المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آداب طالب العلم وأخلاقه مع العلماء


السيد زغلول
2012-05-06, 17:10
آداب طالب العلم وأخلاقه مع العلماء
د.مصطفى بوعقل


(مجلة «الإصلاح» - العدد 5)


د.مصطفى بوعقل

إنَّ حاجة النَّاس ماسَّة إلى من يعلِّمهم أحكامَ دينهم، ويرشدهم إلى تعاليمه المباركة؛ وإنَّ من نعم الله على عباده أن ترى إقبالًا على العلم، ورجوعًا إلى طلبه بِنَهَمٍ شديد، ورغبة في التَّعلم أكيدة، فأسواق العلم قائمة، ومجالسه بالطَّلبة غاصَّة، والحمد لله.
ولمَّا كان مقصد طلب العلم مقصدًا شريفًا، اعتنى العلماء[1] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn1) عبر الزَّمان ببيان جوانبه المختلفة، ووضَّحوا الآداب الَّتي هي فيه مرعيَّة، فأحسنوا البيان، وأوفوا المقصود حقَّه، إذ المقصود أنَّ هذا العلمَ دينٌ، فلينظرِ المرءُ عمَّن يأخذ دينه، وكيف يأخذه.
والقائم بالعلم قد نال شرف وراثة سيِّد المرسلين - عليه أفضل الصَّلاة وأزكى التَّسليم - وحسبه بذلك مجدًا وفخرًا - فحَرِيٌّ به إذن أن يتخلَّق بأخلاق النُّبوَّة ويتأدَّب بآدابها، إذْ هو من توقير العلم والرَّفع من شأنه، بل هو من وضعه في موضعه أن يكون طالب العلم وباذله على جانب من الخلق وافر، كلُّ ذلك اقتداءً بالصَّالحين السَّالفين والعلماء العاملين، وقد قيل:

لا تَحْسَبَنَّ العِلْمَ يَنْفَعُ وَحْدَهُ *** مَا لَمْ يُتَوَّجْ رَبُّه بخَلَاقِ

وباب آداب المعلِّم والمتعلِّم واسعٌ، ومجالُه مُتَرَامي الأطراف لا حدَّ له، وهذا من ذاك نُتَفٌ تذكر في النّقاط التَّالية:
• أوَّلا: في آداب طالب العلم في نفسه:
1 - منها: أن يقصد بتعلُّمه وتعلِيمه وجه الله تعالى، ويديمَ مراقبَتَه في السِّرِّ والعلانيَّة، ولا يقصد توصُّلا إلى غرض دنيويٍّ من تحصيل مال أو جاه أو سُمعة، أو تميُّز عن الأشباه، أو تقدُّم على الأقران، أو تكثُّر بالمشتغلين عليه أو المختلفين إليه، أو قهر المناظرين ...، وذلك لما يطلب من إخلاص الأعمال لله وحده إذ هو القائل وعزَّ مِن قائل: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة:5]، وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [النساء: 100].
وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» الحديث[2] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn2).
وكان سفيان بن عيينة - رحمه الله تعالى - يقول: «كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات: من أصلح سريرته أصلح الله علانيَّته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين النَّاس، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه»[3] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn3).
وقد صحَّ عن الإمام الشَّافعي - رحمه الله تعالى - أنَّه قال: «وَدِدْتُ لو أنَّ الخلق تعلَّموا العلم على أن لا يُنسب إليَّ حرفٌ منه»[4] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn4).
وكان هرم بن حيَّان - رحمه الله تعالى - يقول: «ما أقبل عبدٌ بقلبه على الله إلَّا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتَّى يرزقه وُدَّهم»[5] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn5).
2 - ومنها: المحافظة على العمل بشعائر الإسلام وما شرع من الأحكام، واجبها ومندوبها؛ ومعاملة النَّاس بمكارم الأخلاق من طلاقة الوجه، وإفشاء السَّلام، وكظم الغيظ، وكفِّ الأذى عن النَّاس واحتماله منهم، والإيثار وترك الاسْتِيثَار، والإنصاف وترك الاستنصاف، وبذل النُّصح، وإرشاد العامَّة والخاصَّة وتوجيههم[6] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn6)، فإن «الحازم من لم يرض لنفسه أخسَّ المنازل، وأخسُّ المنازل للرَّجل منزلة القول بلا عمل، وأخسُّ منها أن يكون الرَّجل كالدَّفتر يحكي ما قال الرِّجال وما فعل الرِّجال دون أن يضرب معهم في الأعمال الصَّالحة بنصيب أو يرمي في معترك الآراء بالسَّهم المصيب»[7] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn7).
3 - ومنها: الحذر من الغل والحسد والبغي، والغضب، والعصبيَّة والحَمِيَّة لغير لله تعالى، واستشراء الشَّنآن وحسك الصُّدور على الإخوان والأقران، والرِّياء، والكبر، والعُجب، واحتقار النَّاس، والغِيبَة، والنَّميمة، والبهتان، والكذب، والفحش في القول، والعَمَى عن عيوب النَّفس والاشتغال بعيوب الخلق، «وإنَّ تغافل الإنسان عن عيبه من دواعي الغرور، والغرور من دواعي التَّمادي في الغيِّ، والتَّمادي في الغيِّ من موجبات الهلاك، وهل نقيصة أعظم من فقدان الإحساس»[8] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn8)؛ «فالحذرَ الحذرَ من هذه الصِّفات الخبيثة والأخلاق الرَّذيلة، فإنَّها باب كلِّ شرٍّ»[9] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn9).
وأنَّى يصحُّ لطالب العلم بلوغُ المرام إن هو كان نمَّامًا للأسرار، نقَّالًا لما يسوء سماعه من الأخبار، مولعًا بالفضول، كثير التَّضريب والإفساد بين الإخوان، مع لزوم الثّقالة، والتَّظاهر بالتقلُّب والاستحالة، لا يشكر كثير الإحسان، ولا يغفر قليل الإساءة[10] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn10).
قال الإمام ابن حزم الأندلسي: «من امتحن بالعُجب، فليفكِّر في عيوبه، فإنْ أُعْجِب بفضائله، فليفتِّش ما فيه من الأخلاق الدَّنيئة، فإنْ خفيت عليه عيوبُه جملةً حتَّى يَظُنَّ أنَّه لا عيب فيه، فلْيَعْلم أنَّ مصيبتَه إلى الأبد، وأنَّه أتمّ النَّاس نقصًا وأعظمهم عيوبًا وأضعفهم تمييزًا، وأوَّل ذلك أنَّه ضعيف العقل، جاهل.
ولا عيب أشدّ من هذين؛ لأنَّ العاقل هو من ميَّز عيوب نفسه، فغالَبَها وسعى في قَمْعِها، والأحمقُ هو الذي يجهل عيوبَ نفسه، إمَّا لقلَّة علمه وتمييزه وضعف فكرته، وإمَّا لأنَّه يقدِّر أنَّ عيوبَه خصالٌ، وهذا أشدُّ عيب في الأرض»[11] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn11).
وقد قيل:

إنَّ المَرَائِي لا تُرِيكَ عُيُوبَ وجْهِك في صَدَاهَا *** وكَذَاك نَفْسُك لا تُرِيكَ عُيُوبَهَا في هَوَاهَا

4 - ومنها: دوام الاشتغال بطلب الزِّيادة من العلم، وأخذ النَّفس بالجدِّ في تحصيله، وصرف الجهد إلى الاستكثار منه؛ مطالعةً ومراجعةً، وفهمًا واستنباطًا، ومباحثةً ومذاكرةً، وجمعًا وتصنيفًا حين التَّأهُّل لذلك، «ولا يستنكف من التَّعلُّم ممَّن هو دونه في سنٍّ أو نسب أو شهرة أو دينٍ أو في علم آخر، بل يحرص على الفائدة ممَّن كانت عنده وإن كان دونه في جميع هذا، ولا يستحيي من السُّؤال عمَّا لم يعلم»[12] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn12).
وقد قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «أَلاَ سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا، فَإِنَّمَا شِفَاء العِيِّ السُّؤَال»[13] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn13).
وقال أبو الدَّرداء: «إنَّما العلم بالتَّعلُّم، والحلم بالتَّحلُّم»[14] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn14).
ولبعض العرب:

