ابوزيدالجزائري
2012-04-11, 15:03
...كم أحن إلى أيام الصبا ، يوم كنت أجتمع مع إخوان لي لا يجمعني بهم غير ذكر الله و سلوك سبيل طاعته ، نجتمع في المسجد من بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب ، و أحيانا إلى صلاة العشاء نحفظ ما تيسر من كتاب الله و نتسابق في ذلك .
كانت أياما جميلة ، و جمالها يكمن في صفاء القلوب و نقاء السريرة ، كنت أشعر بحلاوة عجيبة تخالط روحي و وجداني ، كان في قلبي حب شديد لإخواني ، كان صدري سليما لهم لم أكن أكن لهم حقدا و لا ضغينة .
في هذه الفترة الزاهية حفظت كتاب الله ، و ما يسر الله لي حفظه من مختصرات و منظومات ، كان الحفظ أسهل عندي من أي شيء آخر ، حتى من اللهو و اللعب نعم و لا تعجب ، فقد كنت منتسبا لإحدى الفرق الرياضية في رياضة من الرياضات الجماعية فتركتها و هجرت أهلها ببدني لأن روحي لم تكن تميل إليهم و لا تجد نفسها بينهم .
كانت أياما جميلة رغم ضغط الوقت ( الدراسة النظامية ، حفظ القرآن ، الذهاب إلى مجالس الذكر و العلم ) ، رغم الفقر و صعوبة ظروف العيش .
....اليوم كبرت قليلا ( و لكني ما زلت شابا ) ، و أنعم الله علي بالفراغ الذي غبنه كثير من الناس ، و تيسرت أحوال المعيشة ، ولكن ....
تلك الحلاوة نقصت ، و ذلك القلب الذي كان سليما لإخوانه صار ....( ) ، و حتى قوة الحفظ نقصت ، لماذا بسبب المعاصي و كما قال الشافعي :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
فإن العلم نور
و نور الله لا يؤتاه عاص
و إذا كان بعض أهل العلم قد أخبر أنه سلب فهم القرآن لأنه قبل الصرة من السلطان ، و أخبر بعض الصالحين أن عوقب بنسيان القرآن لذنب إرتكبه منذ أربعين سنة ، فكيف بحالنا ....نسأل الله أن يلطف بنا .
و من أكبر ما أدى بي إلى ما ذكر حسن الظن بالنفس ، و الخوض في الفتن ، و الإسراف في فضول الخلطة و فضول الكلام .
فاجتنبوا ما ذكر فإنه من أعظم مغيرات القلوب ، و دعوا - إخواني - المراء و الجدال فإنه مفسد للقلوب ، و أقلوا من خلطة الخلق فإنها تذهب الأنس بالرب ، و إياكم و فضول الكلام فإنه مذهب لحلاة تلاوة كلام الله و ذكره .
...و إياكم و حسن الظن بالنفس ، فكما ورد عن بعض أساطين الزهد : ( العوام يخشون على أنفسهم الكفر و العامة يخشون على أنفسهم الفسق )
كيف لا و ابن أبي مليكة يقول : ( أدركت خمسين من صحابة رسول الله كل يخشى على نفسه النفاق )
بل كيف لا و إبراهيم خليل الرحمان و إمام الموحدين يدعو ربه " رب اجنبني و بني أن نعبد الأصنام )
و أختم بالتحذير من قطاع الطرق " مبددي الأوقات "- و إن تزيوا بزي العلم و لبسوا لبس الصلاح - ممن يحسنون لك الخوض في الفتن و اقتحام بحور الشهوات و الشبهات و كما روي عن علي - رضي الله عنه -:
و لا تصحب أخا جهل
و إياك و إياه
يقاس المرء بالمرء
إذا ما هو ما شاه
قياس النعل بالنعل
إذا ما هو حاذاه
كلمات أكتبها على عجالة ، معبرة عما في القلب ، متمنيا أن تصل إلى قلوبكم .
و تذكروا أن السلامة لا يعدلها شيء .
كانت أياما جميلة ، و جمالها يكمن في صفاء القلوب و نقاء السريرة ، كنت أشعر بحلاوة عجيبة تخالط روحي و وجداني ، كان في قلبي حب شديد لإخواني ، كان صدري سليما لهم لم أكن أكن لهم حقدا و لا ضغينة .
في هذه الفترة الزاهية حفظت كتاب الله ، و ما يسر الله لي حفظه من مختصرات و منظومات ، كان الحفظ أسهل عندي من أي شيء آخر ، حتى من اللهو و اللعب نعم و لا تعجب ، فقد كنت منتسبا لإحدى الفرق الرياضية في رياضة من الرياضات الجماعية فتركتها و هجرت أهلها ببدني لأن روحي لم تكن تميل إليهم و لا تجد نفسها بينهم .
كانت أياما جميلة رغم ضغط الوقت ( الدراسة النظامية ، حفظ القرآن ، الذهاب إلى مجالس الذكر و العلم ) ، رغم الفقر و صعوبة ظروف العيش .
....اليوم كبرت قليلا ( و لكني ما زلت شابا ) ، و أنعم الله علي بالفراغ الذي غبنه كثير من الناس ، و تيسرت أحوال المعيشة ، ولكن ....
تلك الحلاوة نقصت ، و ذلك القلب الذي كان سليما لإخوانه صار ....( ) ، و حتى قوة الحفظ نقصت ، لماذا بسبب المعاصي و كما قال الشافعي :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
فإن العلم نور
و نور الله لا يؤتاه عاص
و إذا كان بعض أهل العلم قد أخبر أنه سلب فهم القرآن لأنه قبل الصرة من السلطان ، و أخبر بعض الصالحين أن عوقب بنسيان القرآن لذنب إرتكبه منذ أربعين سنة ، فكيف بحالنا ....نسأل الله أن يلطف بنا .
و من أكبر ما أدى بي إلى ما ذكر حسن الظن بالنفس ، و الخوض في الفتن ، و الإسراف في فضول الخلطة و فضول الكلام .
فاجتنبوا ما ذكر فإنه من أعظم مغيرات القلوب ، و دعوا - إخواني - المراء و الجدال فإنه مفسد للقلوب ، و أقلوا من خلطة الخلق فإنها تذهب الأنس بالرب ، و إياكم و فضول الكلام فإنه مذهب لحلاة تلاوة كلام الله و ذكره .
...و إياكم و حسن الظن بالنفس ، فكما ورد عن بعض أساطين الزهد : ( العوام يخشون على أنفسهم الكفر و العامة يخشون على أنفسهم الفسق )
كيف لا و ابن أبي مليكة يقول : ( أدركت خمسين من صحابة رسول الله كل يخشى على نفسه النفاق )
بل كيف لا و إبراهيم خليل الرحمان و إمام الموحدين يدعو ربه " رب اجنبني و بني أن نعبد الأصنام )
و أختم بالتحذير من قطاع الطرق " مبددي الأوقات "- و إن تزيوا بزي العلم و لبسوا لبس الصلاح - ممن يحسنون لك الخوض في الفتن و اقتحام بحور الشهوات و الشبهات و كما روي عن علي - رضي الله عنه -:
و لا تصحب أخا جهل
و إياك و إياه
يقاس المرء بالمرء
إذا ما هو ما شاه
قياس النعل بالنعل
إذا ما هو حاذاه
كلمات أكتبها على عجالة ، معبرة عما في القلب ، متمنيا أن تصل إلى قلوبكم .
و تذكروا أن السلامة لا يعدلها شيء .