تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المعلوماتية تصنع الرؤساء الرقميين...


gatboulerbah
2009-01-13, 15:41
أدى تحالف السلطة مع أباطرة المال والإعلام من جهة، والارتفاع الصارخ لتكاليف الحملات الانتخابية من جهة أخرى، الى تشوه نظم سياسية كثيرة وتلوث مصادر معلومات وتهميش غالبية المجتمع. وانفرط العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم، وفشلت الدولة في اداء وظائفها الحيوية، واغتُصب صوت الشعب، وتولد ما يعرف بديموقراطية الأغنياء أو حكم الأقلية الأوليغاركية.

الا أن اندماج المعلوماتية بصناعة الإتصالات والإعلام والمصارف أحدث طفرة في الحقوق الفردية والحريات العامة وأعاد رسم بنى سياسية كثيرة، ورد للديموقراطية اعتبارها وأعاد للمعلومة نقاءها.

وأضحت المعلوماتية، لحيادها وطبيعتها التفاعلية المفتوحة، قوة التأثير النافذة في نسيج المجتمع بفئاته المختلفة. وعليه، غدا مجموع الشعب في عمق التفاعلات السياسية والاجتماعية، جزءاً حيوياً في نظام الحكم بمعناه الأشمل، بغض النظر عن إمكاناته أو أماكنه أو لونه أو عِرقِه. ومن ثم، امتطى باراك أوباما الثورة الرقمية في رحلته الى البيت الأبيض ليقدم نموذجاً يحتذى به في ممارسة الديموقراطية الرقمية، Digital Democracy، وليصبح أباً للرؤساء الرقميين.

كان لاتقان الرئيس الأميركي باراك أوباما لغة الإنترنت ونجاحه في نقل المعركة الانتخابية إلى العالم الافتراضي ومبايعة طلائع الإنترنت والمدونين... فضل كبير في حصوله على ترشيح الحزب الديموقراطي. وساهمت الأسباب نفسها، الى حد كبير، في تمكين الرجل من عرش البيت الأبيض و «قيادة العالم».

استهل أوباما حملته الانتخابية بوضع بياناته الشخصية وصور العائلة ورسائل ومقاطع فيديو وغير ذلك... على الإنترنت، لكي يشرح برنامجه السياسي والرد على منتقديه. واتخذ من البريد الإلكتروني وسيلة لمراسلة ١٣ مليون ناخب – بعث اليهم بأكثر من ٧ ملايين رسالة – مقابل ٣ ملايين لجون كيري و٦٠٠ ألف لهوارد دين، أثناء حملتيهما الانتخابيتين. واستقطب موقعه الخاص «ماي براك أوباما»، mybarakobama.com، مليوني مؤيد، وبلغت شعبيته على «فايس بوك» 3.2 مليون ناشط رقمي. وكتب مؤيّدوه من المدونين٤٠٠ ألف تدوينة في مصلحته.

وفي السياق ذاته، نظّم أنصاره ٢٠٠ الف حدث انتخابي، عبر الإنترنت، وأنشأوا ٣٥ الف شبكة اجتماعية، لتأييده والتنسيق في ما بينهم، قبل النشاطات الانتخابية المختلفة وبعدها، في شكل فريد من التداخل بين العالم الافتراضي والواقع.

إضافة الى ذلك، كانت خدمة التحويل الإلكتروني للأموال نافذة أوباما المفضلة للوصول الى الملايين من صغار المانحين، لم يكن ليصل إليهم بالوسائل التقليدية. وجمع ٧٥٠ مليون دولار من المانحين والمتبرّعين لتمويل حملته الانتخابية، منها ٥٠٠ مليون عبر الإنترنت بمتوسط ٨٠ دولاراً من كل فرد، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».

