تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صحبة مجهولة


belhocine59
2012-05-08, 17:18
صحبة مجهولة

بعد عناء العمل طلبت الراحة في يوم الراحة ، اخترت المكان الذي أجد فيه راحتي حضرت زادي وجمعت شملي وتوكلت على الله وخرجت من غرفتي قاصدا راحتي ، وسرت وقت ما كانت الشمس ترسل أشعتها الذهبية على الحقول والازهار وتجفف بها قطرات الندى التي علقت بأوراق الازهار والاشجار ، سرت متأملا جمال الكون وسحره متأملا قدرة الخالق في خلقه فجأة شعرت بخطوات تقترب مني، خطوات رقيقة هادئة عقبتها تحية الصباح وإذا به صوت ملائكي التفتت إلى مصدر التحيية والخطوات وقفت واجما أحدق في وجهها الوضاء أتلذذ بصوتها الموسيقي وهو يرن في أدني أنعم برؤية شعرها الحريري .إنها حسناء في صورة ملاك ومن شدة وجومي ودهشتي لم أرد التحية باحسن منها ، اخرجتني من دائرة الوجوم والدهشة بسؤالها ألم تعرفني؟فجبت متلعثما: نعم ، نعم إني أعرفك لكن لست أدري من أنت لكن قد سبق أن تشرفت برؤيتك لاأدري أين ربما في المدرسة الابتدائية المجاورة لغرفتي أو في الثانوية التي تدرس بها أختي بل لعل في الجامعة التي كنت أعمل بها في السنة الماضية نعم نعم إني أعرفك قد سبق لي أن سمعت وقرأت عنك في الجرائد والمجلات في الكتب التي كنت أحبها. واصلت سيرها دون أن تطلب مني مرافقتها وكأن جوابي لم يرضها . لم أكن أدري ما الذي دفعني إلى تتبع خطاها أجمالها الباهر ؟ أم الحاحي على معرفتها ومعرفة سرها؟ وسرت وراءها خطوات عديدة لم أفز بالتفاتة منها ولا بنغمة من صوتها وكأن جوابي أغضبها وأسرعت ووقفت في طريقها واستحلفتها بالله أن تكف عن ذلالها وأن تعذر ذاكرتي ألتي لم تذكرها وبعد إلحاح كبير قبلت عذري وسمحت لي بالسير إلى جنبها و طلبت منها بعد تردد أن تحدثني بالقدر الذي تسمح به عن نفسها كنت قد لاحظت على وجهها علامات لاتدل على هنائها وسعادتها وربما هذا سبب تطفلي لمعرفتها وكشف سرها وبعد أن أخرجت زفرات حارة كان وقعها على قلبي قويا أخدت تسرد على مسمعي قصة حياتها قائلة: أنا من اسرة عريقة صافية النسب لم أعد أذكر يوم مولدي لانه تجاوز القرون كنت وإخوتي نحظى بالرعاية التامة أنجبن جمعهن دون أن يتزوجن وأنا مثلهن لاتندهش وأنا مثلهن أنجبت العديد من البنين انتشروا في كل مكان مميزين عن باقي البشر أرعاهم بالرعاية الفائقة كنت احبهم اسرفت شبابي في رعايتهم أنجبت أجيالا وأجيالا كنت أحبهم جميعا والحب متبادل بيننا ولا احد يستغني عن الاخر كان أولادي في اتحاد وتضامن عجبين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى لقد رفع أولادي من شأني ومرتبتي بين أخواتي اللائي كن يطلبن المساعدة والعون فأساعدهن وأعينهن كنت أحسد على ما وصلت إليه من شرف عظيم وبدأ الاولاد ينصرفون عني ولا يعملون شيئا بمشورتي فتفرق شملهم وتبدد وصار جلهم يكرهني رموني في غرفة مظلمة وانصرفوا عني إلى غيري يحرجون إذا سرت معهم ورافقتهم اعتبروني بذوية لاتحسن السير في شوارع العواصم الكبيرة ويصيبها الدوار حين تركب السيارات الفخمة والطائرات النفاثة والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت اعتبروني بدوية لا تقوى على مواكبة الحضارات الراقية وأن سيري معهم يجعلهم مهزلة في نظر الاخرين . غير أن أملي في الله كبير ودعواتي متواصلة وارسل إلي الرحمان من ابنائي الذين عظم عليهم ما وصلت إليه وأخرجوني من غرفتي اسعدهم الله جميعا فجئت إلى هنا علني أجد من أبنائي الذين رموني بأوصاف لا أتصف بها وأبرهن لهم أنني استطيع أن أسير في شوارع العواصم الكبرى ولا يصيبني الدوار إذا ركبت السيارات الفخمة والطائرات النفاثة والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وأني جديرة بمواكبة الحضارات الراقية .
سقطت على خدي دمعة حارة حزنا على هذه البائسة تلتها بسمة لنهاية بؤسها وشقوتها بقيت واجما لا أشعر بما يدور حولي اتخيل ملكها القديم وما آلت إليه أطلب من الله أن يجازي ابناءها الصالحين خيرا ونعيما أحدق في الافق البعيد والشمس تلم أشعتها لتترك الندى يأخد راحته . عدت بأفكاري إلى الفتاة الحسناء وسألتها عن مكان إقامتها الجديد فلم اسمع منها جوابا وعلمت أنها تركتني واجما مع خيالي وانصرفت عائدا إلى غرفتي وأنا قول :نعم إني اعرفهارأيتها في المدرسة الابتدائية المجاورة لغرفتي رأيتها في الثانوية التي تدرس بها أختي ، رأيتها في الجامعة التي كنت أعمل بها السنة الماضية، قرأت عنها في الجرائد والمجلارت والكتب التي كنت أحبها.

* الفتاة المقصودة هي اللغة العربية
كريم احمد
القل في ماي1978

**متفائلة رغم كل شيء**
2012-05-08, 18:56
واوووو
رائع ماقلت اخي
حتى ان الدمعة سقطت على عيني
وصفت اللغة العربية بصفات جد مميزة

بانتظار تميزك