تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : (2) و ما يؤمن أكثرهم بالله إلاّ و هم مشركون .


عَبد لله
2012-04-25, 00:26
الســـلام عليكم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
نبيّنا محمد و على آله أجمعين و بعد :
فبعد ذكر معنى شهادة التوحيد و الإخلاص في الموضوع السابق :
(1) معنى شهادة أن لا إله إلا الله .
نواصل اليوم في تقرير ما سبق في ذلك الموضوع من إبطال زعم من قال بأنّ معنى الشهادة :
لا خالق إلا الله !!! و بيان بطلان ذلك موجود في كتاب الله تعالى في غير ما آية نحو قوله تعالى :
- {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف:87]
- وقال: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ
مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} [يونس:31]
- {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان:25]
- {قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}
{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ،
قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ }
[المؤمنون:84-89
- {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [العنكبوت:61]
- {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [العنكبوت:63]
هذه الآيات و غيرها تفيد بإقرار المشركين بأن الله هو الخالق الرازق أو لنقل بتوحيد الربوببية و لا يمكن
بحال أن ينكر هذا التوحيد جحودا و إلا فإنه مستيقن بها في نفسه كما قال الله تعالى :
( و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ظلما و علوّا ).
و قال موسى عليه السلام لفرعون : ( لقد علِمتَ ما أنزل هؤلاء إلا ربّ السماوات و الأرض بصائر )

و من الآيات الصريحة في معنى إقرار المشركين بربوبية الله تعالى قوله في سورة يوسف :

وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)

نقل الطبري رحمه الله في تفسيره عن السلف معنى الآية فقال :
- عن ابن عباس: (وما يؤمن أكثرهم بالله) الآية، قال: من إيمانهم، إذا قيل لهم: مَن خلق السماء؟
ومن خلق الأرض؟ ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله. وهم مشركون.
- عن عكرمة، في قوله: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) ، قال: تسألهم: مَن خلقهم؟ ومن خلق
السماوات والأرض، فيقولون: الله. فذلك إيمانهم بالله، وهم يعبدون غيره.
- عن مجاهد، قوله: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) ، إيمانهم قولهم: الله خالقُنا، ويرزقنا ويميتنا.
و قال كذلك : إيمانُهم قولهم: الله خالقنا ويرزقنا ويميتنا.، فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيرَه.
- عن قتادة: (وما يؤمن أكثرهم بالله) الآية، قال: لا تسأل أحدًا من المشركين: مَنْ رَبُّك؟ إلا قال:
ربِّيَ الله! وهو يشرك في ذلك.
- و كان ابن زيد يقول: (وما يؤمن أكثرهم بالله) ، الآية، قال: ليس أحدٌ يعبد مع الله غيره إلا وهو مؤمن بالله،
ويعرف أن الله ربه، وأن الله خالقه ورازقه، وهو يشرك به. ألا ترى كيف قال إبراهيم: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ
أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلا رَبَّ الْعَالَمِينَ) [سورة الشعراء: 75-77] ؟ قد عرف أنهم يعبدون
رب العالمين مع ما يعبدون. قال: فليس أحد يشرك به إلا وهو مؤمن به. ألا ترى كيف كانت العرب تلبِّي تقول:
"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك"؟ المشركون كانوا يقولون هذا.

نخلص ممّا سبق إلى أنّ توحيد الربوبية لم بنازع فيه أحد إلا من كابر و عاند مع أنه مستيقن بقلبه .
و الخلاف وقع في توحيد الألوهية و لأجله بُعثت الرسل كما سبق ذلك في تفسير شهادة التوحيد .

عَبد لله
2013-04-12, 19:10
يُرفع للإفادة و لبيان جهل كثير من الناس بحقيقة هذه الكلمة الطيبة

charaka
2013-04-13, 14:56
ششششككككرررراااا