المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحية الى اشجع الشجعان ادخلو و شاهدو بانفسكم


pauvre
2009-01-19, 11:41
الردّ اللائق هزّ الدنيا

لا أحد يذكر بالطبع أن مداساً قد وصل "تقدير" الناس له بفعل جرأة الذي قذفه وهدفه وتوقيت فعلته، مثلما حصل في هذا الحدث الذي هزّ الدنيا ووصل الى حد اعتذار البعض للحذاء من جراء استعماله لضرب بوش الراحل دون أسف عليه وسط شماتة شعوب الأرض.
هذه الهبّة الشعبية التي سادت العالم وتمثّلت حتى في المشاركة الواسعة بضربه من خلال لعب للرسوم الكاريكاتيرية ابتكرها أميركيون وبريطانيون وغربيون على الأغلب، تؤكد – أبعد من حدود التعبير عن الرأي – على ان إضطرار هذا المجرم الى الإعتراف في الأيام الأخيرة من ولايته باستناده الى معلومات "خاطئة" من قبل المخابرات لتبرير الجرائم التي اقترفها ضد العراق واحتلاله، جعله ينسف بلسانه هُوّ أي محاولة مستقبلية للحؤول دون ملاحقته القانونية وكل من ساهم معه من كبار أركان إدارته وأجهزة مخابراته عمّا اقترفوه من جرائم بحق الإنسانية في غير مكان من العالم، وبما أن الإعتراف سيّد الأدلّة، كما تشير القوانين المعمول بها فوق كل أرض، فما على الدنيا إلاّ التحرك لتحقيق هذا الهدف.
ربما اعتقد أغبى أبناء أُمّه – كما وصفته والدته بذلك وهي التي استغربت انتخابه رئيساً للولايات المتحدة – أن مجرّد الإعتراف والأسف على "خطئه" التاريخي سيمحو كوارث حرب التدمير الشامل التي شنّها وسببت مقتل وتشريد الملايين، وسيمحو جريمة ضياع بلد كان نموذجاً للأمن والعيش المشترك والتقدّم في سلّم التطوّر. ثم يمحو تالياً كل ما أصاب العالم بأسره من تداعيات نتيجة غبائه الذي أوصل البشرية الى حد الإنهيار المالي والاقتصادي والخلقي أيضاً!
إن ما تفوّه به بوش كان يستوجب على الفور تحرّك كل العرب وسائر المنظمات الحقوقية والدولية، وهيئات المجتمع المدني للتكفير عن تفرّجهم على كل ما حصل طوال الأيام الماضية، ويستوجب ذلك أيضاً من أنظمتنا التي كانت وما زالت ترتعد خوفاً من المجرم، أو تبعيّة له، لكي يُحاسب ويكون عبرة للتاريخ، منعاً لتكرار الجريمة في أي بلد آخر وتحت "خطأ" مشابه!
واجب الحذاء بدل السلطات
وبما أن الواقع العربي الرسمي المُهان أكثر من حدود الإهانة القصوى، لم يَسمح بأي تحرك في هذا الاتجاه، بل مارس القيّمون عليه من عمليات التغطية – حتى على إعتراف المجرم بخطيئته – ما لم تمارس وسائل الاعلام الأميركية القريبة من الموقف الرسمي، فقد اعتقد بوش ان كل الناس في بلادنا قد أُعْطِبَتْ من كثرة الهوان، وأن الفرصة أكثر من سانحة للقيام بزيارته الوداعية – وفي جو آمن – للبلد الذي أشاع أنه حرّره باحتلاله له!
وفي هذا السياق كان حذاء العراقي الشهم منتظر الزيدي في انتظاره كأبلغ ردّ يمكن أن يتصوّره الإنسان في الدقائق الخمس الأخيرة قبل رحيله، والتي كادت تمرّ دون أن يلقى ولو جزءاً رمزياً من القصاص الذي ينتظره.
واذا كان بعض النبّاحين من الخسيسين اللاجئين الى دول الغرب تحت لافتة اللجوء السياسي قد رأى أن ضرب الحذاء لا يُعتبر عملاً "حضارياً"، ولا ينسجم مع طبيعة الصحافي. فهل كان ما ارتكبه بوش وسائر المتعاونين معه من جرائم لا تُحصى، ينسجم مع الحضارة والخلق الإنساني؟!
لو كان الأمر كذلك، لما أعتُبر الحذاء في هذا الظرف رمزاً جديداً للتحدّي، ولما رفعه المتظاهرون من المثقفين والصحافيين – كإخواننا المصريين على سبيل المثال لا الحصر – في تظاهراتهم المتضامنة مع ضربة منتظر للرئيس الاميركي. ولَما قيل في هذا الشاب ما لم يُقل من قصائد المديح بالنسبة لإنسان "عادي" في التاريخ. وطبعاً لما نُودي على وضع حذائه في متحف، أو إقامة تمثال رمزي له أسوة بتماثيل الحريّة، ولما عرض البعض شراءه – منذ الوهلة الأولى للضربة – بعشرة ملايين دولار، كما فعل مواطن سعودي، أو اقترح البعض عرضه في المزاد العلني.
عيونهم على الحذاء!
وأكثر من ذلك، لما اختفى أساساً هذا الحذاء التاريخي بندرته، من قبل رجال الأمن الاميركيين والعراقيين، بداعي أنه جرى تمزيقه أثناء تحليله بحثاً عن مواد متفجرة قد تكون بداخله -!- حسب قول قاضي التحقيق ضياء الكناني الذي يبدو انه اغتاظ هو الآخر من "ضياعه" وعدم تسليمه للقضاء من قبل أجهزة الأمن، لكي يجري التحفّظ عليه – كما قال أيضاً – وليوضع في ملف القضية! كأداة إثبات!، مع أن اغتياظه لا يعود لهذا السبب، بل لسبب آخر يتعلّق باحتمال "الإستفادة" منه مستقبلاً فيما لو حطّ في درج مكتبه.
لو لم يكن الحذاء – في هذه الحالة – يعني الكثير، لما أصبحت أعين الكل عليه، إما تقديراً كشعورٍ فطري رداً على دوره في ردّ الإهانة، أو طمعاً فيما يمثّله من "ثروة" لو تمّ عرضه للبيع. وأخيراً وليس آخراً لما ذهب الجدال بعيداً حول أصله وفصله. هل صُنِع في العراق أم في تركيا، الأمر الذي جلب بعض الأخوة اللبنانيين الى الحلبة، ليدّعوا كعادتهم في نسب أصل كل فنان وشاعر وحتى طبق أكلة شهية الى بلاد الأرز، والقول أنه منتظر اشتراه من بيروت عندما كان هناك في دورة إعلامية!
الحديث عن هذا الحذاء الذي أصبح بإيجابيتهُ الكبيرة نقيض سلبيات كبار حكّامنا لا يُمَلّ ولا يتوقف عند حد. وهذا ما توقّعه بوش الذي استُهدف به، عندما حاول التخفيف من آثاره وهو يضحك ببلاهة من جراء الصدمة، مدّعياً تارة أن منتظر يبحث عن الشهرة بفعلته هذه أمام الناس، وتارة أخرى ان هذا التصرّف يُعبّر عن حرّية الرأي لا أكثر"؟".
أما الحديث عن منتظر، الصحافي الشاب، المعادي للإحتلال والذي لم يخف رغبته منذ زمن في أن يفعل ما فعله بالضبط – حسب أقوال أهله وأصدقائه – فهزّ بحذائه الذين ينامون على "عسل" حماية الدولة الأقوى لهم، وأعاد الروح إلى أبناء أمتنا، كما أسعد كبار العالم وأطفاله بابتكاره أسلوباً جديداً لمواجهة جبروت الرئيس الموتور، فتلك حكاية لا حدود لها، ولا يمكن تغطية جزء يسير مما يُقال ويكتب عنها في مقال صحافي. لكن بعض أغرب ما تردّد إغتياظاً منها يستحقّ التوقف أمامه – كمثال – كي نرى إلى أي حدّ وصلت ضربة الحذاء التي استوقفت دولاً وأجهزة أمامها كظاهرة تنبؤ بولادة عصر حجارة جديد.
