تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : [خاطِرة] .....ألم الوحدة و الشوق


صرخة صمت
2012-04-12, 10:04
....و فجأة تسلل ذلك الإحساس الرهيب داخلي...إحساس بالوحدة القاتلة و الموحشة...إحساس بالألم...ألم الفراق و الغربة...رغبة جامحة في البكاء...الصراخ و النحيب...
...كنت أصارع أمواج أفكاري المتلاطمة...أين أنا ؟ لما أحببت القدوم لهذا المكان الخالي من الدفء ؟....الخالي من الأحاسيس ؟...ليس بلدي...ليس منزلي..ليست شوارع مدينتنا...ليس الليل نفسه...لا للقمر نفسه و لا النجوم نفسها....فقط أنا كنت أنا...وحدي بين جدران تلك الغرفة...أحاول أن أنسى ألما كان يعتصر قلبي ...ألما جعلني أذرف دموعا....حتى الدموع لم تكن تشبه دموعي...باردة كجدران هاته البناية...قاسية كقلوب هؤلاء الناس المتواجدين هنا كحراس ليل...موحشة مثل كل طريق ...مثل كل محل...مثل كل صخرة متواجدة هنا في هذه المنطقة النائية المخيفة...حيث تقتلك الوحدة .. يسكنك الألم ...و يستقر داخلك الحزن....بحثت عن نجوم أتسامر و اياها لكن حتى النجوم لم تكن تتمتع بذلك الحس من الاخلاص و الوفاء الذي عهدته في نجومي هناك...في بلدي...في منزلي....اختفى كل شيء...أملي...طموحي...،و حلمي الذي اختفى بين اليأس الذي استولى على قلبي...بين انات و أنات الحزن التي ألفتها اثر وحدتي....رحلت جل أحلامي بين كوابيس غدت وحدها واقعي الذي أعيشه كل يوم....هي أنا ....لكن ملامحي فقط من تغيرت ، و أضحت كملامح انسان مرت عليه كل كوارث الدنيا...كانسان سحقته هموم الحياة فقرر الاستسلام ...أو بالأحرى قرر الاختباء...الهروب الى اي مكان غير هذا المكان البارد ، القاسي و المؤلم...لكن ها أنا ذا أجد نفسي في المكان عينه...فوق سرير أبعد النعاس عن جفوني...أستدير ليلتصق بوجهي جدار أراه كحاجز يمنعني نت الوصول الى مبتغاي...فوق وسادة لم تمنحني و لا القليل من دفء وسادتي هناك بل طردت هي الأخرى جل أحلامي مستبدلة اياها بكوابيس ...رفعت ناظري الى النافذة...ابتسمت ...فقد وجدتها هناك لا تزال معلقة...وحدها كانت تذكرني برائحة البيت أو بصراحة بالطفولة التي كنت لا أزال أعيشها بين أفراد أسرتي...وحدها كانت مؤنستي...و مخبأ أسراري....هي فقط كانت تتحمل ألامي...مللي ...يأسي ...و حزني...كطفلة صغيرة كنت أضعها بجانبي ...تراني صديقتي في الغرفة فتنفجر ضاحكة...- هل جننت ؟ تتحدثين مع دمية ؟-...ربما حقا كان جنونا ..و ربما كان خوفا ، خوفا من بدء صداقات ، علاقات مع أناس لا أعرفهم...و ربما كانت الشيء الوحيد الذي لا يمكنه ايلامي أو خيانتي مع الزمن...

عبد الهادي طرميل
2012-04-12, 10:32
....و فجأة تسلل ذلك الإحساس الرهيب داخلي...إحساس بالألم لما قرأته اليوم...الله يفرج همومنا...
خاطرة رائعة...شكرا

