ينابيع الصفاء
2012-04-25, 15:29
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه و من اهتدى بهداه أما بعد:
ينبغي أن نعلم أن الأدلة الشرعية منحصرة في كتاب الله و سنة
رسوله - صلى الله عليه و سلم – و في إجماع أهل العلم، أما ما يتعلق بأقوال أفراد الصحابة فهي تعرض على الكتاب و السنة، و العبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما أجازه الشرع و لم يثبت عن رسول الله عليه الصلاة و السلام، و لا عن خلفائه الراشدين أنهم
كانوا يقرؤون عند القبور ولا يصلون عند القبور، أما ما فعله ابن عمر هذا اجتهاد منه- رضي الله عنه - و هكذا من فعله بعده من بعض السلف من باب الاجتهاد،و الاجتهاد يخطئ و يصيب، و الواجب هو عرض ما تنازع فيه الناس على كتاب الله وعلى سنة رسوله عليه الصلاة والسلام،و على ما أجمع عليه أهل العلم،و معلوم أن القراءة محلها البيوت و المساجد و ليس محلها المقابر، و المقابر إنما تزار و يدعى لأهلها،و هكذا الصلاة ليس محلها المقابر و إنما محلها المساجد والبيوت، فكما أنه لا يصلى عند
القبور كذلك لا تتخذ محلاً القراءة؛لا عند الدفن و لا بعد الدفن لقول النبي - صلى الله عليه وسلم – : لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.
و قوله - صلى الله عليه وسلم - : اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم و لا تتخذوها قبوراً.
فدل ذلك على أن القبور ليست محلاً للصلاة، قال: لا تتخذوها قبوراً.
يعني بترك الصلاة فيها يعني صلوا في بيوتكم،و هكذا قوله - صلى الله عليه وسلم –لا تصلوا إلى القبور و لا تجلسوا عليها، و كلها أحاديث صحيحة ثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه و سلم -،و قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر: اجعلوا من
صلاتكم في بيوتكم فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.
فالمقصود أن المساجد و البيوت هي محل قراءة و هي محل الصلاة، و ليست المقابر محل صلاة و لا محل قراءة و إنما تزار للدعاء لأهلها ولتذكر الآخرة و الزهد في الدنيا و تذكر الموت،و كان عليه الصلاة و السلام إذا زار القبور يدعو لأهلها يسلم عليهم و يدعو لهم، و كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المسلمين و المؤمنين و إنا إنشاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية.،و لم يعلمهم أن يقرؤوا عندها القرآن،و قالت عائشة - رضي الله عنه – : كان عليه الصلاة و السلام إذا زار القبور يقول.السلام عليكم دار قوم مؤمنين و إنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا و المستأخرين،اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد.
فلم يكن عليه الصلاة و السلام يقرأ عند القبور،و لم يكن يصلي عند القبور عليه الصلاة و السلام و الخير كله في اتباعه و السير على منهاجه عليه الصلاة والسلام،و لهذا قال جل وعلا في
كتابه العظيم .لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ.(الأحزاب:21).
و لم يكن خلفاؤه الراشدون يفعلون ذلك،و قد قال عليه الصلاة و السلام: (عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي،تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ)،و ابن عمر له اجتهادات خالف فيها السنة فمن ذلك أنه كان يغسل داخل عينيه، و هذا خلاف السنة و هذا من اجتهاده - رضي الله عنه -، و من ذلك أنه كان إذا حج أو اعتمر يأخذ من لحيته ما زاد على القبضة،و هذا خلاف السنة،و قد قال عليه الصلاة و السلام : (قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين) أخرجه البخاري في صحيحه،و قال عليه الصلاة و السلام: ( قصوا الشوارب و أعفوا اللحى خالفوا المشركين) متفق على صحته، و كان يأخذ ماءً لأذنيه، و السنة أن تمسح الأذنان بماء الرأس، فالحاصل أنه له اجتهادات - رضي الله عنه – لا يوافق عليها من جهة السنة،فهكذا ما يروى عنه من القراءة عند القبر وقت الدفن هذا شيء اجتهد فيه - رضي الله عنه – و السنة بخلافه، و الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - لما بلغه ذلك كان باجتهاده - رضي الله عنه – و رحمه رأى أن يوافق ابن عمر، و أن يقر الكفيف على
قراءته بعد أن قال له إنها بدعة، فقوله الأول هو الصواب، قول الإمام أحمد الأول هو الصواب، و هو الذي يوافق الأدلة الصحيحة الكثيرة عن رسول لله عليه الصلاة و السلام؛ و لأن القراءة عندها و الصلاة عندها وسيلة إلى عبادتها من دون الله،فالناس قد يظنون أن القراءة عندها أن لها مزية و أن لها شيء زائد و هكذا الصلاة عندها فيجرهم هذا إلى اتخاذها مساجد و إلى دعاء أهلها و الاستغاثة بأهلها و التوسل بأهلها فيقع الشرك و لا حول و لا قوة إلى بالله و لا حول و لا قوة إلا بالله.
.........
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى.
الموقع الرئيسي للشيخ..
.......
سمى العالم ما قام به ابن عمر اجتهادا و لم يقل بدعة بيد أن ما قام به ابن عمر مخالف لأفعال الرسول و لماذا تعامل شيخ الإسلام بهذا اللطف مع ابن عمر خاصة أن ابن عمر عاش في عصر الرسول صلى الله عليه و سلم و كان عليه أن يتقيد بما جاء به النبي و هو واضح في تعمده مخالفة الرسول في عدة أمور.هي ملاحظة عابرة راودتني عند نقل النص...ينابيع الصفاء.
.
ينبغي أن نعلم أن الأدلة الشرعية منحصرة في كتاب الله و سنة
رسوله - صلى الله عليه و سلم – و في إجماع أهل العلم، أما ما يتعلق بأقوال أفراد الصحابة فهي تعرض على الكتاب و السنة، و العبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما أجازه الشرع و لم يثبت عن رسول الله عليه الصلاة و السلام، و لا عن خلفائه الراشدين أنهم
كانوا يقرؤون عند القبور ولا يصلون عند القبور، أما ما فعله ابن عمر هذا اجتهاد منه- رضي الله عنه - و هكذا من فعله بعده من بعض السلف من باب الاجتهاد،و الاجتهاد يخطئ و يصيب، و الواجب هو عرض ما تنازع فيه الناس على كتاب الله وعلى سنة رسوله عليه الصلاة والسلام،و على ما أجمع عليه أهل العلم،و معلوم أن القراءة محلها البيوت و المساجد و ليس محلها المقابر، و المقابر إنما تزار و يدعى لأهلها،و هكذا الصلاة ليس محلها المقابر و إنما محلها المساجد والبيوت، فكما أنه لا يصلى عند
القبور كذلك لا تتخذ محلاً القراءة؛لا عند الدفن و لا بعد الدفن لقول النبي - صلى الله عليه وسلم – : لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.
و قوله - صلى الله عليه وسلم - : اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم و لا تتخذوها قبوراً.
فدل ذلك على أن القبور ليست محلاً للصلاة، قال: لا تتخذوها قبوراً.
يعني بترك الصلاة فيها يعني صلوا في بيوتكم،و هكذا قوله - صلى الله عليه وسلم –لا تصلوا إلى القبور و لا تجلسوا عليها، و كلها أحاديث صحيحة ثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه و سلم -،و قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر: اجعلوا من
صلاتكم في بيوتكم فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.
فالمقصود أن المساجد و البيوت هي محل قراءة و هي محل الصلاة، و ليست المقابر محل صلاة و لا محل قراءة و إنما تزار للدعاء لأهلها ولتذكر الآخرة و الزهد في الدنيا و تذكر الموت،و كان عليه الصلاة و السلام إذا زار القبور يدعو لأهلها يسلم عليهم و يدعو لهم، و كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المسلمين و المؤمنين و إنا إنشاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية.،و لم يعلمهم أن يقرؤوا عندها القرآن،و قالت عائشة - رضي الله عنه – : كان عليه الصلاة و السلام إذا زار القبور يقول.السلام عليكم دار قوم مؤمنين و إنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا و المستأخرين،اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد.
فلم يكن عليه الصلاة و السلام يقرأ عند القبور،و لم يكن يصلي عند القبور عليه الصلاة و السلام و الخير كله في اتباعه و السير على منهاجه عليه الصلاة والسلام،و لهذا قال جل وعلا في
كتابه العظيم .لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ.(الأحزاب:21).
و لم يكن خلفاؤه الراشدون يفعلون ذلك،و قد قال عليه الصلاة و السلام: (عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي،تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ)،و ابن عمر له اجتهادات خالف فيها السنة فمن ذلك أنه كان يغسل داخل عينيه، و هذا خلاف السنة و هذا من اجتهاده - رضي الله عنه -، و من ذلك أنه كان إذا حج أو اعتمر يأخذ من لحيته ما زاد على القبضة،و هذا خلاف السنة،و قد قال عليه الصلاة و السلام : (قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين) أخرجه البخاري في صحيحه،و قال عليه الصلاة و السلام: ( قصوا الشوارب و أعفوا اللحى خالفوا المشركين) متفق على صحته، و كان يأخذ ماءً لأذنيه، و السنة أن تمسح الأذنان بماء الرأس، فالحاصل أنه له اجتهادات - رضي الله عنه – لا يوافق عليها من جهة السنة،فهكذا ما يروى عنه من القراءة عند القبر وقت الدفن هذا شيء اجتهد فيه - رضي الله عنه – و السنة بخلافه، و الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - لما بلغه ذلك كان باجتهاده - رضي الله عنه – و رحمه رأى أن يوافق ابن عمر، و أن يقر الكفيف على
قراءته بعد أن قال له إنها بدعة، فقوله الأول هو الصواب، قول الإمام أحمد الأول هو الصواب، و هو الذي يوافق الأدلة الصحيحة الكثيرة عن رسول لله عليه الصلاة و السلام؛ و لأن القراءة عندها و الصلاة عندها وسيلة إلى عبادتها من دون الله،فالناس قد يظنون أن القراءة عندها أن لها مزية و أن لها شيء زائد و هكذا الصلاة عندها فيجرهم هذا إلى اتخاذها مساجد و إلى دعاء أهلها و الاستغاثة بأهلها و التوسل بأهلها فيقع الشرك و لا حول و لا قوة إلى بالله و لا حول و لا قوة إلا بالله.
.........
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى.
الموقع الرئيسي للشيخ..
.......
سمى العالم ما قام به ابن عمر اجتهادا و لم يقل بدعة بيد أن ما قام به ابن عمر مخالف لأفعال الرسول و لماذا تعامل شيخ الإسلام بهذا اللطف مع ابن عمر خاصة أن ابن عمر عاش في عصر الرسول صلى الله عليه و سلم و كان عليه أن يتقيد بما جاء به النبي و هو واضح في تعمده مخالفة الرسول في عدة أمور.هي ملاحظة عابرة راودتني عند نقل النص...ينابيع الصفاء.
.