مشاهدة النسخة كاملة : لماذا إثبات الصفات يستلزم التجسيم عند هؤلاء ؟
سليم السطايفي
2009-01-12, 23:07
لماذا إثبات الصفات يستلزم التجسيم عند هؤلاء ؟
إعلم أخي أن منشأ الضلال في مسألة نفي الصفات هو ما يسمى عند أهله بحلول الأعراض في الأجسام وهذه المسألة أصلها الجهم حيث نظر أن أصل الدين مبني على إثبات وجود الله جل وعلا، وقد ابتلي هو بطائفة من منكري وجود الإله سبحانه وتعالى، وحيّروه فيما أوردوا عليه من الأسئلة، فقالوا له: أقم لنا برهانا عقليا على أن الله سبحانه وتعالى أو على أن هذا الخلق له رب وله خالق وأنه موجود. فتحير ونظر في هذه المسألة، ثم قال لهم: وجدتها. فأقام البرهان بما يسمى عند أهله بحلول الأعراض في الأجسام، وهو أصل الانحراف في مذهب الجهمية ثم المعتزلة ثم الأشاعرة والماتريدية، ولهذا السلف ينسبون كل من انحرف في الصفات إلى جهم فيقولون هو جهمي؛ لأنه ما انحرف إلا لموافقته لجهم في هذا الأصل الذي أصّله وانحرف به عن منهج السلف.
وهذه المسألة وهذا البرهان الباطل -وليس ببرهان بل هو دليل باطل-، قال في تقريره: إنّ الجسم تَحُلّ فيه الأعراض -الجسم هو المتحيز، كتاب متحيز، كرسي متحيز، مبنى متحيز، إلى آخره- الأجسام تحل فيها الأعراض، والأعراض مثل البرودة الحرارة مثل الارتفاع، مثل الطول العرض العمق، مثل الحركة فيه والتحرك إلى آخره، هذه الأشياء معلوم أنها لا توجد بنفسها وإنما وجدت بالجسم، والجسم حلَّت فيه هذه الأعراض دون اختياره، فلهذا صار هذا الجسم جسما محتاجا إلى العَرَض؛ لأنَّ العرض لا يقوم بنفسه وإنما يقوم بالأجسام، وما دام ، وإذا كان كذلك فمعنى ذلك أنه غير كامل ومحتاج لغيره وإذا كان كذلك فمعنى هذا أن الأعراض جلبت إليه ومعنى هذا أن حلول الأعراض في الأجسام دل على أنها مخلوقة يعني على أنها محتاجة إلى من يأتي إليها بهذه الأشياء التي تميزها عن غيرها وتصلح معها للوجوب، فلهذا صار الجسم قابلا لحلول الأعراض فيه وصار إذن الجسم محتاجا لغيره فصار إذن مخلوقا مُوجَدا.
إذا تبين هذا، قالوا له: هذا دليل صحيح في أن الجسم لم يوجد نفسه يعني الجسم المعين عين المعين هذه لم يوجد نفسه وأنه موجود واقتنعوا بهذا البرهان، مع أنه في حقيقته غير مُقنع وغير مستقيم، فأثبت لهم وجود خالق، وجود رب لهذه الأشياء.
فلما نظروا في هذا قالوا له: هذا دليل صحيح، فصِفْ لنا ربّك. كان جهم فقيها عنده علم بالكتاب والسنة، ولما سألوه هذا السؤال، نظر في الصفات التي جاءت في الكتاب والسنة فتحيّر في أنّه لو أثبت هذه الصفات لعادت على هذا الدليل الذي لم يجد غيره في إثبات وجود الله عادت عليه بالإبطال؛ لأنه وجد في الكتاب والسنة أن من الصفات الاستواء، من الصفات العلو، من الصفات الرّحمة، من الصفات الانتقام، من الصفات الإعطاء، من الصفات الغضب، من الصفات الرضا إلى آخره، وهذه كلها معاني لا تقوم بنفسها، وهي تأتي وتذهب يعني من حيث هي.
فلهذا قال إنه لو قال لهم إن الصفات صفات الرحمن جل وعلا هي التي جاءت في الكتاب والسنة على ظاهرها فإنه يؤول إلى أن يقال له: إذن فالذي يتصف بهذه الصفات إذن هو محتاج، إذن هو مثل الجسم فهو جسم كالأجسام.
فلهذا قال لهم: إن الله سبحانه لا صفة له إلا صفة الوجود المطلق.
وعلى هذا الأصل مشى جهم في نفي الكلام ونفي جميع الصفات، حتى أسماء الرحمن جل وعلا يفسرها بالآثار المخلوقة.
جاء بعده المعتزلة فقالوا هذا البرهان صحيح، ولكن ثمّ صفات دلّ عليها العقل لا يمكن أن يكون الرب جل وعلا موجودا دون هذه الصفات.
جاء الأشاعرة وقالوا كلام المعتزلة صحيح؛ لكن الصفات أكثر من الثلاث التي أثبتها المعتزلة فهي سبع وتؤول إلى عشرين عندهم.
بعد ذلك جاء الماتريدية وقالوا الصفات ثمان لابد من الزيادة على السبع صفة التكوين وهكذا.
إذن منشأ الضلال في هذه المسألة هو هذا البرهان الباطل على وجود الله جل وعلا الذي جعل فيه دليل الأعراض هو الدليل على حدوث الأجسام، ومنه أبطل وصف الله جل وعلا بصفاته .
فهم جعلوا العرضية متلازمة دائما مع الحاجة .
وهذا الأصل الذي أصله الجهم وتبعه عليه المعتزلة والأشاعرة في نفي الصفات وفي القول بأن إثبات الصفات يستلزم التجسيم ، هو أصل باطل لم يرد في الكتاب ولا في السنة ولا في كلام السلف الصالح .
وقد أبطل هذا الاصل شيخ الاسلام بن تيمية في التدمرية ومنهاج السنة فارجع إليه لزاما .
ليتيم الشافعي
2009-01-13, 12:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
homida ahmed
2009-01-21, 15:46
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
مشكور اخي الكريم وجزاك الله عنا خير الجزاء
<center><br /><br /><br /><br /><br /><a href="http://www.animeseuespaco.com/imagens/53" target="_blank"><img src="http://imgs.animeseuespaco.com/images/flores/variadas/Flores.jpg" border="0"><br /><br /><font color="#333333" size="2"><b>Clique Aqui p/ Imagens e Mensagens de Flores</b></font></a></center><br /><br /><br /><a href="http://www.animeseuespaco.com/musica" target="_blank"><b>~> Novidade <~ Clique Aqui p/ Adicionar Músicas ao Orkut</b></a>
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
سليم السطايفي
2009-04-11, 14:00
وفيكم بارك الله
طه الهلالي
2009-04-11, 22:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
islameaya
2009-04-12, 13:59
بارك الله فيك
http://saaid.net/twage3/112.GIF
http://www.jaralqamr.com/smiles/smile_files/smile2_data/899.gif
http://saaid.net/twage3/114.GIF
المسيلي28
2009-04-13, 00:04
مَن من علماء الأشاعرة نفى الصفات كما تزعم وفي أي كتاب
وإذا ضللت الأشاعرة والماتريدية فمن بقي عندك
البيهقي أشعري إمام الحرمين الجويني أشعري النووي أشعري الغزالي أشعري الحافظ ابن حجر أشعري أبو حيان الأندلسي أشعري القرطبي أشعري ........................من يحصي نجوم السماء
ما من عالم إلا وينتسب للإمام الأشعري أو الماتريدي إلا أدعياء السلفية حقيقة هم الوهابية أتباع محمد بن عبد الوهاب الذي تفرس فيه أبوه الشيخ عبدالوهاب الحنبلي وأخوه الشيخ سليمان بن عبدالوهاب الحنبلي كما ذكر ذلك صاحب كتاب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة.
أهل المغرب العربي أشعرية يدرسون متن ابن عاشر ذكر فيه في المقدمة هذا البيت
في عقد الأشعري وفقه مالك ,,,,,,,,,,,وفي طريقة الجنيد السالك
والله المستعان
أبو عبد الرحمن ربيع
2009-04-17, 21:36
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على أله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
أولا
نقول الحق في إتباع النبي صلى الله عليه و سلم و الصحابة من بعده فقد كانوا على خير عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنِ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثَلاَثًا أخرجه الترمذي و ما ضلت الأمة من بعدهم إلا بعد ظهور الفرق من أهل الكلام و غيرهم و صارت لهم كتب و مصنفات وأشدت شوكتهم بمساندة الحكام لهم فحرضوهم على علماء أهل السنة كما كان حال إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل و امتحانه في مسألة خلق القرآن .
قال الشاطبي في الإعتصام - رحمه الله - في توجيه هذا الحديث: قوله r خير الناس قرني: هو الأصل في الباب,فلا يبلغ أحد شأو الصحابة وما سواه يحتمل التأويل على حال أو زمان أو في بعض الوجوه
ثانيا
لا يعرف الحق بالرجال بل أعرف الحق تعرف رجاله وما ذكرت من العلماء لسنا ملزمين بإتباعهم لأن الأصل في إتباع الكتاب و السنة و خاصة في مسائل العقيدة ولا اعتراض على ذلك على ما أظن و يبقى أنهم علماء قد اجتهدوا في الدين فما أخطئوا فيه فلهم أجر و ما أصابوا فيه فلهم أجران و نحن لا نضللهم و لا نبدعهم و لا نفسقهم و أمرهم إلى الله و نسأل الله أن يعفوا عنهم فيما أخطئوا فيه و أن يرحمهم .
ثالثا
قال الأشعري في كتابه الإبانة ( قولنا الذي نقول به و ديانتنا التي ندين بها التمسك بكلام ربنا و سنة نبينا و ما روي عن الصحابة و التابعين و أئمة الحديث و نحن بذلك معتصمون و بما كان يقول أبو عبد الله أحمد بن حنبل نضر الله وجهه و رفع درجته و أجزل مثوبته قائلون و لما خالف قوله مخالفون لأنه الإمام الفاضل و الرئيس الكامل الذي أبان به الحق و دفع به الضلال و أوضح به المنهاج و قمع به بدع المبتدعين و زيف الزائغين ) .
فإليك إقرار الأشعري بإتباعه المنهج الحق فلما لا نأخذ ذلك منه و نترك ما أخطأ فيه و من شاء الاستزادة فعليه بقراءة كتابه الإبانة ففيه رجوعه إلى الحق في أخر حياته و الله أعلم .
و الحمد لله رب العالمين كتبه أبو عبد الرحمن ربيع .
ربوح ميلود
2009-04-17, 22:05
بارك الله فيك الاخ ابو عبد الرحمن هل رجعوا الى كتاب الابانة وكتاب مقالات الاسلاميين
المسيلي28
2009-04-18, 11:23
مَن مٍن الأشاعرة أو الماتريدية من نفى صفات الله تعالى ؟
إذا أقررت بأن أبا الحسن الأشعري متبع للمنهج الحق فكيف ينكر على من حذى حذوه واتبعه ونصر مذهبه أليس يقال للذي اتبع مالكا مالكي والذي اتبع الشافعي شافعي كذلك الذي اتبع أبا الحسن الأشعري يقال له أشعري أما الذي خرج عن منهجه لا يقال له أشعري.
الأشاعرة لم ينكروا صفات الله كما ذهبت المعتزلة ولم يشبهوه بخلقه كما ذهبت المشبهة وكتبهم شاهدة على ذلك كتب المتقدمين منهم و المتأخرين.
نحن بالجزائر الحبيبة بل وفي كل المغرب العربي ندرس متن سيدي عبد الواحد بن عاشر و العقيدة السنوسية وجوهرة التوحيد وغيرها من المتون والكتب التي فيها نصرة المذهب الأشعري في الاعتقاد والمذهب المالكي في الفقه وهذا منذ قرون وكتب التراجم شاهدة.
والله المستعان
أبو عبد الرحمن ربيع
2009-04-19, 19:41
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول أن مذهب جمهور الأشاعرة و متأخريهم ينكرون صفة العلو لله و هذه من بين الصفات التي أنكروها و قالوا أن إثبات العلو لله يلزم أن يكون في حيز و لو كان محايزا للعالم لكان أكبر منه أو أصغر أو مساويا له و قالوا أيضا إثبات العلو يلزم منه أن يكون الله في جهة و لو كان في جهة لأفتقر إلى محل و كل هذه من الشيه التي دخل العقل فيها مدخلا كبيرا .
أما النصوص من الكتاب و السنة فعلى خلاف ذلك بل جاءت كلها في إثبات العلو لله جل و علا و هي لا تحصى و لا تعد
وإذا قلنا أن الأشعري قد رجع إلى الحق فهذا لأنه لا يقر ما قاله في بعض مقالاته و أنا الآن لست بصدد الرد على هذه الشبه بل لأثبت ما نفاه الأشاعرة لصفة العلو لله جل و علا و هم ينكرون أن الله مستوي على عرشه في السماء كما أثبته أهل السنة .
نحن لما قلنا أن الأشعري رجع إلى الحق لم نقل أنه كان على الحق فيما قاله قبل رجوعه بل على العكس رجوعه يهدم كل ما كان يعتقد فكان لزاما على من اتبعه أن يتبعه في صوابه لا في ما أخطأ هذا هو سبيل أولوا الألباب من المؤمنين .
و نحن إذ نثبت صفة العلو لله كما يليق بجلاله و عظمته و هو استواء لا كاستواء المخلوق تعالى الله و ليس كمثله شيء و هذا هو اعتقاد المجسمة و المشبهة و نحن لا نقرهم على ذلك بل نقول أن الله مستو على عرشه حقيقة استواء يليق بجلاله و عظيم سلطانه بائنا من خلقه لا يشبهه استواء المخلوق على المخلوق بل هو سبحانه مستغن عن العرش و حملته و هو حامل لهما بقدرته و قوته و نحن نثبت هذه الصفة على حد قول الأمام مالك ( الاستواء معلوم و الكيف مجهول و الإيمان به واجب و السؤال عنه بدعة ) و هذا هو اعتقاد السلف من الصحابة و التابعين
المسيلي28
2009-04-19, 22:41
إذا أردت بالعلو العلو المعنوي لم ينكره الأشاعرة الذي أنكروه هو العلو الحسي.
إذا قلت السلطان فوق الوزير المراد هنا الفوقية المعنوية ليس المعنى أن السلطان جالس على الوزير وهذا موجزد في اللغة.
قال تعالى : (هو القاهر فوق عباده) الفوقية المعنوية.
كما ذكرت الله تعالى لا يشبه الخلق ليس كمثله شئ فلا يوصف الله بالفوقية الحسية وإلا لكان له أمثال.
الملائكة والجنة والعرش في جهة فوق.
الأشاعرة أثبتوا الاستواء وكل ما ورد في الآيات والأحاديث المتشابهة ونزهوا الله عن ظواهر هذه الآيات والأحاديث لأن الظاهر مستحيل في حق الله كالعين واليد بمعنى الجارحة.
الأشاعرة قالوا يد بلا كيف وعين بلا كيف واستواء بلاكيف.
أما الرواية التي ذكرتها لم تثبت عن مالك بلفظ الكيف غير مجهول الذي ثبت عنه الكيف غير معقول و في رواية وكيف عنه مرفوع وإن شئت أعطيك المصادر.
أنظر في تفسير الثعالبي دفين الجزائر العاصمة الجواهر الحسان.
الذين ينكرون الصفات هم المعتزلة المعطلة أما الأشاعرة حاشا.
هذا موضوع يحتاج إلى درس مستقل إن شاء الله تعالى قريبا أضيفه إلى هذا المنتدى.
المسيلي28
2009-04-21, 12:07
القرءانُ تُوجَدُ فِيْهِ ءايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ وءايَاتٌ مُتَشَابِهاتٌ، قالَ تَعَالى : {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأمَا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَآءَ تَأوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأوِيلَهُ إلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌ مِنْ عِنْدِ رَبّنَا وَمَا يَذّكَّرُ إلآ أُوْلُوا الألْبَابَ(7)} [سورة ءال عمران]؟
الآيَاتُ المُحْكَمَةُ: هِيَ مَا لا يَحْتمِلُ منَ التَأوِيْلِ بِحَسَبِ وَضْعِ اللُغَةِ إلا وَجْهًا وَاحِدًا، أوْ مَا عُرِفَ المُرادُ به بوُضُوْحٍ كقَولِه تَعَالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ(11)}، وقَولِه: {وَلَمْ يَكُن لَهُ كُفُوًا أحَدُ(4)} ، وقَولِهِ:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًا(65)} [سورة مريم].
الآياتُ المُتَشَابِهَةُ: والمُتَشابِهُ هُو ما لم تَتّضِح دِلالتُه أوْ يَحتَمِلُ أوْجُهًا عَدِيدِةً واحتاجَ إلى النَّظَر لِحَمْلِهِ على الوَجهِ المُطابِقِ كقَولِه تِعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ استَوَى(5)}[سورة طه].
مثلا: قَوْله تعالى: { إليهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيّبُ والعَمَلُ الصَّالحُ يَرْفَعُهُ (10)}[سورة فاطر].أي أنَّ الكَلِمَ الطيّبَ كـَلا إله إلا اللهُ يَصْعَدُ الى مَحَلِّ كَرَامَتِهِ وهُوَ السَّمَاءُ ، والعَمَلُ الصّالِحُ يرفَعُه أي الكلمُ الطيبُ برفَعُ العملَ الصالحَ وَهَذَا مُنْطَبِقٌ وَمُنْسَجِمٌ مَعَ الآيَةِ المحُكَمَةِ:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ(11)} .
ولتَفْسِيرُ الآيَاتِ المُتَشَابِهَة يَجبُ أنْ يُرَدَّ ألى الآيَاتِ المُحْكَمَةِ، هَذا في المُتَشَابِهِ الذي يَجُوزُ للعُلَماءِ أنْ يَعْلَمُوهُ، وأمّا المُتَشابهُ الذي أُريدَ بقوله: { وَمَا يَعْلَمُ تَأوِيلَهُ إلا اللهُ(7)} [سورة ءال عمران] على قراءةِ الوَقفِ على لفظِ الجَلالةِ فهوَ ما كانَ مثلَ وَجْبَةِ القيامةِ، وخروجِ الدَّجَّالِ على التّحديدِ فلَيسَ مِن قَبيْلِ ءايةِ الاستواءِ.
مَسْلَكُ السَّلَفِ: وهُم أهْلُ القُرونِ الثّلاثَةِ الأولى أي أكثرهم فإنَّهُم يُؤوّلونَها تأوِيْلا إجْماليّا بالإيمانِ بها واعتِقَادِ أنها ليسَت من صفاتِ الجسمِ بل أنْ لَها مَعْنًى يَليقُ بجَلالِ الله وعظَمَتِه بلا تَعْيِينٍ، بَلْ رَدُّوا تِلْكَ الآيَاتِ إلى الآياتِ المحكَمَةِ كقولِهِ تعالى :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ(11)} [سورة الشورى].
وهُو كمَا قالَ الإمامٌ الشًّافعيُّ رضيَ الله عنه: " ءامنْتُ بما جَاءَ عن الله على مُرادِ رَسُولِ الله " يعني رضي الله عنه لا علَى ما قد تذهَبُ إليه الأوْهَامُ والظُّنُونُ من المَعاني الحِسّيَّةِ الجِسْمِيَّةِ التي لا تَجُوزُ في حَقّ الله تعالى.
نفيُ التأويلِ التفصيلي عن السلفِ كما زعمَ بعضٌ مَردُودٌ بما في صَحيحِ البُخَاريّ في كِتابِ تَفْسير القُرءانِ وعِبارتُه هُناكَ : "سورة القصَص"{ كُلُّ شَىءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ(88)} " إلا مُلْكَهُ ويقال ما يتقرب به إليه" اه ، فملكُ الله صفةٌ من صفاتِهِ الأزليةِ ليس كالملكِ الذي يعطيهِ للمَخلوقينَ.
وَفيهِ غَيرُ هَذَا المَوْضِعِ كتَأوِيلِ الضَّحِكِ الوَارِدِ في الحَدِيثِ بالرَّحْمَةِ.
وصَحَّ أيْضًا التَّأويلُ التَّفصيليُّ عَن الإمام أحمَدَ وهُوَ منَ السَّلَفِ فَقد ثبَتَ عنْه أنَّه قالَ في قَولِهِ تعالى: { وَجَاءَ رَبُّكَ(33)} [ سورة الفجر] إنما جَاءَتْ قُدْرتُه، صَحَّحَ سَنَدَهُ الحافِظُ البَيْهقيُّ الذي قالَ فِيهِ الحافِظُ صَلاحُ الدّينِ العَلائيُّ:" لم يَأتِ بَعْدَ البَيْهقِيّ والدَّارَقُطنِيّ مِثْلُهمَا ولا من يُقارِبُهُما". أما قولُ البيهقيّ ذلك ففي كتابِ "مَناقبِ أحمدَ"، وأمَّا قَولُ الحافِظِ أبي سَعِيدٍ العَلائيّ في البَيهقيّ والدّارَقُطنيّ فذلكَ في كِتَابِه "الوَشْيُ المُعْلَمُ"، وأمَّا الحَافِظُ أبو سَعِيدٍ فَهُو الذي يَقُولُ فِيه الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ :"شَيْخُ مَشَايخِنا" وَكَانَ مِنْ أهْلِ القَرْنِ السَّابعِ الهِجْرِي.
وهُنَاكَ خَلْقُ كَثِيْرٌ مِنَ العُلَماءِ ذَكَرُوا في تآليْفِهم أنَّ أحمدَ أوَّلَ مِنْهُمُ الحافِظُ عبدُ الرحمنِ بنُ الجَوزِيّ الذي هُو أحَدُ أسَاطِينِ المَذْهَبِ الحنبليّ لكَثْرةِ اطّلاعِهِ عَلى نُصُوصِ المذهَبِ وأحوالِ أحمدَ.
أولّ مالك النزول الوارد في الحديث بنزول الرحمة ذكر ذلك الزرقاني في شرح الموطأ والحافظ ابن حجر في الفتح.
و أولّ ابن المبارك الاستواء بالاستلاء في كتابه غريب القرآن وهو من علماء السلف.
و أولّ عبدالله بن عباس الساق بالشدة وهو من الصحابة.
وَقَد بَيّنَ أبُو نَصْرٍ القُشَيْريُّ رَحمَهُ الله الشَّنَاعَةَ التي تَلْزَمُ نُفَاةَ التّأوِيلِ، وأبُو نَصْرٍ القُشَيْرِيُّ هُوَ الذي وصَفَهُ الحَافِظُ عَبدُ الرّزاقِ الطَّبْسِيُّ بإمَامِ الأئِمَّةِ كَمَا نَقلَ ذَلِكَ الحَافِظُ ابنُ عَسَاكِرَ في كِتَابِه "تَبْيِينُ كَذِبِ المفْتَري".
مَسْلَكُ الخَلَفِ: أن يُؤَوّلُونَها تَفْصِيلا بتَعْيِينِ مَعَانٍ لَهَا مِمّا تَقْتَضِيهِ لُغَةُ العَرَبِ ولا يَحْمِلُونَها علَى ظَوَاهِرِها أيضًا كَالسَّلَفِ، ولا بَأسَ بسُلُوكِهِ ولا سِيَّمَا عنْدَ الخَوفِ مِنُ تَزَلزُلِ العَقِيْدةِ حِفْظًا منَ التّشبِيهِ مثْلُ قَولِهِ تَعالى في تَوبيخِ إبْليسَ:{مَا مَنَعَكَ أن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىّ(75)}[سورة ص].
فَيَجوزُ أن يُقَالَ المُرادُ باليَدَيْنِ العِنَايةُ والحِفْظُ.
والله المستعان
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir