تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مفتي الإباضية يقول عن الرؤية و الشفاعة لأهل الكبائر أنها من البدع المضلة


theking1984
2007-07-24, 16:58
لا يزال الإباضية يتبرؤون من الخوارج و لكن هيهات هيهات
و إليكم قاصمة من قواصم الظهر للقوم
فهذا عالمهم الكبير الإمام نور الدين عبدالله بن حميد بن سلُّوم السالمي

يقرر أن الرؤية و الشفاعة من البدع المضلة

أنظر


هنا (http://www.ibadhiyah.net/fatawa/showthread.php?postid=9941&highlight=%C7%E1%DF%C8%C7%C6%D1#post9941)

theking1984
2007-07-24, 17:00
القول بجواز الرؤية والخروج من النار والشفاعة لأهل الكبائر وكون صفات الله الذاتية غير ذاته وتحليل نكاح الزاني بمزنيته من الأصول أم لا؟

الجــــــــــــــواب:

تلك أمور أحدث القول بها علماء قومنا وهي من بدعهم الشنيعة وأحداثهم القبيحة، وكان المسلمون في سلامة من ذلك، فالمسلم يكون مسلماً ولو لم يعرف شيئاً منها وحين ابتدعها قومنا وأدخلوها في عقائدهم وجب علينا أن ننبه على غلطهم ونبين وجه ضلالهم، فإن كنت تعني بقولك من مسائل الأصول إن الدين لا يتم إلا بمعرفتها واعتقادها فإن الدين يتم مع جهلها وعدم معرفتها، وهي طريقة عامة المسلمين وعليها سلف من سلف من صد هذه الأمة، وإن كنت تعني أن معتقدها هل يخطئ أم لا؟ فنعم نخطئه في دينه لأنها بدعة ضالة مضلة وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة" والله أعلم.

theking1984
2007-07-24, 17:03
هذا على الرغم من أن الرؤية و الشفاعة مسألة متواثرة أجمع عليها السلف


و نظموا في ذلك و قالوا :

مما تواترا حديث من كذب /// ومن بني لله بيتا و أحتسب
و رؤية شفاعة و الحوض /// و مسح خفين و هذي بعض

theking1984
2007-07-24, 17:18
أدلة الكتاب على الرؤية :
قول الحق سبحانه: { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }(القيامة:22-23)، قال ابن عباس في تفسير الآية: " تنظر إلى وجه ربها إلى الخالق". وقال الحسن البصري :"النضرة الحسن، نظرت إلى ربها عز وجل فنضرت بنوره عز وجل".
ومن أدلة رؤيته سبحانه يوم القيامة قوله تعالى:{ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون }(المطففين:15)، قال الإمام الشافعي :" وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذ "، ووجه ذلك أنه لما حجب أعداءه عن رؤيته في حال السخط دل على أن أولياءه يرونه في حال الرضا، وإلا لو كان الكل لا يرى الله تعالى، لما كان في عقوبة الكافرين بالحجب فائدة إذ الكل محجوب .

ومن أدلة رؤيته سبحانه يوم القيامة أيضا قوله تعالى: { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة }(يونس:26) والزيادة وإن كانت مبهمة، إلا أنه قد ورد في حديث صهيب تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لها بالرؤية، كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ثم تلا هذه الآية { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة }.

أدلة السنة على الرؤية :

- حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ قالوا : لا، يا رسول الله، قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك ) رواه مسلم . ومعنى " تضارون" أي لا يزاحم بعضكم بعضا، أو يلحق بعضكم الضرر ببعض بسبب الرؤية، وتشبية رؤية الباري برؤية الشمس والقمر، ليس تشبيها للمرئي بالمرئي، وإنما تشبيه الرؤية في وضوحها وجلائها برؤية العباد الشمس والقمر إذ يرونهما من غير مزاحمة ولا ضرر .

2- حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنكم سترون ربكم عيانا ) رواه البخاري .

3- حديث صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ثم تلا هذه الآية { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } رواه مسلم .

4- حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ) متفق عليه .

5- حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه ) رواه البخاري .

أما الإجماع فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - كما في مجموع الفتاوى 6/512 - :" أجمع سلف الأمة وأئمتها على أن المؤمنين يرون الله بأبصارهم في الآخرة ".

ورغم هذا الإجماع وتلك الأدلة التي بلغت حد التواتر - والتي لم نذكر سوى اليسير منها - إلا أن المعتزلة أنكرت رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وزعمت أن ذلك محال، وسلكوا في سبيل تأييد قولهم ونصرته مسلكين، المسلك الأول: الاعتراض على استدلالات أهل السنة، والمسلك الثاني: الاستدلال لمذهبهم ، وسوف نعرض لكلا المسلكين – بعد ذكرهما – بالنقد والتمحيص ليستبين ضعف ما بنو عليه مذهبهم وفساده.

أختكم
2007-07-24, 17:28
بارك الله فيك أخي الكريم Theking1984 على الموضوع
أقترح عليك أن تفتح موضوعا جديدا بعنوانٍ مثل( الرد على شبه الإباضيه ) و أظن أنه لا داعي لنقل أقوال أحد مفتيهم والله أعلم فما يهمنا هو دليل القرآن والسنة و سيكون هذا ردا على مداخلات الأخ المدافع عن الإباضية ..في موضوع الخوارج للأخت عيشة طبعا اقتراحي متعلق بمشاركاتك الثالثة و الرابعة و الله أعلم إن كان لك بقية و هذا ما أظنه ..بارك الله فيك أخي الكريم مرة أخرى

محمد أبو عثمان
2007-07-24, 18:22
بارك الله فيك theking على النقل الطيب وقد سبقتني لها - سبقك بها عكاشة- فجزاك الله خيرا وأوافق المشرفة
على الاقتراح جزاكم الله خيرا

theking1984
2007-07-24, 19:10
ما دام قد سبقتك إلى هذا فلا أريد أن أسبقك إلى موضوع الرد على الإباضية فبادر به
و نحن في العون أيها الحبيب أبو عثمان

theking1984
2007-08-01, 13:24
نعم أختنا
أختكم
لكن لي تعقيب
على قولك :

و أظن أنه لا داعي لنقل أقوال أحد مفتيهم والله أعلم فما يهمنا هو دليل القرآن والسنة


أقول :

لا بل هناك داع و داع قوي أيضا
فلا زال طريقة أهل السنة من قديم إيراد قول الخصم و حجته ثم ردها بالبيان
من السنة و القرآن
فإيراد أقوالهم المضلة مهم حتى لا يقال قد أعدي عيلنا ما ليس في منهجنا
و هذا الأسلوب مثبت في القرآن و السنة


إذ نجد فيه شبة الكفار و الوثنيين و النصارى و اليهود و ردها واحدة تلو الأخرى
ببيان ساطع كضوء القمر في ليلة الأنتصاف
و بارك الله فيكم.

أختكم
2007-08-01, 13:50
حسنا أخي theking1984 فقط لا تغضب علينا

أنت على حق و قصدي في ردي كان في إيراد الفتوى أولا ...و هي عنوان الموضوع فمن لا يقرأ الموضوع يظن من عنوانه أننا نؤيد هذه الفتوى .. لذلك الأولى وضع موضوع للرد و فيه يكون ذكر فتاواهم و ردود أهل السنة و الجماعة بالدليل ...

و لك حرية طرح مواضيعك و ردنا هو مجرد اقتراح و أنت من يقرر في كيفية توضيح مقصودك ..
وجزاك الله خيرا

djillali07
2007-08-03, 12:04
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لله ذرك أخي .......وفقك الله تعالى إلى ما فيه صلاح المسلمين ......وأسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى
وندعـــــــــــــو الله عز وجل

ibrahim2007
2007-10-08, 11:15
لمذا أغلبيتكم ضد الإباضية هل هذا من جانب الحسد أم من جانب التوعية
وأنا اظنه من جانب الحسد لاغير
تتعلم قليل من الشريعة وتدعي نفسك تفتي (روح تعلم أكثر)

mohamed03
2007-10-08, 20:09
لمذا أغلبيتكم ضد الإباضية هل هذا من جانب الحسد أم من جانب التوعية
وأنا اظنه من جانب الحسد لاغير
تتعلم قليل من الشريعة وتدعي نفسك تفتي (روح تعلم أكثر)

ما هكذا يكون النقاش يا ابراهيم
الرجل طرح قضية بالدليل و البرهان ..
فالرجاء ان ترد عليه بالدليل و البرهان كذلك
أو تطلب مساعدة من أحد الأئمة الاباضيين الذين تعرفهم للرد عليه و تبيين الحقيقة
أما أن تبدأ في التهجم على شخص theking فهذا ما لا نقبله لا منك و من أي شخص آخر
لا داعي للتشكيك و السب و غيرها من قبح الكلام
فسلاح اللئام قبح الكلام

نحن في انتظار جواب مقنع و رد علمي موثق من الاخوة المخالفين عسى أن يهدينا ربنا رشدا
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

ibrahim2007
2007-10-08, 22:54
أولا وقبل كل شيئ مالذي دعاكم إلى مناقشة هذه المواضيع الحساسة حيث معلومة خاطئة أو فوتى غير صحيحة تؤدي إلى نار جهنم
سؤال واحد من تكون أنت مفتي أم إمام أم......................لكي يسهل الحوار معك ونعرف كيف نناقش الموضوع معك.

theking1984
2007-10-08, 23:53
أختكم


hachem

mohamed


بارك الله فيكم


الأخ العجول
ibrahim


أما عن قولك روح أتعلم

فالتعلم و عرض ما سبق تعلمه لا ينتفيان
و هذا إمام أهل السنة و الجماعة أحمد بن حنبل لما قال له إبنه عبد الله إلى متى مع المحبرة
فقال له : مع المحبرة إلى المقبرة
و هو إمام ولا زال يطلب العلم

بل إن تعليم الناس ما سبق و تعلمناه
هو من أعظم أبواب تزكية التعلم و تتثبيته

أما عن سبب فتح الموضوع
فإني لم اكتب ذلك تشهيا
بل وجدنا أحد الإباضية في المنتدى راح يكتب دفاعا عنهم
فبينا باطلهم بالدليل و البرهان


هذا و قد لطفت معك العبارة
فأرجوا أن تكون انت كذلك .

ibrahim2007
2007-10-09, 21:41
ممكن لي أن توضح أكثر
أنت من تكون

theking1984
2007-10-09, 22:17
ممكن لي أن توضح أكثر
أنت من تكون




ما أسهل الإجابة عن هذا السؤال وذلك بأن أقول لك : من تكون أنت حتى تبحث عن من أن أكون ؟؟؟


هذا أولا , ثانيا : أنا مسلم سلفي جزائري عرف الحق فأراد نفع إخوانه به
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه


وثالثا : و هو الأهم , لا يهم من أكون بقدر أهمية صواب ما نقلته من خطأه .

والحمد لله أن الذي نقلت هو الصواب الذي لا محيص عنه
والحمد لله أولا وآخرا.

ibrahim2007
2007-10-11, 15:45
من قال لك أنه صواب أأنت لا تخطأ
ثم إن السلفية ضد الإباضية وأنا أعلم أنك سلفي
أنت مجرد تابع وعليك أن تعلم ماتقول

theking1984
2007-10-11, 23:51
أنا متقين
صواب ما قلت نقلاً لا إبتداءاً


لأن الحق مع القرآن و السنة


لا لأنني معصوم

فانت أذكى من أن تجيبني بقولك : من قال لك أنه صواب أأنت لا تخطأ ؟؟

و استفاهمك هذا أتبعه أنا بعلامات تعجب من ركاكة فهمك و سقمه

و كأني بك تريد أن تقول أنك أنت من سينافح عن الإباضية

فأبشرك أن امثالك ليس لهم مكان بين السلفيين

و اقعد مع الخوارج الإباضية حاببهم و ساكنهم

و عادِ السلفيين

فأنت جدير بذلك فيما يبدوا .


هذا و أنت لم تناقش ما نقلت إلى الآن بكلام علمي

و لذلك لن أرد عليك مرة أخرى .

djally
2007-10-12, 18:16
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

abdo_spectrum
2007-10-14, 15:31
يا اخ إبراهيم هذا عبد من عباد الله أتاك بالدليل فإما أن ترد بالدليل أو أن تدعو من هو أعلم منك الى مناظرة الأخ والله يهدي إلى سواء السبيل

ibrahim2007
2007-10-16, 12:22
أنا لا أعترف بهذا الرد تدعي نفسك عارف للحق
أريد معرفة المصادر

كويتي
2007-10-16, 12:42
أمرك عجيب يا ابراهيم

مالذى تريدة بالضبط؟

الرجل اتى بفتوى لشيخ اباضى ينفى رؤية الله سبحانه وتعالى في الاخره كما ينفى الشفاعه لاهل الكبائر وانهم مخلدون في النار

ثم أتاك بالأدلة من الكتاب والسنه على هذه الاشياء

فتأتي لتسأله من انت؟؟ وماذا تريد به سواء عرفت من هو او لم تعلم انت لم تناقش ماجاء في الموضوع الاصلى بل اخذت تتهجم على كاتب الموضوع ماهذه الشخصنه

ثم تأتي لتتحفنا بقولك

أنا لا أعترف بهذا الرد تدعي نفسك عارف للحق
أريد معرفة المصادر

سبحان الله وهل هناك مصادر معتبره اقوى من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم!!؟؟

والله يا ابراهيم ان الحق ابلج ولا يحتاج الى كثير عناء لمعرفته
فقط يجب على الانسان ان يزيل ستار التعصب عن عينيه ليرى الحقيقه
فتأمل يا رعاك الله

ibrahim2007
2007-10-16, 17:33
أريد معرفة المصدر ولا تراوغ
فأنا حددت سؤالي من أين لك بهذه المعلومات وحددلي المصادر لكي أطلع عليها بنفيسي وأتأكد من قال لي ربما تكون كاذب أو لم تفهم الموضوع .
فإذا قلت المصادر من الكتاب والسنة وهل أنت وصلت إلى مرحلة الإستنباط الأحكام وهذا ليس بالشيء السهل كما تدعيه

الوهبي
2007-10-16, 18:53
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المصطفى الامين واصحابة الغر الميامين ومن تبعهم الى يوم الدين

الاخ الفاضل كاتب الموضوع هداك الله .المسلمون يقتلون في كل مكان وانت بدل ان تأتي بمواضيع فيها الوحدة تأتي لتصب الزيت على النار وتتحدث في مواضيع ليس فيها الى فرقة المسلمين وتشتتهم............

ان كنت تحاول اثارة البغضاء ضد الاباضية بذلك النقل (ان صح) فاقول لك ان ماقيل وما يقال عن الاباضية في نفس المسائل ابشع واقبح مما جئت به فمنهم من استباح دماء الاباضية وكفرهم لانهم نفوا الرؤية ولانهم قالوا بالتخليد في النار للعاصي غير التائب..........فاي المقفين اشد وابشع

لاتنهى عن خلق وتأتي مثله......................

اما مايعتقده الاباضية في هذه المسائل فهو ليس كلاما من الهواء اوحته الاهواء بل عقائد راسخة بالقران والسنة
ولي عودة ان شاء الله.......................

che-love
2007-10-16, 21:28
من المباحث اللغوية والمصطلحات الشرعية التي تناولتها أقلام أكثر علماء الإسلام، وَاتَّفَقت نظراتهم فيها حينا واختلفت حينا آخر، هي معاني كلمات: الكفر، والإيمان، والإسلام، والشرك، والنفاق، والعصيان، والكبيرة.

وللإباضية في هذه المواضع مفاهيم كما لغيرهم، فكل المذاهب تأخذ أحكامها من كتاب الله وسنة رسوله (ص)، ولكن قد يختلفون في طرق الاستنباط.

ومن هذه المفاهيم ما يلي:

? الإيمان والإسلام والكفر.

? كفر النعمة.

? الوعد والوعيد.

? الولاية والبراءة والوقوف.

? خلود العصاة في النار.

? الشفاعة.

وهذه القضايا مرتبطة ببعضها البعض، وتكمل بعضها بعضا، و يترتب عليها التعامل بين الناس.

مفهوم الإيمان:

يرى الإباضية أن النطق بالشهادتين وحده لا يكفي لأن يكون الإنسان مسلما، بل يلزم أن يترجم هذا القول والاعتقاد إلى عمل صالح، فالإسلام اعتقاد وقول وعمل، ولا يتم إسلام المرء إِلاَّ بهما معا. فالاعتقاد: هو الإيمان الخالص بالله وملائكته وكتبه ورسله. والقول: هو النطق بكلمة الشهادة، والعمل: هو الإتيان بجميع الفرائض، واجتناب جميع المحرمات، والوقوف عند الشبهات.

فطبيعة الإسلام تقتضي من الفرد المسلم أن يؤمن بالله ورسله، ثُمَّ يصرح بلسانه بهذا الإيمان، وبعدها يندفع للعمل بما جاء في هذه الرسالة التي آمن بها. ﴿ وَمَنَ اَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ(33)﴾ (فصلت) والثواب والعقاب في الآخرة منوطان بالإيمان والعمل معا، وليس بالإيمان ولا بالقول فقط دون ارتباطها ﴿ يَـآ أَيـُّهَا الذِينَ ءَاَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ(2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَـقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ(3)﴾ (الصف). ولقد كان رسول الله (ص) يقول وهو يدعو الناس إلى الإسلام في مَكَّة: «أيها الناس، قولوا لا إله إِلاَّ الله تفلحوا» وكفار قريش كانوا يعلمون أَنَّها ليست كلمة تلاك بالألسن ولو كانت كذلك لقالوهَا، وعصمت دماؤهم، وَإنَّمَا هي التزام بمقتضى هذه الكلمة، وانقياد كامل لله ورسوله، وهم غير مستعدين لذلك، ولذلك فلم يؤمن إِلاَّ من أدرك المعنى الحقيقي للكلمة. وعلى هذا الأساس يفهم قول النبي (ص): «من قال لا إله إِلاَّ الله دخل الْجَنَّة». فمن قال: «لا إله إِلاَّ الله مُحمَّد رسول الله» عليه أن يعمل بمقتضاها، وهذا الذي عليه الإباضية، أَمَّا غيرهم فإن الذي يقرأ في كتب الإيمان والعقائد يجد عدة تفسيرات لهذا الحديث تترد بين رأي الإباضية، وبين من يأخذ بظاهر الحديث، ويقول: إِنَّ كلمة التوحيد كافية لدخول الْجَنَّة.

ومن هذا نفهم أَنَّهُ لا يختلف مفهوم الإسلام عن مفهوم الإيمان عند الإباضية إذَا تفرقا، فكلاهما شيء واحد من الناحية الشرعية، أَمَّا من الناحية اللغوية فمعنى كُلّ منهما واضح، فالإسلام: يعني الانقياد، والإيمان: يعني التصديق.

يقول الشيخ علي يحي معمر: «لو ألقيت نظرة إلى العالم الإسلامي الذي يموج بملايين البشر، يشهدون أن لا إله إِلاَّ الله وأن مُحمَّدا رسول الله، ويفخرون بأنهم مسلمون لأذهلتك النتيجة. تجد أحدهم يقول: لا اله إلا الله مُحمَّد رسول الله، لكن قلبه ممتلئ بحب غير الله، وجوارحه تتسابق إلى ما نهى الله عنه. فما وزن المسلم الذي لا يقرب الصلاة، أو لا يؤدى حق الله في ماله، وما وزن المسلم الذي ينفق الأموال في كُلّ سبيل إِلاَّ سبيل الله، ويشترك في كل مشروع إِلاَّ مشروع الخير، ويغشى كل مجلس إِلاَّ مجلس الذكر.

إنك تستطيع أن تجد آلاف الصور لملايين من البشر كُلّها تخالف ما أنزل الله، وهؤلاء كلهم محسوبون على الإسلام.

إن عشرة آلاف من المسلمين عندما كان الإسلام إيمانا وقولا وعملا استطاعوا أن يهدوا الملايين إلى دين الله بسلوكهم قبل أن يهدوهم بأقوالهم وأسيافهم، واستطاع أولئك الآلاف القليلة أن يثبتوا حكم الله قويا مزدهرا في بلاد الله وإن كان أهلها على غير الإسلام، لأَنَّ أولئك القلة كانوا مسلمين حقا بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم»[1].

كيف يحكم الإسلام على هؤلاء الناس الذي يؤمنون بالله ورسوله قولا، ويخالفون أوامر الله ورسوله عملا، وكيف يتعامل الفرد المسلم والمجتمع المسلم معهم. وما مصير هؤلاء في الآخرة. هذا ما سيأتي بيانه، ولكن قبل ذلك يلزم أن نبين أقسام الناس في الدنيا والآخرة وأقسام الذنوب.

كفر النعمة:

ينقسم الناس في الدنيا إلى مسلم وكافر.
أَمَّا المسلم فهو المؤمن التقي الموفي بدينه الحريص على إسلامه, القائم بالواجبات والمجتنب للمعاصي والسيئات، وهو الذي يرجو رحمة رَبِّه ويخشى عذابه ويتوب كُلَّ ما أذنب.
وأَمَّا الكافر: نوعان: كافر كفر شرك (الخارج من الملة) . وكافر كفر نفاق أو كفر معصية، وهو ما يطلق عليه الإباضية: كفر النعمة.

فالكفر بمعنى الشرك: لا يطلق إلاّ على من أنكر معلوما من الدَّين بالضرورة كوجود الله، أَو أشرك به غيره، أو أنكر شَيئًا الوحي أو الرسالة، أو البعث أو الحشر أو الحساب أو الجنة أو النار.

وكفر النفاق أو كفر النعمة: فيطلق على كُلّ من ارتكب كبيرة من الكبائر العملية كالسرقة والزنى والخمر، أو تركية كترك الصلاة وعدم صيام رمضان... وغيرها، والمذاهب التي لا تطلق الكفر على مرتكب المعصية الكبيرة، إِنَّمَا ذلك لأَنَّ الكفر عندهم مرادف للشرك[2].

وقد وردت كلمة الكفر بهذه المعاني في عدة آيات من القرآن الكريم، فأحيانا تأتي بمعنى الشرك، وأحيانا بمعنى كفر النعمة، كما وردت في أحاديث صحيحة عن النَّبِيّ (ص) ومن أمثلة ذلك من القرآن الكريم:

¨ قول الله تعالى: ﴿ لِيَـبْلُوَنِيَ ءَآشْكُرُ أَمَ اَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنـَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبـِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ(40)﴾ (النمل)، ومعنى الكفر هنا: هو جحود نعمة الله تعالى وفضله وإحسانه.

¨ قول الله تَعَالىَ: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيـَةً كَانَتَ ـ امِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَاتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ(112)﴾ (النحل).

¨ قول الله تعالى: ﴿ وَللهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ(97)﴾ (آل عمران) والكفر هنا يعني: ترك الحج مع الاستطاعة.

¨ قول الله تعالى ﴿ وَمَن لـَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ(44)﴾ (المائدة)

ومن الأحاديث:

¨ قول النبي (ص) «من ترك الصلاة فقد كفر» وقوله أيضا: «بين العبد والكفر ترك الصلاة».

¨ قول الرسول (ص) : «الرشوة في الحكم كفر».

