المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرب باردة على القارة الافريقية:من. مخبرات امريكا و مخبرات فرنسا!!!


عماري
2012-04-10, 07:46
من المعلوم ان التحالف الفرنسي - الأمريكي قد تأسس منذ تأسيس حلف شمال الأطلنطي في عام 1946 وظلت فرنسا من أهم القوي التي تسير في فلك الولايات المتحدة طوال سنوات الحرب الباردة , وعلى مدى هذه الفترة كانت فرنسا تعانى في الشرق الأوسط بسبب حرب الجزائر من ناحية والجهد الذي تطلبه إنهاء الاستعمار الفرنسي في إفريقيا والدول العربية من ناحية أخرى, ولم تكن حركات الاستقلال والتحرر هي السبب الوحيد وراء سوء صورة فرنسا في المنطقة وإنما أيضا لكون المد الشيوعي قد طال الشرق الأوسط وأنشأ عداء لأمريكا ومعسكرها الغربى , وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات بدأت تدخل عوامل التنافس والندية في العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة بعد تبلور الإتحاد الاوروبى في عام 1992, واستمرت فرنسا كإحدى أهم القوي الفاعلة في حلف شمال الأطلنطي حيث اشتركت في أهم عمليات الحلف في البلقان والكويت وأفغانستان, ولكن وبالرغم من أن أحد مراكز قيادة الحلف موجود في جنوب فرنسا إلا أن باريس ظلت تكثف جهودها لإضافة بعد عسكري دفاعي للاتحاد الاوروبى لكيلا يظل أمن أوروبا يعتمد على الولايات المتحدة كما أثبتت تجربة حروب البلقان, إلا أن جميع هذه الجهود فشلت وظل حلف شمال الأطلنطي الأداة العسكرية لأوروبا ضد أي اعتداء بل وتوسع الحلف ليشمل ليس فقط دول المعسكر الشرقي السابق ولكن أسس شراكات مع عشر دول في حوض المتوسط عربية وغير عربية, مما دفع فرنسا -وبالرغم من كونها جزءا من هذه الاتفاقات- إلى مراقبة هذه الشراكة بعين الحذر والحرص على أن يكون إطارها العسكري محددا.

حرب باردة على القارة الافريقية:

في أجواء من السرية إندلعت حرب من نوع آخر بين النفوذ الأنجلوسكسوني ( الأمريكي)
والفرانكوفوني (فرنسا) على مناطق نفوذ "قديمة جديدة" في غرب أفريقيا تحديدا, و فيما يتعلق بالموارد الطبيعية الموجودة هناك – خصوصا في غينيا وليبيريا ونيجيريا- تؤكد التوقعات الرسمية الأمريكية أن تستمد الولايات المتحدة حوالي 20% من إحتياجاتها النفطية من أفريقيا خلال العقد المقبل, وستوفر دول غرب أفريقيا 15% منها ، ويتوقع مجلس المعلومات القومي الأمريكي أن ترتفع هذه النسبة إلى 25 % بحلول عام 2015م , وتشير الإحصاءات الصادرة من الإدارة الأمريكية لشؤون النفط والطاقة أن أمريكا ستلجأ إلى النفط الإفريقي في العشرية المقبلة و سيصل حجم الاستيراد الأمريكي من النفط الأفريقي إلى 50 % من مجموع النفط المستورد بحلول العام 2015, وهذا التخطيط الأمريكي بالإستيلاء على نفط دول غرب إفريقيا لم يمر دون مداخلة فرنسا الحريصة على الكعكة النفطية الإفريقية.

الصراع على ساحل العاج:

من المعلوم تاريخيا أن فرنسا دخلت ساحل العاج عام 1843 وأعلنتها محمية فرنسية، وبعد تحريرها, تمكنت من احتلالها وفرض سيطرتها عليها مجدداّ بمساعدة قبائل في دول مجاورة لها وأعلنتها مستعمرة فرنسية في عام 1893, ثم أعطتها الاستقلال الشكلي عام 1960 على غرار أكثر الدول الأفريقية التي أعطيت الاستقلال الشكلي من قبل فرنسا (ديجول) بسبب الظروف الدولية في تلك الفترة. وترأسها فليكس هوفيت بويجني (بوانييه), الموالى لفرنسا من تلك السنة حتى وفاته سنة 1993، وكان خلال سلطته معتمداً على فرنسا وقواتها بشكل مباشر، ونظرا لأن ساحل العاج غني بالكاكاو حيث يشكل إنتاجها منه حوالي 40% من الناتج العالمي وتستغله الشركات الفرنسية، إضافة إلى وجود ثروات معدنية أخرى فيها مثل النحاس والألماس والكوبالت واليورانيوم وأكثر من يستغلها هم الفرنسيون, كما أن المؤسسات المالية هناك أغلبها يسيطر عليها الفرنسيون, وبالتالى فإن نظامها مرتبط بفرنسا بجانب حكامها، وتعتبر ساحل العاج إحدى معاقل الفرانكفونية حيث فرضت عليها فرنسا لغتها وثقافتها, ولذلك كانت لها أهمية ثقافية بالنسبة للاستعمار الفرنسي فضلاً عن الناحية الإقتصادية والإستراتيجية.
وقد اهتمت أمريكا بإخراج ساحل العاج من النفوذ الفرنسي ووضعها تحت نفوذها, ولذلك بدأت تشهد أحداثا واضطرابات بسبب هذا الصراع, فشهدت انقلابا عسكريا في نهاية عام 1999 ووعد رئيس الانقلاب روبرت جيه بانتخابات جرت بالفعل في 22/10/2000، استطاعت فرنسا خلالها أن تبقى ممسكة بالحكم بتوصيل عميلها لوران جباجبو في الانتخابات رغم الوسائل الأمريكية المضادة, ومع ذلك لم تهدأ الأساليب الأمريكية ووسائل الضغط المختلفة لدرجة خشيت فرنسا من سقوط جباجبو في الانتخابات التالية، ولذلك فعندما انتهت ولايته في 2005 أجّل إجراء الانتخابات لستّ مرات حتى جرت بسبب الضغوط الأمريكية المتزايدة عليه وعلى نظامه وما تفرضه عليه من عزلة دولية وعقوبات، فكانت الجولة الأولى في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والجولة الثانية في 28/11/2010, وخرجت النتيجة بإعلان المجلس الدستوري الذي يؤيد الرئيس الحالي لوران جباجبو فوز الرئيس بنسبة 51.45 % بينما أعلنت لجنة الانتخابات فوز منافسه الحسن وتارا بنسبة 54,1%، فاعترفت أمريكا والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالنتائج التي أعلنتها لجنة الانتخابات وبفوز الحسن وتارا, ورفض الرئيس جباجبو ذلك معتبرا نفسه الفائز حسب ما أعلنه المجلس الدستوري وأصرّ على البقاء في السلطة وأيده الجيش, ويشكل اعتراف أمريكا والأمم المتحدة ومجلس الأمن بإعلان لجنة الانتخابات أي بسقوط جباجبو، وقيام أمريكا، بالمطالبة يتنحى جباجبو عن السلطة، دليلاّ على أن جباجبو يقع في الخط المضاد للسياسة الأمريكية وأنه لا زال محافظاً على ولائه لفرنسا, وهكذا فإن المشكلة الانتخابية في ساحل العاج هي مشكلة صراع دولي طرفاه البارزان فرنسا وأمريكا, ومن تتبع ما يجري في ساحل العاج، والرأي العام الدولي الذي استطاعت أمريكا تحريكه ضد جباجبو، يجعل أمريكا تجد الفرصة سانحة لعدم الموافقة على اى صفقة آملةً تنحية غباغبو واستلام الحسن وتارا السلطة، ويرى المراقبون أن أمريكا ترى فيما يجري فرصة لاحت لها لأن تأخذ دولة أفريقية بالانتخابات دون انقلاب عسكري، فهذا الوضع يمنح أمريكا ذرائع أصدق ليجعلها تتبنى عملاءها علنا وتدافع عنهم لأنهم يُحسَبون بأنهم شرعيون جاءوا بإرادة الشعب عن طريق الانتخابات، فلا يستطيع أحد أن يلومها ويتهمها بأنها تدعم نظما ديكتاتورية فيما لو جاء عملاؤها عن طريق انقلابات عسكرية.

الصراع على ليبيا:

وفى ليبيا كان من اللافت للنظر, تصدر أخبار قصف الطائرات الفرنسية لقوات معمر القذافي
بنوع من الفخر لا يمكن إلا أن يلاحظه أي متابع لتغطية الإعلام الفرنسي لهذا الموضوع, وكذلك تركيز الإعلام على إغارة الطائرات الفرنسية على مواقع عسكرية لقوات القذافي على تخوم مدينة بنغازي, وقد استفاضت مختلف وسائل الإعلام الفرنسية المرئية والمسموعة والمكتوبة إضافة إلى مواقع الانترنت، في شرح مزايا الطائرات التي شنت أول غارة ونوعية الصواريخ والقنابل التي استخدمتها فضلا عن ارتفاعها العالي ودقة الإصابات التي حققتها, وهذا يرمى فى صالح التكهنات التى تصب فى أن ماحدث يندرج ايضا تحت بند التنافس والصراع على النفوذ فى ليبيا (الجديدة), وكما يرى الباحث"موفق محادين", وكثير من المراقبين, انه, إذا كانت فرنسا قد حسمت امرها مع الشعب الليبي وثورته واعترفت بالمجلس الانتقالي في بنغازي ممثلا وحيدا وشرعيا, فليس ذلك امتدادا لتقاليد الثورة البرجوازية الفرنسية وشعاراتها حول الديمقراطية وحقوق الانسان, بل في اطار الصراع مع الامريكان على القارة الافريقية, وأن الموقف الامريكي من الثورة الليبية يمكن تلخيصه في موقف الخارجية والادارة الامريكية الذي يسعى لتكرار سياسة الاحتواء المزدوج من اجل استنزاف الثورة الشعبية ونظام القذافى, كمقدمة لتكرار النموذج العراقي (الغزو ونهب النفط), وموقف المخابرات الامريكية الذي يدعم القذافى.

ويرى غالبية المراقبين, أنه و اذا كان الخلاف واضحا بين المخابرات الامريكية التي لا تخفي ميولها لنظام العقيد وبين وزارة الخارجية التي تميل الى التوافق مع حلفائها الاوروبيين الا ان المرجح هو صياغة تسوية بين المخابرات والخارجية تقوم المخابرات خلالها باللعب على الوقت لعل العقيد يعيد السيطرة على الثورة, فيما تواصل ادارة اوباما وكلينتون سياسة مسك العصا من الوسط بانتظار استنزاف الطرفين.
وفي الحالتين, فان القاسم المشترك بينهما هو الصراع مع فرنسا على افريقيا ونفط ليبيا, وليس مستبعدا في ضوء الدخول الفرنسي السريع على الازمة الليبية, ان يأخذ الصراع المذكور اشكالا غير مسبوقة وغير متوقعة رغم مما يبدو من توافقات (شكلية) حول قضايا ثانوية.

ان ما شاهدناه فى الاخير و الترتيب الذى تقوم به الاستخبرات الفرنسية من اجل عزل غريمتها الامريكية و الضحية الكبرى هى شعب الجزائر
من المعلوم ان التحالف الفرنسي - الأمريكي قد تأسس منذ تأسيس حلف شمال الأطلنطي في عام 1946 وظلت فرنسا من أهم القوي التي تسير في فلك الولايات المتحدة طوال سنوات الحرب الباردة , وعلى مدى هذه الفترة كانت فرنسا تعانى في الشرق الأوسط بسبب حرب الجزائر من ناحية والجهد الذي تطلبه إنهاء الاستعمار الفرنسي في إفريقيا والدول العربية من ناحية أخرى, ولم تكن حركات الاستقلال والتحرر هي السبب الوحيد وراء سوء صورة فرنسا في المنطقة وإنما أيضا لكون المد الشيوعي قد طال الشرق الأوسط وأنشأ عداء لأمريكا ومعسكرها الغربى , وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات بدأت تدخل عوامل التنافس والندية في العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة بعد تبلور الإتحاد الاوروبى في عام 1992, واستمرت فرنسا كإحدى أهم القوي الفاعلة في حلف شمال الأطلنطي حيث اشتركت في أهم عمليات الحلف في البلقان والكويت وأفغانستان, ولكن وبالرغم من أن أحد مراكز قيادة الحلف موجود في جنوب فرنسا إلا أن باريس ظلت تكثف جهودها لإضافة بعد عسكري دفاعي للاتحاد الاوروبى لكيلا يظل أمن أوروبا يعتمد على الولايات المتحدة كما أثبتت تجربة حروب البلقان, إلا أن جميع هذه الجهود فشلت وظل حلف شمال الأطلنطي الأداة العسكرية لأوروبا ضد أي اعتداء بل وتوسع الحلف ليشمل ليس فقط دول المعسكر الشرقي السابق ولكن أسس شراكات مع عشر دول في حوض المتوسط عربية وغير عربية, مما دفع فرنسا -وبالرغم من كونها جزءا من هذه الاتفاقات- إلى مراقبة هذه الشراكة بعين الحذر والحرص على أن يكون إطارها العسكري محددا.

حرب باردة على القارة الافريقية:

في أجواء من السرية إندلعت حرب من نوع آخر بين النفوذ الأنجلوسكسوني ( الأمريكي)
والفرانكوفوني (فرنسا) على مناطق نفوذ "قديمة جديدة" في غرب أفريقيا تحديدا, و فيما يتعلق بالموارد الطبيعية الموجودة هناك – خصوصا في غينيا وليبيريا ونيجيريا- تؤكد التوقعات الرسمية الأمريكية أن تستمد الولايات المتحدة حوالي 20% من إحتياجاتها النفطية من أفريقيا خلال العقد المقبل, وستوفر دول غرب أفريقيا 15% منها ، ويتوقع مجلس المعلومات القومي الأمريكي أن ترتفع هذه النسبة إلى 25 % بحلول عام 2015م , وتشير الإحصاءات الصادرة من الإدارة الأمريكية لشؤون النفط والطاقة أن أمريكا ستلجأ إلى النفط الإفريقي في العشرية المقبلة و سيصل حجم الاستيراد الأمريكي من النفط الأفريقي إلى 50 % من مجموع النفط المستورد بحلول العام 2015, وهذا التخطيط الأمريكي بالإستيلاء على نفط دول غرب إفريقيا لم يمر دون مداخلة فرنسا الحريصة على الكعكة النفطية الإفريقية.

الصراع على ساحل العاج:

من المعلوم تاريخيا أن فرنسا دخلت ساحل العاج عام 1843 وأعلنتها محمية فرنسية، وبعد تحريرها, تمكنت من احتلالها وفرض سيطرتها عليها مجدداّ بمساعدة قبائل في دول مجاورة لها وأعلنتها مستعمرة فرنسية في عام 1893, ثم أعطتها الاستقلال الشكلي عام 1960 على غرار أكثر الدول الأفريقية التي أعطيت الاستقلال الشكلي من قبل فرنسا (ديجول) بسبب الظروف الدولية في تلك الفترة. وترأسها فليكس هوفيت بويجني (بوانييه), الموالى لفرنسا من تلك السنة حتى وفاته سنة 1993، وكان خلال سلطته معتمداً على فرنسا وقواتها بشكل مباشر، ونظرا لأن ساحل العاج غني بالكاكاو حيث يشكل إنتاجها منه حوالي 40% من الناتج العالمي وتستغله الشركات الفرنسية، إضافة إلى وجود ثروات معدنية أخرى فيها مثل النحاس والألماس والكوبالت واليورانيوم وأكثر من يستغلها هم الفرنسيون, كما أن المؤسسات المالية هناك أغلبها يسيطر عليها الفرنسيون, وبالتالى فإن نظامها مرتبط بفرنسا بجانب حكامها، وتعتبر ساحل العاج إحدى معاقل الفرانكفونية حيث فرضت عليها فرنسا لغتها وثقافتها, ولذلك كانت لها أهمية ثقافية بالنسبة للاستعمار الفرنسي فضلاً عن الناحية الإقتصادية والإستراتيجية.
وقد اهتمت أمريكا بإخراج ساحل العاج من النفوذ الفرنسي ووضعها تحت نفوذها, ولذلك بدأت تشهد أحداثا واضطرابات بسبب هذا الصراع, فشهدت انقلابا عسكريا في نهاية عام 1999 ووعد رئيس الانقلاب روبرت جيه بانتخابات جرت بالفعل في 22/10/2000، استطاعت فرنسا خلالها أن تبقى ممسكة بالحكم بتوصيل عميلها لوران جباجبو في الانتخابات رغم الوسائل الأمريكية المضادة, ومع ذلك لم تهدأ الأساليب الأمريكية ووسائل الضغط المختلفة لدرجة خشيت فرنسا من سقوط جباجبو في الانتخابات التالية، ولذلك فعندما انتهت ولايته في 2005 أجّل إجراء الانتخابات لستّ مرات حتى جرت بسبب الضغوط الأمريكية المتزايدة عليه وعلى نظامه وما تفرضه عليه من عزلة دولية وعقوبات، فكانت الجولة الأولى في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والجولة الثانية في 28/11/2010, وخرجت النتيجة بإعلان المجلس الدستوري الذي يؤيد الرئيس الحالي لوران جباجبو فوز الرئيس بنسبة 51.45 % بينما أعلنت لجنة الانتخابات فوز منافسه الحسن وتارا بنسبة 54,1%، فاعترفت أمريكا والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالنتائج التي أعلنتها لجنة الانتخابات وبفوز الحسن وتارا, ورفض الرئيس جباجبو ذلك معتبرا نفسه الفائز حسب ما أعلنه المجلس الدستوري وأصرّ على البقاء في السلطة وأيده الجيش, ويشكل اعتراف أمريكا والأمم المتحدة ومجلس الأمن بإعلان لجنة الانتخابات أي بسقوط جباجبو، وقيام أمريكا، بالمطالبة يتنحى جباجبو عن السلطة، دليلاّ على أن جباجبو يقع في الخط المضاد للسياسة الأمريكية وأنه لا زال محافظاً على ولائه لفرنسا, وهكذا فإن المشكلة الانتخابية في ساحل العاج هي مشكلة صراع دولي طرفاه البارزان فرنسا وأمريكا, ومن تتبع ما يجري في ساحل العاج، والرأي العام الدولي الذي استطاعت أمريكا تحريكه ضد جباجبو، يجعل أمريكا تجد الفرصة سانحة لعدم الموافقة على اى صفقة آملةً تنحية غباغبو واستلام الحسن وتارا السلطة، ويرى المراقبون أن أمريكا ترى فيما يجري فرصة لاحت لها لأن تأخذ دولة أفريقية بالانتخابات دون انقلاب عسكري، فهذا الوضع يمنح أمريكا ذرائع أصدق ليجعلها تتبنى عملاءها علنا وتدافع عنهم لأنهم يُحسَبون بأنهم شرعيون جاءوا بإرادة الشعب عن طريق الانتخابات، فلا يستطيع أحد أن يلومها ويتهمها بأنها تدعم نظما ديكتاتورية فيما لو جاء عملاؤها عن طريق انقلابات عسكرية.

الصراع على ليبيا:

وفى ليبيا كان من اللافت للنظر, تصدر أخبار قصف الطائرات الفرنسية لقوات معمر القذافي
بنوع من الفخر لا يمكن إلا أن يلاحظه أي متابع لتغطية الإعلام الفرنسي لهذا الموضوع, وكذلك تركيز الإعلام على إغارة الطائرات الفرنسية على مواقع عسكرية لقوات القذافي على تخوم مدينة بنغازي, وقد استفاضت مختلف وسائل الإعلام الفرنسية المرئية والمسموعة والمكتوبة إضافة إلى مواقع الانترنت، في شرح مزايا الطائرات التي شنت أول غارة ونوعية الصواريخ والقنابل التي استخدمتها فضلا عن ارتفاعها العالي ودقة الإصابات التي حققتها, وهذا يرمى فى صالح التكهنات التى تصب فى أن ماحدث يندرج ايضا تحت بند التنافس والصراع على النفوذ فى ليبيا (الجديدة), وكما يرى الباحث"موفق محادين", وكثير من المراقبين, انه, إذا كانت فرنسا قد حسمت امرها مع الشعب الليبي وثورته واعترفت بالمجلس الانتقالي في بنغازي ممثلا وحيدا وشرعيا, فليس ذلك امتدادا لتقاليد الثورة البرجوازية الفرنسية وشعاراتها حول الديمقراطية وحقوق الانسان, بل في اطار الصراع مع الامريكان على القارة الافريقية, وأن الموقف الامريكي من الثورة الليبية يمكن تلخيصه في موقف الخارجية والادارة الامريكية الذي يسعى لتكرار سياسة الاحتواء المزدوج من اجل استنزاف الثورة الشعبية ونظام القذافى, كمقدمة لتكرار النموذج العراقي (الغزو ونهب النفط), وموقف المخابرات الامريكية الذي يدعم القذافى.

ويرى غالبية المراقبين, أنه و اذا كان الخلاف واضحا بين المخابرات الامريكية التي لا تخفي ميولها لنظام العقيد وبين وزارة الخارجية التي تميل الى التوافق مع حلفائها الاوروبيين الا ان المرجح هو صياغة تسوية بين المخابرات والخارجية تقوم المخابرات خلالها باللعب على الوقت لعل العقيد يعيد السيطرة على الثورة, فيما تواصل ادارة اوباما وكلينتون سياسة مسك العصا من الوسط بانتظار استنزاف الطرفين.
وفي الحالتين, فان القاسم المشترك بينهما هو الصراع مع فرنسا على افريقيا ونفط ليبيا, وليس مستبعدا في ضوء الدخول الفرنسي السريع على الازمة الليبية, ان يأخذ الصراع المذكور اشكالا غير مسبوقة وغير متوقعة رغم مما يبدو من توافقات (شكلية) حول قضايا ثانوية.

عماري
2012-04-10, 07:47
التنافس الأمريكـي الفرنسي على ثروات تشاد !

" إنّ ما ننفقه في
تشاد الآن لكونها من أفقر دول العالم ، نستردّه بكلّ يسر خلال السنوات الأربع
القادمة ؛ لأنَ أراضي تشاد من أغنى الأراضي في أفريقيا، و الموظفين التشاديين
كلّهم أو 90% منهم من مدارسنا …".
القس الأب أشو غيري (
وزير خارجية الفاتيكان ):(1)
بدأ النظام الاقتصادي
الرأسمالي ينهار شيئاً فشيئاً بعد ما يسمى بأحداث 23/جمادى الثانية 1422هـ11/
سبتمبر 2001م ، وبدأ يُعاني من أزمات اقتصادية متتالية، وظهر ذلك جليّاً في إفلاس
شركات عديدة في عدد من دولها، وتسريح أعداد هائلة من العمال ، وفي نفس الوقت زاد
الطلب على الطاقة في تلك البلدان ، مما حدا بها إلى مراجعة أماكن نفوذها السابقة
في العالم الإسلامي ، وإيجاد أماكن احتياطية تغذّي وتساهم في انتعاش اقتصادها ،
فكان الصراع الأمريكي الفرنسي الظاهري على المستعمرات الفرنسية السابقة ، والتي
تسعى فرنسا لجعل ثرواتها مدخرات مستقبلية لها ، بحيث تنتقل من دولة إلى أخرى
أما الولايات المتحدة
فإنها تسعى لإيجاد مصادر جديدة وبديلة لتأمين إمداداتها من النفط ، فقد أصبحت خلال
العقد الماضي تعتمد بصورة كبيرة على النفط المستورد، إذ تستورد نحو ثلثي
احتياجاتها، وازدادت كميات النفط التي تستوردها من دول جنوب الصحراء الإفريقية ولا
سيما نيجيريا وأنجولا، حيث تستورد يومياً أكثر من 8،5 مليون برميل من النفط .
ويتمتع قطاع النفط في دول
جنوب الصحراء الإفريقية بواحد من أسرع معدلات النمو في العالم، وتشير تقديرات
"مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي" إلى أن واردات النفط الأمريكية من
دول غرب إفريقيا سترتفع بعد عشر سنوات إلى 25% من إجمالي الواردات مقارنة بـ16% في
الوقت الحالي.
وتعد أنجولا على رأس
الدول الإفريقية التي تشهد طفرة في قطاع النفط مع ما تعانيه من فقر وأمراض وحرب
مستمرة منذ مدة طويلة، وسيرتفع إنتاجها _بإذن الله_ من 722 ألف برميل يومياً منذ
عام 2001م ، ليصل إلى 3،28 مليون برميل يومياً بحلول عام 2020م، كما يتوقع أن
يرتفع معدل الإنتاج اليومي لنيجيريا من 2،2 مليون برميل حالياً إلى 4،4 مليون
برميل بحلول عام 2020م.
لم تخل الساحة الأفريقية
في السنين الأخيرة من صراع علني أو خفي بين الأميركيين والفرنسيين، ولعل حروب
أفريقيا الأخيرة: " رواندي وبورندي، وكونغو، وساحل العاج " خير شاهد على
هذا الصراع الذي يتم بالوكالة .
وفي تصريح واضح يَكشف
النوايا الأمريكية لغزو القارة ، أعلن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد عن
فصل جديد من فصول الاستراتيجية الأمريكية بأنها ستتوجّه إلى أفريقيا، وذلك بعد
الانتهاء من عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط [ أفغانستان ، العراق ] .
وعلى إثر هذه التصريحات
كانت زيارة الرئيس الأمريكي " جورج بوش " للقارة الأفريقية في
(8/5/1424هـ 8/7/2003م ) ، وذلك للبحث عن مناطق بديلة واحتياطية للنفط غير تلك
التي في آسيا ، ومن ضمنها البترول التشادي ، ودعم حركات التنصير وجهود المنصرين ،
وذلك ضمن الميزانية المخصصة لما يقال عنه مكافحة " الإيدز " حيث أصدر
قانوناً بذلك في مايو الماضي2003م، ويقضي بإنشاء صندوق لمكافحة الإيدز في العالم
بمبلغ 15 مليار دولار على مدار خمس سنوات .

وكان من بين أهداف هذه
الزيارة تقليص النفوذ الغربي وخاصة الفرنسي من القارة عموماً ومن أيّة قوة أخرى ،
وظهر ذلك جليّاً في كلمة بوش في جزيرة العبيد في غوريه Goree في السنغال ، عندما أعلن عزمه على تعويض أفريقيا عن
قرون العنجهيّة الاستعمارية الغربية ، ولعل منذ أحداث 23جمادى الثانية/ 11سبتمر ،
بدأ صدام ظاهري بين فرنسا وأمريكا مردّه سعي فرنسا في ضمان حصتها من الغنائم، سواء
أكان ذلك في أفغانستان أو العراق أو غيرهما، ومنذ زيارة كلينتون إلى القارة 1997م
، بدأت الولايات المتحدة مزاحمة فرنسا في مستعمراتها ، وبدأ يغير الحكام الموالين
لفرنسا في هذه الدول ( موبوتو )، وفرض هيمنتها على اقتصادياتها ، وظهر ذلك أيضاً
ضمن الزيارة التي قام بها بوش أخيراً ، لتبدأ دورة جديدة من الاستهدام أو الهيمنة
الأمريكية للقارة،
وقد ذكرت صحيفة
"لوموند" الفرنسية (7-7-2003م) أن وزارة الدفاع الأمريكية تناقش الآن مع
بعض الدول في شمال وغرب أفريقيا -ومنها الجزائر ومالي- إمكانية بناء قواعد عسكرية
مؤقتة تستخدم عند الحاجة، وأن اتفاقيات لتزويد الطائرات الأمريكية بالوقود تم
إبرامها مع كل من السنغال قلعة فرنسا الغربية ، والجابون وغيرها، وذلك لمزاحمة
النفوذ الفرنسي في أفريقيا .

تشاد والتي تبلغ مساحتها
(284000،1كلم2 ) وتأتي في المرتبة الخامسة بين دول القارة من حيث المساحة لم تكن
بعيدة عن هذا الصراع ، فهي الآن على أبواب مرحلة جديدة من تاريخها ، مرحلة البترول
والذهب ، حيث كان بداية تصدير النفط التشادي في شهر جمادى الأولى الماضي 1424هـ ـ
يوليو 2003م.
بعد صراع طويل بين
الشركات الفرنسية والأمريكية ، وتحت الخفاء كان هناك صراع آخر بين الكنيسة
الكاثوليكية والكنيسة البروتستنتية ، كلّ تسعى للهيمنة على هذه الثروة وغيرها من
الثروات لدفع إما عجلة اقتصادها الذي على وشك الانهيار أو استثمار العائدات لدفع
عجلة التنصير في القارة ، كما صرّح بذلك أكثر من مسؤول .
ففي مؤتمر "روما
" بتاريخ (28/10/1413هـ 20/4/1993م) أجمع الكرادلة بوضع خطّة شاملة لتنصير
أفريقيا كلّها، وعن تنصير تشاد قالوا : " إنّ تشاد منطقة هامة، وإنّ أيّة
فكرة تظهر فيها تلقى سرعة انتشار كبيرة لوقوعها في مفترق الطرق في قلب أفريقيا ،
وهي مقبلة على مرحلة جديدة من الحياة الاقتصادية ، وربّما تُصبح في عام ( 1427هـ
2006م) ثالث أهمّ منطقة اقتصادية في إفريقيا حسب الدوائر الاقتصادية الأمريكية وإن
كانت الجمهورية الفرنسية غير مشجّعة لهذا الاتجاه .
فعليه أيها الآباء أمامكم
مهمّة صعبة ، خصوصاً عندما تصلون إلى المناطق المسلمة ، وغالبية سكان هذه المناطق
من أصول بدوية ، وفيهم الجفوة والغلظة ، وهي قبائل مقاتلة شريرة متعطّشة للدماء ،
كما تعرفون مما سبق من المعارك التي دارت بينهم وبين القوات الفرنسية ، ومنفذنا أو
سبيلنا إلى هذه المناطق الفقر والحاجة والجهل والأمّية ، والرسول بولس كان رسول
الأمّيين ولكم فيه القدوة الحسنة ، وأرجو من الحكومة الأمريكية ألا تستعجل في
استخراج النفط التشادي ، وأمّا اليورانيوم فعندنا ضمانات كافية ، ووسائلنا
العمليّة معروفة لديكم، وأمّا الميزانية فقد تفضّل قداسة البابا بتخصيص ملياري
دولار أمريكي للبدء في هذا المشروع الضخم ، وهو جزء من الميزانية الأولية التي تمّ
تحديدها في جلسة (19/2/1993م) .
ولكن إذا استعجلت الحكومة
الأمريكية في مشروعها ونجحت فيه فإننا نحصل على ما أنفقنا في المنطقة من عائدات
البترول و أكثر ، والبروتستانت متفاهمون معنا في هذا الصدد ، وقد ننجز أهدافنا قبل
استخراج النفط ، وعندئذ تكون ثروة البلاد كلّها في خدمة ربّنا المسيح ".(2)

وهكذا كان التخطيط من قبل
الدوائر السياسية والكنسية معاً للهيمنة على ثروات تشاد من البترول والذهب
واليورانيوم ، والصراع البروتستنتي والكاثوليكي يرجع إلى ما قبل القضاء على
الممالك الإسلامية الثلاث في تشاد : ( مملكة كانم ، مملكة بقرمي ، مملكة وداي )
والتي كانت حجرة عثرة لمشاريعهم التنصيرية في القارة ، فبعد القضاء عليها، ووصول
القوات الفرنسية إلى الأراضي التشادية بعد تقسيم ممتلكات الممالك إلى دول عدّة في
عام ( 1309هـ 1892م) ، وجدت الكنسية الكاثوليكية موطئ قدم لها على التراب التشادي
، ومن ثم لحق بها الكنسية الكاثوليكية .
ومنذ ذلك الوقت بدأ
الفرنسيون باستغلال الثروات التشادية ، ووضع بعضها كمخزون احتياطي لها ، ففي عام
1944م اقترح وزير التخطيط الفرنسي بألا يستخرج البترول التشادي إلا في عام 2030م
.إلا أنه في عام 1961م بدأت فرنسا بالتنقيب عن البترول بواسطة بعض الشركات ، و في
نهاية عام 1964 خلصت تلك الدراسات بعدم وجود البترول على الأراضي التشادية، وفي
عام 1965م كمحاولة لاستهلاك الوقت والتنقيب عن كافة المحتويات في الأراضي التشادية
من بترول وخلافه ، قام معهد البحوث والدراسات في فرنسا بالتنقيب للمرة الثانية،
ولكن كانت النتيجة أيضاً حسب زعمه سلبية ، فهم مقيدون بما صرّح به وزير التخطيط
الفرنسي ، لكي يبقى البترول التشادي من ضمن الموارد الاحتياطية للخزينة الفرنسية .
وبعد التغيرات التي طرأت
على السياسة التشادية كردّة فعل لثورة " فرولينا" الشمالية والتي اندلعت
عام 1966م، وقيام ما يسمّى بالثورة التصحيحية التي أقدم عليها الرئيس السابق
" تومبلباي " بتغيير المعالم الفرنسية واليهودية في تشاد ، ومنها تغير
اسم العاصمة من " فورت لامي " إلى " إنجمينا " وغيرها ، والتي
كانت إحدى الأسباب التي أدت إلى اغتياله من قبل عملاء المخابرات الفرنسية . هذه
التغيرات جعلت الحكومات التشادية المتعاقبة تسعى لاستخراج ثرواتها الكامنة من
البترول والذهب واليورانيوم وغيرها بعيداً عن الهيمنة الفرنسية .
ففي عام 1970م وإثر اتفاق
بين (تومبلباي) و الرئيس الأمريكي (جونسون) وصلت شركة (كونوكو) الأمريكية إلى تشاد
للتنقيب عن البترول، حيث تمكنت في عام 1974م من اكتشاف البترول بكميات كبيرة في
عدة مناطق من البلاد، و لكن هذه المحاولات جميعها توقفت بسبب الحرب المشتعلة في
الشمال بين الثورة الشمالية والحكومة التي تولت السلطة بعد مقتل " تومبلباي "
.
ثمّ بدأت بعض المحاولات
في الثمانينات من القرن الماضي ، وتوّج هذا الأمر في عام 1999م بعد انسحاب الشركات
المحسوبة على فرنسا ، ودخول الشركات الأمريكية أو المحسوبة عليها كبتروناس
الماليزية، ففي شهر جمادى الأولى 1424هـ ـ يوليو 2003م تمَّ تصدير البترول بعد
عشرات الأعوام بين أخذ وجذب مع الشركات الفرنسية .
أمّا الثروات الأخرى
كالذهب فإن هناك شركات كورية تعمل لحساب أمريكا بدأت عملها في مناطق شاسعة من
البلاد، وخاصة في محافظة " بالا " .
وإزاء هذه التغيرات التي
طرأت على السَّاحة التشادية ، استعجلت أمريكا في تنفيذ مخططها ـ إن صحّ هذا
التعبير ـ خلافاً لتوقعات الكنسية الكاثوليكية ، كما صرّحت بذلك ضمنيّاً الكنسية :
" … لكن إذا استعجلت الحكومة الأمريكية في مشروعها ونجحت فيه فإننا نحصل على
ما أنفقنا في المنطقة من عائدات البترول و أكثر ، والبروتستانت متفاهمون معنا في
هذا الصدد، وقد ننجز أهدافنا قبل استخراج النفط ، وعندئذ تكون ثروة البلاد كلّها
في خدمة ربّنا المسيح " ! ومع ذلك فإن الكنسية ضامنة لحصتها من الغنيمة
التشادية ، وإن تجاوز الأمريكان اتفاقهم معها، وذلك من خلال عائدات النفط والتي
يخصص جزء منها لعمليات التنصير تحت شعار " الخدمات الإنسانية " .

