تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الديوان الجيجلي للسياحة


toufik chellouche
2012-04-13, 22:06
الديوان الجيجلي للسياحة
يوم دراسي حول:
أهمية الترويج لقطاع السياحة في ولاية جيجل
يوم 14/04/2012


مداخلة حول:
تحديات قطاع السياحة في الجزائر
_ولاية جيجل نموذجا_
أ.بودخدخ كريم








مقدمة:
يلعب قطاع السياحة دورا مهما ورئيسيا في دعم حركية النشاط الإقتصادي باعتباره قطاعا حيويا يساهم في تكوين الناتج الداخلي الخام ومن ثم دعم معدلات النمو وازدهار النشاط الإقتصادي خصوصا لما يشمله من جوانب وأنشطة عديدة يكون لها الإستفادة الكبيرة من رقي وتطور هذا القطاع، ومن ثم التأثير إيجابا على حركية الإقتصاد.
وقد شهدت السياحة على المستوى العالمي تطورات كبيرة نظرا لاستفادتها من التطورات العديدة التي مست الجانب الخدماتي سواء ما تعلق الأمر بوسائل النقل،الإتصال،الراحة....الخ والتي ساهمت إلى حد كبير في تعزيز القدرات السياحية للعديد من الدول، إضافة إلى مساهمتها في التأثير إيجابا على تطور السياحة المتعلق سواء بالطبيعة (المناظر الطبيعية الخلابة كالصحراء، الشلالات، الجبال) أو بالآثار التاريخية.
وكغيره من القطاعات الإقتصادية يعرف القطاع السياحي تزايد المنافسة الدائرة حوله بين مختلف دول العالم، سعيا ورغبة منها إلى استقطاب أكبر عدد من السياح ومن ثم الإستفادة من التأثيرات الإيجابية لذلك التوافد على اقتصادياتها المحلية سواء كان تأثيرا مباشرا أو غير مباشر.
وتحوز الجزائر على قدرات كبيرة في مجال السياحة تؤهلها لتبوء مرتبة متقدمة بين الدول السياحية لو تم استغلال ما تحوز عليه من موارد وإمكانيات، لكن الواقع يشير إلى أن قطاع السياحة وكغيره من بقية القطاعات يعاني من تدهور كبير ولا يعكس حقيقة ما تملكه الجزائر من قدرات في هذا المجال، وهذا ما يتجلى في تنافسية هذا القطاع مقارنة مع بقية الدول من خلال تقرير تنافسية قطاع السياحة والنقل العالمي، وعلى هذا الأساس وفي ظل واقع قطاع السياحة في الجزائر، فإن هذا الأخير يواجه العديد من التحديات التي تعتبر بمثابة العوائق التي تحول دون تطور هذا القطاع وتعزيز مكانته في النشاط الإقتصادي بالجزائر.
وانطلاقا مما سبق فإننا نحاول من خلال هذه الورقة البحثية الإجابة عن الإشكالية التالية:
ماهو واقع تنافسية قطاع السياحة في الجزائر؟ وفيما تتمثل التحديات التي تواجهه انطلاقا من ذلك؟
حيث قسمت الدراسة فضلا عن مقدمة وخاتمة إلى المحاور التالية:
المحور الأول: واقع تنافسية قطاع السياحة في الجزائر دوليا
المحور الثاني: تحديات قطاع السياحة في ولاية جيجل




