zembla
2009-01-15, 17:25
ليس كمثله شئ وهو السميع البصير
اعداد شوقى عبد الصادق
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، وبعد
فنكمل حديثنا عن صفات الله عز وجل، فنقول وبالله تعالى التوفيق
صفة المحبة
وهي صفة ثابتة لله تعالى بكتابه ؛ لقوله تعالى «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» آل عمران ، وقوله «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ» المائدة ، وثابتة لله تعالى بسنة رسوله من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال قال رسول الله «لأعطين الراية» أو قال «ليأخذن غدًا رجل يحبه الله ورسوله» أو قال «يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه» اللؤلؤ والمرجان ، وحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه» اللؤلؤ والمرجان ، والمحبة أجمع السلف على ثبوتها لله تعالى حقيقة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وفسرها أهل التعطيل بالثواب وهو تفسير مردود
صفة الكراهة
والكراهة من الله سبحانه لمن يستحقها ثابتة بالكتاب لقوله تعالى «وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ» التوبة ، وثابتة بالسنة لحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال قال رسول الله «إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعًا وهات، ووأد البنات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال» البخاري والكراهة حقيقة من الله تليق به وهي من صفات الأفعال أجمع السلف على ثبوتها لله من غير تحريف ولا تعطيل وتفسيرها بالإبعاد مردود
صفة الضحك
وصفة الضحك ثابتة لله سبحانه بما صح عن رسوله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله «يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله، فيُقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهدُ» اللؤلؤ والمرجان والتفسير العملي لما جاء في الحديث هو قتلُ وحشي رضي الله عنه لما كان على الكفر قتل أسد الله حمزة بن عبد المطلب ، ثم أسلم وحسن إسلامه، وذكر البخاري طرفًا من ذلك، قال لما سأله رسول الله عن كيفية قتل حمزة رضي الله عنه وأخبره، قال رسول الله «ويحك غيب عني وجهك فلا أَرَينَكَ» قال فكنت أتنكب رسول الله حيث كان لئلا يراني حتى قبضه الله فتح الباري ثم كان له الفضل في قتل مسليمة بنفس الحربة، وقال إن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله حمزة ، وقد قتلت شر الناس؛ مسليمة السيرة لابن هشام
فالحديث الشريف أثبت الضحك لله تعالى كما يقول ابن عثيمين رحمه الله وهو ضحك حقيقي لكنه لا يماثل ضحك المخلوقين، ضحك يليق بجلاله وعظمته ولا يمكن أن نمثله لأننا لا يجوز لنا أن نقول إن لله فمًا وأسنانًا أو ما أشبه ذلك، لكن نثبت الضحك لله على الوجه الذي يليق به سبحانه، والرسول لا يتكلم في مثل هذا إلا عن وحي لأنه من أمور الغيب ليس من الأمور الاجتهادية، وتفسيره بالرضا والثواب تحريف للكلم عن مواضعه وصرف للنص عن ظاهره بلا علم وإثبات خلاف الظاهر بلا علم شرح العقيدة الواسطية ص
صفة النزول
وهو من الصفات الفعلية الثابتة بالسنة المتواترة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» اللؤلؤ والمرجان
وقال ابن عثيمين رحمه الله فعلينا أن نؤمن به ونصدق ونقول ينزل ربنا إلى السماء الدنيا وهي أقرب السماوات إلى الأرض وينزل في هذا الوقت من الليل للقرب من عباده كما يقرب منهم عشية عرفة، وهناك من حَرَّفَ الحديث وقالوا بنزول أمر الله، وآخرون قالوا بل ينزل رحمة الله وقالوا بل الذي ينزل ملك من ملائكة الله وهذا كله باطل يبطله الحديث، وليسو أعلم بالله من رسول الله، وأصحاب رسول الله قالوا سمعنا وآمنا وقبلنا وصدقنا ولم يقولوا كما قال المجادلون إذا نزل أين العلو وإذا نزل أين الاستواء على العرش، وإذا نزل فالنزول حركة وانتقال النزول حادث والحوادث لا تقوم إلا بحادث، ونحن نقول بنزوله لكنه تعالى على خلقه لأنه ليس معنى النزول أن السماء تقله والسماوات الأخرى تظله لأنه لا يحيط به شيء من مخلوقاته
ويقول ابن تيمية رحمه الله إنه لا يخلو منه العرش لأن أدلة استوائه على العرش محكمة والحديث هذا محكم والله تعالى لا تقاس صفاته بصفات الخلق فيجب علينا أن نبقي نصوص الاستواء على إحكامها ونص النزول على إحكامه ونقول مستو على عرشه نازل إلى السماء الدنيا، والله أعلم بكيفية ذلك وعقولنا أقصر وأحقر من أن تحيط بالله تعالى شرح العقيدة الواسطية بتصرف
قلت وهذا مثال من السنة الشريفة ثبتت عجز العقول عن إدراك ماهية شيء من المخلوقات، وهذا الشيء هو سر الحياة في جميع البشر، فقد روى مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت دخل رسول الله على أبي سلمة، وقد شقَّ بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله، فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه مسلم ج ص
قال النووي إن الروح إذا قبض تبعه البصر ناظرًا أين يذهب قلت فهذه الروح هي سر الحياة في جميع البشر ولا يراها الناس ولا يشمونها ولا يدركونها بأي حاسة من حواسهم وهم أحياء ويعلمون علم اليقين أنها موجودة في كل ذرة من كيانهم حتى إذا خرجت منهم تبعها البصر ناظرًا أن تذهب ولا يمكن للمحتضر أن يخبرنا عن تفاصيل وأوصاف الروح التي ينظر إليها ببصره الشاخص، والروح مخلوقة وهي سر حياتنا ولا ندرك كيفيتها ولا ماهيتها فكيف نسمح للعقول أن تتخيل أوصاف وصفات الخالق سبحانه، كذلك الأثير الذي يحمل موجات فيهات مواعظ، وموجات فيها مواعظ وفواحش لا تستطيع العقول أن تدرك ماهية الأثر، وكذلك الكهرباء، فإذا عجز العقل عن إدراك ماهية وكنه كثير من المخلوقات فهو عن إدراك ماهية صفات الله سبحانه أعجز وأقصر وأحقر «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»
صفة الهرولة
سبق في الحديث عن صفة النفس حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي «قول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليَّ بشبر تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة»
فالصفة معلومة لله تعالى ولكن كيفيتها غير معلومة، ولا يشبه تعالى صفات خلقه كما قالت أم سلمة والإمام مالك رحمهما الله الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، فالهرولة معلومة، لله تعالى، ولكن كيفيتها غير معلومة، ولا يشبه تعالى صفات خلقه كما قالت أم سلمة والإمام مالك رحمهما الله الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، فالهرولة معلومة، ولكن الكيفية مجهولة، «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»
صفة المجيء
يقول تعالى «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلاَئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ» البقرة ، قال ابن كثير رحمه الله يعني يوم القيامة، لفصل القضاء بن الأولين والآخرين فيجزي كل عامل بعمله إن خيرًا فخير وإن شر فشر، كما قال تعالى «كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا»، وقوله «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا»، وذكر حديث ابن مسعود عن النبي قال «يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قيامًا شاخصة أبصارهم إلى السماء ينظرون فصل القضاء، وينزل الله تعالى في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي» صحيح الترغيب والترهيب ، وتفسير ابن كثير
الإتيان في الحديث إتيان حقيقي يليق بجلاله تعالى لا يشبه إتيان المخلوق ولا نتأوله على إتيان رحمته أو ملك من ملائكته بل نثبته كما أثبته السلف بلا تشبيه ولا تمثيل ولا تأويل ولا تعطيل لقوله تعالى «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»
صفة الفرح
وقد أثبتت السنة هذه الصفة فيما رواه الشيخان واللفظ لمسلم قال رسول الله «لله أشدُّ فرحًا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية مهلكة راحلته عليها طعامه وشرابه فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبهاحتى أدركه العطش، ثم قال أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعنده راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه فالله أشد فرحًا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده» مسلم