وعلى إثر هذه المتغيرات
أيضاً فقد تمّ تقسيم الأراضي التشادية بين الكنسيتين ، بحيث تغطي كل كنسية مناطق
معينة في حملتها التنصيرية ، وهذا ما جعل عدد المنظمات الكنسية ترتفع بشكل مفاجئ ،
فمن جملة ( 160 ) وصل العدد عام 1422هـ إلى (260) منظمة كنسية من أهمّها: أوكسفام
( OXFAM) ، الإغاثة
الكاثوليكية ( SECOUR CATHOLIQUE) ،
ورد فيزيون ( WORD VISION) .
وهذه ميزانيتها في عام 1422هـ كانت (40) مليون دولار أمريكي .وتقابل هذه المنظمات
التنصيرية ثماني منظمات دولية إسلامية .
أما عدد المنصّرين فقد
بلغ عام 1422هـ (6534) منصّر و(260) منهم يتقنون اللغات المحليّة ، و(15) منهم
يتقنون اللغة العربية الفصحى ، و(7) منهم حفظة للقرآن الكريم ، و(3) علماء في علم
الحديث وأصول الفقه ، و(30) منهم من أبناء المسلمين الذين تعلّموا في مدارسهم
وتنصّروا ، وعدد المؤسسات التعليمية النصرانية حتى هذا التاريخ بلغت (3577) مؤسسة
تعليمية ومهنية .
وأقلّ راتب تَفرُّغ لكلّ
واحد من هؤلاء (1000) دولار ، وللدُّعاة العاديين دون هذه الدرجة من (400-600)
دولار ، ومزودين بوسائل المواصلات الحديثة من طائرات خفيفة وطائرات شحن وسيارات
وقوارب ودرجات نارية عادية أو صحراوية .(3)

يُضاف إلى هذه الغارة
النصرانية سعي أمريكا الحثيث لنشر الثقافة الأمريكية والعلمانية وسط المسلمين ،
لتشكّل تحدّياً آخر أمام حركة الإسلام والمسلمين في تشاد ، ومحاولة وضعها قوانين
ولوائح تضمن لها البقاء في تشاد وفرض هيمنتها الصليبية البروتستنتية .
ومن تلك المحاولات
الداعية إلى العلمانية محاولتها طرح قانون تنظيم الأسرة ( الأحوال الشخصية
للمسلمين ) ، ومن أخطر بنود هذا القانون الحريّة الجنسية التي يدّعونها ويسمّونها
بغير اسمها وهي تحرير المرأة !
وقد وقف الشارع التشادي
كلّه متصدّياً لهذا القانون ، ولكن هل ستتنازل أمريكا عن هذا المشروع ؟! الأيام
والسِّنون القادمة حبلى بالكثير !
ومع ضخامة هذه الغارة
التنصيرية وإمكانياتها الكبيرة ، واستغلال النفط التشادي ، فإن كثيراً من مخططاتها
قد فشلت ، ولكن مع هذا لا يزال أمام التشاديين تحدّيات عدّة ، فأمريكا وفرنسا لن
تتنازلا عن دفع حركة التنصير إلى الإمام في الأراضي التشادية ، وكذلك فرض الحياة
الغربية العلمانية المتفلّتة ، وإخراج المرأة التشادية من عفّتها ، كما هي الحال
في كثير من دول العالم الإسلامي، فإن كان هذا القانون قد رفض الآن ، فإن للقوة
الغربية وسائل أخرى وطرق تسعى لها " ويمكرون ويمكر الله والله خير
الماكرين" .
فلا بدّ من إعداد العدّة
لمواجهة هذه الهجمة التنصيرية الشرسة وفق خطة مدروسة مع الإمكانيات المتواضعة ،
سواء من قبل المنظمات والجمعيات المحلية أو المنظمات الإسلامية الدولية العاملة في
تشاد ، والتي تقع على عاتقها العبء الأكبر للتصدّي لهذه الحملة .

عماري
2012-04-11, 14:43
ادعاءك بأن الولايات المتحدة الأمريكية متورطة بطريقة أو أخرى في التطورات الأخيرة التي تشهدها مالي هي مغالطة مثيرة للسخرية، كما أنها تظهر بكل وضوح مدى جهلك ونقص في إطلاعك على مستجدات الأحداث.

ما دمنا نعيش في عصر المعلومات و العولمة، كان ينبغي عليك أن لا تترك كراهيتك لأمريكا من أن تحجب حكمتك أو تمنعك من تقديم أدلة واقعية لإثبات هكذا إدعاءات.

فعلى سبيل المثال، لو أخذت خمسة دقائق من و قتك الثمين و قمت ببحث بخصوص موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الأزمة في مالي على موقع الكوكل، فإنك ستستنتج، وبكل سرعة، بأن الحكومة الأمريكية تؤيد جهود المجتمع الدولي الهادفة للحفاظ على وحدة تراب دولة مالي. علاوة على ذلك، فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة المجلس العسكري الحاكم للتخلي عن السلطة فورا و السماح بالعودة الكاملة للحكم المدني و الدستوري في مالي.



ألى الاخ المقيم فى usa
انا انتضر ردك على هذه المعلومات و التى أظن انك تعرفها احسن منى
و هذا لأطلاعك على امور فى بلاد العم سام

digitaloutreach
2012-04-12, 19:26
ألى الاخ المقيم فى usa
انا انتضر ردك على هذه المعلومات و التى أظن انك تعرفها احسن منى
و هذا لأطلاعك على امور فى بلاد العم سام



مرارا و تكرارا، إن أوهامك و تلميحاتك التآمرية تحجب بصيرتك و تعوق قدرتك على دراسة الوقائع بطريقة صحيحة كما يتضح من فرضية إدراجك و الإحصائيات الخاطئة التي أستخدمتها لتبرير مغالطتك.


كما هو معروف، إن إدعائكم بأن أمريكا قد تواطئت مع دول اخرى في مؤامرة تهدف الي شن حربا سرية/باردة ضد أفريقيا هو إدعاء سخيف و يعكس مدى نزوعك للخداع و التلاعب بالوقائع.


بالإضافة إلى ذلك، فإن الإحصائيات التي قدمتها هي غير دقيقة و قديمة جدا؛ و بالتالي، فهي تضعف نجاعة حجتك. وخير مثال على ذلك، لائحة الدول الأفريقية المنتجة للنفط، حيث أن أكبر مصدري النفط الخام لأمريكا هي كندا و المكسيك و السعودية و فنزويلا مما يعني أن أيا من هذه الدول هي دول غير أفريقية.


علاوة على ذلك، إن الحد من إعتماد الولايات المتحدة الأمريكية على النفط الأجنبي بات من أوليات الإدارات الأمريكية المتعاقبة، و هذه أمثلة لبعض السياسات من أجل الحد من هذه الظاهرة:


أ) توسيع و تكتثيف الإعتماد على مصادر الطاقات المتجددة


ب) إعتماد شركات النفط لتكنواوجيات جديدة كالتكسير الهيدرولوجي لإستخراج النفط من الصخور


ج) إلزام شركات صناعة السيارات من قبل الحكومة الأمريكية بتحسين إستهلاك الوقود في سيارات المستقبل.


ونتيجة لهذه الجهود المركزة، و وفقا لتوقعات وكالة الطاقة الأمريكية، فإن واردات الولايات المتحدة الأمريكية من النفط الخام ستنخفض بشكل كبير خلال العقود القادمة مضحدا بذلك فرضية إدراجك و مزاعمك الباطلة.



ومع ذلك، إسمح لي أن أكرر بأن العلاقات بين الدول تحكمها المصالح المشتركة و الإحترام المتبادل و هذا ينطبق على علاقات الولايات المتحدة الأمريكية ببقية دولة القارة الأفريقية. علاوة على ذلك، دعونا لاننسى دور الولايات المتحدة في مكافحة الإيدز و المجاعة بالقارة الافريقية، بالإضافة لتمويلها لآلاف المشاريع السوسيو-إقتصادية لفائدة شعوب أفريقيا والتي تصل تكلفتها إلى بليارات الدولارات.

عماري
2012-04-13, 10:07
مرارا و تكرارا، إن أوهامك و تلميحاتك التآمرية تحجب بصيرتك و تعوق قدرتك على دراسة الوقائع بطريقة صحيحة كما يتضح من فرضية إدراجك و الإحصائيات الخاطئة التي أستخدمتها لتبرير مغالطتك.


كما هو معروف، إن إدعائكم بأن أمريكا قد تواطئت مع دول اخرى في مؤامرة تهدف الي شن حربا سرية/باردة ضد أفريقيا هو إدعاء سخيف و يعكس مدى نزوعك للخداع و التلاعب بالوقائع.


بالإضافة إلى ذلك، فإن الإحصائيات التي قدمتها هي غير دقيقة و قديمة جدا؛ و بالتالي، فهي تضعف نجاعة حجتك. وخير مثال على ذلك، لائحة الدول الأفريقية المنتجة للنفط، حيث أن أكبر مصدري النفط الخام لأمريكا هي كندا و المكسيك و السعودية و فنزويلا مما يعني أن أيا من هذه الدول هي دول غير أفريقية.


علاوة على ذلك، إن الحد من إعتماد الولايات المتحدة الأمريكية على النفط الأجنبي بات من أوليات الإدارات الأمريكية المتعاقبة، و هذه أمثلة لبعض السياسات من أجل الحد من هذه الظاهرة:


أ) توسيع و تكتثيف الإعتماد على مصادر الطاقات المتجددة


ب) إعتماد شركات النفط لتكنواوجيات جديدة كالتكسير الهيدرولوجي لإستخراج النفط من الصخور


ج) إلزام شركات صناعة السيارات من قبل الحكومة الأمريكية بتحسين إستهلاك الوقود في سيارات المستقبل.


ونتيجة لهذه الجهود المركزة، و وفقا لتوقعات وكالة الطاقة الأمريكية، فإن واردات الولايات المتحدة الأمريكية من النفط الخام ستنخفض بشكل كبير خلال العقود القادمة مضحدا بذلك فرضية إدراجك و مزاعمك الباطلة.



ومع ذلك، إسمح لي أن أكرر بأن العلاقات بين الدول تحكمها المصالح المشتركة و الإحترام المتبادل و هذا ينطبق على علاقات الولايات المتحدة الأمريكية ببقية دولة القارة الأفريقية. علاوة على ذلك، دعونا لاننسى دور الولايات المتحدة في مكافحة الإيدز و المجاعة بالقارة الافريقية، بالإضافة لتمويلها لآلاف المشاريع السوسيو-إقتصادية لفائدة شعوب أفريقيا والتي تصل تكلفتها إلى بليارات الدولارات.
D:D:D
و كانك تريد ان تقول ان الشبح الاريكى ملاك .:confused:
مع ان امريكا هى من اعدمت امة باكملها من الهنود الحمر و يعيش بسبب سياستها اكثر من ثلثين المكسيك تحت سقف الفقر
كما ان جزيرة كوبا تستعملها الإدارة الامريكية كفأر تجارب لسياسات التعامل *
امريكا ما هى إلا حفرة كبيرة تحرق كل من يريد ان يتعامل معها
السياسة الأمريكية الخارجية
-----------------------------------

لم تعد دراسة وفهم الولايات المتحدة وسياستها الخارجية ترفاً لمجرد حب
المعرفة
والإطلاع , بل باتت ضرورة تفرضها هيمنة الولايات المتحدة على العالم وثقل
تأثيرها على مجريات الأحداث فيه . وهذا الفهم يستلزم تحليل عملية اتخاذ
القرار السياسي وآليات صنع السياسة الخارجية الأمريكية وتوجهاتها
ومحدداتها في المنطقة العربية وطبيعة دور المؤسسات والجهات المجتمعية
والحكومية في هذه العملية , ودور جماعتي الضغط واللوبي الصهيوني لخدمة
مصالح الكيان الصهيوني . فكيف تتم صناعة السياسة الخارجية الأمريكية ؟
ومن
يصنعها؟

الاسخبارات الامريكية:
----------------------

تلعب أجهزة الاستخبارات الأمريكية دوراً مهماً في صنع السياسة الخارجية
حيث
تقوم بتوفير المعلوماتللسلطة التنفيذية ,وغالباً ما يتخذ الرئيس مواقفه
من القضايا الدولية

وفقاً لتقارير الاستخبارات وتحليلاتها , وأكثر الرؤساء الأمريكيين فاعلية
في الشئون الخارجية من ينجح في إقامة علاقات عمل جيدة مع الاستخبارات .
وتتعدد أجهزة الاستخبارات وتتنوع بتنوع مجال عملها و ويصل عددها إلى 41
جهازاً أبرزها وكالة الاستخبارات المركزية , ووكالة الأمن القومي . وكالة
الاستخبارات المركزية c.i.a وهي المحور الرئيسي للاستخبارات الأمريكية
والمصدر الأساسي للمعلومات للسلطة التنفيذية ,وفي جهاز ضخم يبلغ عدد
موظفيه حوالي 61.500 موظف , وقد استخدمت إدارتا ترومان وأيزنهاوز الوكالة
في بدايات تكوينها لمعالجة قضايا السياسة الخارجية المعقدة , فعلى سبيل
المثال فوض أيزنهاور الوكالة لإسقاط حكومتي إيران وجواتيمالا , وقد نجحت
الوكالة من خلال الدعاية وعمليات التخريب في ذلك , كما حاول أيزنهاور
استخدام الوكالة في إسقاط الحكومة الوطنية في سوريا عام 1957م , ولكنها
فشلت في ذلك بسبب دعم مصر للحكومة السورية عسكرياً ومعنوياً وسياسياً .
كما فشل في حماية النظام الملكي في العراق , حيث فوجئت بانقلاب عسكري عام
1958م , اعتبرته مؤامرة سوفيتية مدعومة من عبد الناصر للسيطرة على
المنطقة
العربية . كما فشلت في التنبؤ بقيام الثورة الإيرانية عام 1979م بسبب
إهمالها للعامل الداخلي الذي واجه نظام الشاه داخل إيران .

الكونجرس
-----------

يمارس الكونجرس نفوذاً حاسماً في سياسة الولايات المتحدة إزاء المنطقة
العربية
أكثر من أي مكان آخر في العالم , وذلك لاعتبارات عديدة منها : المصالح
الأمريكية في المنطقة العربية ,وخاصة النفط , الصراع العربي – الصهيوني ,
المساعدات الأمريكية لتل أبيب , فمن خلال الكونجرس يتم تخصيص المساعدات
الخارجية بمختلف أنواعها , وقد ازداد مستوى المساعدات الأمريكية للكيان
الصهيوني باستمرار , حتى وصل إلى نحو 3 مليارات دولار سنوياً , ويزايد
الكونجرس على موقف الإدارة الأمريكية في زيادتها , وغالباً ما يعجز
الرئيس
عن استعمال المساعدات الخارجية للضغط على تل أبيب بسبب اللوبي اليهودي
المنظم صاحب التأثير الكبير على الكونجرس . وتعتبر إيران والعلاقات معها
أبرز مثال على نفوذ الكونجرس في التأثير على السياسة الخارجية والمشاركة
فيها , ففي الوقت الذي ظهر فيه اتجاه داخل الإدارة لتحسين العلاقات مع
إيران , قام نواب الكونجرس الجمهوريين خاصة , بشن حملة عنيفة ضد إيران
وطالب رئيس مجلس النواب نيوت جنجريش الإدارة بتمويل عمليات سرية لتغيير
الحكومة الإيرانية و وقد وافقت الإدارة ووكالة الاستخبارات الأمريكية على
ذلك في ديسمبر عام 1995م بالرغم من إيمانها بعدم جدوى ذلك لعدم وجود
معارضة إيرانية قوية . وفي صيف 1996م وافق الرئيس كلينتون تحت ضغط
الكونجرس على تشريع يعاقب أي شركة أجنبية تستثمر أكثر من 40مليون دولار
في
القطاعين الصناعي والنفطي في إيران .

