daoud chergui
2012-04-15, 22:35
قامت باكرا هذا الصباح
لترتب البيت،
لتنظف الأثاث،
و تنفض عنه الغبار
كما تعودت من عشر سنين...
تناولت التمثال بيدها
التمثال العتيق
زال عنه البريق
كانت سترميه في درج قديم
كما رمتني من عشر سنين
كنت أراها و لم تكن تراني
قابعا فوق طاولتها...
في حقيبة يدها...
و في عينيها الساحرتين
لم أفارقها رغم السنين
كانت صغيرة و كنت
في سن يلهو فيها الصبيان
لكننا كنا غير كل الصبيان
لم نكن نلهو بدمية
و لا بحصان خشبي
و لا بجنود من الشمع
كنت ألهو بقصص الحب و الغرام
كنت أشدو بمعسول الكلام
...أناغي الأيام
أنا عرفت الحب قبل الفطام
و كانت تلهو بقلبي كقطعة من طينة التشكيل
نعم...قلبي الملائكي هذا...
قلب الطفل القتيل
أحببتها و بكيتها
و لكنني لم أسألها
و يا ليتني سألت
عساني ما تألمت و ما بكيت
نعم بكيت...
بكيت صبيا...
بكيت فتى...
بكيت رجلا...
بكيت في الأولين و الآخرين
بكيت عشر سنين
ثم وقفت و نظرت
و تطلعت و تأملت
أنظر ما فعلت
أتراني أغرقتها؟
أتراني أطبقت عليها
لجج دمعي و غضبي و استيائي؟
فعشر سنين من الدمع...
تغرق آل فرعون
ثم نظرت فما وجدتني
إلا و قد ازددت من العمر عشر سنين
و رحت ألملم كبريائي
و أعد نسائي
لأنساها لكنني فشلت
غير أني لم أبك هذه المرة
و لن أبكي بعدها
فقد احترفت الفشل
بعدما احترفت الحب من عشر سنين!
داود شرقي
لترتب البيت،
لتنظف الأثاث،
و تنفض عنه الغبار
كما تعودت من عشر سنين...
تناولت التمثال بيدها
التمثال العتيق
زال عنه البريق
كانت سترميه في درج قديم
كما رمتني من عشر سنين
كنت أراها و لم تكن تراني
قابعا فوق طاولتها...
في حقيبة يدها...
و في عينيها الساحرتين
لم أفارقها رغم السنين
كانت صغيرة و كنت
في سن يلهو فيها الصبيان
لكننا كنا غير كل الصبيان
لم نكن نلهو بدمية
و لا بحصان خشبي
و لا بجنود من الشمع
كنت ألهو بقصص الحب و الغرام
كنت أشدو بمعسول الكلام
...أناغي الأيام
أنا عرفت الحب قبل الفطام
و كانت تلهو بقلبي كقطعة من طينة التشكيل
نعم...قلبي الملائكي هذا...
قلب الطفل القتيل
أحببتها و بكيتها
و لكنني لم أسألها
و يا ليتني سألت
عساني ما تألمت و ما بكيت
نعم بكيت...
بكيت صبيا...
بكيت فتى...
بكيت رجلا...
بكيت في الأولين و الآخرين
بكيت عشر سنين
ثم وقفت و نظرت
و تطلعت و تأملت
أنظر ما فعلت
أتراني أغرقتها؟
أتراني أطبقت عليها
لجج دمعي و غضبي و استيائي؟
فعشر سنين من الدمع...
تغرق آل فرعون
ثم نظرت فما وجدتني
إلا و قد ازددت من العمر عشر سنين
و رحت ألملم كبريائي
و أعد نسائي
لأنساها لكنني فشلت
غير أني لم أبك هذه المرة
و لن أبكي بعدها
فقد احترفت الفشل
بعدما احترفت الحب من عشر سنين!
داود شرقي