع الناس على التصويت باسلوب الاقناع ، لكن المفاجئة أن القناة كانت تهدف الى منع الناس وخاصة الشباب المترددين بين انتخاب المعارضة و المصوتين بورقة بيضاء من الانتخاب و بالتالي يبقى فراغ في النسب يسمح للسلطة بتعديله كيفما شاءت عن طريق الاضافة و الانثاص من نسب سلك الامن و العسكر. أي ان مشكل السلطة الوحيد كان عكس ماكنا نعتقد الا وهو نسبة الاقتراع العالية الحقيقية.

Karime Const
2012-05-14, 15:24
أنا واحد من أولئك الذين سولت لهم أنفسهم بتدلية أرجلهم العارية في خضم يم الساسة في الجزائر والحقيقة أقول أني كنت على حدس مسبق بأن السياسة في الجزائر تأخذ شكلا خاصا وبعدا آخر عن غيرها في كل أصقاع العالم وأنها بأي حال من الأحوال لا تشبه تلك التي نطالعها في الكتب أو نتلقاها في مدرجات الجامعة ... السياسة في الجزائر وكما يقولون غرفة مظلمة الخارج عنها لا يعرف عنها شيء والذي بداخلها لا يستطيع هو الآخر قول شيء .... وانتظرت الفرصة لأجد لها مدخلا أو كوة لعلي أسترق منها لمحة أو سمعا ... وكانت الإنتخابات التشريعية الأخيرة فرصتي ......
تساءلت بادئ الأمر عن السبب الحقيقي والدافع الأصيل والذي كان وراء الإنفتاح السياسي المفاجئ فاتحا الباب بدخول ما يزيد عن العشرين حزبا جديدا وهنا عاودتني ذكريات طفولتي والستين حزبا مطلع التسعينات ... ليس من المعقول أن يعاود التاريخ نفسه مرتين وفي خضم عقدين من الزمن لا أكثر ولم أستطع أن أقنع نفسي بأن الربيع العربي بات حتمية في الجزائر مما يفرض على سلطتها الإنفتاح الهائل هذا سيما والرئيس لا يزال متوشحا شعبيته الواسعة والتي طالتني أنا نفسي كوني أحبه أحيانا . ثم إن النظام في الجزائر لا يزال مبهم الملامح وكل المؤشرات كانت تقول أننا لن نجابه ربيعا كذاك الذي جابهته بقية الدول العربية .. ثم إني كنت على قناعة من أن مقولة إن الإنتخابات هي حماية للجزائر وصونا لمؤسساتها لم تكن أكثر من بروبغاندا سياسية مفضوحة .... مفضوحة لدرجة أن الشعب وعلى أبسط مستوياته لم يبتلع الطعم حتى وإن تبلت مذاقه كلمات الرئيس الأخيرة قبيل يوم الحسم - موضوع آخر أوسع من أن تناله هذه الصفحة -
ما يهمني أني كنت واحدا من أعضاء اللجان البلدية لمراقبة الانتخابات التشريعية وخلال الأيام الأولى وقعت يدي على القانون العضوي للانتخابات والمقر في جانفي 2012 والذي أقره برلمان مخاط حسب الحاجة حيث رحت أطالعه بنهم حتى جئت على المواد 4 - 6 - 8 والمادة 9 والتي مهدت ومكنت لأفراد الجيش والحرس والحماية المدنية وغيرهم من تسجيل أنفسهم ضمن القوائم الانتخابية لأمكنة تواجدهم في البلديات التي يعملون بها حتى وإن فتحت أمامهم أبواب منح الكفالات لذويهم للإدلاء بأصواتهم في بلدياتهم وولاياتهم الأصلية وهنا بالضبط سألت نفسي سؤالا ساذجا وبسيطا .. هل يعقل أن يختار لي من لا يعرف ولايتي ممثلين عني في البرلمان وبأي حق ؟؟ السؤال ساذج لكنه ساقني إلى سؤال أهم منه .. ما لدافع لكل هذا التهويل ؟؟ ثم باتت النتيجة واضحة فيما بعد إنها ضمان للنسبة المرتفعة وصمام أمان للشرعية التي قد يخونها الشعب أو يرفضها