اللوبي اليهودي :
---------------

تلعب جماعات المصالح في الولايات المتحدة دوراً كبيراً ومهماً في صنع
السياسة
الخارجية , وبالرغم من أن التأثير السياسي لجماعات الضغط ليس مرئياً
لعامة
الناس , إلا أن صناع السياسة الخارجية يدركون فاعلية هذه الجماعات , ومن
ثم فهم يتبعون السياسات التي تحظى برضاها أو على الأقل بسكوتها , ويعد
اللوبي اليهودي أبرز مثال على ذلك . وبفعل تأثير هذا اللوبي أصبح الكيان
الصهيوني المتلقى الأكبر للمساعدات الخارجية الأمريكية في العالم والحليف
الأفضل لها, الذي يمكن للولايات المتحدة كما قال بعض رؤسائها أن تدخل
حرباً للحفاظ عليه . لقد كان موقف ألمانيا النازية من اليهود , دافعاً
لمئات الآلاف من اليهود للانخراط في الحركة الصهيونية العالمية . وبحلول
عام 1948م كان عدد الصهاينة الأمريكيين نحو مليون شخص , أي خمس عدد
اليهود
المستقرين في الولايات المتحدة , ومع قيام الكيان المحتل في مايو عام
1948م احتاج من اليهود الأمريكيين أموراً ثلاثة : 1- التبرع المالي . 2-
استعمال نفوذهم السياسي في الولايات المتحدة لدعم الكيان . 3- الهجرة
والعيش في فلسطين المحتلة . وقد فضل غالبية اليهود الأمريكيين البقاء في
أمريكا ودعم الكيان الغاصب مادياً وسياسياً . وفي عام 1954م ظهر أول لوبي
صهيوني في الولايات المتحدة باسم : المجلس الصهيوني الأمريكي للعلاقات
العامة 'إيباك' لكنه ولمدة عقدين من الزمان , كانت العلاقات الأمريكية
الصهيونية مقتصرة على الاعتراف المعنوي والسياسي وبعض المساعدات
المالية ,
ولم يكن للوبي الصهيوني تأثير كبير على صناع السياسية الأمريكية ,وهذا
يرجع لاعتبارات منها وجود مصالح أمريكية مع الدول العربية , وخاصة لضمان
تدفق النفط , وقد رأى صناع السياسة الأمريكية أن تحالفاً وثيقاً مع تل
أبيب قد يدفع الدول العربية لإقامة علاقات قوية مع الاتحاد السوفيتي
,والخشية من أن أي حرب جديدة يمكن أن توجد للاتحاد السوفيتي دوراً أكبر
في
المنطقة العربية . لكن حقبة الستينات شهدت تحولاً كبيراً في العلاقات
الأمريكية الصهيونية بعد نجاح اللوبي الصهيوني في كسب المجتمع المدني
الأمريكي , وبخاصة السياسيون وصناع الرأى في أجهزة الإعلام والجامعات .
بتصوير الاحتلال على أنه تجربة مشابهة للتجربة الأمريكية من حيث التكوين
والتأسيس فكلاهما تأسس من قبل مستوطنين هاجروا من أوروبا . وهناك سبب آخر
للتحول في السياسة الأمريكية وهو صعود القومية العربية الثورية التي
قادها
عبد الناصر وقراراته المستفزة للولايات المتحدة ومنها : شراء الأسلحة من
الاتحاد السوفيتي والاعتراف بالصين الشعبية , ودعوته الاتحاد السوفيتي
للمشاركة في صنع دبلوماسية المنطقة العربية , كل هذا أدي إلى وجود جو
عدائي مكن اللوبي اليهودي من التشديد على فوائد التحالف الاستراتيجي بين
واشنطن وتل أبيب . وبعد عام 1967م أصبحت تل أبيب حلقة مركزية مهمة
بالنسبة
للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية , وتوثقت علاقاتها مع الولايات
المتحدة وتزايدت المساعدات الاقتصادية الأمريكية لها , وفي السبعينات
توصل
الرئيس كارتر إلى عقد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والكيان الغاصب والتي
أنهت حالة الحرب بين البلدين , وقد أدى خروج مصر من منظومة البلدان
العربية إلى إضعافها وتمزيق الصف العربي ,واستمر تصاعد قوة اللوبي
اليهودي
في أمريكا , حتى توصل البعض إلى قناعة أنه في حالة الاحتياج إلى خدمة من
واشنطن , فإن عليهم إقناع اللوبي الصهيوني أولاً لتيسير تمريرها . ومن
الملاحظات المهمة على اللوبي الصهيوني سيطرة الاتجاه المؤيد لحزب الليكود
اليميني . وفي عام 1998م وبعد وصول نتنياهو إلى السلطة وبعد ضغوط عليه
لقبول خطة الانسحاب المتواضعة من 13% من الأراضي الفلسطينية المحتلة نجحت
إيباك في جمع توقيع 81 سيناتوراً أمريكياً على رسالة لكلينتون ترفض الضغط
على نتنياهو .

الإعلام :
--------

وسائل الإعلام جزء لا يتجزأ من العملية السياسية الأمريكية , وشريكة
ومساهمة
بطريقة غير مباشرة في صنع السياسة الخارجية , والبعض يراها بمثابة
الذراع
الداعم للنخبة السياسية المسيطرة ,وهو ما يفسر اعتماد وسائل الإعلام على
المصادر
الحكومية في قصصها الإخبارية , فالتيار العام لوسائل الإعلام يعكس مشاعر
القيادة
السياسية وهمومها ويقلل من أهمية الآراء المعارضة . وقد ظهر ذلك بوضوح
أثناء حرب
تحرير الكويت , فقد قبلت وسائل الإعلام الأهداف الرئيسة للحكومة بتجنب أي
نوع من التحقيقات الجدلية والحساسة التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان دعم
الرأي
العام للحرب , وهو ما التزمت به وسائل الإعلام . وتؤثر التغطية الإخبارية
السلبية للمنطقة العربية من وسائل الإعلام ,والتي يسيطر على أغلبها
اليهود
, في تصورات الرأي العام وصناع السياسة ومواقفهم حول المجتمعات العربية
والإسلامية , حيث تركز على الأصولية الإسلامية والإرهاب الإسلامي , وهو
ما
يعزز المفاهيم الأمريكية الخاطئة عن الإسلام , ويعقد مهمة صناع السياسة
الخارجية تجاه الدول
طالع محاضرات
البروفيسور ستيفن والت المحاضر بجامعة هارفارد:حول السياسة الامريكية
_________________