تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حكم إرسال رسائل sms ( في توحيد الدعاء و الصيام و قراءة القرآن ) لنصرة غزة ..


علي الجزائري
2009-01-09, 16:25
السلام عليكم و رحمة الله ..
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده محمّد و آله و صحبه
و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. و بعد :
فقد كثرت في الآونة الأخيرة تلكم الرسائل النصية سواء في الانترنت أو عبر
الهاتف المحمول ( sms ) و التي جاء في بعضها :
لنقرأ ســورة الفتح .. داعين الله أن ينصر إخواننا الفلسطينيين في غــزة .. !!!!!!!
و جاء في أخرى الحث على :
صيام أيام معلومة وجماعيا، بل تنشر رسائل الهاتف تحث المسلمين لصلاة ركعتين
عند الساعة الثانية ليلا والدعاء لكي يجتمع الدعاء في زعمهم. !!!!!!!!!
و ورد من هذا القبيل من قبل حيث قال بعضهم :
إقرءوا سورة الأنعام لطرد الأمريكان من أفغانستان !!!!
و سأحاول أن أجمع لكم ما تفرّق هنا و هناك من المسائل المفيدة حول هذه المسألة :
- أوّلا ورد أن أوّل من دعا إليها في وقتنا حسن نصر الله الشيعي أيّام حرب
لبنان 2006 عندما طلب من المسلمين أن يقرؤوا سورة الفتح بنية النصر!!!
وتناقلته المنتديات وروج إليها فكر الجماعات والأحزاب واغتر بها بعض المساكين
من أبناء السنة!
ولعل أصل هذه البدعة ما رواه الشيعة في فضل سورة الفتح عن الامام الصادق
عليه السلام: حصنوا أموالكم ونساءكم وما ملكت أيمانكم من التلف بقراءة إنا فتحنا لك فتحا......

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى و في القواعد النورانية الفقهية:
" ..أَنَّ تَصَرُّفَاتِ الْعِبَادِ مِنْ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ نَوْعَانِ :
عِبَادَاتٌ يَصْلُحُ بِهَا دِينُهُمْ وَعَادَاتٌ يَحْتَاجُونَ إلَيْهَا فِي دُنْيَاهُمْ ، فَبِاسْتِقْرَاءِ أُصُولِ الشَّرِيعَةِ
نَعْلَمُ أَنَّ الْعِبَادَاتِ الَّتِي أَوْجَبَهَا اللَّهُ أَوْ أَحَبَّهَا لَا يَثْبُتُ الْأَمْرُ بِهَا إلَّا بِالشَّرْعِ .
وَأَمَّا الْعَادَاتُ فَهِيَ مَا اعْتَادَهُ النَّاسُ فِي دُنْيَاهُمْ مِمَّا يَحْتَاجُونَ إلَيْهِ وَالْأَصْلُ فِيهِ عَدَمُ الْحَظْرِ
فَلَا يَحْظُرُ مِنْهُ إلَّا مَا حَظَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى . وَذَلِكَ لِأَنَّ الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ هُمَا شَرْعُ اللَّهِ
وَالْعِبَادَةُ لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ مَأْمُورًا بِهَا ، فَمَا لَمْ يَثْبُتْ أَنَّهُ مَأْمُورٌ بِهِ كَيْفَ يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ عِبَادَةٌ
وَمَا لَمْ يَثْبُتْ مِنْ الْعِبَادَاتِ أَنَّهُ مَنْهِيٌّ عَنْهُ كَيْفَ يُحْكَمُ عَلَى أَنَّهُ مَحْظُورٌ وَلِهَذَا كَانَ أَحْمَد
وَغَيْرُهُ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْحَدِيثِ يَقُولُونَ : إنَّ الْأَصْلَ فِي الْعِبَادَاتِ التَّوْقِيفُ فَلَا يُشْرَعُ مِنْهَا
إلَّا مَا شَرَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى . وَإِلَّا دَخَلْنَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ :
{ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } .
وَالْعَادَاتُ الْأَصْلُ فِيهَا الْعَفْوُ فَلَا يَحْظُرُ مِنْهَا إلَّا مَا حَرَّمَهُ وَإِلَّا دَخَلْنَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ :
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا } وَلِهَذَا ذَمَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ
الَّذِينَ شَرَعُوا مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَحَرَّمُوا مَا لَمْ يُحَرِّمْهُ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ
مِنْ قَوْله تَعَالَى { وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ
وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إلَى شُرَكَائِهِمْ
سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } { وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ
وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }
{ وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا
وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَاللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ }
فَذَكَرَ مَا ابْتَدَعُوهُ مِنْ الْعِبَادَاتِ وَمِنْ التَّحْرِيمَاتِ .."

