تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العاعالم الجليل الداعي إلى الله على بصيره


ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-04-27, 16:56
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد.



الشيخ محمد بن عثيمين
ذلك العالم الجليل والمربي الفاضل والقدوة الصالحة في العلم والزهد والصدق والإخلاص والتواضع والورع والفتوى . هو شيخ التفسير والعقيدة والفقه والسيرة النبوية والأصول والنحو وسائر العلوم الشرعية .
هو العالم الداعي إلى الله على بصيره الذي انتفع بعلمه المسلمون في شتى أنحاء العالم الإسلامي والذي أجمعت القلوب على قبوله ومحبته وفضله وعلو مرتبته .
هو فضيلة شيخنا فقيد البلاد والأمة الإسلامية العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. http://www.el-houda.org/images/stories/mecca_14.jpg

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-04-27, 17:00
اسمه ومولده:
هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي.
كان مولده في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347هـ، في مدينة عنيزة - إحدى مدن القصيم- بالمملكة العربية السعودية.
نشأته العلمية:
تعلم القران الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ -رحمه الله- ثم تعلم الكتابة وشيئاً من الأدب والحساب والتحق باحدى المدارس وحفظ القرآن عن ظهر قلب في سن مبكرة، وكذا مختصرات المتون في الحديث والفقه.
وكان فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - قد رتب من طلبته الكبار لتدريس المبتدئين من الطلبة وكان منهم الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع -رحمه الله- فانضم إليه فضيلة شيخنا.
ولما أدرك ما أدرك من العلم في التوحيد والفقه والنحو جلس في حلقة شيخه فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي فدرس عليه في التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصوله والفرائض والنحو.
ويعتبر الشيخ عبدالرحمن السعدي شيخه الأول الذي نهل من معين علمه وتأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه للدليل وطريقة تدريسه ، وقد توسم فيه شيخه النجابة والذكاء وسرعة التحصيل فكان به حفياً ودفعه إلى التدريس وهو لا يزال طالباً في حلقته.
قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان -رحمه الله- في علم الفرائض حال ولايته القضاء في عنيزة.
وقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله- في النحو والبلاغة أثناء وجوده في عنيزة.
ولما فتح المعهد العلمي بالرياض أشار عليه بعض إخوانه أن يلتحق به فاستأذن شيخه عبد الرحمن السعدي فأذن له فالتحق بالمعهد العلمي في الرياض سنة 1372هـ وانتظم في الدراسة سنتين انتفع فيهما بالعلماء الذين كانوا يدرسون في المعهد حينذاك ومنهم العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد والشيخ عبد الرحمن الأفريقي وغيرهم (رحمهم الله).
واتصل بسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- فقرأ عليه في المسجد من صحيح البخاري ومن رسائل شيخ الإسلام بن تيمية وانتفع منه في علم الحديث والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها ويعتبر سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز شيخه الثاني في التحصيل والتأثر به.
وتخرج من المعهد العلمي ثم تابع دراسته الجامعية انتساباً حتى نال الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.
أعماله ونشاطه العلمي:
* بدأ التدريس منذ عام 1370هـ في الجامع الكبير بعنيزة في عهد شيخه عبد الرحمن السعدي وبعد أن تخرج من المعهد العلمي في الرياض عين مدرساً في المعهد العلمي بعنيزة عام 1374هـ.
* وفي سنه 1376هـ توفي شيخه عبدالرحمن السعدي فتولى بعده إمامة المسجد بالجامع الكبير في عنيزة والخطابة فيه والتدريس بمكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع والتى أسسها شيخه عام 1359هـ .
* ولما كثر الطلبة وصارت المكتبة لا تكفيهم صار يدرس في المسجد الجامع نفسه واجتمع إليه طلاب كثيرون من داخل المملكة وخارجها حتى كانو يبلغون المئات وهؤلاء يدرسون دراسة تحصيل لا لمجرد الاستماع - ولم يزل مدرساً في مسجده وإماماً وخطيباً حتى توفي -رحمه الله-.
* استمر مدرساً بالمعهد العلمي في عنيزة حتى عام 1398هـ وشارك في آخر هذه الفترة في عضوية لجنة الخطط ومناهج المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وألف بعض المناهج الدراسية.
* ثم لم يزل أستاذاً بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم بكلية الشريعة وأصول الدين منذ العام الدراسي 1398-1399هـ حتى توفي -رحمه الله-.
* درّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج وشهر رمضان والعطل الصيفية.
* شارك في عدة لجان علمية متخصصة عديدة داخل المملكة العربية السعودية.
* ألقى محاضرات علمية داخل المملكة وخارجها عن طريق الهاتف.
* تولى رئاسة جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة منذ تأسيسها عام 1405هـ حتى وفاته -رحمه الله-
* كان عضواً في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للعامين الدراسيين 1398 - 1399 هـ و 1399 - 1400 هـ.
* كان عضواً في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين بفرع الجامعة بالقصيم ورئيساً لقسم العقيدة فيها.
* كان عضواً في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1407هـ حتى وفاته -رحمه الله-
وكان بالإضافة إلي أعماله الجليلة والمسؤوليات الكبيرة حريصاً على نفع الناس بالتعليم والفتوى وقضاء حوائجهم ليلاً ونهاراً حضراً وسفراً وفي أيام صحته ومرضه -رحمه الله تعالى رحمة واسعة-
كما كان يلزم نفسه باللقاءات العلمية والاجتماعية النافعة المنتظمة المجدولة فكان يعقد اللقاءات المنتظمة الأسبوعية مع قضاة منطقة القصيم وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عنيزة ومع خطباء مدينة عنيزة ومع كبار طلابه ومع الطلبة المقيمين في السكن ومع أعضاء مجلس إدارة جمعية تحفيظ القران الكريم ومع منسوبي قسم العقيدة بفرع جامعة الإمام بالقصيم.
وكان يعقد اللقاءات العامة كاللقاء الأسبوعي في منزله واللقاء الشهري في مسجده واللقاءات الموسمية السنوية التي كان يجدولها خارج مدينته فكانت حياته زاخرة بالعطاء والنشاط والعمل الدؤوب وكان مباركا في علمه الواسع أينما توجه كالغيث من السماء أينما حل نفع.
أعلن فوزه بجائزة الملك فيصل العالية لخدمة الإسلام للعام الهجري 1414هـ وذكرت لجنة الاختيار في حيثيات فوز الشيخ بالجائزة ما يلي:-
أولاً : تحليه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها الورع ورحابة الصدر وقول الحق والعمل لمصلحة المسلمين والنصح لخاصتهم وعامتهم.
ثانيا ً : انتفاع الكثيرين بعلمه تدريساً وإفتاءً وتأليفاً.
ثالثاً : إلقائه المحاضرات العامة النافعة في مختلف مناطق المملكة.
رابعاً : مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كبيرة.
خامساً: اتباعه أسلوباً متميزاً في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتقديمه مثلاً حياً لمنهج السلف الصالح فكراً وسلوكاً.
كان -رحمه الله- على جانب عظيم من العلم بشريعة الله سبحانه وتعالى عمر حياته كلها في سبيل العلم وتحصيله ومن ثم تعليمه ونشره بين الناس يتمسك بصحة الدليل وصواب التعليل كما كان حريصاً أشد الحرص على التقيد بما كان عليه السلف الصالح في الاعتقاد علماً وعملاً ودعوة وسلوكاً فكانت أعماله العلمية ونهجه الدعوي كلاهما على ذلك النهج السليم.
لقد آتاه الله سبحانه وتعالى ملكة عظيمة لاستحضار الآيات والأحاديث لتعزيز الدليل واستنباط الأحكام والفوائد فهو في هذا المجال عالم لا يشق له غبار في غزارة علمه ودقة استنباطه للفوائد والأحكام وسعة فقهه ومعرفته بأسرار اللغة العربية وبلاغتها.
أمضى وقته في التعليم والتربية والإفتاء والبحث والتحقيق ولـه اجتهادات واختيارات موفقة، لم يترك لنفسه وقتاً للراحة حتى اذا سار على قدميه من منزله إلى المسجد وعاد إلى منزله فإن الناس ينتظرونه ويسيرون معه يسألونه فيجيبهم ويسجلون إجاباته وفتاواه.
كان للشيخ -رحمه الله- أسلوب تعليمي رائع فريد فهو يسأل ويناقش ليزرع الثقة في نفوس طلابه ويلقي الدروس والمحاضرات في عزيمة ونشاط وهمة عالية ويمضي الساعات يلقي دروسه ومحاضراته وفتاواه بدون ملل ولا ضجر بل يجد في ذلك متعته وبغيته من أجل نشر العلم وتقريبه للناس.
وقد تركزت جهوده ومجالات نشاطه العلمي - رحمه الله - فيما يلي:-
باشر التعليم منذ عام 1370هـ إلى آخر ليلة من شهر رمضان عام 1421هـ (أكثر من نصف قرن) رحمه الله رحمة واسعة. فقد كان يدرس في مسجده بعنيزه كل يوم.
ويدرس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج ورمضان والعطل الصيفية.
ويدرس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-04-27, 17:01
وكان رحمه الله

ويدرس باستخدام الهاتف داخل المملكة وخارجها عن طريق المراكز الإسلامية.
ويلقي المحاضرات العامة المباشرة والدروس في مساجد المملكة كلما ذهب لزيارة المناطق.
ويهتم بالجانب الوعظي الذي خصه بنصيب وافر من دروسه للعناية به وكان دائماً يكرر على الأسماع الآية الكريمة "واعلموا أنكم ملاقوه" ويقول "والله لوكانت قلوبنا حية لكان لهذه الكلمة وقع في نفوسنا".
ويعتنى بتوجيه طلبة العلم وارشادهم واستقطابهم والصبر على تعليمهم وتحمل أسئلتهم المتعددة والاهتمام بأمورهم.
ويلقي خطبه من مسجده في عنيزة وقد تميزت خطبه -رحمه الله- بتوضيح أحكام العبادات والمعاملات ومناسباتها للأحداث والمواسم فجاءت كلها مثمرة مجدية محققة للهدف الشرعي منها.
ويعقد اللقاءات العلمية المنتظمة والمجدولة الأسبوعية منها والشهرية والسنوية.
ويحرر الفتاوى التى كتب الله قبولها عند الناس فاطمأنوا لها ولاختياراته الفقهية.
وينشر عبر وسائل الإعلام من إذاعة وصحافة ومن خلال الأشرطة دروسه ومحاضراته وبرامجه العلمية عبر البرنامج الإذاعي المشهور - نور على الدرب - وغيره من البرامج .
وأخيراً توجت جهوده العلمية وخدمته العظيمة التي قدمها للناس في مؤلفاته العديدة ذات القيمة العلمية من كتب ورسائل وشروح للمتون العلمية طبقت شهرتها الآفاق وأقبل عليها طلبة العلم في أنحاء العالم وقد بلغت مؤلفاته أكثر من تسعين كتاباً ورسالة ثم لا ننسى تلك الكنوز العلمية الثمينة المحفوظة في أشرطة الدروس والمحاضرات فإنها تقدر بآلاف الساعات فقد بارك الله تعالى في وقت هذا العالم الجليل وعمره نسأل الله تعالى أن يجعل كل خطوة خطاها في تلك الجهود الخيرة النافعة في ميزان حسناته يوم القيامة.
وقد أخذت مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية التي أنشئت هذا العام 1422هـ على عاتقها مسؤولية العناية والاهتمام بهذا التراث الضخم الذي خلقه شيخنا رحمه الله تعالى على تحقيق ذلك الهدف السامي الذي ينشده الجميع لجعل ذلك العلم الغزير متاحاً للجميع في مختلف الوسائل الممكنة باذن الله تعالى وعونه وتوفيقه.
ملامح من مناقبه وصفاته الشخصية:
كان الشيخ رحمه الله تعالى قدوة صالحة ونموذجاً حياً فلم يكن علمه مجرد دروس ومحاضرات تلقى على أسماع الطلبة وإنما كان مثالاً يحتذى في علمه وتواضعه وحلمه وزهده ونبل أخلاقه.
تميز بالحلم والصبر والجلد والجدية في طلب العلم وتعليمه وتنظيم وقته والحفاظ على كل لحظة من عمره كان بعيداً عن التكلف وكان قمة في التواضع والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة وكان بوجهه البشوش اجتماعياً يخالط الناس ويؤثر فيهم ويدخل السرور إلى قلوبهم ترى السعادة تعلو محياه وهو يلقي دروسه ومحاضراته - رحمه الله تعالى - .
كان رحمه الله عطوفاً مع الشباب يستمع إليهم ويناقشهم ويمنحهم الوعظ والتوجيه بالرفق واللين والإقناع .
كان حريصاً على تطبيق السنة في جميع أموره.
ومن ورعه أنه كان كثير التثبت فيما يفتي ولا يتسرع في الفتوى قبل أن يظهر له الدليل فكان إذا أشكل عليه أمر من أمور الفتوى يقول : انتظر حتى أتأمل المسألة، وغير ذلك من العبارات التي توحي بورعه وحرصه على التحرير الدقيق للمسائل الفقهية.
لم تفتر عزيمته في سبيل نشر العلم حتى أنه في رحلته العلاجية إلي الولايات المتحدة الأمريكية قبل ستة أشهر من وفاته نظم العديد من المحاضرات في المراكز الإسلامية والتقى بجموع المسلمين من الأمريكيين وغيرهم ووعظهم وأرشدهم كما أمهم في صلاة الجمعة.
وكان يحمل هم الأمة الإسلامية وقضاياها في مشارق الأرض ومغاربها وقد واصل -رحمه الله تعالى- مسيرته التعليمية والدعوية بعد عودته من رحلته العلاجية فلم تمنعه شدة المرض من الاهتمام بالتوجيه والتدريس في الحرم المكي حتى قبل وفاته بأيام.
أصابه المرض فتلقى قضاء الله بنفس صابرة راضية محتسبة، وقدم للناس نموذجاً حياً صالحاً يقتدي به لتعامل المؤمن مع المرض المضني، نسأل الله تعالى أن يكون في هذا رفعة لمنزلته عند رب العالمين.
كان رحمه الله يستمع إلى شكاوى الناس ويقضي حاجاتهم قدر استطاعته وقد خصص لهذا العمل الخيري وقتاً محدداً في كل يوم لاستقبال هذه الأمور وكان يدعم جمعيات البر وجمعيات تحفيظ القرآن بل قد من الله عليه ووفقه لجميع أبواب البر والخير ونفع الناس فكان شيخناً بحق مؤسسة خيرية اجتماعية وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وفاته رحمه الله تعالى:
رزئت الأمة الإسلامية جميعها قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ بإعلان وفاة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وأحس بوقع المصيبة كل بيت في كل مدينة وقرية وصار الناس يتبادلون التعازي في المساجد والأسواق والمجمعات وكل فرد يحس وكأن المصيبة مصيبته وحده ورفعت البرقيات لتعزية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز و صاحب السمو الملكي ولي العهد وصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء -حفظهم الله- بفقيد البلاد وفقيد المسلمين جميعاً وأخذ البعض يتأمل ويتساءل عن سر هذه العظمة والمكانة الكبيرة والمحبة العظيمة التي امتلكها ذلك الشيخ الجليل في قلوب الناس رجالاً ونساء صغاراً وكباراً؟ امتلأت أعمدة الصحف والمجلات في الداخل والخارج شعراً ونثراً تعبر عن الأسى والحزن على فراق ذلك العالم الجليل فقيد البلاد والأمة الإسلامية. - رحمه الله تعالى -
وصلى على الشيخ في المسجد الحرام بعد صلاة العصر يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ الآلاف المؤلفة وشيعته إلي المقبرة في مشاهد عظيمة لا تكاد توصف ثم صلى عليه من الغد بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب في جميع مدن المملكة و في خارج المملكة جموع أخرى لا يحصيها إلا باريها، ودفن بمكة المكرمة رحمه الله رحمة واسعة .
إن القبول في قلوب الناس منة عظيمة من الله تعالى لمن يشاء من عباده، ولقد أجمعت القلوب على محبته وقبوـله وإنا لنرجو الله سبحانه وتعالى متضرعين إليه أن يكون الشيخ ممن قال النبي صلى لله عليه وسلم: إذا أحب الله العبد نادى جبريل أن الله يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض .
وخلّف -رحمه الله- خمسة من البنين هم عبد الله وعبد الرحمن وإبراهيم وعبد العزيز وعبد الرحيم، جعل الله فيهم الخير والبركة والخلف الصالح. وبوفاته فقدت البلاد والأمة الإسلامية علماً من أبرز علمائها وصلحاء رجالها الذين يذكروننا بسلفنا الصالح في عبدتهم و نهجهم وحبهم لنشر العلم ونفعهم لاخوانهم المسلمين.
نسأل الله تعالى أن يرحم شيخنا رحمة الأبرار ويسكنه فسيح جناته وأن يغفر له و يجزيه عما قدم للإسلام والمسلمين خيراً ويعوض المسلمين بفقده خيراً والحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وانا إليه راجعون وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتباعه بإحسان إلى يوم الدين

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-04-28, 09:29
(http://www.dzayer.com/viewtopic.php?f=8&t=2240#p2483)


(http://www.dzayer.com/memberlist.php?mode=viewprofile&u=744)
نصائح ابن عثيمين رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد.
الدُّر الثَمِيْن مِنْ نَصَائِح ابْنِ عثَيْمِين
من محمد بن صالح العثيمين إلى الابن / الابنة رحمه الله تعالى ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولاً : مع الله عز وجل :
1. احرص على أن تكون دائما مع الله عز وجل مستحضراً عظمته متفكراً في آياته الكونية مثل خلق السموات والأرض وما أودع فيهما من بالغ حكمته وباهر قدرته وعظيم رحمته ومنته وآياته الشرعية التي بعث بها رسله ولا سيما خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.
2. أن يكون قلبك مملوءاً بمحبة الله تعالى لما يغذوك به من النعم ويدفع عنك من النقم ولا سيما نعمة الإسلام والاستقامة عليه حتى يكون أحب شيء إليك .
3. أن يكون قلبك مملوءاً بتعظيم الله عز وجل حتى يكون في نفسك أعظم شيء . وباجتماع محبة الله تعالى وتعظيمه في قلبك تستقيم على طاعته قائما بما أمر به لمحبتك إياه تاركاً لما نهى عنه لتعظيمك له .
4. أن تكون مخلصا له جل وعلا في عباداتك متوكلاً عليه في جميع أحوالك لتحقق بذلك مقام (إياك نعبد وإياك نستعين).
وتستحضر بقلبك أنك إنما تقوم بما أمر امتثالا لأمره وتترك ما نهى عنه امتثالا لنهيه فإنك بذلك تجد للعبادة طعما لا تدركه مع الغفلة وتجد في الأمور عونا منه لا يحصل لك مع الاعتماد على نفسك.

ثانياً : مع رسول الله صلى الله عليه وسلم :
1. أن تقدم محبته على محبة كل مخلوق وهديه وسنته على كل هدي وسنة .
2. أن تتخذه إماما لك في عباداتك وأخلاقك بحيث تستحضر عند فعل العبادة أنك متبع له وكأنه أمامك تترسم خطاه وتنهج نهجه. وكذلك في مخالقة الناس أنك متخلق بأخلاقه التي قال الله له عنها (وإنك لعلى خلق عظيم). ومتى التزمت بهذا فستكون حريصاً غاية الحرص على العلم بشريعته وأخلاقه.
3. أن تكون داعياً لسنته ناصراً لها مدافعاً عنها فإن الله تعالى سينصرك بقدر نصرك لشريعته.
ثالثاً : عملك اليومي غير المفروضات :
1. إذا قمت من الليل فاذكر الله تعالى وادع بما شئت فان الدعاء في هذا الموطن حري بالإجابة واقرأ قول الله تعالى (إن في خلق السموات والأرض)حتى تختم سورة آل عمران وهي عشر آيات.
2. صل ما كتب لك في آخر الليل واختم صلاتك بالوتر.
3. حافظ على ما تيسر لك من أذكار الصباح. قل مائة مرة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك ولهالحمد وهو على كل شيء قدير.
4. صل ركعتي الضحى .
5. حافظ على أذكار المساء ما تيسر لك منها .
رابعاً : طريقة طلب العلم :
1. احرص على حفظ كتاب الله تعالى واجعل لك كل يوم شيئا معينا تحافظ على قراءته ولتكن قراءتك بتدبر وتفهم. وإذا عنّت لك فائدة أثناء القراءة فقيدها.
2. احرص على حفظ ما تيسر من صحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك حفظ عمدة الأحكام.
3. احرص على التركيز والثبات بحيث لا تأخذ العلم نتفاً من هذا شيء ومن هذا شيء لأن هذا يضيع وقتك ويشتت ذهنك.
4. ابدأ بصغار الكتب وتأملها جيدا ثم انتقل إلى ما فوقها حتى تحصل على العلم شيئا فشيئا على وجه يرسخ في قلبك وتطمئن إليه نفسك.
5. احرص على معرفة أصول المسائل وقواعدها وقيد كل شيء يمر بك من هذا القبيل فقد قيل " من حرم الأصول حرم الوصول".
6. ناقش المسائل مع شيخك أو من تثق به علماً وديناً من أقرانك ولو بأن تقدر في ذهنك أن أحداً يناقشك فيها إذا لم تمكن المناقشة مع من سَمّينا.
هذا وأسأل الله تعالى أن يعلمك ما ينفعك وينفعك بما علمك ويزيدك علماً ويجعلك من عباده الصالحين

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-04-28, 09:31
حكم التحذر من المبتدع بإسمه للإمام محمد بن صالح العثيمين _رحمه الله تعالى _

سئل الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله سؤلا ما نصه :
فضيلة الشيخ : رجل وقع في بدع متنوعة في كتبه وأقواله ، فهل يشترط لتسمية هذا الرجل أو غيره من الناس مبتدعا أن تقام عليه الحجة؟

الجواب:
إن كان هذا الرجل موجودا والناس يأخذون منه، وهو داعية فلا بد من ذكر اسمه، وإلا فلا حاجة لذكر اسمه بل نكتفي بذكر القول الذي ضل فيه ونبين أنه ضلال ، وكما قلت قبل قليل : إن التعميم أحسن من التعيين أما إذا سمعت أنه موجود ، وترى الناس يذهبون اليه ويأخذون منه بدعه فهنا نقول : تعيينه متعين.
وكذلك لو كان له كتب تشتمل على البدع فالواجب التحذير من بدعه.



[ سؤال رقم 1536 من اللقاءات الباب المفتوح ]

تصفية وتربية
2012-04-28, 11:19
جزاكِ الله أختي وبارك الله فيكِ
ورحم الله فقيه الزمان الشيخ بن عثيمين
أُشهِدُ الله أنني أحب هذا الشيخ حبًا جمًا، فرحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في الفردوس الأعلى

الواثق
2012-04-28, 11:36
من أين أبتدئ الكلام وأنطقه * * * وبأيّ حرف في القصيد أنمّق

أبت القوافي أن تظلّ حبيسة * * * ورنت وقلب الشعر فيها يخفق

طمحت إلى رحب الفضيلة ماجد * * * النور في حبراته يترقرق

يحدو بها الشوق العظيم لشيخها * * * زين المنابر مجده متألّق

بالعلم في حلل المحامد رافل * * * ولخدمة الدين العظيم موفّق

سارت قوافي الشّعر تحدوها المنى * * * ويحثّها الحبّ الحفيّ المشفق

أمحمدٌ ياشيخَنا البحر الذي * * * بعلومه نرفوا العقول ونرتق

إن ضجّ في دنيا العباد تفاخر * * * فلأنت فخر الصالحين الأسبق

بحر من العلم الزكيّ يمدّه * * * غيث من الهمم الشريفة مُغدق

ياشيخَنا المحبوب هاك قلوبنا * * * بشذى المحبّة والإخوّة تعبق

علّمتنا معنى الرباط على التقى * * * والصّبر وهو المطلب المستغرق

علّمتنا بذل الشيوخ لعلمهم * * * رغم السنين وقد حذاهم موثق

أذكرتنا البحر الإمام سماحة * * * الشيخ ابن باز والدموع ترقرق

أذكرتنا السعدي في تدقيقه * * * ومشايخ السلف الذين تألّقوا

ياشيخنا المحبوب أنت منارنا * * * وضياؤنا وعطاؤنا المتدفّق

ياشيخنا والحب يحدو ركبنا * * * فتظلّ ترفل في سراه الأينق

رحم الله فقيه الأمّة شيخنا العثيمين

عبد الله-1
2012-04-28, 12:02
جزاكِ الله أختي وبارك الله فيكِ
ورحم الله فقيه الزمان الشيخ بن عثيمين
أُشهِدُ الله أنني أحب هذا الشيخ حبًا جمًا، فرحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في الفردوس الأعلى

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-04-28, 13:32
جزاكِ الله أختي وبارك الله فيكِ
ورحم الله فقيه الزمان الشيخ بن عثيمين
أُشهِدُ الله أنني أحب هذا الشيخ حبًا جمًا، فرحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في الفردوس الأعلى



وفيك بارك الله اخية الفاضلة وسدد خطاك ورفع قدرك
نعم أشهد أنا أيضا أحببت هذا الشيخ الجليل حتى وأنا كنت من الذين يخالفوه
حتى وأنا كنت من الغلاة والتكفريين كنت معجبة جدا بعلمه وفقهه وسعة قلبه وحجته
فعلا حينها كنت عندما أسمع فتواه أتأثرمن قلبي وعقلي وتفكيري وتجعلني دائما في حزن وحيرة
كبف لأمثال هؤلاء العلماء الربانيين ان يكونوا غلى طريق الخاطئ............

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-04-28, 13:38
من أين أبتدئ الكلام وأنطقه * * * وبأيّ حرف في القصيد أنمّق

أبت القوافي أن تظلّ حبيسة * * * ورنت وقلب الشعر فيها يخفق

طمحت إلى رحب الفضيلة ماجد * * * النور في حبراته يترقرق

يحدو بها الشوق العظيم لشيخها * * * زين المنابر مجده متألّق

بالعلم في حلل المحامد رافل * * * ولخدمة الدين العظيم موفّق

سارت قوافي الشّعر تحدوها المنى * * * ويحثّها الحبّ الحفيّ المشفق

أمحمدٌ ياشيخَنا البحر الذي * * * بعلومه نرفوا العقول ونرتق

إن ضجّ في دنيا العباد تفاخر * * * فلأنت فخر الصالحين الأسبق

بحر من العلم الزكيّ يمدّه * * * غيث من الهمم الشريفة مُغدق

ياشيخَنا المحبوب هاك قلوبنا * * * بشذى المحبّة والإخوّة تعبق

علّمتنا معنى الرباط على التقى * * * والصّبر وهو المطلب المستغرق

علّمتنا بذل الشيوخ لعلمهم * * * رغم السنين وقد حذاهم موثق

أذكرتنا البحر الإمام سماحة * * * الشيخ ابن باز والدموع ترقرق

أذكرتنا السعدي في تدقيقه * * * ومشايخ السلف الذين تألّقوا

ياشيخنا المحبوب أنت منارنا * * * وضياؤنا وعطاؤنا المتدفّق

ياشيخنا والحب يحدو ركبنا * * * فتظلّ ترفل في سراه الأينق

رحم الله فقيه الأمّة شيخنا العثيمين

بارك الله فيك اخي الفاضل وازيدك قصيدة رائعة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في أصول الفقه
مَنْظُومَةٌ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ
الْمُقَدِّمَةُ

مُعْـطِـي النَّوَالَ كُـلَّ مـَنْ يَسْتجْـدِي = الْحُــمْدُ لِلَّــهِ الْمُعِيـــدِ المُبْــدِي
مُعِيـنِ مَـنْ يَصبُـو إِلَـى الوُصُـولِ = مُثَبِّــــتِ الْأَحْكَـــامَ بِـــالْأُصُولِ
عَلَـى الَّـذِي أُعْطِــيَ جَـوَامِعَ الْكَلِمْ = ثُــمَّ الـصَّـلاةُ مـَعْ سـَلَامٍ قَـدْ أُتِمّ
وَخَــيْرِ هــادٍ لِجَـمِيـعِ مَـنْ دَرَى = مـُحَــمَّدِ الْمَبْعُـوثِ رَحْمَــةَ الْـوَرَى
لَــنْ يَبْلُــغَ الْكَـادِحُ فِيــهِ آخِـرَهْ = وَبَعْــدُ فَــالْعِلْمُ بُحُـــورٌ زَاخِِـرَهْ
لنَيْلِــهِ فَــاحْرِصْ تَجِــدْ سَـبِيـلَا = لَكِـنَّ فِـــي أُصُـولِــهِ تَسْـــهِيلَا
فَمَـنْ تَفُتْـــهُ يُحْــرَمُ الوُصُـــولَا = اِغْتَنِــمِ الْقَوَاعِــــدَ الْأُصُــــولَا
أَرْجُــو بِهَـا عَـالِ الْجِنَـانِ نُــزُلَا = وَهَــاكَ مِــنْ هَـذِي الْأُصُـولِ جُـمَلَا
وَلَيْسَ لِـي فِيهَـا سِــوَى ذَا النَّظْــمِ = قَوَاعِــدَ مِــنْ قَــوْلِ أَهْـلِ الْعِلْـمِ




الْقَوَاعِدُ وَالْأُصُولُ
وَلِانْتـِفـَاءِ الـشَّرِّ عَنْهـُمْ والـضّـَرَرْ = الـــدِّينُ جَـــاءَ لِسَـــعَادَةِ الْبَشَــرْ
وكُــلُّ مَــا يَضُرُّنَــا قَــدْ مَنَعَـهْ = فَكُــلُّ أمْـــرٍ نَــافِعٍ قَــدْ شَــرَعَهْ
يَكُـونُ مَمْنُوعًــا لِــدَرْءِ الْمَفْسَــدَهْ = ومَــعْ تَســـاوِي ضَــرَرٍ وَمَنْفَعَــهْ
مِـنْ أَصْلِــهِ وعِنـدَ عــارضٍ طَــرَا = وَكُـــلُّ مَــا كَلفَــهُ قَـــدْ يُسِّــرا
فَلَيْسَ فِـي الـدِّينِ الْحَـنِيفِ مِـنْ شَطَطْ = فَــاجْلـِبْ لِتَيْـسِـيرٍ بِكـُـلِّ ذِي شَـطَطْ
وَاجْــتَنِبْ الكُـــلَّ مِــنَ الْمَحْــظُورِ = وَمَــا اسْــتَطَعْتَ افعَـلْ مِـنَ الْمَـأْمُورِ
دَلِيلُـــهُ فِعــلُ الْمُسِــيءِ فَــافْهَمِ = وَالشَّـــرْعُ لَا يَلْــزِمُ قَبْــلَ العِلْــمِ
فَــــذَا مَحـــلُّ نَظـــرٍ فَلْتَعْلَــمْ = لَكِــــنْ إِذَا فَــرَّطْتَ فِــي التَّعَلُّــمْ
يُبَــاحُ والْمَـكْـرُوهُ عِنــدَ الحـَاجَـةِ = وَكُــلُّ مَمْنُـــــوعٍ فَلِلضَّــــرُورَةِ
يَجُـــوزُ لِلْحَـاجَـــةِ كَالعَرِيَّـــةِ = لَكِـــنَّ مَـــا حُـــرِّمَ لِلذَّريعَــةِ
أَوْ غَـــيـْرِهِ أَفْسِــــدْهُ لا تَــرَدَّدِ = ومَــا نُـهِــيَ عَنــهُ مِـنَ التَّعَبُّـدِ
أَوْ لِلشُّـرُوطِ مُفْسِــــدًا سَــــيَاتِي = فَكُــلُّ نَهِــــيٍ عَـــادَ لِلـــذَّوَاتِ
فَلَـــنْ يَضِــيرَ فَــافْهَمنَّ العِلَّــهْ = وَإِنْ يَعُــــدْ لِخَــــارِجٍ كَالْعِمَّـــهْ
عِبَــــادَةً إِلَّا بِــــإِذْنِ الشَّـــارِعِ = وَالْأَصْـــلُ فِـي الْأَشْـيَاءِ حِـلٌّ وَامنَـعِ
لِلْأَصْــلِ فِـي النَّـوْعَيْـنِ ثُــمَّ اتَّبِـعِ = فَــإنْ يَقَـعْ فِـي الْحُـكْمِ شَـكٌّ فَـارْجَعِ
إِلَّا إِذَا النَّـــدْبُ أَوْ الكُـــرْهُ عُلِـــمْ = وَالْأَصْـــلُ أنَّ الْأَمْــرَ وَالنَّهْـيَ حُتِمْ
مِــنْ غَـيـرِ أَمْــرٍ فَهْـوَ نَـدْبٌ يَجْلُو = وَكُـــلُّ مَـــا رُتِّـبَ فِيــهِ الفَضْـلُ
عَــنْ أَمْــرِهِ فَغَــيرُ وَاجِــبٍ بَـدَا = وَكُـــلُّ فِعْـــلٍ لِلنَّبِـــيِّ جُــرِّدَا
فَــالْحُكمُ فِيــهِ حُـكمُ ذَاكَ الْأَمْـــرِ = وَإِنْ يكُـــــنْ مُبيِّنًــــا لِأْمْـــرِ
فِي صَــالِحٍ والعَكْــسُ فِـي الْمَظَـالِمِ = وقَــدِّمِ الْأَعْلَـــى لَــدَى التَّزَاحُـمِ
وَخُــذْ بِعَــالِي الفَـاضِلَيْنِ لَا تـَخَفْ = وَادْفَـــعْ خَفِيـفَ الضَّرَرَيْنِ بـِالْأَخَفّ
فَقَـدِّمْنَ تَغْلِيبًــا الَّـــذِي مَنَـــعْ = إِنْ يَجْـتَمِعْ مَـعَ مُبيـــــحٍ مَا مَنَعْ


إِنْ وُجِـــدَتْ يُوجَــدْ وَإِلَّا يَمْتَنِــعْ = وَكُـــلُّ حُـــكْمٍ فَلِعِلَّـــةٍ تَبِـــعْ
لَا شَــــرْطِهِ فَــادْرِ الفُرُوقَ وانْتبِهْ = وَأَلْـــغِ كُـــلَّ سَـــابِقٍ لِسَــبَبِهْ
شُرُوطَهُ وَمَـــانِعٌ مِنْـــهُ عُــدِمْ = وَالشَّــــيءُ لا يَتِــمُّ إِلَّا أَنْ تُتِـــمّ
ونَفْــسَ الْأَمْــرِ فِي الْعُقُودِ اعتَبَرُوا = وَالظَّــــنُّ فِــي الْعِبَـادَةِ المُعْتَـبَرُ
فَــابْرِئِ الذِّمَّــــةَ صَحِّــحِ الخَطَا = لَكِـــنْ إذَا تَبَيَّـــنَ الظَّــنَّ خَطَــا
فَلْيَعُـــدِ الـصَّلاةَ بَعْـــدَ الوَقـتِ = كَرَجُــلٍ صَلَّـــى قُبَيْـــلَ الْــوقْتِ
وَهَكَــذَا إِذَا الشُّـــكُوكُ تَكْــــثُرُ = وَالشَّـــكُّ بَعْــ‏ـدَ الفِعْـلِ لَا يُؤَثِّـرُ
لِكُـلِّ وُسْــوَاسٍ يَجِــي بِــهِ لُكَـعْ = أَوْ تَـــكُ وَهْمًــا ِمثـلَ وَسْواسٍ فَدَعْ
حُــكْمَ لَــهُ مَــا لَـمْ يُؤَثِّـرْ عَمَلَا = ثُـــمَّ حَـــدِيثُ النَّفْسِ مَعْفُــوٌ فَلَا
إِلَّا إِذَا دَلَّ دَليــــــلٌ فَاسْـــمَعَنْ = وَالْأَمْـــرُ لِلْفَـوْرِ فَبَــادِرِ الزَّمَـنْ
فَــــذَاكَ ذُو عَيْـنٍ وذَاكَ الفَـاضِلُ = وَالْأَمْــرُ إِنْ رُوعِــيَ فِيـهِ الفَـاعِلُ
عَــنْ فَــاعِلٍ فَــذُو كِفَايـةٍ أَثِـرْ = وَإِنْ يُــرَاعَ الْفِـعْلُ مَعْ قَطْـعِ النَّظَرْ
قَـوْلٍ لِـرَفْعِ النَّهْـيِ خُـذْ بِـهِ تَفِـي = وَالْأَمْــرُ بَعْـدَ النَّهْـيِ لِلْحِـلِّ وَفِـي
وُجُوهُهَـــا بِكُـلِّ مَـا قَـدْ وَرَدَتْ = وَافْعَــــلْ عِبَـــادَةً إِذَا تَنَــوَّعَتْ
وَتَحْـــفَظِ الشَّــرْعَ بِـذِي النَّوعَيْنِ = لِتَفْعَـــلَ السُّــنَّةَ فِـي الْوَجْـهَيْنِ
وَخُـــذْ بِقَـــوْلِ الرَّاشِـدِينَ الخُلَفاَ = وَالْـــزَمْ طرِيقَــةَ النَّبيِّ المُصْطَفَى
مَـا لَـمْ يُخَـالِفْ مِثلـَهُ فَمـَا رَجَحْ = قَـوْلُ الصَّحَـابِيْ حُجَّـةٌ عَلَـى الْأَصَّحّ
قُرْآنُنَــــا وَسُـــنَّةُ مُثَبَّتـَــهْ = وَحَجَّـــةُ التَّكْـلِيفِ خُذْهَـا أَرْبَعَـهْ
والـــرَّابِعُ القِيَـــاسُ فافْهَمنَّــه = مِـــنْ بَعْدِهَــا إجمَـاعُ هَذِي الْأُمَّهْ
واسْـــدُدْ عَلَـى المُحْتَـالِ بَابَ حِيلَتِهْ = واحْــكُــمْ لِكـلِّ عَـامـِلٍ بِنِيَّتِـهْ
كَمَا أتَـــى فِــي خَــبَرِ الثَّقَــاتِ = فَإِنَّمَـــا الْأَعْمَـــالُ بِالنِّيَّـــاتِ
إِلَّا بِحَــــجٍّ وَاعْتِمَــــارٍ أبَــدَا = ويَحْـرُمُ المُضِــيُّ فِيمَــا فَسَــدَا
حَجًّــا وعُمْــرَةً فَقَطْعُــهُ امْتَنَـعَ = وَالنَّفْــلُ جَـوِّزْ قَطْعَـهُ مَا لَـمْ يَقَعْ
بِــالجَهـْلِ وَالْإِكْــرَاهِ والنِّسْـيـَانِ = والْإِثْــمُ والضَّمَــانُ يَسْـــقُطَانِ
تُسْـقِطْ ضَمَانًــا فِـي حُـقُوقٍ لِلْـمَلاَ = إِنْ كَـانَ ذَا فِــي حَــقِّ مَوْلَانَا وَلَا
لَـمَ يَكُــنِ الْإِتْـلَافُ مِـنْ دَفْعِ الْأَذَى = وَكُـــلُّ مُتْلَـــفٍ فَمَضْمُـــونٌ إِذَا
لَيْسَ بِمِثْلَـي بِمَــا قَـــدْ قُوِّمَـــا = ويَضْمَـنُ الْمِثْلِــيُّ بِــالْمِثْلِ وَمَــا
فَلَيْسَ مَضْمُونًـا وعَكْسُــهُ ضُمِــنْ = وَكُـلُّ مَـــا يَحْـصُلُ مِمَّـا قَدْ أُذِنْ


وَعَكْسُـــهُ الظَّـالِمُ فَاسْمـَعْ قِيلِي = وَمَــــا عَلَـى الْمُحْسِـــنِ مِنْ سَبِيِلِ
فَحَرِّرَنْهَـــــا وَدَعِ الْمُخَـاطَـرَةَ = ثُـمَّ العُقُـودُ إِنْ تكُـــنْ معُـاوضَــةَ
فَــأَمْـرُهَا أَخَـفُّ فَــادْرِ التَّفْرِقَهْ = وَإِنْ تَكُــــنْ تَبَـرُّعًــا أَوْ تــَوْثِقَهْ
وَإِنْ تَفُــتْ فَلَيْسَ فِيهَــا مَغْــرَمُ = لَأَنَّ ذِي إِنْ حَـــــصَلتْ فَمَغْنــــمُ
بِالشَّـرْعِ كَـالحَرْزِ فَبِـالْعُرْفِ احْـدُدِ = وَكـُــلُّ مَــا أتَـــى وَلــمْ يُحـدَّدِ
ونَحْـوَهَا فِي قَـوْلِ مَـنْ قَـدْ حَقَّقَـا = مِـنْ ذَاكَ صِيغَـــاتُ العُقُــودِ مُطْلَقَـا
فَشَـرْطُنَا العُـرْفِيُّ كَــاللَّفْظِي يَـرِدْ = وَاجْـــعَلْ كَـلَفْظٍ كُــلَّ عُـرْفٍ مُطرِدْ
وَكُـــلُّ ذِي وِلَايَــةٍ كَالْمَـــالِكِ = وشَـــرْطُ عَقْــدٍ كَوْنُـهُ مِـنْ مَـالِكِ
كَمُــــبَرَّإٍ فَعِلُمُـــهُ لَا يُعْتَـــبَرْ = وَكُـــلُّ مَــنْ رِضَـاهُ غَـيْرَ مُعْتَـبَرْ
مَـعَ ادِّعَــاءِ صِحَّــةٍ لا تُجــدِي = وَكُــلُّ دَعَـــوَى لِفَسَـــادِ الْعَقْــدِ
سَــمَاعَ دَعْــوَاهُ وَضِـدَّهُ اسْـمَعَا = وكُــلُّ مَــا يُنكِــرُهُ الحِـسُّ امْنَعَـا
وَمُنكِـــرًا أَلْـــزِمْ يَمِينًــا تُطـِعِ = بَيِّنــــةً أَلْـــزَمْ لكُــلِّ مُــدَّعِي
مَـا لَـمْ يَكُـنْ فِيمَـا لَـهُ حَظٌ حَصَلْ = كُـــلُّ أمِيــنٍ يَـدّعِي الـرَّدَّ قُبِـلْ
وَكُــلُّ مَـــنْ يُقبَـلُ قَوْلُـهُ حَـلَفْ = وَأطْلِـــقِ القَبُــولَ فِي دَعْوَى التَّلَفْ =
وَلَا تَخــُنْ مـَنْ خَـانَ فَهـْوَ قَدْ هَلَكْ = أدِّ الْأَمَـــانَ لِلَّــذِي قَـــدْ أمَّنَـكْ
شَـرْعًا وَلَـوْ سِرًّا كَضَيْفٍ فَهُوَ حَـقّ = وَجَــائِزٌ أَخْـــذُكَ مَـا لا يُسـتَحِقّ
وَإِنْ يكُـــنْ لَــوْ اسْـتَقلَّ لَامْتَنَـعْ = قَـــدْ يَثْبـُـتُ الشَّــيءُ لِغَيْرِهِ تَبَعْ
وَلَـوْ تُبــاعُ حَـامِلًا لَـمْ يَمتَنِــعْ = كَحَــامِلٍ إِنْ بِيــعَ حَمْلَهَـا امتَنَــعْ
بِذِكْــــرِه يُفسِـــدُهُ بِـــالقَصْدِ = وَكُــلُّ شَـــرْطٍ مُفْسِـــدٍ لِلْعَقْــدِ
ومَـنْ نَـــوَى الــطَّلَاقَ لِلرَّحِــيلِ = مِثْــــلُ نِكَــاحٍ قـاصِـدِ التَّحْـلِيلِ
فَـالْعَقـْـدُ غـيرُ فاسِـدٍ مِـنْ جَانِبِهْ = لِكِــنَّ مَــنْ يَجْـهَلُ قَصْـدَ صاحِبَـهْ
فَـأَجَرَى العَقْــدَ عَلَـى مَـا قدْ ظَهَرْ = لَأَنَّــهُ لَا يَعْلَـــمُ الَّـــذِي أسَــرّ
مُحرَّمًـا أَوْ عَكْسُــهُ لَــنْ يُقْــبَلَا = وَالشَّـرْطُ وَالصُّلْــحُ إِذَا مَـا حَـــلَّلَا
بِمُسْـــقِطٍ لِمَــا بِــهِ يَنْشَــغِلُ = وَكُـــلُّ مَشْـــغُولٍ فَلَيْسَ يُشْــغَلُ
وَرُبَّ مَفْضُــولٍ يَكُــونُ أَفْـــضَلَا = كمُبْـــدَلٍ فِــي حُكْمِــهِ اجْعَلْ بَدَلَا
فِي مِثـْلِ طِيـبِ مُحْـرِمٍ ذَا قَــدْ بَـدَا = كُـــلُّ اسْـتِدَامَةٍ فَـأَقْوَى مَـنْ بَـدَا
فَـالَأْصـْلُ أنْ يَبقَـى عَلَـى مَا قَدْ عُلِمْ = وَكُــلُّ مَعْلُــومٍ وُجُــودًا أَوْ عَــدَمْ
ثُــمّ الكَمَــالُ فَارْعَيـَنَّ الرُّتْبَـــةْ = وَالنَّفْـــيُ لِلوُجُــودِ ثُــمّ الصِّحةْ
لِغَــيْرِهِ كَكَشْـــفِ تَعْلِيــلٍ جُـهِلْ = وَالَأصْــلُ فِــي القَيـْدِ احْتِرَازٌ وَيَقِلّ
لَغَــالِــبِ الظَّــنِّ تَكُـــنْ مُتَّبِعًـا = وَإِنْ تَعَـــذَّرَ اليَقِيــــنُ فَارْجِعَـا
مِــنْ غَـيْرِ مَـيْزٍ قُرْعَـةٌ تُوَضِّحُـهْ = وَكُــلُّ مَـــا الَأْمْــرُ بِـه يَشْـتَبِه


وجْــهٍ مُحَــرَّمٍ فَمَنْعُــهُ جَــلَا = وَكُـلُّ مَـنْ تَعَجَّـلَ الشَّـيءَ عَلَـى
عُقُوبَــةٌ عَلَيْــهِ ثُــمَّ سَـقَطَـتْ = وَضَـاعِـفِ الغُـرْمَ عَلَـى مَنْ ثَبَتَتْ
مُحَــرِّزٍ وَمَــنْ لِضَــالٍّ كَتَمَــا = لِمَـانِعٍ كَسَــارِقٍ مِـنْ غَـيْرِ مَـا
كَمَيْتَـةٍ فِـي حُكْمِــهِ طُهْـرًا وَحـِلّ = وَكُـلُّ مَـا أُبِيـنَ مِـنْ حَـيٍّ جُـعِلْ
وَلَيْسَ ذَا بِلَـــازِمٍ مُصَاحِبَـــــا = وَكَــانَ تَــأْتِي لِلــدَّوَامِ غَالِبًـا
وَالشَّـرْطُ وَالْمَوْصُـولُ ذَا لَـهُ انْحَـتَمْ = وَإِنْ يُضَـفْ جَـمْعٌ وَمُفَــرَدٌ يَعُـمْ
فَمُطْلَـــقٌ وَلِلْعُمُـــومِ إنْ يَــرِدْ = مُنكَّـــرٌ إنْ بَعْــدَ إِثْبَـاتٍ يَـرِدْ
شَــرْطٍ وَفِــي الْإِثْبـَاتِ لِلْإِنْعَــامِ = مِـنْ بَعْــدِ نَفْـيِ نَهْـيِ اسْـتِفْهَامِ
أَمَّـا خُـصُوصُ سَـبَبٍ فَمَـا اعْتُبــِرْ = وَاعْتَـبِرِ الْعُمُومَ فِــي نَــصٍّ أَثِـرْ
يُفِيــدُ عِلَّــةً فَخُــذْ بِــالْوَصْـفِ = مَــا لَـمْ يَكـنْ مُتَّصِفًـا بِـوَصْـفِ
كَقَيْـــدِ مُطْلَـقٍ بِمَـا قَـــدْ قُيّـدَا = وَخَـصِّصِ العَــامَّ بِخَــاصٍّ وَرَدا
مِـنَ العُمُـومِ فَـــالعُمُومُ أَمْضِــي = مَـا لَـمْ يَكُ التَّخْصِيصُ ذِكْرُ البَعْـضِ

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-04-28, 13:48
جزاكِ الله أختي وبارك الله فيكِ
ورحم الله فقيه الزمان الشيخ بن عثيمين
أُشهِدُ الله أنني أحب هذا الشيخ حبًا جمًا، فرحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في الفردوس الأعلى

وفيك بارك الله اخينا الفاضل عبد الله
حفظك الله ورعاك

آل عــثيمين ألا فـــصــبراً *** عـــزاؤكم مصابُنا عِزينا
حــبر وبحــرٌ للجـمـيع رحبٌ *** نــراه إذ نراه مستبينا
فإن تسل في النحو ذاك طود *** والفقهُ صار ثوبَه المتينا
يــقـــول بالنصوص في ثباتٍ *** دلـيله أنبانا أو رُوِينا
يــــُدارسُ العلوم كلَّ حــينٍ *** ويقهرُ الباطلَ فينا حينا
لــم تـنثني قناتُه اصطباراً *** يقيمها الدهورَ والسنينا
يـــُجـلُّ بالعلم على افتخارٍ *** يُـحــبُّ بالألوفِ والمئينا

يقـوم إنْ جـــنَّ بــه ظــلامٌ *** لله يـقرأ قولَه المُبينا
كـــــــتابُنا سلتْ به قلوبٌ *** مـا آن للقلوبِ أن تلينا
لله يالقومي مــــــادهاكم *** ألا تـرون الخطب حلَّ فينا
ألا تــــــرون الأرض بعد هذا *** تـــناقصتْ بموتِ عالِمينا
ويـــــكلمُ القلوبَ أن تلاقي *** بموتهم في العلم جاهلينا
بجــهــلهم تـــساقط الأناسي *** واستسمنوا ذا ورمٍ ثخينا
فـــلم يع لهازمُ البرايا *** لم يستبينوا الغثّ والسمينا

أبـــرم لنا ياربنا شــيوخا *** أمــــثالَهُ يجدِّدون دينا
كي نستفيق في الورى وهـــذا *** دواؤنا مـن بعد ماعيينا

لـن أغــفــلنَّ يــاأُخيَّ حتما *** عن دعـوة للشيخ ماحيينا
إن قائماً أو قاعداً أو راقداً *** وادعوا له ياقومُ قانتينا
بـــمثله فلتخــتموا حــياةً *** لاتخــتموا بمثل مطربينا
شـتّان بيـن عـــازفٍ بـــعودٍ *** حــياتُه أهواكِ لنْ ألينا
وبيـــن مــن حـــياته جـهادٌ *** ويُبصر الطـريقَ إنْ عمينا

فــــارحم إله العالمين شيخاً *** ولتجزهِ في العدن علِّيينا
بفضـــــــلك العظيم ياإلهي *** زوِّجه في الجنةِ حوراً عينا
واخلف لنا في المسلمين خيراً *** بالله قولوا إخوتي آمينا
ثم الصــــــــلاة بعدها ختام *** على الذي نفديه والديِنا
هذه قصيدة رائعة ومؤثرة للشيخ سعود الشريم في رثاء الشيخ محمد صالح بن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته