صرخة صمت
2012-05-11, 12:03
....كنت أراه قابعا بنفس المكان....في زقاق ضيق ، يحاول الاختباء أو الهروب من هذا العالم ، من هؤلاء البشر الذين فقدوا جنس الاحساس....أقف خلف الجدار ...أشاهده..أتأمله كيف يغمض عينيه مطولا.....كيف في لحظة خاطفة يرفع يديه الصغيرتين ليخفي وجهه....يدين ملوثتين بزيوت السيارات....ألمح دموعه ،دموع البراءة التي اغتيلت منذ أن رحل والداه ليبقى يعاني الألم ، العذاب و الوحدة القاتلة ....بسمته خُنقت....و أحلامه نُفيت ....
....كان يحاول جاهدا مسح تلك الدموع التي كانت تنزف من عينيه مدرارا....كان يحاول جاهدا كتم شهقاته....يقف ، يضع يديه و رأسه على الجدار و كأنه يرغب في ضربه بقوة......ربما لينسى ، ليتناسى أو ربما ليحس بألم أكبر من ألمه....
.....ملامح وجهه....تصرفاته...دموعه التي لم تتمكن من إطفاء النار المشتعلة داخل قلبه....كلها كانت تحكي عن إنسان عاش من الحياة ما يكفي ليكره ممثليها ، و يعيش آلام أحداثها و ينتظر الأسوأ في الحلقات القادمة....و يتوقع لها النهاية المأساوية....لكن لو غصنا داخل عينيه ، و قرأنا بعض حركاته العفوية ....بريق داخلهما كان يناجي القلوب الرحيمة.....سؤال عنون تفاصيل وجهه - ما ذنبي لأعيش هذا الألم ؟ ما ذنبي لأحرم من عيش طفولتي ؟...حتى طريقة انكماشه ولملمته لأعضاء جسده و نفثه داخل يديه كانت تعبر عن صغر سنه و عن محاولته بأسلوب بريء البحث عن الدفء ...عن الحنان اللذان غدراه ...فهو في الواقع لم يكن سوى ابن الرابع عشر ربيعا....- أمين..أمين..تعال الى هنا..لم تكمل عملك و ذهبت للتسكع؟؟....و فجأة و كأنه استيقظ من غيبوبته .....مسح دموعه...تنفس بعمق ربما ليخفي ما عاشه اللحظة...و غادر مسرعا ذلك المكان المعزول....الذي أعتقد أنه صديقه الوحيد الذي يعيش معه لحظات شوقه لوالديه....لحظات يأسه من ايجاد قلوب رحيمة تكفله و تمنحه حقوقه كطفل لا يزال في سن البراءة.....لحظات رؤيته لنفسه أمام مرآة الواقع..... صرخة صمت
....كان يحاول جاهدا مسح تلك الدموع التي كانت تنزف من عينيه مدرارا....كان يحاول جاهدا كتم شهقاته....يقف ، يضع يديه و رأسه على الجدار و كأنه يرغب في ضربه بقوة......ربما لينسى ، ليتناسى أو ربما ليحس بألم أكبر من ألمه....
.....ملامح وجهه....تصرفاته...دموعه التي لم تتمكن من إطفاء النار المشتعلة داخل قلبه....كلها كانت تحكي عن إنسان عاش من الحياة ما يكفي ليكره ممثليها ، و يعيش آلام أحداثها و ينتظر الأسوأ في الحلقات القادمة....و يتوقع لها النهاية المأساوية....لكن لو غصنا داخل عينيه ، و قرأنا بعض حركاته العفوية ....بريق داخلهما كان يناجي القلوب الرحيمة.....سؤال عنون تفاصيل وجهه - ما ذنبي لأعيش هذا الألم ؟ ما ذنبي لأحرم من عيش طفولتي ؟...حتى طريقة انكماشه ولملمته لأعضاء جسده و نفثه داخل يديه كانت تعبر عن صغر سنه و عن محاولته بأسلوب بريء البحث عن الدفء ...عن الحنان اللذان غدراه ...فهو في الواقع لم يكن سوى ابن الرابع عشر ربيعا....- أمين..أمين..تعال الى هنا..لم تكمل عملك و ذهبت للتسكع؟؟....و فجأة و كأنه استيقظ من غيبوبته .....مسح دموعه...تنفس بعمق ربما ليخفي ما عاشه اللحظة...و غادر مسرعا ذلك المكان المعزول....الذي أعتقد أنه صديقه الوحيد الذي يعيش معه لحظات شوقه لوالديه....لحظات يأسه من ايجاد قلوب رحيمة تكفله و تمنحه حقوقه كطفل لا يزال في سن البراءة.....لحظات رؤيته لنفسه أمام مرآة الواقع..... صرخة صمت