tarek22
2012-05-04, 19:01
المفوض جون بينغ: لا يمكن للاتحاد الإفريقي أن يعالج المشاكل في القارة، وخاصة الساحل، دون اللجوء إلى الدور المحوري للجزائر
ينظر الرئيس الفرنسي المترشح نيكولا ساركوزي إلى الجزائر على أنها ''حاملة مفاتيح الحل'' لأزمات منطقة الساحل الإفريقي، لكن ساركوزي لم يشرح طبيعة تلك ''المفاتيح'' إن كانت سياسية أم عسكرية، ويرى أن تحول المشهد في الساحل الإفريقي يستوجب العمل مع الجزائر التي تعد القوة الإقليمية في المنطقة، والتي تمتلك مفاتيح جميع معطيات المشكل.
كان نيكولا ساركوزي، يطرح هذه الرؤية في مناظرة تلفزيونية واجه فيها مرشح اليسار فرنسوا هولاند، حيث سئلا عن الحلول التي يقترحانها لتحرير ثمانية رهائن فرنسيين تحتجزهم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' في منطقة الساحل الصحراوي، وأعطى ساركوزي انطباعا كأنما تمتنع الجزائر عن مد يد العون للفرنسيين بخصوص هذا الملف لما استعمل مصطلح ''دفع'' الجزائر ودول الجوار للعمل معا على أن تكتفي باريس بمساعدتهم عسكريا''.
وقال نيكولا ساركوزي في المناظرة التي بثت مباشرة مساء أول أمس، إن الجزائر تمتلك مفاتيح منطقة الساحل الإفريقي ''هناك مشكل في هذه المنطقة، ويجب علينا أن نضع الثقة في العمل مع الجزائر التي تعد القوة الإقليمية في المنطقة، والتي تمتلك مفاتيح جميع معطيات المشكل''. ويمكن قراءة تصريح ساركوزي بشكل مقلوب.. بمعنى أن الجزائر تغلق اللعب أمام الفرنسيين، ويحيل هذا الأمر إلى طبيعة الخلاف غير المنظور بين الدولتين بخصوص هذا الملف، وتحدث ساركوزي عن رفض فرنسا ''التدخل المباشر'' في المنطقة تحت مبرر أنها ''البلد الاستعماري السابق''، رغم تحليلات كثير من المراقبين أن للفرنسيين دورا كبيرا في المشكلات التي تشهدها مالي ودول الجوار.
ولفت إلى أن المنطقة تعاني من تمرد التوارق ومن نشاط تنظيمات إرهابية، حيث قال ''فرنسا هي البلد الاستعماري السابق، لذلك فإنه لا يمكنها التدخل مباشرة في المنطقة، يمكنها أن تتدخل فقط في دعم ومساندة هذه الدول''، وأضاف ''ولهذا يجب دفع هذه الدول، الجزائر والنيجر ومالي وموريتانيا والسنغال، للعمل معا، وتساعدهم فرنسا عسكريا''.
وفي السياق ذاته، أفاد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، جون بينغ، بأنه ''لا يمكن للاتحاد أن يعالج المشاكل في إفريقيا، ولاسيما في منطقة الساحل دون اللجوء إلى الدور المحوري للجزائر''. وأوضح بينغ في حديث للتلفزيون الجزائري نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن ''الجزائر طالما أولت اهتماما خاصا لمشاكل القارة، وساهمت في البحث عن حلول''.
وأشار إلى أن مالي تواجه وضعا ''صعبا للغاية'' ولاسيما عند الحدود مع الجزائر، مضيفا أن ''مالي تشهد حاليا انقلابا عسكريا وتمردا في شماله، إضافة إلى الإرهاب والتهريب بكل أنواعه''. وأضاف يقول ''لا نستطيع معالجة هذه المسائل دون اللجوء إلى الدور المحوري للجزائر''، مشيرا إلى أنه جاء ''يلتمس الدعم التقليدي للجزائر لصالح القارة''. وأوضح بينغ أنه أجرى محادثات في هذا السياق مع مسؤولين جزائريين سامين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لبحث ما يمكن فعله في هذا المجال.
وردا عن سؤال عن التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لبعض الدول، أشار رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إلى أن ''هذه المسألة تستوقفنا جميعا''، واعتبر أن هذا المبدأ ''غالبا ما تستعمله بعض الدول الكبرى كحجة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، على غرار ما حدث في العراق والصومال، ومؤخرا في بلدان عربية معنية بما يدعى بـ''الربيع العربي''.
عاطف قدادرة : جريدة الخبر
ينظر الرئيس الفرنسي المترشح نيكولا ساركوزي إلى الجزائر على أنها ''حاملة مفاتيح الحل'' لأزمات منطقة الساحل الإفريقي، لكن ساركوزي لم يشرح طبيعة تلك ''المفاتيح'' إن كانت سياسية أم عسكرية، ويرى أن تحول المشهد في الساحل الإفريقي يستوجب العمل مع الجزائر التي تعد القوة الإقليمية في المنطقة، والتي تمتلك مفاتيح جميع معطيات المشكل.
كان نيكولا ساركوزي، يطرح هذه الرؤية في مناظرة تلفزيونية واجه فيها مرشح اليسار فرنسوا هولاند، حيث سئلا عن الحلول التي يقترحانها لتحرير ثمانية رهائن فرنسيين تحتجزهم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' في منطقة الساحل الصحراوي، وأعطى ساركوزي انطباعا كأنما تمتنع الجزائر عن مد يد العون للفرنسيين بخصوص هذا الملف لما استعمل مصطلح ''دفع'' الجزائر ودول الجوار للعمل معا على أن تكتفي باريس بمساعدتهم عسكريا''.
وقال نيكولا ساركوزي في المناظرة التي بثت مباشرة مساء أول أمس، إن الجزائر تمتلك مفاتيح منطقة الساحل الإفريقي ''هناك مشكل في هذه المنطقة، ويجب علينا أن نضع الثقة في العمل مع الجزائر التي تعد القوة الإقليمية في المنطقة، والتي تمتلك مفاتيح جميع معطيات المشكل''. ويمكن قراءة تصريح ساركوزي بشكل مقلوب.. بمعنى أن الجزائر تغلق اللعب أمام الفرنسيين، ويحيل هذا الأمر إلى طبيعة الخلاف غير المنظور بين الدولتين بخصوص هذا الملف، وتحدث ساركوزي عن رفض فرنسا ''التدخل المباشر'' في المنطقة تحت مبرر أنها ''البلد الاستعماري السابق''، رغم تحليلات كثير من المراقبين أن للفرنسيين دورا كبيرا في المشكلات التي تشهدها مالي ودول الجوار.
ولفت إلى أن المنطقة تعاني من تمرد التوارق ومن نشاط تنظيمات إرهابية، حيث قال ''فرنسا هي البلد الاستعماري السابق، لذلك فإنه لا يمكنها التدخل مباشرة في المنطقة، يمكنها أن تتدخل فقط في دعم ومساندة هذه الدول''، وأضاف ''ولهذا يجب دفع هذه الدول، الجزائر والنيجر ومالي وموريتانيا والسنغال، للعمل معا، وتساعدهم فرنسا عسكريا''.
وفي السياق ذاته، أفاد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، جون بينغ، بأنه ''لا يمكن للاتحاد أن يعالج المشاكل في إفريقيا، ولاسيما في منطقة الساحل دون اللجوء إلى الدور المحوري للجزائر''. وأوضح بينغ في حديث للتلفزيون الجزائري نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن ''الجزائر طالما أولت اهتماما خاصا لمشاكل القارة، وساهمت في البحث عن حلول''.
وأشار إلى أن مالي تواجه وضعا ''صعبا للغاية'' ولاسيما عند الحدود مع الجزائر، مضيفا أن ''مالي تشهد حاليا انقلابا عسكريا وتمردا في شماله، إضافة إلى الإرهاب والتهريب بكل أنواعه''. وأضاف يقول ''لا نستطيع معالجة هذه المسائل دون اللجوء إلى الدور المحوري للجزائر''، مشيرا إلى أنه جاء ''يلتمس الدعم التقليدي للجزائر لصالح القارة''. وأوضح بينغ أنه أجرى محادثات في هذا السياق مع مسؤولين جزائريين سامين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لبحث ما يمكن فعله في هذا المجال.
وردا عن سؤال عن التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لبعض الدول، أشار رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إلى أن ''هذه المسألة تستوقفنا جميعا''، واعتبر أن هذا المبدأ ''غالبا ما تستعمله بعض الدول الكبرى كحجة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، على غرار ما حدث في العراق والصومال، ومؤخرا في بلدان عربية معنية بما يدعى بـ''الربيع العربي''.
عاطف قدادرة : جريدة الخبر