ولعل هناك من استفاد منهم من صوتين بدل الصوت الواحد .. مرة هنا بالحضور الشخصي وأخرى هناك بالكفالة .... ولا حاجة للكثير من الناخبين ...
بقي هناك سؤال واحد حيرني ... ما لسبب وراء اعتماد ما يربو عن العشرين حزبا ؟؟ حتى وقعت على المادة التي تفرض الحصول على 05 بالمائة أو الإقصاء والانسحاب وبكل الأصوات المحصل عليها .. فتراءى السبب جليا وهو ببساطة تشتيت الأصوات المعارضة وتفريق وحدة صفها وبدل أن تجتمع في كتلة واحدة وتنظم تحت لواء واحد لتكن سبعين واد وكل وادي يهيم بما فيه حتى تصبح الأغلبية مجرد أقليات ضعيفة في حين تصير الأقلية المنبوذة أغلبية ساحقة وهو ما كان وما أكدته النتائج ... فكل الراغبين في التغيير والمطالبين به تفرقوا وحدانا وزرافات عبر ه>ه الأحزاب وما بدا أنه صوت واحد صار لغط أصوات وهرج ومرج لا طائل منه ...
هذه المادة والتي ذكرتني بالنقطة الإقصائية في الجامعة وما جعلته من سطوة في أيدي الأساتذة على رقاب الطلاب أكدت لي أن الانتخابات ستكون نزيهة ولا خوف من التزوير .. ثم ما الحاجة إلى التزوير وقد ضمن هذا القانون العضوي النتيجة بفعالية ما جاء فيه من مواد ... هذه المادة مكنت الحزبين العتيدين من الكعكة كلها في الجلفة حيث تهشم على جدارها العالي كل الأحزاب الكبيرة منها والمجهرية في حين نفذ منها وبقدرة قادر الحزبين ليجدا نفسيهما أمام أربعة عشر مقعدا نصفها مجاني .....
الحملة الانتخابية لمن عاينها غابت عنها المناهج والبرامج وحضرت الأموال والأعمال معيدة إلينا التعصب القبلي والتشرذم العروشي وعوض أن نكون جلفاويين يعنيهم أمر الجلفة صرنا نوايل ورحمان وسحاري وأولاد بن علية وغيرها ... ثم لم يكف هذا التفرق حتى زادوا لنا من جرعته فصار تعصبا للألقاب والعوائل فذهبت كل عائلة وذهبت كل بطن بما فيها إلى جانب ....
ربما يرى أولئك الذين لم ينتخبوا وقاطعوا الإنتخابات - حتى وإن كنت بادئ الأمر واحدا منهم - أنهم أحسنوا الصنيع لكن الحقيقة تقول غير ذلك --- وعليهم وحدهم يعلق السبب في ضياع الفرصة السانحة والمجانية التي كانت أمامنا ... إن الأغلبية التي لزمت الصمت وغابت بأصواتها كانت الوحيدة القادرة على تحطيم مانع ال 05 بالمئة والتي حطمت قوائم عدة بعضها كان يحمل طاقات جيدة وشخصيات طيبة ... هذه المادة حرمت بعض القوائم من المقاعد وقد حازت ما يزيد عن 8000 صوت في حين أن المقعد لم يتطلب أكثر من 3000 صوت وبعض المئات .
في الأخير يبقى هذا مجرد رأي فلست أهلا للتنظير غير أني لا أملك إلا أن أرمي المنشفة وأرفع قبعتي اعترافا للساسة الذين وضعوا هذا القانون العضوي للإنتخابات ... لقد كانوا دهاة بحق وعرفوا أدق التفاصيل عن الشعب وأخيرا عرفوا من أين تؤكل الكتف ووفقا للأعراف والقوانين ودون الحاجة لتزوير أو تحريف أو تعطيل حتى وإن ساعدتهم الأحزاب نفسها بضعفها وضعف مناهجها وتحولها من منابر سياسية لمجرد أسواق تعترف بمنطق الشكارة ....
خمس سنوات أخرى وكلنا طيبون .

شكرا أيوب

أنت مجرد مواطن استهوتك السياسة في لحظة ما فلاحظتَ ما ملاحظتَ.