- قال الدكتور علي رضا حفظه الله تعالى : نعم هذه من البدع التي لا تجوز ؛
ولا يكون نصر الدين بالبدع .

- و في فتوى منسوبة إلى الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى :
لقد لوحظ في الفترة الأخيرة ظهور البدع وانتشارها عن طريق جديد غير طرق الكتابة
وغير الدعوة إليها عن طريق إقامة الدروس , بل طريق جديد أكثر انتشارا
من هذه الطرق ؟ إنه الهاتف النقال ,(الجوال) , الذي كل يوم يظهر لنا مصيبة جديدة ,
وإليكم أمثلةعلى بدع النقال ( الجوال) . أولا : في رأس السنة الميلادية انتشرت
رسالة في الهواتف النقالة (الجوال ) تقول هذه أكثر ليلة يعصى فيها الله أكثر
من قراءة قل هو الله أحد , وقل لا إله إلا الله خمسين مرة . ثانياً: في نهاية السنة
الهجرية , انتشرت رسالة تقول , غدا نهاية العام فاختم عامك بصيام (انشرها )
ثالثاً : ظهرت رسالة تقول , من قرأ ( حم الدخان ) في ليلة أصبح يستغفر له سبعون
ألف ملك ( انشرها ولك الأجر ) رابعا : انتشر عندنا في الكويت في هذه الأيام
التي تتعرض فيها البلاد لصواريخ الطاغية البعثي رسائل كثيرة أذكر منها على
سبيل المثال : 1– اقرأ سورة الفيل سبع مرات حتى ينصرنا الله على الأعداء
( انشرها ولك الأجر ) 2- لقد رؤي رؤيا صالحة اقرؤوا سورة الأنعام حتى يؤمننا
الله (انشرها ولك الأجر ) 4- اقرأ آخر سورة ال عمران لكي يؤمننا الله (انشرها )
الرد : أقول أولاً : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه
أمرنا فهو رد ) هذا هو الحكم النبوي في البدع كما صح عنه صلى الله عليه وسلم :
الرد والرفض , وعدم القبول . قال الشيخ الألباني رحمه الله :
( وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام , وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه
وسلم , فإنه صريح في رد وإبطال كل البدع والمحدثات ) ....
ثم قال في نصيحة له حفظه الله : والواجب علينا أن ننصح الذي أرسل هذه الرسالة
ونبين له أن هذا الأمر من البدع التي ينبغي أن لا ينشرها ولا يتساهل بها على أنها
من الفوائد , فلو أننا نصحنا كل من يرسل هذه الرسائل وبينا له الخطأ لما انتشرت
هذه الرسائل بهذه الكثرة ويا ليت أن تكتبوا لكل من يرسل لكم هذه الرسائل ويكتب
أنشرها أن تكتبوا له هذه الكلام (لا يجوز أن تقول لأخيك أفعل كذا أو قل كذا إلا
بورود دليل من الكتاب والسنة ورحم الله الإمام الشافعي رحمه الله :
حين قال ما أسرع الناس إلى البدع وأخيراً : فأمر البدعة خطير جداً ,
لا يزال أكثر الناس في غفلة عنه , وحسبك دليلا على خطورة البدعة قوله صلى الله
عليه وسلم : ( إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته ) اهــ كلامه .

