تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نشأة الكتابة


ahmed.dz
2012-05-08, 10:11
1ـ:dj_17::dj_17:
لا شك أن الإنسان قضى قروناً طويلة يأكل ويشرب وينام قبل أن يعرف اللغة ، ولا شك أيضاً أنه ، عندما عرف اللغة ، عرفها نطقاً قبل أن يعرفها كتابةً ، إذ تمرّ اللغة بمرحلة النطق قبل مرحلة الكتابة ، وكم من لغة زالت قبل أن تعرف الكتابة ، فما استطعنا أن نعرف عنها شيئاً .
والكتابة رمز للغة كما أنّ اللغة رمز للفكر . وهي ظاهرة إنسانية اجتماعية عامة استخدمها الإنسان منذ أقدم العصور لتسجيل خواطره رغبةً منه في تذكرّها ، أو توصيلها إلى غيره من بني البشر عبر الزمان والمكان ، فأفادته في مختلف شؤونه الاجتماعية ، حتى إننا نعدّها أحد أهم أسباب التقدم الحضاري في المجالات كافة .
ولقد مرَّت الكتابة بأطوار عدة قبل أن تصل إلى الطور الهجائي المستخدم في أيامنا ، وقد لخص الباحثون ( * ) هذه الأطورا بالخمسة التالي ذكرهم : *( كتاب جرجي زيدان : الفلسفة اللغوية ، ص 131 ـ 134 ؛ وأنسي فريحة : " حروف الهجاء العربية ، نشأتها ، تطورها ، مشاكلها " ص 1 ـ 5 . )
أ ـ الطور الصُّوريّ .
ب ـ الطور الرمزي .
ج ـ الطور المقطعيّ .
د ـ الطور الصوتي أو الأكروفونيّ .
هـ ـ الطور الهجائي الصِّرف .
وسنوجز كل من هذه الأطوار على حده .
أ ـ الطور الصُّوري : أو ( الدور الصوري الذاتي ) وفيه لجأ الإنسان القديم إلى تصوير ما يريد التعبير عنه بالصور والرسوم ، فإذا أراد الإنسان في هذا الطور أن يُرسل رسالة إلى امرأته أو إلى صديقه ، يقول فيها إنه ذاهب إلى صيد الحيوانات مثلاً ، كان يلجأ إلى تصوير مشهد يدل على الذهاب إلى الصيد ، كأنْ يرسم رجلاً بيده رمح ، أو آله حادة ، أو نحوها ، يركض وراء حيوان . ولا شك أن هذه الطريقة في الكتابة تستلزم آلاف الصور فضلاً عن أنها تعجز عن التعبير عن المعاني والأفكار المجردة .

ب ـ الطور الرمزي : أو ( الدور الصوري الرمزي ) وفيه تقدم الإنسان القيد خطوة كبيرة في الكتابة ، إذْ رمز إلى المعاني أو إلى الأفكار المجرَّده بالصور ، فإذا أراد التعبير عن المحبة مثلاً ، كان يرسم ما يرمز إليها كالحمامة مثلاً ، وإذا أراد الرمز إلى الملك ، صور تاجاً مثلاً ، وإلى النهار ، رسم شمساً وفي هذا الطور أصبح الإنسان يستطيع رواية قصة قصيرة برسم صور متسلسلة تدل على أشخاصها وأحداثها. * المرجع موسوعة الموسوعة ص 213 .
وهكذا انتقلت الكتابة من الصورة الكلمة إلى الصورة الرمز ، فأصبحت صورة القدم مثلاً ترمز إلى المشي أو الذهاب لا إلى القدم نفسها . ونحن ما زلنا نستخدم هذه الطريقة في الإشارات التي نضعها علىالطرقات ، وخاصة في إشارات السير ، فنرمز إلى الاشغال التي تجري على الطرق برسم رجل يعمل بالرفش ، ونرمز إلى المرسة برسم أولاد يعبرون الشارع ركضاً ..
وهكذا ، إذا اتفق الشخصان : الكاتب والقارئ على المعنى الذي يتضمنه الرمز ، تمكنا من تمثيل كل شيء ، وكتابة كل شيء بالكلمة والفكرة . وهذه الطريقة تتيح ، نظرياً ، حل المعضلات كلها ، ولكن ، عملياً تبدو الأشياء أكثر تعقيداً . فكل فكرة وكل حدث وكل شيء يقتضي أن تقابله علامة خاصة . وانطلاقاً من هذا الواقع ، يمكن أن يزداد عدد العلامات المستعملة إلى ما لا نهاية له . ففي الكتابة المصرية ، كان مشاهير الهيروغليفية يعرفون حتى 2500 علامة مختلفة ، وفي الكتابة الصينية كان يحصى 45000 علامة على الأٌقل .. ( المرجع موسوعة الموسوعة ص 215 .

ج ـ الطور المقطعي : يعتبر هذا الدور بحق بداءة الكتابة الهجائية ، إذ لجأ الإنسان فيه إلى تمثيل مقاطع الكلمة بصورة لا علاقة لها بالكلمة نفسها ، فلو افترضنا أن كاتباً مصرياًَ أو بابلياً (*) أراد أن يكتب كلمة تبدأ بالمقطع ( يد ) كما في " يدحرُ " فإنه كان يصور صورة يد وهكذا انتقلت اللغة من دور لا يتم التعبير فيه عن معانيها إلا بألوف الصور ، إلى دور يكفيها فيه لهذا التعبير بضعُ مئات . *( المرجع يذكر أن هذا الطور عرف في الكتابة البابلية والمصرية القديمة ، كتاب أنيس فريحة ( حروف الهجاء العربية ) نشأتها ، تطورها ، مشاكلها ، ص 3 ).

د ـ الطور الصوتي أو الأكروفوني : Acrophony (*) كلمة يونانية مؤلفة من كلمتين Acros وتعني : البدء و phone وتعني الصوت ويُشير الباحثون بهذه الكلمة إلى اتخاذ الصورة رمزاً للحرف الأول من اسم هذه الصورة .
وفيه لجأ الإنسان إلى استخدام الصور للدلالة على حروف الكلمة بدلاً من مقاطعها ، فهو ، إذا تطور لـ ( الطور المقطعي ) أو مرحلة متقدمه منه (*) الفلسفة اللغوية لجرجي زيدان ص 133 ـ 134 ، إذ يكفي للتعبير عن الأشياء والأفكار جميعاً عدد محدود من الصور يساوي عدد الحروف الهجائية . فللتعبير عن كلمة ( شرب ) مثلاً قد يرمز الإنسان القديم إلى الحرف ( ش ) بالشمس ، وإلى الحرف ( ر ) بالرفش ، وإلى الحرف ( ب ) بالبيت . ونحن اليوم نلجأ أحياناً إلى تعليم أطفالنا الحروف الهجائية مستخدمين الأسماء التي تبدأ بحرف معين لتعليم هذا الحرف ، فنقول مثلاً ( ب ) بطة ، ( ت ) تمر ، ( ث ) ثور ... وما يلفت الانتباه أن أصوات الحروف العربية يعبر عنها بصدر أسمائها ، فالاسم ( جيم ) مثلا يعبر صدره ، وهو ج ، عن الصوت : ج ، والاسم ( باء ) يعبر صدره ، وهو ب ، عن الصوت : ب ، وهكذا ...

هـ ـ الطور الأخير وهو الهجائي الصرف : هو مرحلة متطورة من الطور السابق ( الطور الصوتي أو الأكروفوني ) إذ تم فيه استبدال الصور الرامزة إلى الأصوات بالحروف ، وإذا كان الباحثون ينسبون إلى المصريين استخدام الطريقة الأكروفونية السابق ذكرها في سياق هذا البحث ، فإنهم يعزون اكتشاف الكتابة الهجائية إلى الفينيقين سكان الشاطىء الممتد من اللاذقية شمالاً إلى الكرمل جنوباً إلى البقاع وقليلاً بعده إلى الشرق . والحروف الهجائية الفينيقية أصبحت أماً لكل هجاء تال (*) أنيس فريحة : حروف الهجاء العربية ، نشأتها ، تطورها ، مشاكلها ، ص 4 ـ 5 ..
وهكذا انطلق الحرف من سواحلنا ، فكنا معلمي العالم ، ومساهمين فعالين في حضارته وعمرانه

نسيم الشوق
2012-05-08, 10:55
مشكووووووووووووور

ahmed.dz
2012-05-08, 11:02
الشكر كل
ليك
الله يخليك