¨ قوله (ص) فيمن أتى كاهنا: «من أتي كاهنا أو عرافا فصدقه فقد كفر بما أنزل على مُحمَّد».

¨ قوله (ص) فيمن يتهاون بالصلاة: «من ترك الصلاة كفر».

¨ قول الله تعالى فيمن يتعامل بالربا: ﴿ يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ، وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ اَثِيمٍ(276)﴾ (البقرة)

وكثير من هذه النصوص التي وردت بهذا المعنى، والتي إذا أمكن تأويل بعضها بالشرك أو بالردة، فإن بعضها الآخر لا يمكن تأويله إِلاَّ على كفر النعمة الذي هو بمعنى العصيان أو الفسوق، أو ما يطلق عليه أهل الحديث: «كفر دون كفر».

ففي كل الأمثلة السابقة لا يمكن أن نحصر كلمة «الكفر» على الخروج من الملة أو الشرك بالله، ولذلك يتبين تقسيم الكفر عند الإباضية إلى قسمين:

كفر شرك ، وكفر نعمة.

فكفر الشرك: مرتبط بأصول العقيدة، وهو مرادف للشرك.

أَمَّا كفر النعمة: فهو مرتبط بالأعمال، وكلاهما سماه القرآن كفرا كما في الآيات السابقة.

ولقد استغل بعض الكتاب المتحاملين على الإباضية - قديما وحديثا - إطلاق الإباضية كلمة الكفر على مرتكبي الكبائر من المسلمين، فقالوا بأن الإباضية يقولون بكفر مرتكبي الكبائر من المسلمين دون أن يبينوا معنى الكفر المقصود، ذلك لأَنَّهُم يفهمون معنى الكفر بأنه الكفر المرادف لكلمة الشرك: وهو الخروج من الملة، ومن ذلك يفهم القارئ من هذه الكتب كأن الإباضية يقولون: بأن مرتكب الكبيرة مشرك، وهذه مخالفة للحقيقة، بل من الشبه التي استغلت على مدى التاريخ للصد عن الفكر الإباضي, فكثير من الناس حين يسمعون أن الإباضية يحكمون بكفر عصاة الموحدين، يحسبون أن هذا الحكم إخراج للمسلمين من الدين، وحكمٌ عليهم بالشرك، وهذا ما ذهب إليه الخوارج، فالإباضية فرقة من الخوارج، وهكذا يبنون نتائج على مقدمات كاذبة مشوهة، فيتورطون في خطأٍ شنيع، وينسبون إلى فرقة من أحرص فِرَق الإسلام على قول الْحَقِّ واتباعه، ومن أشدها تمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله، ينسبون إليها أقوالاً وآراءً هي أبعد عنها من الذين ينسبونها إليها، ولو رجع هؤلاء إلى كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وإلى سنة رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، ثُمَّ اطلعوا على كتب الإباضيَّة وناقشوها في أدلتها ومستنداتها، وعرضوها على الميزان الذي وضعه مُحمَّد (ص)، وفهموا المعنى الذي يقصده الإباضية من كلمة الكفر حين تطلق على الموحدين، إِنَّهُم لو فعلوا ذلك لوفروا على أنفسهم وصمة الجهل، وعلموا أن هؤلاء الناس يحاسبون أنفسهم على كُلّ دقيقة وجليلة، قبل أن يحاسبهم الناس، وأَنَّهم لا يقدمون على قول أو عمل، إِلاَّ إذا انبنى على آية محكمة أو سنة متبعة. وأعتقد أن ما تَقَدَّم يكفي لإيضاح المقصود من إطلاق كلمة الكفر على العصاة ويقصد بذلك كفر النعمة.

وقد يسأل سائل لماذا استعمل الإباضية كلمة الكفر على العصاة، ولم يستعملوا كلمة أخرى مثل الفسوق والنفاق، والسبب كما يقول الشيخ علي يحي معمر رحمه الله :

«أَوَّلاً: أَنَّها الكلمة التي أطلقها القرآن والسنة النبوية عليهم في كثير من المناسبات كما ذكرنا بعضها فيما سبق.

وثانيا: أن كلمة النفاق كان لها أثرا خاصا في تاريخ الإسلام، فقد اشتهر بها عدد من الناس في زمن رسول الله (ص)، آمنوا ظاهرهم ولم تؤمن قلوبهم. فكان القرآن الكريم ينزل بتقريعهم ويفضح بعضهم، ويتوعدهم بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، حتَّى اشتهروا بهذا الاسم، وعرفوا به قال تعالى ﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّنم بَعْضٍ يَامُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمُ, إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(67)﴾ (التوبة)

ولقد استعمل الإباضية كلمة الكفر في وصف العصاة الذين يرتكبون الموبقات أو ما يشبهها، لأَنَّ الرسول (ص) حين وصف تارك الصلاة والراشي والمرابي وغيرهما بالكفر، ولم يحكم عليهم بالشرك أو الردة أو الخروج من الملة.

فاستعمل الإباضية كلمة الكفر في المواضع التي استعملها القرآن الكريم ورسول الله (ص) وفيما يشبهها، وهي تعني كفر النعمة كما هو واضح من الآيات والأحاديث السابقة.

ومن الجدير بالذكر أنه قد وافق الإباضية على إثبات كفر النعمة جماعة كبيرة من العلماء؛ منهم: البيهقي، وابن الأثير، وابن العربي، والحافظ ابن حجر، والعيني، والقسطلاني، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وابن عاشور، وغيرهم»[3].

يقول الشيخ على يحي معمر : «ولو حكم بالشرك أو الخروج من الملة على كل من ارتشى وكل من رابى وكل من صدق كاهنا أو عرافا، وكل من تهاون في صلاة أو حج فريضة لما بقي من المسلمين إِلاَّ العدد اليسير. ولو سرنا مع هذا المنطلق لحكمنا عَلَى جميع المسلمين بالشرك أو الردة لقوله (ص) : «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض»، ولقد بدأ ضرب الرقاب بعده بقليل، ولم يتوقف حتَّى اليوم. بل إن رقاب المسلمين لتطير بأيدي المسلمين في كُلّ يوم حتَّى هذا العصر، ولا يبدو أنها ستتوقف، فهل نحكم على كُلّ هؤلاء بأنهم مشركون مرتدون. وهل نحكم على أولئك البسطاء السذج الذين يصدقون كُلّ شيء حتى العراف بأنهم مشركون مرتدون. فالإباضية عندما يطلقون كلمة الكفر على موحد فهم يقصدون به كفر النعمة، وهو ما يقصد به الفسوق أو النفاق أو العصيان عند غيرهم. فكفر النعمة والفسوق والعصيان كلمات ثلاثة تدل على معنى واحد، وهذه الكلمات الثلاثة أطلقت على المنافقين في عهد النبي (ص) كما أطلقت على الذين يجاهرون بالمعصية»[4].

che-love
2007-10-16, 21:31
كيف يحكم الإباضية على المسلم العاصي؟ وكيف يتعاملون معه؟

إنهم ينزلون العصاة المنزلة التي أنزلها الله تعالى لهم، ويتعاملون معه كما بين القرآن الكريم، وكما تعامل معهم الرسول (ص). نجد هذا واضحا جليا في تعامله مع الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، فقد أمر النَّبِيّ أصحابه أن يعتزلوهم ولا يكلموهم حتَّى تاب الله عليهم.

وهكذا سار الإباضية على هذا النهج فكانوا يتبرؤون من العصاة، وهكذا يجب أن تكون معاملة المسلمين لمن يفسق عن أمر الله أو ينافق في دين الله، أو يكفر بنعمة الله، فإنها معاملة العاصي المنتهك الذي يجب إرشاده إلى وجوب الاستمساك بدينه ورجوعه إلى أوامر ربه، فإن أصرّ واستكبر برئ منه ومن عمله وجافاه المسلمون حتى يتوب.

إذن لاَ بُدَّ أن نفرق في المعاملة بين المؤمن المتقي، وبين العاصي المرتكب لما نهى الله عنه، والثواب والعقاب مرتبطان بالعمل، يقول الله تعالى في سورة السجدة: ﴿ أَفَمَن كَانَ مُومِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ(18) أَمَّا الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَاوَىا نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(19) وَأَمَّا الذِينَ فَسَقُوا فَمَاوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُوا أَنْ يـَّخْرُجُوا مِنْهَآ أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ(20)﴾.

فالمسلم العاصي والمجاهر بمعصيته يُنصح ويُدعى إلى التوبة والرجوع، فإن أبي تبرأ منه وجافاه المسلمون. وهذا ما يعرف عند الإباضية بالولاية والبراءة[5]، كما هو مفصل في مكان آخر من هذا الكتاب.

أقسام الذنوب

من المعلوم أن الذنوب أو المعاصي قسمان : كبائر، وصغائر.
فالكبائر جمع كبيرة: وهي كل ما عظم من المعصية مِمَّا فيها حد في الدنيا، أو وعيد في الآخرة، فالسرقة وشرب الخمر والزنا وقتل النفس التي حرم الله، والكذب وعقوق الوالدين والفرار يوم الزحف وترك الصلاة والامتناع عن دفع الزكاة وترك الحج مع الاستطاعة، وقطع الطريق والظلم، وإيذاء المسلمين وتخويفهم والفساد في الأرض، ونصرة الباطل والحكم بغير ما أنزل الله إلى غير ذلك من الأفعال المحرمة بنص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، كل ذلك من الكبائر، وهي التي يترتب على ارتكابها وعيد في القرآن أو في السنة، سواء شرع لها حد في الدنيا كالزنا والسرقة أو لم يشرع كأكل الربا والميتة ولحم الخنزير»[6].
أما الصغائر فهي ما دون الكبائر وهي الذنوب التي بين العبد وبين الله تعالى، وقد ذكر أبو مسلم الرواحي في نثار الجوهر نقلا عن قطب الأئمة أمثلة منها: الغمزة والهمزة والنظرة والهم بالمعصية والكذب على غير الله ورسوله حيث لا ضرر على أحد، والدخول بغير إذن، وأخذ حبة أو حطبة أو غير ذلك من مال الغير، ولبس ثوبه وركوب دابته أو سقي بدلوه. ويمكن أن يقاس عليها ما تشبهها. وهذه الذنوب هي التي قال الله تعالى فيها ﴿ إِن تَـجْتَنِبُوا كَبَآئِـرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا(31)﴾ (النساء) وهي التي يغفرها لله للعبد، وتكفرها الصلوات المكتوبة والصدقات والصوم وصلاة الجمعة.
أما الكبائر فلا تغفر إِلاَّ بتوبة صادقة.
ومنها فإن مرتكب الكبيرة المصرّ عليها والذي يموت يخلد في النار كما سيأتي بيان ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
وقد وعد الله تعالى من عمل بطاعته الْجَنَّة، ولا خلف لوعده، وأوعد لمن عصاه النار إذا مات غير تائب من معاصيه وأصر عليها، ولا خلف لوعيده، ولا مبدل لقوله. قال تعالى: ﴿ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ(29)﴾ (ق)، وقال : ﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ(9)﴾ (آل عمران) فالوعد حق والوعيد حق، قال تعالى : ﴿ وَنَادَىآ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُم مَّا وَعَدَ رَبـُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُم بَيْنَهُمُ, أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ(44)﴾ (الأعراف).

فمن مات مؤمنا بالله تائبا، صادقا في توبته مخلصا لله في عمله، كان من أهل رضوان الله تعالى، ولا يؤخذ بما جناه قبل التوبة، ومن مات مصرا على شيء من معاصي الله، ولم يتب من المعاصي التي توجب التوبة، كان من أهل سخط الله، ولا ينتفع بما سبق من عمله. مصداقا لقول الرسول (ص): «إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراعا فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراعا فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها». فالعاقبة بحسن الخاتمة وطالما أن المرء لا يدرى متى تكون نهايته فإن عليه أن يعمل الصالحات طول حياته، وإن أخطأ فعليه أن يستغفر الله ويتوب إليه قبل أن يسبق عليه الكتاب. وعندها لا تنفعه توبة ولا شفاعة. فمن يموت بغير توبة فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين.

أَمَّا الاعتقاد بأن الله يغفر الذنوب جميعا بدون توبة صادقة فإن هذا يجر إلى اللامبالاة بالمعاصي وتسويف التوبة، كما أنه مخالفة لكثير من الآيات القرآنية الكريمة.

أدلة خلود مرتكب الكبيرة في النار:

إن الإباضية تقول بخلود أهل الكبائر في النار وهي العقيدة التي نطق بها القرآن ودعمتها كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وهي واضحة كل الوضوح لمن تدبر في آيات القرآن. وقضية الخلود في النار من القضايا المتعلقة بالعدل الإلهي وبالوعد والوعيد، وما ينتج عنه من ثواب وعقاب. والأدلة على خلود العصاة في النار كثيرة في القرآن والسنة. فمن القرآن الكريم:

· قول الله تعالى في سورة هود ﴿ فَأَمَّا الذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ(106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالاَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبـُّكَ إِنَّ رَبـَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ(107) وَأَمَّا الذِينَ سَعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالاَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبـُّكَ عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ(108)﴾.

· قول الله تعالى في البقرة: ﴿ الذِينَ يَاكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ، ذَالِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ: إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا، وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا، فَمَن جَآءَهُ, مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبـِّهِ فَانتَهَىا فَلَهُ, مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ, إِلىَ اللهِ، وَمَنْ عَادَ فَأُؤْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(275)﴾. هذه الآية تتوعد آكلي الربا بالخلود في النار والربا كما هو معلوم من أكبر الكبائر.

· يقول الله تعالى في سورة يونس: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىا وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ اُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(26) وَالذِينَ كَسَبُوا السَّـيِّـئَاتِ جَزَآءُ سَـيِّئَةِم بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنـَّمَآ أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا اُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(27)﴾

· قال الله تعالى بعد آية الوصية في سورة النساء ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُّطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ نُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَالِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(13) وَمَنْ يَّعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ نُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ(14)﴾.

فليس أصرح من هذه الآية في أن من يعصي الله تعالى يخلد في جهنم، وهذه الآية لا تخص الكفار وإنما تخص من يتعدى حدود الله عموما.
· قول الله تعالى في سورة الانفطار: ﴿ إِنَّ الاَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ(13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ(14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ(15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِـبِينَ(16) ﴾ هذه الآية قسمت الناس يوم القيامة إلى قسمين: أبرار وفجار فالأبرار مصيرهم إلى الجنة وهم فيها خالدون، والفجار مصيرهم النار وهم فيها خالدون.

· قول الله تعالى في سورة الفرقان: ﴿ وَالذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا(65)﴾.

· قول الله تعالى في سورة الفرقان ﴿ وَالذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا _اخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ التِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَّفْعَلْ ذَالِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69) اِلاَّ مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا(70)﴾

· قول الله تعالى ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىا وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ اُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(26) وَالذِينَ كَسَبُوا السَّـيِّـئَاتِ جَزَآءُ سَـيِّئَةِم بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنـَّمَآ أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا اُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(27)﴾

ومن السنة:
· روى البخاري ومسلم عن ابن عمر (رض) أن رسول اله (ص) قال: «إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي. إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار. يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة».

· روي الترمذي وابن ماجة والحاكم عن عثمان (رض) أن رسول الله (ص) قال: «إن القبر أول منازل الآخرة فمن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه».

· روى أحمد والترمذي وابن حبان والحاكم عن أنس (رض) أن رسول الله (ص) قال: «إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله. قيل كيف يستعمله قال: يفتح له عملا صالحا قبل موته ثم يقبضه عليه».

· روى الشيخان عن ابن عمر (رض) أن رسول الله (ص) قال: «إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم ينادى مناد: يا أهل الجنة خلود بلا موت. يا أهل النار خلود بلا موت. فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم».

· روى أحمد والبزار والحاكم والنسائي عن ابن عمر (رض) أن النبي (ص) قال : «لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر». وفي رواية أخرى ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة : «مدمن خمر والعاق لوالديه والديوث»، وهو الذي يقر السوء في أهله.

· روى الشيخان عن رسول الله (ص) أَنَّهُ قال «من شرب الخمر في الدنيا يحرمها في الآخرة».

· روى البخاري عن رسول الله(ص) أنه قال: «من استرعاه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه إلا حرم الله عليه الْجَنَّة».

· روي البخاري ومسلم عن أبي هريرة (رض) أن رسول الله (ص) قال : «من تردى[8] من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ[9] بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا».

· روى البخاري عن أبي هريرة (رض) أن رسول الله (ص) قال : «الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعنها في النار والذي يقتحم[10] يقتحم في النار».

· روى البخاري عن حذيفة (رض) أن رسول الله (ص) قال: «لا يدخل الجنة نمام وفي رواية قتات».

· روى البخاري عن ابن عمر (رض) أن رسول الله (ص) قال: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما».

· روى مسلم في صحيحه أن رسول الله (ص) قال: «صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا».

والروايات كثيرة تارة تدل على الخلود بالنص عليه، وتارة بالجمع بينهن بين التأبيد، وأخرى بالتوعد بالحرمان من الْجَنَّة، أو حرمان شم ريحها.

ومحصل الأحاديث واحد وإن اختلفت ألفاظها، وهو أن مرتكب هذه الأعمال إن لم يتب قبل موته، فهو في نار جهنم مثله مثل الكافر إِلاَّ أَنَّهُ يجب أن نؤمن بأن الجنة درجات، وأن النار دركات، وأن أفضل درجات الجنة أعلاها وهي جنة الفردوس، وقد ورد في الحديث «اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى».

وأما النار فإن أشد الناس عذابا من في أسفلها قال تعالى : ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الاَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَـجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا(145)﴾ (النساء) وأقل الناس عذابا من في أعلاها. نعوذ بالله من النار. وأن عذاب الناس يتفاوت كل حسب ذنوبه في الدنيا، ومن دخل النار فلن يخرج منها أبدا، ومن دخل الجنة فلن يخرج منها أبدا بصريح القرآن والسنة.

ولا توجد آية في كتاب الله تعالى تقول بخروج العصاة من النار بل إِنَّ آيات كثيرة تؤكد معنى التأبيد في جهنم للعصاة، وكلها آيات صريحة في دلالاتها قطعية في ثبوتها؛ وأما الأحاديث فقد وردت أحاديث في خلود العصاة في النار كما وردت أحاديث في خروج العصاة من المؤمنين من النار.

لكن إذا عرضنا هذه الأحاديث على كتاب الله نجد أنها أَوَّلاً: أحاديث أحادية، وثانيا: فإن هذه الأحاديث تعارض الكثير من الآيات القرآنية الصريحة، وغيرها من الأحاديث الصحيحة التي ذكرنا بعضا منها. وقضايا العقيدة لا تؤخذ إِلاَّ من القرآن الكريم، ومما تواتر من أحاديث النبي (ص)، أما الأحاديث الأحادية فلا يحتج بها في أمور العقيدة على رأي جمهور العلماء[11].

وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أَنَّهُ عند قبض روح الإنسان، إما أن تقبضه ملائكة الرحمة، أو تقبضه ملائكة العذاب حسب أعماله في الدنيا.

فهذا المسلم العاصي الذي لم يتب من معصيته أيُّ الملائكة تقبض روحه؟ هل هي ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب؟ فإذا كانت ملائكة الرحمة فلم يعذبه الله بذنبه في النار ثم يدخله الجنة, وإذا كانت ملائكة العذاب فقد سبق في علم الله أَنَّهُ من أهل الشقاء، فكيف يدخل الجنة بعد ذلك.

وكما ثبت من حديث النبي (ص): «أن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار». فالميت في قبره إما أن يكون سعيدا ينتظر قيام الساعة ودخول الجنة، وإما أن يكون شقيا يتمني عدم قيام الساعة حتى لا يعذب في جهنم.

ولقد عاب الله على الذين ورثوا الكتاب من قبلنا قولهم ﴿سيغفر لنا﴾ في قوله تعالى ﴿ فَخَلَفَ مِنم بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَاخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الاَدْنَىا وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يـَّاتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَاخُذُوهُ أَلَمْ يُوخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الاَخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ(169)﴾. كما عاب على بني إسرائيل قولهم في سورة البقرة: ﴿ وَقَالُواْ: لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلآَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً، قُلَ اَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللهِ عَهْدًا فَلَنْ يُّخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ, أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(80) بَلَىا مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَاتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(81)﴾. وقد فسر كثير من المفسرين أن معنى من أحاطت به خطيئته بمعنى مات على ذنبه أو خطيئته ولم يتب. فهذه آية صريحة في كتاب الله تبين أن مصير من لم يتخلص من ذنبه بالتوبة سيكون خالدا في النار مع الخالدين.

يقول الشيخ أحمد الخليلي في الحق الدامغ : «إن القول بتحول الفجار من العذاب إلى الثواب ما هو إلا أثر من آثار الغزو اليهودي للفكر الإسلامي، واستدل بقول الله تعالى في سورة البقرة ﴿ وَقَالُواْ: لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلآَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً، قُلَ اَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللهِ عَهْدًا فَلَنْ يُّخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ, أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(80) بَلَىا مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَاتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(81)﴾ ومن أمعن النظر في أحوال الناس يتبين له أن اعتقاد انتهاء عذاب العصاة إلى أمد، وانقلابهم بعده إلى النعيم جرأ هذه الأمة كما جرأ اليهود من قبل على انتهاك حرمات الدين والاسترسال وراء شهوات النفس، ولا أدل على ذلك من الأدب الهابط الذي يصور أنواع الفحشاء، ويجليها للقراء والسامعين في أقبح صورها وأبشع مظاهرها، وقد انتشر هذا الأدب في أوساط القائلين بالعفو عن أهل الكبائر، أو انتهاء عذابهم إلى أمد انتشارا يزري بقدر أمة القرآن، وغلب على المؤلفات الأدبية مطولاتها ومختصراتها كالأغاني، ومحاضرات الأدباء، والعقد الفريد، حتى كاد الأدب يكون عنوانا على سوء الأدب.

وقد صان الله من ذلك أدب الإباضية الذي رسخ في قلوبهم ما جاء به القرآن من أبدية عذاب أهل الكبائر كأبدية المطيعين المحسنين. ولو قلبت صفحات أدبهم لوجدتهم في شعرهم ونثرهم - كما يقول الأستاذ أحمد أمين - لا يعرفون خمرا ولا مجونا».

منقول
الرابط :http://www.istiqama.net/aqida/Kofr_alniama.htm

che-love
2007-10-16, 21:43
أرجو من المشرفين أن لا يحذفوا المشاركة و الرابط و هذا حق الجميع في معرفة رأي الإباضية و الذي منهجهم كتاب الله و سنة رسوله و إجماع المسلمين و هذا حقنا ما دام هناك من يكتب عنا دون الرجوع إلى المصادر و هذه المواضيع رد لأسئلة بعض الإخوة في موضوع سابق يتهم الإباضية بأنهم خوارج رغم أن الأخ The King أخد الموضوع من موقع إباضي عكس بعض المنتديات الأخرى التي تحدثت عن الإباضية ببدع لا علاقة لها بالإباضية و نرجو من الإخوة وضع مواضيع و ردود توحد المسلمين أكثر مما تفرقهم .

محمد أبو عثمان
2007-10-16, 23:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الرد كنت قد قمت به ردا على أحد الأعضاء وهو CHE_LOVE وها قد أتي ولقد شاركت به منذ أيام في موضوع شارك به احد الأعضاء نقل فيه كلاما وتعرض فيه للصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه وقد تدخل العضو ابراهيم وقال أن ما أنقله كله لا مجال له من الصحة فها أنا أعيده لعله يرجاع مصادره هو ويفيدنا بتكذيب ما سأنقله وقد جاء من كان مقصودا بالرد وهو CHE_LOVE وقد أعطيت فيه المصارد بالرقم والصفحة او باالموقع اذا كان من الإنترنت فأرجوا من الإخوة ان يكون نقاشهم العلمي بعيدا عن السب والشتم ويناقشوا الأدلة بعيدا عن الأشخاص والآن مع المقصود والله الهادي والموفق إلى سبيل الرشاد :


قبل أن أبدأ المناقشة فليعم الجميع إن خطابنا ضد الإباضية غير موجه للإباضية العوام، فإننا نعتقد بأن عوام الإباضية جاهلين بعقيدة الإباضية ، فهم على فطرة الإسلام، فلهم ما لنا وعليهم ما علينا وإنما الكلام موجه لكلام علماء الإباضية فهم المعنيون بهذا الكلام لأن الرد يكون على كلامهم المنقول من كتبهم ومقالاتهم فليتنبه لهذا الفرق بالله الإعانة وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به .

الوقفة الأولى : تكفير أصحاب الكبائر من هذه الأمة وكذا تكفيرهم لبعض الصحابة رضوان الله عليهم:

الإباضية يكفرون المجتمعات المسلمة وكذا الخلص من أصحاب النبي عليه الصلاة و السلام كالخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه والخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيرهما من الصحابة كطلحة والزبير وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين ولعلي أبدأ بكلام علي يحي المعمر الذي ذكره الأخ che_love فمع المقصود :

نقل الأخ che_love عن الشيخ علي يحي معمرقوله: «لو ألقيت نظرة إلى العالم الإسلامي الذي يموج بملايين البشر، يشهدون أن لا إله إِلاَّ الله وأن مُحمَّدا رسول الله، ويفخرون بأنهم مسلمون لأذهلتك النتيجة. تجد أحدهم يقول: لا اله إلا الله مُحمَّد رسول الله، لكن قلبه ممتلئ بحب غير الله، وجوارحه تتسابق إلى ما نهى الله عنه. فما وزن المسلم الذي لا يقرب الصلاة، أو لا يؤدى حق الله في ماله، وما وزن المسلم الذي ينفق الأموال في كُلّ سبيل إِلاَّ سبيل الله، ويشترك في كل مشروع إِلاَّ مشروع الخير، ويغشى كل مجلس إِلاَّ مجلس الذكر, إنك تستطيع أن تجد آلاف الصور لملايين من البشر كُلّها تخالف ما أنزل الله، وهؤلاء كلهم محسوبون على الإسلام,إن عشرة آلاف من المسلمين عندما كان الإسلام إيمانا وقولا وعملا استطاعوا أن يهدوا الملايين إلى دين الله بسلوكهم قبل أن يهدوهم بأقوالهم وأسيافهم، واستطاع أولئك الآلاف القليلة أن يثبتوا حكم الله قويا مزدهرا في بلاد الله وإن كان أهلها على غير الإسلام، لأَنَّ أولئك القلة كانوا مسلمين حقا بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم»

الله أكبر هذا هو التكفير وأن لم يكن هذا هو فكر الخوارج فما هو فكر الخوارج " وهؤلاء محسوبون على الاسلام "
فجميع المسلمين اليوم في نظر علي يحي معمر صور تخالف ما أنزل الله تعالى فتأمل ؟؟؟

ثم إن الإباضية أنفسهم يقرون بأنهم خوارج يقول مؤلف كتاب الأديان وهو اباضي صفحة 96: ( الباب الخامس والأربعين في ذكر فرق الخوارج , وهم الذين خرجوا على علي بن أبي طالب لما حكم ) ثم أخذ يذكر الخوارج في أكثر من موضع من هذا الكتاب على سبيل المدح قائلاً : هم أول من أنكر المنكر على من عمل به وأول من أبصر الفتنة وعابها على أهلها . لا يخافون في الله لومة لائم قاتلوا أهل الفتنة حتى مضوا على الهدى ) الى أن يقول : ( وتتابعت الخوارج وافترقت إلى ستة عشر فرقة )اهـ
ويقول صاحب كتاب وفاء الضمانة بأداء الأمانة للعيزابي3/22. الأباضي : ( وكان الصفرية - إحدى فرق الخوارج - مع أهل الحق منا في النهروان ) . اهـ

وليت الأمر توقف عنــــد تكفير المسلمـــين فقـــــط ولكنـه تعدى إلى أصحاب رسول الله عليه الصلاة والســـلام فقد نـــــالوا نصيبــــــهم من التكفير قال الــورجلاني في كــتابه : " الدليل والبــرهان : ( 1 / 40-41 ) { والدليل على ولاية عثمان بن عفان ظن فولايته حق لانطباق أهل الشورى عليه ، وعزله وخلعه وقتله حق لانتهاكه الحرم الأربع :-

أولاها : استعمال الخونة الفجرة على الأمانة التي عرضها الله تعالى على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها – إلى قوله – جهولا

والثانية : ضربه الأبشار وهتكه الأستار من الصحابة الأخيار إن أمروه بالمعروف ونهوه عن المنكر كأبي ذر وابن مسعود وعمار بن ياسر وابن حنبل .

والثالثة : تبذيره الأموال وإسرافه فيها ، فمنعها الأخيار وجاد بها للأشرار ، قال الله تعالى : ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) , فحرم العطايا لأهل العطايا فجاد بها على اللعين وأبنائه الملاعين ، وأعطى ابن الطريد مروان بن الحكم خمس أفريقية : ستمائة ألف دينار ، تكاد تقوت نصف مساكين هذه الأمة"


هذه يقولها في الخليفة الراشد عثمان بن عفان أنه كان من إخوان الشياطين والله المستعان ؟

"الرابعة : حين ظهرت خيانته فاتهموه على دينهم ، فطلبوه أن ينخلع فأبى وامتنع ، فانتهكوا منه الحرم الأربع : حرمة الأمانة ، وحرمة الصحبة ، وحرمة الشهر الحرام ، وحرمة الإسلام حين انخلع من حرمة هذه الحرم ، إذ لا يعيذ الإسلام باغيا ، ولا الإمامة خائنا ، ولا الشهر الحرام فاسقا ، ولا الصحبة مرتدا على عقبه ."


فهذا عثمان الحيي الذي تستحي منه الملائكة في نظر الإباضية ارتد على عقبه فتأملوا ؟

"وأما علي بن أبي طالب ، فإن ولايته حق عند الله تعالى ، وكانت على أيدي الصحابة وبقية الشورى ، ثم قاتل طلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – فقتاله حق عند الله تعالى ، لشقهم العصا عصا الأمة ، ونكثهم الصفقة ، فسفكوا الدماء ، وأظهروا الفساد ، فحل لعلي قتالهم ، وحرم الله عليهم الجنة ، فكانت عاقبتهم إلى النار والبوار ، إلا ما كان من أم المؤمين التائبة ، فمن تاب تاب الله عليه ."

فهذا طلحة والزبير كان عاقبتهم النار و البوار وهما صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبحا من أهل النار فأين عقولكم بالله عليكم

"وأما معاوية ووزيره عمرو بن العاص فهما على ضلالة ، لانتحالهما ما ليس لهما بحال ، ومن حارب المهاجرين والأنصار فرقت بينهما الدار وصارا من أهل النار. "

وهذا الخليفة معاوية بن أبي سفيان خال المؤمنين ومعه الصحابي الجليل عمرو بن العاص على ضلالة وهما من أهل النار فأين العقول يا اخوان ومن هو الذي يتبنى التكفير ؟؟

" وأما علي فقد حكم بأن من حكم فهو كافر ، ثم رجع على عقبيه وقال : (من لم يرض بالحكومة كافر ) فقاتل من رضي الحكومة وقتله ، وقاتل من أنكر الحكومة وقتله ، وقتل أربعة آلاف أواب من الصحابة ، واعتذر فقال : ( إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ) فقد قال الله – عز وجل – فيمن قتل مؤمنا واحدا : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا ) إلى قوله : ( عذابا عظيما ) فحرمه الله – من سوء بخته – الحرمين ، وعوضه دار الفتنة العراقين ، فسلم أهل الشرك من بأسه ، وتورط في أهل الإسلام بنفسه} اهـ "

أيقال هذا في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه علي يقتل الصحابة الأوابين ويكون من أهل النار كبر كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا

فكما ترون أحبتي هذا كلام الورجلاني مرتب مسند الربيع وهو من أصح الكتب عند القوم يصرح بكفر الصحابة طلحة والزبير ولقائل أن يقول إنه كفر نعمة كما يقولون فأقول له بل كفر مخرج من الملة لأن الورجلاني يقول : "، ثم قاتل-يقصد عليا - طلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – فقتاله حق عند الله تعالى ، لشقهم العصا عصا الأمة ، ونكثهم الصفقة ، فسفكوا الدماء ، وأظهروا الفساد ، فحل لعلي قتالهم ، وحرم الله عليهم الجنة ، فكانت عاقبتهم إلى النار والبوار " فالجنة عليهم حرام وعاقبتهم إلى النار والبوار والله المستعان.

أما معاوية وعمر بن العاص رضي الله عنهما فعلى ضلالة ومصيرهما إلى النار .

ثم هو يرى بأن قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان شهيد الدار بشهادة النبي المختار صلى الله عليه وسلم يرى قتله حق يخالف بذلك شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة والشهادة كما جاء في الحديث عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله فقال : " اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان " . رواه البخاري , أفبقول الرسول صلى الله عليه وسلم أم بقول الورجلاني نأخذ فأين العقول

أما الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد رجع على عقبيه عند الورجلاني وصدق عليه قول الملك الجبار :" ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنما خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما " فأين عقولكم بالله عليكم وقد طعنتم في أصحاب الرسول صلى الله عليهم وسلم وحملة شريعته بل وكفرتموهم والله تعالى يقول:" رضي الله عنهم ورضوا عنه" أمحآدة لله وتجرأ على أعراض أصحاب رسول أم كفر نعمة فما معنى الخلود في النار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وتستمر الطعون في الصحابيين الجليلين والخليفتين الراشداين شهيد الدار عثمان بن عفان رضي الله عنه وأبو السبطين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول علامة الإباضية محمد بن يوسف الوهبي الإباضي في تفسيره " هيمان الزاد إلى دار المعاد " أثناء تفسيره للآية رقم ( 55 ) من سورة النور :قال تعالى : (( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )).

قال الإباضي الوهيبي : " إن أول من كفر تلك النعمة وجحد حقها عثمان بن عفان جعله المسلمون على انفسهم واموالهم ودينهم فخانهم في كل ذلك" ثم أخذ في ذكر عثمان رضي الله عنه وتعديد مساوئه كما يزعم حتى قال:" قال محمد بن سلمة الانصاري : ما رأيت يوما اقر للعين ولا شابه بيوم بدر قط من يوم قتل عثمان قال حذيفة : قتل وهو كافر وكذا قال ابن مسعود واستغفر رجل لعثمان فحثاه عمار بالتراب فقال له اتستغفر له يا كافر وأما علي بن أبي طالب فلقد قتل من المسلمين كثيرا وقتل رجالا مشهودا لهم بالجنة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم حرقوص وعمار المشهود لهما بالجنة ولقاتلهما بالنار وعلي أمر بقتل هؤلاء .
وعن الحسن لا يرى قاتلهم الجنة ومثل ذلك قالت عائشة وأما معاوية فمتهتك مظهر لم يحتج أن يؤول ما ظهر من فسقه وقد لقنه رسول الله صلى الله عليه وسلم

وانما بسطت بعض مساوئ عثمان لقول الخازن وهو من الشافعية أن أول من جحد حق النعمة وفسق قتلة عثمان وإنما ذكرت ذلك ليكون قذى في عينيه وفي عيني القاضي البيضاوي وغيرهما وأنهما اعتمدا على سراب وما ذكر به ثابت عندنا وعند من تكلم في هذا النوع من المخالفين كالنوبي والقرطبي والابي وغيرهم .
فائدة زعم الخازن عن غيره انه ما قتل نبي قط إلا قتل به سبعون ألفا ولا خليفة إلا قتل به خمسة وثلاثون إلفا" اهـ

هذا كلام مفسرهم الوهيبي وقد طال لسانه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بل طال أعراض المشهود لهم بالجنة على لسان النبي المختار عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى رأسهم أميرا المؤمنين الطاهرين الطيبين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنها فاللهم سلم سلم .

وقد ذكر الوهيبي أثناء تفسيره لهذه الآية كثيرا من الأحاديث التي تنال عرض عثمان رضي الله عنه بل وتصرح بتكفيره وأشد من ذلك نسبتها للصحابة ولعلها من مسند ربيعهم الذي يزعمون أنه من أصح الكتب بعد كتاب الله والتي ذكر ومنها:
1- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن عثمان فرعون هذه الأمة ".
2- وينسب إلى ابن مسعود رضي الله عنه تكفيره لعثمان رضي الله عنه ، فقد نسب إليه قوله : " وددت أنا وعثمان برمل عالج يحثو عليَّ و أحثوا عليه حتى يموت الأعجل فقيل إذاً يغلبك فقال لا يعين الله كافراً على مؤمن 3- وينسب إليه أيضاً قوله :" ما يوزن لعثمان يوم القيامة ذباب ، ولا جناح ذباب " .
4- وينسب إلى عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " إن فيكم فرعون أو مثله " تعني عثمان .
5-وكذلك ينسبون إليها أنها قالت لعثمان :" لقد لعنك رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أستغفر لك " .
6 قال حذيفة : قتل وهو كافر وكذا قال ابن مسعود
7 ومما نسب لعمار وإستغفر رجل لعثمان فحثاه عمار بالتراب فقال له :أتستغفر له يا كافر.

فهذه الروايات الملفقة ذكرها الوهيبي في تفسيره صريحة في تكفيرهم لعثمان رضي الله عنه هذه هي الروايات عارية من الأسانيد فارجوا أن توضح لي ما معناها وهل المراد بالكفر هنا كفر النعمة كما تزعم أرجوا الإجابة.

وهذا نص سؤال وجواب للمفتي الإباضي نور الدين عبد الله بن حميد بن سلوم السالمي سؤال فيه عن أحاديث الفضائل {السـؤال:ما يُقال في الأحاديث التى رواها قومنا في فضائل عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وسبطيه، وابن أبى سفيان؛ معاوية، ووزيره عمرو بن العاص، وطلحة، والزبير، والأصح فيهم البراءة أو الوقوف لهذا الإشكال، وهل يقال: إن علي بن أبي طالب تاب لأنه ذكر أنه بعد قتله أهل النهروان كان يظهر الندم والتوبة؟

الجــــــــــــــواب: أكثر هذه الأحاديث مكذوب كما صرَّح به نقاد الحديث. راجع المناقب من "اللآئي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" تجد بغيتك وتظفر بطلبتك. والبراءة من أهل الأحداث واجبة على من بلغ علمه إلى معرفة حكم ذلك، والمسلمون قد حكموا فيهم بحكم الله تعالى فمن علم فيهم مثل علمهم جاز له الحكم بمثل حكمهم، ومن قصر علمه عن ذلك كان سبيله الوقوف، وعليه أن يتولى المسلمين على ولايتهم لمن تولوا وبراءتهم ممن برئوا، وطريقتهم واضحة كالشمس الطالعة لا يكدرها غبار، وكذب الكاذب لا يورثنا إشكالاً فنحن على بصيرة من أمرنا وخبرة من ديننا لا تميل بنا الأهواء ولا تستميلنا الرجال، نعرف الرجال بالحق، فمن وافقه فهو الرجل وإن صغر قدراً عند الناس، ومن خالف الحق فهو الصغير الحقير وإن عظّمه أهل الدنيا، ولله در هذا الميزان الذي أنزله الله تعالى ونبّه عليه في كتابه بقوله: {والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان}(1) وهو وإن تناول ميزان المعاملة فإنه شامل له ولغيره وما هو إلا فرد من أفراد الحق.

وندم علي إنما كان على قتل أصحابه وضياع أمره وانتقاض دولته، ولا يوجب ذلك توبة، لو كان تائباً لأذعن للحق وجمع المسلمين وطلبهم حيث كانوا، وخلع الأمر على أيديهم فإن شاؤوا قدموه وإن شاؤوا أخروه، والغيب لله وحكمنا على ما ظهر، فإن كان قد تاب توبة نصوحاً فالله أعلم بها، ولا ينافي في ذلك حكم المسلمين فيه، وقاتل أربعة آلاف مؤمن في معركة واحدة حقيق بالبراءة، ومن خرج على الإمام العادل بغيا وعدوانا كالجمل وصفين حقيق بالبراءة، وكأني بك قد جاورت المخالفين أو طالعت كتبهم فاحذرهم أن يضلوك، فوالله الذي لا إله إلا هو إن الحق واضح عند هذه العصابة التى نظر إليها أهل الدنيا بنظر الاحتقار، وذلك بعد ما انقرضت دولتنا وظهرت دولة الأراذل، والأيام دول وغلبة الدنيا غير معتبرة، والله ربي، والأيادي شاهدة والله أعلم}اهـ

ولكي لا يتهمنا أخي ابراهيم هذا مصدر سلوم السالمي علامة الإباضية ومن موقع الإباضية وتجدون فتواه فيما يخص أحدايث فضائل الصحابيين الجليلين والخلفيتن الراشدين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب

وهي في موقع اباضي أحبتي فهلا من رد على هذا الكلام يا ابراهيم ويا che_love وإن كان بعض هذا الكلام نقله che_love وقد ررد عليه من قبل فهو اباضي وينقل عن الإباضية وقد نقل التصريح من كتب القوم أن مرتكب الكبير مخلد في النار وهذا مذهب الخوارج


ينظر كلام سلوم السلامي

من هنــــــــــــــــــــــــا (http://ibadhiyah.net/fatawa/showthread.php?postid=9943&highlight=%DA%CB%E3%C7%E4+%C8%E4+%DA%DD%C7%E4#post 9943)

وهذه صورة من كتاب جوابات السالمي

http://abualmudafr.jeeran.com/alguabaat3.jpg

هذا قليل من كثير وان أردتم الزيادة فبالصور من كتب القوم , ولعله يكون للحديث بقية ان رأيت نقاشا علميا وربي هادي الخلق للحق

علي الجزائري
2007-10-17, 00:34
السلام عليكم ...
هذه المصادر و لكم الحكم :

http://abualmudafr.jeeran.com/medad00.jpg

http://abualmudafr.jeeran.com/image4.jpg

http://abualmudafr.jeeran.com/image3.jpg

http://abualmudafr.jeeran.com/image2.jpg

محمد أبو عثمان
2007-10-17, 00:41
بوركت أخي علي على اثراء الموضوع

theking1984
2007-10-20, 23:59
يكفيني لمن طلب المصادر


نقول الإخوة


أبو عثمان و علي


و على نفسها جنت براقش


كما أنك يا إبراهيم المجادل

لو كنت منصف لعلمت أنني نقلت الكلام من موقع أباضي قح

و هو أقوى دليل

ابن محمد الجزائري
2007-10-21, 18:17
آراء الإبـَاضِـية في الصحابة.

لا شكَّ أنَّ القارئ العادي الكريم يستغرب هذا العنوان، ولكن الدعاية التي سلطها المغرضون على الإبـَاضِـية، والإشاعات التي يطلقونها زاعمة أنَّ الإبـَاضِـية يكرهون الصحابة أو بعض الصحابة، ثُمَّ موقف بعض المتطرفين من الإبـَاضِـية واستجابتهم للتحدي ورد الفعل ــ في مواقف إحراج ــ مِمَّا يسهل كلمات إنفلات كلمات منهم أحيانـًا…»

كلّ هذا يقتضينا أن نعرض هذا الموضوع على القارئ الكريم لنوضح له رأي الإبـَاضِـية الحقيقي فيه، بعيدًا عن الإشاعات والتطرف.
جاء في رسالة لأبي المهدي عيسى بن إسماعيل شيخ العزابة في حينه يرد فيها باسم عزابة بني مصعب علي بن أبي الحن البهلولي، ما يلي:
«فنبدأ بمسألة الصحابة رضوان الله عليهم، وذلك قولك بلغك عنكم أنكم تبغضون بعض الصحابة، فيا سبحان الله… كيف نبغض الصحابة مع ورود النصوص في فضائلهم، والثناء عليهم كتابا وسنة، يأبى الله ذلك والمسلمون، بل هم عندنا في الحالة التي ذكرهم الله عليها من العدالة والنزاهة والمطهرات والثناء والمحبة، قال الله عزَّ وجلَّ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُومِنُونَ اللهَ} (الآية: ) » {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ} (الآية: ) {لـَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الـمُومِنِيَنَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ} (الآية: )، إلى غير ذلك من الآيات، وهم بالحالة التي وصفهم رسول اللهy: إذا قال: «إنَّ الله قد اختار لي أصحابًا، فجعل لي منهم أصهارًا وأختانًا، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».
وقال أيضًا: «لا تؤذوني في أصحابي فلو انفق أحدكم ملء الارض ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) وقال أيضًا: «عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفا الراشدين من بعدي» وقال أيضًا: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» وغير ذلك من المدح والثناء عليهم، اللهمَّ زدنا حبَّهم، واحشرنا في زمرتهم، ياأرحم الراحمين!… بل لهم السهم الأوفر، وسلكوا الطريق الأقصد، ولزموا السبيل الأرشد، وكلامهم حكمة، وسكوتهم حجَّ، ومخالطتهم غنيمة، والاستئناس بهم حياة، والاقتداء بهم نجاة، ويل للزائغ عن طريقهم الراغب عن سبيلهم».
ويضيف أبو مهدي إلى هذا الكلام ما يلي:
«كان أبي رحمه الله ينهى من ينكر ما جرى بينهم إِلاَّ من يذكر عنهم خيرًا، رضي الله عنه الله عنهم ورحمهم، فهذا اعتقادنا في الصحابة رضي الله عنهم»«» انتهى كلام أبي مهدي في موضوع الصحابة.
ويقول أبوالعباس الدرجيني في كتابه الطبقات ما يلي:
«الطبقة الأولى هم أصحاب رسول اللهy، وأفضليتهم أشهر، وأسماؤهم ومزاياهم أظهر، فلا يحتاج إلى تسميتهم، لأنـَّهم رضوان الله عليهم تحصل من سيرهم وأخبارهم في الدواوين، ومن آثارهم محفوظًا في صدور الراوين، ما أغنى عن تكلف تصنيف، وانتحال تأليف، وحسبهم ما قال رسول اللهy: «لا يشقى من رآني» وقولهy: «أفضل أمتي قرني ثُمَّ الذين يلونهم ثُمَّ الذين يلونهم» وأحاديث كثيرة في فضائلهم، فإذا ثبت هذا فاعلم أنَّ من الصحابة من لم يخالفنا في تقدمهم مخالف، فقد امتلأت بذكر فضائلهم الصحائف، ومنهم من لم ينل حظَّا من الانصاف عند أهل الخلاف، وهم عندنا في جملة الأكابر والأسلاف».
انتهى المقصود منه.
ويقول أبو الربيع سليمان الحيلاتي: «وأما الانكار على بعض الصحابة فكذب وفرية علينا، وهذه كيفيَّة صلاتنا على النبيءy: اللهمَّ صل وسلم على سيدنا ومحمد النبيء الأمي وعلى آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وآل بيته أجمعين، كما صلَّيت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنَّك حميد مجيد، فمن حسنت شيمته، وسلم من داء الحسد والبغض والغيبة، وإذا تأمل هذه العبارة، وفهم معناها، يجدها شاملة لكـلّ صاحب وآل وزوجة وذرية قريبة أو بعيدة اتباعاً لقوله تعالى: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىا} والمودَّة الصلاة والترحّم، ونحن ــ والحمد لله ــ وفينا بما أمرنا الله به، والجهال المتشدقون عسى الله أنْ يرحمنا ويكفينا شرهم، وشرَّ أنفسنا، وشرّ القوم الظالمين»«»
انتهى المقصود منه.
ونظم أبو حفص عمرو بن عيسى التندميرتي قصيدة طويلة نقتطف منها الأبيات الخاصة بالموضوع منها:
سوى أنَّ ما بين الصحابة قد جرى فإن التماس العذر في ذاك أسلم فذس فتن قد حار فيها ذوو النهي وأشكل وجه الحق فيها عليهم لذلك كلّ الناس فيها تورطوا ولا فرقة من ذي الوقعية تسلمُ فكل يرى تصويب رأي جماعة ويقدح في الأخرى عنادًا ويشتمُ تقول في الشيخين بالاِفك عصبة وحيدرة في أناس تكلّموا.
ويمضي في ذكر الأقوال إلى أن يقول:
فـإن كـنـت ذا حــزم **ورمــت سلامة
بـيــوم بـه عـنــد **** الـمـهـيـمـــن تـقـــدم