فماذا نقول للأحزاب (خاصة العتيقة منها) و التي لديها رجالات سياسة و قانون يتشدقون بهم بمناسبة و بغير مناسبة؟

بلانك
2012-05-14, 17:10
بارك الله فيكم

تحليل واقعي بإمتياز

اللعبة كانت معدة مسبقا

ربما هي بداية النهاية

إنتهت المسرحية القذرة

معمر معمر
2012-05-14, 18:06
يا اخي التزوير بدا قبل الانتخابات واثناء ها وبعدها وهذه حالة فريدة من نوعها

Axel005
2012-05-14, 19:58
لا أعتقد أن من لم يحصل على 5 % من الأصوات أهل لدخول البرلمان
كيف يمثلنا شخص و هو لم يحصل حتى على 5 % من الأصوات ؟؟؟
أنا مع هذا القانون

Axel005
2012-05-14, 20:10
أنا واحد من أولئك الذين سولت لهم أنفسهم بتدلية أرجلهم العارية في خضم يم الساسة في الجزائر والحقيقة أقول أني كنت على حدس مسبق بأن السياسة في الجزائر تأخذ شكلا خاصا وبعدا آخر عن غيرها في كل أصقاع العالم وأنها بأي حال من الأحوال لا تشبه تلك التي نطالعها في الكتب أو نتلقاها في مدرجات الجامعة ... السياسة في الجزائر وكما يقولون غرفة مظلمة الخارج عنها لا يعرف عنها شيء والذي بداخلها لا يستطيع هو الآخر قول شيء .... وانتظرت الفرصة لأجد لها مدخلا أو كوة لعلي أسترق منها لمحة أو سمعا ... وكانت الإنتخابات التشريعية الأخيرة فرصتي ......
تساءلت بادئ الأمر عن السبب الحقيقي والدافع الأصيل والذي كان وراء الإنفتاح السياسي المفاجئ فاتحا الباب بدخول ما يزيد عن العشرين حزبا جديدا وهنا عاودتني ذكريات طفولتي والستين حزبا مطلع التسعينات ... ليس من المعقول أن يعاود التاريخ نفسه مرتين وفي خضم عقدين من الزمن لا أكثر ولم أستطع أن أقنع نفسي بأن الربيع العربي بات حتمية في الجزائر مما يفرض على سلطتها الإنفتاح الهائل هذا سيما والرئيس لا يزال متوشحا شعبيته الواسعة والتي طالتني أنا نفسي كوني أحبه أحيانا . ثم إن النظام في الجزائر لا يزال مبهم الملامح وكل المؤشرات كانت تقول أننا لن نجابه ربيعا كذاك الذي جابهته بقية الدول العربية .. ثم إني كنت على قناعة من أن مقولة إن الإنتخابات هي حماية للجزائر وصونا لمؤسساتها لم تكن أكثر من بروبغاندا سياسية مفضوحة .... مفضوحة لدرجة أن الشعب وعلى أبسط مستوياته لم يبتلع الطعم حتى وإن تبلت مذاقه كلمات الرئيس الأخيرة قبيل يوم الحسم - موضوع آخر أوسع من أن تناله هذه الصفحة -
ما يهمني أني كنت واحدا من أعضاء اللجان البلدية لمراقبة الانتخابات التشريعية وخلال الأيام الأولى وقعت يدي على القانون العضوي للانتخابات والمقر في جانفي 2012 والذي أقره برلمان مخاط حسب الحاجة حيث رحت أطالعه بنهم حتى جئت على المواد 4 - 6 - 8 والمادة 9 والتي مهدت ومكنت لأفراد الجيش والحرس والحماية المدنية وغيرهم من تسجيل أنفسهم ضمن القوائم الانتخابية لأمكنة تواجدهم في البلديات التي يعملون بها حتى وإن فتحت أمامهم أبواب منح الكفالات لذويهم للإدلاء بأصواتهم في بلدياتهم وولاياتهم الأصلية وهنا بالضبط سألت نفسي سؤالا ساذجا وبسيطا .. هل يعقل أن يختار لي من لا يعرف ولايتي ممثلين عني في البرلمان وبأي حق ؟؟ السؤال ساذج لكنه ساقني إلى سؤال أهم منه .. ما لدافع لكل هذا التهويل ؟؟ ثم باتت النتيجة واضحة فيما بعد إنها ضمان للنسبة المرتفعة وصمام أمان للشرعية التي قد يخونها الشعب أو يرفضها
ولعل هناك من استفاد منهم من صوتين بدل الصوت الواحد .. مرة هنا بالحضور الشخصي وأخرى هناك بالكفالة .... ولا حاجة للكثير من الناخبين ...
بقي هناك سؤال واحد حيرني ... ما لسبب وراء اعتماد ما يربو عن العشرين حزبا ؟؟ حتى وقعت على المادة التي تفرض الحصول على 05 بالمائة أو الإقصاء والانسحاب وبكل الأصوات المحصل عليها .. فتراءى السبب جليا وهو ببساطة تشتيت الأصوات المعارضة وتفريق وحدة صفها وبدل أن تجتمع في كتلة واحدة وتنظم تحت لواء واحد لتكن سبعين واد وكل وادي يهيم بما فيه حتى تصبح الأغلبية مجرد أقليات ضعيفة في حين تصير الأقلية المنبوذة أغلبية ساحقة وهو ما كان وما أكدته النتائج ... فكل الراغبين في التغيير والمطالبين به تفرقوا وحدانا وزرافات عبر ه>ه الأحزاب وما بدا أنه صوت واحد صار لغط أصوات وهرج ومرج لا طائل منه ...
هذه المادة والتي ذكرتني بالنقطة الإقصائية في الجامعة وما جعلته من سطوة في أيدي الأساتذة على رقاب الطلاب أكدت لي أن الانتخابات ستكون نزيهة ولا خوف من التزوير .. ثم ما الحاجة إلى التزوير وقد ضمن هذا القانون العضوي النتيجة بفعالية ما جاء فيه من مواد ... هذه المادة مكنت الحزبين العتيدين من الكعكة كلها في الجلفة حيث تهشم على جدارها العالي كل الأحزاب الكبيرة منها والمجهرية في حين نفذ منها وبقدرة قادر الحزبين ليجدا نفسيهما أمام أربعة عشر مقعدا نصفها مجاني .....
الحملة الانتخابية لمن عاينها غابت عنها المناهج والبرامج وحضرت الأموال والأعمال معيدة إلينا التعصب القبلي والتشرذم العروشي وعوض أن نكون جلفاويين يعنيهم أمر الجلفة صرنا نوايل ورحمان وسحاري وأولاد بن علية وغيرها ... ثم لم يكف هذا التفرق حتى زادوا لنا من جرعته فصار تعصبا للألقاب والعوائل فذهبت كل عائلة وذهبت كل بطن بما فيها إلى جانب ....
ربما يرى أولئك الذين لم ينتخبوا وقاطعوا الإنتخابات - حتى وإن كنت بادئ الأمر واحدا منهم - أنهم أحسنوا الصنيع لكن الحقيقة تقول غير ذلك --- وعليهم وحدهم يعلق السبب في ضياع الفرصة السانحة والمجانية التي كانت أمامنا ... إن الأغلبية التي لزمت الصمت وغابت بأصواتها كانت الوحيدة القادرة على تحطيم مانع ال 05 بالمئة والتي حطمت قوائم عدة بعضها كان يحمل طاقات جيدة وشخصيات طيبة ... هذه المادة حرمت بعض القوائم من المقاعد وقد حازت ما يزيد عن 8000 صوت في حين أن المقعد لم يتطلب أكثر من 3000 صوت وبعض المئات .
في الأخير يبقى هذا مجرد رأي فلست أهلا للتنظير غير أني لا أملك إلا أن أرمي المنشفة وأرفع قبعتي اعترافا للساسة الذين وضعوا هذا القانون العضوي للإنتخابات ... لقد كانوا دهاة بحق وعرفوا أدق التفاصيل عن الشعب وأخيرا عرفوا من أين تؤكل الكتف ووفقا للأعراف والقوانين ودون الحاجة لتزوير أو تحريف أو تعطيل حتى وإن ساعدتهم الأحزاب نفسها بضعفها وضعف مناهجها وتحولها من منابر سياسية لمجرد أسواق تعترف بمنطق الشكارة ....
خمس سنوات أخرى وكلنا طيبون .

