المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حالنا اليوم


abouracha
2012-04-17, 05:19
حفلات حتى الصباح وغش حتى النجاح.. والدراسة.. خارج مجال التغطية

disco

وسط كل بيت جزائري … تلميذ يدرس … طالب جامعي سعيد لأن المناسبة يوم العلم …لا لأنه تذكر ابن باديس وعطاءه العلمي بل لأن المناسبة اقترنت لديه بحكم التجربة ـ كونه كثير إعادة السنة ـ بحفلات الرقص على أنغام الديسك جوكي …غير بعيد عن محيط الاسرة … يبقى الحصول على الشهادة مهما كانت الطرق حتى باستخدام الوسائل المحظورة هدفا لا تعلو عليه الشعارات الجوفاء الهادفة لتحصيل علمي ناجع. أو هكذا أردناها أن تكون…اختلفت المواقف والآراء وبقي العلم وتحصيله قاب قوسين او أدنى من اهتمامات الأسرة الجزائرية.

كان يا مكان.. في قديم الزمان… كان هناك شيخ يدعى ابن باديس…حمل رسالة العلم بعيد أبعد من قياس المسافات … وشعر بالمسؤولية تجاه أمة تخبطت في نير الاستعمار وكله أمل في أن يكون النشء هو الرجاء… وهو الذي سيغادر بسفينة الحياة إلى حيث الصباح الدائم… ومات الشيخ…وحل الأبناء ليكملوا مسيرة شيخهم المبجل…وعدهم بأن يأتي ذات يوم وفي تاريخ وفاته… ليقف على إنجازاتهم…وجاء ابن باديس بعمامته المعهودة …التي اختزلت انتماءه العربي …بسبابته التي لم تراوح مكانها من على صدغه الأيسر… بخطواته التي حملت الرزانة بقدر ما حملت الحذر… عاد لكنه استحيا أن يدخل الجامعة …لقد اعتقد أن احدهم قد غرر به حين دله على مكان الصرح الجامعي… تراجع قليلا .. لكن ثلة من الطلبة رأته… نعم رأته.. وألحت عليه بالدخول… لقد وجدهم يرقصون في ذكرى يوم العلم …ابن باديس مات .. رغم أنني لا أومن بموت العمالقة. ولطالما أمنت بخضوعهم للموت الإكلينيكي فقط… من ترك أثرا فقد اكتسب الأزلية والخلود… فماذا تركتم أنتم معشر الطلبة!

يوم العلم على وقع أغاني الديسك جوكي

عندما تتحول الجامعة وملحقاتها الى ملهى للرقص.. يتحول الطلبة الى باحثين عن اللذة والمتعة لا وسط الكتب والمؤلفات بل وسط أنغام الديسك جوكي.. وهم يتراقصون على وقع أغانٍ مهينة لبنات الجامعة… عنما تتحول الطالبات ـ كثيرات منهن الى باحثات عن الحرية حتى وإن كانت هذه الأخيرة ترجعهن الى أقدم مهنة في التاريخ البشري …فهل بقي الحديث عن يوم العلم.. هذا ما قاله عمي محمود الذي يعمل في إحدى المكتبات بالجامعة، حيث أكد أن يوم العلم خارج عن اهتمامات الطلبة، مادام قد اقترن لديهم بحفلات راقصة بدل حفلات تكريمية على شرف النجباء.

الأسرة والتعليم.. «اللي قرا واش دار»

لا يهمني ما يقدم لابني من تعليم … صراحة.. يهمني فقط ان يثبت مستوى السنة الثالثة ثانوي حتى يتسنى له الانضمام إلى سلك الشرطة. فهو كسول… لقد حرصت على أن يدرس إيمانا مني بأهمية العلم.. فبلادنا لا مكانة فيها للأمي ..لكنه يظل يردد على مسمعي «لي قراو واش دارو» أحاول مرات أن أمحو من ذاكرته هذا الموقف السلبي والعدائي تجاه العلم والمتعلمين لكنني أجد نفسي أمام واقع يؤكد بشدة هذا الموقف. فأخته متخرجة منذ حوالي 4 سنوات دون أن تجد عملا». هذا ما صرحت به السيدة خدوجة التي رأت أن الحديث عن يوم العلم وإدراجه في مذكرة التلاميذ كحافز أصبح من الغباء مادامت لا توجد محفزات أصلا تمكنه من التطلع بكل ثقة على الأفق المستقبلي.

المهم الشهادة وكل الأساليب مباحة

«أحيانا أرى أن ابني يغش.. أحاول أن أتوجه إليه ..أن ألومه…أن أنهال عليه ضربا .. لكني أعود وأراجع نفسي لأقول .. فليغش أحسن من أن يطرد في السنة الأولى ثانوي حيث لا مستقبل له… حين ينجح …أشعر باحتقار الذات ..لا أفتخر مثل بقية الأولياء بابني الناجح..لكن «الدنيا راهي تمشي هكذا» هو ما قاله عمي محمود الذي بدا آسفا على جيل اليوم الذي غابت عن معظمه المبادئ بسبب خوفه من المستقبل الذي ينظر اليه غالبا بشيء من السوداوية.

أما سليم وهو طالب جامعي فأكد أنه ورغم إيمانه الشديد بأهمية التحصيل العلمي السليم بعيدا عن الغش إلا أن الأساتذة قد يشجعون على ذلك بحكم عدم تفطنهم للغشاشين حتى وهم يصححون أوراق الإجابة التي غالبا ما يتناولونها بشيء من اللامبالاة. ثم إن ظاهرة الإضرابات التي مست كامل قطاعات التعليم شجعت على ظاهرة الغش وتناميها.

حفيظة عبري