تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وشبهات المغرضين


محب السلف الصالح
2012-04-15, 07:52
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وشبهات المغرضين

مما لا جدال فيه بين العقلاء أنّ مِن أعظم الناس ِفضلاً؛ صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الذين بلغوا مراتب الكمال, واهتدى بهم الضلال, واختصهم الله بأعظم الفضائل وأطيب الخصال، وما وُجِد خُلقٌ إلا وقد أخذ منه الصحابةُ الحظّ الأوفر, وسبقوا إليهِ سبقاً عظيماً.
وما كان الله تعالى ليختارهم لصحبة نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم؛ ويخصّهم بهذا الفضلِ العظيم؛ إلا لعلمه سبحانه أنهم أهل له؛ قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إن الله نظر في قلوب العباد؛ فوجد قلب محمد r خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته؛ ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمدr؛ فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه» .
وهكذا كانوا رضي الله عنهم؛ فقد صاروا منارات هدى, وشموساً أضاءت الأرضين, وأحيوا بسيرتهم قلوباً ميْتةً, ونشطت بعلومهم نفوسٌ مريضة.
وقد جزاهم الله تعالى بصبرهم رفعةً وسؤدداً؛ وبوّأهم منزلة لا تنبغي لأحد من بعدهم, حتى جعلَ حبّهم ميزاناً للإيمان, وبغضهم علامةً على النفاق.
ومن أولئك الصحب الكرام أميرُ المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، الذي شرفه الله بصحبة نبيه، فكان من أفاضل أصحابه، وأصدقِهم لهجة وأكثرِهم حلماً وعدلاً.
وقد ثبت له من الفضائل الخاصة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على علو شأنه، ورفيع منزلته، وكريمِ سجاياه.
ولو لم يكن له من الفضل إلا شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم لكفى، فكيف وقد خصه النبي صلى الله عليه وسلم بفضائل وأوصاف تدل على عظيم سابقته وجليل قدره.
قال ابن القيم رحمه الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html): « فما صح عندهم في مناقب الصحابة على العموم ومناقب قريش، فمعاوية رضي الله عنه داخل فيه».
فمما ورد في فضائله رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه، قول عمير بن سعد رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه: لا تذكروا معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)إلا بخير فإني سمعت رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم يقول:"اللهم أجعله هادياً مهدياً وأهد به".
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم علِّم معاوية الكتاب وقِهِ العذاب".
وعن أم حرام بنت ملحان قالت : نام النبي صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم يوماً قريباً مني، ثم أستيقظ يبتسم فقلت : ما أضحكك؟
قال:«أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرَّة»، قالت: فادع الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت قولها، فأجابها مثلها، فقالت: أدع الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أن يجعلني منهم، فقال:«أنت من الأولين»، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت.
وقالت رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنها: سمعت رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم يقول:« أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا »، قالت أم حرام: قلت : يا رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أنا فيهم؟ قال:« أنت فيهم » ثم قال النبي صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم: « أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر-أي القسطنطينية- مغفور لهم» ، فقلت : أنا فيهم يا رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)؟ قال:« لا ».
قال أهل العلم: هذا الحديث فيه منقبة لمعاوية بن أبي سفيان (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه وذلك لأنه أول من غزا البحر، ومعنى أوجبوا: أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة، أو أوجبوا لأنفسهم المغفرة والرحمة.
ومن فضائله رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه أنه كان أحد كتاب الوحي:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)ولا يقاعدونه، فقال للنبي صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم: يا نبي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)ثلاثٌ أعطِنيهن.قال: نعم. قال : عندي أحسنُ العرب وأجمله أمُّ حبيبة بنت أبي سفيان (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أزوجكها. قال: نعم. قال:ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك. قال: نعم. قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين. قال: نعم.
قال الإمام أحمد : معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل.
ومن فضائله أنه خال المؤمنين:
قال أبو يعلى: «ويسمى إخوة أزواج رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم أخوال المؤمنين, ولسنا نريد بذلك أنهم أخوال في الحقيقة , كأخوال الأمهات من النسب, وإنما نريد أنهم في حكم الأخوال في بعض الأحكام , وهو التعظيم لهم».
وقال هارون بن عبد الله لأحمد بن حنبل: « جاءني كتاب من الرَّقة أن قوماً قالوا: لا نقول معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)خال المؤمنين فغضب وقال: ما اعتراضهم في هذا الموضع ؟ يُجفون حتى يتوبوا ».
قال الإمام أحمد: « أقول : معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)خال المؤمنين , وابن عمر خال المؤمنين؟ قال: نعم معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)زوج النبي صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم, وابن عمر أخو حفصة زوج النبي صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم».
ومن مناقبه أن عمر رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه ولاه على الشام، وأقره عثمان أيضا مدة خلافته كلها، وحسبك بمن يوليه عمر وعثمان رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنهما على الشام نحواً من عشرين سنة فيضبطه ولا يعرف عنه عجز ولا خيانة.
قال أهل العلم :« واتفاق كل من عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنهما، وهما من هما في الفضل والصحبة، ولهما المكان الأعلى والمثل من الورع والدين والتقى وسداد الرأي وحسن الفكر وتمام النظر على تأمير معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html) t على الشام لهو أكبر دليل على فضل معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html) واستحقاقه لهذه المنزلة.
وقال الذهبي:« حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم – وهو ثغر – فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضى الناس بسخائه وحلمه.. فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه، وسعة نفسه وقوة دهائه.. وكان محبباً على رعيته، عمل على نيابة الشام عشرين سنة والخلافة عشرين سنة، ولم يهجه أحد في دولته، بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم».
وقد أقام في إمارته على دمشق الشام هذه المدة الطويلة ، فلم يشك أحد منه، ولا اتهمه بجور ولا مظلمة، بل ساس الناس بالعدل والحلم فسُرَّت به البلاد، واغتبط به العباد.
قال هشام بن عروة: صلى بنا عبدالله بن الزبير يوماً من الأيام فوجم بعد الصلاة ساعة، فقال الناس: لقد حدث نفسه، فقال : لا يبعُدنَّ ابن هند، إن كانت فيه لمخارج لا نجدها في أحد بعده أبداً، والله إن كنا لنفرِقه وما الليث على براثنه بأجرأ منه فيتفارق لنا, وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منه فيتخادع لنا, والله لوددت أنا مُتِّعنا به ما دام في هذا الجبل حجر- وأشار إلى أبي قبيس- لا يتحول له عقل, ولا ينقص له قوة.
وقال ابن عباس رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنهما: ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية، (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)كان الناس يرِدون منه على أرجاء وادٍ رحب، ولم يكن بالضيق الحصر المتغضب.
وذكر قومُ عند الأعمش عمرَبن عبد العزيز وعدلَه، فقال الأعمش: فكيف لو أدركتُم معاوية؟ قالوا: في حِلمه؟ قال: لا والله! بَلْ في عَدله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
وكانت سيرة معاوية مع رعيته منخيار سيرة الولاة، وكان رعيته يحبونه، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم".
وقال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحداً أعظم حلماً ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية.
وقال بعضهم: أسمع رجل معاوية كلاماً سيئاً شديداً، فقيل له لو سطوت عليه؟ فقال: إني لأستحي من الله أن يضيقَ حلمي عن ذنب أحد رعيتي.
وفي رواية قال له رجل: يا أمير المؤمنين ما أحلمك؟ فقال: إني لأستحي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي.
قال الزهري رحمه الله: عمل معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئاً.