بارك الله فيك
لقد قلتُ من قبل أن المقاطعون هم من تركوا الفرصة للأفلان ليفوز بالإنتخابات
و قد كانت أصواتهم كفيلة بتحيين قانون الخمسة بالمئة رغم أني مع هذا القانون
لأنه لا يُعقل أن يُمثلنا أحد لم بتحصل حتى على 5 بالمئة من الأصوات.

أنصار الأفلان و الأرندي يمثلون حوالي 25 % من الناخبين في حين يمثل
المقاطعون نسبة 57 % و هي نسبة كفيلة بترجيح الكفة

ياسا20
2012-05-14, 20:50
لا أعتقد أن من لم يحصل على 5 % من الأصوات أهل لدخول البرلمان
كيف يمثلنا شخص و هو لم يحصل حتى على 5 % من الأصوات ؟؟؟
أنا مع هذا القانون

رغم أني مع هذا القانون
لأنه لا يُعقل أن يُمثلنا أحد لم بتحصل حتى على 5 بالمئة من الأصوات.

أنصار الأفلان و الأرندي يمثلون حوالي 25 % من الناخبين في حين يمثل
المقاطعون نسبة 57 % و هي نسبة كفيلة بترجيح الكفة


لو فهمتما الموضوع جيدا ..........لعرفتم

انه كما انه ...من لم يتحصل على 5 % لا يمكنه ان يمثلنا في البرلمان ....

فان

من تحصل ....على 6 % ....لا يمكنه ايضا ...و كما حصل في هاته الانتخابات ان يمثلنا في البرلمان ..بل و يحصد كل المقاعد الاخرى !!!!

و هذا ماجعل ولد قابلية ..يتجنب الحديث عن ..عدد الاصوات الفعلية الممنوحة للفائزين ..مقارنة بالعدد الاجمالي لمن انتخبوا !!

Axel005
2012-05-14, 20:55
لو فهمتما الموضوع جيدا ..........لعرفتم

انه كما انه ...من لم يتحصل على 5 % لا يمكنه ان يمثلنا في البرلمان ....

فان

من تحصل ....على 6 % ....لا يمكنه ايضا ...و كما حصل في هاته الانتخابات ان يمثلنا في البرلمان ..بل و يحصد كل المقاعد الاخرى !!!!

و هذا ماجعل ولد قابلية ..يتجنب الحديث عن ..عدد الاصوات الفعلية الممنوحة للفائزين ..مقارنة بالعدد الاجمالي لمن انتخبوا !!

صدقت
و لكن لو رفعنا النسبة قليلا لما دخل أحد إلى البرلمان ههههههه
إذا الحل هو عدم المقاطعة

ياسا20
2012-05-14, 22:07
صدقت
و لكن لو رفعنا النسبة قليلا لما دخل أحد إلى البرلمان ههههههه
إذا الحل هو عدم المقاطعة

-----------

لو ارتفعت نسبة المشاركة في الانتخابات .....فان عتبة .5 % .....سترتفع ايضا ...ام انك تظن انها ثابتة ؟؟!!!!!!


يعني لو شارك مليون شخص ..فان العتبة ستكون منخفضة و هي ....50000 صوت فقط

اما ...لو شارك 30 مليون ..يتوجب على كل قائمة الحصول على الاقل على 1.5 مليون صوت !!! والا اقصيت

و من تحصل على 1.6 مليون يفوز بكل المقاعد !!

رغم ان من اختاروه لا يمثلون شيئا بالنسبة لمجموع المشاركين !! ف 1.6 من 30 مليون لا يمثل شيئا

----------------

الحل كان المقاطعة المكثفة ......للضغط على النظام و الدفع به نحو النية الصادقة الى الرفع من مستوى الانتخابات و التشريع بشكل عام ............و ليس الى نصب مثل هاته الافخاخ ..للشعب !!

Karime Const
2012-05-14, 22:14
بارك الله فيك
لقد قلتُ من قبل أن المقاطعون هم من تركوا الفرصة للأفلان ليفوز بالإنتخابات
و قد كانت أصواتهم كفيلة بتحيين قانون الخمسة بالمئة رغم أني مع هذا القانون
لأنه لا يُعقل أن يُمثلنا أحد لم بتحصل حتى على 5 بالمئة من الأصوات.

أنصار الأفلان و الأرندي يمثلون حوالي 25 % من الناخبين في حين يمثل
المقاطعون نسبة 57 % و هي نسبة كفيلة بترجيح الكفة


أخي الكريم

يتردد كثيرا هذا الكلام منذ إعلان النتائج

فلماذا يُعتقد أن المقاطعين لو صوتوا لغيروا الكفة؟

و هل هم مجبرون لإعطاء أصواتهم لأبو جرة أو مناصرة أو جاب الله أو تواتي

أم أنهم مجبرون لإعطاء أصواتهم للأحزاب التي لا زالت ترتدي حفاظات nouveau né

و هل لو صوتوا بورقة بيضاء يحدث فرقا؟

تحياتي

babdar
2012-05-14, 22:26
الموضوع لايستحق أن تكتب كل هذا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! سياسة متعفنة