فإيـَّاك إيــَّاك الـتـعـصـُّـب خــوف أن ** تـنـقــص إنسـانــًا لــدى الله يـكــــرم
ولا تقف أمرًا لست تعلم عـلـمــــــه** ولا تـتـهـوَّر فـالـتــوقــــف أســـلــــــم
وقـف عنـد نهـي الـهـاشـمي وأمـــره ولا تــك وثــابــًـا بـرأيــك تـحـكـــــم


ويمضي في توكيد هذا المعنى إلى أن يقول:

تـرحــم عـلـيـهـــم وارض ** فـإنـمـــــا حقـوقهـم مـحض الـرضـا والـتـرحــــم
فقــد وردت فيهــم أثارتـعـارضــــت *** ظـواهـرهـا أمـَّا الـخـفــي فـمـنـهـــــــم
وقـد صـدرت مـنـهــم أمـور لعلَّهـــا*** لـها حـكـمـة مجـهـولـة لـيـس تـفـهـــــم

ويمضي في تأكيد هذا المعنى، محتجًّا بقصَّة إخوة يوسف عليه السلام وأنَّ الله لم يؤاخذهم بإقدامهم على قتل أخيهم يوسف وكذبهم على أبيهم عليهم وعلى نبينا محمَّد عليه الصلاة والسلام.
ويقول:
فقد قال خير الخلق للكل مـــــــادحًا** فـأيـّهـــم اتـعـبـتـمـــــوه اهـتـديـتــــــم
كمـا قـال مـن اثـم الـوقـوع محــــذرًا*** ــ وكـفوا ــ مقـالاً إنَّ إليـهــم وصلتـــم
وجـاءت روايــات بـأنَّ قـتـيــلـهــــم *** وقـاتـلـهـــــم فــــي جـنـَّــة يـتـنـعــَّـــم
فما علّة التخصيص والوصف شامــل** بجـمـلـتـهــــم والــــواردات تـعـمـــــم

وقال أبو يحيى زكرياء بن يونس الفرسطائي: كنت في الحج فطفت في البيت فلمَّا أتممت أخذ رجل بيدي فأخرجني من الناس، فسألني عن علي، فقلت: «فارس المسلمين، قاتل المشركين، وابن عم رسول العالـمين، وله فضائل».
وقال الشيخ محمَّد بن أبي القاسم المصعبي في رسالة يرد بها على بعض من تناول الإبـَاضِـية في الجزائر بغير الحق، وقد عرض المصعبي عقيدة الإبـَاضِـية وفي ىخرها قال: «وندين لله تىعالى باتباع كتابه واتباع سنة نبيه محمَّد y وما عليه الصحابة رضي الله عنهم من المهاجرين والأنصار والتابعين وتابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. واعتقادنا في الصحابة رضي الله عنهم أنـَّهم عدول وأنهم أولياء الله وحزبه، ألا إنَّ حزب الله هم المفلحون. فهذا اعتقادنا وعليه اعتمادنا، فالله ربنا ومحمد نبينا والقرآن إمامنا، والكعبة قبلتنا، والصحابة قدوتنا، وقد مدحهم الله في كتابه في غير موضع».
ثُمَّ يذكر الآيات التي نزلت فيهم عمومـًا ثُمَّ الآيات التي قيل إنـَّها نزلت في بعضهم خصوصًا ثُمَّ الأحاديث التي وردت فيهم عمومًا ثُمَّ الأحاديث التي وردت في بعضهم خصوصًا ثُمَّ يقول: «في احاديث كثيرة في عمومهم وخصوصهم رضي الله عنه الله عنهم، نسأل الله تعالى أن يثبتنا على طريقتهم واتباع مسيرتهم وَأَمـَّا ما وقع بينهم من الحرب فإنَّ الله طهَّر منها أيدينا ونحن نطهر منها ألسنتنا لقولهy: «إذا ذكر أصحابي فكفوا».
وقال الإمام أبو إسحاق إبراهيم طفيش رحمه الله في رده على الأستاذ محمَّد بن عقيل العلوي ما يشبه ما سبق فقد جاء في رسالته الصغيرة (النقد الجليل للعتب الجميل) ما يلي:
«أما ما زعمت من شتم أهل الاستقامة لأبي الحسن علي وأبنائه فمحض اختلاق». ويقول في نفس الكتاب: «والأصحاب يتبرأون تطبيق حكمي الولاية البراءة لا تشهيا، وهما ينطبقان على كلّ فرد مهما عظمت منزلته ما لم يكن من المعصومين ولا معصوم إلاَّ النبيء أو الرسول. أمـَّا الصحابة فلهم مزية عظيمة وهي مزية الصحبة والذب عن أفضل الخلق وإراقة دمائهم في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى فيختار الكف عن تلك الحوادث الـمشؤومة».
ويقول بعد أسطرٍ: «وأيضا لا غبار على من صرح بخطإ المخطئ منهم بدون الشتم والثلب نعد التبت من ذلك والتبين، وإن أمسك لعموم الأحاديث الواردة فيهم وترك الأمر إلى الله فهو محسن»«» ويقول أيضًا في نفس الكتاب: «ولم يكن يوما من الأصحاب شتم له أو طعن، اللهمَّ إِلاَّ من بعض الغلاة وهم أفذاذ لا يخلو منهم وسط ولا شعب»«»
وقال قطب الأئمة في أمير المؤمنين عثمان بن عفان: ولد بعد رسول اللهy، بست سنين، ولقب ذو النورين، لأَنـَّهُ تزوج بنتي رسول اللهy: رقيَّة وأم كلثوم بعد رقـيـَّة. قال له رسول اللهy: «لو أنَّ لي أربعين بنتا لزوجتك واحدة بعد واحدة حتَّى لا تبقى منهنَّ واحدة» وقيل لأَنـَّهُ كريم في الجاهلية والاسلام».
وقال القطب في أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن ابي طالب: «وهو من شهر، ولا يحتاج إلى ذكر فضائله من نسب وزهد، وعقل وعلم وشجاعة وعدل».
بعد هذا أيـُّها القارئ الكريم أريد أن نعود معًا إلى أوَّل الفصل لنناقش بعض الفقرات السابقة.
أبو مهدي كان شيخًا للعزابة وقد نصَّ في رسالته أنـَّه بعثها بعد أن وافق عليها مجلس العزابة فقد قال في الديباجة ما يلي: «فمن

///ص327///
عزابة بني مصاب حفظهم الله تعالى ورعاهم، الحاضر بلسانه، والغائب بحاله، إلى الشيخ المكرم الوجيه المعظم ابن علي بن الشيخ أبي الحسن علي البهلولي، سلام عليك».
ولا شكَّ أنَّ العزابة هيَّ الهيئة الدينيَّة التي تمثل الإبـَاضِـية. ورأيها فس أيـَّة قضية هو الرأي الرسمي أو الرأي المعتمد عند الإبـَاضِـية، إذا فرض أن شذ بعض الناسفخالف في تلك القضية.
والرسالة كما ترى رد على تهمة للإبـَاضِـية ببعض بعض الصحابة، ودفاع عن الصحابة رضوان الله عليهم، وتبرئة للإبـَاضِـية من تلك التهمة الشنيعة. وإيضاحًا لموقفهم، وبيناً بأنـَّهم يضعون كافة الصحابة في المقام الرفيع الذي اختاره الله تبارك وتعالى لهم.
وهذه الاشاعة عن الإبـَاضِـية كانت قد انتشرت في كثير من الجهات ولذلك فقد كان الناس ينبزون بها الإبـَاضِـية فيضطرون للرد عليهم والدفاع عن أنفسهم، وتكذيب من يتهمهم بذلك، وقد كتب في هذا الموضوع عشرات الرسائل والردود منها رسالة أبي مهدي ردًّا على البهلولي ومنها رسائل للقطب ردًّا على محمَّد الطاهر والعقبي ومصطفى بن كامل، وغيرهم ومنها رسالة أبي الربيع الجيلاتي وقد ذكر سعيد التعاريتي السبب في كتابتها نلخصه فيما يلي:
هيج بعض طلاب الغنائم والأموال بعض الأعراب على جربة وأعمالهم إنَّ أهل جربة ــ بما أنـَّهم من الإبـَاضِـية ــ يخالفون المسلمين في أمور تحل بها دماؤهم وأموالهم، ثُمَّ كون منهم حملة هجم بها على الجزيرة الغافلة، ولكن الحملة فشلت وانتصر أهل الجزيرة على المهاجرين، وأخذوا منهم جمعًا من الأسرى، وكان في أولئك الأسرى بعض المتفقهين فسألهم مشائخ جربة عمـَّا حملهم على الاعتداء عليهم ومهاجمتهم وهم إخوة لهم في الدين ولم يسبق لأهل جربة أن اعتدوا على أولئك الأعراب أو أساءوا إليهم. فأجاب المتفقة قائلاً: إنَّ من دعانا إلى محاربتكم واستحلال دمائكم وأموالكم ذكر لنا أنكم تخالفون المسلمين ثُمَّ عدد لهم المسائل التي ذكرها لهم صاحبهم فذكر منها بعض مسائل علم الكلام المعروفة كالرؤية والصفاة وخلق القرآن، ثُمَّ قال: ومنها أنكم تكرهون بعض الصحابة.
وقد ورد أبو الربيع الجيلاتي على الرحيل وناقش مشائل علم الكلام بما هو معروف في كتب التوحيد ثُمَّ أوضح رأي الإبـَاضِـية في الصحابة رضوان الله عليهم في الصورة التي عرضناها عليك.
أمـَّا إذا رجعت إلى ما كتبه أبو العباس الدرجيني فإنـَّك ولا شكَّ ستجده حريصًا كلّ الحرص، على أن يضفي على جميع الصحابة دون تخصيص ما أضفاه عليهم مقامهم الرفيع في الاسلام، وهو مستاء من بعض المخالفين الذين ينـتـقصون بعض الصحابة، وهو يردُّ على أولئك المخالفين الذين أجازوا لأنفسهم أن يضعوا أحدا مِمـَّن اختاره اال لمصاحبة نبيه عليه الصلاة والسلام في غير موضعه من الولاية والمـحبة والرضى والقدوة الحسنة.
وقد سلك أبو حفص عمرو بن عيسى التدميرتي هذا المسلك فكان حريصًا على أن يوضح أنـَّه ينبغي للمسلم ــ إذا أراد لنفسه النجاة ــ أن يبتعد عن التدخل فيما لا يعنيه، وأن يترك الفتن التي وقعت بينهم لله، فهو العليم بالحكم فيها. أمـَّا واجب المسلم فهو الرضى والترحم عليهم جميعاً، وينبهنا إلى أن ما يظهر لنا أنـَّه مخالف للشرع من أعمالهم قد تكون فيه حكمة خفيَّة لله تعالى لا يعلمها إِلاَّ هو وقد يكون الله غفر لهم جميعًا حين اختارهم لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام.
ويستدل على هذا بقصَّة إخوة يوسف عليه وعلى آبائه السلام فإنَّ اتفاقهم على قتله، وإلقائه في الحب للتخلص منه، وكذبهم على أبيه وما تبع ذلك ليس من الأعمال الهينة في الحكم الظاهر، ولكن الله تبارك وتعالى مع ذلك لم يؤاخذ إخوة يوسف وغفر لهم ما ارتكبوه.
وَأَمـَّا كلمات القطب وأبي يحيى فقد وردت في أميري المؤمنين عثمان وعلي ــ خاصة وأكثر الشغب واللغط الذي يوجه إلى الإبـَاضِـية في موضوع الصحابة إنما يدور حول الإمامين العظيمين والصهرين الكريمين ولذلك فإنـَّه مِمَّا يتم به مناقشة هذا الموضوع الهام استعراض كثير من المناقشة القيمة التي جرت على قلم الشيخ سعيد التعاريتي في رده على الشيخ مصطفى بن كامل الطرابلسي فقد ناقش الثعاريتي فيه موضوع الصحابة ــ ولا سيما موضوع الصهرين الكريمين ــ مناقشة رائعة أرجو أن يجد فيها القارئ متعة ومقنعًا.
قال الثعاريتي في كتابه (المسلك المحمود) ابتداء من صفحة 18 ما يلي:
«والعجب كلّ العجب مِمَّا نسبه ــ ابن كامل بن مصطفى ــ إلينا تجاهلاً وظلمًا، وتسلطًا وشتمًا، حتَّى أطال سنان لسانه، وقال: كفَّروا عليا ــ بزوره وبهتانه، مع أنَّ اعتقادنا في الصحابة رضي الله عنه الله عنهم أنـَّهم عدول أتقياء، بررة أصفياء، قد اختارهم الله من بين الأنام، لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام». وبعد سطور يقول:
«وكيف يجوز لمن يؤمن بالحي الذي لا ينام، أن يكفر صهر نبيه عليه السلام، الذي لم يسجد قط للأصنام».
وبعد أن يذكر عددًا من الآيات الكريمة التي قيل إنـَّها نزلت فيالإمام أو في آل البيت وكذلك الأحاديث الشريفة، والآثار التي وردت في الصحابة يقول:
«إلى غير ذلك من الآيات البينات، والأحاديث الـمرويات، والآثار المأثورات، الدالة على فضله عمومًا وخصوصًا، وكيف لا؟
وقد كان أفصح وتلا، وأكثر من شهد النجوى، سوى الأنبياء والنبيء مصطفى، صاحب القبلتين، فهل يوازيه أحد وهو أبو السبطين؟ مع أنَّ كتبنا ولله الحمد ــ طافحة بالرواية عنه، وبالثناء عليه».
ثُمَّ استشهد بما كتبه البدر التلاتي في كتابه (نزهة الأديب وريحانة اللبيب)، ثُمَّ استشهد بأبيات من ديوان التلاتي منها:ب
بنت الرسول زوجها وابـنـهــــــــــــا *** أهل لبيت قــد فـشى سنــاهــــــــــــــا
رضــى الإلــه يـطـلــب التـلاتـــــــي لـهـــم جـمـيـــعًا ولـمـــن عـنـاهـــــــا
ثُمَّ استشهد بأبيات للإمام الحضرمي منها:
بلى كان في أم القرى اليـوم قائـــــــم أغر من الأشراف ماضــي الـعـزائــــــم
له عنصر صافي النـجـار ومـنـصــــب*** تـعــرق فــي فـرعـي علــي وفـاطــــــم
ثُمَّ استشهد بأبيات لأبي حفص عمرو بن عيسى التندميرتي منها:
وعـلـى الـهـادي صـلاة نـشــرهـــــا عـنـبـر ــ مـا خــب ســاع ورمــــــــل
وسـلام يـتـــولـَّــــى ــ وعــلـــــــــى آلـــه والـصـحـب مـالـغيـث هـطـــــل
سيما الصديق والفاروق والـجـامـــع الـقـــــرآن والــشـهـــــم الـبـطــــــــل
ثُمَّ بعد ذلك نقل فصلاً رائعا في الموضوع للشيخ أبي ستة ننقل منه ما يلي:
«فإذا تقرَّر في ذهنك ما حكيناه، واتضح لك ما استدللناه به ونقلناه، علمت منه أنَّ التعلُّق بما شجر بينهم رضوان الله عليهم أجمعين، تكلف وفضول لمن لا يعلم ذلك، حيث كان مِمَّا يسع جهله، وقد وجد في الاعراض عن ذلك سبيل منقول عن العدول، فلم يبق في حقهم حينئذٍ إِلاَّ الجزم بالعدالة لأصلها فيهم، من كونهم كلّهم أئمة عدولا يقتدى بهم كما نقل ذلك عن الرسول أحسب أنَّ هذا يكفي في توضيح راي الإبـَاضِـية في الصحابة رضوان الله عليهم ولا سيما في امير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو كذلك كاف ــ فيما أرى ــ للردّ عمن يتهم الإبـَاضِـية ببغض الصحابة أو بعض الصحابة.
وما أحسب مسلما يمتلأ قلبه بالايمان يمكن أن يجد بغض أي شخص من الصحابة طريقا إلى قلبه، ولا شكَّ أنَّ أدنى أولئك الجمع منزلة هو أجل وأعظم وأشرف من أعلانا منزلة، وأرفعنا مقامـًا، ولو لم يرتفع به إيمانه وعقيدته إلى محبة رسول الله y ومحبَّة أصحابه وآله أجمعين. فلا أقلّ من أن يتأدب مع رسول الله y ويستمع إليه في قوله: «إذا وصلتم أصحابي فكفوا» وقوله عليه السلام: «دعو لي أصحابي» وإذا لج بأحد العناد ى فلا أقلّ من أن يقتدي بصاحب رسول الله y عبد الله بن عمر حين سئل عن أمير المؤمنين عثمان وعلي، فتلا قوله تعالى: {تِلْكَ أمـَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عمـَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} أو يتسمع إلى كلمة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز حين سئل عمـَّا شجر بين الصحابة فقال كلمته الرائعة: «تلك دماء طهَّر الله منها أيدينا فلا نلوِّث بها ألسنتنا».
وفي ختام هذا الفصل أحب أن أقول إنَّ موضوع الصحابة رضوان الله عليهم أجل من أن يكون موضوعًا للمهاترات، وحديثا للمشاغبات، ودعوة من دعوات العصبيات، فأصحاب رسول الله y هم أولياء كلّ مؤمن صادق، وهم أعداء كلّ منافق، وكما لا يحل لمؤمن أن يحمل لهم ذرَّة من البغضاء لا يحل له كذلك أن يحارب المسلمين بهم،ويزرع الفتنة بين صفوف المؤمنين بدعوى محبَّتهم والغيرة عليهم، وإذا كان في المسلمين من أي مذهب كان من يحمل لأصحاب رسول الله y أو لأحدهم أي معنى لا يليق بجلال مركزهم وشرف صحبتهم فإن عليه أن يطهر قلبه بالتوبة والاستغفار وأن يغسل دنس البغضاء بمحبَّتهم وولايتهم. فإنـَّه لا ألأم ولا أشدَّ كفرانًا ومعصية من الإنسان يتطرَّق إلى قلبه شيء من بغض من أحبه الله ورسوله قبل ثلاثة عشر قرنًا.
منقول

hadji_alger
2007-10-25, 13:35
هل من الممكن معرفة سبب حذف الرد الأخير؟

hadji_alger
2007-10-25, 13:44
ربما يُقفل الموضوع كاملا: فهذا أمر معقول

ولكن أن تخيروا بين ردود الأعضاء فتقدموا

الذي يناسبكم على الذي لا يناسبكم

فهذا من غير المعقول!!!!

محمد أبو عثمان
2007-10-25, 14:28
السبب ببساطة لأن فيه خروج عن النقاش العلمي
لذا ناقش بعلم أو اسكت بحلم ودعك من السب والقذف فهو من أسلوب الضعاف مع الملاحظة أنه مخالف لقوانين المنتدى فتنبه !!!!!!
أما عن قولك أننا نتخير الردود فلا مجال له من الصحة ردك الوحيد الذي حذف لخروجك عن النقاش ودخولك في السب والشتم .
وأخيرا أشكر أخي ابن محمد الجزائري على مانقله وعلى أسلوبه المتأدب في النقاش وهذا يشكر عليه ولي ملاحظة على مانقله ان من الخطأ بل من الظلم أن يرمى الاباضية بتكفيرهم لكل الصحابة لا , ولكن هناك أفراد من الصحابة قالت الإباضية بكفرهم وهم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عن الجميع لذا أرجوا أن تنقلوا لنا كلام علمائكم في هؤلاء الصحابة الذين ذكرتهم لكم لا جميع الصحابة كما ذكر أخي ابن محمد الجزائري أعطونا كلام علمائكم أنتم ان كان مدحا فأفيدونا وبرؤوا علمائكم وان كان قدحا وذما فبينوه نصرة للحق ودفاعا عن هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم في انتظار الإجابة عن هذا السؤال ؟

أما بخصوص التكفير فاقرؤوا كلام صاحبكم CHE-LOVE وهو اباضي ونقل عن الإباضية قولهم بأن أصحاب الكبائر من هذه الأمة في النار مآلا (اي في الآخرة ) أما في الدنيا فكفرهم كفر نعمة لذا نرجوا ان توضحوا مانقله ؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

hadji_alger
2007-10-25, 21:14
أظن أنك لم تفرق بعد بين كلمة ( كفر النعمة ) وبين ( الكفر أو الشرك بالله )
وصاحب الموضوع جزاه الله خيرا شرح لنا بالتفصيل الفرق بينهما
تريد أن أوضح لك أفضل : مرادف كلمة كفر النعمة ( في مذهب الإباضية ) = ناكر لنعم الله أي أن مرتكب الكبائر يعي ماعليه من إثم
عند الله ولكنه يتمادى في عصيانه. فهاذا هو المقصود بالكافر كفر نعمة .

أما الكبائر فلا تغفر إِلاَّ بتوبة صادقة.
ومنها فإن مرتكب الكبيرة الذي يموت وهو مصر عليها يخلد في النار كما سيأتي بيان ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
وقد وعد الله تعالى من عمل بطاعته الْجَنَّة، ولا خلف لوعده، وأوعد لمن عصاه النار إذا مات غير تائب من معاصيه وأصر عليها، ولا خلف لوعيده، ولا مبدل لقوله. قال تعالى: ﴿ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ(29)﴾ (ق)، وقال : ﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ(9)﴾ (آل عمران) فالوعد حق والوعيد حق، قال تعالى : ﴿ وَنَادَىآ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُم مَّا وَعَدَ رَبـُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُم بَيْنَهُمُ, أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ(44)﴾ (الأعراف).

فمن مات مؤمنا بالله تائبا، صادقا في توبته مخلصا لله في عمله، كان من أهل رضوان الله تعالى، ولا يؤخذ بما جناه قبل التوبة، ومن مات مصرا على شيء من معاصي الله، ولم يتب من المعاصي التي توجب التوبة، كان من أهل سخط الله، ولا ينتفع بما سبق من عمله. مصداقا لقول الرسول (ص): «إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراعا فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراعا فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها». فالعاقبة بحسن الخاتمة وطالما أن المرء لا يدرى متى تكون نهايته فإن عليه أن يعمل الصالحات طول حياته، وإن أخطأ فعليه أن يستغفر الله ويتوب إليه قبل أن يسبق عليه الكتاب. وعندها لا تنفعه توبة ولا شفاعة. فمن يموت بغير توبة فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين.

------------------------------------------------------------------------
أظن أن الأخ يتكلم عن حسن الخاتمة

أتريد أن تقول من مات على معصية سيدخل الجنة ؟

فماَ تقول في الذي مات وهو مخمور سيدخل الجنة ربما لعمل صالح قام به سابقا

فما تقول في الذي يموت على توبة أو عمل صالح لكن عمره أفناه في الكبائر والمنكرات سيدخل النار .

ألم تقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلاه .

- فاقرأ كلام الرحمن في حسن الخاتمة وسوءها :

قال الله تعالى في سورة الفرقان ﴿ وَالذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا _اخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ التِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَّفْعَلْ ذَالِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69) اِلاَّ مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا(70)﴾

إذاً ماذا تقول في الإباضية عند قولهم بخلود أهل النار والجنة. هل هم على ضلال .

إليك مصادر فتواهم من كتاب الله في أكثر من مقام :

- قول الله تعالى في سورة هود ﴿ فَأَمَّا الذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ(106) خَالِدِينَ فِيهَا
مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالاَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبـُّكَ إ ِنَّ رَبـَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ(107)
وَأَمَّا الذِينَ سَعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالاَرْضُ
إِلاَّ مَا شَآءَ رَبـُّكَ عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ(108)﴾.

قول الله تعالى في البقرة: ﴿ الذِينَ يَاكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ، ذَالِكَ بِأَنَّهُمْ
قَالُواْ: إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا، وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا، فَمَن جَآءَهُ, مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبـِّهِ فَانتَهَىا
فَلَهُ, مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ, إِلىَ اللهِ، وَمَنْ عَادَ فَأُؤْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(275)﴾.

يقول الله تعالى في سورة يونس: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىا وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ
اُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(26) وَالذِينَ كَسَبُوا السَّـيِّـئَاتِ جَزَآءُ سَـيِّئَةِم بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ
كَأَنـَّمَآ أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا اُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(27)﴾

قال الله تعالى بعد آية الوصية في سورة النساء ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُّطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ نُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَالِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(13) وَمَنْ يَّعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ نُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ(14)﴾.

قول الله تعالى ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىا وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ اُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(26) وَالذِينَ كَسَبُوا السَّـيِّـئَاتِ جَزَآءُ سَـيِّئَةِم بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنـَّمَآ أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا اُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(27)﴾

--------------------------

ومن في نيته حقا تبين حقيقة عقيدة الإباضية فعليه بالإطلاع على كتاب الحق الدامغ
لمؤلفه الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ( مفتي سلطنة عمان ) ... الرابط أدناه .
** للعلم فالشيخ الخليلي هو النائب الثاني للدكتور والعلامة يوسف القرضاوي في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين

http://www.alsaffah.info/img/alhq_aldameq.doc

*** سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ***

محمد أبو عثمان
2007-10-25, 23:09
جيد يا حاجي وهذا فرق ما بين أهل السنة وبين الإباضية أنتم تحكمون على عصاة المسلمين الذين ماتوا ولم يتبوا بالخلود في النار وبالتالي تنكرون الشفاعة يوم القيامة وهذا عين ماذكره صاحب الموضوع ومعتقدكم هذا خلاف مذهب أهل السنة فعقيدة أهل السنة في من مات عاصيا ولم يتب من الذنب فهو في حكم المشيئة ان شاء الله غفر له وان شاء عذبه هذا مالم يستحل هذه الذنوب التي اقترفها

وهنا يطرح السؤال لمن تكون الشفاعة يوم القيامة أليس لأهل الكبائر من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
الجواب عند أهل السنة هو نعم , ولكنه يختلف عند الإباضية فهم ان قالوا الشفاعة لأهل الكبائر من أمة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد ردوا على علمائهم وبطل مذهبهم ولم يبق لهم الا الرجوع إلى عقيدة أهل السنة , وان لم يأخذوا بهذا الكلام فلم يبق لهم إلا انكار الشفاعة يوم القيامة .

وهنا امر آخر وهو يستحيل أن تكون الشفاعة لمن مات وتاب توبة نصوح فهذا من أهل الجنة ان شاء الله تعالى فلم تبق الشفاعة إلا للعصاة الذين ماتوا ولم يتوبوا من ذنوبهم .

لهذه الأسباب ينكر الإباضية الشفاعة لأن عقيدتهم تقول إما أن يكون العبد في هذه الدنيا مؤمنا ومآله إلى الجنة وإما يكون كافر (كفر نعمة ) ومآله إلى النار والعجيب أنه يسمونه في الدنيا كافر كفر نعمة ثم يحكمون عليه بالخلود في النار فما هو الفرق بين ان تقول هو كافر ومآله إلى النار او تقول هو كافر كفر نعمة ومآله إلى النار ؟ لا فرق كما هو واضح .

وبهذا يتبن للقارئ الكريم أن الإباضية ينكرون الشفاعة لأهل الكبائر من امة النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائل: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» رواه الترمذي وأبو داود من حديث أنس رضي الله عنه .

ولعلي اذكر هنا حديثا واحد لكي لا يطول بنا الحديث وهو واضح في اثبات الشفاعة للعصاة من امة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة والحديث في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال : قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا قلنا لا قال فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما ثم قال ينادي مناد ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم وأصحاب الأوثان مع أوثانهم وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر وغبرات من أهل الكتاب ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب فيقال لليهود ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد عزير ابن الله فيقال كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد فما تريدون قالوا نريد أن تسقينا فيقال اشربوا فيتساقطون في جهنم ثم يقال للنصارى ما كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد فما تريدون فيقولون نريد أن تسقينا فيقال اشربوا فيتساقطون في جهنم حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر فيقال لهم ما يحبسكم وقد ذهب الناس فيقولون فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم وإنا سمعنا مناديا ينادي ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون وإنما ننتظر ربنا قال فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فلا يكلمه إلا الأنبياء فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه فيقولون الساق فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم قلنا يا رسول الله وما الجسر قال مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها السعدان المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم يقولون ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويعملون معنا فيقول الله تعالى اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه ويحرم الله صورهم على النار فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه وإلى أنصاف ساقيه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه فيخرجون من عرفوا قال أبو سعيد فإن لم تصدقوني فاقرءوا { إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها }

فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد امتحشوا فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل قد رأيتموها إلى جانب الصخرة وإلى جانب الشجرة فما كان إلى الشمس منها كان أخضر وما كان منها إلى الظل كان أبيض فيخرجون كأنهم اللؤلؤ فيجعل في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه فيقال لهم لكم ما رأيتم ومثله معه " حديث رقم 6886 من صحيح البخاري

وأخيرا أنت يا أخ حاجي لم تجب عن سؤالي الذي طرحته عليكم وسأكرره هنا لعلي أجد منكم الجواب الكافي

وأخيرا أشكر أخي ابن محمد الجزائري على مانقله وعلى أسلوبه المتأدب في النقاش وهذا يشكر عليه ولي ملاحظة على مانقله ان من الخطأ بل من الظلم أن يرمى الاباضية بتكفيرهم لكل الصحابة لا , ولكن هناك أفراد من الصحابة قالت الإباضية بكفرهم وهم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عن الجميع لذا أرجوا أن تنقلوا لنا كلام علمائكم في هؤلاء الصحابة الذين ذكرتهم لكم لا جميع الصحابة كما ذكر أخي ابن محمد الجزائري أعطونا كلام علمائكم أنتم ان كان مدحا فأفيدونا وبرؤوا علمائكم وان كان قدحا وذما فبينوه نصرة للحق ودفاعا عن هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم في انتظار الإجابة عن هذا السؤال ؟


قبل أن أنسى الخليلي هذا الذي ذكره أخي حاجي من علماء الإباضية وقد رد عليه فضلية الشيخ الدكتور علي بن ناصر الفقيهي حفظه الله تعالى بكتاب سماه : { الرد القويم البالغ على كتاب الخليلي المسمى بالحق الدامغ }
وكتاب الشيخ الفقهي كتاب ماتع في بيان بعض من عقائد الإباضية وهي: { قولهم بخلق القرآن - وانكار رؤية الله عز وجل يوم القيامة -وتكفير أصحاب الكبائر } وقد قرضه الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوازن حفظه الله تعالى وهذا نصه :"

تقريظ فضيلة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب الفضيلة الشيخ: علي بن محمد ناصر الفقيهي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد: وصلتني رسالتكم ومعها مؤلفكم في الرد على الإباضي الجهمي - أحمد بن حمد الخليلي في كتابه المسمى «الحق الدامغ»، والذي ضمنه ثلاث ضلالات: نفي رؤية المؤمنين لربهم، والقول بخلق القرآن، وتخليد العصاة من المؤمنين في النار- وقرأت ردكم عليه فوجدته بحمد الله رداً وافياً مفحماً فيه نصرة الحق، ودحض الباطل، ونقض الشبهات، مدعماً بالأدلة من الكتاب والسنة.
والحمد لله الذي وفقكم لذلك، ونسأله أن يجعله في ميزان حسناتكم، وأن يزيدكم علماً وفقهاً في دينه- وليس لي أي ملاحظة سوى تصويبات نحوية وبعض الزياديات اليسيرة وهي بالخط الأحمر - إن رأيتم وجاهتها- زادكم الله علماً نافعاً وعملاً صالحاً.
وأن يجعلنا وإياكم من أنصار دينه وحماة شريعته، وأن يصلح أحوال المسلمين وولاة أمورهم. إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم :
صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
25/4/1421هـ


ولمزيد من الفائدة دونكم الكتاب لتحميل

من هنـــــــــــــــــــــــــا (http://66.7.198.8/~ahl/vb/attachment.php?attachmentid=5115&d=1086289566)

في انتظار الإجابة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

theking1984
2007-10-26, 15:17
طعن مفتي الإباضية أحمد خليلي


في الصحابيين الجليلين


عثمان بن عفان - ذي النورين - رضي الله عنه


و



معاوية بن أبي سفيان - كاتب الوحي- رضي الله عنه


حوار مع سماحة الشيخ في الأردن (http://www.ibrigate.com/vb/showthread.php?t=17897)



و ملخص ما ورد في اللقاء - و هو دونكم راجعوه - هو :

-قدم الخليلي جوابه بمقدمة ذكر فيها ما ورد من آيات في فضل الصحابة ، وأنه لا يستحب الخوض في مثل هذا الموضوع بل الكف عنه أفضل من عرضه للبحث .
- ثم بين أن الإباضية ليسوا وحدهم من انتقد الصحابة كعثمان وعلي ـ رضي الله عنهما ـ بل شاركهم في ذلك بعض أهل السنة !
- ثم نقل كلمات لبعض الناس المجهولين في نقد حكم عثمان ـ رضي الله عنه ـ من كتابي (البيان والتبيين) للمعتزلي الجاحظ !! و (العقد الفريد) للأديب ابن عبد ربه ! ثم من كتاب (الإمامة والسياسة) المنسوب زوراً ـ كما سيأتي ـ إلى الإمام ابن قتيبة ـ رحمه الله ـ . ثم من كتاب (العدالة الاجتماعية) لسيد قطب ! و (الخلافة والملك) للمودودي !
- ثم ادعى أن قتل عثمان ـ رضي الله عنه ـ كان برضى من جميع الصحابة الذين كانوا بالمدينة الذين لم يحاولوا الدفاع عنه لمحبتهم لقتله ! ! ! !
- ثم قال :
- أما علي ـ رضي الله عنه ـ فقد ذكر الخليلي أن الإباضية يعظمونه ويقدرونه !! وإنما انتقدوا عليه رضاه بالتحكيم مع معاوية ـ رضي الله عنه ! ـ .
- ثم استغرب الخليلي اعتذار أهل السنة لمعاويةـ رضي الله عنه ـ في حروبه مع علي ـ رضي الله عنه ـ وعدم اعتذارهم لأهل النهروان الذين (خرجوا) على علي رضي الله عنه ! لا سيما وفيهم من هو صحابي ـ مثل معاوية ! ـ كحرقوص بن زهير وعبد الله بن وهب (وآخرون)!! .
- ثم بين استعداده وفرقته الإباضية لطي صفحات الماضي واحترام جميع الصحابة بشرط أن يحترم أهل السنة (( أهل النهروان )) ! وأن لا ينالوا منهم . ا.هـ كلامه



و هذا رد شيخنا العلامة الكبير أبي محمد ربيع المدخلي عليه


بسم الله الرحمن الرحيم


الرد على مُفتي عُمَان الخارجي أحمد حمد الخليلي




الحمد لله و صلى الله و سلم على محمد و على آله و أصحابه أجمعين ، أما بعد :
فهذا جزء لطيف في الرد على مفتي الإباضية ؛ الخارجي المحترق أحمد حمد الخليلي مفتي عُمان ؛ استللته من كتاب العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله تعالى ـ " مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم " ، الطبعة الثانية .


قال الشيخ ربيع ـ حفظه الله تعالى ـ :

[ سادسـًا :احتجاج أهل البدع والضلال بطعن سيد قطب وأمثاله ممن طعن في عثمان ـ رضي الله عنه ـ وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ يرى هؤلاء المبتدعون أنّ في طعن سيد قطب وأمثاله من أهل الأهواء المنتسبين إلى أهل السنة حجة لهم على جواز الطعن والنيل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فهذا الإباضي الخارجي المحترق أحمد حمد الخليلي مفتي عُمان الحاقد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مقابلة أجراها معه لفيفٌ من (اللجنة الثقافية) حينما زار النادي الثقافي في سلطنة عمان في يوم الاثنين 29 رجب سنة 1404ه‍ ، ونشرتها مجلة (جبرين) التي يصدرها الطلبة العمانيون في الأردن؛ حيث يقول الخليلي الإباضي المذكور من كلامٍ طويل في هذه المقابلة :
((ولست هنا بصدد الحكم في تلك الفتنة العمياء ، ولا على أحدٍ ممن خاض في تلك الفتنة ، أو من أصيب بشيء من شررها ، وإنما كلُّ ما أريده الآن هو : دفع الاتهامات التي توجّه إلى الإباضية؛ لأنهم يعادون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينالون من كرامتهم .
والذي أريد أن أقوله : أن الإباضية ليسوا وحدَهم في هذا الميدان فكثيرٌ من الناس تحدّثوا عن تلك الفتنة))[1] ونقل كلامـًا عن ((العقد الفريد)) ، وعن ((البيان والتبيين)) ، وعن ((الإمامة والسياسة)) المنسوب زورًا إلى ابن قتيبة تتضمّن الطعنَ على عثمان ـ رضي الله عنه ـ .

ثم قال : ((وإذا جئنا إلى أعلام الفكر الإسلامي لعصرنا الحاضر نجد كثير[2] منهم تناول هذه الفتنة ، وتحدّثوا عما جرى فيها بكلّ جرأة؛ ومن هؤلاء : شهيد الإسلام (مميز سيد قطب) في كتابه ((العدالة الاجتماعية)) ، فلنسمع معـًا بعض ما قاله الأستاذ سيد قطب في صفحة ( 210 ) من كتابه المذكور : ((وهذا التصوّر لحقيقة الحكم قد تغيّر شيئـًا ما دون شك على عهد عثمان وهو شيخ كبير ومن وراءه[3] مروان بن الحكم يصرف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام ، كما أن طبيعة عثمان الرخية وحدبه الشديد على أهلِه قد ساهم كلاهما في صدور تصرّفاتٍ أنكرها الكثيرين [4] من الصحابة من حوله ، وكانت لها معقبات كثيرة ، وآثارها الفتنة التي عانى منها الإسلام كثيرًا .
منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم ، فلما أصبح الصباح جاء زيد بن أرقم خازن بيت مال المسلمين وقد بدا في وجهه الحزن واغرورقت في عينيه الدموع ، فسأله أن يعفيه من عمله ، ولما علم منه السبب وعرف أنه عطيته لصهره من مال المسلمين قال مستغربـًا : أتبكي يا ابن أرقم أن وصلت رحمي؛ فردّ الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف : لا يا أمير المؤمنين ولكن لأني أظن أنك أخذت هذا المال عوضـًا عما كنت تنفقه في سبيل الله في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيرًا؛ فغضب عثمان على الرجل الذي لا يطيق ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين وقال له : الق بالمفاتيح يا ابن أرقم فإنا سنجد غيرك)) .
والأمثلة كثيرة في سيرة عثمان على هذه التوسعات؛ فقد منح الزبير ذات يوم 900 ألف ، ومنح طلحة 200 ألف ، ونفَّل مروان بن الحكم ثلث خراج أفريقية ، ولقد عاتبه في ذلك ناسٌ من الصحابة على رأسهم علي بن أبي طالب ، فأجاب : إنّ لي قرابة ورحمـًا ، فأنكروا عليه وسألوه : ألم يكن لأبي بكر وعمر قرابة ورحم ؟ فقال : إن أبا بكر وعمر كانا يحتسبان في منع قرابتهما وأنا أحتسب في إعطاء قرابتي؛ فقاموا عنه غاضبين يقولون : فهديهما والله أحب إلينا من هديك .
وغير المال كانت الولايات تغدق على الولاة من قرابة عثمان ، ومنهم : معاوية الذي وسع عليه في الملك ، فضمّ إليه فلسطين ، وحمص ، وجمع له قيادة الأجناد الأربعة ، ومهّد له بعد ذلك أن يأخذ الملك في خلافة عليّ ، وقد جمع المال والأجناد .
ومنهم : الحكم بن العاص طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي آواه عثمان وجعل ابنه مروان وزيره المتصرّف .
ومنهم : عبد الله بن سعد بن أبي السرح أخوه من الرضاعة .
ولقد كان الصحابة يرون هذه التصرفات خطيرة العواقب فيتداعون إلى المدينة لإنقاذ تقاليد الإسلام ولإنقاذ الخليفة من المحنة ، والخليفة في كبرته لا يملك أمره
من مروان ، وإنه لمن الصعب أن نتهم روح الإسلام في نفس عثمان ، ولكن من الصعب كذلك أن نعفيه من الخطأ الذي نلتمس أسبابه في ولاية مروان الوزارة في كبرة عثمان .
ولقد اجتمع الناسُ فكلفوا علي بن أبي طالب أن يدخل إلى عثمان فيكلمه؛ فدخل إليه فقال : الناس ورائي وقد كلّموني فيك ، والله ما أدري ما أقول لك ، وما أعرف شيئـًا تجهلُه ، ولا أدلّك على أمرٍ لا تعرفه؛ إنك لتعلم ما نعلم ، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ، ولا خلونا بشيء فنبلغك ، ولا خصصنا بأمر دونك ، وقد رأيت وسمعت وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونلتَ صهره ، وما ابن أبي قحافة بأولى بعمل الحق منك ، وما ابن الخطّاب أولى بشيء من الخير منك ، وإنك أقرب
إلى رسول الله رحمـًا ، ولقد نلت من صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم ينالا ولا سبقاك إلى شيء؛ فالله الله في نفسك فإنك والله لا تبصر من عمى ، ولا تعلم من جهل ، وإن الطريق لواضح بيِّن ، وإن أعلام الدين قائمة . تعلم يا عثمان أن أفضل عباد الله عند الله إمامٌ عادل هُدي وهدى؛ فأقام سنة معلومة وأمات بدعة ... فو الله إن كلاًّ لبيِّن ، وإن السنن لقائمة ولها أعلام؛ وإن شر الناس عند الله إمام جائر ضلَّ وضُلَّ به ، فأمات سنة معلومة ، وأحيا بدعة متروكة؛ وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في جهنّم)) .
فقال عثمان : قد والله علمت ليقولن الذي قلت ، أما والله لو كنت مكاني ما عنفتك ولا أسلمتك ولا عبت عليك ، وما جئت منكرًا أن وصلت رحمـًا ، وسددت خلّة ، وآويت ضائعـًا ، ووليت شبيهـًا بم كان عمر يولي . أنشدك الله يا علي هل تعلم أن المغيرة بن شعبة ليس هناك ؟ ، قال : نعم ، قال : أتعلم أن عمر ولاّه ؟ ، قال : نعم ، قال : فلم تلومني أن وليت ابن عامر في رحمه وقرابته ؟ ، قال عليّ : سأخبرك إن عمر كان كل من ولي كان إنما يطأ على صماخه إن بلغه عنه حرف جلبه ثم بلغ به أقصى الغاية ، وأنت لا تفعل؛ ضعفت ورفقت على أقاربك . قال عثمان :
وأقاربك أيضـًا ، قال علي : لعمري أن رحمهم مني لقريبة ولكن الفضل في غيرهم ، قال عثمان : هل تعلم أنّ عمر ولى معاوية خلافته كلها فقد وليته ؟ ، قال
علي : أنشدك الله؛ هل تعلم أن معاوية كان أخوف من عمر من يرفأ غلام عمر منه ؟ ، قال : نعم ، قال علي : فإنّ معاوية يقطع الأمور دونك وأنت لا تعلمها فيقول للناس هذا أمر عثمان فيبلغك ولا تغير على معاوية .
ثم يقول الأستاذ شهيد الإسلام بعد ذلك : ((ثم ثارت الثائرة على عثمان ، واختلط فيها الحق بالباطل والخير بالشر ، لكن لا بد لمن ينظر في الأمور بعين الإسلام ، ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرِّر أن تلك الثورة في عمومها كانت ثورة من روح الإسلام ، وذلك دون إغفال ما كان لليهودي عبد الله بن سبأ عليه لعنة الله))[5].
اقرأ كتاب ((العدالة)) ( من ص 210 إلى ص 212 )[6].

