الطيب 1963
2012-05-04, 08:29
بسم الله الرحمان الرحيم
6 - مـنـزلـة الـسـنـة مـن الـكـتـاب الـكـريـم
من حق المسلم أن يرتب المصادر التي يأخذ عنها دينه ، وأن يدرك الوضع الصحيح للمحفوظ من قول النبي – صلي الله عليه وسلم – وفعله الى جوار السجل الثابت للوحي الإلهي الذي خصت به الرسالة الخاتمة .
إن القرآن روح الاسلام ومادته ، والرجل الذي اصطفاه الله لإبلاغ آياته وحمل رسالاته ، كان ً قرآنا ً حيا يسعى بين الناس ، كان مثالا فلا جرم أن قوله وفعله وتقريره ، وأخلاقه وأحكامه ، ونواحي حياته كلها تعد ركنا في الدين ، وشريعة للمؤمنين .
والقرآن قانون الاسلام ، وسنة هي تطبيقه ، والمسلم مكلف باحترام هذا التطبيق لتكليفه باحترام القانون قال الله عز وجل: {مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}النساء80وقال: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل 44وقال: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}الحشر7.
شـروط الإشـتـغـال بالـسـنـة
1 – فلا يجوز أن يشتغل بالسنة من لم يدرس علوم القرآن ويضرب فيها بسهم وافر ، فإن القرآن ، هو الدستور الأصيل للإسلام ، وهو الذي يحدد للمسلم بدقة واجباته ، وحقوقه ويرتب التكاليف المنوطة به .
والمرء الذي يعجز عن تحصيل هذه الحقائق من القرآن لن يعوضه عند فقدانها شىء آخر ، ولذلك حرص أئمة الصحابة على أن يخلو الطريق للقرآن الكريم كي يحتل مكانته الاولى في القلوب ، وحرصوا على ألا يزاحمه في موضع الصدارة شىء .
2- ويجىء بعد فهم القرآن فهم مايرد من السنن على وجه الحق ، فخير لمن فهم السنن أن يحبس لسانه عن فهمه فلا يقول : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم يسوق حديثا فلا يعرف ما المقصود منه ؟ وإن كان يفهم عبارته الظاهرة وحدها يحملها إلى من يحسن الإقادة منه .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – {رب حامل فقه ليس بفقيه ، رب حامل فقه الى من هو أفقه منه } حديث صحيح رواه ابن عبد البر .
3- إن قصر الباع في السنة – على كثرة الاشتغال بها – أضر بتوجيه المسلمين ، وأشاع بينهم التقاليد الضيقة والمفاهيم الخاطئة. ولنضرب لك مثلا يكشف عما يصيب الامم من عقم وضياع نتيجة فهما الخاطئ .
* كثير من المسلمين يحكمون على المرأة ألا ترى أحدا ولا يراها أحد ، وهذا التقليد السائد يعتمد على حديث أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كره لنسوته أن يرين عبد الله بن أم مكتوم ، فلما احتججن بأنه أعمى لا يراهما ! قال لهما : { أفعمياوان أنتما ؟} أخرجه ابو داود
فإن علماء السنة تكلموا في معناه ، ومن الجهل بالسنة تقريره عند بيان وظيفة المرأة ، وأسلوب حياتها ، وقواعد اتصالها بالمجتمع العام ولم لا نذكر السنن التي رواها البخاري في ذلك وهي أدق وأصح ؟!
ولنفرض أن البخاري لم يرو هذه الأحاديث الصحيحة أفكان حديث العمياوين يسلط على المجتمع ، ويحجر به على النساء في دورهن فلا يخرجن من هذا السجن أبدا ؟ إن حكما مثل هذا لايعرف من القرآن . بل إن القرآن يجعل هذا الحكم عقوبة للنسوة اللاتي يرتكبن الفواحش قال الله عز وجل{وَاللّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا}.النساء 15
إن تطور الفكر الإسلامي ، على هذا النحو وبالا على الإسلام وأهله نتيجة :
هجر المسلمون القرآن إلى الأحاديث .
ثم هجروا الأحاديث إلى أقوال الأئمة .
ثم هجروا أقوال الأئمة إلى أسلوب المقلدين .
ثم هجروا المقلدين وتزمتهم إلى الجهال وتخبطهم .
والحل علينا أن نعود الى القرآن . فنجعله دعامة حياتنا العقلية والروحية ، فإذا وصلنا الى درجة التشبع منه ، نظرنا في السنة فانتفعنا بحكمة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسيرته وعبادته وخلقه وحكمه .
6 - مـنـزلـة الـسـنـة مـن الـكـتـاب الـكـريـم
من حق المسلم أن يرتب المصادر التي يأخذ عنها دينه ، وأن يدرك الوضع الصحيح للمحفوظ من قول النبي – صلي الله عليه وسلم – وفعله الى جوار السجل الثابت للوحي الإلهي الذي خصت به الرسالة الخاتمة .
إن القرآن روح الاسلام ومادته ، والرجل الذي اصطفاه الله لإبلاغ آياته وحمل رسالاته ، كان ً قرآنا ً حيا يسعى بين الناس ، كان مثالا فلا جرم أن قوله وفعله وتقريره ، وأخلاقه وأحكامه ، ونواحي حياته كلها تعد ركنا في الدين ، وشريعة للمؤمنين .
والقرآن قانون الاسلام ، وسنة هي تطبيقه ، والمسلم مكلف باحترام هذا التطبيق لتكليفه باحترام القانون قال الله عز وجل: {مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}النساء80وقال: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل 44وقال: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}الحشر7.
شـروط الإشـتـغـال بالـسـنـة
1 – فلا يجوز أن يشتغل بالسنة من لم يدرس علوم القرآن ويضرب فيها بسهم وافر ، فإن القرآن ، هو الدستور الأصيل للإسلام ، وهو الذي يحدد للمسلم بدقة واجباته ، وحقوقه ويرتب التكاليف المنوطة به .
والمرء الذي يعجز عن تحصيل هذه الحقائق من القرآن لن يعوضه عند فقدانها شىء آخر ، ولذلك حرص أئمة الصحابة على أن يخلو الطريق للقرآن الكريم كي يحتل مكانته الاولى في القلوب ، وحرصوا على ألا يزاحمه في موضع الصدارة شىء .
2- ويجىء بعد فهم القرآن فهم مايرد من السنن على وجه الحق ، فخير لمن فهم السنن أن يحبس لسانه عن فهمه فلا يقول : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم يسوق حديثا فلا يعرف ما المقصود منه ؟ وإن كان يفهم عبارته الظاهرة وحدها يحملها إلى من يحسن الإقادة منه .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – {رب حامل فقه ليس بفقيه ، رب حامل فقه الى من هو أفقه منه } حديث صحيح رواه ابن عبد البر .
3- إن قصر الباع في السنة – على كثرة الاشتغال بها – أضر بتوجيه المسلمين ، وأشاع بينهم التقاليد الضيقة والمفاهيم الخاطئة. ولنضرب لك مثلا يكشف عما يصيب الامم من عقم وضياع نتيجة فهما الخاطئ .
* كثير من المسلمين يحكمون على المرأة ألا ترى أحدا ولا يراها أحد ، وهذا التقليد السائد يعتمد على حديث أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كره لنسوته أن يرين عبد الله بن أم مكتوم ، فلما احتججن بأنه أعمى لا يراهما ! قال لهما : { أفعمياوان أنتما ؟} أخرجه ابو داود
فإن علماء السنة تكلموا في معناه ، ومن الجهل بالسنة تقريره عند بيان وظيفة المرأة ، وأسلوب حياتها ، وقواعد اتصالها بالمجتمع العام ولم لا نذكر السنن التي رواها البخاري في ذلك وهي أدق وأصح ؟!
ولنفرض أن البخاري لم يرو هذه الأحاديث الصحيحة أفكان حديث العمياوين يسلط على المجتمع ، ويحجر به على النساء في دورهن فلا يخرجن من هذا السجن أبدا ؟ إن حكما مثل هذا لايعرف من القرآن . بل إن القرآن يجعل هذا الحكم عقوبة للنسوة اللاتي يرتكبن الفواحش قال الله عز وجل{وَاللّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا}.النساء 15
إن تطور الفكر الإسلامي ، على هذا النحو وبالا على الإسلام وأهله نتيجة :
هجر المسلمون القرآن إلى الأحاديث .
ثم هجروا الأحاديث إلى أقوال الأئمة .
ثم هجروا أقوال الأئمة إلى أسلوب المقلدين .
ثم هجروا المقلدين وتزمتهم إلى الجهال وتخبطهم .
والحل علينا أن نعود الى القرآن . فنجعله دعامة حياتنا العقلية والروحية ، فإذا وصلنا الى درجة التشبع منه ، نظرنا في السنة فانتفعنا بحكمة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسيرته وعبادته وخلقه وحكمه .