أيوب جهاد
2012-05-15, 00:00
بادئ ي بدء أو أن أعرب عن شكري لكل أؤلئك ال>ين أسهبوا في الموضوع على اختلاف آرائهم ومشاربهم وإلا فما الفائدة من النقاش السياسي فليس المهم أن تشاطرني الرأي بقدر أهمية أن يكون لك رأي ....
وثانيا وبصدق ما أقول فأنا لم أ>هب في موضوعي لحد الق>ف في الأفلان أو الأرندي كما لم أعرب عن تعاطفي مع أبو جرة أو جاب الله أو أيا كان ... ولعلي لو قلت لكم أني أنا نفسي أفلان فما قولكم ... ولكن أي أفلان ؟ >اك أمر آخر ....
فقط ما أردت أن أقوله ما دمنا أردنا التغيير وناشدناه وما دام رئيس الجمهورية وعد به فلنعلم أن هذا الوعد كان لما يزيد عن 35 مليون جزائري وأظن أن الجزائري وأيا كان وعلى الأقل يستحق منا أن لا نضحك عليه ونلبسه تغييرا على مقاس ميكي ماوس .
كما أن بقية الأحزاب وجميعها بلا استثناء نهجت نفس نهج الأفلان وباعت القوائم والذمم وأتت على رمم وبرامج أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها عدم وأتحدى أي واحد حضر أي تجمع ولأي حزب كان أن يقول أنه استمع خلاله لبرنامج معين فالكلام كان على مستوى ما قلناه سابقا وجسد التفرقة بيد أنه لم يساعد مطلقا في تثبيت اللحمة الوطنية .
ولقد سبق لي وزرت مداومة الأفلان وقلت بالحرف الواحد للسيد مدير الحملة ما معناه :
أنت لستم بحاجة للحملة وخسارة الأموال فالجبهة مثل العقيدة لدى الجزائريين ويكفيكم فقط أن تسمعوا الشعب النشيد الوطني أو صورة لأحد الرجال ال>ين بموتهم أسدوا لكم خدمة خالدة .. يكفيكم فقط صورة أحمد زبانة ... ثم إن الشعب كان ولا يزال وسيظل وفيا للأفلان وسيكون لها نصيبها ولو قدمت قوائم بيضاء ولكن متى تستحون من وفاء هذا الشعب العظيم ...وتقدمون له ولو مرة واحدة أفضل ما عندكم ....
عموما التاريخ لا يمكن شراء ذمته ولا يمكن قطع لسانه وللأيام مجرياتها .... وما كتبته كان رأيا شخصيا لا إملاءا على أحد ولا تنظيرا لأحد
تشكرون وألف تشكرون . وشكرا للمنتدى إتاحة هذه الفرصة للتعرف بكم

Le Professeur A
2012-05-15, 08:49
وهل بديل هذا القانون ان من يحصل على 5 بالمئة له مقعد ؟
في هذه الحالة سيزيد عدد مقاعد البرلمان
لنفرض ان الاحزاب المجهرية غير موجودة واقتصار الانتخابات على 5 احزاب او 6 النتيجة ستكون نفسها تقريبا
انظرو الى حزب جاب الله قابع في المؤحرة بعد ان فقد اكثر مناصيره
وانظرو الى حزب لويزة حنون لم يفقد شيئا ودائما بنفس عدد الاصوات
كذلك السلطة وجدت جزءا من الشعب متعطش و انتهازي و طماع فزادت عدد الاحزاب المشاركة وهم في الاصل منفصلون من احزاب اخرى
الطمع يفسد الطبع

khaled1976
2012-05-15, 22:46
اخي ابو جهاد اوافق الراي في كل شي ولكن عن المشاركة او المقاطعة فلا اوافقك فالمشاركة كانت وقوع في فخ النظام والدليل تخوفه لنا بالناتو وقد كنت افضل مقاطعة الشعب لهذه المهزلة وبالتالي مهما حاولو رفع نسبة المشاركة فلن تتجاوز في احسن الحالات ال15 بالمية وهم النسبة الاكبر من القطاع العسكري وهذا مايفقدها الشرعية بوجود المراقبين الدوليين
ثانيل لو قلت نسبة المشاركة فان ال05 بالمية لن تكون عائقا حتى على الاحزاب المجهرية فلن تتعدى قيمة المقعد الواحد 1000 صوت