وليسَ العَمَى طُولُ السُّؤالِ وإنَّما تمَامُ *** العَمى طُولُ السُّكوتِ على الجَهْل

«وقد عني موسى - صلَّى الله عليه وسلَّم - في طلب المزيد من العلم إلى ما عنده، وقال: ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا﴾ [الكهف: 26]» [15] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn15).
• ثانيًا: في آداب طالب العلم في مجلس التَّعليم:
إنَّ لمجالس العلم مكانةً وآدابًا ينبغي الاعتناء بها، ويطلب الحرص على تحصيلها، لما فيها من تلاوة آيات القرآن الكريم والحكمة النَّبويَّة، وما أُعِدَّت له من الاجتماع على ذكر الله تعالى والصَّلاة والسَّلام على رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، وهي مجالس عبادة تحفُّها الملائكة، وتتنزَّل على أصحابها الرَّحمة.
فجدير بطالب العلم الرَّاغب في الدَّرجات المبتغي للفضل والأمن في الغرفات أن يسعى في تحقيق هذا المطلب، وَيَجِدَّ للتَّمكن من هذا المأرب.
ومن الآداب المرغوب فيها في مجالس التَّعليم ما يلي:
1 - اهتمام المعلِّم بمظهره، في ثيابه وهيئته وسَمْتِه، وتحسين خلقه مع جلسائه، فإنَّ فوائد حِلَقِ العلم كثيرةٌ، غير قاصرة على الإفادة العلميَّة فحسب، بل تتعدَّى إلى التَّعلُّم من خلق الشَّيخ والتَّأسِّي به في سيرته، والاسترشاد بآدابه، والاقتداء به في طريقته ومنهاجه؛ فقد ذُكِرَ أنَّ مجلس الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - كان يحضره زهاء خمسة آلاف، فكان خمسمائة يكتبون، والباقي يستمدُّون من سَمْتِه وخُلُقِه وأدبِه[16] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn16).
وكان الإمام مالك - رحمه الله - إذا أراد أن يخرج لمجلس الحديث، توضَّأ وضوءَه للصَّلاة، ولبس أحسن ثيابه، وقلنسوته، ومشط لحيته، فقيل له في ذلك، فقال: «أوقِّر حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -»[17] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn17).
2 - ومنها: ترك المراء والجدال بالباطل، والخوف منه؛ فهو من الآفات الخطيرة، والصِّفات الذَّميمة الَّتي يجب الترفُّع عنها، لما يخشى من سوء عاقبتها، وقد نهى صاحب الشَّرع عن الملاحَّة واللَّجاج في أكثر من حديث، من ذلك ما رواه أبو داود في «سننه» عن أبي أُمَامَة البَاهِلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا».
وعنه أيضًا أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ، إِلَّا أُوتوا الجَدَلَ»[18] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn18).
وعن الحسن البصري قال: «ما رأينا فقيهًا يُماري»[19] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn19).
وعن محمَّد بن الحسن قال: «من صفة الجاهل: الجدل والمراء والمغالبة، ونعوذ بالله ممَّن هذا مراده»[20] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn20).
3 - ومنها: الحذر من القول في الدِّين بلا علم، فإنَّ الواجب على من جهل أمرًا أن يمسك عن الخوض فيه، وليقل بدل الإجابة بلا علم: «لا أدري، والله أعلم» فيُؤْجر؛ قال الشَّعبي: «لا أدري نصف العلم»[21] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn21).
ولبيان خطورة القول على الله بلا علم، قال الله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً﴾ [الإسراء: 36]، وقال - عزَّ من قائل - ناهيًا نبيَّه نوحًا - عليه الصَّلاة والسَّلام - عن سؤال ما ليس له به علم: ﴿فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [هود: 46]، وقال سبحانه وتعالى معاتبًا أهل الكتاب ولائمًا إيَّاهم على محاجَّتهم فيما ليس لهم به علم: ﴿هَاأَنْتُمْ هَؤُلاَءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 66].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ»[22] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn22).
وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «من عِلْمِ المرْءِ أنْ يقول لما لا يعلم: الله أعلم، وقد قال الله - عزَّ وجلَّ - لنبيِّه: ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ [ص: 86]» [23] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn23).
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّه قال: «العلم ثلاثة أشياء: كتاب ناطق، وسنَّة ماضيةٌ، ولا أدري»[24] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn24).
وقال مالك - رحمه الله تعالى - عن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما -: «إذا أغفل العالم (لا أدري) أصيبت مقاتله»[25] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn25)، «وكان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إمام المسلمين وسيِّد العالمين يسأل عن الشَّيء، فلا يجيب حتَّى يأتيه الوحي من السَّماء»[26] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn26).
وقال سفيان بن عيينة: «من فِتْنَة الرَّجل إذا كان فقيهًا أن يكون الكلام أحب إليه من السُّكوت»[27] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn27).
وسُئلَ الإمام أحمد - رحمة الله عليه - عن العالم يظنُّه النَّاس عَلِمَ كُلَّ شيءٍ، فقال: «قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: إنَّ الَّذي يفتي النَّاس في كلِّ ما يسألونه لمجنون»[28] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn28).
وللسيوطي - رحمه الله تعالى - قوله: «ردُّ الجواب على من علمه فرضٌ كما قال تعالى لآدم: ﴿أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ﴾ [البقرة: 33]، كما أنَّ السُّكوت على من لا يعلم فرض كما قالت الملائكة: ﴿لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا﴾ [البقرة: 32] ...، والسُّؤال على من لم يعلم فرض، قال تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43؛ الأنبياء: 7]»[29] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftn29).
والله تعالى أعلم، وله الحمد أوَّلاً وآخرًا.
ــــــــــــــــــــ

