المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقوال العلماء في احداث غزة صيحة نذير ... إلى أمة الغضب [ اليهود ] !


faycelsetif
2009-01-08, 08:24
كلمة في أحداث غزة المؤلمة
للشيخ عز الدين رمضاني
لقد تكاثرت نكباتُ الأمَّة، وتوالت عليها الأحداث والعبر، وتفتَّقت فيها الجروح، وسالت منها القُروح؛ ففي كلِّ يومٍ نسمع عَمَّا يلحق بأبناء أمَّتنا من مظاهر الهوان والإذلال في كثيرٍ من أجزاءها ومواقعها؛ من أذيَّة في دينهم واستعمارٍ لأرضهم واستغلالٍ لخيراتهم وهتكٍ لأعراضهم وتدنيسٍ لمقدَّساتهم، حتَّى صار هذا الأمر مألوفًا على الأسماع والأبصار، فلا تكاد فتنةٌ تَخْبُو نارُها حتَّى تهبَّ فتنةٌ أخرى، وتتعرَّض أمَّةُ الإسلام لبليَّةٍ عُظمى تُنسي ما تقدَّمها من مِحَنٍ وَرَزَايَا، وتمحو ما سبقها من فتنٍ وبلايَا.
ولم يسجِّل التَّاريخ قضيَّةً تجمَّعت فيها الأحقادُ العالميَّة، وبرزت فيها المتناقضاتُ الدّوليَّة، وتجلَّى فيها التَّلاعب، وتمادى بها التَّماطل؛ مثلمَا سجّل في قضيَّة فلسطين المسلمَة وقُدسها المقدَّسة.
وليس يخفى على أحدٍ مِنَ العالم في هذه الأيَّام ما يَحْدُث لأهالي غزَّة العُزَّل؛ مِنْ دمارٍ شاملٍ، وحصارٍ خانقٍ، وتقتيلٍ جماعيٍّ، وإبادةٍ ساحقةٍ، لا تفرِّق بين صغيرٍ وكبيرٍ، أو بين محاربٍ ومسالم، دُبِّر لها على مَسْمَعٍ مِنَ العالم، وتحت أنظاره، من طرف يهودِ صُهْيُون؛ إخوانِ القردة والخنازير، بسبب ما أسْمَوْهُ بملاحقةِ الجماعات الإرهابيَّة لإبادتهم واستئصالهم، ولا مَنْ يُحرِّك ساكنًا لإنقاذهم وتخليصهم من آلات الدَّمار الحاصد للأرواح، المخرِّب للعمران؛ لأنَّه في منطقِ ملَّة الكفَّار وأشياعهم، كما قِيلَ:
قَتْلُ رجلٍ في غابة جريمةٌ لا تُغْتَفَر * وإبادةُ شعبٍ بأكمله مسألةٌ فيها نَظَر
وقد يتساءل كلُّ مسلم غيورٍ عمَّا يجب أن يقوم به اتِّجاه إخوانه المضطرِّين؟! وما هو السَّبيل الأمثل لنصرهم وردِّ عدوان المعتدين عليهم؟!
وهذا هو المحكُّ الَّذي تُخْلَطُ فيه الأوراق، وتتباين فيه الحلول، وتكثر فيه الشِّعارات والمبادرات، وتُثَمَّنُ فيه المواقف أو تُبْتَذَل.
وقبل الحديث عن واجبِ المسلم حيال هذه المحنة؛ لابدَّ أن نبيِّن أنَّ قضيَّةَ فلسطين محنةٌ امتحنَ اللهُ بها جميعَ مُسْلِمِي هذا الزَّمان ضمائرَ وَهِمَمًا، وأموالاً ومواقفَ، فليستْ فلسطينُ لعربِ فلسطين وحدهم، وإنَّما هي للعرب كلِّهم، بل لجميع المسلمين.
ولستُ أدْرِي سِوَى الإسلام لي وَطَنًا * الشَّام فيه ووادي النّيل سيَّان
وحيثما ذُكِرَ اسمُ الله في بلدٍ * عَدَدْتُ أرجاءه من لبِّ أوطاني
وحتَّى لا نغالط التَّاريخ يجب أن نذكر أنَّ فلسطين حقٌّ مُضَاع، فرَّط أهلُه في الحفاظِ عليه.
ابْكِ مثل النِّساء ملكًا مُضَاعًا * لم تحافظ عليه مثل الرِّجال
ثمَّ إنَّ هذا الحقَّ المضاع من أرض فلسطين وقدسِه الجريح؛ لا يُنال هِبَةً أو عربونَ صداقةٍ مِنْ أعداء المسلمين، وبلا تضحيةٍ أو ثَمَنٍ، ولا يُنال بالهويْنَا والضّعف والتَّخاذل، ولا يُنال بالشِّعريَّات والخطابات، وتنظيم المظاهرات والمسيرات، والاجتماعات الطَّارئة والتَّنديدات، و.. و..!!! وإنَّما يُنال بالحَزْم والعزم والاتِّحاد والقوَّة وتغيير ما بالنُّفوس والعقول والقلوب.
فلا سبيل لوقف زحفِ الغادرين، ولا سلاحَ يردُّ كيد المعتدين إلاَّ بمعالجة الأسباب الَّتي أوصلتنا إلى الضَّعف والانتكاس، والعمل على إزالتها ومحوها من قاموس مسيرة الأمَّة، وتعويضها بالأسباب الجالبة للنَّصر والغلبة والعزِّ والتَّمكين، فإنَّ القضايا العادلة والحقوق المشروعة لا تُنال بالأقلام والأفلام، ولا بالأعلام والإعلام، ولا بالأماني والأحلام، وإنَّما تُنال بتغيير ما بالنَّفس من اعوجاج وانحرافٍ، وإصلاح العقول قبل خوض المعارك والخُطُوبِ، إنَّ القول لدى الله لا يبدَّل: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
ولا يخالفُ عاقلٌ إذا قُلْنَا: إنَّ ما حدث ويحدث من تسلُّط الأعداء على آحاد المسلمين وجماعاتهم، واعتداءٍ على كرامتهم ومقدَّساتهم؛ إنَّما هو بسبب الذُّنوب والمعاصي: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾.
ومن أسباب هذا التَّسلُّط ـ وهو من أعظم الأسباب ـ: فشوُّ الجهل بأحكام الدِّين وتعاليمه، وبخاصَّة فيما يتعلَّق بأمور المعتقد، فكثيرٌ من مجتمعات المسلمين قد ترسَّبت فيها كثيرٌ من البدع العقديَّة، فضلاً عن البدع في الفروع، فكم يُرى ويُسمع ويُقرأ عمَّا يحصل في كثير من بلاد المسلمين؛ منَ الذَّبح لغير الله والطَّواف حول الأضرحة وتعظيم القبور، حتَّى أصبح التَّوحيد الخالص غريبًا بين أهله بسبب تكاثر البدع وترسُّب جذورها.
ومن أسباب التَّسلُّط: الإعجاب والتَّبعيَّة لأعداء الإسلام، دون النَّظر في المعايير الشَّرعيَّة في المحاكاة والمشابهة، وهذا مصداق قول النَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُمُوهُمْ؛ قيل: يا رسول الله! اليَهُود والنَّصَارَى؟! قَال: فَمَنْ؟!".
ومن أسباب التَّسلُّط: كثرةُ العصبيَّات لجِنْسٍ أو لَوْنٍ أو لِسانٍ، والانضمام تحت لواء تلك العصبيَّة، والدَّعوة إليها، وتمجيدها، والمنافحة عليها، فاختلَّ عند أكثر المسلمين ميزانُ الولاء والبراء، وغابت معالمه؛ فزادوا الأمَّة فرقةً وتناحرًا، وأَوْقَدُوا بذلك نار العداوة والبغضاء، فلا هم للإسلام نصروا ولا لأعدائه كسروا، بل أعانوا أعداءه على تمزيق شَمْلِه وتفريق كلمته.
ومن أسباب التَّسلُّط: تمكُّن روح الانهزاميَّة والشُّعور باليأس والقنوط في نفوس طوائف المسلمين؛ مع أنَّ الله يقول: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾!
ومن الأسباب: تعطيل شعيرة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، حِسًّا ومعنًى، حتَّى أصبح المعروفُ منكرًا، والمنكرُ معروفًا، وهذا من أسباب حلول اللَّعنة والعقاب، كما قال جلَّ ذكرُه: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾، فأذلَّ الله أمَّةً بسبب تضييعها لهذه الشَّعيرة والتَّقصير في القيام بها على الوجه المطلوب.
وفي المقابل رفع الله أمَّةً بسبب حفظها لهذه الشَّعيرة والقيام بها؛ فقال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾.
ومن أسباب التَّسلُّط: الغفلةُ عن مخطَّطات الأعداء ومكائدهم في قهر الإسلام وأهله؛ كإلهائهم وإشغالهم بأنواع اللَّهو واللَّعب؛ لصدِّهم عن ذكر الله واهتمامِهم بالأمور المصلِحَة لشأنهم دينًا ودنيَا، مع أنَّ الله يقول: ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾.
إنَّ مشكلة المسلمين اليوم؛ ليست في عَدَدِهم، فَهُمْ كما قال النَّبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (بَلْ أَنْتُمْ كَثِيرٌ)، وقد شبَّه هذه الكثرة بغثاء السَّيل، وهو ما يَبُسَ مِنْ نَبَاتٍ؛ فيجرفه السَّيل ليلقيه في الجوانب؛ إشارةً إلى حقارته ودناءَته، وشبَّههم به لقلَّة شجاعتهم وضعفهم وخذلانهم، وتفريطهم في الأخذ بأسباب النَّصر الحقيقيَّة، والتي منها أنَّ النَّصر والتَّمكين لهذه الأمَّة إنَّما هو ثمرة لإيمانها بالله وإقامة شرعه، فإذا مكَّنوا لدين الله في حياتهم؛ مكَّن اللهُ لهم في الأرض وأظهرهم على أعدائهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ﴾ الآية.
ومنها: الإعداد لتقوية شوكة المسلمين مادِّيًّا واقتصاديًّا؛ ليتمكَّنوا من مواجهة أعدائهم، وردِّ العدوان عن أنفسهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ﴾ الآية.
وهذا القتال لا يُمكن أن يكون؛ إلاَّ إذا اجتمعت كلمةُ المسلمين، كما اجتمعت كلمةُ الكفَّار على حرب المسلمين، قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَه مَعَ المتَّقِينَ﴾.
قال ابن كثير: «أي كما يجتمعون إذا حاربوكم؛ فاجتمعوا أنتم ـ أيضًا ـ إذا حاربتموهم، وقاتلوهم بنظير ما يفعلون».
والسُّؤال الَّذي يطرح نفسَه في كلِّ مرة:
هل اجتمعت كلمةُ المسلمين اليوم على الحقِّ الأبلج المبين، من الاعتقاد الصَّحيح والمنهج السَّليم والرُّؤية الصَّائبة في معالجة المستجدَّات وقضايا الوضع الرَّاهن، منطلقين من أصول الشَّرع المطهَّر؛ كتابًا وسُنَّةً وإجماعًا؟!
والجواب: إنَّ الكلمة لم تجتمعْ بَعْدُ، ولن تجتمع ما دام في صفِّهم مَنْ يدين اللهَ بسبِّ الصَّحابة والقول بعصمة الأئمَّة والتَّحزُّب للطَّوائف والجماعات!!! وما إلى ذلك من المعتقدات الفاسدة والأفكار والتَّوجُّهات الدَّخيلة على أمَّة الإسلام ودينها.
ولابدَّ أن يَعِيَ المسلمون أنَّ الكفَّار لا يهدأُ لهم بالٌ، ولا يستقرُّ بهم حالٌ، ولا يضعون أسلحتهم ولا يكفُّون ألسنتهم بالسُّوء حتَّى يتخلَّى المسلمون عن دينهم، ويهجروا إلى الأبد شخصيَّتهم، وتذوب هويَّتُهم بين سائر الملل الضَّالَّة.
وما دام حالُ المسلمين اليوم ـ للأسف الشَّديد ـ على هذا النَّحو المذكور؛ فإنَّنا لا نملك لإخواننا في فلسطين ـ وأهالي غزَّة خاصَّة ـ إلاَّ التَّوجُّه إلى الله ـ العليم بحالهم ـ بالدُّعاء لهم في جميع الأحوال، عسى أن يَكُفَّ اللهُ عنهم بأسَ الَّذين كفروا، والله أشدُّ بأسًا وأشدُّ تنكيلاً.
اللَّهمَّ انصر إخواننا في فلسطين وفي كلِّ مكان، انصرهم نصرًا عزيزًا، وافتح عليهم فتحًا مبينًا.
اللَّهمَّ كُنْ لهم عونًا ونصيرًا، ومؤيِّدًا وحافظًا؛ فإنك قلت: ﴿وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا﴾.
اللَّهمَّ وحِّد كلمتهم، واجمع شملهم، واجبر ضعفهم، وفكَّ أسرهم.
وعليك اللَّهمَّ باليهود الغاصبين، والكفرة المعتدين، اللَّهم احصهم عددًا وفرِّقهم بَدَدًا واجعلهم عبرةً للمعتبرين.
اللَّهم اشْدُد على قلوبهم، واطمس على أموالهم، وأَلْحِقْ بهم عذابك ورجزك؛ إنَّ عذابك بالكافرين ملحق.
منقول من موقع راية الاصلاح


*صيحة نذير ... إلى أمة الغضب [ اليهود ] !فضيلة العلامة د. ربيع بن هادي بن عمير المدخلي :

إلى أمة الغضب الذين قال الله فيهم : ﴿ فَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾ . [ البقرة : 90 ] . إلى أمة الذل والهوان الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة بكفرهم وقتلهم الأنبياء : ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾ . [ آل عمران : 112 ] .
فهذه بعض صفاتكم التي استوجبتم بها الذلة ، والمسكنة ، والغضب من الله ، ولا تقوم لكم قائمة إلا بحبل من الله ، وحبل من الناس إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة . فليس لكم سند من إيمان وعقيدة ، وليس لكم سند من رجولة وشجاعة ؛ فلا تزالون تقاتلون من وراء جدر بأسكم بينكم شديد ، إن أوصافكم الشنيعة لكثيرة جدًا ، ومنها : الخيانة ، والغدر ، وإثارة الفتن ، وتأجيج نار الحروب ، والسعي في الأرض بالفساد ، وكلما أوقدتم نارًا للحرب أطفأها الله ، وإن تأريخكم لأسود ومعروف ذلكم عنكم لدى الأمم جميعًا .
لهذه الأمة أقول - ويقولها كل مسلم صادق - : لا تبطروا ، ولا تأشروا ، ولا تغتروا بما أحرزتموه من نصر مغشوش ؛ فإنكم - والله - ما انتصرتم على جيش محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ولا على عقيدة محمد - صلى الله عليه وسلم - : عقيدة التوحيد " لا إله إلا الله " ، لم تنتصروا على جيش يقوده أمثال : خالد بن الوليد ، وأبي عبيدة بن الجراح ، وسعد بن أبي وقاص ، وعمرو بن العاص ، والنعمان بن مقرن ممن تربوا على عقيدة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ومنهج محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وربوا جيوشهم على ذلك ، وقادوهم لإعلاء كلمة الله ؛ فلم يقف في وجههم من هم أشد منكم قوةً وبأسًا من جيوش الأكاسرة والقياصرة .
لم تنتصروا على جيش هذا حاله ، وهذه عقيدته ، وهذا منهجه ، وهذه غايته إعلاء كلمة الله . إنما انتصرتم على جيوش هي خلوف ﴿ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ . [ مريم : 59 ] .
انتصرتم على جيش أكثرهم لا يعتقدون عقيدة محمد وأصحابه ، ولا منهج محمد وجنده ، ولا الغاية التي كانوا يجاهدون من أجلها . على هؤلاء الغثاء انتصرتم ، وبسبب ضياعهم وفشلهم قامت دولتكم ، وعلوتم في الأرض ، وأشعتم بها الفساد ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا . فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا . إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ﴾ . [ الإسراء : 4 - 7 ] .
وهذا هو تأريخكم ، وهكذا يعاملكم الله ، ولئن كانت هذه قد مضت على أيدي المجوس ، فلكم - إن شاء الله - ما هو أشد منها على أيدي جيش محمد - صلى الله عليه وسلم - جيش الإسلام كما توعدكم الله بذلك لهوانكم عليه ، ولحقارتكم لديه ﴿ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴾ . [ الإسراء : 8 ] .
وهأنتم عدتم ، وسيعود لكم بطش الله الشديد الذي لا يخلف الميعاد ، وعلى أيدي جيش محمد لا على أيدي أفراخكم ، وأفراخ الغرب النصراني والمادي . لا تغتروا ، ولا تبطروا ؛ فوالله ما انتصرتم على الإسلام ، ولا على جيش محمد ، والفاروق ، وخالد ، وإخوانه من جنود الله وجنود الإسلام .
وإلى عموم المسلمين - حكامًا ومحكومين ، طوائف وأحزاب ، وعلماء ومثقفين - : إلى متى تركنون إلى هذه الحياة الذليلة !؟ إلى متى تعيشون هذا الغثاء !؟ إلى متى !؟ وإلى متى !؟ وإلى متى !؟ فأين عقلاؤكم !؟ وأين علماؤكم !؟ وأين مثقفوكم !؟ وأين قاداتكم العسكريون !؟
لقد أنشأتم آلاف المدارس والجامعات فما هي ثمارها !؟ - والله - لو قام عشر معشار هذه المدارس والجامعات على منهاج النبوة عقيدةً ، وأخلاقًا ، وتشريعًا حكيمًا لأضاءت الدنيا بنور الإيمان والتوحيد ، ولتبددت ظلمات الجهل والشرك والبدع ، ولما تسلط عليكم الأعداء هذا التسلط ، وإن قامت بعض الجامعات على المنهج الحق تسلل إليها من لا يحب هذا المنهج ، فأثر في مسارها ، وغير وجهة كثير من منسوبيها ، فإلى الله المشتكى .
ألا يحتم عليكم هذا الواقع المرير ؛ إعادة النظر في مناهج مدارسكم وجامعاتكم ، وأساليب تربيتكم ، هل آن الآوان للتفكير الجاد في تغيير هذه الأوضاع ، وقلبها رأسًا على عقب ، وإقامة المناهج الإسلامية الصحيحة المستمدة من كتاب الله ، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ومنهج السلف الصالح ، - والله - لا يصلح آخر هذه الأمة ؛ إلا بما صلح به أولها .
غيروا هذه المناهج التي لا تنتج لكم في الغالب إلا الغثاء ، وأقيموا على أنقاضها المنهج الرباني الذي لا صلاح ولا فلاح ولا نجاح لكم في الدنيا والآخرة إلا به ؛ إن كنتم تريدون لأنفسكم وأمتكم الفلاح والصلاح والنصر على الأعداء ، وعلى رأسهم من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة .
وإلى حكام المسلمين - خاصة - إن عليكم لمسؤلية عظيمة جدًا جدًا :
أولها : إلتزامكم بكتاب الله ، وسنة رسوله ، وسيرة الخلفاء الراشدين في عقائدكم وعباداتكم وسياستكم ، وفي حمل رعاياكم وتربيتهم على كل ذلك ، وعليكم - حتمًا - من الله ربكم أن تنبذوا القوانين - والله - الرجعية المتخلفة ، وسياسة أمتكم في جميع شؤون حياتها الدينية والدنيوية بكتاب الله ، وسنة رسوله ، وخلفائه الراشدين . فإنكم عباد الله ، وعلى أرضه تعيشون ، ومن رزقه تأكلون وتشربون وتلبسون ؛ فمن حقه عليكم أن تعبدوه ، وأن تشكروه ، وأن تعتزوا بدينه وشرعه ؛ فتلتزمونه ، وتلزمون به شعوبكم ، والناس على دين ملوكهم ، وإن الله لينزع بالسلطان مالا ينزع بالقرآن - كما قال الخليفة الراشد عثمان - .
ثانيًا : أن تكوِّنوا جيوشًا إسلامية تتربى على الكتاب والسنة ، وعلى أسس الجيش الإسلامي ، ولتحقيق غايات وأهداف الجيش المحمدي . يجب أن تربوه على عقيدة ومنهج محمد - صلى الله عليه وسلم - ، والفاروق ، وخالد ، وأن تربوه على الغايات التي رسمها الله لمحمد وصحبه ليكونوا جند الله حقًا ، وحينئذٍ فلن يغلبوا ﴿ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ . [ الصافات : 173 ] . لا على غايات دنيوية ، وشعارات جاهلية من قومية ، ووطنية ، وإقليمية ، وما هو أسوأ من ذلك ، فقد كفاكم - إن شاء الله - ، وكفى شعوبكم ما نزل بكم ، وبهم من استخفاف أحط الأمم ، وأذلها ، وتحديها لكم ، وغطرستها ، وكبريائها ، وطغيانها عليكم ، والله لا يدفع هذه الشرور والكبرياء إلا بالاعتصام بالإسلام ، وتربية أمتكم وجيوشكم على أصوله ، ومبادئه مع إسقاط كل الشعارات ، والأفكار ، والعقائد التي آلت بالأمة إلى هذا الواقع المرير .
وإلى الشعب الفلسطيني - خاصةً - يجب أن يعلم هذا الشعب : أن فلسطين ما فتحت إلا بالإسلام على يد فاروق الإسلام وجيوشه الإسلامية الفاروقية ، ولن تحرر من دنس اليهود إلا بالإسلام الحق الذي فتحت به على يد الفاروق . ولقد ناضلتم كثيرًا وكثيرًا ، ولا أعرف شعبًا صبر مثل صبركم ، ولكن كثيرًا منكم لا يحمل عقيدة الفاروق ولا منهجه ، ولو قام جهادكم على هذا لحلت مشكلتكم ، وأحرزتم النصر والظفر ؛ فعليكم أن تقيموا عقائدكم ، ومناهجكم ، وجهادكم على كتاب الله ، وسنة رسوله ، وأن تعتصموا جميعًا بحبل الله ولا تفرقوا ؛ افعلوا كل هذا بجد وإخلاص في مساجدكم ، ومدارسكم ، وجامعاتكم ، واصدقوا الله في كل ذلك - إن شاء الله - لتحقيق النصر المؤزر على إخوان القردة والخنازير .
وإن لأهل الشام المسلمين وعدًا صادقًا على لسان الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - بالنصر على اليهود والنصارى ، فشمروا عن ساعد الجد ينجز لكم وعده ، وبدون ذلك فلن تحصلوا إلا على الخيبة والخسران ، فلا - والله - لا ينفعكم تدخل أمريكا ، ولا الأمم المتحدة ، ولا القومية ، ولا الوطنية المقيتة ؛ فالبدار البدار إلى أسباب النصر الحقيقي المؤزر ، فلقد كفتكم التجارب الكثيرة التي لم تغني ، ولن تغني عنكم شيئًا ، ولا تكونوا كما قيل :
كالعيس في البيداء يقتله الظمأ ... والماء فوق ظهورها محمول
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أولياؤك ، ويذل فيه أعداؤك . اللهم أعل كلمتك ، وأعز دينك ، وأعز به المسلمين . وخذ بنواصيهم إليك وإليه . إنك سميع الدعاء .
اللَّهمَّ طهِّر المسجد الأقصى من حثالة القردة والخنازير، ورُدَّه إلى حوزة المسلمين مُعزَّزَ الأركان، وأَبْهَى ممَّا كان؛ إنَّك نِعْمَ المولى وعليك التُّكلان، وأنت وحدك المستعان، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بك، يا كريمُ يا منَّان.
منقول من شبكة سحاب السلفية

سمير زمال
2009-01-09, 00:12
جزاك الله خيرا وأحسن إليك

RAYANE22
2009-01-09, 19:23
جزاك الله خيرا

RAYANE22
2009-01-09, 19:27
جزاك الله خيرا