صرخة صمت
2012-04-12, 11:02
.....أشتاق لكل شيء هناك...أشتاق لنسمة الهواء المنعشة التي تلفح وجنتاي كلما قاربنا من الولوج لمدينتي...أشتاق للاحساس بتلك النشوة التي تعتريني كلما لمحت جريان ذلك الشلال....أحن لذلك الاحساس الجارف الذي يتملكني بمجرد رؤية الواجهة المدونة عليها - عين الدفلى ترحب بكم –
....أشتاق للسفر بين تلك التلال التي رسمت معها أحلام الطفولة...أحن للوصول لذلك المكان المليء بالضجيج حيث يغادر البعض و يعود البعض الأخر للديار...أحن لرؤية أولئك الناس الذين تنادينا وجوههم...-ها نحن أبناء مدينتك - ....و تذكرت كم كنت تافهة ؟ كيف أني تمنيت الرحيل في لحظة من لحظات حياتي....كيف تمنيت الابتعاد عن شوارعنا...عن البيوت التي ولجت داخلها و عشت بعض اللحظات مع أفرادها في مخيلتي...عن المحلات التي وصفتها دون وعي بالمملة...تذكرت دعواتي الدائمة بمغادرة الثانوية لأرتاح من كلام الأساتذة و العمال ككل...ها أنا الأن أشتاق لصراخهم...لتوبيخاتهم...أشتاق لمقالبي و طيشي المتواصل معهم....لكن...لا أزال قابعة في سريري ...أنتظر أذان الفجر....أصلي و أدعو الله أن يسهل لي لأغير هذه الاقامة التي لم أعرف فيها غير الخوف و اللامان...أرتدي ملابسي بملل و أجهز نفسي معنويا للاصطدام مع كتلة من البنات أمام النقل الجامعي الذي ينطلق باكرا بسبب طول المسافة....تنهدت مطولا....و أنا أتمنى أن تمر الأيام لأعود الى مدينتي..أهلي...ليلي و نجومي... 09-10-2011

صرخة صمت
2012-04-12, 11:33
....و فجأة تسلل ذلك الإحساس الرهيب داخلي...إحساس بالألم لما قرأته اليوم...الله يفرج همومنا...
خاطرة رائعة...شكرا
شكرا أخي على مرورك من هنا .....سعدت بتوقيعك في صفحتي

صرخة صمت
2012-04-13, 22:02
....كتائهة ، كضائعة أو حتى كمشردة.....جالسة في الطابق الأخير من البناية...أحاول الاستمتاع بمناظر لطالما أذهلتني لكن ها أنا أجد نفسي أعتبرها مجرد مناظر لا أكثر...يتسلل البرد الى جسمي...تلفح نسمات الهواء القاسية وجنتاي...كزهرة حديقة عصفت بها الرياح الهوجاء لتغدو في ساعات معدودة زهرة برية...هكذا دون ذنب سوى لأني امتلكت أحلاما ،امالا و طموحات يجب أن أضحي لأجلها...سوى كوني رسمت هدفا أسعى لجعله بدل الحلم واقعا...
....أضواء متلئلئة من الأعمدة الكهربائية ، تشكل خطا مستقيما...لحظتها كنت أسيرة يأسي ، شوقي و حزني لذا كنت أراه حبلا صلبا يحاول خنقي...يطوق رقبتي...يخنق اهات الوحدة و الألم....
...أضواء خافتة كانت تنبعث من نوافذ البيوت المجاورة..و غصت حينها داخل أحد البيوت....ابتسمت مطولا و دون أن أحس اغرورقت عيناي بالدموع ....تساءلت حينها : هل يعي أصحابه قيمته ؟ هل يحسون بدفء جدرانه ؟ هل يدركون أنه يحتضنهم كأب حنون ؟....ضحكت و رددت :....مجنونة.....، و كأنني أتحدث كأدباء لطالما رأيت الملتفين حولي يهزئون بهم لوصفهم لحنان جدران البيت و دفء زواياه؟؟..و تأكدت حينها أن أولئك لا يفقهون شيأ...و أن ذلك ليس ابداعا بغرض الابداع ، انما احساس صادق يراود كل من قد يغترب فيتملكه الشوق و الحنين...
...و مللت من الكتابة التي لأول مرة أحس أنها تخونني ، تخدعني و تفشل في ايصال الأحاسيس التي تعتريني ، لكن هي مأواي الوحيد بين أربع جدران قاسية و باردة...و أمام نافذة تشبه لحد كبير نافذة سجن....و فتاة غارقة في النوم ، تحاول تضييع الوقت عسى أن تمر الأيام و الشهور و نعود حيث الدفء ، الأمان و الحنان...انها3:03 صباحا...بذلت جهدا كبيرا لأغادر هذا المكان القاسي و العالم البشع بمخلوقاته الشبيهة كلها بالصخور...لكن...حاولت مطولا أن أغمض عيناي لأرى و لو حلما يأخذني لمنزلي ، لعالمي ، للقاء نجومي...و لو حلما قصيرا يرسم ابتسامة أمل على شفتي و يجعل من قلبي البائس...اليائس قلبا مفعما بالنشاط ، أو يكفيني أن أحس أنه عاد للنبض من جديد، و لكن أعتقد أن حتى الحلم قد ودعته هناك ....أو هو الاخر اكتفى بايصالي و العودة للديار أو ربما أحس بالخوف أمام جبل من الكوابيس التي لم تفارقني مذ وصلت الى هنا ...
....و بقيت وحيدة مع قلم هو الاخر أحس بجماده...و جماد حبره ، وخفت أت يتوقف عن خط كلماتي لكن مازال يتصف بالوفاء و الاخلاص رغم كل الظروف...و أحسست بالفرح للحظة حين أدركت أن رفيقي الوحيد لم يخني بعد ، و أنه لا يزال مؤنسي، توءمي في الليالي الباردة و القاسية...هو ومجموعة أوراق تتحمل أحاسيس ، أحزان ، ألام و مخاوف أقوى من أن أعيشها هناك وحدي و لكن....
2011-10-12 ، 03:15 صباحا
صرخة صمت

asma-mosta
2012-04-14, 13:08
روعةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة

سالي ♥
2012-04-14, 17:17
,
أيتُها الصرخة الــمُدَوِّيَة ..
تَسَلَّلت آهاتكِ لتُلامِسَ قلباً ..
مُهجَّراً .. تفتِكُ بهِ .. الوحدة والغُربة ..
وتَئنُّ لحالهِ " الإنسانيّة " ..!
نَكأتِ جرآحي بقدرِ ما أمتَعَني حرفكِ الناصِع ..
لروحكِ السعادة ..
,

صرخة صمت
2012-04-14, 21:47
روعةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
....شكرا أختاه على مرورك ، و توقيعك في صفحتي.

صرخة صمت
2012-04-14, 21:56
[quote=سالي ♥;9601421]

,
أيتُها الصرخة الــمُدَوِّيَة ..
تَسَلَّلت آهاتكِ لتُلامِسَ قلباً ..
مُهجَّراً .. تفتِكُ بهِ .. الوحدة والغُربة ..
وتَئنُّ لحالهِ " الإنسانيّة " ..!
نَكأتِ جرآحي بقدرِ ما أمتَعَني حرفكِ الناصِع ..
لروحكِ السعادة

شكرا أختاه الحبيبة لمرورك من هنا و ألف شكر لمشاركتك أحاسيسي و تحية خاصة أزفها لك و لكل أبناء فلسطين الحبيبة

طارق النور
2012-05-02, 12:02
وللكلمات طعم آخر عندما تنساق من يراعك مطواعة.. وللوصف لديك حسنُ تصوير وروعة إيصال وإيحاء حتي لكأن القارئ كانك..
..
ولا يكون وحيدا من له قلم كقلمك.. فما إن يرتسم الحرف على الصفحات.. حتى يصبح كل من قرأه حاضرا معك
..
..
... سلام

Sweet Huda
2012-05-02, 12:38
رائع من الرائع ان نجد اذان صاغية لاحاسيسنا التى بداخلنا

صرخة صمت
2012-05-11, 08:25
وللكلمات طعم آخر عندما تنساق من يراعك مطواعة.. وللوصف لديك حسنُ تصوير وروعة إيصال وإيحاء حتي لكأن القارئ كانك..
..
ولا يكون وحيدا من له قلم كقلمك.. فما إن يرتسم الحرف على الصفحات.. حتى يصبح كل من قرأه حاضرا معك
..
..
... سلام
...شكرا لمديحك يا أخي ، اطراءك يزيدني رغبة في مواصلة الكتابة.اليك ألف تحية.

فاتح.
2012-05-11, 14:41
السلام عليكم جميعا
وتتواصل صرخة الصمت لتكتب بأنامل صاقدة وترسم حروف صمت الصرخة
أحسست فكتبت فأبدعت وعبرت بصدق عن ذلك الترابط المعنوي بين الجسد والمكان تلك العلاقة الأبدية والمستمرة مهما تنوعت الأيام بألوانها وتقلبت بين الحزن والفرح واللقاء والبعاد
أحاسيس يطبعها الشوق والحنين في نبرة حزينة إلى ذلك الآخر الجاثم في قلوبنا وعقولنا معلوم الحدود وفسيح الأرجاء ثابت المعالم والقابع حبه في حبنا
هكذا هي تلك العلاقة التي تنساق في كتابتها أنامل تنزف حبر العواطف بحزن تارة وبأفراح تارة أخرى
دمت ودام عطاؤك يا صرخة دوت في أعماقنا فشكرا

النوري1
2012-05-11, 15:32
.
مرور جميل ..ولكن لا تجعلي نفسك ورقة تتقادفها الرياح فالاعصار لا يرحم و عندما تنطفىء شمعتك لن تستطيعي كلاما اننا ننتصر على الزمن مغالبة النصر لا يهدى النصر لا يكون بالاعتصار.