المحور الأول: واقع تنافسية قطاع السياحة في الجزائر دوليا
إن ارتكاز قطاع السياحة في تطوره على توافد السياح الأجانب جعل من ارتباطه بقطاع السفر أمرا ضروريا، وهذا ما تجلى في اعتبار الهيئات الدولية المتخصصة كلا من السياحة والسفر قطاعا واحدا نظرا لتكاملهما وترابطهما،وقد تزايدت أهمية موضوع التنافسية في هذا القطاع بحكم أنه قطاع خدماتي وعلى درجة كبيرة من الحساسية اتجاه تفضيلات السياح التي تؤثر فيها عديد العوامل والمحددات.
1_ نظرة حول أهمية قطاع السياحة والسفر
يحوز قطاع السياحة والسفر على أهمية وتأثير اقتصادي كبيرين، حيث أنه وتبعا لتقديرات المنظمة العالمية للسياحة فإن عدد السياح الأجانب الوافدين بلغ 924 مليونا سنة 2008 بزيادة قدرها 2% عن ما سبق تسجيله سنة 2007، وانطلاقا من التأثير المباشر وغير المباشر لهذا القطاع في المجال الإقتصادي فإن مساهمته سنة 2011 قدرت بـ 6:
_ 9.2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي؛
_ 4.8% من حجم الصادرات؛
_ 9.2% من حجم الإستثمار العالمي.
وما يوضح أهمية هذا القطاع كمحرك للنمو والإزدهار الإقتصادي، أي أن تطور قطاع السياحة والسفر لدولة ما ينعكس بالإيجاب على حجم العمالة ومن ثم على حجم الدخل الوطني، ومن ثم تحسين وضعية ميزان المدفوعات وكذا مستوى المعيشة، هو أن له نوعين من التأثير هما 7:
_ التأثير المباشر: ويتعلق بما يمثله الإنفاق في هذا القطاع من دخل مباشر لعناصر الإنتاج التي شاركت في تقديم المنتج أو الخدمة ببنودهما المختلفة، حيث ينقسم إلى قسمين رئيسيين: قسم يخص عوامل الإنتاج الموظفة في القطاع السياحي، والآخر يخص عوامل الإنتاج الموظفة في القطاعات الموردة للقطاع السياحي.
_ انعكاس غير مباشر: ويتمثل في تنشيط الدورة الاقتصادية بالأثر المضاعف للإنفاق السياحي، والذي يطلق علية اصطلاح "المضاعف السياحي "Tourism Multiplier ويتمثل في مجموع الدخول المتولدة بعد ذلك خلال دورات الإنفاق السياحي، ذلك أن الدخل الذي يحصل عليه المشاركين في تقديم المنتج السياحي، يوجهونه في إطار تلبية احتياجاتهم نحو الإنفاق الإستهلاكي على السلع والخدمات وهذا ما يسمح عن طريق الميل الحدي للإستهلاك باستمرار توليد دخول جديدة لأطراف أخرى من أصحاب عناصر الإنتاج في قطاعات مختلفة، ستقوم بدورها بإنفاق جزء من هذه الدخول على احتياجاتها الإستهلاكية، وهكذا تستمر دورة الدخل والإنفاق حتى يتلاشى أثر الإنفاق الأولى ، كما أنها تتسبب في توليد دخول عامة تساهم في تدعيم الاستثمارات العمومية بفضل ما تسببه من زيادة الموارد الضريبية المفروضة على نشاط السياح، وبطبيعة الحال فإن التزايد النهائي في الدخل خلال دورة إنفاق مدتها سنة يكون أعلى من التزايد الأولى الذي ولده الإنفاق المباشر للسياح.
وعلى هذا الأساس تبرز ضرورة الإهتمام بمدى تنافسية هذا القطاع على المستوى الدولي، لأنها توضح المستوى الذي وصلت إلية الإستراتيجيات والسياسات المهتمة بتسيير هذا القطاع، حيث أن ذلك يمكن من معرفة عوامل النجاح والضعف ومن ثم العمل على تعزيز نقاط القوة وتصحيح نقاط الضعف بما يساهم في تعزيز تنافسية هذا القطاع دوليا ومن ثم الإستفادة بشكل أكبر ن تأثيراته الإيجابية على النشاط الإقتصادي والإجتماعي.
2_ مؤشر تنافسية قطاع السياحة والسفر
يتولى المنتدى الإقتصادي العالمي وبصفة دورية إصدار تقرير التنافسية العالمي لقطاع السياحة والسفر والذي يشمل 133 دولة، إذ يكون الهدف من خلال إعداده هو قياس وتحديد العوامل والسياسات التي تعمل على تطوير قطاع السياحة والسفر في مختلف الدول.
حيث يغطي هذا التقرير دراسة ما مجموعه 14 مؤشرا فرعيا تجمع في 3 مؤشرات رئيسية وهي: الإطار التنظيمي، بيئة الأعمال والبنية الأساسية و الموارد البشرية الثقافية والطبيعية، حيث أن تركيبة هذا المؤشر تبرز كما يلي:
الشكل 01: تركيبات مؤشر تنافسية قطاع السياحة والسفر












Source: Jennifer Blanke and Thea Chiesa :: The Travel & Tourism Competitiveness Report, World economic forum ,2007, p6.
وانطلاقا من المؤشرات السابقة نجد ترتيب أفضل 5 الدول من حيث واقع قطاع السفر والسياحة فيها سنة 2011 كما يلي:
الجدول 01: ترتيب أفضل 5 دول من حيث واقع قطاع السفر والسياحة سنة 2011
المؤشرات

الدول المؤشر الإجمالي

الترتيب المؤشر الإطار التنظيمي

الترتيب المؤشر بيئة الأعمال والبنية الأساسية
الترتيب المؤشر
الموارد البشرية الثقافية والطبيعية
الترتيب المؤشر
سويسرا 1 5.68 1 5.99 1 5.58 2 5.48
ألمانيا 2 5.50 12 5.67 2 5.57 5 5.26
فرنسا 3 5.41 7 5.71 8 5.35 9 5.18
النمسا 4 5.41 3 5.89 12 5.19 10 5.13
السويد 5 5.34 11 5.67 15 5.15 8 5.21
المصدر: من إعداد الباحثين اعتمادا على تقرير المنتدى الإقتصادي العالمي حول تنافسية قطاع السياحة والسفر لسنة 2011.
أما من ناحية أفضل الدول في سنة 2011 ترتيبا في كل محور من المحاور الثلاثة التي يستند عليها مؤشر تنافسية قطاع السياحة والسفر نجد 8:
_ فيما يخص محور الإطار التنظيمي أن سويسرا، إيسلندا والنمسا تحتل المراتب الثلاثة الأولى على الترتيب؛
_ فيما يخص محور بيئة الأعمال والبنية الأساسية نجد المراتب الثلاثة الأولى تحتلها على الترتيب دول سويسرا، ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية؛
_ أما فيما يخص محور الموارد الطبيعية الثقافية والبشرية فإن المراتب الثلاثة الأولى على الترتيب عادت إلى كل من الولايات المتحدة الأمريكية، سويسرا والمملكة المتحدة البريطانية.
3_ مكانة قطاع السياحة والسفر في الجزائر دوليا
أوضح تقرير تنافسية قطاع السياحة والسفر كما يبرزه الجدول 02 مكانة تنافسية هذا القطاع في الجزائر مع بقية دول العالم، بحيث أنها جاءت في مراتب جد متدنية تعكس الواقع المتردي الذي يعيشه قطاع السياحة والسفر في الجزائر ويعزز من التحديات التي تواجهه قصد الرقي بصناعة هذا القطاع ودعم دورها في عملية النمو و الإزدهار الإقتصادي.