[1] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref1)والعلماء هم أمناء هذه الأمَّة على دين الله تعالى، وهم خصماء الشَّيطان، وبهم يصلح الله العباد ويدفع عنهم، والنَّاس فيما يأتون وفيما يتَّقون يصدرون عن رأي العلماء، ومن حُرِمَ الانتفاع بعلمهم والأخذ عنهم، فقد حُرم الخير الكثير، فطوبى للعلماء وللمستصبحين بنورهم.

[2] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref2)متفق عليه.

[3] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref3)رواه ابن أبي الدُّنيا في كتاب «الإخلاص والنيَّة» (10).

[4] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref4)«آداب العالم والمتعلِّم» للنَّووي (19)، «تذكرة السَّامع والمتكلِّم» لابن جماعة (77)، «الانتقاء في فضائل الثَّلاثة الأئمَّة الفقهاء» لابن عبد البرِّ (84).

[5] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref5)«سير أعلام النُّبلاء» للذَّهبي (4/ 49).

[6] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref6)«تذكرة السَّامع والمتكلِّم» لابن جماعة (78 - 80).

[7] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref7)«آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي» (1/ 56).

[8] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref8)«آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي» (1/ 57).

[9] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref9)«تذكرة السَّامع والمتكلِّم» لابن جماعة (81).

[10] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref10)«المغرب في حُلى المغرب» لابن سعيد الغرناطي (1/ 40).

[11] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref11)«الأخلاق والسِّير في مداواة النُّفوس» لابن حزم الأندلسي (66).

[12] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref12)«آداب العالم والمتعلِّم» للنَّووي (31 ـ 32).

[13] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref13)رواه أبو داود (337) وابن ماجه (572).

[14] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref14)رواه البيهقي في «شعب الإيمان» (7/ 398)، وحسَّنه الشَّيخ الألباني مرفوعًا في «صحيح الجامع» (رقم 2324 ـ بلفظ: «إنَّما العلم بالتعلُّم»)، وانظر «السِّلسلة الصَّحيحة» (رقم 342).

[15] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref15)«النَّوادر والزِّيادات» لابن أبي زيد القيرواني (1/ 6)، وانظر: «جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البرِّ (1/ 106).