وفرح هذا العبد براحلته فاق حدّه حتى إن العبد كما في رواية أخرى أخطأ من شدة الفرح وقال اللهم أنت عبدي وأنا ربك، ولم يملك كيف يتصرف في الكلام، وفرح الله تعالى بتوبة عبده المؤمن أشد من فرح هذا العبد الذي فاق حدّه، وهذا الفرح بالنسبة لله تعالى صفة قال عنها العلامة ابن عثيمين رحمه الله إنه فرح حقيقي ولكنه ليس كفرح المخلوقين فالفرح بالنسبة للإنسان هو نشوة وخفة يجدها الإنسان من نفسه عند حصول ما يسره، ولهذا تشعر بأنك إذا فرحت بالشيء كأنك تمشي في الهواء، لكن بالنسبة لله تعالى لا نفسر الفرح بمثل ما نعرفه من أنفسنا فهو فرح يليق بالله تعالى مثل بقية الصفات، لله ذات، ولكن لا تماثل ذواتنا، وكذلك له صفات لا تماثل صفاتنا؛ لأن الكلام عن الصفات فرع عن الكلام في الذات، ونحن على خطر إذا قلنا المراد بالفرح الثواب، أو إثابته التائب أو إرادة الثواب شرح العقيدة الواسطية
صفة الرجل، أو القدم
وهذه الصفة ثابتة لله تعالى بالسنة الصحيحة؛ لما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي «تحاجت الجنة والنار، فقالت النار أُوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم، قال الله تبارك وتعالى للجنة أَنْتِ رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار إنما أنت عذابٌ أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط، قط، قط، فهنالك يمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدًا، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقًا» البخاري
وفي رواية أنس قال « يلقى في النار وتقول هل من مزيد، حتى يضع قدمه فتقول قط قط»
وقال ابن عثيمين رحمه الله أما الرجل والقدم فمعناهما واحد، وسميت رجل الإنسان قدمًا لأنها تتقدم في المشي، فإن الإنسان لا يستطيع أن يمشي برجله إلا إذا قدمها، وأن لله تعالى رجلاً وقدمًا حقيقة لا تماثل أرجل المخلوقين، ويسمي أهل السنة مثل هذه الصفة الصفة الذاتية الخبرية لأنها لا تعلم إلا بالخبر ولأن مسماها أبعاض لنا وأجزاء، لكن لا نقول بالنسبة لله إنها أبعاض وأجزاء لأن هذا ممتنع على الله تعالى، وخالف الأشاعرة وأهل التحريف وفسروا الرجل بالطائفة من العباد المستحقين للدخول، والرجل معناها الطائفة، كما في حديث أيوب «رجل جراد من ذهب» يعني طائفة من جراد، وهذا التحريف باطل لأن قوله عليها يمنع ذلك ولا يمكن أن يضيف الله تعالى أهل النار إلى نفسه لأن إضافة الشيء إلى الله تكريم وتشريف، وشرط القدم بمعنى مقدم أي يضع عليها من يقدمهم إلى النار، وهذا باطل أيضًا لأن أهل النار لا يقدمهم الباري تعالى ولكنهم «يُدَعُّونَ إِلَشى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا»، فالمحرفون فروا من شيء ووقعوا في شر منه، فروا من تنزيه الله عن القدم والرجل، لكنهم وقعوا في السفه ومجانبة الحكمة في أفعال الله تعالى، والحاصل أنه يجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى قدمًا وإن شئنا قلنا رجلاً على سبيل الحقيقة، مع عدم المماثلة، ولا نكيف الرجل ؛ لأن النبي أخبرنا بأن لله تعالى رجلاً أو قدمًا، ولم يخبرنا كيف هذه الرجل أو القدم شرح العقيدة الواسطية بتصرف
صفتا السمع والبصر
قال تعالى «قَالَ لاَ تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى» طه ، وقوله «قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا» الكهف ، عن آية طه يقول ابن كثير رحمه الله لا تخافا منه فإنني أسمع كلامكما وكلامه، وأرى مكانكما ومكانه لا يخفى عليّ من أمركم شيء، وعن آية الكهف يقول فلا أحد أبصر من الله ولا أسمع يرى أعمالهم ويسمع ذلك منهم سميعًا بصير
والإنسان خلقه الله سميعًا بصيرًا «إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا» وعن أبي موسى قال لما غزا رسول الله خيبر أو قال لما توجه إلى خيبر أشرف الناس على وادٍ فرفعوا أصواتهم بالتكبير الله أكبر، لا إله إلا الله، فقال رسول الله «اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم» اللؤلؤ والمرجان
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال ذكر النبي يومًا بين ظهري الناس المسيح الدجال، فقال «إن الله ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية» اللؤلؤ والمرجان
وعن عائشة رضي الله عنها قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل قوله «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ» صحيح سنن النسائي
والشاهد من هذه الآيات والأحاديث ثبوت صفتي السمع والبصر لله تعالى على الوجه الذي يليق به من غير تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل وأن سمعه وبصره لا يشبه سمع وبصر المخلوقين، «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