وعلى المنوال ذاته، وظف أوباما الفضاء الإعلامي المتاح على الإنترنت لمزاحمة آلة الإعلام الأميركية الجبارة التي ما زال يسيطر عليها «البيض». وبلغت مدة مقاطع الفيديو التي بثها أوباما عبر موقع «يوتيوب» نحو 14.5 ساعة، ما يعادل ٤٧ مليون دولار لو بُثّت تلفزيونياً، فضلاً عن مئات المقاطع التي بثها أنصاره. وأشار مراقبون إلى أن هذه المقاطع فاقت في تأثيرها مثيلتها عبر محطات التلفزة، نظراً الى انتشارها عالمياً، وتوافرها الدائم، وطبيعتها التفاعلية، وتمكن الأفراد من التعليق عليها وتبادلها في ما بينهم. وبفضل هذا الإعلام «المجاني»، تغلب أوباما على مجموعات الضغط والنفوذ واللوبيات التي طالما عبّر عن رغبته في تحجيمها.

كما صوت ٤٠ في المئة من الأميركيين من طريق الاجهزة الالكترونية، ومنها الهواتف الخليوية (الجوالة)، وأحصيت ٩٠ في المئة من الاصوات إلكترونياً، ما وفر كثيراً من الوقت والجهد والمال، ناهيك بالحد من التلاعب بالأصوات والأخطاء.

وكان للهواتف الخليوية دور بارز في رحلة أوباما الى البيت الأبيض، اذ لجأ إلى إرسال رسائل قصيرة عبرها لحض الأميركيين على التصويت. واشترك ما يزيد على مليون شخص في حملة أوباما عبر رسائل الجوال. وفي المتوسط، تسلم كل فرد منخرط في حملة أوباما نحو ٢٠ رسالة قصيرة شهرياً.

وبخلاف شبكات التلفزة والصحف، كانت الانترنت وسيلته المفضلة للتواصل مع العالم الخارجي، وعبّر فيها عن معارضته لحرب العراق ونادى بسياسات أكثر تواضعاً في الخارج واحتراماً للحقوق الفردية والحياة المدنية في الداخل. وعبر عن رفضه السجون السرية وغوانتانامو ورغبته في مضاعفة المساعدات الأميركية للدول الفقيرة. وبذلك أصبح ملايين الأفراد في العالم الخارجي، وبخاصة أبناء القارة السمراء، ظهيراً لأوباما أثناء المعركة الانتخابية وبعدها، لا سيما في ما يخص خلفيته الإسلامية وجذوره الأفريقية وسياسته الخارجية. وهو الأمر الذي أعطى الانتخابات الاميركية زخماً عالمياً، كان له وقعه على مسار الانتخابات. وما كان ذلك ممكناً من دون الانترنت وخدماتها التفاعلية.

وكما يرجع الفضل في فوز الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي للتلفاز، يعود الفضل في فوز أوباما إلى حد كبير إلى الإنترنت، وذلك لعدم تحيزها لدين أو عرق أو لون، وعدم تفريقها بين غني وفقير، وكذا عدم تقيدها بالحيز الجغرافي للدوائر الانتخابية، وعليه وفرت الإنترنت لأوباما جهداً ووقتاً كان يلزمهما جيش من المتطوعين.

وهكذا، تغلب أوباما على ساسة محنكين وأثرياء ومتجذرين في نخبة المجتمع الأميركي مثل كلينتون وماكين، على رغم منبته الإسلامي ولونه الأفريقي وخبرته المحدودة ومحيطه المتواضع.
***************************

عصر الرؤساء الرقميين

لم يكن أوباما أول السياسيين الذين ركبوا موجة الثورة الرقمية، ولا آخر من سيحكم على أنغامها. فقد استخدم ماكين الإنترنت في حملته الإنتخابية عام ١٩٩٩، في المنافسة على ترشيح الحزب الجمهوري. ووظفها هوارد دين عام ٢٠٠٤، لجمع أموال من مئات الآلاف من المؤيدين. وسخّرها الرئيس المصري حسني مبارك في حملته الأخيرة لتمديد حكمه. ودخل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عالم التدوين لشرح رؤيته والتواصل مع جمهوره والرد على أسئلتهم مباشرة، من دون المرور بالنواب أو المخبرين أو المحررين أو أي عائق آخر. ثمة حرب شرسة تدور بين مؤيدي خلافة جمال مبارك لوالده ومعارضيها على «فايس بوك». واستخدم الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون رسائل الجوال على نطاق واسع في حملته الانتخابية. وكانت هذه الرسائل الوسيلة الرئيسة للإطاحة بالرئيس الفليبيني جوزيف إسترادا عام ٢٠٠١. وأصبح من الشائع استخدام الإنترنت والرسائل القصيرة للحصول على الخدمات الحكومية في كثير من الدول، مثل كندا وبريطانيا.

×××××××××××××××××
ديموقراطية مباشرة بنكهة رقمية

على رغم مرور أكثر من ثلاث ألفيات على ظهور الديموقراطية في مدينة أثينا اليونانية، ما زال نصف العالم يرضخ تحت حكومات استبدادية والنصف الآخر يعيش في ظل ديموقراطيات مشوهة. إلاّ أن التزاوج الحميم بين المعلوماتية والديموقراطية أحدث تغيراً جذرياً في طرق تعاطي السياسة والحريات الفردية، بل تمخضت عن هذا التزاوج حزمة من الأدوات لإدماج عامة الشعب، خصوصاً النساء والشباب وكبار السن وذوي الحاجات الخاصة والجماعات العرقية والمتنقلة في الحياة السياسية. وأصبح بوسعهم المشاركة مباشرة في النقاشات العامة ووضع القوانين ورسم السياسات ومراقبة الأداء السياسي، من أي مكان وعلى النحو الذي يناسبهم وبشفافية عالية. وتمثل هذه «الديموقراطية الرقمية» ثورة سياسية أقوى من التي نتجت عن وسائط الإعلام التقليدية.

وبفضل المعلوماتية تغلب أوباما على كلينتون وماكين، وزاحم الاعلام الشعبي الاعلام التقليدي، كما نافس صغار المتبرعين الطبقة الأوليغاركية وجماعات الضغط النافذة. ومع تغير لون الرئيس الاميركي، تغيرت لغة السياسة وأدواتها وفضاء الانتخابات وطرق تمويلها وشكل الديموقراطية ومذاقها. وبذا، يمكن القول ان فوز أوباما ليس يوماً للأميركيين فحسب، بل يوم للديموقراطية والثورة الرقمية وجل مهمشي المعمورة وفقرائها والمتعطشين للحرية.

وهكذا تساهم الثورة الرقمية في تمكين الأكثرية ومراعاة الأقلية وإطاحة الاستبدادية وصناعة الرؤساء الرقميين، رؤساء يمكن لعامة الشعب التواصل معهم والضغط عليهم بل وزحزحتهم بفأرة الكومبيوتر ورسائل الجوال القصيرة.

متفائل
2009-01-13, 22:32
نرجو من كل من يستطيع ان يستعمل النت

ان يقوم بنشر قضيتنا وتوعية المجتمع الاجنبي بمجازر اليهود

وان يحرض على استهداف مصالح اليهود في كل مكان

لا وبل استهداف اليهود انفسهم في اي مكان كانوا

وكذلك بفضح المتأمرين من العالم العربي على اهلنا في غزه



لكم الله يا اهل غزه

gatboulerbah
2009-01-13, 22:37
نرجو من كل من يستطيع ان يستعمل النت

ان يقوم بنشر قضيتنا وتوعية المجتمع الاجنبي بمجازر اليهود

وان يحرض على استهداف مصالح اليهود في كل مكان

لا وبل استهداف اليهود انفسهم في اي مكان كانوا

وكذلك بفضح المتأمرين من العالم العربي على اهلنا في غزه



لكم الله يا اهل غزه

اضم صوتي لصوتك

اللهم نصرك..