[16] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref16)«مناقب الإمام أحمد بن حنبل» لابن الجوزي (288)، «سير أعلام النُّبلاء» للذَّهبي (11/ 316).

[17] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref17)«الجامع لأخلاق الرَّاوي وآداب السَّامع» للخطيب البغدادي (1/ 610)، «المحدِّث الفاصل» لابن خلاد (585)، «حلية الأولياء» لأبي نعيم (6/ 318).

[18] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref18)رواه التِّرمذي (3253) وابن ماجه (48).

[19] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref19)«أخلاق العلماء» للآجرِّي (62).

[20] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref20)«أخلاق العلماء» للآجرِّي (67).

[21] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref21)رواه الدَّارمي في «سننه» (1/ 74).

[22] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref22)رواه البخاري (5787) ومسلم (74).

[23] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref23)«جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البرِّ (2/ 51)، «كتاب العلم» للنَّسائي (15، 19).

[24] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref24)«جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البرِّ (2/ 54)، «الآداب الشَّرعيَّة» لابن مفلح (2/ 61).

[25] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref25)«جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البرِّ (2/ 54)، «الآداب الشَّرعيَّة» لابن مفلح (2/ 61).

[26] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref26)«الآداب الشَّرعيَّة» لابن مفلح (2/ 61)، وانظر «جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البرِّ (2/ 49 - 55).

[27] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref27)«المجالسة وجواهر العلم» للدِّينورِي (5/ 322)، «جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البرِّ (1/ 137)، «الآداب الشَّرعيَّة» لابن مفلح (2/ 62).

[28] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref28)«كتاب العلم» للنَّسائي (8)، «جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البرِّ (2/ 55، 164).

[29] (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199#_ftnref29)«الحاوي للفتاوي» للسُّيوطي (1/ 284).

المصدر (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=199)

العنبلي الأصيل
2012-05-06, 21:24
بارك الله فيك ، وثبتك على الحقّ .

السيد زغلول
2013-11-07, 17:35
بارك الله فيك ، وثبتك على الحقّ .
وفيكم بارك الله

souadadrar
2013-11-14, 20:54
:dj_17::dj_17:

ادرة مكنونة
2013-11-16, 07:29
بارك الله فيك
هل يمكن ان اتلقى العلم على طريق النت

أم عُبيد
2013-11-16, 09:49
بارك الله فيك
هل يمكن ان اتلقى العلم على طريق النت

نعم ....
أدخلي لموضوع الأخت أم اميمة سيفيدك باذن الله
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1467249

djemaldj
2013-11-19, 16:05
بارك الله فيك

little smile
2013-11-25, 14:04
بارك الله فيك

حفيدة الفاروق
2014-01-10, 14:57
بارك الله فيك واثابك الله

أبومحمد17
2014-01-25, 10:36
بارك الله فيك

moustafa2013
2014-02-03, 09:17
بارك الله فيك

منار العلم
2014-02-03, 12:14
جزااك الله خـــــــــيرا

نهى اسطاوالي
2014-02-14, 21:31
جزاك الله خيرا وبارك فيك

"للعفة عنوان"
2014-02-15, 13:58
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيم و للافادة و الاستفادة يمكنكم الاطلاع على كتاب احيا علوم الدين للشيخ ابو حامد الغزالي رحمه الله تعلى و قد بين فيه اداب طالب العلم و المعلم...........
http://linatinty4ever1heart.blogspot.com/
هذا الرابط اعلاه لمن اراد ان يرى ملخص اداب و وظائف طالب العلم من كتاب احياءعلوم الدين
اللهم صل على خير الخلق محمد و على اله........

