تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة غزة


louaar
2009-01-13, 11:39
انقضى الليل إلا قليلا ولم تنم غزة بعد ، فكيف يأتيها الكرى وقد فقدت فلذة كبدها أمس وهو لم يخرج للحياة بعد بسبب زوجها الذي أوسعها ضربا بسبب أمور تافهة .
طوال الليل ودموع الحزن والأسى تنهمر من عينيها الجميلتين ، لفقد من تعطشت لمولده وكانت تأمل أن يكون خير عزاء وسلوى لها .
مات الابن وأصبحت الحياة سوداء في عينيها وازداد زوجها وحشية وظلما لها .
قبل عامين ، كانت غزة فتاة رائعة الجمال ، معتدلة القوام ، بهية الطلعة كأنها أوتيت شطر الحسن أو أكثر .

كانت تعشق الحرية وتهيم بها إلى أبعد الحدود وتحلم بالتحليق إلى عالم الصفاء والجمال ، وترفض فكرة الزواج ، لأنه في رأيها قيد من قيود الحياة ، أو خدعة من خدعها .

لكن سرعان ما تحطمت أحلامها واندثرت، فقد تقدم أحد الشبان المعروفين بالجريمة والرذيلة ، وكان قبيح الوجه ، ذميم الخلق لطلب يدها من إخوتها الكثر طوعا أو كراهية ، وكان هذا الشاب ابن حاكم البلاد، وإذا ذكر الحاكم ، خضعت النفوس و القلوب وقالت الألسن : سمعا وطاعة .

قبل الإخوة العرض من دون استشارة أختهم خوفا وطمعا ، فقد خافوا من الموت وطمعوا في الرضا والتقريب .

توقف القلب ، وجف الدم ، وتهاطلت الدموع عندما سمعت غزة الخبر الملعون ، الغير معقول ، ولم تجد للعزاء غير الصبر والجلد .

أما الإخوة الذين استكانوا للسلطان وركعوا للذل وباعوا شرفهم ، فقد ماتت قلوبهم وانعدمت فيها الرحمة والشفقة .

دخل الرجل بها ، فانتقلت حياة غزة من الجنة إلى النار ومن النعيم إلى الجحيم ، ومن سماء الحرية إلى قفص الذل والخضوع . فقد أراها كل أساليب الضرب والتعذيب والظلم . حتى أصبح جسمها الطاهر نبتة ذابلة ، بل تحول إلى شبح ترى حيثما وليت وجهك أثار الضرب والدم .

يزيدها أسى ما فعله إخوتها الذين يرون فلا يفعلون ويسمعون فيصمتون . ومع ذلك فهي صابرة محتسبة .

إلى أن قتل المجرم ابنها الذي لم ير النور ، فتحول ضعفها إلى قوة ، وبعد مد وجزر ، أيقنت أن ميتة العز خير من حياة الذل ، فقررت الانتقام ، فاستنجدت بإخوتها فأبوا وقالوا بروح باردة :

أختاه إن لنا مصالحا فتجلدي ، وسنراسلك كل يوم برسائل الحزن والعزاء .

بعد أيام وعندما دخل زوجها صارخا مهددا متوعدا ، وثبت غزة وثبة الليث من غيله وأغرزت السكين في قلبه الأسود وصاحت بأعلى صوتها : الله أكبر.

لقد استرجعت غزة حريتها بعد سنوات من الذل والخضوع .

نعم .. تماما هي قصة فلسطين ، فأراضي الزيتون ومسجد الأقصى هو الجمال ، والرجل المجرم هو الدولة الصهيونية ، والطفل الميت والجروح هي الضريبة التي ستدفعها فلسطين ، والإخوة للأسف هم العرب .

إن غزة ستنتصر وستنتقم لأبنائها كما انتقمت الفتاة و ستسترجع حريتها.

فهل من عربي يشتري لها السكين ؟؟؟؟

أريج_1
2009-01-20, 11:35
تسلم ايدك ,,,,,,,,,,

riadh2008
2009-01-20, 11:36
شكرا أخي louaar

louaar
2009-01-26, 13:34
شكرا على المرور

أريج_1
2009-01-31, 09:02
العفو تستاهل المرور