تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أيهما أفضل في الإدارة و السياسة الثناء أم الذم ؟؟؟


عبدالحق صادق
2012-05-03, 18:32
أيهما أفضل في الإدارة و السياسة الثناء أم الذم ؟؟؟



إذا تأملنا واقعنا المعاصر فنجد الأغلب يذم و يلعن و يشتم هذا المجتمع ابتداء من الأفراد وصولاً إلى العلماء و الحكومات و الرؤساء و لا تسمع كلمات المديح إلا نادراً
و إذا مدح شخص ناحية إيجابية في الدولة قذف بشتى التهم
و حسب رؤيتي هذه ظاهرة غير متوازنة و غير عادلة فالإنصاف أن تعطي كل ذي حق حقه و لو كان عدوك أو ممن تختلف معه في الرأي و الاتجاه
فهذه هي تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف فلكل واحد إيجابيات و سلبيات.
و هذا ينطبق على الأفراد و الأحزاب و المجتمعات و الدول و الحكام .
و التركيز على السلبيات دون الإيجابيات و خاصة لمن له إيجابيات كثيرة و لكن له بعض الأخطاء في الظروف الحساسة و الدقيقة مثل واقعنا الحالي يؤدي إلى نتائج خطيرة
حيث تدفع صاحب الحق إلى إعطاء تنازلات للباطل و يشجع الباطل على التمادي في باطله
و النقد يسمى نقدا عندما يصدر من اصحاب الاختصاص و له ضوابط و معاييرواهداف
و نحن مامورين شرعا بالشكر فمن لا يشكر الناس لا يشكرالله
و مامورين شرعا بالنهي عن المنكر و هذا له ضوابط و احكام و من جملتها ان يكون النهي موجها لنفس المخطا و ان يكون سرا بينك و بينه و بالحكمة و الموعظة الحسنة
اما الكلام عن ا لمخطا و التشهير به امام الناس و هو غير موجود ليدافع عن نفسه فهذا فضح و ليس نصح و هذا هدم و ليس بناء و هو يدخل في باب الغيبة و النميمة و البهتان و نشرالفاحشة
و في علم الادارة الحديث ثبت ان الشكر و الثناء له فوائد كبيرة
و كل كلام غيرمنضبط شرعا يسمى ذم و ليس نقد و غالبا النقد من عامة الناس يدخل في الذم بينما النقد من قبل مختصين يدخل في باب النقد الهادف و البناء
و تركيز الذم و النقدعلى افضل الموجود تحت شعارات براقة مثل الاصلاح وغيره له نتائج خطيرة و مدمرة فهو قتل للنهوض و الابداع
و لو كان الذم و النقد و لصق التهم يجدي نفعا لآصبحت الدول العربية في قمة الدول المتقدمة لأن الكل ينتقد الكل و الكل يشك في الكل و الكل يتهم الكل و القليل من يعمل لمصلحة الكل فنحن بحاجة الى عمل ولسنا بحاجة لنقاد
فمن وجهة نظري في هكذا ظروف الأفضل إظهار الإيجابيات و الثناء عليها و ستر السلبيات حتى لا يطمع الأعداء و هذا أكثر أهمية بالنسبة للدول .
و بالمقابل فالإشادة و الثناء على تجربة دولة ناجحة و تسليط الضوء على النواحي الإيجابية فيها يدخل ضمن باب تثبيت صاحب الحق و تشجيعه على بذل المزيد و حث و تنبيه الآخرين على النهوض و الاستفادة من هذه التجربة الناجحة و تطويرها .
و في حال ذكر السلبيات يجب التأكد من صحة المعلومات و مصدرها و خاصة عندما يكون مصدر المعلومات الأعداء فهم لا يريدون الخير لنا بل يريدون الفرقة و التنازع بين الأخوة .
لأنه حسب القاعدة القضائية( تبرئة مائة متهم خيرُ من اتهام بريء)
و كما يقال( إلتمس لأخيك سبعين عذراً فإن لم تجد فقل لعله يوجد عذراً لا أعلمه )
أما تتبع العثرات و البحث عن المستور و إطلاق التهم جزافا حسب تخرصات لا أصل لها أو لها أصل و لكنه من قبل أعداء الأمة أو قال عن قيل
فهذا يؤدي إلى الفرقة و إضعاف الحق و تقوية الباطل و لا يصب في مصلحة الأمة.
فالواجب التثبت عند نقل الخبر أو التهمة و معرفة دوافع صاحب التصرف الخاطئ فلعله اجتهد فاخطأ و عدم نشر الإشاعات المغرضة لأنها تؤدي إلى تفكك المجتمعات و الأمة .
و من الإنصاف التفريق بين المجاهر بتصرفاته الخاطئة و بين غير المجاهر فغير المجاهر فيه خير و يرجى تراجعه و توبته .
و تركيز الذم على أفضل الموجود له أضرار كبيرة و اكبر مما نتصور


الكاتب :عبدالحق صادق

عبدالحق صادق
2012-05-18, 12:10
تركيز الذم و النقدعلى افضل الموجود تحت شعارات براقة مثل الاصلاح وغيره له نتائج خطيرة و مدمرة فهو قتل للنهوض و الابداع
و لو كان الذم و النقد و لصق التهم يجدي نفعا لآصبحت الدول العربية في قمة الدول المتقدمة لأن الكل ينتقد الكل و الكل يشك في الكل و الكل يتهم الكل و القليل من يعمل لمصلحة الكل فنحن بحاجة الى عمل ولسنا بحاجة لنقاد

المنصور3
2012-05-19, 12:28
الذم يولد الحقد والفرقة ولا يوصل إلى نتيجة ،أما المدح فإنه قد يؤدي إلى الإغترار بالنفس والإعتقاد بأن كل ما يفعله صوابا لهذا تبقى النصيحة هي الأفضل

عبدالحق صادق
2012-05-19, 20:13
اخي الكريم :
انني اقصد بالذم و المدح في الادارة او السياسة
الثناء و الاشادة بايجابية يفعلها الموظف او السياسي دون مبالغة و على فعل ايجابي يستحق الثناء و ليس مديح الشعراء او الادباء
و شكرا

عبدالحق صادق
2012-05-19, 20:14
الكلمة التي هي سر فوزنا في الدنيا و الآخرة

ان لكل امر مفتاح و سر يفتح به فتاملت في كتاب الله و سنة نبيه عن سر نهضتنا و كرامتنا و فوزنا في الدنيا و الآخرة فتوصلت للآتي :
ان اول كلمة افتتح الله بها كتابه العزيز هي ( الحمد لله )
و قال تعالى : ( لئن شكرتم لأزيدنكم )
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس )
و روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : ( الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر )
و روى البخاري من رواية أبى سعيد الخدري قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال : ( يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار ) فقلن : وبم يا رسول الله ؟ قال :
( تكثرن اللعن وتكفرن العشير)
و ديل كارنجي رئيس علم الادارة الحديث يقول : بذر من الشكر اي اكثر من الشكر
ان الله منزه عن العبث فكل شئ عنده بقدر و مقدار فكلمة الحمد التي افتتح الله بها القراآن الكريم لها دلالت كثيرة و اسرار عظيمة
و معنى الحمد اوسع من الشكر فالشكر معناه الاعتراف بالجميل لمن اسدى اليك معروفاً بينما الحمد معناها الاعتراف بالجميل لمن نالك نصيب من معروفه بشكل مباشر أو لم ينلك
و اريد ان اركز حول هذا الامر فيما يخص الدوائر الحكومية و الدول و الادارات لأهميته و لاختلاط الفهم فيه و كثرة اللغط حوله بسبب نهج معظم حكومات الدول الاسلامية النهج العلماني الديكتاتوري الذي يتم فيه فصل الدين عن الدولة و فرض الرؤية الواحدة و هذا النهج سوف يؤثر على افراد المجتمع فكريا و سلوكيا فينتج التطرف في الفكر و السلوك و من جملة هذا التطرف ، التطرف في الشكر و الثناء