ريـاض
2014-02-16, 23:12
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيم و للافادة و الاستفادة يمكنكم الاطلاع على كتاب احيا علوم الدين للشيخ ابو حامد الغزالي رحمه الله تعلى و قد بين فيه اداب طالب العلم و المعلم...........
http://linatinty4ever1heart.blogspot.com/
هذا الرابط اعلاه لمن اراد ان يرى ملخص اداب و وظائف طالب العلم من كتاب احياءعلوم الدين
اللهم صل على خير الخلق محمد و على اله........
إحياء علوم الدين

1. كلام العلماء فيه:

أ. قال عنه "محمد بن علي بن محمد بن حَمْدِين القرطبي" (ت 508هـ):
إنَّ بعضَ من يعظ ممن كان ينتحل رسمَ الفقهِ ثم تبرأ منه شغفاً بالشِّرعةِ الغزّالية والنحلةِ الصوفيَّةِ أنشأ كرَّاسةً تشتمل على معنى التعصب لكتاب "أبي حامد" إمام بدعتهم.
فأين هو مِن شُنَع مناكيرِه، ومضاليلِ أساطيِره المباينةِ للدين؟
وزعم أن هذا من علم المعاملة المفضي إلى علم المكاشفةِ الواقعِ بهم على سرِّ الربوبيَّةِ الذي لا يسفر عن قناعه، ولا يفوز باطلاعه إلا من تمطى إليه ثبج ضلالته التي رفع لها أعلامها وشرع أحكامها أ.هـ.
ب. وقال عنه "محمد بن الوليد الفهري الأندلسي الطرطوشي :
فأمّا ما ذكرتَ من "أبي حامد" فقد رأيتُه وكلَّمتُه فرأيتُه جليلاً من أهل العلم، واجتمع فيه العقل والفهم، ومارسَ العلومَ طولَ عُمُرِه، وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا عن طريق العلماء، ودخل في غِمار العمّال، ثم تصوَّف وهجر العلومَ وأهلَها، ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة ورموز "الحلاّج"، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين، فلمَّا عمل " الإحياء" عمَد يتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية، وكان غيرَ أنيسٍ بها ولا خبيٍر بمعرفتها، فسقط على أمِّ رأسه وشحن كتابه بالموضوعات. أ.هـ‍ ‍.

ج. وقال عنه "محمد بن علي المازري" (ت 536هـ‍):
... ثم يستحسنون -أي: بعض المالكية - مِن رجلٍ -(أي: الغزالي)- فتاوى مبناها على ما لا حقيقةَ له، وفيه كثيرٌ مِن الآثار عن النبي e لفّق فيه الثابت بغير الثابت، وكذا ما أورد عن السلف لا يمكن ثبوته كله، وأورد من نزعاتِ الأولياءِ ونفثاتِ الأصفياء ما يجلُّ موقعه، لكن مزج فيه النافع بالضار كإطلاقاتٍ يحكيها عن بعضهم لا يجوز إطلاقها لشناعتها، وإِنْ أُخذتْ معانيها على ظواهرها كانت كالرموز إلى قدح الملحدين... أ.هـ‍ ‍.

د. وقال أبو الفضل القاضي عياض بن موسى (ت 544هـ):
والشيخ أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة والتصانيف الفظيعة غلا في طريقةِ التصوُّفِ وتجرَّد لنصر مذهبهم، وصار داعيةً في ذلك، وألَّف فيه تواليفه المشهورة -(أي: الإحياء)- أُخذ عليه فيها مواضعُ وساءتْ به ظنونُ أمَّةٍ، والله أعلم بسرِّه، ونَفَذَ أمرُ السلطان- قال إحسان:السلطان هو: علي بن يوسف بن تاشفين ملِك المرابطين، تولَّى الحكم (سنة 500هـ‍).
قال الذهبي: وكان شجاعاً مجاهداً عادلاً ديِّناً ورعاً صالحاً، معظماً للعلماء مشاوراً لهم، نفق في زمانه الفقه والكتب والفروع حتى تكاسلوا عن الحديث والآثار، وأهينت الفلسفة ومُجَّ الكلام ومُقت، واستحكم في ذهن "علي" أن الكلام بدعة ما عرفه السلف فأسرف في ذلك، وكتب يتهدد ويأمر بإحراق الكتب، وكتب يأمر بإحراق تواليف الشيخ أبي حامد -(أي: الغزالي)- وتوعد بالقتل من كتمها. أ.هـ.
"سير أعلام النبلاء" (20/124)
وانظر "العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية" الجزء الخامس. للدكتور محمد المغراوي ( ص29-52)- عندنا وفتوى الفقهاء بإحراقها والبعد عنها فامتُثِل لذلك أ.هـ ‍.