الجدول 02: تطور تنافسية قطاع السياحة والسفر في الجزائر سنوات: 2007، 2009 و 2011.
السنوات 2007 (124 دولة) 2009 ( 133 دولة) 2011 (139 دولة)
الترتيب العام 93 115 113
قيمة المؤشر 3.67 3.31 3.37
المصدر: من إعداد الباحثين اعتمادا على تقارير المنتدى الإقتصادي العالمي حول تنافسية قطاع السياحة والسفر لسنوات:2007،2009 و2011.
يتوضح لنا من خلال الجدول أعلاه الوضعية الصعبة التي يتواجد عليها قطاع السياحة في الجزائر، حيث أن تنافسيته بعيدة كل البعد عن المستويات والمعايير الدولية، رغم ما تتوافر عليه الجزائر من إمكانيات ومقومات تسمح لها بالرقي والنهوض بصناعة هذا القطاع ومن ثم الإستفادة من تأثيره على النشاط الإقتصادي سواء كان تأثيرا مباشرا أو غير مباشر.
وقد شهدت حركة السياح بالنسبة للجزائر الوافدين سواء من حيث الحجم أو قيمة المداخيل المسار الذي يوضحه الشكل التالي:
الشكل 02: قيمة مداخيل وحجم السياح الجزائر 1995-2009

Source : Jennifer Blanke and Thea Chiesa ::op-cit, p 110.
ويتوضح لنا من خلال الشكل السابق كيف أن عدد السياح الوافدين إلى الجزائر شهد تزايدا ملحوظا طوال الفترة 1995-2009 خصوصا بعد تحسن الوضع الأمني الذي كان يعتبر الهاجس الأكبر لتوافد السياح الأجانب، لكن الملاحظ أيضا هو أن المداخيل المحصل عليها من توافد السياح الأجانب تعتبر ضئيلة والسبب في ذلك هو ضعف الخدمات المرافقة للنشاط السياحي وهو ما يعكسه ترتيب الجزائر العام وحتى على مستوى المؤشرات الفرعية الخاصة بذلك الجانب كما سنوضحه لاحقا.



3_1_ تنافسية الإطار التنظيمي لقطاع للسياحة والسفر في الجزائر
يقوم الإطار التنظيمي لقطاع السياحة والسفر على جملة من المقومات التي يستند عليها في تقييم تنافسية هذا القطاع من هذا الجانب، حيث أنه يرتكز على دراسة الأطر القانونية والتنظيمية التي من خلالها يتبين 9:
_ مدى مرونة القوانين والإجراءات التنظيمية فيما يخص الحصول على التأشيرة،التكاليف والتوقيت اللازم للبدء في مشروع استثماري؛
_ مدى اهتمام الدولة المعنية بالبيئة وسعيها لحمايتها؛
_ مدى توفر الحماية والأمن من خلال التركيز على حوادث المرور؛
_ نوعية الرعاية الصحية ومدى تطورها من خلال توضيح مدى إمكانية الحصول على العلاج والمياه الصحية؛
_ مدى اهتمام الدولة بقطاع السياحة والسفر وخصوصا من خلال حجم نفقاتها العامة لهذا القطاع وكذا مشاركاتها في التظاهرات والمعارض الخاصة بالقطاع على المستوى الدولي.
وقد شهدت تنافسية قطاع السياحة والسفر في الجزائر على مستوى الإطار التنظيمي بمختلف فروعه التطورات التي يعكسها الجدول التالي:
الجدول 03: تطور تنافسية قطاع السياحة والسفر في الجزائر على مستوى الإطار التنظيمي سنوات 2007، 2009 و2011
المؤشرات السنوات 2007 2009 2011
الإطار التنظيمي 89 108 112
السياسات والقواعد التنظيمية 113 111 118
بيئة قطاع السياحة والسفر 82 116 120
السلامة والأمن 74 97 95
الصحة العامة 53 81 84
أولويات استراتيجيات القطاع 109 124 130
المصدر: من إعداد الباحثين اعتمادا على تقارير المنتدى الإقتصادي العالمي حول تنافسية قطاع السياحة والسفر لسنوات:2007،2009 و2011.
إن الملاحظ هو أن قطاع السياحة والسفر في الجزائر متخلف على مستوى الإطار التنظيمي، حيث شهدت تنافسيته تراجعات ملحوظة يمكن إرجاعها إلى عوامل داخلية مرتبطة بالجزائر في حد ذاتها كما يمكن إيعازها للتطورات الحاصلة دوليا في نفس القطاع والتي عملت على تراجع ترتيب الجزائر، لكن المؤكد هو أن الأسباب الرئيسية في هذا التراجع تعود بالأساس إلى الداخل وذلك في ضعف وعدم مرونة السياسات والقواعد التنظيمية الخاصة بالحصول على التأشيرات،التكاليف والتوقيت اللازم للبدء في مشروع استثماري من جهة، وكذا عدم بروز هذا القطاع كأولوية بالنسبة للحكومة الجزائرية سواء بسبب انخفاض حجم النفقات العامة الموجهة للقطاع أو بسبب قلة تمثيل الجزائر في التظاهرات والأحداث والمعارض الخاصة بالقطاع على المستوى الدولي.
3_2_ تنافسية بيئة الأعمال والبنية الأساسية لقطاع للسياحة والسفر في الجزائر
ويشير محور بيئة الأعمال والبنية الأساسية إلى مدى تطور البنى التحتية سواء فيما تعلق الأمر بالنقل البري، النقل الجوي، المجال السياحي وكذا في مجال الإتصالات والمعلومات،بحكم ما توفره البنى التحتية من مرونة أكبر وراحة أعلى في انتقال السياح، زيادة على التركيز على مدى تنافسية الأسعار على مستوى هذا القطاع سواء من خلال أسعار التذاكر، معدل التضخم المحلي وأسعار الوقود والفنادق.
وقد جاءت تنافسية بيئة الأعمال والبنية الأساسية لهذا القطاع في الجزائر كما يلي:
الجدول 04: تطور تنافسية قطاع السياحة والسفر في الجزائر على مستوى بيئة الأعمال والبنية الأساسية
سنوات 2007، 2009 و2011
المؤشرات السنوات 2007 2009 2011
بيئة الأعمال والبنية الأساسية 93 98 110
البنية الأساسية للنقل الجوي 101 110 103
البنية الأساسية للنقل البري 78 101 105
البنية الأساسية السياحية 114 95 122
البنية الأساسية لتكنولوجيا
المعلومات والإتصال 118 97 107
تنافسية الأسعار في قطاع السياحة 09 32 35
المصدر: من إعداد الباحثين اعتمادا على تقارير المنتدى الإقتصادي العالمي حول تنافسية قطاع السياحة والسفر لسنوات:2007،2009 و2011.
ومقارنة بسنتي 2007 و 2009 فقد تدهورت تنافسية قطاع السياحة والسفر في الجزائر على مستوى بيئة الأعمال والبنية الأساسية، والذي يرجع إلى ضعف أداء هذا القطاع سواء من ناحية البنى الأساسية في مختلف جوانبها وكذا للتطور الذي تسجله بقية الدول على مستوى هذا الجانب مما عزز من تراجع تنافسية الجزائر دوليا، في حين أن هذا القطاع يحتل مكانة جيدة من حيث التنافسية السعرية رغم تراجعها سنتي 2009 و 2011 مقارنة بما كانت عليه سنة 2007 إلا أنها تبقى غير كافية في ظل عدم وجود بنى تحتية متطورة تساعد على توفير الراحة بشكل أساسي للسياح الأجانب.
3_3_ تنافسية الموارد البشرية، الثقافية والطبيعية لقطاع للسياحة والسفر في الجزائر
يعتبر محور الموارد البشرية على درجة كبيرة من الأهمية في تنافسية قطاع السفر والسياحة لأي بلد، حيث أنه يشير إلى مدى تطور الموارد البشرية من ناحية التأهيل والمستوى المعرفي والدراسي، زيادة على عدد المواقع الثقافية والطبيعية ذات الصيت العالمي والتي تبرز في مجملها القدرات السياحية للبلد.