وقال ابن خلدون: إن دولة معاوية وأخباره كان ينبغي أن تلحق بدول الخلفاء الراشدين وأخبارهم، فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة.
وكان معاوية رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه يُحسن سياسة المُلك ويزن الأمور على وجهها، فلما قدم عمر الشام تلقاه معاوية في موكب عظيم،فاستنكر عمر ذلك، واعتذر له معاوية بقوله: إنا بأرض جواسيسُ العدو فيها كثيرة، فيجب أن نُظهِر من عز السلطان ما يكون فيه عز للإسلام وأهله ونرهبهم به".
فقال عبدالرحمن بن عوف لعمر: ما أحسن ما صدر عما أوردتَه فيه يا أمير المؤمنين، فقال عمر: من أجل ذلك جشمناه ما جشمناه.
وجاء عن معاوية رضي الله عنه ، أنه كان إذا لقي الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: مرحباً بابن رسول الله وأهلاً، و يأمر له بثلاثمائة ألف، و يلقى ابن الزبير رضي الله عنه فيقول: مرحباً بابن عمة رسول الله وابن حواريه، ويأمر له بمائة ألف.
ولما قُتِل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجاء الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية، فقال له معاوية: لو لم يكن لك فضل على يزيد إلا أن أمَّك من قريش وأمه امرأة من كلب، لكان لك عليه فضل، فكيف وأمك فاطمة بنت رسول صلى الله عليه وسلم ؟!.
وكان t يقول: والله لا أخير بين أمرين، بين الله و بين غيره، إلا اخترت الله على سواه.
ومع ما أعطاه الله وفتح عليه من المُلك كان رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه زاهداً منصرفاً عن الدنيا..
فعن أبي حملة قال : رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس و عليه ثوب مرقوع.
وقال يونس بن ميسر الزاهد: رأيت معاوية في سوق دمشق وهو مردف وراءه وصيفاً و عليه قميص مرقوع الجيب و يسير في أسواق دمشق.
ولأجل نقاء قلوبهم وحسن سريرتهم وصفاء عقيدتهم، فقد كان سلف الأمة وأهل السنة يحبون معاوية ويعرفون له قدره، ولا يذكرونه إلا بجميل ما يعرفونه عنه.
قيل لابن عباس: هل لك في أمير معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)فإنه ما أوتر إلا بواحدة،قال: إنه فقيه.
وقال أبو الدرداء: ما رأيت أحداً أشبه صلاة برسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)من أميركم هذا - يعني معاوية- (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)، قيل لقيس : أين صلاته من صلاة عمر. قال : لا أظنها إلا مثلها.
وقيل عبدالله بن المبارك أيهما أفضل: معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)بن أبي سفيان (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أم عمر بن عبدالعزيز؟ فقال:والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)مع رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة صلى معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)خلف رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم، فقال: سمع الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)لمن حمده، فقال معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)ربنا ولك الحمد فما بعد هذا ؟ .
وسأل رجلٌ المعافى بن عمران فقال: يا أبا مسعود، أين عمر بن عبدالعزيز من معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)بن أبي سفيان (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)؟!
فرأيته غضب غضباً شديداً وقال: لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم أحد، معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل".
وقيل لحماد بن أسامة: أيهما أفضل معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أو عمر بن عبدالعزيز؟.
فقال: لا يقاس بأصحاب رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم أحداً, قال رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم: « خير الناس قرني ».
وقال أبو بكر المروذي: قلت لأبي عبدالله-أحمد بن حنبل-أيهما أفضل: معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال : معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أفضل، لسنا نقيس بأصحاب رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم أحداً، قال النبي صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم: «خير الناس قرني الذي بعثت فيهم».
وعن مجاهد قال : لو رأيتم معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)لقلتم هذا المهدي .
ولما لم يرد اللهُ بأقوامٍ خيراً خاضوا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحملوا عليهم بالطعن والثلب.
وهذا من النفاق المبين، والإثم العظيم، وقد قال أبو زرعة الرازي رحمه الله: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة".
وقال الإمام أحمد: "إذا رأيت الرجل يذكر أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسوء، فاتهمه على الإسلام".
وقد خص أولئك الضلال أميرَ المؤمنين معاوية - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم- يداهنون بذلك أهل البدع والأهواء، ويريدون التوصل إلى قلوبهم من خلال هذا الفعل المشين، طمعاً في الحصول على جاهٍ أو التوصل إلى دنيا، وقد قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله:"إنما الإسلام كدارٍ لها بابٌ، فبابُ الإسلامالصحابة، فمن آذى الصحابةَ إنما أرادَ الإسلام، كمن نَقرَ البابَ إنما يريدُ دخولَ الدار، قال: فمن أراد معاويةَ فإنما أراد الصحابة".
وقال أحمد بن حنبل: ما لهم ولمعاوية نسأل الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)العافية.
وقد عمد أولئك الضلال إلى اختلاق الأكاذيب المرجفة للتنفير منه رضي الله عنه، وتطرقوا لما شجر بين الصحابة من قتال، وملأوا قلوب الناس بالأحقاد حتى عادت كقلوبهم سوداء مظلمة.
فذكروا ما حدث بين علي رضي الله عنه ومعاوية من القتال الذي كان عن اجتهاد ولم يكن بحثا عن ملك ولا دنيا، وشنعوا على معاوية أشد التشنيع.
ومعاوية رضي الله عنه لم يرد الحكم ولا اعترض على إمامة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بل طالب بتسليمه قتلة عثمان ثم يدخل في طاعته بعد ذلك، وقد جاء أبو مسلم الخولاني وناس معه إلى معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال معاوية: لا واللـه، إني لأعلم أن علياً أفضل مني، وإنه لأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أنّ عثمان قتل مظلومـا، وأنا ابن عمه، وإنمـا أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولوا له فليدفـع إليّ قتلة عثمـان وأسلّم لـهُ فأتوْا علياً فكلّموه بذلك فلم يدفعهم إليه".
وكان علي مجتهداً في ذلك أيضاً، فلم يستطع أن يقتص من القتلة ولم يستقر له الأمر بعدُ، وطالمـا كان معـاوية يقول: ما قاتلت علياً إلا في أمر عثمان.
ولكن لأنَّ هؤلاء الضلال أرادوا مغازلة أهل البدع جعلوا مثل هذا الكلام وسيلة لتحقيق مقاصدهم.
ومثله من يشيع أنََّ معاوية أمر بسبّ عليّ من على المنابر، وهذا كذب، وليس له دليل ثابت، ودِين معاوية يمنع من هذه الشبهة، وما يذكره بعض المؤرخين من ذلك فلا يلتفت إليه، فهم يتخوضون بلا حجة ولا دليل، ولا يفرقون بين صحيح وسقيم.
وقد جاء عن أبي زرعه الرازى أنه قال له رجل : إنى أبغض معاوية. فقال له: ولم؟ قال: لأنه قاتل علياً.
فقال له أبو زرعة: ويحك، إن ربَّ معاوية ربٌ رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فإيش دخولك أنت بينهما؟
هذا وإنَّ من سعادة المسلم أن يمتلئ قلبهُ محبةً وإجلالاً لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأن يعرَف لهم فضلَهم وسابقتهم، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن الصحابة رضي الله عنهم هُم أهل الفضل والسبق, فلولاهم بعد الله لم يصل إلينا هذا الدين نقياً واضحاً لا لبس فيه ولا إيهام.
وإن من تمام توفيق العبد أن يقتفي آثارهم؛ وأن يوقرهم ويجلهم لإجلال الله تعالى لهم، قال تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم".
فلا بدَّ من معرفة فضلهم؛ ومن ذلك الترضي عنهم لمِا خصهم الله به من الفضل والكرامة والإحسان؛ فإن من علامات السني الموفق الترضي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن علامات توقيرهم؛ سلامة القلب لهم؛ و استشعار محبتهم في القلوب؛ واليقينُ بأنهم خير هذه الأمة.
وإن من علامات الشقاء والبؤس والندم؛ الطعنُ بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسب والشتم أو التنقَصُ لهم؛ أو أن يجد في قلبه عليهم شيئاً من الغيظ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه»، وهذا خطاب لمن أسلم بعد فتح مكة من الصحابة؛ فكيف بمن بعدهم ؟.
وقال صلى الله عليه وسلم:«من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»، وقال: «لعن الله من سب أصحابي».
ومن السب التنقصُ لهم بذكر الروايات الملفقة التي لا تليق بمثلهم, أو الاستهزاء بهم بأي صورة كانت.
كم أنَّ الواجب الحذر من الخوض فيما جرى بين الصحابة من القتال؛ حتى يحمل ذلك العبد على أن يتنقص فريقاً منهم, أو يبغض أحداً منهم؛ فيكون قد تعرض لمقت الله وغضبه، ومن عقيدة أهل السنة أنه لا يجوز الخوض فيما جرى بين الصحابة؛ والعاقل من اشتغل بعيوب نفسه؛ لا أن يجلس ناقداً لعيوب خيرِ الورى بعد الأنبياء؛ وكأنه قد بلغ منزلة التمام.

محمد جديدي التبسي
2012-04-15, 09:05
بارك الله فيك أخي محمد جزاك الله خيرا
المشكلة أنه يوجد من أشباه المثقفين وأساتذة الجامعات ممن درسونا من يطعن في هذا الصحابي الجليل
نسأل الله الهدية لنا ولهم وكأن الناس قد ضمنت الجنة لتتحدث في الخلق فما بالك بخير الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم
ألا وهم صحابته الكرام رضوان الله عليهم جميعا

تصفية وتربية
2012-04-15, 09:48
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا على على التبيان الطيِّب
ومعاوية صحابي جليل وبن صحابي وأمه صحابية وخال المؤمنين وإن رغِمت أنوف

تصفية وتربية
2012-04-15, 09:50
بارك الله فيك أخي محمد جزاك الله خيرا
المشكلة أنه يوجد من أشباه المثقفين وأساتذة الجامعات ممن درسونا من يطعن في هذا الصحابي الجليل
نسأل الله الهدية لنا ولهم وكأن الناس قد ضمنت الجنة لتتحدث في الخلق فما بالك بخير الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم
ألا وهم صحابته الكرام رضوان الله عليهم جميعا


جزاكم الله خيرًا
ليت الأمر توقف عند أولئك أشباه المثقفين، فالأمر وصل لمن هم محسوبين على الدِّين ممن يُسمون دُعاة. فقد خرج أحدهم مؤخرًا يذم معاوية ويتقرّب إلى الله ببُغض معاوية والله المستعان.

miramer
2012-04-15, 09:59
بارك الله فيك

ورضي الله عنهم وأرضاهم

و أشهد الله أنني أحب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فمن أحب قوم حشر معهم

محمد جديدي التبسي
2012-04-15, 10:13
جزاكم الله خيرًا
ليت الأمر توقف عند أولئك أشباه المثقفين، فالأمر وصل لمن هم محسوبين على الدِّين ممن يُسمون دُعاة. فقد خرج أحدهم مؤخرًا يذم معاوية ويتقرّب إلى الله ببُغض معاوية والله المستعان.



بارك الله فيكم
لا أظنهم إلا الرافضة أخزاهم الله
أما وأن يكون من أدعياء السنة فتلكم المصيبة
الله المستعان

تصفية وتربية
2012-04-15, 10:17
بارك الله فيكم
لا أظنهم إلا الرافضة أخزاهم الله
أما وأن يكون من أدعياء السنة فتلكم المصيبة
الله المستعان



وفيكم بارك الله
لو كان رافضي لكان الأمر أهون وهذا غير مُستغرب منهم
إنّه للأسف محسوب على أهل السُنّة، ولله الحمد فالمشايخ ردّوا عليه بما يستحق

aboumoadh
2012-04-15, 10:31
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وشبهات المغرضين

مما لا جدال فيه بين العقلاء أنّ مِن أعظم الناس ِفضلاً؛ صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الذين بلغوا مراتب الكمال, واهتدى بهم الضلال, واختصهم الله بأعظم الفضائل وأطيب الخصال، وما وُجِد خُلقٌ إلا وقد أخذ منه الصحابةُ الحظّ الأوفر, وسبقوا إليهِ سبقاً عظيماً.
وما كان الله تعالى ليختارهم لصحبة نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم؛ ويخصّهم بهذا الفضلِ العظيم؛ إلا لعلمه سبحانه أنهم أهل له؛ قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إن الله نظر في قلوب العباد؛ فوجد قلب محمد r خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته؛ ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمدr؛ فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه» .
وهكذا كانوا رضي الله عنهم؛ فقد صاروا منارات هدى, وشموساً أضاءت الأرضين, وأحيوا بسيرتهم قلوباً ميْتةً, ونشطت بعلومهم نفوسٌ مريضة.
وقد جزاهم الله تعالى بصبرهم رفعةً وسؤدداً؛ وبوّأهم منزلة لا تنبغي لأحد من بعدهم, حتى جعلَ حبّهم ميزاناً للإيمان, وبغضهم علامةً على النفاق.
ومن أولئك الصحب الكرام أميرُ المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، الذي شرفه الله بصحبة نبيه، فكان من أفاضل أصحابه، وأصدقِهم لهجة وأكثرِهم حلماً وعدلاً.
وقد ثبت له من الفضائل الخاصة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على علو شأنه، ورفيع منزلته، وكريمِ سجاياه.
ولو لم يكن له من الفضل إلا شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم لكفى، فكيف وقد خصه النبي صلى الله عليه وسلم بفضائل وأوصاف تدل على عظيم سابقته وجليل قدره.
قال ابن القيم رحمه الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html): « فما صح عندهم في مناقب الصحابة على العموم ومناقب قريش، فمعاوية رضي الله عنه داخل فيه».
فمما ورد في فضائله رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه، قول عمير بن سعد رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه: لا تذكروا معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)إلا بخير فإني سمعت رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم يقول:"اللهم أجعله هادياً مهدياً وأهد به".
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم علِّم معاوية الكتاب وقِهِ العذاب".
وعن أم حرام بنت ملحان قالت : نام النبي صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم يوماً قريباً مني، ثم أستيقظ يبتسم فقلت : ما أضحكك؟
قال:«أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرَّة»، قالت: فادع الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت قولها، فأجابها مثلها، فقالت: أدع الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أن يجعلني منهم، فقال:«أنت من الأولين»، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت.
وقالت رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنها: سمعت رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم يقول:« أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا »، قالت أم حرام: قلت : يا رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أنا فيهم؟ قال:« أنت فيهم » ثم قال النبي صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم: « أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر-أي القسطنطينية- مغفور لهم» ، فقلت : أنا فيهم يا رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)؟ قال:« لا ».
قال أهل العلم: هذا الحديث فيه منقبة لمعاوية بن أبي سفيان (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه وذلك لأنه أول من غزا البحر، ومعنى أوجبوا: أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة، أو أوجبوا لأنفسهم المغفرة والرحمة.
ومن فضائله رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه أنه كان أحد كتاب الوحي:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)ولا يقاعدونه، فقال للنبي صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم: يا نبي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)ثلاثٌ أعطِنيهن.قال: نعم. قال : عندي أحسنُ العرب وأجمله أمُّ حبيبة بنت أبي سفيان (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أزوجكها. قال: نعم. قال:ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك. قال: نعم. قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين. قال: نعم.
قال الإمام أحمد : معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل.
ومن فضائله أنه خال المؤمنين:
قال أبو يعلى: «ويسمى إخوة أزواج رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم أخوال المؤمنين, ولسنا نريد بذلك أنهم أخوال في الحقيقة , كأخوال الأمهات من النسب, وإنما نريد أنهم في حكم الأخوال في بعض الأحكام , وهو التعظيم لهم».
وقال هارون بن عبد الله لأحمد بن حنبل: « جاءني كتاب من الرَّقة أن قوماً قالوا: لا نقول معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)خال المؤمنين فغضب وقال: ما اعتراضهم في هذا الموضع ؟ يُجفون حتى يتوبوا ».
قال الإمام أحمد: « أقول : معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)خال المؤمنين , وابن عمر خال المؤمنين؟ قال: نعم معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)زوج النبي صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم, وابن عمر أخو حفصة زوج النبي صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم».
ومن مناقبه أن عمر رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه ولاه على الشام، وأقره عثمان أيضا مدة خلافته كلها، وحسبك بمن يوليه عمر وعثمان رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنهما على الشام نحواً من عشرين سنة فيضبطه ولا يعرف عنه عجز ولا خيانة.
قال أهل العلم :« واتفاق كل من عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنهما، وهما من هما في الفضل والصحبة، ولهما المكان الأعلى والمثل من الورع والدين والتقى وسداد الرأي وحسن الفكر وتمام النظر على تأمير معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html) t على الشام لهو أكبر دليل على فضل معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html) واستحقاقه لهذه المنزلة.
وقال الذهبي:« حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم – وهو ثغر – فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضى الناس بسخائه وحلمه.. فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه، وسعة نفسه وقوة دهائه.. وكان محبباً على رعيته، عمل على نيابة الشام عشرين سنة والخلافة عشرين سنة، ولم يهجه أحد في دولته، بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم».
وقد أقام في إمارته على دمشق الشام هذه المدة الطويلة ، فلم يشك أحد منه، ولا اتهمه بجور ولا مظلمة، بل ساس الناس بالعدل والحلم فسُرَّت به البلاد، واغتبط به العباد.
قال هشام بن عروة: صلى بنا عبدالله بن الزبير يوماً من الأيام فوجم بعد الصلاة ساعة، فقال الناس: لقد حدث نفسه، فقال : لا يبعُدنَّ ابن هند، إن كانت فيه لمخارج لا نجدها في أحد بعده أبداً، والله إن كنا لنفرِقه وما الليث على براثنه بأجرأ منه فيتفارق لنا, وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منه فيتخادع لنا, والله لوددت أنا مُتِّعنا به ما دام في هذا الجبل حجر- وأشار إلى أبي قبيس- لا يتحول له عقل, ولا ينقص له قوة.
وقال ابن عباس رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنهما: ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية، (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)كان الناس يرِدون منه على أرجاء وادٍ رحب، ولم يكن بالضيق الحصر المتغضب.
وذكر قومُ عند الأعمش عمرَبن عبد العزيز وعدلَه، فقال الأعمش: فكيف لو أدركتُم معاوية؟ قالوا: في حِلمه؟ قال: لا والله! بَلْ في عَدله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
وكانت سيرة معاوية مع رعيته منخيار سيرة الولاة، وكان رعيته يحبونه، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم".
وقال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحداً أعظم حلماً ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية.
وقال بعضهم: أسمع رجل معاوية كلاماً سيئاً شديداً، فقيل له لو سطوت عليه؟ فقال: إني لأستحي من الله أن يضيقَ حلمي عن ذنب أحد رعيتي.
وفي رواية قال له رجل: يا أمير المؤمنين ما أحلمك؟ فقال: إني لأستحي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي.
قال الزهري رحمه الله: عمل معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئاً.
وقال ابن خلدون: إن دولة معاوية وأخباره كان ينبغي أن تلحق بدول الخلفاء الراشدين وأخبارهم، فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة.
وكان معاوية رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه يُحسن سياسة المُلك ويزن الأمور على وجهها، فلما قدم عمر الشام تلقاه معاوية في موكب عظيم،فاستنكر عمر ذلك، واعتذر له معاوية بقوله: إنا بأرض جواسيسُ العدو فيها كثيرة، فيجب أن نُظهِر من عز السلطان ما يكون فيه عز للإسلام وأهله ونرهبهم به".
فقال عبدالرحمن بن عوف لعمر: ما أحسن ما صدر عما أوردتَه فيه يا أمير المؤمنين، فقال عمر: من أجل ذلك جشمناه ما جشمناه.
وجاء عن معاوية رضي الله عنه ، أنه كان إذا لقي الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: مرحباً بابن رسول الله وأهلاً، و يأمر له بثلاثمائة ألف، و يلقى ابن الزبير رضي الله عنه فيقول: مرحباً بابن عمة رسول الله وابن حواريه، ويأمر له بمائة ألف.
ولما قُتِل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجاء الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية، فقال له معاوية: لو لم يكن لك فضل على يزيد إلا أن أمَّك من قريش وأمه امرأة من كلب، لكان لك عليه فضل، فكيف وأمك فاطمة بنت رسول صلى الله عليه وسلم ؟!.
وكان t يقول: والله لا أخير بين أمرين، بين الله و بين غيره، إلا اخترت الله على سواه.
ومع ما أعطاه الله وفتح عليه من المُلك كان رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه زاهداً منصرفاً عن الدنيا..
فعن أبي حملة قال : رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس و عليه ثوب مرقوع.
وقال يونس بن ميسر الزاهد: رأيت معاوية في سوق دمشق وهو مردف وراءه وصيفاً و عليه قميص مرقوع الجيب و يسير في أسواق دمشق.
ولأجل نقاء قلوبهم وحسن سريرتهم وصفاء عقيدتهم، فقد كان سلف الأمة وأهل السنة يحبون معاوية ويعرفون له قدره، ولا يذكرونه إلا بجميل ما يعرفونه عنه.
قيل لابن عباس: هل لك في أمير معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)فإنه ما أوتر إلا بواحدة،قال: إنه فقيه.
وقال أبو الدرداء: ما رأيت أحداً أشبه صلاة برسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)من أميركم هذا - يعني معاوية- (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)، قيل لقيس : أين صلاته من صلاة عمر. قال : لا أظنها إلا مثلها.
وقيل عبدالله بن المبارك أيهما أفضل: معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)بن أبي سفيان (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أم عمر بن عبدالعزيز؟ فقال:والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)مع رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة صلى معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)خلف رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم، فقال: سمع الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)لمن حمده، فقال معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)ربنا ولك الحمد فما بعد هذا ؟ .
وسأل رجلٌ المعافى بن عمران فقال: يا أبا مسعود، أين عمر بن عبدالعزيز من معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)بن أبي سفيان (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)؟!
فرأيته غضب غضباً شديداً وقال: لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم أحد، معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)رضي الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل".
وقيل لحماد بن أسامة: أيهما أفضل معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أو عمر بن عبدالعزيز؟.
فقال: لا يقاس بأصحاب رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم أحداً, قال رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم: « خير الناس قرني ».
وقال أبو بكر المروذي: قلت لأبي عبدالله-أحمد بن حنبل-أيهما أفضل: معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال : معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)أفضل، لسنا نقيس بأصحاب رسول الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم أحداً، قال النبي صلى الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)عليه وسلم: «خير الناس قرني الذي بعثت فيهم».
وعن مجاهد قال : لو رأيتم معاوية (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)لقلتم هذا المهدي .
ولما لم يرد اللهُ بأقوامٍ خيراً خاضوا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحملوا عليهم بالطعن والثلب.
وهذا من النفاق المبين، والإثم العظيم، وقد قال أبو زرعة الرازي رحمه الله: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة".
وقال الإمام أحمد: "إذا رأيت الرجل يذكر أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسوء، فاتهمه على الإسلام".
وقد خص أولئك الضلال أميرَ المؤمنين معاوية - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم- يداهنون بذلك أهل البدع والأهواء، ويريدون التوصل إلى قلوبهم من خلال هذا الفعل المشين، طمعاً في الحصول على جاهٍ أو التوصل إلى دنيا، وقد قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله:"إنما الإسلام كدارٍ لها بابٌ، فبابُ الإسلامالصحابة، فمن آذى الصحابةَ إنما أرادَ الإسلام، كمن نَقرَ البابَ إنما يريدُ دخولَ الدار، قال: فمن أراد معاويةَ فإنما أراد الصحابة".
وقال أحمد بن حنبل: ما لهم ولمعاوية نسأل الله (http://www.bdr130.net/vb/t93386.html)العافية.
وقد عمد أولئك الضلال إلى اختلاق الأكاذيب المرجفة للتنفير منه رضي الله عنه، وتطرقوا لما شجر بين الصحابة من قتال، وملأوا قلوب الناس بالأحقاد حتى عادت كقلوبهم سوداء مظلمة.
فذكروا ما حدث بين علي رضي الله عنه ومعاوية من القتال الذي كان عن اجتهاد ولم يكن بحثا عن ملك ولا دنيا، وشنعوا على معاوية أشد التشنيع.
ومعاوية رضي الله عنه لم يرد الحكم ولا اعترض على إمامة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بل طالب بتسليمه قتلة عثمان ثم يدخل في طاعته بعد ذلك، وقد جاء أبو مسلم الخولاني وناس معه إلى معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال معاوية: لا واللـه، إني لأعلم أن علياً أفضل مني، وإنه لأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أنّ عثمان قتل مظلومـا، وأنا ابن عمه، وإنمـا أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولوا له فليدفـع إليّ قتلة عثمـان وأسلّم لـهُ فأتوْا علياً فكلّموه بذلك فلم يدفعهم إليه".
وكان علي مجتهداً في ذلك أيضاً، فلم يستطع أن يقتص من القتلة ولم يستقر له الأمر بعدُ، وطالمـا كان معـاوية يقول: ما قاتلت علياً إلا في أمر عثمان.
ولكن لأنَّ هؤلاء الضلال أرادوا مغازلة أهل البدع جعلوا مثل هذا الكلام وسيلة لتحقيق مقاصدهم.
ومثله من يشيع أنََّ معاوية أمر بسبّ عليّ من على المنابر، وهذا كذب، وليس له دليل ثابت، ودِين معاوية يمنع من هذه الشبهة، وما يذكره بعض المؤرخين من ذلك فلا يلتفت إليه، فهم يتخوضون بلا حجة ولا دليل، ولا يفرقون بين صحيح وسقيم.
وقد جاء عن أبي زرعه الرازى أنه قال له رجل : إنى أبغض معاوية. فقال له: ولم؟ قال: لأنه قاتل علياً.
فقال له أبو زرعة: ويحك، إن ربَّ معاوية ربٌ رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فإيش دخولك أنت بينهما؟
هذا وإنَّ من سعادة المسلم أن يمتلئ قلبهُ محبةً وإجلالاً لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأن يعرَف لهم فضلَهم وسابقتهم، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن الصحابة رضي الله عنهم هُم أهل الفضل والسبق, فلولاهم بعد الله لم يصل إلينا هذا الدين نقياً واضحاً لا لبس فيه ولا إيهام.
وإن من تمام توفيق العبد أن يقتفي آثارهم؛ وأن يوقرهم ويجلهم لإجلال الله تعالى لهم، قال تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم".
فلا بدَّ من معرفة فضلهم؛ ومن ذلك الترضي عنهم لمِا خصهم الله به من الفضل والكرامة والإحسان؛ فإن من علامات السني الموفق الترضي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن علامات توقيرهم؛ سلامة القلب لهم؛ و استشعار محبتهم في القلوب؛ واليقينُ بأنهم خير هذه الأمة.
وإن من علامات الشقاء والبؤس والندم؛ الطعنُ بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسب والشتم أو التنقَصُ لهم؛ أو أن يجد في قلبه عليهم شيئاً من الغيظ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه»، وهذا خطاب لمن أسلم بعد فتح مكة من الصحابة؛ فكيف بمن بعدهم ؟.
وقال صلى الله عليه وسلم:«من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»، وقال: «لعن الله من سب أصحابي».
ومن السب التنقصُ لهم بذكر الروايات الملفقة التي لا تليق بمثلهم, أو الاستهزاء بهم بأي صورة كانت.
كم أنَّ الواجب الحذر من الخوض فيما جرى بين الصحابة من القتال؛ حتى يحمل ذلك العبد على أن يتنقص فريقاً منهم, أو يبغض أحداً منهم؛ فيكون قد تعرض لمقت الله وغضبه، ومن عقيدة أهل السنة أنه لا يجوز الخوض فيما جرى بين الصحابة؛ والعاقل من اشتغل بعيوب نفسه؛ لا أن يجلس ناقداً لعيوب خيرِ الورى بعد الأنبياء؛ وكأنه قد بلغ منزلة التمام.
معاوية بين الغلو في مدحه و الغلو في قدحه .
هذا حال الوهابيين و الشيعة.

*أميرةالجزائرية*
2012-04-15, 10:45
جزاك الله خيرا يا اخي
نمدح خال المؤمنين وصحابي جليل بما ذكرته السير والعلماء أحسن ما نغلو في
دعاة الباطل والبدع والمحدثات وتوسل لهم وتبرك لهم

محب السلف الصالح
2012-04-15, 12:36
وفيكم بارك الله وجزاكم الله كل خير

ونسأل الله أن يحشرنا معهم

aboumoadh
2012-04-15, 15:55
جزاك الله خيرا يا اخي
نمدح خال المؤمنين وصحابي جليل بما ذكرته السير والعلماء أحسن ما نغلو في
دعاة الباطل والبدع والمحدثات وتوسل لهم وتبرك لهم
بل هذاغلو في المدح
كم موضوعا فُتح لمحبة آل البيت و كم موضوعا فُتح لمعاوية رضي الله عنه

الظل الخفي
2012-04-15, 16:07
جزاك الله كل خير

أبو عمار
2012-04-15, 16:22
بل هذاغلو في المدح
كم موضوعا فُتح لمحبة آل البيت و كم موضوعا فُتح لمعاوية رضي الله عنه


دفاع الشيخ حمد العثمان - حفظه الله - عن كاتب الوحي معاوية رضي الله عنه


بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
مازلت استغرب من إصرار البعض على الخروج على إجماع المسلمين،ودفع الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع في نحورها ، وتأخير أقوال علماء الصحابة الكبار وإجماع الأمة العملي المتيقن والمنطوق والالتفات عن آلاف الحوادث التاريخية إلى حادثتين أو ثلاثة انتقدها الصحابة وآل البيت جميعا ، فهل هذا إلا من المعاندة للحق والإصرار على الباطل .
فيا أخانا أصول الاستدلال عندكم منكوسة ، فقول النبي صلى الله عليه وسلم المطلق أو العام منه لا يخصصه قول أو فعل الصحابي فقول الصحابي أو فعله متأخر الرتبة عن قول النبي صلى الله عليه وسلم
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ( إنما على الناس إتباع الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة صحيحها من سقيمها ، ثم بعد ذلك قول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن قول بعضهم لبعض مخالفا ، فإن اختلف نظر في الكتاب ، فأي قولهم كان أشبه بالكتاب أخذ به ، فإذا لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نظر في قول التابعين ، فأي قولهم كان أشبه بالكتاب والسنة أخذ به وترك ما أحدث الناس بعدهم ) . بدائع الفوائد 4 / 1428
وعلماء آل البيت رضي الله عنهم فضلا عن إجماع الصحابة أقروا لمعاوية رضي الله عنه بالخلافة فمن أنت وأشباهك حتى تتكلم في معاوية رضي الله عنه ؟!
فهذا ابن عباس رضي الله عنهما من سادات أهل البيت جاءه رجل وقال له : هل لك في أمير المؤمنين معاوية أوتر بركعة !!
فقال ابن عباس رضي الله عنهما : إنه لفقيه . رواه البخاري
فابن عباس رضي الله عنهما أقر الرجل على وصفه لمعاوية رضي الله عنه " أمير المؤمنين " وشهد لمعاوية رضي الله عنه بالعلم والفقه فمن أنت وأشباهك حتى تتكلم في معاوية ؟ !!
معاوية رضي الله عنه شوه سيرته وسيرة بعض الصحابة ـ " رضوان الله عليهم " ـ الخبثاء والمبتدعة والجهال ، وما أراك إلا ممن يعينهم على ذلك شعرت أو لم تشعر !!
قال قتادة : ( لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم : هذا المهدي ) .
وقال مجاهد : ( لو أدركتم معاوية لقلتم هذا المهدي ) . منهاج السنة 6 / 232 .
البعض يريد أن يعيش في أوهام مثالية أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، فهذا لا يكون ، ولن يأتي مثلهما أبدًا ، لذلك شط قلم الأخ ، ونال من صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم معاوية رضي الله عنه ، وتعامى عن مجمل سيرته وحكمه ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فلم يكن من ملوك المسلمين ملك خير من معاوية ، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيرا منهم في زمن معاوية إذا نُسبت أيامه إلى أيام من بعده ، وأما إذا نُسبت إلى أيام أبي بكر وعمر ظهر التفاضل ) منهاج السنة 6 / 232 .
وهكذا حالنا نحن مع ولاتنا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( إقامة أكثر شرائع الإسلام وإن لم يمكن إقامة جميعها ، فهذا هو الواجب ) .
الصحابة رضي الله عنهم وآل البيت الكرام رضي الله عنهم طووا صفحة الجراحات والاقتتالات فتنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما عن الخلافة لبني أمية وقد صار ملكا بعد أن كان خلافة راشدة وأجمعت الأمة على ذلك ، وانقادت وسمي بعام الجماعة ، وأنت الآن بعد خمسين ثلاثمائة وألف سنة تريد أن تُرجع الأمة إلى الوراء وتُنكئ الجراحات ؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله :
( في الصحيح من حديث أبي بكرة أنه قال للحسن : " إن ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين ).
فمدح الحسن وأثنى عليه بما أصلح الله به بين الطائفتين حين ترك القتال ، وقد بويع له واختار الأصلح ، وحقن الدماء مع نزوله عن الأمر
فلو كان القتال مأمورا به لم يمدح الحسن ويثني عليه بترك ما أمر الله به وفعل ما نهى الله عنه» مجموع الفتاوى ) 28 / 513
فهل الحسن بن علي رضي الله عنهما غش الأمة ، وأنتم تريدون نصحها بإثارة الفتن وإعادة الأمة إلى الوراء ؟! .
فمنهج القوم منكوس قطعا يتعلقون بحادثتين أو ثلاث تراجع عن بعضها أصحابها أنفسهم ، وأنكر الباقي الصحابة ويتغافلون عن إجماع الأمة العملي في الصبر على أئمة الجور إلى يومنا هذا ، فهل من غافل فينتبه ، ومغرور فيزدجر ؟!! .
حكينا لكم في المقال السابق استقرار إجماع أهل السنة على عدم الخروج على الحاكم المسلم الجائر ونقلنا الإجماع على ذلك عن ثلاثة جهابذة كبار النووي وابن حجر وابن تيمية رحم الله الجميع وأنت تريد نقض ما استقر عليه إجماع أهل السنة قال تعالى { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } سورة النساء الآية 115 .
فالنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ما يحصل للولاة من التغير قال له الصحابة " أفلا ننابذهم بالسيف ؟! قال : لا ما صلوا " ، وذكرنا لكم قول ابن المبارك رحمه الله أن هذا الحديث يقيد أحاديث الخروج على الحكام وابن عمر رضي الله عنهما زجر عن خلع يزيد كما في صحيح البخاري ، وأنس بن مالك رضي الله عنه شكا له الناس ظلم الحجاج فأمر بالصبر كما في البخاري ، والحجاج هو ممن ظلم ابن الزبير رضي الله عنه ، وغيره من خيار عباد الله الصالحين ، والصحابة وآل البيت كجابر بن عبدالله وأبي سعيد الخدري وابن عباس رضي الله عنهم أنكروا على الحسين بن علي رضي الله عنهما الخروج على يزيد ، وكان آخر الأمرين من أمر الحسين هو السمع والطاعة له بالمعروف والجهاد تحت ولايته ، فان الحسين بن علي رضي الله عنهما لما جاءه عسكر عبيد الله بن زياد ـ عليه من الله ما يستحق ـ عدل عن الخروج على يزيد ، وطلب منهم أن يرجع من حيث أتى ـ يعني الحجاز ـ أو يتركوه يذهب إلى ثغر من الثغور يجاهد في سبيل الله ، أو يذهبوا به إلى يزيد ليقضي فيه ، فأبى الظالم عبيد الله بن زياد إلا قتله عافانا الله .
فآخر الأمرين من أمر الحســـــين رضي الله عنهما هو ترك الخروج على الأئمة ، فافهم هذا جيداً .
والقوم لا يحسنون الاستدلال بآثار الصحابة ولا الحوادث التاريخية فقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه " قد وُليت عليكم ولســـــت بخيركم ، فان أحسنت فأعينوني وان أسأت فقوموني " ، فهو خير الأمة رضي الله عنه ، وقوله " لست بخيركم " قالها تواضعا رضي الله عنه ، وقوله " قوموني " أي بالنصيحة وليس بالخروج الذي يسمى بـ " قلب النظام " في اصطلاح أهل هذا العصر ، فنصيحة الحكام في أخطائهم واجب ، أما أنتم فدعوتم للخروج على الحاكم المسلم ، وهذا مذهب الخوارج وليس مذهب أبي بكر الصديق رضي الله عنه فهناك فرق بين نصيحة الحكام وبين الخروج عليهم .
وأما قول عمر رضي الله عنه " من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو والذين بايعه ، تغرة أن يقتلا " ،فهذا ضدكم فقول عمر رضي الله عنه هو في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم " من أتاكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق كلمتكم فاضربوا عنقه كائنا من كان " رواه مسلم فهو دليل آخر في وجوب لزوم الجماعة وتحريم الخروج على الولاة

يزيد خير من القعدية

يزيد وقعت منه عظائم ولا شك ولكنه بلا ريب خير من القعدية فيزيد كان أمير أول جيش غزا القسطنطينية في إمارة أبيه وفي صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له "

قطبية لا ســـــــلفية

هذا الطعن في معاوية رضي الله عنه وفي خلافة بني أمية إنما دخل على الأخ من قراءة كتب سيد قطب ، وسيد قطب ليس من علماء المسلمين زرع بذور التكفير والانقلابات في عقائد هؤلاء القوم ، فإياكم وإياهم ، فهؤلاء القوم ارتسموا منهج سيد قطب ، ثم زعمــــوا زورا أنها " السلفية " وما هي من السلفية والذي لا إله إلا هو .
سيد قطب وأشباهه حرشوا بين الصحابة وآل البيت بعد أن سكنت النفوس وانمحت الثارات فجاؤوا يحيونها ، فبئس المنهج والله .
قال شهاب بن خراش رحمه الله : " أدركت من أدركت من صدر هذه الأمة وهم يقولون : اذكروا مجلس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تأتلف عليه القلوب ، ولا تذكروا الذي شجر بينهم فتحرشوا عليهم الناس " سير أعلام النبلاء 8 / 285 .
وحسبي في خاتمة مقالي أن اذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله : ( إياك أن تتكلم في احد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خصمك غدا النبي صلى الله عليه وسلم ) .والحمد الله رب العالمين
كتب د. حمد بن ابراهيم العثمان
- المصدر : جريدة " عالم اليوم " الكويتية الخميس 26 / 11 / 1428 هـ ـ 6 / 12 / 2007 م

aboumoadh
2012-04-15, 16:39
دفاع الشيخ حمد العثمان - حفظه الله - عن كاتب الوحي معاوية رضي الله عنه


بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
مازلت استغرب من إصرار البعض على الخروج على إجماع المسلمين،ودفع الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع في نحورها ، وتأخير أقوال علماء الصحابة الكبار وإجماع الأمة العملي المتيقن والمنطوق والالتفات عن آلاف الحوادث التاريخية إلى حادثتين أو ثلاثة انتقدها الصحابة وآل البيت جميعا ، فهل هذا إلا من المعاندة للحق والإصرار على الباطل .
فيا أخانا أصول الاستدلال عندكم منكوسة ، فقول النبي صلى الله عليه وسلم المطلق أو العام منه لا يخصصه قول أو فعل الصحابي فقول الصحابي أو فعله متأخر الرتبة عن قول النبي صلى الله عليه وسلم
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ( إنما على الناس إتباع الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة صحيحها من سقيمها ، ثم بعد ذلك قول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن قول بعضهم لبعض مخالفا ، فإن اختلف نظر في الكتاب ، فأي قولهم كان أشبه بالكتاب أخذ به ، فإذا لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نظر في قول التابعين ، فأي قولهم كان أشبه بالكتاب والسنة أخذ به وترك ما أحدث الناس بعدهم ) . بدائع الفوائد 4 / 1428
وعلماء آل البيت رضي الله عنهم فضلا عن إجماع الصحابة أقروا لمعاوية رضي الله عنه بالخلافة فمن أنت وأشباهك حتى تتكلم في معاوية رضي الله عنه ؟!
فهذا ابن عباس رضي الله عنهما من سادات أهل البيت جاءه رجل وقال له : هل لك في أمير المؤمنين معاوية أوتر بركعة !!
فقال ابن عباس رضي الله عنهما : إنه لفقيه . رواه البخاري
فابن عباس رضي الله عنهما أقر الرجل على وصفه لمعاوية رضي الله عنه " أمير المؤمنين " وشهد لمعاوية رضي الله عنه بالعلم والفقه فمن أنت وأشباهك حتى تتكلم في معاوية ؟ !!
معاوية رضي الله عنه شوه سيرته وسيرة بعض الصحابة ـ " رضوان الله عليهم " ـ الخبثاء والمبتدعة والجهال ، وما أراك إلا ممن يعينهم على ذلك شعرت أو لم تشعر !!
قال قتادة : ( لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم : هذا المهدي ) .
وقال مجاهد : ( لو أدركتم معاوية لقلتم هذا المهدي ) . منهاج السنة 6 / 232 .
البعض يريد أن يعيش في أوهام مثالية أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، فهذا لا يكون ، ولن يأتي مثلهما أبدًا ، لذلك شط قلم الأخ ، ونال من صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم معاوية رضي الله عنه ، وتعامى عن مجمل سيرته وحكمه ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فلم يكن من ملوك المسلمين ملك خير من معاوية ، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيرا منهم في زمن معاوية إذا نُسبت أيامه إلى أيام من بعده ، وأما إذا نُسبت إلى أيام أبي بكر وعمر ظهر التفاضل ) منهاج السنة 6 / 232 .
وهكذا حالنا نحن مع ولاتنا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( إقامة أكثر شرائع الإسلام وإن لم يمكن إقامة جميعها ، فهذا هو الواجب ) .
الصحابة رضي الله عنهم وآل البيت الكرام رضي الله عنهم طووا صفحة الجراحات والاقتتالات فتنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما عن الخلافة لبني أمية وقد صار ملكا بعد أن كان خلافة راشدة وأجمعت الأمة على ذلك ، وانقادت وسمي بعام الجماعة ، وأنت الآن بعد خمسين ثلاثمائة وألف سنة تريد أن تُرجع الأمة إلى الوراء وتُنكئ الجراحات ؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله :
( في الصحيح من حديث أبي بكرة أنه قال للحسن : " إن ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين ).
فمدح الحسن وأثنى عليه بما أصلح الله به بين الطائفتين حين ترك القتال ، وقد بويع له واختار الأصلح ، وحقن الدماء مع نزوله عن الأمر
فلو كان القتال مأمورا به لم يمدح الحسن ويثني عليه بترك ما أمر الله به وفعل ما نهى الله عنه» مجموع الفتاوى ) 28 / 513
فهل الحسن بن علي رضي الله عنهما غش الأمة ، وأنتم تريدون نصحها بإثارة الفتن وإعادة الأمة إلى الوراء ؟! .
فمنهج القوم منكوس قطعا يتعلقون بحادثتين أو ثلاث تراجع عن بعضها أصحابها أنفسهم ، وأنكر الباقي الصحابة ويتغافلون عن إجماع الأمة العملي في الصبر على أئمة الجور إلى يومنا هذا ، فهل من غافل فينتبه ، ومغرور فيزدجر ؟!! .
حكينا لكم في المقال السابق استقرار إجماع أهل السنة على عدم الخروج على الحاكم المسلم الجائر ونقلنا الإجماع على ذلك عن ثلاثة جهابذة كبار النووي وابن حجر وابن تيمية رحم الله الجميع وأنت تريد نقض ما استقر عليه إجماع أهل السنة قال تعالى { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } سورة النساء الآية 115 .
فالنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ما يحصل للولاة من التغير قال له الصحابة " أفلا ننابذهم بالسيف ؟! قال : لا ما صلوا " ، وذكرنا لكم قول ابن المبارك رحمه الله أن هذا الحديث يقيد أحاديث الخروج على الحكام وابن عمر رضي الله عنهما زجر عن خلع يزيد كما في صحيح البخاري ، وأنس بن مالك رضي الله عنه شكا له الناس ظلم الحجاج فأمر بالصبر كما في البخاري ، والحجاج هو ممن ظلم ابن الزبير رضي الله عنه ، وغيره من خيار عباد الله الصالحين ، والصحابة وآل البيت كجابر بن عبدالله وأبي سعيد الخدري وابن عباس رضي الله عنهم أنكروا على الحسين بن علي رضي الله عنهما الخروج على يزيد ، وكان آخر الأمرين من أمر الحسين هو السمع والطاعة له بالمعروف والجهاد تحت ولايته ، فان الحسين بن علي رضي الله عنهما لما جاءه عسكر عبيد الله بن زياد ـ عليه من الله ما يستحق ـ عدل عن الخروج على يزيد ، وطلب منهم أن يرجع من حيث أتى ـ يعني الحجاز ـ أو يتركوه يذهب إلى ثغر من الثغور يجاهد في سبيل الله ، أو يذهبوا به إلى يزيد ليقضي فيه ، فأبى الظالم عبيد الله بن زياد إلا قتله عافانا الله .
فآخر الأمرين من أمر الحســـــين رضي الله عنهما هو ترك الخروج على الأئمة ، فافهم هذا جيداً .
والقوم لا يحسنون الاستدلال بآثار الصحابة ولا الحوادث التاريخية فقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه " قد وُليت عليكم ولســـــت بخيركم ، فان أحسنت فأعينوني وان أسأت فقوموني " ، فهو خير الأمة رضي الله عنه ، وقوله " لست بخيركم " قالها تواضعا رضي الله عنه ، وقوله " قوموني " أي بالنصيحة وليس بالخروج الذي يسمى بـ " قلب النظام " في اصطلاح أهل هذا العصر ، فنصيحة الحكام في أخطائهم واجب ، أما أنتم فدعوتم للخروج على الحاكم المسلم ، وهذا مذهب الخوارج وليس مذهب أبي بكر الصديق رضي الله عنه فهناك فرق بين نصيحة الحكام وبين الخروج عليهم .
وأما قول عمر رضي الله عنه " من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو والذين بايعه ، تغرة أن يقتلا " ،فهذا ضدكم فقول عمر رضي الله عنه هو في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم " من أتاكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق كلمتكم فاضربوا عنقه كائنا من كان " رواه مسلم فهو دليل آخر في وجوب لزوم الجماعة وتحريم الخروج على الولاة

يزيد خير من القعدية

يزيد وقعت منه عظائم ولا شك ولكنه بلا ريب خير من القعدية فيزيد كان أمير أول جيش غزا القسطنطينية في إمارة أبيه وفي صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له "

قطبية لا ســـــــلفية

هذا الطعن في معاوية رضي الله عنه وفي خلافة بني أمية إنما دخل على الأخ من قراءة كتب سيد قطب ، وسيد قطب ليس من علماء المسلمين زرع بذور التكفير والانقلابات في عقائد هؤلاء القوم ، فإياكم وإياهم ، فهؤلاء القوم ارتسموا منهج سيد قطب ، ثم زعمــــوا زورا أنها " السلفية " وما هي من السلفية والذي لا إله إلا هو .
سيد قطب وأشباهه حرشوا بين الصحابة وآل البيت بعد أن سكنت النفوس وانمحت الثارات فجاؤوا يحيونها ، فبئس المنهج والله .
قال شهاب بن خراش رحمه الله : " أدركت من أدركت من صدر هذه الأمة وهم يقولون : اذكروا مجلس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تأتلف عليه القلوب ، ولا تذكروا الذي شجر بينهم فتحرشوا عليهم الناس " سير أعلام النبلاء 8 / 285 .
وحسبي في خاتمة مقالي أن اذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله : ( إياك أن تتكلم في احد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خصمك غدا النبي صلى الله عليه وسلم ) .والحمد الله رب العالمين
كتب د. حمد بن ابراهيم العثمان
- المصدر : جريدة " عالم اليوم " الكويتية الخميس 26 / 11 / 1428 هـ ـ 6 / 12 / 2007 م

ما الذي قلته حتى تتهمني بما وضعت بالون الأحمر


وعلماء آل البيت رضي الله عنهم فضلا عن إجماع الصحابة أقروا لمعاوية رضي الله عنه بالخلافة فمن أنت وأشباهك حتى تتكلم في معاوية رضي الله عنه ؟! وما أراك إلا ممن يعينهم على ذلك شعرت أو لم تشعر !![quote]وأنتم تريدون نصحها بإثارة الفتن وإعادة الأمة إلى الوراء ؟! .
فمنهج القوم منكوس قطعا يتعلقون بحادثتين أو ثلاث تراجع عن بعضها أصحابها أنفسهم

أما هذه
فهو دليل آخر في وجوب لزوم الجماعة وتحريم الخروج على الولاة
فلا ليتك ترد المستشقرين
الحكم في الإسلام إستبدادي? (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=931903) http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=931903


قال شهاب بن خراش رحمه الله : "أدركت من أدركت من صدر هذه الأمة وهم يقولون : اذكروا مجلس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تأتلف عليه القلوب ، ولا تذكروا الذي شجر بينهم فتحرشوا عليهم الناس

دراسة التاريخ للعبرة لا يعني طعنا فيهم بل من جهة يساعد على معرفة حقيقة ما حصل مبرأًً من تحريفات الشيعة و من جهة أخرى للإستفادة من هذه الحوادث لكي لا تحدث مرة أخرى.
هل دراسة ما حدث لحاطب بن بلتعة و هو أفضل من معاوية يوم الفتح طعن فيه?

ريحانة الجزائرية
2012-04-15, 16:47
قول الإمام الشافعي رحمه الله : ( إياك أن تتكلم في احد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خصمك غدا النبي صلى الله عليه وسلم ) .والحمد الله رب العالمين
صدق والله رحمه الله
سبحان الله من البعض من نصبكم في الطعن والنيل من الصحابة لماذا انتم
من خولكم لذلك ولماذا ولاي إتجاه تروجون لانه معروف من هم الذين
يروجون لهذا ليس من أجل حبهم لآل البيت بل كرههم لأهل السنة
وتفريق شملهم وكلمتهم .......

العنبلي الأصيل
2012-05-07, 15:28
والعجب كل العجب انك إن رددت على أحد طعنه في معاوية فأنت متشدد غالِ .ولم؟ لأن الطاعن -في معاوية- علم من الاعلام الأدباء المفكرين!!! .فلا مجال للتنبيه على ذلك.
للرفع..............

محب السلف الصالح
2012-05-07, 18:50
جزاكم الله كل خير

aboumoadh
2012-05-07, 19:33
قرأت نبذة عن حياة عُلَي بن رباح بن قصير فوجدت هذا
عُلَي بن رباح بن قصير

عُلَي بن رباح ابن قصير بن قشيب ابن يثيع الثقة العالم واسمه علي وإنما صغر فقال أبو عبد الرحمن المقرئ كانت بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه فبلغ ذلك رباحا فقال هوعُلَي قلت علي بن رباح ولد في صدر خلافة عثمان فلعله غير وهو شاب له وفادة على معاوية وكان من أشراف العرب قد روى عن عمرو بن العاص فكان آخر من حدث عنه فيما علمت وأبي هريرة وعقبة بن عامر وأبي قتادة الأنصاري وفضالة بن عبيد وعدة من الصحابة وطال عمره وأكثر عنه ولده موسى بن علي وروى عنه أيضا يزيد ابن أبي حبيب وحميد بن هانىء ومعروف بن سويد وآخرون وكان أحد الثقات وقد روى عنه ولده أنه قال كنت خلف مؤدبي فسمعته يبكي فقلت مالك قال قتل أمير المؤمنين عثمان وكنت بالشام وأما أبو سعيد بن يونس فذكر أن مولده عام اليرموك قال وذهبت عينه يوم ذات الصواري في البحر مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح سنة أربع وثلاثين قال وكانت له منزلة من عبد العزيز بن مروان وهو الذي زف أم البنين بنته إلى ابن عمها الوليد ثم إن عبد العزيز تغير عليه وأبعده فأغزاه إفريقية فلم يزل بها حتى مات يقال مات سنة أربع عشرة ومئة.

ماصحة هذا القول المكتوب بالأزرق ؟