هـ. وقال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي " ابن الجوزي" :
صنَّف "أبو حامد" الإحياء وملأه بالأحاديثِ الباطلةِ ولم يَعلم بطلانها، وتكلَّم على الكشف، وخرج عن قانون الفقه،
وقال: "إن المراد بالكوكب والقمر والشمس اللواتي رآهن إبراهيم عليه السلام أنوارٌ، هي: حجب الله عز وجل، ولم يرِد هذه المعروفات". وهذا من جنس كلام الباطنية أ.هـ ‍
.
و. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
و "الإحياء" فيه فوائدُ كثيرةٌ، لكنْ فيه مواد مذمومةٌ، فإنَّه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارفَ الصوفية كان بمنـزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثيابَ المسلمين وقد أنكر أئمة الدين على "أبي حامد" هذا في كتبه، وقالوا: مرضه "الشفاء"، يعني "شفاء ابن سينا" في الفلسفة. وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة... أ.هـ‍ ‍.

ز. وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب :
وأسمعْتُهم ما في "الإحياء" من التحريفات الجائرة والتأويلات الضالة الخاسرة، والشقائق التي اشتملت على الداء الدفين والفلسفة في أصل الدين... وقد حذَّر أهل العلم والبصيرة عن النظر فيها -(أي: في مباحث"الإحياء")- ومطالعة خافيها وباديها. بل أفتى بتحريقِها علماءُ المغرب ممن عُرف بالسنَّةِ، وسمَّاها كثير منهم "إماتة علوم الدين"، وقام "ابن عقيل" أعظمَ قيامٍ في الذمِّ والتشنيعِ وزيَّف ما فيه من التمويهِ والترقيعِ، وجزمَ بأنَّ كثيراً من مباحثه زندقةٌ خالصةٌ لا يُقبل لصاحبها صرفٌ ولا عدلٌ أ.هـ‍ ‍

انظر لما سبق:
"سير أعلام النبلاء" (19/323).
"مجموع الفتاوى" (10/551-552).
"الكشف عن حقيقة الصوفية " (ص850).
"إحياء علوم الدين في ميزان العلماء والمؤرخين " لأخينا علي الحلبي.

2. بعض ما فيه من ضلال وزندقة:
أ. قال الغزَّالي: قال أبو تراب النخشبي يوماً لبعض مريديه: لو رأيتَ أبا يزيدٍ -(أي: البسطامي)- فقال: إني عنه مشغولٌ. فلمّا أكثر عليه "أبو تراب" من قوله "لو رأيت أبا يزيد" هاج وجد المريد، فقال: ويحك، ما أصنع بأبي يزيد؟ قد رأيت الله فأغناني عن أبي يزيد. قال أبو تراب: فهاج طبعي ولم أملك نفسي، فقلتُ: ويلك تغترُّ بالله، لو رأيتَ أبا يزيد مرةً واحدةً كان أنفعَ لك من أن ترى الله سبعين مرَّةً! قال: فبُهتَ الفتى من قوله وأنكره. فقال: وكيف ذلك؟ قال له: ويلك أما ترى الله عندك فيظهر لك على مقدارك. وترى أبا يزيد عند الله قد ظهر له على مقداره أ.هـ
‍ ‍ "الإحياء" (4/305).

ب. قال الغزالي: قال "سهل التستري": إن لله عباداً في هذه البلدةِ لو دَعَوْا على الظالمين لم يُصبحْ على وجهِ الأرضِ ظالم إلا مات في ليلةٍ واحدةٍ... حتى قال: ولو سألوه أن لا يقيم الساعة لم يقمْها! أ.هـ
‍ ‍ "الإحياء" (4/305).

قلت: وعلق على هذا الغزالي فقال:
وهذه أمورٌ ممكنةٌ في نفسِها، فمَن لم يحظَ بشيءٍ منها فلا ينبغي أنْ يخلو عن التصديق والإيمان بإمكانها، فإنَّ القدرةَ واسعةٌ، والفضلَ عميمٌ، وعجائبَ الملك والملكوت كثيرةٌ، ومقدورات الله تعالى لا نهاية لها، وفضله على عباده الذين اصطفى لا غاية لها! أ.ه‍ ‍قال الغزالي: قال سهل بن عبد الله التستري وسئل عن سرِّ النفسِ؟ فقال: النفسُ سرُّ الله، ما ظهر ذلك السرُّ على أحدٍ مِن خلقِهِ إلا على فرعون! فقال: أنا ربُّكم الأعلى! أ.ه‍
‍ "الإحياء" (4/61).

ج. قال الغزالي: قال الجنيد: أُحبُّ للمريدِ المبتدئ" أنْ لا يَشغلَ قلبَه بثلاثٍ، وإلا تغيَّر حاله! التكسُّب وطلب الحديث والتزوج. وقال -(أي: الجنيد)-: أُحبُّ للصوفي أن لا يكتبَ ولا يقرأَ، لأنه أجمع لهمِّه أ.ه‍
‍ "الإحياء" (4/206).

د. قال الغزالي:... وعن بعضهم أنه قال: أقلقني الشوقُ إلى "الخضر" عليه السلام، فسألتُ الله تعالى أن يريَني إياه ليعلِّمَني شيئاً كان أهمَّ الأشياءِ عليَّ، قال: فرأيتُه فما غلبَ على همي ولا همتي إلا أنْ قلتُ له: يا أبا العباس! علِّمْني شيئاً إذا قلتُه حُجبْتُ عن قلوبِ الخليقةِ، فلم يكن لي فيها قدْرٌ، ولا يعرفني أحدٌ بصلاحٍ ولا ديانةٍ؟. فقال. قل " اللهمَّ أَسبِل عليَّ كثيف سترك، وحطَّ عليَّ سرادقات حجبك، واجعلني في مكنون غيبك، واحجبني عن قلوب خلقك " قال: ثم غاب فلم أره، ولم أشتقْ إليه بعد ذلك، فما زلتُ أقول هذه الكلمات في كلِّ يومٍ. فحكى أنه صار بحيث يُستذلُ ويُمتهنُ، حتى كان أهلُ الذمَّةِ يسخرون به ويستسخرونه في الطرق يحمل الأشياء لهم لسقوطه عندهم، وكان الصبيانُ يلعبون به، فكانت راحته ركود قلبه واستقامة حاله في ذلك وخموله... أ.ه‍
‍ "الإحياء" (4/306).
قلت: وعلق على هذه الخرافة "حجة الإسلام"! فقال: وهكذا حال أولياء الله تعالى ففي أمثال هؤلاء ينبغي أن يطلبوا... أ.ه‍‏.

هـ. وقال الغزالي: وكان أبو يزيد وغيره يقول: ليس العالِم الذي يحفظ من كتاب، فإذا نسي ما حفظه صار جاهلاً، إنما العالِم الذي يأخذ علمَهُ من ربِّه أيّ وقتٍ شاء بلا حفظٍ ولا درسٍ! أ.ه‍‏
"الإحياء" (3/24).

و. وقال - متَّهماً الله تعالى بالظلم -: قرَّبَ الملائكةَ مِن غيرِ وسيلةٍ سابقةٍ، وأبعدَ إبليسَ مِن غيرِ جريمةٍ سالفةٍ! أ.ه‍‏
"الإحياء" (4/168).
نقلتُه من "الكشف عن حقيقة الصوفية".
وانظر "العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية" الجزء الخامس. لأخينا الدكتور محمد المغراوي.

قلت: وأمثالُ هذه الحكايات والضلالات كثيرٌ كثيرٌ.


منقول

باهي جمال
2014-02-17, 10:12
قال حافظ ابراهيم
ولا تحسبن العلم ينفع ***وحده ما لم يتوج ربه بخلاق

أبومحمد17
2014-02-17, 12:56
بارك الله فيك