وبالنسبة للجزائر، يوضح الجدول 05 مدى ضعف تنافسية قطاع السياحة والسفر في الجزائر من حيث هذا الجانب، إذ أنه ورغم بروز الموارد الثقافية في مرتبة حسنة نسبيا لما تملكه الجزائر من مواقع ثقافية مصنفة دوليا، إلا أنها تبقى دون المستوى فيما يخص الموارد الطبيعية و البشرية لضعف التأهيل العلمي والمعرفي وخصوصا فيما يخص مدى فهم المجتمع للسياحة،وهذا كله ينعكس سلبا على توافد السياح الأجانب من جهة وعلى النشاطات المتعلقة بالقطاع من جهة أخرى.
الجدول 05: تطور تنافسية قطاع السياحة والسفر في الجزائر على مستوى تنافسية الموارد البشرية، الثقافية والطبيعية
سنوات 2007، 2009 و2011
المؤشرات السنوات
2007 2009 2011
الموارد البشرية، الثقافية والطبيعية 127 127 116
الموارد البشرية 101 101 91
الفهم الوطني للسياحة / 132 129
الموارد الطبيعية 65 105 99
الموارد الثقافية 65 69 72
المصدر: من إعداد الباحثين اعتمادا على تقارير المنتدى الإقتصادي العالمي حول تنافسية قطاع السياحة والسفر لسنوات:2007،2009 و2011.
المحور الثاني: تحديات قطاع السياحة في ولاية جيجل
إن الواقع المتردي الذي يعيشه قطاع السياحة والسفر في الجزائر بشكل عام من خلال ما أوردته مختلف تقارير المنتدى الإقتصادي العالمي لعديد السنوات، يعكس الصعوبات التي يعيشها هذا القطاع على مستوى كامل ولايات القطر الجزائري.
فولاية جيجل التي تقع على الساحل الشرقي للجزائر تعتبر من أكثر الوجهات والأقطاب السياحية في الجزائر نظرا لما تزخر به من مقومات سياحية طبيعية هامة، إذ أن تردي وضع القطاع السياحي في الجزائر ناتج بالأساس عن تدهور وضعية هذا القطاع على مستوى مختلف الأقطاب السياحية ولايات الجزائر ومنها بالأساس ولاية جيجل باعتبارها ذات ثقل كبير في السياحة الجزائرية.




1_واقع قطاع السياحة في ولاية جيجل
تسمح دراسة القطاع السياحي بتشخيص شامل لواقع هذا السوق في جانبي العرض والطلب وهو ما يمن من الوقوف عند جوانب اختلال هذا السوق، كما تسمح دراسة السوق السياحي بتحديد الاتجاهات المستقبلية لهذا السوق بناء، وهو ما يُساعد على التنبؤ بحجم ونوع الطلب المستقبلي.
1_1 تحليل العرض السياحي
أ_ هياكل الاستقبال التي تنشط على مستوى ولاية جيجل
يقدر عدد هياكل الإيواء بالولاية 52وحدة إيواء بطاقة استيعاب إجـمالية 7753 سرير سنة 2011، وما يميز هذا العرض أنه يتركز في المناطق الحضرية والساحلية، والجدول التالي يوضح طبيعة هياكل الاستقبال المتوفرة على مستوى ولاية جيجل:














ب_المؤسسات والجمعيات السياحية:
بلغ عدد وكالات السياحة والأسفار على مستوى ولاية جيجل 03 وكالات سنة 2011 بعد أن بلغ العدد 05 وكالات سنة 2010، وهذا بعد أن تم سحب رخص استغلال وكالتين سياحيتين نتيجة الإخلال بالقواعد، وتنحصر نشاطات هذه الوكالات في بيع التذاكر وتنظيم الرحلات والعمرة إضافة إلى استغلال المخيمات العائلية ومراكز العطل، وبلغ إجمالي رقم أعمال هذه الوكالات 106605685.82دج سنة 2011.
أما يخص الدواوين السياحية توجد على مستوى ولاية جيجل 08 دواوين سياحية معتمدة، دورها التعريف بالمنتجات السياحية المحلية وترقيتها، الا أن جزءا كبيرا من هذه الدواوين لا يقوم بدوره كما يجب.
1_2 تحليل الطلب السياحي
إن تحليل الطلب السياحي المحلي يتضمن عدة جوانب تتمثل في الطلب (التوافد) على هياكل الإيواء بكل أنواعها إضافة إلى الطلب على المنتجات السياحية المختلفة والمتمثلة أساسا في التوافد على المرافق السياحية من شواطئ والمحميات الطبيعة والحدائق والمطاعم السياحية.
أ_ الطلب على هياكل الإيواء
يتمثل الطلب على هياكل الإيواء في حجم التوافد على هذه الهياكل والليالي المٌقضاة بها، وهو طلب يتنوع بين الهياكل الفندقية والمخيمات الصيفية بالخصوص.
ففيما يخص التوافد على الفنادق تعرف ولاية جيجل توافدا ضعيفا للسياح خلال الفترات العادية للسنة، إلا أنها تُسجل ارتفاعا كبيرا في عدد السياح المتوافدين عليها خلال كل موسم سياحي، والجدول التالي يوضح تطور عدد السياح المتوافدين على ولاية جيجل بين سنوات 2008 و2001.
ويبين الجدول أن سنة 2008 عرفت تراجعا في عدد المتوافدين على الفنادق، وهذا يُفسر بتفضيل جزء كبير من السياح المتوافدين على الولاية التوجه نحو كراء المنازل بدلا من الإقامة في الفنادق خاصة وأن موسم الاصطياف المتزامن مع هاتين السنتين تميز بكونه أطول مقارنة بسنتي 2009 و 2010 (بسبب شهر رمضان)، وهو ما أعطى فرصة للسياح للحجز وكراء المنازل بشكل أكبر مما كان في سنتي 2009 و2010 اللتين تميزتا بضغط الوقت وهو ما أجبر فئة معينة من السياح بالحجز في الفنادق بسبب صعوبة إيجاد منازل للكراء.
وتشير أرقام مديرية السياحة لولاية جيجل أن السداسي الأول لسنة 2009 عرف زيادة في عدد الليالي المقضاة بفنادق الولاية بنسبة4.11% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2008، وهذا دليل على تطور نوع آخر من أشكال السياحة بالولاية و هي سياحة الأعمال التي نشطت نتيجة الديناميكية التنموية التي تعرفها الولاية من الناحية الاقتصادية والتجارية لاسيما النشاط المتنامي لميناء جن جن إضافة إلى الجولات الاستطلاعية التي يقوم بها مختلف المستثمرين الأجانب بهدف بعث مشاريع اقتصادية بالمنطقة الحرة بلارة.
الجدول رقم (2 ): تطور عدد السياح المتوافدين على فنادق الولاية والليالي المقضاة بين سنوات 2008 و 2011.
2011 2010 2009 2008
الليالي الوصول الليالي الوصول الليالي الوصول الليالي الوصول
80743 46500 73249 41961 62036 37294 55883 34664 الجزائريين
4712 1348 3181 1642 5130 1511 2880 1326 الاجانب
85455 47848 76430 43603 67166 38805 58763 35990 المجموع
11.81% 9.74% 13.8% 12.4% 14.3% 7.8% -15.4% -2.41% نسبة التغير السنوية للمجموع

المصدر: من إعداد الباحث بالاعتماد على تقارير الحصيلة السنوية لمديرية السياحة والصناعات التقليدية
أما فيما يخص المخيمات العائلية فهي تشكل أحد المكونات الرئيسية لهياكل الإيواء خلال ذروة الموسم السياحي لتساهم بذلك في توفير جزء كبير من الطاقة الإيوائية كما يوضحه الجدول التالي:
الجدول رقم (3): تطور عدد السياح المتوافدين على المخيمات العائلية والليالي المقضاة بين سنوات 2008 و2011
2011 2010 2009 2008
الليالي المقضاة المتوافدين الليالي المقضاة المتوافدين الليالي المقضاة المتوافدين الليالي المقضاة المتوافدين
141918 23653 118500 19750 120000 14300 140000 20000 العدد
19,76% 19.76% -1,25% 38,11% -14.28% -29.5% -8,80% -21,8% نسبة التغير السنوية
المصدر: من إعداد الباحث بالاعتماد على تقارير الحصيلة السنوية لمديرية السياحة والصناعات التقليدية
يبين الجدول أن عدد المتوافدين على المخيمات العائلية في تناقص مستمر من سنوات 2007 الى 2009، وسجلت سنة 2010 ارتفاعا في عدد المتوافدين بنسبة 38.11% مقارنة مع سنة 2009 الا أن هذا الرقم المسجل يبقى منخفضا مقارنة بسنة 2007 أين بلغ عدد المتوافدين على المخيمات العائلية 25583 سائحا، كما نسجل أيضا انخفاضا سنويا مستمرا في عدد الليالي المقضاة وهذا بسب تقلص فترة موسم الاصطياف كنتيجة لحلول شهر رمضان الكريم، والذي يتبعه استعداد العائلات للدخول الاجتماعي الجديد، فيما عرفت سنة 2011 توافدا كبيرا من طرف العائلات على مختلف مخيمات الولاية بسبب ارتفاع أسعار الإقامة في الفنادق إضافة إلى الظروف التي مرت بها تونس والتي دفعت بشريحة من السياح الجزائريين إلى تغيير وجهتهم السياحية إلى المدن الجزائرية.
ب_ الطلب على المنتجات السياحية
تزخر ولاية جيجل على طول ساحلها الممتد على مسافة 120 كلم بأجمل الشواطئ وهو ما جعلها تحظى باستقبال الآلاف من المصطافين من كل أنحاء الوطن، إذ يبلغ عدد الشواطئ بالولاية 50 شاطئا منها 23 شاطئا مسموحا للسباحة والباقي غير مسموح بسبب عدم تهيئتها، وقد تطور عدد المتوافدين على الشواطئ المحروسة بالولاية كما هو موضح بالشكل الموالي:
الشكل رقم (2):عدد المتوافدين على الشواطئ المحروسة بين سنوات 2008 و2010

المصدر: من إعداد الباحث.
بالإضافة إلى الشواطئ التي تشهد إقبالا كبيرا خلال موسم الاصطياف، فان الولاية تزخر بالعديد من المواقع السياحية التي تكون قبلة السياح على مدار السنة وتزداد الأعداد كثافة خلال فترة الصيف، والجدول الموالي يوضح الطلب السياحي على هذه المواقع:
الجدول رقم ( 24):عدد المتوافدين على المواقع السياحية بين سنتي 2008 و2009.
نسبة التغير 2009 2008
91,66% 479157 250000 حظيرة الحيوانات
79,27% 197195 110000 الكهوف العجيبة
91,54% 172393 90000 غار الباز
88,61% 848745 450000 المجموع
المصدر: من إعداد الباحث


2_عوامل تطور قطاع السياحة في ولاية جيجل
إن ما سبق ذكره من واقع لقطاع السياحة في ولاية جيجل يثبت أن هذا القطاع يواجه العديد من التحديات حتى يتحول إلى قطاع قائم بحد ذاته في النشاط الإقتصادي ويساهم في دعم النمو والإزدهار الإقتصادي، وذلك تماشيا مع سعي الجزائر للخروج تدريجيا من تبعية الإقتصاد الجزائري للمحروقات وتنويع النشاط الإقتصادي والتأسيس لاقتصاد حقيقي قائم على توليد الثروة وتوفير مناصب شغل تساهم في خلق ديناميكية للنشاط الإقتصادي بالجزائر.
وعلى هذا الأساس وانطلاقا من الوقائع السابقة وما جاءت به التقارير الدولية حول تنافسية قطاع السياحة في الجزائر يمكن الإشارة إلى جملة من العوامل التي تعتبر بمثابة تحديات أساسية ويتوجب على صناع القرار أخذها بعين الإعتبار في إطار بناء استراتيجية مثلى للنهوض بقطاع السياحة ليس في ولاية جيجل فقط وإنما على مستوى الجزائر ككل، ومن ثم الإستفادة من تأثيراته الإيجابية المباشرة وغير المباشرة على النشاط الإقتصادي الوطني.
2_1 زيادة الإنفاق الحكومي على قطاع السياحة
إن تطور قطاع السياحة والسفر بالجزائر يتطلب بالضرورة أن يكون من بين اهتمامات و أولويات السياسة الإقتصادية في الجزائر، وذلك يكون من خلال زيادة حجم الإنفاق العام على هذا القطاع قصد التمكين من خلق قاعدة متينة يرتكز عليها وتسمح باستمرارية تطوره، حيث أن رقي هذا القطاع يتطلب سهر الهيئات العمومية على توفير أفضل الظروف التي تمكن من استقطاب السياح الأجانب، وذلك من خلال 10:
_ بناء المنشآت الأساسية والبنى التحتية ؛
_ عقد اتفاقات شراكة وتعاون مع الدول المتطورة سياحيا للإستفادة من خبراتها وتجارها؛
_ إنشاء مشاريع سياحية؛
_ تهيئة الإقليم وحماية المناظر العامة
2_2 تنمية الفكر السياحي والثقافة السياحية في المجتمع:
تتعاظم أهمية الموارد البشرية خصوصا في القطاعات الخدماتية التي تعتمد على العنصر البشري في أدائها، وعلى هذا الأساس فإن تكوين العنصر البشري في مجال السياحة يعتبر أمرا ضروريا، قصد النهوض بمستوى الخدمات والرقي به لمستوى العالمية من جهة، وبما يساهم من جهة أخرى أيضا في تحسين طرق التسيير السياحي وكذا خلق ثقافة السياحة في أوساط المجتمع وتشجيعه على تقبل الآخر.
والجزائر عملت منذ نهاية الستينات على تأسيس مدارس خاصة بالتكوين السياحي من خلال مركزي التكوين المهني في كل من وهران وقسنطينة، ثم معهدي تيزي وزو و بوسعادة فالمعهد العالي للفندقة بالجزائر العاصمة، لكن غياب الدعم والإشراف والإهتمام الحكومي زيادة على عدم وجود استراتيجية واضحة ترتكز عليها عملية التكوين ساهم في تراجع دور هذه الهيئات في عملية خلق موارد بشرية مؤهلة في المجال السياحي 11 .
أما من ناحية توليد ثقافة سياحية في أوساط المجتمع، فإن احتلال الجزائر للمرتبة 129 عالميا فيما يخص تنافسية الفهم الوطني للسياحة على مستوى قطاع السياحة والسفر لخير دليل على صعوبة التحدي الذي تواجهه ، حيث مازال المجتمع يعاني من حالة انغلاق اجتماعي وعدم استعداد للتفتح على الآخر خصوصا مع ارتباط السياحة بعديد القضايا التي تتنافى وعادات وتقاليد المجتمع، مما يجعل من إمكانية انفتاح المجتمع على السياحة بجميع جوانبها أمرا في غاية التعقيد ويضع عائقا أمام جهود النهوض بقطاع السياحة في الجزائر، ولو أن ذلك يمكن تجاوزه عن طريق العمل على ضبط النشاط السياحي بما يتماشى والوضع الإجتماعي السائد رغم ما قد يكون لذلك من تأثير محدود على تطور القطاع السياحي في وجهة نظر الكثير من المختصين.
2_3 تطوير البنى التحتية والمنشآت الأساسية
تثبت العديد من التجارب الدولية مدى أهمية الدور الذي تلعبه البنى التحتية في تطوير قطاع السياحة، حيث أنها توفر سهولة الحركة وربح الوقت والجهد ومن ثم توفير الراحة والطمأنينة في نفوس السياح، ورغم أن الجزائر ومنذ سنة 2001 شرعت في تطوير بنيتها التحتية إلا أن تلك الجهود لا زالت غير كافية ليكون لها تأثير كاف على تطور قطاع السياحة في الجزائر.
فالجزائر أمام تحد تطوير منشآتها السياحية التي تتماشى وما تملكه من مواقع سياحية وهذا في إطار تعزيز توفير الخدمات التي ترافق عادة النشاط السياحي، إذ انه لا معنى من توافر مواقع سياحية دون أن يواكبها خدمات النقل، والإطعام والمبيت وهذا كله لا يتأتى إلا من خلال تواجد منشآت وبنى تحتية تمكن من توفير ذلك ومواصفات عالمية.
فالواقع يشير فيما يخص الفنادق إلى عجز في طاقات الإستقبال وعدم استجابة الكثير منها للمعايير الدولية، أما فيما يخص النقل فيسجل سوء الخدمات بشكل كبير خصوصا النقل الجوي ( التأخر في الرحلات وسوء الربط بين المناطق السياحية المعروفة)، وهو ما يدفع إلى ضرورة توسعة طاقات الإستقبال ،توسعة الموانئ والمطارات و تهيئة شبكات الطرق والسكك الحديدية خصوصا بين مختلف المواقع السياحية المعروفة لتسهيل الحركة والتنقل.
2_ 4 تحسين الأطر القانونية والتنظيمية الخاصة بالقطاع
إن احتلال الجزائر للمرتبة 112 عالميا فيما يخص تنافسية الإطار التنظيمي يدل على تخلف الأطر التنظيمية والرقابية على مستوى هذا القطاع وبالتالي بروزها كعراقيل تساهم في الحد من رقيه وتطور مساهمته في النشاط الإقتصادي.
حيث يتعين على الجزائر تحسين إجراءات الحصول على التأشيرات لتجنب التأخير وما لذلك من تفضيل للسياح الأجانب لوجهات سياحية في بلدان أخرى ذات تسهيلات أفضل، كما يتعين عليها وتماشيا مع المعايير الدولية تحسين وتبسيط اجراءات التأسيس والبدء في المشاريع الإستثمارية أمام القطاع الخاص بما يعزز من تطور الخدمات المقدمة.