قال الإباضي : ((وكثير من الكاتبين تناول هذا الموضوع بالنقد والتحليل ، ومن بينهم العلامة المودودي في كتابه ((الخلافة والملك)) ، وكذلك في كتابه ((التجديد لهذا الدين)) .
وقد علّل ما حدث في كتابه ((التجديد لهذا الدين)) بأن الخليفة الثالث جاءته الخلافة وقد بلغ من الكبر عتيـًّا ، وكان لم يمنح من المواهب التي منح العظيمان اللذان تقدّماه .
فهل الإباضية وحدَهم الذين يتحدّثون عن مثل هذه الأشياء أو يكتبون عنها؟)) .

أقول : فهل هذا الطعن في عثمان ـ رضي الله عنه ـ مما يشرِّف سيد قطب والمودودي وسائر الكاتبين الذين يحتجّ بهم هذا الخارجي على صحة وسلامة موقف من يطعن في الخليفة الراشد وغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!! .
ونقول ثانية لهذا المفتي : أمثل هذا الاحتجاج البارد مما يقبله العقلاء والعلماء ... والقضاة ... وأهل الفتوى ؟!! .
إذا سئلت أيها المفتي عن عصابة تقتل وتسرق وتقطع الطرق حتى إذا ألقي عليها القبض وقدّمت للعدالة لمحاسبتها وتطبيق شريعة الله وحكمه عليها فقامت تدافع عن نفسها وتقول : إنّ هناك عصابات تشاركها في هذه الجرائم؛ فهل تدافع عنها أيها المفتي وتعطيها صكّ براءة بحجة أنها ليست وحدَها التي تمارس تلك الفعلات الشنعاء ، بل معها عصابات تشاركُها في تلك الجرائم ؟ .
وهكذا نرى التعصّب الأعمى يقتل العقول والمواهب فتأتي بالمخجلات من الشوارد والغرائب .
أيا من يحترم دينه وعقله ويحترم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام كيف ترضى لنفسك أن تكون من مدرسة سيد قطب والمودودي وأمثالهما ممن يطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وممن انحازوا إلى أهل
البدع الكبرى وفي كثير من المبادئ والأصول والعقائد وصاروا إلْبـًا على السنة والحق وأهلهما .
فورب السماء والأرض أنه ما نصح لك ولا أراد بك خيرًا مَن يستهويك إلى تولي واتباع الدعاة إلى البدع الكبرى والضلالات العمياء .
وفي خلال كلامه ... ذكر خطته في ((العقد الفريد)) لأحمد بن محمد بن عبد ربه المتشيّع الحاقد على عثمان وبني أميّة عن أحد الحاقدين من الروافض أو الخوارج يطعن في عهد عثمان وبني أميّة ، ثم عقّب عليها بقوله : ((وكان كلامه ـ يعني : الحاقد السالف الذكر ـ يعني انتقاد الأوضاع بعد الخليفتين أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ ، وكذلك جاء في كثير من الكتب ذكر بعض الأحداث التي وقعت في عهد الخليفة الثالث بعدما بلغ من الكبر عتيـًّا)) .
وهذه طعنة من الإباضي الخارجي الحاقد في الخليفة الراشد عثمان ـ رضي الله عنه ـ ، وذكر الأباضي أن الخطبة السالفة الذكر موجودة في ((البيان والتبيين)) للجاحظ المعتزلي الماجن الحاقد .
وذكر خلال عرضه كلامـًا عن المسمى زروًا بابن قتيبة فقال : ((ولنستمع إلى ما يقوله ابن قتيبة صاحب ((الإمامة والسياسة))[7 ] ، يقول في الصفحة ( 35 ) من الجزء الأول من كتابه : ((ما أنكر الناس على عثمان وذكروا أنه اجتمع أناسٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكتبوا كتابـًا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من
سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة صاحبيه ، وما كان من هبته خمس أفريقية لمروان وفيه حق الله ورسوله ، ومنهم ذوي القربى واليتامى والمساكين ، وما كان من تطاوله في البنيان حتى عدّوا سبعة دور بناها في المدينة ... وذكر مثالب ومطاعن أخرى في عثمان ـ رضي الله عنه ـ)) .
ثم قال : ((كل هذا موجود في كتاب ((الإمامة والسياسة)) في الصفحتين ( 35 ـ 36 ) )) .
وهكذا ينقل هذا الخارجي الحاقد على عثمان وبني أمية عن ابن قتيبة المجهول موهمـًا أنه ابن قتيبة خطيب وأديب أهل السنة ، وموهمـًا للبلهاء أنه اعتمد على أقوى حجة ، وهي في واقعها أوهى من بيت العنكبوت ، ويريد بذلك تبرئة نفسه والخوارج من الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأضاف طعنـًا إلى طعن ، وحقدًا إلى حقد ، وعداء إلى عداء؛ ولن يضرّ بذلك إلاّ نفسه ، وسيأتي دحض هذه المطاعن الكاذبة إن شاء الله تعالى .
هذه الأسباب وغيرها دفعتني إلى أن أقومَ ببعض الواجب الذي يطمعني في أحسن الجزاء والمثوبة من الله الكريم العظيم ، ويطمعني في أن يستجيب لصوت الحق أناس مخدوعون ببريق الباطل وجعجعته وضجيجه فأدخل باستجابتهم في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة)) .
وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمـًا كثيرًا .





حواشي :

- [1] انظر كيف يتظاهر هذا المسكين بالورع عن الحكم في تلك الفتنة العمياء ، ثم غلبه طبعُه وهواه وحقدُه فساقَ هذا الدفاع عن الإباضية الذي يتضمّن الاعتراف بأنهم ممن يعادي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينالون من كرامتهم ، لكنهم ليسوا وحدَهم في هذا الميدان ، بل يشاركهم فيه وحوشٌ بشريّة تنهش في أعراض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمّة أُخرجت للناس .
ولقد رأينا العجائب في كتب الخوارج الإباضية ، رأيناهم يشاركون الروافض إلى حدٍّ بعيد في الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فهل يظنّ الإباضي الخليليّ أن مغالطاته تنطلي على العقلاء !! .
- [2] كذا بالأصل ، وصوابه (كثيرًا) .
- [3] كذا بالأصل ، وصوابه : ( ورائه) .
- [4] كذا بالأصل ، وصوابه : (الكثيرون) .
- [5] انظر كيف يمدح الثورة على عثمان ـ رضي الله عنه ـ مع علمِه أنها من كيد ابن سبأ اليهودي . وسوف تأتي مناقشته المستفيضة لهذا الكلام إن شاء الله في ( ص 99 ) إلى ( ص 102 ) .
- [6] وفي الطبعة الثانية عشر ص ( 159 ) ، وفي الطبعة الخامسة ص ( 186 ) من ((العدالة)) .
- [7 ] قد طعن غير واحد من الباحثين في نسبة هذا الكتاب إلى ابن قتيبة الإمام ، وأقاموا العديدَ من الأدلة على بطلان هذه النسبة . منهم : محب الدين الخطيب في تحقيق ((العواصم)) ( ص : 248 ) ، ومنهم : السيد أحمد صقر في مقدمة ((تأويل مشكل القرآن)) لابن قتيبة ( ص : 32 ) . وانظر مقدمة ((عيون الأخبار)) ( ص : 40 ) .
__________________

theking1984
2007-10-26, 15:28
قول الخليلي بنفي رؤية الله يوم القيامة من كتابه الحق الدامغ الذي و ضعه الأخ **حاجي ألجي**



في نتيجة البحث

بعد هذا العرض لموضوع رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة ، واستعراض أدلة النافين والمثبتين ، وما يتوجه إليها من اعتراض ، وما يعقبه من جواب ، لا أظنك أيها القارئ الكريم تشك في أن نفاتها لم يأخذوا إلا بالأقوى والأسلم والأحزم،فإن ذلك واضح بوضوح حججهم ، وسلامة قولهم من التأثر بالذين سألوا الرؤية من اليهود والمشركين . اهـــ





قول الخليلي الضال بخلق القرآن خلافا لعقيدة السلف أجمعين و ذلك من كتاب الحق الدامغ :

في نتيجة ما تقدم

لست بمرتاب أخي القارئ أنك بعد اطلاعك على ما احتواه هذا المبحث من أخذ ورد ، واجتذاب ودفع ، في مسألة خلق القرآن ، تدرك أن الصواب والسلامة في اعتقاد أنه كسائر الموجودات ، غير الله عز وجل ، كائن بعد أن لم يكن ، وما كان كذلك فهو مخلوق قطعا . اهــ





قول الخليلي الضال بعقيدة الخوارج الواضحة بخلود أهل الكبائر في النار من كتابه الحق الدامغ :
في نتيجة البحث

لا ريب - أخي القارئ الكريم - أنك بعد هذا التطواف بين هذه الأدلة وفحصك إياها بعين البصيرة أدركت أن عقيدة القائلين بخلود أصحاب الكبائر في النار ، التي أنكرها من أنكرها عليهم وحكم عليهم من أجلها بالكفر ، هي العقيدة التي نطق بها القرآن ، ودعمتها الأحاديث الصحيحة الصريحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فهي العقيدة التي يجب على المسلم أن يعتصم بحبلها وأن يلقى الله عليها . اهـــــ



و أخيرا نقول و ماذا بعد الحق إلا الضلال


و الحمد لله رب العالمين .

theking1984
2007-10-26, 15:41
@ يا إباضية عمان اتقوا الله في الصحابي عمرو بن العاص الذي أسلم أجدادكم على يديه @


بسم الله الرحمن الرحيم


من المعلوم في كتب التاريخ أن أهل عمان أسلموا على يد رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو عمرو بن العاص رضي الله عنه ، فسبحان الله ! بدل أن يشكر الإباضية من أهل عمان ويترضون على من أدخل الله الإسلام على يديه في بلادهم ، إذا بهم يسبونه ويضللونه ويحكمون عليه بالنار ! فهذا مرتب المسند المجهول الوارجلاني في كتابه " الدليل والبرهان " ج1 يقول أثناء موضوع ولاية الخلفاء الراشدين ما نصه :


" وأما معاوية ووزيره عمرو بن العاص فهما على ضلالة ، لانتحالهما ما ليس لهما بحال ، ومن حارب المهاجرين والأنصار فرقت بينهما الدار وصارا من أهل النار " !!


فيا إباضية عمان ما أبشعها من جريمة تحكمون بالنار على من هداكم الله على يديه من عبادة الأحجار !!! أم أنكم لا تعترفون بكلام هذا الوارجلاني الذي لم تلده الأرحام !!

يا إباضية عمان ، أولم تسمعوا النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " لا يشكر الله من لا يشكر الناس "، فكيف لا يشكر ويترضى على الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه . لماذا يا إباضية عمان ؟؟


أما نحن أهل السنة في عمان فالحمد لله نترضى عليه فنقول : بفضل الله عز وجل ثم رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثم الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه دخل الإسلام في عمان وعم وإنتشر .


فرضي الله عن الصحابي الجليل عمرو بن العاص وأرضاه .


وأخزى من لا يترضى عليه ، وعامله بما يستحق .

منقووول

ahmedjentel
2007-10-28, 20:25
الاباضية ليسوا خوارج:
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي
لقد ظلمهم كتاب المقالات في العقائد فاعتبروهم من الخوارج وهم أبعد الناس عن الخوارج فالصقوا بهم عدداً من الشنائع والمنكرات لا علاقة بهم بها وقسموهم إلى عدد من الفرق ثم جعلوا لكل فرقة منها إماماً ثم نسبوا إلى كل إمام منهم جملة من الأقوال كافية لإخراجه من الإسلام ولا أصل لتك الفرق ولا لأولئك الأئمة ولا لمقالاتهم عند الأباضية بل يبرأون ممن يقول بذلك .

ومن تلك الفرق فرقة (( الحفصية )) وفرقة (( الحارثية )) وفرقة (( اليزيدية )) ثم فروعها . ومن الأئمة الذين ينسبونهم إلى الاباضية أئمة هذه الفرق وفروعها . وكل ذلك لا صحة له . ومن الأمثلة على المقالات المنكرة (1) :

1- ليس بين الشرك والإيمان إلا معرفة الله وحده فمن عرف الله وحده ثم كفر بما سواه من رسول أو جنة أو نار فهو كافر برئ من الشرك .
2- إن الله سيبعث رسولاً من العجم وينزل عليه كتاباً من السماء جملة واحدة .
3- من شهد لمحمد بالنبوة من أهل الكتاب وإن لم يدخلوا في دينه ولم يفعلوا بشريعته فهم بذلك مؤمنون .

هذا وإن الاباضية يحكمون على من يقول بهذا وأمثاله بالشرك لأنه رد على الله وتكذيب لما علم من الدين بالضرورة .

ويبدو أن كتاب المقالات نظروا إلى جميع ما ينسب إلى الخوارج بحق أو بباطل فنسبوه إلى الأباضية باعتباره زعمهم أنهم منهم دون ترو أو تمحيص ومن الأمثلة :
1- ينكرون الإجماع .
2- ينكرون الرجم .
3- ينكرون عذاب القبر .

بينما الاباضية لا ينكرون الإجماع بل يرونه الأصل الثالث من أصول التشريع ولا ينكرون الرجم وإنما يقولون أنه ثبت بالسنة القولية و العملية وليس بقرآن منسوخ ويثبتون عذاب القبر وسؤال الملكين إستناداً إلى أحاديث كثيرة ثبتت في الموضوع .

وقد لاحق كتاب المقالات الاباضية حتى في مجال الحرب فحاولوا التشنيع عليهم بقدر الإمكان ومن الأمثلة :
1- يستحلون غنيمة أموال المسلمين من السلاح والكراع ويحرمون ما عدا ذلك .
2- حرموا دماء مخالفيهم في السر واستحلوها في العلانية .
3- تجب استتابة مخالفيهم في تنزيل أو تأويل فإن تابوا وإلا قتلوا سواء كان ذلك الخلاف فيما يسع جهله أو مالا يسع جهله .
4- من زنى أو سرق أقيم عليه الحد ثم استتيب فإن تاب وإلا قتل.

وكتاب المقالات فيما نسبوه إلى الاباضية من جميع ما ذكرناه مخطئون ولهم من أشباهها كثير .

وكما ظلم الاباضية عند كتاب العقائد ظلمهم المؤرخون أيضاً فاعتبروهم كذلك فرقة من الخوارج ثم الصقوا لهم كل ما الصقه الإعلام الأموي والإعلام الشيعي بحق أو باطل ، وبصدق أو كذب ونسبوا إليهم كل ما ينسب إلى أولئك من أعمال العنف وغلاظة الطبع وجفاء البداوة وشذوذ المعاملة وجمود الفهم رغم أن الاباضية لم يقوموا بأي عمل من أعمال العنف طوال تاريخهم في غير حالات الدفاع وحتى عندما استطاعوا أن يغيروا بعض أنظمة الحكم فإنما قام عملهم على الدعوة والإقناع وتم لهم ما أرادوا دون أن يجردوا سيفا أو يزهقوا روحاً .

ومع ذلك فإن المؤرخين لا يرحمونهم وينسبون إليهم أفعال العنف والشغب ومحبة القتال ويرددون مع كتاب المقالات عباراتهم المألوفة التي لا يكاد يخلو منها كتاب .

ويضيف إليها أحد المؤرخين المعاصرين قوله : (( ولن تغمد السيوف ويتوقف القتال من الأمة الإسلامية ما دام لهم وجود ولهم أنصار )) . ولعل كراهة الاباضية لإراقة الدماء وهروبهم من الفتن جرأ عليهم مخالفيهم فشددوا عليهم الهجوم ولاحقوهم باستمرار واستحلوا منهم ما لم يستحلوا من غيرهم فكان ذلك سبباً في تناقص عددهم وانحصارهم في أماكن محدودة ضيقة .



-----------------------
(1) الأباضية مذهب إسلامي معتدل ص20

محمد أبو عثمان
2007-10-29, 00:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي ahmedjentel مرحبا بك أولا بيننا مفيدا مستفيدا
أخي الكريم قضية أن الاباضية خوارج لم يقررها كتاب العقائد بل قررها الإباضية أنفسهم وفيما مضى نقلت لكم عن علمائكم من يثبت أن الإباضية من الخوارج هذا أمر , الأمر الثاني ان الواقع يكذب ما أداعاه الخليلي فالخليلي في كتابه الحق الدامغ يقرر عقيدة الخوارج وينظر لها على أنها هي الحق وفيما نقله أخي (theking1984) يوضح ذلك ويبينه فارجوا أن تراجعه فانه مهم .
أمر ثالث في الحقيقة إني قد وجهت سؤال ولم أجد الإجابة عنه حتى الساعة وهو :
وأخيرا أشكر أخي ابن محمد الجزائري على مانقله وعلى أسلوبه المتأدب في النقاش وهذا يشكر عليه ولي ملاحظة على مانقله ان من الخطأ بل من الظلم أن يرمى الاباضية بتكفيرهم لكل الصحابة لا , ولكن هناك أفراد من الصحابة قالت الإباضية بكفرهم وهم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عن الجميع لذا أرجوا أن تنقلوا لنا كلام علمائكم في هؤلاء الصحابة الذين ذكرتهم لكم لا جميع الصحابة كما ذكر أخي ابن محمد الجزائري أعطونا كلام علمائكم أنتم ان كان مدحا فأفيدونا وبرؤوا علمائكم وان كان قدحا وذما فبينوه نصرة للحق ودفاعا عن هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم في انتظار الإجابة عن هذا السؤال ؟

في انتظار الإجابة بارك الله فيكم

ابن محمد الجزائري
2007-11-04, 19:40
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


عندما كتب الشيخ علي يحيى معمر كلماته حول موقف الإباضية من عثمان وعلي رضي الله عنهما ، إبتداْ حديثه بالتعجب الشديد من الأمر ، فكما بدا أنه كان مدفوعاً لكتابة تلك الكلمات ، لإنه كان متيقناً أن الإباضية ليس لهم في شتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء ، فكانوا يحترمونهم ويقدرونهم ولا يخوضون في ما شجر بينهم من الفتن . ولكن شبهة سب الإباضية للصحابة أصبحت منطلقاً للطعن في هذا المذهب الإسلامي المعتدل ، وأصبحت هذه الشبهة تلاحق الإباضية أينما ذهبوا . فسنحاول بإذن الله تعالى توضيح حقيقة موقف الإباضية من الصحابة - الذي حرص من روج شبهة سب الإباضية للصحابة على إخفائها ، في حين أنهم يستميتون في نشر ما يقولون أنها نصوص دامغة ومن كتب الإباضية في سبهم للصحابة ، وسنبين ذلك خلال حديثنا هذا .


والحديث سيكون شاملاً لجميع الصحابة ، وما حصري لعثمان وعلي في عنوان هذا الموضوع ؛ إلا لإن معظم التهم الموجهة للإباضية في هذا الجانب تدور حولهما رضي الله عنهما .

وبما أننا نريد أن بين بطلان ما نسب إلى الإباضية من أنهم يسبون الصحابة ويلعنوهم ويكفروهم ويبغضوهم !! قال الثعاريتي في كتابه (المسلك المحمود) ابتداء من صفحة 18 ما يلي:

«والعجب كلّ العجب مِمَّا نسبه ــ ابن كامل بن مصطفى ــ إلينا تجاهلاً وظلمًا، وتسلطًا وشتمًا، حتَّى أطال سنان لسانه، وقال: كفَّروا عليا ــ بزوره وبهتانه، مع أنَّ اعتقادنا في الصحابة رضي الله عنه الله عنهم أنـَّهم عدول أتقياء، بررة أصفياء، قد اختارهم الله من بين الأنام، لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام». وبعد سطور يقول :

«وكيف يجوز لمن يؤمن بالحي الذي لا ينام، أن يكفر صهر نبيه عليه السلام، الذي لم يسجد قط للأصنام».


وبعد أن يذكر عددًا من الآيات الكريمة التي قيل إنـَّها نزلت فيالإمام أو في آل البيت وكذلك الأحاديث الشريفة، والآثار التي وردت في الصحابة يقول :
« إلى غير ذلك من الآيات البينات، والأحاديث الـمرويات، والآثار المأثورات، الدالة على فضله عمومًا وخصوصًا، وكيف لا ؟

وقد كان أفصح وتلا، وأكثر من شهد النجوى، سوى الأنبياء والنبيء مصطفى، صاحب القبلتين، فهل يوازيه أحد وهو أبو السبطين؟ مع أنَّ كتبنا ولله الحمد ــ طافحة بالرواية عنه، وبالثناء عليه ».
ثُمَّ استشهد بما كتبه البدر التلاتي في كتابه (نزهة الأديب وريحانة اللبيب)، ثُمَّ استشهد بأبيات من ديوان التلاتي منها:

بنت الرسول زوجها وابـنـهــــــــــــا *** أهل لبيت قــد فـشى سنــاهــــــــــــــا
رضــى الإلــه يـطـلــب التـلاتـــــــي *** لـهـــم جـمـيـــعًا ولـمـــن عـنـاهـــــــا


ثُمَّ استشهد بأبيات للإمام الحضرمي منها:


بلى كان في أم القرى اليـوم قائـــــــم *** أغر من الأشراف ماضــي الـعـزائــــــم
له عنصر صافي النـجـار ومـنـصــــب *** تـعــرق فــي فـرعـي علــي وفـاطــــــم


ثُمَّ استشهد بأبيات لأبي حفص عمرو بن عيسى التندميرتي منها:

وعـلـى الـهـادي صـلاة نـشــرهـــــا *** عـنـبـر ــ مـا خــب ســاع ورمــــــــل
وسـلام يـتـــولـَّــــى ــ وعــلـــــــــى *** آلـــه والـصـحـب مـالـغيـث هـطـــــل
سيما الصديق والفاروق والـجـامـــع *** الـقـــــرآن والــشـهـــــم الـبـطــــــــل


ثُمَّ بعد ذلك نقل فصلاً رائعا في الموضوع للشيخ أبي ستة ننقل منه ما يلي:

«فإذا تقرَّر في ذهنك ما حكيناه، واتضح لك ما استدللناه به ونقلناه، علمت منه أنَّ التعلُّق بما شجر بينهم رضوان الله عليهم أجمعين، تكلف وفضول لمن لا يعلم ذلك، حيث كان مِمَّا يسع جهله، وقد وجد في الاعراض عن ذلك سبيل منقول عن العدول، فلم يبق في حقهم حينئذٍ إِلاَّ الجزم بالعدالة لأصلها فيهم، من كونهم كلّهم أئمة عدولا يقتدى بهم كما نقل ذلك عن الرسول أحسب أنَّ هذا يكفي في توضيح راي الإبـَاضِـية في الصحابة رضوان الله عليهم ولا سيما في امير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو كذلك كاف ــ فيما أرى ــ للردّ عمن يتهم الإبـَاضِـية ببغض الصحابة أو بعض الصحابة.


وما أحسب مسلما يمتلأ قلبه بالايمان يمكن أن يجد بغض أي شخص من الصحابة طريقا إلى قلبه، ولا شكَّ أنَّ أدنى أولئك الجمع منزلة هو أجل وأعظم وأشرف من أعلانا منزلة، وأرفعنا مقامـًا، ولو لم يرتفع به إيمانه وعقيدته إلى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبَّة أصحابه وآله أجمعين. فلا أقلّ من أن يتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستمع إليه في قوله: «إذا وصلتم أصحابي فكفوا» وقوله عليه السلام: «دعو لي أصحابي» وإذا لج بأحد العناد فلا أقلّ من أن يقتدي بصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر حين سئل عن أمير المؤمنين عثمان وعلي، فتلا قوله تعالى: { تِلْكَ أمـَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عمـَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أو يتسمع إلى كلمة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز حين سئل عمـَّا شجر بين الصحابة فقال كلمته الرائعة: «تلك دماء طهَّر الله منها أيدينا فلا نلوِّث بها ألسنتنا».


وفي ختام هذا الفصل أحب أن أقول إنَّ موضوع الصحابة رضوان الله عليهم أجل من أن يكون موضوعًا للمهاترات، وحديثا للمشاغبات، ودعوة من دعوات العصبيات، فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولياء كلّ مؤمن صادق، وهم أعداء كلّ منافق، وكما لا يحل لمؤمن أن يحمل لهم ذرَّة من البغضاء لا يحل له كذلك أن يحارب المسلمين بهم،ويزرع الفتنة بين صفوف المؤمنين بدعوى محبَّتهم والغيرة عليهم، وإذا كان في المسلمين من أي مذهب كان من يحمل لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لأحدهم أي معنى لا يليق بجلال مركزهم وشرف صحبتهم فإن عليه أن يطهر قلبه بالتوبة والاستغفار وأن يغسل دنس البغضاء بمحبَّتهم وولايتهم. فإنـَّه لا ألأم ولا أشدَّ كفرانًا ومعصية من الإنسان يتطرَّق إلى قلبه شيء من بغض من أحبه الله ورسوله قبل ثلاثة عشر قرنًا .

إنتهى ما قاله الشيخ علي يحيى معمر .

فإني سأعتمد على نقل نصوص علماء الإباضية الدالة على خلاف ذلك ، والمبينة لحبهم للصحابة والترضي عليهم والتوقف عن الخوض في ما شجر بينهم من الفتن ، وبعد ذلك سنمر على ما أُخِذَ على بعض علماء الإباضية من حديثهم في الصحابة ونبين موقفنا منها .


فنسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح ، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه سميع عليم .
ونبدأ بالنصوص التي سردها الشيخ علي يحيى معمر في كتابه " الإباضية بين الفرق الإسلامية " ، ثم نذكر طائفة إخرى من أقوال العلماء في ذلك . والله الموفق .


جاء في رسالة لأبي المهدي عيسى بن إسماعيل شيخ العزابة في حينه يرد فيها باسم عزابة بني مصعب علي بن أبي الحن البهلولي، ما يلي :

فنبدأ بمسألة الصحابة رضوان الله عليهم، وذلك قولك بلغك عنكم أنكم تبغضون بعض الصحابة ، فيا سبحان الله… كيف نبغض الصحابة مع ورود النصوص في فضائلهم ، والثناء عليهم كتابا وسنة ، يأبى الله ذلك والمسلمون، بل هم عندنا في الحالة التي ذكرهم الله عليها من العدالة والنزاهة والمطهرات والثناء والمحبة، قال الله عزَّ وجلَّ : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُومِنُونَ باللهَ } ، { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ} ، { لـَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الـمُومِنِيَنَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ } ، إلى غير ذلك من الآيات، وهم بالحالة التي وصفهم رسول الله إذا قال: «إنَّ الله قد اختار لي أصحابًا، فجعل لي منهم أصهارًا وأختانًا، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ».


وقال أيضًا: ( لا تؤذوني في أصحابي فلو انفق أحدكم ملء الارض ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) وقال أيضًا : «عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفا الراشدين من بعدي » ، وقال أيضًا : « أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم » ، وغير ذلك من المدح والثناء عليهم ، اللهمَّ زدنا حبَّهم ، واحشرنا في زمرتهم ، يا أرحم الراحمين !… بل لهم السهم الأوفر، وسلكوا الطريق الأقصد ، ولزموا السبيل الأرشد، وكلامهم حكمة، وسكوتهم حجَّ ، ومخالطتهم غنيمة ، والاستئناس بهم حياة، والاقتداء بهم نجاة، ويل للزائغ عن طريقهم الراغب عن سبيلهم .ويضيف أبو مهدي إلى هذا الكلام ما يلي:

« كان أبي رحمه الله ينهى من ينكر ما جرى بينهم إِلاَّ من يذكر عنهم خيرًا، رضي الله عنهم ورحمهم، فهذا اعتقادنا في الصحابة رضي الله عنهم » .

يقول أبوالعباس الدرجيني في كتابه الطبقات ما يلي :

«الطبقة الأولى هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأفضليتهم أشهر، وأسماؤهم ومزاياهم أظهر، فلا يحتاج إلى تسميتهم ، لأنـَّهم رضوان الله عليهم تحصل من سيرهم وأخبارهم في الدواوين، ومن آثارهم محفوظًا في صدور الراوين ، ما أغنى عن تكلف تصنيف، وانتحال تأليف، وحسبهم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يشقى من رآني» وقوله صلى الله عليه وسلم : « أفضل أمتي قرني ثُمَّ الذين يلونهم ثُمَّ الذين يلونهم » وأحاديث كثيرة في فضائلهم، فإذا ثبت هذا فاعلم أنَّ من الصحابة من لم يخالفنا في تقدمهم مخالف، فقد امتلأت بذكر فضائلهم الصحائف، ومنهم من لم ينل حظَّا من الانصاف عند أهل الخلاف، وهم عندنا في جملة الأكابر والأسلاف ».



ويقول أبو الربيع سليمان الحيلاتي :

« وأما الانكار على بعض الصحابة فكذب وفرية علينا ، وهذه كيفيَّة صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم : اللهمَّ صل وسلم على سيدنا ومحمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وآل بيته أجمعين، كما صلَّيت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنَّك حميد مجيد، فمن حسنت شيمته، وسلم من داء الحسد والبغض والغيبة، وإذا تأمل هذه العبارة، وفهم معناها، يجدها شاملة لكـلّ صاحب وآل وزوجة وذرية قريبة أو بعيدة اتباعاً لقوله تعالى : { قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } والمودَّة الصلاة والترحّم، ونحن ــ والحمد لله ــ وفينا بما أمرنا الله به، والجهال المتشدقون عسى الله أنْ يرحمنا ويكفينا شرهم، وشرَّ أنفسنا، وشرّ القوم الظالمين » .


نظم أبو حفص عمرو بن عيسى التندميرتي قصيدة طويلة جاء فيها :

سوى ما بين الصحابة قد جرى *** فإن التماس العذر في ذاك أسلم

فذى فتن قد حار فيها ذوو النهى *** وأشكل وجه الحق فيها عليهم

لذلك كل الناس فيها تورطــوا *** ولا فرقة من ذي الوقيعة تسلم

فكل يرى تصويب رأي جماعـة *** ويقدح في الأخرى عنادا ويشتم

تقول في الشيخين بالإفك عصبة *** وحيدرة فيه أناس تكلمـــوا

فإن كنت ذا حزم ورمت سلامة *** بيوم به عند المهيمن تقدم

فإياك إياك التعصب خوف أن *** تنقص أنسانا لدى الله يكرم

ولا تقف أمرا لست تعلم علمه *** ولا تتهور فالتوقف أسلــم

وقف عند نهى الهاشمي وأمره *** ولا تك وثابا برأيك تحكــم

ترحم عليهم وأرض عنهم فإنما *** حقوقهم محض الرضا والترحم

فقد وردت فيهم أثار تعارضـت *** ظواهرها أما الخفي فمبهـم

وقد صدرت منهم أمور لعلهــا *** لها حكمة مجهولة ليس تفهم

فقد قال خير للكل مادحـــــا *** فأيهم اتبعتموه اهتديتــم

كما قال من إثم الوقوع محــذرا *** وكفوا مقالا إن إليهم وصلتم

وجاءت روايات بأن قتيلهــــم *** وقاتلهم في جنة يتنعــم

فما علة التخصيص والوصف شامل *** بجملتهم والواردات تعمموقال أبو يحيى زكرياء بن يونس الفرسطائي : كنت في الحج فطفت في البيت فلمَّا أتممت أخذ رجل بيدي فأخرجني من الناس، فسألني عن علي، فقلت: « فارس المسلمين ، قاتل المشركين، وابن عم رسول العالـمين، وله فضائل ».


وقال الشيخ محمَّد بن أبي القاسم المصعبي في رسالة يرد بها على بعض من تناول الإبـَاضِـية في الجزائر بغير الحق، وقد عرض المصعبي عقيدة الإبـَاضِـية وفي آخرها قال:
« وندين لله تعالى باتباع كتابه واتباع سنة نبيه محمَّد صلى الله عليه وسلم ، وما عليه الصحابة رضي الله عنهم من المهاجرين والأنصار والتابعين وتابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . واعتقادنا في الصحابة رضي الله عنهم أنـَّهم عدول وأنهم أولياء الله وحزبه، ألا إنَّ حزب الله هم المفلحون . فهذا اعتقادنا وعليه اعتمادنا، فالله ربنا ومحمد نبينا والقرآن إمامنا، والكعبة قبلتنا، والصحابة قدوتنا، وقد مدحهم الله في كتابه في غير موضع ».

ثُمَّ يذكر الآيات التي نزلت فيهم عمومـًا ثُمَّ الآيات التي قيل إنـَّها نزلت في بعضهم خصوصًا ثُمَّ الأحاديث التي وردت فيهم عمومًا ثُمَّ الأحاديث التي وردت في بعضهم خصوصًا ثُمَّ يقول: « في احاديث كثيرة في عمومهم وخصوصهم رضي الله عنه الله عنهم، نسأل الله تعالى أن يثبتنا على طريقتهم واتباع مسيرتهم وَأَمـَّا ما وقع بينهم من الحرب فإنَّ الله طهَّر منها أيدينا ونحن نطهر منها ألسنتنا لقوله صلى الله عليه وسلم : «إذا ذكر أصحابي فكفوا».


وقال الإمام أبو إسحاق إبراهيم طفيش رحمه الله في رده على الأستاذ محمَّد بن عقيل العلوي ما يشبه ما سبق فقد جاء في رسالته الصغيرة ( النقد الجليل للعتب الجميل ) ما يلي :
« أما ما زعمت من شتم أهل الاستقامة لأبي الحسن علي وأبنائه فمحض اختلاق ». ويقول في نفس الكتاب : « والأصحاب يتبرأون تطبيق حكمي الولاية البراءة لا تشهيا، وهما ينطبقان على كلّ فرد مهما عظمت منزلته ما لم يكن من المعصومين ولا معصوم إلاَّ النبيء أو الرسول. أمـَّا الصحابة فلهم مزية عظيمة وهي مزية الصحبة والذب عن أفضل الخلق وإراقة دمائهم في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى فيختار الكف عن تلك الحوادث الـمشؤومة».

ويقول بعد أسطرٍ: «وأيضا لا غبار على من صرح بخطإ المخطئ منهم بدون الشتم والثلب نعد التبت من ذلك والتبين، وإن أمسك لعموم الأحاديث الواردة فيهم وترك الأمر إلى الله فهو محسن» ، ويقول أيضًا في نفس الكتاب : « ولم يكن يوما من الأصحاب شتم له أو طعن، اللهمَّ إِلاَّ من بعض الغلاة وهم أفذاذ لا يخلو منهم وسط ولا شعب » .


وقال قطب الأئمة في أمير المؤمنين عثمان بن عفان: ولد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بست سنين، ولقب ذو النورين، لأَنـَّهُ تزوج بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم : رقيَّة وأم كلثوم بعد رقـيـَّة. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو أنَّ لي أربعين بنتا لزوجتك واحدة بعد واحدة حتَّى لا تبقى منهنَّ واحدة » وقيل لأَنـَّهُ كريم في الجاهلية والاسلام».


وقال القطب في أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن ابي طالب : «وهو من شهر، ولا يحتاج إلى ذكر فضائله من نسب وزهد، وعقل وعلم وشجاعة وعدل ».


ويكمل الشيخ علي يحيى معمر رسالته حول آراء الإباية في الصحابة ,

وهذه الاشاعة عن الإبـَاضِـية كانت قد انتشرت في كثير من الجهات ولذلك فقد كان الناس ينبزون بها الإبـَاضِـية فيضطرون للرد عليهم والدفاع عن أنفسهم، وتكذيب من يتهمهم بذلك، وقد كتب في هذا الموضوع عشرات الرسائل والردود منها رسالة أبي مهدي ردًّا على البهلولي ومنها رسائل للقطب ردًّا على محمَّد الطاهر والعقبي ومصطفى بن كامل، وغيرهم ومنها رسالة أبي الربيع الجيلاتي وقد ذكر سعيد التعاريتي السبب في كتابتها نلخصه فيما يلي:

هيج بعض طلاب الغنائم والأموال بعض الأعراب على جربة وأعمالهم إنَّ أهل جربة ــ بما أنـَّهم من الإبـَاضِـية ــ يخالفون المسلمين في أمور تحل بها دماؤهم وأموالهم، ثُمَّ كون منهم حملة هجم بها على الجزيرة الغافلة، ولكن الحملة فشلت وانتصر أهل الجزيرة على المهاجرين، وأخذوا منهم جمعًا من الأسرى، وكان في أولئك الأسرى بعض المتفقهين فسألهم مشائخ جربة عمـَّا حملهم على الاعتداء عليهم ومهاجمتهم وهم إخوة لهم في الدين ولم يسبق لأهل جربة أن اعتدوا على أولئك الأعراب أو أساءوا إليهم. فأجاب المتفقة قائلاً: إنَّ من دعانا إلى محاربتكم واستحلال دمائكم وأموالكم ذكر لنا أنكم تخالفون المسلمين ثُمَّ عدد لهم المسائل التي ذكرها لهم صاحبهم فذكر منها بعض مسائل علم الكلام المعروفة كالرؤية والصفاة وخلق القرآن، ثُمَّ قال: ومنها أنكم تكرهون بعض الصحابة.
وقد ورد أبو الربيع الجيلاتي على الرحيل وناقش مشائل علم الكلام بما هو معروف في كتب التوحيد ثُمَّ أوضح رأي الإبـَاضِـية في الصحابة رضوان الله عليهم في الصورة التي عرضناها عليك.
أمـَّا إذا رجعت إلى ما كتبه أبو العباس الدرجيني فإنـَّك ولا شكَّ ستجده حريصًا كلّ الحرص، على أن يضفي على جميع الصحابة دون تخصيص ما أضفاه عليهم مقامهم الرفيع في الاسلام، وهو مستاء من بعض المخالفين الذين ينـتـقصون بعض الصحابة، وهو يردُّ على أولئك المخالفين الذين أجازوا لأنفسهم أن يضعوا أحدا مِمـَّن اختاره الله لمصاحبة نبيه عليه الصلاة والسلام في غير موضعه من الولاية والمـحبة والرضى والقدوة الحسنة.

وقد سلك أبو حفص عمرو بن عيسى التدميرتي هذا المسلك فكان حريصًا على أن يوضح أنـَّه ينبغي للمسلم ــ إذا أراد لنفسه النجاة ــ أن يبتعد عن التدخل فيما لا يعنيه، وأن يترك الفتن التي وقعت بينهم لله، فهو العليم بالحكم فيها. أمـَّا واجب المسلم فهو الرضى والترحم عليهم جميعاً، وينبهنا إلى أن ما يظهر لنا أنـَّه مخالف للشرع من أعمالهم قد تكون فيه حكمة خفيَّة لله تعالى لا يعلمها إِلاَّ هو وقد يكون الله غفر لهم جميعًا حين اختارهم لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام.
ويستدل على هذا بقصَّة إخوة يوسف عليه وعلى آبائه السلام فإنَّ اتفاقهم على قتله، وإلقائه في الحب للتخلص منه، وكذبهم على أبيه وما تبع ذلك ليس من الأعمال الهينة في الحكم الظاهر، ولكن الله تبارك وتعالى مع ذلك لم يؤاخذ إخوة يوسف وغفر لهم ما ارتكبوه.

ابن محمد الجزائري
2007-11-04, 19:42
وَأَمـَّا كلمات القطب وأبي يحيى فقد وردت في أميري المؤمنين عثمان وعلي ــ خاصة وأكثر الشغب واللغط الذي يوجه إلى الإبـَاضِـية في موضوع الصحابة إنما يدور حول الإمامين العظيمين والصهرين الكريمين ولذلك فإنـَّه مِمَّا يتم به مناقشة هذا الموضوع الهام استعراض كثير من المناقشة القيمة التي جرت على قلم الشيخ سعيد التعاريتي في رده على الشيخ مصطفى بن كامل الطرابلسي فقد ناقش الثعاريتي فيه موضوع الصحابة ــ ولا سيما موضوع الصهرين الكريمين ــ مناقشة رائعة أرجو أن يجد فيها القارئ متعة ومقنعًا.قال الثعاريتي في كتابه (المسلك المحمود) ابتداء من صفحة 18 ما يلي:

«والعجب كلّ العجب مِمَّا نسبه ــ ابن كامل بن مصطفى ــ إلينا تجاهلاً وظلمًا، وتسلطًا وشتمًا، حتَّى أطال سنان لسانه، وقال: كفَّروا عليا ــ بزوره وبهتانه، مع أنَّ اعتقادنا في الصحابة رضي الله عنه الله عنهم أنـَّهم عدول أتقياء، بررة أصفياء، قد اختارهم الله من بين الأنام، لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام». وبعد سطور يقول :

«وكيف يجوز لمن يؤمن بالحي الذي لا ينام، أن يكفر صهر نبيه عليه السلام، الذي لم يسجد قط للأصنام».


وبعد أن يذكر عددًا من الآيات الكريمة التي قيل إنـَّها نزلت فيالإمام أو في آل البيت وكذلك الأحاديث الشريفة، والآثار التي وردت في الصحابة يقول :
« إلى غير ذلك من الآيات البينات، والأحاديث الـمرويات، والآثار المأثورات، الدالة على فضله عمومًا وخصوصًا، وكيف لا ؟

وقد كان أفصح وتلا، وأكثر من شهد النجوى، سوى الأنبياء والنبيء مصطفى، صاحب القبلتين، فهل يوازيه أحد وهو أبو السبطين؟ مع أنَّ كتبنا ولله الحمد ــ طافحة بالرواية عنه، وبالثناء عليه ».
ثُمَّ استشهد بما كتبه البدر التلاتي في كتابه (نزهة الأديب وريحانة اللبيب)، ثُمَّ استشهد بأبيات من ديوان التلاتي منها:

بنت الرسول زوجها وابـنـهــــــــــــا *** أهل لبيت قــد فـشى سنــاهــــــــــــــا
رضــى الإلــه يـطـلــب التـلاتـــــــي *** لـهـــم جـمـيـــعًا ولـمـــن عـنـاهـــــــا


ثُمَّ استشهد بأبيات للإمام الحضرمي منها:


بلى كان في أم القرى اليـوم قائـــــــم *** أغر من الأشراف ماضــي الـعـزائــــــم
له عنصر صافي النـجـار ومـنـصــــب *** تـعــرق فــي فـرعـي علــي وفـاطــــــم


ثُمَّ استشهد بأبيات لأبي حفص عمرو بن عيسى التندميرتي منها:

وعـلـى الـهـادي صـلاة نـشــرهـــــا *** عـنـبـر ــ مـا خــب ســاع ورمــــــــل
وسـلام يـتـــولـَّــــى ــ وعــلـــــــــى *** آلـــه والـصـحـب مـالـغيـث هـطـــــل
سيما الصديق والفاروق والـجـامـــع *** الـقـــــرآن والــشـهـــــم الـبـطــــــــل


ثُمَّ بعد ذلك نقل فصلاً رائعا في الموضوع للشيخ أبي ستة ننقل منه ما يلي:

«فإذا تقرَّر في ذهنك ما حكيناه، واتضح لك ما استدللناه به ونقلناه، علمت منه أنَّ التعلُّق بما شجر بينهم رضوان الله عليهم أجمعين، تكلف وفضول لمن لا يعلم ذلك، حيث كان مِمَّا يسع جهله، وقد وجد في الاعراض عن ذلك سبيل منقول عن العدول، فلم يبق في حقهم حينئذٍ إِلاَّ الجزم بالعدالة لأصلها فيهم، من كونهم كلّهم أئمة عدولا يقتدى بهم كما نقل ذلك عن الرسول أحسب أنَّ هذا يكفي في توضيح راي الإبـَاضِـية في الصحابة رضوان الله عليهم ولا سيما في امير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو كذلك كاف ــ فيما أرى ــ للردّ عمن يتهم الإبـَاضِـية ببغض الصحابة أو بعض الصحابة.


وما أحسب مسلما يمتلأ قلبه بالايمان يمكن أن يجد بغض أي شخص من الصحابة طريقا إلى قلبه، ولا شكَّ أنَّ أدنى أولئك الجمع منزلة هو أجل وأعظم وأشرف من أعلانا منزلة، وأرفعنا مقامـًا، ولو لم يرتفع به إيمانه وعقيدته إلى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبَّة أصحابه وآله أجمعين. فلا أقلّ من أن يتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستمع إليه في قوله: «إذا وصلتم أصحابي فكفوا» وقوله عليه السلام: «دعو لي أصحابي» وإذا لج بأحد العناد فلا أقلّ من أن يقتدي بصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر حين سئل عن أمير المؤمنين عثمان وعلي، فتلا قوله تعالى: { تِلْكَ أمـَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عمـَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أو يتسمع إلى كلمة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز حين سئل عمـَّا شجر بين الصحابة فقال كلمته الرائعة: «تلك دماء طهَّر الله منها أيدينا فلا نلوِّث بها ألسنتنا».


وفي ختام هذا الفصل أحب أن أقول إنَّ موضوع الصحابة رضوان الله عليهم أجل من أن يكون موضوعًا للمهاترات، وحديثا للمشاغبات، ودعوة من دعوات العصبيات، فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولياء كلّ مؤمن صادق، وهم أعداء كلّ منافق، وكما لا يحل لمؤمن أن يحمل لهم ذرَّة من البغضاء لا يحل له كذلك أن يحارب المسلمين بهم،ويزرع الفتنة بين صفوف المؤمنين بدعوى محبَّتهم والغيرة عليهم، وإذا كان في المسلمين من أي مذهب كان من يحمل لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لأحدهم أي معنى لا يليق بجلال مركزهم وشرف صحبتهم فإن عليه أن يطهر قلبه بالتوبة والاستغفار وأن يغسل دنس البغضاء بمحبَّتهم وولايتهم. فإنـَّه لا ألأم ولا أشدَّ كفرانًا ومعصية من الإنسان يتطرَّق إلى قلبه شيء من بغض من أحبه الله ورسوله قبل ثلاثة عشر قرنًا .

إنتهى ما قاله الشيخ علي يحيى معمر .وإن كان ما قاله الشيخ علي يحيى معمر كافياً موفيا ، إلا إنني أرى أنه من الأفضل أن نذكر المزيد من أقوال علماء الإباضية في هذا الجانب ، حتى يكون الجميع على بينة ، وتكون حجج الحق دامغة لشبهات الباطل ، والله الموفق .