درّبوه وأجلسوه ليضرب بوش"!"
ففي خبر نشره موقع عربي إسماً، أميركي – صهيوني فعلاً، تحدّث عن "معلومات ذات خطورة عن حادثة الفعل" تمّ نَسَبَها الى مصادر من المحيطة بالزيدي، جاء فيه أن قناة البغدادية التي يعمل فيها منتظر، بعثيّة التوجّه، وأنها كانت في الأصل جريدة تسمّى الفرات، وقد صدرت بعد "سقوط النظام السابق"، ثم أغلقت للونها البعثي الصرف، أما صاحب القناة فهو – كما يتردد – الضابط السابق عون الخشلوك الذي اختلف مالياً مع ضابط آخر يتعاون معه، فهرب على اثر ذلك من العراق، والكلام دائماً حسب نص الخبر المنشور الذي يتابع القول: ولا تستبعد دوائر أمنية في بغداد نشوء علاقة ما بين القناة ورغد صدام حسين.
يلاحظ هنا أن نسب الخبر في نهاية النص المقتبس قد عاد الى أصله الحقيقي، وهو أجهزة الأمن في بغداد المحتلة، وليس الدائرة المحيطة بالزيدي"!"، علماً بأن صاحب القناة ورئيس مجلس إدارتها الدكتور عون حسين خشلوك هو – على حدّ علمنا – مهندس ورجل أعمال من مدينة الناصرّية. ويتردّد أنه يُقيم في مصر مع طاقم اذاعته الأساس. لكن الحقيقة تقول أنه يُقيم في اليونان، وهو رجل مستقل وله مكاتب في دمشق وعمّان وبغداد المحتلة أيضاً.
وبالعودة إلى الخبر السابق المنشور في وسيلة الإعلام العربية – الأميركية المتصهينة، التي يُصدرها في لندن سعودي يحمل لواء الليبرالية، ويهتم بالأجساد الفاتنة والفن الهباط الى جانب الساقطين من الخطّ الوطني، وقد كان رئيساً لتحرير يومية دولية تنطق باسم "طويل العمر"، نقف على ما هو أغرب من الكلام السابق وأكثر مدعاة للسخرية. ونقرأ في التفاصيل على لسان المصادر الأمنية – المخابراتية ان عملية الضرب بالحذاء "كانت مبيتة منذ وقت طويل، ومعدّة إعداداً محكماً وتمّ العمل عليها بطريقة مخابراتية مثيرة! لأنهم يعلمون – أي الذين رتّبوا لها – أن بوش سيكون في العراق وسيعقد مؤتمراً صحفياً"!"، وقد تم اختيار شخص من الطائفة الشيعية. وهكذا تمّ تدريب الزيدي على ما سيقوله وينطق به أثناء قذف الرئيس الاميركي بالحذاء"!" ثم حدّدوا له مكاناً يجلس فيه"!!" ودرّبوه كيف يتصّرف ومتى يُقدم على تنفيذ فعلته، ووعده القائمون على هذه الفعلة أنه سيخرج من القضية مثل "الشعرة من العجين". وهكذا استوعب منتظر التدريبات جيداً وأقدم على تصرّفه المراد منه الإساءة الى الحكومة وتأجيج الوضع في العراق!
أسلوب تقارير الجواسيس
الى هنا ينتهي الإقتباس الذي لا داعي لتشريع ما ورد فيه فقرة فقرة، إذ يكفي بداية التنبيه من هدف ربط القناة بالسيدة رغد، والتمعّن في بعض عباراته الأسخف من السخف كقول المخبر الأمّي الذي صاغه: "درّبوه على ما سيقول"، وكأنه سيُلقي محاضرة!، أو "إختاروا له المكان الذي سيجلس فيه". فإذا كان الأمر كذلك، لِمَ لم يختاروا له الصف الأوّل، كي يكون أقرب الى بوش ووجهاً لوجه أمامه؟
عدا عن ذلك (وهذه ملاحظة مهنيّة) يمكن لمن يُمعن في نص الخبر ولا سيما عبارتي "الطائفة الشيعية و"مثل الشعرة من العجين" أن يكتشف "جنسية" المحرر الذي صاغه، ويكتشف أكثر..... من المترجمين الذين يعملون مع القوات الامنية والمخابراتية الأميركية. ومعظمهم معروف بأنه من البلد الذي يضخّ الأجساد الفاتنة والفن الهابط، وتفوح من بعض أرجائه رائحة العداء للعروبة والركوع أمام "البرميل"!
إلى جانب ما سلف، وفي سياق التصرفات المثيرة للغرابة والاستهزاء في آن، تأتي رواية "إعتذار منتظر عمّا فعله في رسالة خطية للمالكي"، وهو الموضوع الذي بادر موقع "البصرة" المقاوم الى التحذير من إمكانية فبركته، بقوله أن المالكي طلب من موفق الربيعي الذي يشرف على التحقيق مع منتظر إبلاغه بأن عفواً سيصدر عنه شريطة اعتذاره خطيّاً عما قام به واعتباره ذلك عملاً طائشاً، وأن يتضمن اعتذاره عبارات تنال من المقاومة والبعثيين والرئيس الشهيد صدام حسين. وأشار موقع البصرة الى أن هذا الطلب – حسب معلوماته ومصادره – قد جاء تلبية لطلب إبلغته السفارة الأميركية ببغداد الى المالكي بامتعاض شديد مما حصل وما يعنيه ذلك.
وهذا ما حصل بالفعل بالإعلان عن "رواية الاعتذار"، إلاّ أن النتيجة لم تأتِ بالشكل الذي أراده المالكي ولا الأميركان، عندما انكشفت الحقيقة وخرج أحد أخوة منتظر نافياً إمكانية حدوث ذلك. كما اضطرت السلطات نفسها بعد أن أعلنت عن تقديم منتظر لهذا الاعتذار الى العودة للإعتراف بأنه تمسّك بموقفه من بوش "لكنه إعتذر عن إهانته أمام المالكي"!!!".
خلاصة القول: من كان معلّمهم بوش وبطانته في الكذب والتلفيق والتميّز السلبي بكل موبقات الأرض لا يتورّعون عن ممارسة أساليب العصابات وجعل أنفسهم مسخرة أمام العالم، إلى درجة قيامهم باعتقال عدد من كبار ضبّاطهم بتهمة وجود "معلومات" عن قيامهم بالإعداد لانقلاب عسكري، ثم اضطرارهم الإفراج عنهم والإعتراف بـ "خطأ" المعلومات، تماماً كما فعل بوش!
__________________
الســـ ابوعدي ـــــورقي

pauvre
2009-01-19, 11:46
هكذا يكون الرجال و الا فلا ليته يخرج لنا من هذه الامة منتظر الزيدي اخر يظرب اولمرت او باراك او ليفني

سلاف26
2009-01-19, 13:12
منتظر الزيدي راجل و نص و ربي يكثر من أمثاله من يضرب بالصواريخ و القنابل و ليس بالأحذية فقط
اللهم أنصر المجاهدين في كل مكان

سعدالله محمد
2009-01-19, 13:39
جزاك الله خيراأخي مسكين ، ان ّما حصل في العراق ليس بسبب غباء أو خطأ في المعلومات ، انمّا هو مؤامرة أمريكية صهيونية للاستلاء على أكبر احتياط نفطي في العالم والذي استحق ّفي نظرهم أن يضحّوا من أجله بذلك الكمّ الهائل من جنودهم ، وحكومة المالكي هي حكومة لا يختلف دورها عن بقية الحكومات العربية الأخرى التي تتعاون مع الصهاينة وحلفائهم.

اياد
2009-01-19, 13:52
جزاك الله خيرا