يزيد19
2012-04-13, 07:10
اتخاذ الشّعر ليس بسنّة
j
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد:
فلقد انتشرت في الآونة الأخيرة بين الشباب الجزائري و خاصة المستقيم بل والسلفي منهم ظاهرة إطالة الشّعر و الاعتقاد بأنّها سنّة جاء بها النّبي و أنّ صاحبها يتقرب بذلك إلى الله، و انتشر ذلك حتى رأيت استهزاء أحد الصحفيين في كاريكاتيره في إحدى اليوميات المشهورة هنا على أنّها موضة جديدة و تزامن ذلك مع حصولي على فتوتين للعالمين الفاضلين الألباني واالعثيمين رحمهما الله فاستشرت إخواني في إنزالها وها أنا ذا أضعها بين أيديكم للفائدة و جزى الله خيرا مفرّغها .
الفتوى الأولى:
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتابه الفذ شرح رياض الصالحين باب النهي عن القزع ج 4 ص 188 :
اتّخاذ الشّعر ليس بسنّة و معنى اتّخاذ الشّعر: أنّ الإنسان يبقى شعر رأسه حتى يكثر و يكون ضفرة أو لمة فهو عادة من العادات و لو كان سنّة لقال النّبي صلى الله عليه وسلم اتركوه لا تحلقوه
- في الصبي- و لما حلق رؤوس أولاد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، و لكنه- أي اتّخاذ الشّعر- عادة، إذا اعتاده النّاس فاتّخذه،
و إن لم يعتده النّاس فلا تتخذه، و أما من ذهب إلى أنّه سنة من أهل العلم فإنّ هذا اجتهاد منهم
والصحيح أنه ليس بسنّة، و أنّنا لا نأمر النّاس باتّخاذ الشّعر، بل نقول إن اعتاده الناس و صار الناس يتخذون الشّعر ،فاتّخذه لئلا تشذ على العادة و إن كانوا لا يتخذونه كما هو معروف الآن في أهلنا فلا تتخذه و لهذا كان مشا يخنا الكبار كالشيخ عبد الرحمان بن سعدي، و الشيخ محمد ابن إبراهيم و الشيخ عبد العزيز بن باز و غيرهم من العلماء لا يتخذون الشّعر لأنّه ليس بسنّة و لكنّه عادة ،والله الموفق >> اه .
الفتوى الثانية:
و قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في
شريط " سنن العادة و العبادةَ" رقم 1367 من تسجيلات سلسلة الهدى والنور:
.... يقابل هذا سنة{ أي سنة عادة} ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم انّه كان له شعر طويل تارة يبلغ شحمتي الأذنين، فإن طال بلغ رؤوس المنكبين، بل ثبت انّه صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة دخلها و له أربع غدائر- ضفائر- هل هذه الإطالة للشَّعر أولا ثمَّ تضفيرها و جعلها غدائر ثانيا هو سنَّة عبادة أم سنَّة عادة الجواب بالنسبة لي لا داعي هنا و لا مبرر أو مسوّغ للتردد هذه سنَّة عادة،لماذا ؟.
أولا: لأنّ النبي صلى الله عليه و على آله و سلم ليس هو الذي سنّ هذه السنّة وإنّما هي كانت موجودة قبل ولادة الرسول عليه السلام فضلا عن قبل بعثة الرسول عليه السلام، كانت من عادة العرب ،كانوا يربّون شعورهم ،و الّشباب منهم حتّى اليوم في بعض البوادي السورية شاهدناهم الشّباب منهم يظفٌّرون شعرهم يجعلونه غدائر ،فهذه العادة لم يسنّهاالرسول عليه السلام إنما جرى على عادة العرب فأطال شعره و اتخذ منه يوم دخل مكة دخلها و له أربع غدائر ليس هناك ما يضطرنا إلى أن لا نعتبر هذه السنة سنة عادة.
...على نمو هذا يجب ننظر إلى أ فعال الرسول صلى الله عليه وسلم وغفلة الناس وطلاّب العلم خاصة في هذا الزمان عن هذا التفصيل وقعوا في شيء من الغلو فتجد بعض الشباب يتقصدون إطالة الشعر بزعم أنّ هذه سنّة الرسول عليه السلام، نعم أقول إنّ هذا من فعله عليه السلام و لكن ليس هناك ما يدل على أنّ هذا هو الأفضل بل قد صرح رسول الله كما في صحيح مسلم قال:
<< احلقوه كلّه أو اتركوه كلّه >> فإذن: إطالة الشعر ليس سنّة تعبدية و إنما هي سنة عادية
... فإذا ربّى الإنسان شعره كعادة أوكمزاج يناسب طبيعته لا مانع من ذلك أمّا أن يتقصد التقرّب إلى الله بإطالة شعره عليه السلام فنقول إنّ في هذه مخالفة لسنّة النبي صلى الله عليه وسلم و هنا حقيقة يجب الانتباه إليها: الذي يطيل شعره إتباعا للنّبي صلى الله عليه وسلم لكني أقول بكل صراحة أنّه خالف النبي صلى الله عليه وسلم ... فإذا كنّا لا نعلم أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم تقرّب إلى الله بإطالة الشّعر فلا يجوز للمسلم أن يتقرب إلى الله بما لم يتقرب به رسول الله و هذا هو البدعة في الدين كما تعلمون من الأحاديث المحذّرة أشدّ التحذير من الابتداع في الدين << من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد >> إذن إحداث في الدين لأنّه يتقرب إلى الله بما لم يتقرب به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه طبيعة المبتدعة لأنّهم يأتون أعمالا ما تقرّب بها رسول الله إلى ربه عزوجل.
j
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد:
فلقد انتشرت في الآونة الأخيرة بين الشباب الجزائري و خاصة المستقيم بل والسلفي منهم ظاهرة إطالة الشّعر و الاعتقاد بأنّها سنّة جاء بها النّبي و أنّ صاحبها يتقرب بذلك إلى الله، و انتشر ذلك حتى رأيت استهزاء أحد الصحفيين في كاريكاتيره في إحدى اليوميات المشهورة هنا على أنّها موضة جديدة و تزامن ذلك مع حصولي على فتوتين للعالمين الفاضلين الألباني واالعثيمين رحمهما الله فاستشرت إخواني في إنزالها وها أنا ذا أضعها بين أيديكم للفائدة و جزى الله خيرا مفرّغها .
الفتوى الأولى:
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتابه الفذ شرح رياض الصالحين باب النهي عن القزع ج 4 ص 188 :
اتّخاذ الشّعر ليس بسنّة و معنى اتّخاذ الشّعر: أنّ الإنسان يبقى شعر رأسه حتى يكثر و يكون ضفرة أو لمة فهو عادة من العادات و لو كان سنّة لقال النّبي صلى الله عليه وسلم اتركوه لا تحلقوه
- في الصبي- و لما حلق رؤوس أولاد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، و لكنه- أي اتّخاذ الشّعر- عادة، إذا اعتاده النّاس فاتّخذه،
و إن لم يعتده النّاس فلا تتخذه، و أما من ذهب إلى أنّه سنة من أهل العلم فإنّ هذا اجتهاد منهم
والصحيح أنه ليس بسنّة، و أنّنا لا نأمر النّاس باتّخاذ الشّعر، بل نقول إن اعتاده الناس و صار الناس يتخذون الشّعر ،فاتّخذه لئلا تشذ على العادة و إن كانوا لا يتخذونه كما هو معروف الآن في أهلنا فلا تتخذه و لهذا كان مشا يخنا الكبار كالشيخ عبد الرحمان بن سعدي، و الشيخ محمد ابن إبراهيم و الشيخ عبد العزيز بن باز و غيرهم من العلماء لا يتخذون الشّعر لأنّه ليس بسنّة و لكنّه عادة ،والله الموفق >> اه .
الفتوى الثانية:
و قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في
شريط " سنن العادة و العبادةَ" رقم 1367 من تسجيلات سلسلة الهدى والنور:
.... يقابل هذا سنة{ أي سنة عادة} ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم انّه كان له شعر طويل تارة يبلغ شحمتي الأذنين، فإن طال بلغ رؤوس المنكبين، بل ثبت انّه صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة دخلها و له أربع غدائر- ضفائر- هل هذه الإطالة للشَّعر أولا ثمَّ تضفيرها و جعلها غدائر ثانيا هو سنَّة عبادة أم سنَّة عادة الجواب بالنسبة لي لا داعي هنا و لا مبرر أو مسوّغ للتردد هذه سنَّة عادة،لماذا ؟.
أولا: لأنّ النبي صلى الله عليه و على آله و سلم ليس هو الذي سنّ هذه السنّة وإنّما هي كانت موجودة قبل ولادة الرسول عليه السلام فضلا عن قبل بعثة الرسول عليه السلام، كانت من عادة العرب ،كانوا يربّون شعورهم ،و الّشباب منهم حتّى اليوم في بعض البوادي السورية شاهدناهم الشّباب منهم يظفٌّرون شعرهم يجعلونه غدائر ،فهذه العادة لم يسنّهاالرسول عليه السلام إنما جرى على عادة العرب فأطال شعره و اتخذ منه يوم دخل مكة دخلها و له أربع غدائر ليس هناك ما يضطرنا إلى أن لا نعتبر هذه السنة سنة عادة.
...على نمو هذا يجب ننظر إلى أ فعال الرسول صلى الله عليه وسلم وغفلة الناس وطلاّب العلم خاصة في هذا الزمان عن هذا التفصيل وقعوا في شيء من الغلو فتجد بعض الشباب يتقصدون إطالة الشعر بزعم أنّ هذه سنّة الرسول عليه السلام، نعم أقول إنّ هذا من فعله عليه السلام و لكن ليس هناك ما يدل على أنّ هذا هو الأفضل بل قد صرح رسول الله كما في صحيح مسلم قال:
<< احلقوه كلّه أو اتركوه كلّه >> فإذن: إطالة الشعر ليس سنّة تعبدية و إنما هي سنة عادية
... فإذا ربّى الإنسان شعره كعادة أوكمزاج يناسب طبيعته لا مانع من ذلك أمّا أن يتقصد التقرّب إلى الله بإطالة شعره عليه السلام فنقول إنّ في هذه مخالفة لسنّة النبي صلى الله عليه وسلم و هنا حقيقة يجب الانتباه إليها: الذي يطيل شعره إتباعا للنّبي صلى الله عليه وسلم لكني أقول بكل صراحة أنّه خالف النبي صلى الله عليه وسلم ... فإذا كنّا لا نعلم أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم تقرّب إلى الله بإطالة الشّعر فلا يجوز للمسلم أن يتقرب إلى الله بما لم يتقرب به رسول الله و هذا هو البدعة في الدين كما تعلمون من الأحاديث المحذّرة أشدّ التحذير من الابتداع في الدين << من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد >> إذن إحداث في الدين لأنّه يتقرب إلى الله بما لم يتقرب به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه طبيعة المبتدعة لأنّهم يأتون أعمالا ما تقرّب بها رسول الله إلى ربه عزوجل.