2_5 تحسين الخدمات المرافقة للنشاط السياحي
إن من أهم الأمور المؤثرة على توافد السياح ليس فقط المواقع السياحية، وإنما تمتد لتشمل حتى الخدمات المرافقة التي تسمح للسياح الأجانب بالإستمتاع بأوقاتهم وتجنب التعب وضياع الوقت والجهد، وفي الجزائر فإنه يسجل نقص كبير في هذا المجال وذلك من خلال 12:
_ ضعف الخدمات المصرفية: حيث أن تخلف المنظومة المصرفية في الجزائر وعدم مواكبتها للتطورات الدولية انعكس سلبا على طبيعة الخدمات المصرفية المقدمة خصوصا من حيث وسائل الدفع والتي لا تتوافق في الغالب وطلبات الأجانب؛
_ ضعف تكنولوجيا الإعلام والإتصال التي تشهد تطورات كبيرة في العصر الحالي؛
_ ضعف أداء وكالات الأسفار وعدم تكيفها ومواكبتها للتطورات الدولية.
2-6 اتباع سياسة ترويجية فعالة
يتعين على الجزائر وقصد التعريف بتراثها السياحي وقدراتها في هذا المجال اتباع سياسة ترويجية تسمح بإيصال أفضل صورة عنها إلى الخارج، ونظرا للظروف الصعبة التي مرت ها الجزائر على المستوى الأمني فإنها مطالبة بإزالة كل الشكوك التي قد تتبادر إلى الأجانب حول مدى توفر السلامة والأمن فيها باعتبارهما عاملين جد مؤثرين على توافد السياح لأي بلد.
وعلى هذا الأساس فإنه من الواجب العمل على تطوير الإستراتيجيات التسويقية، والتي ترتكز على استغلال جميع فضاءات الإتصال والمشاركة بقوة في التظاهرات والمعارض السياحية الدولية للتعريف بالتراث السياحي الجزائري ومختلف الخدمات والحوافز الموفرة للسياح المتوافدين إليها.
خاتمة:
إن أهمية الدور الذي تلعبه السياحة كقطاع حيوي في النشاط الإقتصادي يزيد من ضرورة العمل على تدعيم تنافسيته الدولية بما يسمح بتعزيز دوره في المساهم في النمو والإزدهار الإقتصادي ومن ثم تحسين مستويات المعيشة.
وتعتبر التنافسية من الموضوعات الهامة في العصر الحالي خصوصا مع انفتاح الدول على بعضها البعض، حيث بات ازدهار ورقي صناعة السياحة كقطاع مرتبطة بمدى قدرته على المنافسة دوليا، وهذا لا يتأتى إلا من خلال العمل المتواصل على دراسة المقدرة التنافسية للقطاع دوليا لمعرفة مكانة هذا القطاع في أي مستوى ومن ثم القدرة على اتخاذ القرارات والسياسات المناسبة له.
ويعاني قطاع السياحة في الجزائر من ضعف وتخلف كبير في أدائه وتنافسيته، حيث يحتل مراتب متأخرة في جميع المؤشرات الفرعية لمؤشر تنافسية قطاع السياحة والسفر العالمي، وهو ما يضع الجزائر أمام تحديات كبيرة للنهوض بهذا القطاع الحيوي، وهي التي تسعى للخروج بالإقتصاد الوطني من تبعية المحروقات والعمل على تنويعه بما يساهم في خلق ثروة حقيقية ومناصب شغل تؤسس لديناميكية في النشاط الإقتصادي الوطني، حيث أنه وانطلاقا من قراءة في واقع هذا القطاع بالخصوص على مستوى ولاية جيجل، فإن السلطات المحلية مجبرة على مواجهة جملة من التحديات التي تواجه المسؤولين على قطاع السياحة في الجزائر ككل أيضا ومن أهمها:
_ زيادة الإنفاق الحكومي على قطاع السياحة؛
_ تنمية الفكر السياحي والثقافة السياحية في المجتمع؛
_ تطوير البنى التحتية والمنشآت الأساسية؛
_ تحسين الخدمات المرافقة للنشاط السياحي؛
_ اتباع سياسة ترويجية فعالة.
الهوامش والإحالات:
1. محمد عدنان وديع: القدرة التنافسية وقياسها، سلسلة دورية تعنى بقضايا التنمية في الأقطار العربية، المعهد العربي للتخطيط ،الكويت، العدد 24،ديسمبر2003، ص7.
2. مريمت عديلة، بن يوب فاطمة: تنافسية الدول:تجارب من الواقع، الملتقى الوطني الأول حول: دور القطاع الخاص في رفع تنافسية الاقتصاد الجزائري والتحضير لمرحلة ما بعد البترول، جامعة جيجل،2011،ص2.
3. المرجع السابق، ص2.
4. برحال عبد الوهاب، سرحان سامية: تقييم القدرة التنافسية للاقتصاد الجزائري وفقا لمؤشر التنافسية العالمي، الملتقى الوطني الأول حول: دور القطاع الخاص في رفع تنافسية الاقتصاد الجزائري والتحضير لمرحلة ما بعد البترول، جامعة جيجل،2011،ص4.
5. محمد عدنان وديع: مرجع سبق ذكره، ص7.
6. Jennifer Blanke and Thea Chiesa : The Travel & Tourism Competitiveness Report 2011, World economic forum, p3.
7. التقرير الإقتصادي العربي الموحد: الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي، ص 224.
8. Jennifer Blanke and Thea Chiesa : op-cit, p p 12,14
9. Ibid, pp 487,488
10.عامر عيساني: الأهمية الإقتصادية لتنمية السياحة المستدامة، أطروحة دكتوراه، جامعة باتنة، 2010، ص143.
11. هدير عبد القادر: واقع السياحة في الجزائر وآفاق تطورها، مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير، جامعة الجزائر، 2006، ص ص 27،28
12. عامر عيساني: مرجع سبق ذكره، ص ص 125،126.

toufik chellouche
2012-04-13, 22:13
يلي الاستاد كريم الاستاد شاقور من جامعة منتوري بقسنطينة ثم الصحافي بلال بوجعدار يبرز تجربة الاداعة المحلية بجيجل في الترويج للسياحة