- و قال أحد الأفاضل : لا شك أن قراءة القرآن من أفضل الأعمال التي يتقرب بها
العبد إلى ربه ، ولهذا نص العلماء على أنه يجوز للعبد أن يتوسل إلى الله بقراءته للقرآن
لأن القرآن كلامه عز وجل الذي هو صفة من صفاته ، و قد ثبث عن النبي صلى الله
عليه و سلم أنه كان يسأل الله بصفاته فقد أخرج أبو داود والنسائي وغيرهما
عن ا بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : .... اللهم إني
أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي . قال جبير وهو الخسف قال عبادة فلا أدري
قول النبي صلى الله عليه وسلم أو قول جبير(قال الشيخ الألباني رحمه الله : صحيح)
وعند الترمذي حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن الأعمش
عن خيثمة عن الحسن عن عمران بن حصين أنه مر على قاص يقرأ ثم سأل فاسترجع
ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من قرأ القرآن فليسأل الله به
فإنه سيجئ أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس وقال محمود وهذا خيثمة البصري
الذي روى عنه جابر الجعفي وليس هو خيثمة بن عبد الرحمن وخيثمة هذا شيخ بصري
يكنى أبا نصر قد روى عن أنس بن مالك أحاديث وقد روى جابر الجعفي عن خيثمة
هذا أيضا أحاديث قال أبو عيسى هذا حديث حسن ليس إسناده بذاك قال الترمذي :
حديث حسن ، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة ، 1/517
وعليه فيجوز أن يقرأ المسلم القرآن متوسلا به إلى الله
بأن ينصر إخوانه المجاهدين و يكبت عدوهم ، أو غيره من الدعاء المشروع.
لكن تخصيص سورة معينة من أجل شيء مخصوص بغير نص من الشارع إنما هو
من الابتداع والإحداث في دين الله، لأن التخصيص لابد فيه من دليل من الشارع ،
وتخصيص قراءة سورة الفتح بنية النصر لم يبلغني فيه أثر صحيح أن النبي
صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو أحدا من الرعيل الأول كان يقرأها بهذه النية ،
خاصة والحاجة تدعو إليه ومما تتوافر الهمم والدواعي على نقله ، فإن المسلم في
وقت الحرب لا يترك شيئا يعلم أنه يبستنزل به النصر إلا حرص على الإتيان به
ودعا غيره إليه ، كما هو الحال بالنسبة لقضية الحال فقد تناقل الناس هذه الرسالة
عبر الجوال حتى إنه وصلتني البارحة على جوالي ،
أقول ولعل الشبهة جاءت من حديث أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما،
فعن معاوية بن قرة, عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنهم قال: ((قرأ النبي صلى الله
عليه وسلم يوم فتح مكة, سورة الفتح, فَرَجَّع فيها)). قال معاوية: لو شئت أن أحكي
لكم قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لفعلت. أخرجه البخاري في ((التفسير))
من ((صحيحه)) برقم / 4835, وفي مواضع أخر منه, في ((المغازي برقم / 4281))
وفي ((فضائل القرآن برقم / 5047)) وفي ((التوحيد برقم / 7540)) الحديث أخرجه
جماعة منهم: مسلم, وأبو داود ويعنى بفتح مكة هنا مرجعه يوم الحديبية حيث أنزلت
عليه هذه السورة ، جاء في مشكل الآثار للطحاوي :حدثنا شعبة بن الحجاج قال أخبرنا
أبو إياس وهو معاوية بن قرة قال سمعت عبد الله بن المغفل يقول رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقة وهو يقرأ سورة الفتح فرجع فيها قال شعبة
وقرأ أبو إياس الفتح وقال أبو إياس لولا أن يجتمع الناس لقرأت بهذا اللحن أو قال
بذاك اللحن واللفظ ليزيد فدل ما ذكرنا عن أنس أن الفتح المراد في هذه الآية وفي هذه الآثار
إنما أريد به فتح الحديبية لا فتح مكة وإنما أضيف ذلك الفتح إلى مكة لأن الله عز وجل
قطع به عن رسوله صلى الله عليه وسلم ثم عن أصحابه رضوان الله عليهم من مشركي
أهل مكة ما كانوا لهم عليه وكف بذلك عنهم وكان سببا في رفع الحرب بينه وبينهم
وقوة أهل الإسلام عليهم وكسر لشوكتهم وكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الوعيد للذين جاؤوه من قريش من مكة فسألوه ما سألوه في حديث علي المذكور
في صدر هذا الباب من الوعيد لهم إن لم ينتهوا ما أوعدهم به ولا يكون ذلك إلا وهم
على الكفر ولأن مكة دار حرب ثم كفاه الله عز وجل ذلك منهم وفتح عليه مكة ودخلوا
بذلك في الإسلام على ما دخلوا عليه فيه من طوع أو من كره .
حتى ولو أخذنا بظاهر اللفظ فإنه ليس فيه دلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قرأها بنية النصر ، بل قرأها استحضارا لمعانيها من وعد الله عباده المؤمنين بالفتح المبين
أو تذكيرا لصحابته بأن الفتح الحقيقي إنما هو فتح مكة ، وإنما ما كان في الحديبية
إنما هي مقدمات لهذا الفتح ، ولذا لو كان قرأها بنية استجلاب النصر لقرأها الصحابة
والسلف رضوان الله عليهم في الفتوحات والغزوات ، ولكن لم ينقل إلينا -حسب علمي-
أن أحدا منهم قرأها .وقد قرات في احد المنتديات ان اول من دعا إلى هذه
البدعة المدعو حسن نصر الله إيام حرب اللبنان 2006 عندما طلب من المسلمين أن يقرأوا
سورة الفتح بنية النصر،لكن لم أتحقق من صحة الخبر وخير ما أختم به ما قاله الشيخ
بكر أبو زيد في كتابه الماتع (بدع القراء القديمة والمعاصرة ، ص:9،10) :
ومن البدع: التخصيص بلا دليل, بقراءة آية, أو سورة في زمان, أو مكان,
أو لحاجة من الحاجات, وهكذا قصد التخصيص بلا دليل . ومنها:
أ- قراءة ((الفاتحة)) بنية قضاء الحوائج, وتفريج الكربات .
ب- قراءة سورة ((الكهف)) يوم الجمعة على المصلين قبل الخطبة بصوت مرتفع.
ج- قراءة ((سورة يس)) أربعين مرة بنية قضاء الحاجات .
د- قراءة ((سورة الكهف)) بعد عصر يوم الجمعة في المسجد.( ) أي بهذين القيدين .
هـ- قراءة سورة يس, عند غسل الميت.( )
و- قراءة الأولاد أو غيرهم ليلة المولد عُشْراً من القرآن.( )
ز- ومنها: قراءة القرآن أمام الجنائز, وعلى القبر.( )
ح- التزام قراءة القرآن في الطواف.( ) اهـــ

فالواجب علينا إن أردنا أن ننتصر على أعداء الله أن ننصر الله تعالى
قال العلامة الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى :
" فالذين يرتكبون جميع المعاصي ...
ثم يقولون: إن الله سينصرنا مغرورون "
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} .
ذكر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة،
أن المؤمنين، إن نصروا ربهم،
نصرهم على أعدائهم، وثبت أقدامهم،
أي عصمهم من الفرار والهزيمة.
وقد أوضح هذا المعنى في آيات كثيرة،
وبين في بعضها صفات الذين وعدهم بهذا النصر
كقوله تعالى:
{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40]،
ثم بين صفات الموعودين بهذا النصر في قوله تعالى بعده:
{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج:41]،
وكقوله تعالى:
{وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} ،
وقوله تعالى:
{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [غافر:51].
وقوله تعالى:
{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ, إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ,
وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات:171-173],
إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله تعالى في بيان صفات من وعدهم بالنصر في الآيات المذكورة:
{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ} [الحج:41].
يدل على أن الذين لا يقيمون الصلاة ولا يؤتون الزكاة
ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر،
ليس لهم وعد من الله بالنصر البتة.
فمثلهم كمثل الأجير الذي لم يعمل لمستأجره شيئا
ثم جاءه يطلب منه الأجرة.
فالذين يرتكبون جميع المعاصي
ممن يتسمون باسم المسلمين
ثم يقولون: إن الله سينصرنا مغرورون
لأنهم ليسوا من حزب الله الموعودين بنصره كما لا يخفي.
ومعنى نصر المؤمنين لله:
، نصرهم لدينه ولكتابه،
وسعيهم وجهادهم،في أن تكون كلمته هي العليا،
وأن تقام حدوده في أرضه،
وتتمثل أوامره وتجتنب نواهيه،
ويحكم في عباده بما أنزل على
رسوله صلى الله عليه وسلم.
----------------------------
تفسير أضواء البيان
( 7 / 251 )
----------------------------
وفقنا الله و إياكم لكلّ خير .

.

zembla
2009-01-09, 16:56
هذا هو سبب انهزام المسلمين اليوم البدع و الخرفات و ترك السنة الصحيحة و القرآن

أختكم
2009-01-10, 01:01
جزاك الله خيرا فقد وصلنا الكثير منها و يشهدون الله علينا أنها وصلت إلينا لكن خفت في هذا البدعة .. و طمأننا ردك فبارك الله فيك

علي الجزائري
2009-01-10, 21:06
جزاك الله خيرا فقد وصلنا الكثير منها و يشهدون الله علينا أنها وصلت إلينا لكن خفت في هذا البدعة .. و طمأننا ردك فبارك الله فيك

و فيك بارك الله نسأل الله التوفيق و السداد

lepoete_sa
2009-01-10, 21:22
بسم الله الرحمن الرحيم

كل ما ياتي من قبل الروافض فاضرب به عرض الحائط

ولو قالوا لك قل لا اله الا الله فلا تقلها واعلم ان وارء الاكمة ما وراءها

والاصل في العبادات التوقف الا بنص

والعبادات كلها توقيفية

والدعاء عبادة سواء لاستجلاب النصر او لغيرها من ملمات الحياة او لمجرد الدعاء تقربا لله فكما نتقرب الى الله بالصلاة والصيام نتقرب اليه بالدعاء

والله اعلم

منار السجود
2009-01-12, 15:38
السلام عليكم ورحمة الله
أولا بارك الله فيك على هذه المعلومات القيمة
لكن وددت أن أطلعك على أمر وهو أن جماعة من الدعاة الكرماء دعوا إلى قراءة سورة الفتح نصرة لأهل غزة ومنهم الداعية عمرو خالد في برنامج لنصرة غزة أذيع على قناة الرسالة قبل أيام قلائل
لكن لا زلت لحد الساعة ما المغزى من وراء ذلك إلا أنه قال إني أحمل كل من بلغه ذلك أمانة نشره على النات وبصفة خاصة الشباب

عبد الخالق99
2009-01-12, 17:12
أختي الفاضلة عمرو خالد من الدعاة المخلصين الى الله عز و جل *نحسبه كذلك و الله حسيبه*
ولكن هذا لايعني أنه معصوم لايخطىء فالعصمة دفنت مع النبي صلى الله عليه و سلم
ليست المشكلة في قراءة سورة الفتح فهذا لايقوله عاقل
و انما المشكلة في تخصيص سورة الفتح بأنها تقرأ لجلب الفرج و النصر فهذا يحتاج الى دليل من الكتاب أو السنة يدل على هذه الفضيلة لسورة الفتح
أرجوا أن تكون الفكرة قد وصلت و أتمنى لك مزيدا من التوفيق و السداد
لاتغفلوا اخواني عن الدعاء للمجاهدين في غزة هاشم

BENSAADIBENSAADI
2009-01-23, 11:16
بارك الله فيك

سائلة عفو ربها
2009-02-16, 20:38
بارك الله فيك...

وجزاك بخير الجزاء ...

وجعله في ميزان حسناتك...