اعداد شوقى عبد الصادق
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، وبعد
فنكمل حديثنا عن صفات الله عز وجل، فنقول وبالله تعالى التوفيق
صفة المحبة
وهي صفة ثابتة لله تعالى بكتابه ؛ لقوله تعالى «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» آل عمران ، وقوله «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ» المائدة ، وثابتة لله تعالى بسنة رسوله من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال قال رسول الله «لأعطين الراية» أو قال «ليأخذن غدًا رجل يحبه الله ورسوله» أو قال «يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه» اللؤلؤ والمرجان ، وحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه» اللؤلؤ والمرجان ، والمحبة أجمع السلف على ثبوتها لله تعالى حقيقة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وفسرها أهل التعطيل بالثواب وهو تفسير مردود
صفة الكراهة
والكراهة من الله سبحانه لمن يستحقها ثابتة بالكتاب لقوله تعالى «وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ» التوبة ، وثابتة بالسنة لحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال قال رسول الله «إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعًا وهات، ووأد البنات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال» البخاري والكراهة حقيقة من الله تليق به وهي من صفات الأفعال أجمع السلف على ثبوتها لله من غير تحريف ولا تعطيل وتفسيرها بالإبعاد مردود
صفة الضحك
وصفة الضحك ثابتة لله سبحانه بما صح عن رسوله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله «يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله، فيُقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهدُ» اللؤلؤ والمرجان والتفسير العملي لما جاء في الحديث هو قتلُ وحشي رضي الله عنه لما كان على الكفر قتل أسد الله حمزة بن عبد المطلب ، ثم أسلم وحسن إسلامه، وذكر البخاري طرفًا من ذلك، قال لما سأله رسول الله عن كيفية قتل حمزة رضي الله عنه وأخبره، قال رسول الله «ويحك غيب عني وجهك فلا أَرَينَكَ» قال فكنت أتنكب رسول الله حيث كان لئلا يراني حتى قبضه الله فتح الباري ثم كان له الفضل في قتل مسليمة بنفس الحربة، وقال إن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله حمزة ، وقد قتلت شر الناس؛ مسليمة السيرة لابن هشام
فالحديث الشريف أثبت الضحك لله تعالى كما يقول ابن عثيمين رحمه الله وهو ضحك حقيقي لكنه لا يماثل ضحك المخلوقين، ضحك يليق بجلاله وعظمته ولا يمكن أن نمثله لأننا لا يجوز لنا أن نقول إن لله فمًا وأسنانًا أو ما أشبه ذلك، لكن نثبت الضحك لله على الوجه الذي يليق به سبحانه، والرسول لا يتكلم في مثل هذا إلا عن وحي لأنه من أمور الغيب ليس من الأمور الاجتهادية، وتفسيره بالرضا والثواب تحريف للكلم عن مواضعه وصرف للنص عن ظاهره بلا علم وإثبات خلاف الظاهر بلا علم شرح العقيدة الواسطية ص
صفة النزول
وهو من الصفات الفعلية الثابتة بالسنة المتواترة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» اللؤلؤ والمرجان
وقال ابن عثيمين رحمه الله فعلينا أن نؤمن به ونصدق ونقول ينزل ربنا إلى السماء الدنيا وهي أقرب السماوات إلى الأرض وينزل في هذا الوقت من الليل للقرب من عباده كما يقرب منهم عشية عرفة، وهناك من حَرَّفَ الحديث وقالوا بنزول أمر الله، وآخرون قالوا بل ينزل رحمة الله وقالوا بل الذي ينزل ملك من ملائكة الله وهذا كله باطل يبطله الحديث، وليسو أعلم بالله من رسول الله، وأصحاب رسول الله قالوا سمعنا وآمنا وقبلنا وصدقنا ولم يقولوا كما قال المجادلون إذا نزل أين العلو وإذا نزل أين الاستواء على العرش، وإذا نزل فالنزول حركة وانتقال النزول حادث والحوادث لا تقوم إلا بحادث، ونحن نقول بنزوله لكنه تعالى على خلقه لأنه ليس معنى النزول أن السماء تقله والسماوات الأخرى تظله لأنه لا يحيط به شيء من مخلوقاته
ويقول ابن تيمية رحمه الله إنه لا يخلو منه العرش لأن أدلة استوائه على العرش محكمة والحديث هذا محكم والله تعالى لا تقاس صفاته بصفات الخلق فيجب علينا أن نبقي نصوص الاستواء على إحكامها ونص النزول على إحكامه ونقول مستو على عرشه نازل إلى السماء الدنيا، والله أعلم بكيفية ذلك وعقولنا أقصر وأحقر من أن تحيط بالله تعالى شرح العقيدة الواسطية بتصرف
قلت وهذا مثال من السنة الشريفة ثبتت عجز العقول عن إدراك ماهية شيء من المخلوقات، وهذا الشيء هو سر الحياة في جميع البشر، فقد روى مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت دخل رسول الله على أبي سلمة، وقد شقَّ بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله، فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه مسلم ج ص
قال النووي إن الروح إذا قبض تبعه البصر ناظرًا أين يذهب قلت فهذه الروح هي سر الحياة في جميع البشر ولا يراها الناس ولا يشمونها ولا يدركونها بأي حاسة من حواسهم وهم أحياء ويعلمون علم اليقين أنها موجودة في كل ذرة من كيانهم حتى إذا خرجت منهم تبعها البصر ناظرًا أن تذهب ولا يمكن للمحتضر أن يخبرنا عن تفاصيل وأوصاف الروح التي ينظر إليها ببصره الشاخص، والروح مخلوقة وهي سر حياتنا ولا ندرك كيفيتها ولا ماهيتها فكيف نسمح للعقول أن تتخيل أوصاف وصفات الخالق سبحانه، كذلك الأثير الذي يحمل موجات فيهات مواعظ، وموجات فيها مواعظ وفواحش لا تستطيع العقول أن تدرك ماهية الأثر، وكذلك الكهرباء، فإذا عجز العقل عن إدراك ماهية وكنه كثير من المخلوقات فهو عن إدراك ماهية صفات الله سبحانه أعجز وأقصر وأحقر «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»
صفة الهرولة
سبق في الحديث عن صفة النفس حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي «قول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليَّ بشبر تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة»
فالصفة معلومة لله تعالى ولكن كيفيتها غير معلومة، ولا يشبه تعالى صفات خلقه كما قالت أم سلمة والإمام مالك رحمهما الله الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، فالهرولة معلومة، لله تعالى، ولكن كيفيتها غير معلومة، ولا يشبه تعالى صفات خلقه كما قالت أم سلمة والإمام مالك رحمهما الله الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، فالهرولة معلومة، ولكن الكيفية مجهولة، «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»
صفة المجيء
يقول تعالى «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلاَئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ» البقرة ، قال ابن كثير رحمه الله يعني يوم القيامة، لفصل القضاء بن الأولين والآخرين فيجزي كل عامل بعمله إن خيرًا فخير وإن شر فشر، كما قال تعالى «كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا»، وقوله «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا»، وذكر حديث ابن مسعود عن النبي قال «يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قيامًا شاخصة أبصارهم إلى السماء ينظرون فصل القضاء، وينزل الله تعالى في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي» صحيح الترغيب والترهيب ، وتفسير ابن كثير
الإتيان في الحديث إتيان حقيقي يليق بجلاله تعالى لا يشبه إتيان المخلوق ولا نتأوله على إتيان رحمته أو ملك من ملائكته بل نثبته كما أثبته السلف بلا تشبيه ولا تمثيل ولا تأويل ولا تعطيل لقوله تعالى «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»
صفة الفرح
وقد أثبتت السنة هذه الصفة فيما رواه الشيخان واللفظ لمسلم قال رسول الله «لله أشدُّ فرحًا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية مهلكة راحلته عليها طعامه وشرابه فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبهاحتى أدركه العطش، ثم قال أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعنده راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه فالله أشد فرحًا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده» مسلم