فاحيانا نجد اناس يستهينون بهذه الكلمة فيبذلونها في غير موضعها فيبالغون في الشكر و الثناء على القوي و صاحب السلطة الذي لا يستحق ذلك بسبب عدم وجود نتائج ايجابية ملموسة على ارض الواقع تستحق كل هذا التصفيق و الهتاف الذي هو شكل من اشكال الثناء و الشكر
و هؤلاء يبخلون بالشكر و الثناء لمن يستحق ذلك اذا لم يكن له سلطة عليهم او لم يكن لهم مصلحة عنده
و هؤلاء يعطون اصواتهم الانتخابية للقوي و صاحب السلطة و المال و على اساس المحسوبيات دون النظر الى كفاءته لهذا المنصب لأن الصوت الانتخابي هو عبارة عن تزكية و اعتراف بفضل و اهلية هذا الشخص الذي ينتخبه
و هذه الافعال تؤدي الى ظهور الديكتاتوريات و الطغاة و الى استلام المناصب بغير الاكفاء اي ظهور الفساد
لأن الطغاة يظهرون و يتسلقون على اكتاف الشعوب الخانعة التي تصفق و تهتف متى طلب منها ذلك و دون ان تفكر لماذا تفعل ذلك و على ماذا ؟؟ و هل هذا الامر يستحق كل هذا التصفيق و الهتاف ؟؟؟
و بالمقابل نجد اناس يبخلون بالشكر و الثناء على من يستحقها فهذه الكلمة ممسوحة من قواميسهم فلا هم لهم سوى توزيع الاتهامات و الذم يمينا و شمالا و من امامهم ومن خلفهم فلا يكاد يسلم منهم احد كردة فعل متطرفة على افعال الذين يستهينون بالشكر و الثناء و يضعونه في غير موضعه
و هؤلاء ضرهم لا يقل عن ضرر الطرف الآخر لأنهم يخلطون الاوراق و ينزعون الثقة بين افراد المجتمنع و الامة و يخلقون جيلا مضطربا حائرا متشاءما محبطاً بلا هدف غير مبالي ليس لديه شعور بالمسؤولية
و هؤلاء نتيجة شعورهم بالياس و الاحباط ربما يصل بهم الامر الى استحلال الدماء البريئة
و الوسطية و الاعتدال ان يبذل الشكر و الثناء و التزكية لمن يستحق و بالمقدار الذي يستحق بعيدا عن الانتماءات و العصبيات و الاهواء و لمن نتفق معه بالراي و لمن نختلف معه و للصديق و للبعيد فالبشكر تدوم النعم و تزداد
و للشكر اشكال عديدة منها قولية و منها فعلية
فعندما تتحقق الشعوب الاسلامية بجوهر (الحمد لله ) بحيث ترى ان المنعم و المتفضل الحقيقيي بكل شئ هو الله سبحانه و تعالى تنتفي الديكتاتوريات و تسود الحريات
و عندما تتحق بالشكر لبعضها و لكل من يجري الله الخيرعلى يديه سواء كان صديق او غيره يبارك الله لنا في النعم و تزداد فتنمو القيم و الاخلاق في المجتمع فيسود التفاؤل و التسامح و حسن الظن و المروءة و المحبة فيزداد المجتمع تماسكا فتظهر فيه الفضيلة و تختفي الرذيلة و يقل الفساد فينتعش الاقتصاد و تزداد عملية التنمية و يتم فرز القيادات الفعلية عن الزائفة و تصبح علاقاتنا جيدة مع الآخرين و بالتالي نضع أقدامنا على الطريق الصحيح باتجاه التقدم و الحضارة و الازدهار و تصبح لنا مكانة و احترام بين الامم
هذا في الدنيا و في الآخرة الفوز برضا الرحمن و جنته ان شاء الله
الكاتب : عبدالحق صادق