نذكر جانب مما قاله الشيخ أحمد الخليلي عند إجابته على سؤال حول موقف الإباضية من عثمان وعلي رضي الله عهنما ، حيث يقول الشيخ أحمد :
( أنني أعتقد أن لإصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة كبرى فقد أثنى الله تعالى عليهم في كتابه في قوله : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } الفتح29 . وأثنى الله تعالى عليهم في قوله : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } الفتح18 . وفي قوله تعالى : { لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } الحشر8 .

وإنني لحريص جدا على الدخول في ضمن الذين قال الله تعالى عنهم: { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } الحشر10.

وإنني أعتقد أن أحدنا لو أنفق مثل جبل أحد ذهبا لما ساوى ذلك مد أحدهم أو نصيفه ، كما أخبر عن ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنني لحريص جدا على طي صفحة الفتنة التي كانت بينهم ولم أكن أريد أن يتحدث لساني أو أن يكتب قلمي شيئا عن تلك الفتن عملا بقول الله سبحانه وتعالى : { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } البقرة134 . وهذا المبدأ الذي أعلنه الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز إذ قال : ( تلك دماء طهر الله منها أسنتنا أفلا نطهر منها ألسنتنا ) .


وهو نفسه الذي قاله الإمام نور الدين السالمي – رحمه الله - وذلك حين قال :
فما مضى قبلك ولو بساعة *** فدعه ليس البحث عنه طاعة
وفي قوله :
نحن الألى نسكت عن من قد مضى *** ولا نعد الشتم دينا يرتضى
فهذه بلادنا لا تلقـــــــى *** فيها لسب الصحب قد تلقا
وهكذا كل بلاد المذهب *** مع كل عالم ومع كل غبي
جاهلنا لا يعرف الخلافا *** بينهموا حتى الممات وافا
وعالم بالإختلاف يمضي *** بالسر ما يلزمه من فرض

إلى آخر ما قال – رحمه الله - .

وإذا كنت أكره شيئا من التاريخ ، فإنني أكره ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدت إلى تفريق هذه الأمة أشلاء ممزعة حتى طمع فيها عدوها ، ولو كان بالإمكان محو آثار هذه الدمغات السوداء من صحائف التاريخ ومن أذهان الناس لفعلت، لتعود الوحدة بين هذه الأمة ،ولكن أنى لي أن أعمل ذلك والقدر قد كتب ما كتب والله سبحانه وتعالى لا راد لحكمه ولا معقب له وكل ما يحدث في هذه الوجود إنما هو بقضاء وقدر منه سبحانه وتعالى .


وفي مطلع حديثه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، يقول الشيخ أحمد : ( أما بالنسبة إلى الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فإن الإباضية لا يزيدون عن حكاية ما حدث في عهده ولا ينالون من شخصه شيئا وهم أكثر الناس تقديرا له وإحتراما لصحبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته منه ويدركون كل الإدراك أنه من أفقه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم إطلاعا على سيرته وأكثر علما بكتاب الله سبحانه وتعالى ولذلك كثيرا ما يأخذون بآراءه في الفقه كما هو واضح في كتب الفقه حتى في الأشياء التي لا يأخذ فيها الجمهور بآراء الخليفة الرابع علي كرم الله وجهه ) .وجاء في " أصدق المناهج في تمييز الإباضية عن الخوارج " ، تأليف الشيخ العلامة سالم بن حمود السيابي رحمه الله تعالى ، منهج الإباضية في عدم الخوض في الفتن بين الصحابة حيث يقول :
" وحسبك على نزاهتهم دليل حبهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وكف ألسنتهم عن عثمان وعلي لما ألما به من الفتن وتقلب الأحوال ... " .


كما أنهم يذكرون علي رضي الله عنه بكل إحترام ، يقول الشيخ عبدالله الكندي :
قد بالغوا في حب ذاك السيد *** إبن أبي طالب الممجد
أعني علياً إبن عم المصطفى *** وأظهروا ولاءهم للشرفا

كما جاء هذا في كتاب ( عقود العقيان في ذكر شيء من مباحث القرآن ) للشيخ عبدالله بن سيف بن محمد الكندي ، صفحة 201 .


ونجد أن علماء الإباضية ترضون على عثمان وعلي رضي الله عنهما عند ذكرهم ، نذكر من ذلك مثالاً ما قاله الشيخ أحمد الخليلي : ( ... وقرأ بها أربعة من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وهم علي وإبن عباس وإبن عمر وأنس بن مالك رضي الله تعالى عنهم ...)

" دور العمانيين في توحيد الأمة " محاضرة مطبوعة في كتيب للشيخ أحمد الخليلي ص 29



وكذلك ما أورده المحرمي من نصوص لإحد فقهاء ومفسري الإباضية وهو الشيخ هود بن محكم الهواري ، منها قوله في تفسير سورة المائدة : " ذكروا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه " . وقوله في تفسير سورة النور : " وذكروا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " .


وأورد زكريا المحرمي في كتابه الصراع الأبدي بعض الرسائل المتضمنة لمسئلة الولاية والبراءة ، لم تذكر فيها فتنة الصحابة منها :


• رسالة أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ( ت 149 هـ )إلى أهل المغرب ، وهي تتعلق بقضايا الولاية والبراءة ، ولم تتعرض الرسالة لفتنة الصحابة .
• رسالة موسى بن أبي جابر الأزكوي ( ت 181 هـ ) ، يتحدث عن الولاية والبراءة ، والموقف من الخوارج والمخالفين ، ولم يتطرق إلى فتنة الصحابة .
• رسالة هارون بن اليمان ( ت 226- 230 هـ ) الموجهة إلى الأمام المهنا بن جيفر ، يذكر فيها إختلافه مع محبوب بن الرحيل في بعض مسائل الولاية والبراءة ، ولم تتعرض الرسالة أيضاً لفتنة الصحابة .
• رسالة أبي عبيدة عبد الحميد الجناوني ( ت 250 هـ ) إلى أهل المغرب ، تتعلق بقضية الولاية والبراءة ، ولم تتعرض لما جرى بين الصحابة .


ونذكر كذلك الرواية التي أرودها زكريا المحرمي ، التي يتحدث فيها أبو المؤثر عن موسى بن موسى بن علي حيث يقول : " وإذا قيل لموسى إن عثمان أحدث كذا ، قال : ومن يعلم ذلك ؟! "
فهذا دليل على رد أحد علماء الإباضية لمثل تلك الروايات في عثمان بن عفان رضي الله عنه .



نقل أحد الإباضية كلاماً عن الشيخ محمد بن يوسف إطفيش يدافع فيه عن الخليفة عثمان حين حاول الإمام القرطبي أن يصفه بوصف قبيح حين قال في كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج17 ص73 عند تفسير قوله تعالى ( أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلاً وأكدى ) ما نصه:


"وقال ابن عباس والسدي والكلبي والمسيّب بن شريك : نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يتصدق وينفق في الخير، فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن أبي سرح: ما هذا الذي تصنع؟ يوشك ألا يبقى لك شيء. فقال عثمان: إن لي ذنوباً وخطايا، وإني أطلب بما أصنع رضا الله تعالى وأرجو عفوه ! فقال له عبد الله : أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها. فأعطاه وأشهد عليه، وأمسك عن بعض ما كان يصنع من الصدقة فأنزل الله تعالى (أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلاً وأكدى) فعاد عثمان إلى أحسن ذلك وأجمله. ذكر ذلك الواحدي والثعلبي..”


لقد نفى قطب الأئمة الشيخ محمد بن يوسف أطفيش - رحمه الله – نسبة هذه الرواية إلى الإمام عثمان " لبعد ذلك عن أضعف الصحابة فضلاً عنه " كما ذكر في تيسير التفسير ج12 ص556 .



ويتسائل الأخ الإباضي : " فلماذا يتجاهل هؤلاء هذا الموقف الرائع والاحترام الجم للخليفة عثمان من قبل الشيخ محمد يوسف اطفيش ، ويتناسون ما رواه القرطبي عن السدي والكلبي والمسيب بن شريك وهم من السنة من تجريح في حق الخليفة عثمان بن عفان ؟؟!! أليس هذا بعدا عن المنهجية وإصرار على تجاهل الآخر وإن كان على صواب؟؟!! " .

محمد أبو عثمان
2007-11-04, 20:11
جميل جدا يا ابن محمد ومن نقلت لكم عنهم طعنهم في هؤلاء الصحابة أتتبرؤون منهم
وهم الــورجلاني
الوهيبي
سلوم السلامي
والخليلي
أين علمائكم ليتبرؤوا ممن طعن في هؤلاء الصحابة بل صرح بكفرهم كالورجلاني مرتب مسند الربيع فما قولكم ؟
في انتظار الإجابة ؟

ابن محمد الجزائري
2007-11-04, 20:28
نضيف إلى ذلك أن " الشيخ العلامة المؤرخ الفقيه سالم بن حمد الحارثي حفظه الله في كتابه " العقود الفضية في أصول الإباضية " يثني على عثمان ويثبت له الفضل والسبق حيث قال ص19-20 ما نصه:

(هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وهنا يلتقي نسبه بالنبي صلى الله عليه وسلم .. كان يلقب بذي النورين .. كان عثمان ألينهم وأطيبهم وأحبهم وأكرمهم .. سلك عثمان مسلك صاحبيه قدما في الجهاد وفتح الثغور فافتتح ما وراء الدروب من الشام والماهان واذربيجان وخراسان بعد الري وحلوان وسجستان وافريقية وكانت الفتوح هكذا متوالية في أطراف الأرض حتى وقع ما وقع من الافتراق والشقاق) " .



" ويقول الشيخ أبو إسحاق إبراهيم أطفيش في تعليقه على كتاب الذهب الخالص للقطب محمد يوسف أطفيش ص62 ما نصه ( هذا رأي الأكثر واختار الكف عن الخوض في فتن الصحابة الإمام أبو عبيده مسلم رحمه الله كما ذكره الرقيشي الأزكوي مصباح الظلام عند الكلام على وفد الأصحاب إلى عمر بن عبد العزيز . وأبو مهدي عيسى المليكي في رسالته والبدر الثلاثي في نزهته رحمهم الله . على أن الأحداث عما سلف غير لازم كالبحث عن الأحداث وأصحابها والفتن وأهلها. ) " .



هذا وقد عارض الشيخ أبو سعيد الكدمي من تعرض في مسألة الولاية والبراءة في عثمان وعلي رضي الله عنهما ، وكان خطابه شديد اللهجة في ذلك ، حيث يقول :

( أكثر ما تجرى فيه المعارضات من أهل التلبيس المتكلفين لضعفاء المسلمين المتمسكين في ذكر الولاية والبراءة ، بضلال التأويل لأصول الولاية والبراءة ، بغير بصيرة ولا علم .
وذلك أنه يلقى الواحد منهم المتسمي بالفقه والعلم ممن قد اتزر بالجفوة ، وارتدى بالعمى ، وأنزل نفسه على الضعفاء منازل الفقهاء والعلماء على الواحد من الضعفاء المسلمين ، فيقول له : إن الولاية والبراءة فريضتان ، ولا يسع العبد دون أن يوالي في الله ، أو يعادي في الله ، ويتولى ويبرأ ، وعليه أن يتولى من تولاه المسلمون ، ويبرأ ممن برىء منه المسلمون ، ولا يسعه دون ذلك ، والمسلمون قد برئوا من فلان بن فلان ، وفلان بن فلان يعني بذلك عليا وعثمان ، ومن تقدم ذكره من المحدثين في ذلك العصر والزمان ، وقد تولوا فلان بن فلان ، وفلان بن فلان ، من أهل ذلك العصر والزمان ، ولا يسعك إلا أن تبرأ ممن قد برىء منه المسلمون من هؤلاء ، وتتولى من تولاه المسلمون من هؤلاء الموصوفين المذكورين ، وإلا فأنت هالك بدون ذلك ، فإن لم تعرف ذلك فعليك السؤال ، والبحث عن ذلك ، ولا يسعك دون ذلك .

ولو سئلوا عما بريء به المسلمون من فلان بن فلان ، لما أتوا على ذلك ببرهان ، وما كان قولهم في ذلك إلا ما شاء الله ، إلا كما قال المشركون إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون " .
كذلك قولهم إنا برئنا من فلان بن فلان ببراءة المسلمين منهم ، ولأجل براءة المسلمين منهم ، ولأنهم بريء منهم المسلمون .

ولا نعلم مع الملبسة في الولاية والبراءة شيئا يزيد على هذه البدعة وهذه الضلالة ، فلو لم يتولوا ولم يبرأوا على هذا الوجه ، لكان خيرا لهم ، و لكانوا قد وافقوا الولاية والبراءة من حيث لا يعلمون ، وهم قد خالفوا أحكام الولاية والبراءة من حيث ظنوا أنهم لها موافقون ، وكذبوا على الله وعلى رسوله وعلى المؤمنين ني دينهم ، من حيث ظنوا أنهم في ذلك صادقون .

وكذلك قولهم في موسى بن موسى وراشد بن النضر ، نحو من قولهم في علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان ، وإن لم يكن قولهم في موسى بن موسى وراشد بن النضر أشنع وأقبح ، والحكم في ذلك واحد ، والقول فيه واحد ، من خاص ذلك وعامه ، لمن لم يمتحن بأمر ذلك وشأنه ، ولم يكن من أهل عصره وزمانه ، ولم تقم عليه الحجة ببلوغ علم ذلك إليه ، بما لا شك معه فيه ولا ريب ، من بعيد عن ذلك العصر والزمان أو قريب ، ولو كان من أهل ذلك العصر ، إذا لم يصح عنده علم ذلك ، ولم تقم عليه الحجة بذلك ، من أي الوجوه قامت .

والعجب العجيب كيف خص الحكم في علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان ، وموسى بن موسى وراشد بن النضر ، والبراءة منهم دون غيرهم من المحدثين والجبابرة ، والمفسدين وأهل البدع والخلاف في الدين ، من المقرين من أهل القبلة والجاحدين ، وغيرهم ممن لا يحصى عدده ، ولا يبلغ أمده ، ولا ينقضي عدده ، إلا ما شاء الله . والمعنى في الجميع من أولياء الله وأعداء الله واحد ، والقول فيهم واحد ، والحكم فيهم واحد ، قد أوجب الله وفرض وأمر بعداوة جميع أعدائه ، وأوجب وفرض وأمر بولاية جميع أوليائه ، فهل يقدر أحد من الخليقة أن يقول : إن الله -تبارك وتعالى - قد كلف عبدا من عبيده من الأولين والآخرين أن يوالي جميع أولياء الله من الأولين والآخرين بأسمائهم وأعيانهم ، أو يعادي جميع أعداء الله بأسمائهم وأعيانهم . أو هل حكم بذلك كتاب الله المستبين ، أو ادعى ذلك محق أو مبطل على رسول من رسل رب العالمين - صلى الله وسلم عليهم أجمعين - ، أو في إجماع المسلمين ، أو يقوم ذلك في حجج العقول من العاقلين ، أن يكون الله - تبارك وتعالى - قد كلف العباد في الولاية والبراءة أن يعادوا له جميع أعدائه بأسمائهم وأعيانهم ، أو يوالوا له جميع أوليائه بأسمائهم وأعيانهم ، هذا ما لا تحتمله العقول ، ويتنافى عن الله - تبارك وتعالى- في أحكام الأصول ، وليس له أساس ، ولا منه محصول ، والله وكيل على ما نقول . )

أبو سعيد الكدمي ، الإستقامة / الجزء الأول .



والكلام في هذا يطول ، وأظن أن ما ذكرناه من أقوال علماء الإباضية كافياً لدحض هذه الفرية ، والله المستعان .تبيان ما أُخِذَ على بعض علماء الإباضية في كلامهم في عثمان وعلي رضي الله عنهما :


هذا ومن الجدير بالذكر أن بعض علماء الإباضية خاض في الفتنة التي حدثت في عهد كل من عثمان وعلي رضي الله عنهما وبعضهم بالغ في الحكم عليهما .


فنقول أن الذين تحدثوا في تلك الفتن من علماء الإباضية هم قلة قليلة ، فمن بين أكثر من ألفين ونصف عالم إباضي ، نجد أن الذين خاضوا في تلك الفتن كما ذكرنا بعدد الأصبع ، فكيف يقال أن من معتقدات الإباضية تكفير عثمان وعلي ؟؟!! – هذا وقد بينا من خلال ما سبق موقف علماء الإباضية وإحترامهم للخليفتين ، مما لا يدع مجالاً للشك في ذلك .


أضف إلى ذلك أن أؤلئك العلماء إعتمدوا في أحكامهم على الروايات الورادة في كتب التاريخ المعروفة – وهذه الكتب هي لغير الإباضية كما لا يخفى – ولكن التعصب المذهبي كان حاضراً حيث تلقى اللائمة على هؤلاء العلماء ، في حين لا يراجع أصل المشكلة وهي كتب التاريخ والسير القديمة - ولست هنا بصدد إلتماس العذر لأحد العلماء في ذلك ، كما أنني لست بصدد القدح فيهم – فكما قلت ، هم لم يطلقوا أحكامهم هكذا رغبة في النيل من الصحابة ، ولكن بما وصلهم من أخبار وروايات ، وكان من الجدير تمحيص تلك الروايات ، لكن قدر الله وما شاء فعل .


هذا وقد خاض بعض العلماء في مسأة الولاية والبراءة في حق عثمان وعلي ، كما جاء ذلك عند عبدالله إبن أباض وغيره - من الجدير بالذكر أن رسالة عبدالله بن أباض عليها عدة ملاحظات ذكرها زكريا المحرمي في الصراع الأبدي من شاء فليرجع إليها - ومنهم الشيخ السالمي رحمه الله ، وقد أسلفنا سابقاً ما قاله الشيخ أبو سعيد الكدمي بهذا الصدد ، وتشديده على إنكار ذلك ورفضه ، ونحن نرد كذلك ما قاله الشيخ السالمي في البراءة من علي رضي الله عنه ، ولعل الشيخ ثار في نفسه التهجم الشنيع على أهل النهروان ووصفهم بأقبح الأوصاف من قبل المخالفين ، فأخذه ذلك إلى قول ما قال في الأمام علي – إنطلاقاً من حادثة النهروان المعروفة والتي أبيد فيها عدد كبير من الصحابة - ، وكان ما كان من الفتن ، وطويت تلك الصفحات ، والله المستعان .


الأمر الآخر الذي يجب التنويه عليه ، أن علماء الإباضية سكتوا عن ذكر الفتن وسكتوا كذلك عن ما ذكره بعض علماء الإباضية في ذلك ، فنرى أنهم لم يستشهدوا بما قاله أؤلئك العلماء ، ولم يذكروا ما قالوه في كتبهم ، رغبة منهم في طي تلك الصفحات . كما أن علماء الإباضية لم يجبروا أحداً على الخوض في تلك الفتن ، كما لم يعلموهم إياها ، سوى أنهم ذكروا رأيهم في الأمر وكان ما كان .


كما أن بعض الإباضية هداهم الله يخوضون في الأمر تعصباً دون دراية بعد أن يتم إستفزازهم من قبل مخالفيهم ، يقول الشيخ علي يحيى معمر : " ثُمَّ موقف بعض المتطرفين من الإبـَاضِـية واستجابتهم للتحدي ورد الفعل ــ في مواقف إحراج ــ مِمَّا يسهل كلمات إنفلات كلمات منهم أحيانـًا " .


كذلك نجد أن الإباضية في مناهج المدارس التعليمية يدرسون أبنائهم فضائل الصحابة ويذكرونهم بكل خير ، ولم يذكروا شيء من الفتن التي دارت بينهم . فلو كان ما زعمه المخالفون من كراهية الإباضية للصحابة ، لعلموا ذلك لإبنائهم – فكما يقال : العلم في الصغر كالنقش على الحجر – في حين أنا نجد في الواقع محبة الإباضية خاصتهم وعامتهم ، صغيرهم وكبيرهم للصحابة ويذكرونهم بكل خير ، لإن هذا ما تربوا عليه وهذا ما تعلموه منذ صغرهم ، والله على ذلك شهيد .


فالمصيبة الكبرى أن المخالفين أخذوا في تقصي كتب الإباضية ، يبحثون عن كلمتي عثمان وعلي ، رغبة في تتبع الهفوات التي وقع فيها بعض علماء الإباضية للنيل من الإباضية بعد ذلك ، وملاحقتهم بما وجدوه في كتبهم ، والتضييق عليهم - من الجدير بالذكر أن في كتب المخالفين من ذكر فتن الصحابة الشيء الكثير ، ولكن ليس من أخلاقنا تتبع هفوات الآخرين وتصيد عثراتهم - ، هذا وقد ذكرنا موقف الإباضية قاطبة عامتهم وخاصتهم من الصحابة ، وأن ما ذكره قلة من علماء الإباضية في بعض الصحابة مردود عندنا ، لعدم ثبوت روايات الفتن في عهد الصحابة ، وعدم مصداقية كتب التاريخ من ناحية إخرى .


هذا ما أردت قوله في هذا الموضوع ، فليتق - مخالفو الإباضية - الله في الأمر ، فإن الله شديد العقاب .
وأعتذر إن ورد في كلامي ما يزعج أي أحد كان .
هذا وصلي اللهم وسلم على رسولك محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
هذا الموضوع للاشارة منقول من احد المنتديات لصاحبه سيف بن سعيد واعتذر على التكرار و لاعتمادي على النقل لان ظروف عملي لا تسمح لي بالبحث وظروف اخري اقوى مني واعدكم ان شاء الله بموضوع ابين فيه موقفي من هذا الخلاف مبرزا جوانب مقتضبة مما بقي لي في ذاكرتي مما درسته في تعليمي الحر لما كنت صغيرا الذي لا اجد فيه ما يتعرض للصحابة بل عكس ذلك فقد كنت منبهرا بشخصية علي كرم الله وجهه وكنت استلهم منه شخصيتي
توضيح بني مصعب معناه بني مزاب والمصعبي هو المزابي . هذا التحول راجع لان الامازيغ يحولون الصاد الي الزاي لصعوبة نطقه وكذلك العين امام الزاي فتحول الي الألف مثلا الصلاة بالامازيغية بعد تحويلها تزاليت عوض تصاليت .
واشكركم على رحابة صدركم وصبركم معي وتحية الاسلام الى جميع المتصفحين والى المشرفين وخاصة الى محمد ابو عثمان الذي اطلب منه العذر من تركي بعض الأجوبة دون توضيح لحد الساعة وهذا للظروف الانفة الذكر .
كما لااستثني اهل الجلفة الطيبين واصدقائي هناك التى لى معهم ذكريات جميلة خاصة مع البرد والثلج وكلي شوق لزيارتها مرة اخري .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

محمد أبو عثمان
2007-11-04, 20:33
جميل جدا يا ابن محمد ومن نقلت لكم عنهم طعنهم في هؤلاء الصحابة أتتبرؤون منهم
وهم الــورجلاني
الوهيبي
سلوم السلامي
والخليلي
أين علمائكم ليتبرؤوا ممن طعن في هؤلاء الصحابة بل صرح بكفرهم كالورجلاني مرتب مسند الربيع فما قولكم ؟
في انتظار الإجابة ؟

أين الإجابة على سؤالي يا ابن محمد ؟