وفرح هذا العبد براحلته فاق حدّه حتى إن العبد كما في رواية أخرى أخطأ من شدة الفرح وقال اللهم أنت عبدي وأنا ربك، ولم يملك كيف يتصرف في الكلام، وفرح الله تعالى بتوبة عبده المؤمن أشد من فرح هذا العبد الذي فاق حدّه، وهذا الفرح بالنسبة لله تعالى صفة قال عنها العلامة ابن عثيمين رحمه الله إنه فرح حقيقي ولكنه ليس كفرح المخلوقين فالفرح بالنسبة للإنسان هو نشوة وخفة يجدها الإنسان من نفسه عند حصول ما يسره، ولهذا تشعر بأنك إذا فرحت بالشيء كأنك تمشي في الهواء، لكن بالنسبة لله تعالى لا نفسر الفرح بمثل ما نعرفه من أنفسنا فهو فرح يليق بالله تعالى مثل بقية الصفات، لله ذات، ولكن لا تماثل ذواتنا، وكذلك له صفات لا تماثل صفاتنا؛ لأن الكلام عن الصفات فرع عن الكلام في الذات، ونحن على خطر إذا قلنا المراد بالفرح الثواب، أو إثابته التائب أو إرادة الثواب شرح العقيدة الواسطية
صفة الرجل، أو القدم
وهذه الصفة ثابتة لله تعالى بالسنة الصحيحة؛ لما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي «تحاجت الجنة والنار، فقالت النار أُوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم، قال الله تبارك وتعالى للجنة أَنْتِ رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار إنما أنت عذابٌ أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط، قط، قط، فهنالك يمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدًا، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقًا» البخاري
وفي رواية أنس قال « يلقى في النار وتقول هل من مزيد، حتى يضع قدمه فتقول قط قط»
وقال ابن عثيمين رحمه الله أما الرجل والقدم فمعناهما واحد، وسميت رجل الإنسان قدمًا لأنها تتقدم في المشي، فإن الإنسان لا يستطيع أن يمشي برجله إلا إذا قدمها، وأن لله تعالى رجلاً وقدمًا حقيقة لا تماثل أرجل المخلوقين، ويسمي أهل السنة مثل هذه الصفة الصفة الذاتية الخبرية لأنها لا تعلم إلا بالخبر ولأن مسماها أبعاض لنا وأجزاء، لكن لا نقول بالنسبة لله إنها أبعاض وأجزاء لأن هذا ممتنع على الله تعالى، وخالف الأشاعرة وأهل التحريف وفسروا الرجل بالطائفة من العباد المستحقين للدخول، والرجل معناها الطائفة، كما في حديث أيوب «رجل جراد من ذهب» يعني طائفة من جراد، وهذا التحريف باطل لأن قوله عليها يمنع ذلك ولا يمكن أن يضيف الله تعالى أهل النار إلى نفسه لأن إضافة الشيء إلى الله تكريم وتشريف، وشرط القدم بمعنى مقدم أي يضع عليها من يقدمهم إلى النار، وهذا باطل أيضًا لأن أهل النار لا يقدمهم الباري تعالى ولكنهم «يُدَعُّونَ إِلَشى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا»، فالمحرفون فروا من شيء ووقعوا في شر منه، فروا من تنزيه الله عن القدم والرجل، لكنهم وقعوا في السفه ومجانبة الحكمة في أفعال الله تعالى، والحاصل أنه يجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى قدمًا وإن شئنا قلنا رجلاً على سبيل الحقيقة، مع عدم المماثلة، ولا نكيف الرجل ؛ لأن النبي أخبرنا بأن لله تعالى رجلاً أو قدمًا، ولم يخبرنا كيف هذه الرجل أو القدم شرح العقيدة الواسطية بتصرف
صفتا السمع والبصر
قال تعالى «قَالَ لاَ تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى» طه ، وقوله «قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا» الكهف ، عن آية طه يقول ابن كثير رحمه الله لا تخافا منه فإنني أسمع كلامكما وكلامه، وأرى مكانكما ومكانه لا يخفى عليّ من أمركم شيء، وعن آية الكهف يقول فلا أحد أبصر من الله ولا أسمع يرى أعمالهم ويسمع ذلك منهم سميعًا بصير
والإنسان خلقه الله سميعًا بصيرًا «إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا» وعن أبي موسى قال لما غزا رسول الله خيبر أو قال لما توجه إلى خيبر أشرف الناس على وادٍ فرفعوا أصواتهم بالتكبير الله أكبر، لا إله إلا الله، فقال رسول الله «اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم» اللؤلؤ والمرجان
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال ذكر النبي يومًا بين ظهري الناس المسيح الدجال، فقال «إن الله ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية» اللؤلؤ والمرجان
وعن عائشة رضي الله عنها قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل قوله «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ» صحيح سنن النسائي
والشاهد من هذه الآيات والأحاديث ثبوت صفتي السمع والبصر لله تعالى على الوجه الذي يليق به من غير تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل وأن سمعه وبصره لا يشبه سمع وبصر المخلوقين، «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد