lepoete_sa
2009-01-08, 21:06
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة من واقعنا اليومي
طلقها .. فرب جلباب تحته ذئبه
** ــــــــــــــــــــ **
تزوج من فتاة سلفية من ضواحي العاصمة ، تحمل شهادة ليسانس شريعة
وكان كأسعد ما يكون ،
باختصار شديد
لم تمض سنة واحدة حتى اختلفا في منتصف الطريق
أول الخلاف
بكل جرأة واجهته
شريعة الله لم تكلفني أن اخدم أمك واهلك ،
جمعت أوراقها كاملة وطلبت إليه أن يحملها إلى بيت أهلها في العاصمة فلا يجوز أن تسافر المرأة بلا محرم ، .. وهو الحق الذي عليه الأمة
سافرت ...
قال المسكين مُخْبرا عن نفسه ، كنت أرجو ا أنها إذا سافرت ، فكرتْ في أمرها فيشدها الحنين إلي زوجها فتثوب إلى رشدها ،
يوم .. يومين .. شهر تقريبا وبضعة أيام
صلى الفجر وسافر إلى زوجه
بدون تفاصيل
كانت دقات قلبه تتسارع شوقا إليها
هناك ....
بوجه عابس قابلته
كانت هي ووالدتها وأخ لها سلفي المنهج .. اثري العقيدة .. وشيء من هذا كثير
لم ينطق بشيء وهو يحتسي فنجان شاي في يده
ثم تبسم قائلا
لا بد أن نرجع.. هيا اجمعي إغراضك قبل أن يدركنا الوقت .
أجابته بكل جرأة كعادتها في حضور أخيها السلفي الأثري
نرجع إلى أين .. ؟
قال : طبعا إلى دارنا
قالت: دارنا أم دار أمك .. ؟
قال : دار أمي .. ودارك
: قالت : لا ..؟
قال : سأرجع وحدي إذا ...؟
قالت كما تشاء ، - دبر راسك ، كي تولي عندك دار تلقاني نسنى فيك –
قالتها بلهجة عاصمية ، فيها القاف غينا أو هي قريبة من هذا الذي أثبتناه
عاد المسكين إلى الجلفة
وبقيت درا لقمان على حالها
فالتقيته يوما .. لا اذكر تحديدا متى
فقص عليا القصص وقال : إني لأرجوا أن تفيدني برأي ياشيخ علي
قلت مبتسما وممازحا إياه لا يغرنك شيبي ربما أنا اصغر منك بكثير
هل أقول لك أمرا في نفسي
قال : تفصل
قلت بكل جرأة
طلقها
قال : ماذا ...؟؟؟؟؟
قلت الم تسمعني طلقها .. اجل طلقها
قال : بأي شريعة تفتي يا هذا ..؟
قلت بشريعة الله التي أفتتك بها صاحبتك
وتفرقنا كل منا إلى حال سبيله
**
وفي المساء يبدو أن الرجل لم يهدا له بال فأبى إلا أن يراجعني في حديثي معه ، فعلمت من ابن أخ لي انه يطلبني ويرغب أن أَحْضر غالى بيتهم بُعيْد صلاة العشاء ..
ذهبت إليه
وجلسنا طويلا وخضنا في كثير من المسائل ..
ثم عرجنا على موضوعه فقال لي
كنت أحسبك ستقول لي راجعها أو استرضيها أو شيء من هذا القبيل
ثم قال لي ألا ترى أنها على حق في مسالة خدمة الأهل .. ؟؟
قلت : لا .. ليست على حق ..أنت واهم ..
إنها من جهلها بدين الله تناست ركيزة مهمة من ركائز الإيمان ألا وهو الإحسان .
إن من الإحسان أن تخدم أمك واهلك بل وحتى جيرانك
إن من الإحسان أن تكون قدوة للناس في سلوكها وتصرفاتها
إن من الإحسان ما لو فقهنا أمره استقام حالنا
وقد اختلف في المراد بالإحسان هل يقتصر على قدر الواجب أو ربما زاد عليها ، والظاهر كما اخبر الحافظ بن حجر في الفتح انه الثاني ،
ولعل هذا الذي ذكرناه من هذا الباب ، وهو الذي جهلته صاحبتك ...
وللحافظ بن حجر أظن في المجلد العاشر من الفتح كلام رائع في المسالة لا يحظرني الآن يتعلق بالإنفاق على ذوي الارحام ، وصلة الرحم ورعاية الأبناء والأخوات لضعف حالهن ..و إن شئت أن تنظره هناك يكون أجمل واقرب للفهم الذي نريده ..
إن الإثم ما حاك في نفسك وخشيت أن يطلع عليه الناس
ألا تخشى أن يشيع أمرك بين الناس في هذه البلدة الطيبة ..شاور نفسك .
وكذلك من الإيمان ما تُسر به .. وتفرح أن يطلع عليه الناس
إن المعاصي كلها شعب من شعب الكفر
وكذا الطاعات كلها شعب من شعب الإيمان
ودعك من هذا كله ..هذه الأخت السلفية لو فقهت دينها جيدا لعلمت أن طاعتها وصبرها على زوجها ، ملاذها الآمن يوم القيامة ، ولعلمت أن لزوجها عليها حقا .
و والله إني لأعلم فتيات من طاعتهن لأزواجهن ما أرجو أن يدخلن به الجنة يوم القيامة ، مع قليل علمهن وعملهن وجهلهن بكثير من أمور دينهن ..ولسن بسلفيات بالوصف الذي يروقك .
ليست السلفية تلك التي تنظر في تلك المطويات وتفتي الناس بما فيها
وليست السلفية تلك التي تفرق بين الرجل وأهله
وليست السلفية تلك التي تحط من قدر زوجها بين أهله لمجرد رأي قرأته في مجلة أو كتاب او في منتديات الانترنت
وانأ اعلم جيدا أن بعض الإخوان من أهل الجلفة الأصليين - لان هناك أهل جلفة مزيفين -
ممن اتصلت أسبابهم بأسباب أهل العاصمة اغتروا بمظاهر الناس هناك ، فلما خبروا القوم صاروا كالذي يرى السراب يحسبه ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ،
ولقد حضرت زفاف احد الإخوة تزوج ابنة عم له من هنا من الجلفة ، وحضر حفل الزفاف احد الإخوة الفضلاء من أهل العلم الشرعي ، وهو متزوج من العاصمة ، ويحضر الماجستير في سوريا ، وهو لو ادعى انه سلفي لوجبت في حقه ، فهمس في أذني ، أن العريس كان قد طلب إليه في وقت مضى أن يتوسط له للزواج من العاصمة ، قلت له لا لم يفعل إنها ابنة عم له ، فقال الشيخ الفاضل : الحمد لله ، انه لم يفعل ...
قلت لصاحبي ومع هذا الذي ذكرت لك فانا لم اقل لك طلقها لهذا السبب بل لأسباب أخرى ولرئي خاص في نفسي
فاسمع مني تفصيله
إن أهل الجلفة يغلب عليهم طابع البداوة ، بحيائهم وكرمهم وخجلهم وتقديرهم واحترامهم للكبير ، وعطفهم على الصغير ، يغلب عليهم إكرام الضيف وتقديمه ،
وأهل الجلفة ، تربو أن يكون الوالد هو رب البيت والأسرة فلا يُقطع أمر دونه ، ثم تكون المنزلة للأخ الأكبر من بعده وللكبرى من البنات مكانة الأم يُرد أليها الأمر في كل شيء، حتى وان استقل كل فرد في البيت بزوجة وأهل تبقى تلك المهابة تسود ، أفراد تلك العائلة ..
وتجد الأخ أو الأخت تضحي من اجل إخوتها على حساب مصلحتها الشخصية ، واني لأعرف من فرطت في الزواج وزهدت فيه من اجل إخوتها بعد فقد أمهم ومن الإخوة من فعل ذلك وعن طيب خاطر فتجد التضحية بين أفراد الأسرة عاملا رئيسيا تقوم عليه الأسرة في الجلفة ، ولو شئت أن اذكر لك من الأمثلة على ذلك ممن تعرفهم لما استطعت ربما أن أحصي لك ذلك .
فقاطعني قائلا : من غير أن تفعل فوالدي ضحى من اجل إخوته حتى تزوجوا كلهم واستقلوا ببيوت ثم اتخذ له بيتازوجة بعد أن جاوز الأربعين ، ولما أرادوا قسمة ميراث الجد في الأرض أعطى نصيبه لأخته الكبرى لان زوجها رجل فقير الحال .، وبقي هو يسكن في حي شعبي قديم ما زلنا نقيم فيه غالى اليوم ، وانتقل غالى رحمة ربه .
قلت الحمد لله .. رحمة الله عليه
هذا حال أهل الجلفة .
أما القوم هناك ، فيغلب عليهم طابع الجفاء بين أفراد الآسرة حتى صارت نوادرهم على كل لسان وما قصة الشاب الذي اخبروه عن حال أخته ، لعله أن يدركها ....... فتنفس الصعداء ثم قال : حسبتك تقول أن المولودية خسرت ..
وان كانت مجرد نادرة لكنها تنم عن حال القوم هناك ، ولقد ترك الفرنسيون آثارهم باقية على جلود القوم هناك وسلوكهم وتصرفاتهم حتى وان لبسوا مسوح أهل العفة والتدين ، لقد كنا صغارا يُعيّرُ بعضنا بعضا ، أن يُعلم من حال شاب أن أخته تنظر من ثقب الباب .
فالنظر من ثقب الباب كان عندنا عورة ، فلما جاءتنا هذه الحمراء أضحى بروز النساء وربات الخدور فضيلة ، والله المستعان ،
طلقها ..طلقها
ولك في بنات عمك ما يُغنيك إن أردت أن يستقيم حالك وتظفر برضى أمك وربك وتكون أخواتك سترا لك من النار يوم القيامة ..
و للإمام احمد من حديث أم سلمه : من انفق على ابنتين أو أختين أو ذات قرابة يحتسب عليهما ..... إلى آخر الحديث - فورد ذكر الأخوات هنا قرينا بالأبناء وفيه إشارة لطيفة إلى وجوب الإنفاق من باب الإحسان على الأخوات بدل ، أن يتركن للضياع في متاهات الشوارع والإدارات طلبا للقمة العيش ،..
و والله ولعلك تعرف فلانا ........ ، على علمه و جلالة قدره وكونه احد السلفيين هنا في الجلفة و الذين احترمهم إلا انه داخلني شيء منه في الفترة الأخير لما علمت أن له أختا تخلى عنها ولجأت إلى العمل لدى احد الخواص ، بمبلغ ثمانية آلاف دينار مع العلم أن الله فتح عليه في المدة الأخير ولا يضره أن تبقى أخته في البيت ويعطيها ذلك المبلغ ، فلعل لوثة القوم إصابته بدائها ، فمن عاشر قوما أربعين ليلة صار منهم فكيف به وقد مكث هناك أكثر من ثمان سنوات ، فسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
خذها مني حكمة وعض عليها بالنواجذ
إن التي تأنف أن تخدم أمك لا تصلح أن تكون جارية بباب دارك
ولا يغرنك أمر النقاب والجلباب فرب نقاب تحته ذئبه
والله المستعان ..
قصة من واقعنا اليومي
طلقها .. فرب جلباب تحته ذئبه
** ــــــــــــــــــــ **
تزوج من فتاة سلفية من ضواحي العاصمة ، تحمل شهادة ليسانس شريعة
وكان كأسعد ما يكون ،
باختصار شديد
لم تمض سنة واحدة حتى اختلفا في منتصف الطريق
أول الخلاف
بكل جرأة واجهته
شريعة الله لم تكلفني أن اخدم أمك واهلك ،
جمعت أوراقها كاملة وطلبت إليه أن يحملها إلى بيت أهلها في العاصمة فلا يجوز أن تسافر المرأة بلا محرم ، .. وهو الحق الذي عليه الأمة
سافرت ...
قال المسكين مُخْبرا عن نفسه ، كنت أرجو ا أنها إذا سافرت ، فكرتْ في أمرها فيشدها الحنين إلي زوجها فتثوب إلى رشدها ،
يوم .. يومين .. شهر تقريبا وبضعة أيام
صلى الفجر وسافر إلى زوجه
بدون تفاصيل
كانت دقات قلبه تتسارع شوقا إليها
هناك ....
بوجه عابس قابلته
كانت هي ووالدتها وأخ لها سلفي المنهج .. اثري العقيدة .. وشيء من هذا كثير
لم ينطق بشيء وهو يحتسي فنجان شاي في يده
ثم تبسم قائلا
لا بد أن نرجع.. هيا اجمعي إغراضك قبل أن يدركنا الوقت .
أجابته بكل جرأة كعادتها في حضور أخيها السلفي الأثري
نرجع إلى أين .. ؟
قال : طبعا إلى دارنا
قالت: دارنا أم دار أمك .. ؟
قال : دار أمي .. ودارك
: قالت : لا ..؟
قال : سأرجع وحدي إذا ...؟
قالت كما تشاء ، - دبر راسك ، كي تولي عندك دار تلقاني نسنى فيك –
قالتها بلهجة عاصمية ، فيها القاف غينا أو هي قريبة من هذا الذي أثبتناه
عاد المسكين إلى الجلفة
وبقيت درا لقمان على حالها
فالتقيته يوما .. لا اذكر تحديدا متى
فقص عليا القصص وقال : إني لأرجوا أن تفيدني برأي ياشيخ علي
قلت مبتسما وممازحا إياه لا يغرنك شيبي ربما أنا اصغر منك بكثير
هل أقول لك أمرا في نفسي
قال : تفصل
قلت بكل جرأة
طلقها
قال : ماذا ...؟؟؟؟؟
قلت الم تسمعني طلقها .. اجل طلقها
قال : بأي شريعة تفتي يا هذا ..؟
قلت بشريعة الله التي أفتتك بها صاحبتك
وتفرقنا كل منا إلى حال سبيله
**
وفي المساء يبدو أن الرجل لم يهدا له بال فأبى إلا أن يراجعني في حديثي معه ، فعلمت من ابن أخ لي انه يطلبني ويرغب أن أَحْضر غالى بيتهم بُعيْد صلاة العشاء ..
ذهبت إليه
وجلسنا طويلا وخضنا في كثير من المسائل ..
ثم عرجنا على موضوعه فقال لي
كنت أحسبك ستقول لي راجعها أو استرضيها أو شيء من هذا القبيل
ثم قال لي ألا ترى أنها على حق في مسالة خدمة الأهل .. ؟؟
قلت : لا .. ليست على حق ..أنت واهم ..
إنها من جهلها بدين الله تناست ركيزة مهمة من ركائز الإيمان ألا وهو الإحسان .
إن من الإحسان أن تخدم أمك واهلك بل وحتى جيرانك
إن من الإحسان أن تكون قدوة للناس في سلوكها وتصرفاتها
إن من الإحسان ما لو فقهنا أمره استقام حالنا
وقد اختلف في المراد بالإحسان هل يقتصر على قدر الواجب أو ربما زاد عليها ، والظاهر كما اخبر الحافظ بن حجر في الفتح انه الثاني ،
ولعل هذا الذي ذكرناه من هذا الباب ، وهو الذي جهلته صاحبتك ...
وللحافظ بن حجر أظن في المجلد العاشر من الفتح كلام رائع في المسالة لا يحظرني الآن يتعلق بالإنفاق على ذوي الارحام ، وصلة الرحم ورعاية الأبناء والأخوات لضعف حالهن ..و إن شئت أن تنظره هناك يكون أجمل واقرب للفهم الذي نريده ..
إن الإثم ما حاك في نفسك وخشيت أن يطلع عليه الناس
ألا تخشى أن يشيع أمرك بين الناس في هذه البلدة الطيبة ..شاور نفسك .
وكذلك من الإيمان ما تُسر به .. وتفرح أن يطلع عليه الناس
إن المعاصي كلها شعب من شعب الكفر
وكذا الطاعات كلها شعب من شعب الإيمان
ودعك من هذا كله ..هذه الأخت السلفية لو فقهت دينها جيدا لعلمت أن طاعتها وصبرها على زوجها ، ملاذها الآمن يوم القيامة ، ولعلمت أن لزوجها عليها حقا .
و والله إني لأعلم فتيات من طاعتهن لأزواجهن ما أرجو أن يدخلن به الجنة يوم القيامة ، مع قليل علمهن وعملهن وجهلهن بكثير من أمور دينهن ..ولسن بسلفيات بالوصف الذي يروقك .
ليست السلفية تلك التي تنظر في تلك المطويات وتفتي الناس بما فيها
وليست السلفية تلك التي تفرق بين الرجل وأهله
وليست السلفية تلك التي تحط من قدر زوجها بين أهله لمجرد رأي قرأته في مجلة أو كتاب او في منتديات الانترنت
وانأ اعلم جيدا أن بعض الإخوان من أهل الجلفة الأصليين - لان هناك أهل جلفة مزيفين -
ممن اتصلت أسبابهم بأسباب أهل العاصمة اغتروا بمظاهر الناس هناك ، فلما خبروا القوم صاروا كالذي يرى السراب يحسبه ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ،
ولقد حضرت زفاف احد الإخوة تزوج ابنة عم له من هنا من الجلفة ، وحضر حفل الزفاف احد الإخوة الفضلاء من أهل العلم الشرعي ، وهو متزوج من العاصمة ، ويحضر الماجستير في سوريا ، وهو لو ادعى انه سلفي لوجبت في حقه ، فهمس في أذني ، أن العريس كان قد طلب إليه في وقت مضى أن يتوسط له للزواج من العاصمة ، قلت له لا لم يفعل إنها ابنة عم له ، فقال الشيخ الفاضل : الحمد لله ، انه لم يفعل ...
قلت لصاحبي ومع هذا الذي ذكرت لك فانا لم اقل لك طلقها لهذا السبب بل لأسباب أخرى ولرئي خاص في نفسي
فاسمع مني تفصيله
إن أهل الجلفة يغلب عليهم طابع البداوة ، بحيائهم وكرمهم وخجلهم وتقديرهم واحترامهم للكبير ، وعطفهم على الصغير ، يغلب عليهم إكرام الضيف وتقديمه ،
وأهل الجلفة ، تربو أن يكون الوالد هو رب البيت والأسرة فلا يُقطع أمر دونه ، ثم تكون المنزلة للأخ الأكبر من بعده وللكبرى من البنات مكانة الأم يُرد أليها الأمر في كل شيء، حتى وان استقل كل فرد في البيت بزوجة وأهل تبقى تلك المهابة تسود ، أفراد تلك العائلة ..
وتجد الأخ أو الأخت تضحي من اجل إخوتها على حساب مصلحتها الشخصية ، واني لأعرف من فرطت في الزواج وزهدت فيه من اجل إخوتها بعد فقد أمهم ومن الإخوة من فعل ذلك وعن طيب خاطر فتجد التضحية بين أفراد الأسرة عاملا رئيسيا تقوم عليه الأسرة في الجلفة ، ولو شئت أن اذكر لك من الأمثلة على ذلك ممن تعرفهم لما استطعت ربما أن أحصي لك ذلك .
فقاطعني قائلا : من غير أن تفعل فوالدي ضحى من اجل إخوته حتى تزوجوا كلهم واستقلوا ببيوت ثم اتخذ له بيتازوجة بعد أن جاوز الأربعين ، ولما أرادوا قسمة ميراث الجد في الأرض أعطى نصيبه لأخته الكبرى لان زوجها رجل فقير الحال .، وبقي هو يسكن في حي شعبي قديم ما زلنا نقيم فيه غالى اليوم ، وانتقل غالى رحمة ربه .
قلت الحمد لله .. رحمة الله عليه
هذا حال أهل الجلفة .
أما القوم هناك ، فيغلب عليهم طابع الجفاء بين أفراد الآسرة حتى صارت نوادرهم على كل لسان وما قصة الشاب الذي اخبروه عن حال أخته ، لعله أن يدركها ....... فتنفس الصعداء ثم قال : حسبتك تقول أن المولودية خسرت ..
وان كانت مجرد نادرة لكنها تنم عن حال القوم هناك ، ولقد ترك الفرنسيون آثارهم باقية على جلود القوم هناك وسلوكهم وتصرفاتهم حتى وان لبسوا مسوح أهل العفة والتدين ، لقد كنا صغارا يُعيّرُ بعضنا بعضا ، أن يُعلم من حال شاب أن أخته تنظر من ثقب الباب .
فالنظر من ثقب الباب كان عندنا عورة ، فلما جاءتنا هذه الحمراء أضحى بروز النساء وربات الخدور فضيلة ، والله المستعان ،
طلقها ..طلقها
ولك في بنات عمك ما يُغنيك إن أردت أن يستقيم حالك وتظفر برضى أمك وربك وتكون أخواتك سترا لك من النار يوم القيامة ..
و للإمام احمد من حديث أم سلمه : من انفق على ابنتين أو أختين أو ذات قرابة يحتسب عليهما ..... إلى آخر الحديث - فورد ذكر الأخوات هنا قرينا بالأبناء وفيه إشارة لطيفة إلى وجوب الإنفاق من باب الإحسان على الأخوات بدل ، أن يتركن للضياع في متاهات الشوارع والإدارات طلبا للقمة العيش ،..
و والله ولعلك تعرف فلانا ........ ، على علمه و جلالة قدره وكونه احد السلفيين هنا في الجلفة و الذين احترمهم إلا انه داخلني شيء منه في الفترة الأخير لما علمت أن له أختا تخلى عنها ولجأت إلى العمل لدى احد الخواص ، بمبلغ ثمانية آلاف دينار مع العلم أن الله فتح عليه في المدة الأخير ولا يضره أن تبقى أخته في البيت ويعطيها ذلك المبلغ ، فلعل لوثة القوم إصابته بدائها ، فمن عاشر قوما أربعين ليلة صار منهم فكيف به وقد مكث هناك أكثر من ثمان سنوات ، فسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
خذها مني حكمة وعض عليها بالنواجذ
إن التي تأنف أن تخدم أمك لا تصلح أن تكون جارية بباب دارك
ولا يغرنك أمر النقاب والجلباب فرب نقاب تحته ذئبه
والله المستعان ..