تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : س :هل يجوز للعلماء أن يبينوا للشباب وللعامة خطر التحزب والتفرق؟


التوحيد الخالص
2012-04-06, 22:25
س :هل يجوز للعلماء أن يبينوا للشباب وللعامة خطر التحزب والتفرق؟

(مميز ج : نعم يجب بيان الانقسام والتفرق ليكون الناس على بصيرة لأن العوام ينخدعوا ، فكم من العوام الآن انخدعوا مع بعض الجماعات يظنون أنها على حق ، فلا بد أن نبين للناس المتعلمين والعوام لأن العلماء إذا سكتوا قال الناس درى هذا العلماء وسكتوا عنه فيدخل الضلال من هذا الباب فلا بد من البيان0
فعندما تحدث مثل هذه الأشياء لابد من البيان للناس ليكونوا على بصيرة من أمرهم ، والخطر على العوام أكثر منه على المتعلمين لأن العوام يظنون أن هذا صحيح وأن هذا حق 0
)
المصدرما يجب في التعامل مع العلماء مع اسئلة مهمة في آخر الكتاب لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
جمع واعداد عادل بن علي الفريدان

طارق المتيجي
2012-04-06, 22:46
على الجميع أن يكون على علم ودرايه :

(( دين الله متين فأوغلوا فيه برفق ))

وعلى كل من له بصيرة ياعباد الله أن يعلم أنه :


(( دين الله عز وجل كلها رحمات ، وما أنزلت الرسالات السماوية على الأنبياء والرسل إلا لمصلحة الخلق

وبناءا على هذا يمكن القول أن :


دائرة الحرام ضيقة ، ودائرة الحلال واسعة

وكذلك :

الحرام ماحرمه الله عز وجل بنص شرعي من الكتاب والسنة :

مثل : الربا -الكذب -السرقة -الغتبة -عقوق الوالدين ................

وهناك أمور حرمها العلماء بالقياس كالمخدرات قياسا على الخمر

أما الحياة العامة للمسلمين :

فانبي -صلى الله عليه وسلم -عندما بعث معاذ إلى اليمن .......... وبعد الحديث الطوبل

(( بما تحكم فيهم قال بالقرآن وإن لم يجد فبالسنة وإن لم تجد يامعاذ

قال أجتهد فأقره الحبيب على ذلك


أحبتي أخبروني بالله عليكم مامعنى :


أجتهد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ها دين الله فيه نقص ، ؟؟؟؟ معاذ الله ؟؟؟؟؟؟ كيف تجتهد يامعاذ ؟؟؟؟؟؟؟


يعني والمسلم يعيش قد يلاقي في أمور السياسة أشياء جديدة ليس فيها نص شرعي واضح ،

قد أقوم بأشياء ووسائل في الحكم تسعد أمتي ولاتتناقض مع شرع ربي


هل عمر بن الخطاب : عندما جلب طريقة تسيير الحكم بالدواوين وهي طريقة فارسية


هل عمر مبتدع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


الحكمة ظالة المؤمن ، وبناءا على هذا


لاولن يجرأ أحد على تحريم التحزب

قد نتكلم في التحزب من باب السياسة أنا معك ، فقد كان حسن البنا ضد التحزب وهذا رأيه


فحسن البنا ليس مصدر تشريع ، وقوله قد يرد ،


قد نقول لانتحزب لأسباب كذا وكذا

أما أن نقول التحزب حرأأأأأأأأأأأأأم فهذا ، أتدري مامعنى حرام

الحرام ماحرمه الله ورسوله ، وليس من سواهما

التوحيد الخالص
2012-04-06, 22:57
على الجميع أن يكون على علم ودرايه :

(( دين الله متين فأوغلوا فيه برفق ))

وعلى كل من له بصيرة ياعباد الله أن يعلم أنه :



(( دين الله عز وجل كلها رحمات ، وما أنزلت الرسالات السماوية على الأنبياء والرسل إلا لمصلحة الخلق

وبناءا على هذا يمكن القول أن :


دائرة الحرام ضيقة ، ودائرة الحلال واسعة

وكذلك :

الحرام ماحرمه الله عز وجل بنص شرعي من الكتاب والسنة :

مثل : الربا -الكذب -السرقة -الغتبة -عقوق الوالدين ................

وهناك أمور حرمها العلماء بالقياس كالمخدرات قياسا على الخمر

أما الحياة العامة للمسلمين :

فانبي -صلى الله عليه وسلم -عندما بعث معاذ إلى اليمن .......... وبعد الحديث الطوبل

(( بما تحكم فيهم قال بالقرآن وإن لم يجد فبالسنة وإن لم تجد يامعاذ

قال أجتهد فأقره الحبيب على ذلك


أحبتي أخبروني بالله عليكم مامعنى :


أجتهد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ها دين الله فيه نقص ، ؟؟؟؟ معاذ الله ؟؟؟؟؟؟ كيف تجتهد يامعاذ ؟؟؟؟؟؟؟


يعني والمسلم يعيش قد يلاقي في أمور السياسة أشياء جديدة ليس فيها نص شرعي واضح ،

قد أقوم بأشياء ووسائل في الحكم تسعد أمتي ولاتتناقض مع شرع ربي


هل عمر بن الخطاب : عندما جلب طريقة تسيير الحكم بالدواوين وهي طريقة فارسية


هل عمر مبتدع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


الحكمة ظالة المؤمن ، وبناءا على هذا


لاولن يجرأ أحد على تحريم التحزب

قد نتكلم في التحزب من باب السياسة أنا معك ، فقد كان حسن البنا ضد التحزب وهذا رأيه


فحسن البنا ليس مصدر تشريع ، وقوله قد يرد ،


قد نقول لانتحزب لأسباب كذا وكذا

أما أن نقول التحزب حرأأأأأأأأأأأأأم فهذا ، أتدري مامعنى حرام

الحرام ماحرمه الله ورسوله ، وليس من سواهما
وانا اجيبك بقول الله تعالى( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1163#docu) )

التوحيد الخالص
2012-04-06, 22:58
قال العلامة السلفي أبو أنس محمد بن هادي المدخلي - حفظه الله - :و من أعظم البدع التي حدثت في هذه الآونة الأخيرة و فرقت عباد الله في كثيرٍ من البلدان و دَبَ إلينا نحن هنا الأمر العظيم من جرائها و بسببها بدعة التحزب.
هذا الكلام مفرغ من شريط العلامة محمد بن هادي المدخلي - حفظه الله - بعنوان : التمسك بالسنة [الوجه الأول ] ..
يشهد الله أن العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - و العلامة محمد بن هادي المدخلي - حفظه الله - لهم فضلٌ علينا و كانوا سبباً في بيان الحق لنا فجزاهم الله كل خير ...

التوحيد الخالص
2012-04-06, 22:59
هذا رابط تمتع به حيث فيه كلام كبار العلماء على حكم التحزب

http://www.4salaf.com/vb/showthread.php?t=21068

طارق المتيجي
2012-04-06, 23:10
أخي الفاضل المحترم ، حياك الله من عليائه والسلام عليكم

وهل الشيخ المدخلي هو مصدر التشريع ؟؟


فمصدر التشريع يا أخي هو الكتاب والسنة وإجماع الأمة


هل أجمع علماء أمة تعدادها مليار مسلم وعلامائها بالملايين قديما وحديثا على أن التحزب حرام ؟؟؟؟؟؟؟


ملاحظة : أنا طارق لا أنتمي لأي حزب

التوحيد الخالص
2012-04-06, 23:13
أخي الفاضل المحترم ، حياك الله من عليائه والسلام عليكم

وهل الشيخ المدخلي هو مصدر التشريع ؟؟


فمصدر التشريع يا أخي هو الكتاب والسنة وإجماع الأمة


هل أجمع علماء أمة تعدادها مليار مسلم وعلامائها بالملايين قديما وحديثا على أن التحزب حرام ؟؟؟؟؟؟؟


ملاحظة : أنا طارق لا أنتمي لأي حزب
اولا : لا بد ان تعرف ان فهم الكتاب والسنة لابد له من علماء والاية السالفة واضحة
ثانية: تعريفك للاجماع خاطا
ثالثا: ليس الشيخ ربيع وحدة من حرمه والرابط امامك فاطلع عليه

التوحيد الخالص
2012-04-06, 23:15
<br>(مميزقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله :)<br> <br>(مميزالتقليد عند جماعة العلماء غير الإتباع لأن الإتباع هو أن تتبع القائل على ما بان لك من فضل قوله وصحة مذهبه والتقليد أن تقول بقوله وأنت لا تعرفه ولا وجه القول ولا معناه <br>جامع بيان العلم وفضله 2-37)<br><br>(مميزونقل أيضا عن ابن خويز منداد قوله التقليد معناه في الشرع الرجوع الى قول لا حجة لقائله عليه وذلك ممنوع في الشريعة والإتباع ما ثبت عليه حجة <br>جامع بيان العلم وفضله2-117 )<br>

طارق المتيجي
2012-04-06, 23:17
أشكرك أخي على النصيحة ،

فما تعريف الإجماع ؟؟


إذن التحزب حرام ؟؟؟؟؟؟


مالدليل في ذلك ؟؟؟

التوحيد الخالص
2012-04-06, 23:21
والاجماع هذا هو تعريفه
الإجماع في اللغة العربية يطلق على أحد معنيين هما كالآتي :


التصميم على الأمر والعزم على فعله ومنه قوله تعالى على لسان نوح : ((فأجمعوا أمركم وشركاءكم..)) الآية وقوله تعالى في شأن أخوة يوسف : ((وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون)) ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (من لم يُجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له) [1] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9_%28%D9%81%D9%82%D9% 87%29#cite_note-0).
ومن معانيه التواطؤ والاتفاق فيقال : أجمع الناس على كذا أي اتفقوا عليه.

ــ وأما تعريفه عند الأصوليون والفقهاء فهو : " اتفاق العلماء المجتهدين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته في عصر من العصور على حكم شرعي ".
وبون شاسع بين ما قلت وبين هذا التعريف بارك الله فيك وزادك الله حرصا

التوحيد الخالص
2012-04-06, 23:22
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(خطبة الجمعة)
:: ماذا عن التحزب السياسي ؟ ::
للشيخ محمد بن عبد الله الإمام -حفظه الله تعالى-
.........
تم إلقاء هذه الخطبة: الجمعة 7 من جمادى الأولى 1433هـ الموافق 30-3-2012م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتحميل بصيغة mp3 (الحجم = 5 mb): هنــــــا (http://subulsalam.com/play.php?catsmktba=11000)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: موقع علماء ومشايخ الدعوة السلفية باليمن
http://www.olamayemen.net/Default_ar...ID=5548&PageN= (http://www.olamayemen.net/Default_ar.aspx?ID=5548&PageN=)

التوحيد الخالص
2012-04-06, 23:23
أشكرك أخي على النصيحة ،

فما تعريف الإجماع ؟؟


إذن التحزب حرام ؟؟؟؟؟؟


مالدليل في ذلك ؟؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات:

إعداد: جمال البليدي-ستر الله عيوبه-


خطة البحث:

المقدمة :
تمهيد والباعث على كتابة السلسلة.

علامات الحزبيين.

بعض قواعد الحزبيين :

القاعدة الأولى : قولهم(نتعاون فيما اتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)).
القاعدة الثانية : الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته :
القاعدة الثالثة : فقه الواقع.
القاعدة الرابعة : سلفية المنهج وعصرية المواجهة
القاعدة الخامسة : توحيد الحاكمية.

المبحث الأول :تحرير المصطلحات: (الحزبية-الحركيين-الديمقراطية-الانتخابات).

المبحث الثاني:الأدلة على تحريم التحزب.
المبحث الثالث : مفاسد الانتخابات النيابية والرئاسية.

المبحث الرابع: كيفية تولي الحكم في الإسلام :
◘المطلب الأول :الطريقة الشرعية الأولى : الاختيار والبيعة
◄الملحق1 :من هم أهل الحل والعقد ,و ماهي شروطهم.
◄الملحق2 :كيف يعين ويعرف أهل الحل والعقد.
◄الملحق3 :كيف يتم نصب الرئيس وفق هذه الطريقة.
◄الملحق4 : ماتصح به البيعة
◄الملحق5 : ماذا بعد البيعة على المبايِع؟

◘المطلب الثاني : الطريقة الشرعية الثانية : الاستخلاف والعهد
◄الملحق1 : كيف يتم نصب الرئيس وفق هذه الطريقة
◄الملحق 2 :شروط صحة الاستخلاف.
◘المطلب الثالث : الطريقة الغير الشرعية : التغلب والقهر .

المبحث الخامس :الرد على شبهات من أجاز التحزب والانتخابات :
الشبهة الأولى : قولهم أن النظام الديمقراطي يوافق الإسلام في الجملة.
الشبهة الثانية :قولهم أن يوسف عليه السلام مارس السياسة عند الكفار.
الشبهة الثالثة :احتجاج بعضهم بصلح الحديبية وأن النبي صلى الله عليه وسلم تنازل فيه

الشبهة الرابعة:قولهم أن الانتخابات من الشورى.
الشبهة الخامسة:قولهم أن الانتخابات كانت موجودة في صدر الإسلام.
الشبهة السادسة: قولهم أن التحزب كان موجود في صدر الإسلام محتجين بالأوس والخزرج.
الشبهة السابعة : استدلالهم بقوله تعالى(ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) آل عمران 104. على جواز التحزب.
الشبهة الثامنة : قالوا: يجوز الأخذ بجزئية من "النظام الجاهلي"!
الشبهة التاسعة : قولهم"نحن دخلنا في الانتخابات وما قصدنا إلا الخير".
الشبهة العاشرة : قولهم إقامة الشريعة يكون بالتدرج.
الشبهة الحادية العشر : قولهم أن الانتخابات مسألة إجتهادية.
الشبهة الثانية عشر : قولهم أن الانتخابات مصلحة مرسلة
الشبهة الثالثةعشر : قولهم"نحن دخلنا في الانتخابات وما قصدنا إلا الخير":
الشبهة الرابعة عشر : قولهم لا نريد أن ترك الساحة للعلمانيين ليحكموا فينا.
الشبهة الخامسة عشر : قولهم "دخولنا الانتخابات ضرورة".
الشبهة السادسة عشر : قولهم نحن دخلنا الانتخابات لنرتكب أخف الضررين.
الشبهة السابعة عشر : قولهم أن مقاطعة الانتخابات يؤدي إلى فتنة.

الشبهة الثامنة عشر : قد أفتى بشرعية "الانتخابات" علماء أفاضل.
الشبهة التاسعة عشر : قولهم عن أهل السنة(أنتم متناقضون تحرمون الانتخابات وتوجبون طاعة ولي الأمر الذي وصل عن طريق الانتخابات))
الشبهة العشرون : قولهم: ((أين البديل)).
الشبهة الحادية و العشرون : قولهم : هذا طريق طويل.
الشبهة الثانية والعشرون:احتجاجهم بالحضارة الغربية.

المبحث السادس :اتهامات حركية والرد عليها:
تهمة العمالة للسلطان.
تهمة عدم فقه الواقع.
تهمة تقليد علماء السعودية
تهمة فصل الدين عن السياسة

التوحيد الخالص
2012-04-06, 23:25
هدم قواعد الحزبيين المعاصرة:


◘القاعدة الأولى : قولهم: (نتعاون فيما اتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه).


هذه القاعدة قالها أحد الدعاة المعاصرين واعتمدها قولا وتنفيذا الإخوان المسلمون ثم تبعهم تكفيريوا الأمس مبرراتيوا اليوم , والقاعدة بحكم الشرع باطلة بطلانا كليا أولها وآخرها, وكيف لا تكون باطلة وهي تتصادم مع قوله تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان))(المائدة :2) وإن كان يظهر لأول وهلة وأن أولها صحيح, وعند التأمل يظهر لك أيضا أن أولها باطل, فكيف بآخرها ,إذ من من أعظم البراهين على أن أولها باطل تطبيق أصحابها على الوجه الذي يريدون فقولهم: (نتعاون فيما اتفقنا عليه) فقد جلعوا التعاون مع غيرهم مشروطا بموافقتهم واتفاقهم, وقد يتفقون مع شخص على حق, وقد يتفقون على باطل, ولا يخرج أول القاعدة عن هذا, وإلا لما نسبوا الاتفاق إليهم؟ ولما لا يقولون : (...فيما وافق الشرع)) ولقد حصل أن الإخوان المسليمن أو من سار على نهجهم بعد ما يسمى بالربيع العربي وما هو إلا "الربيع الماسوني" أن تعاقدوا مع الأحزاب العلمانية و الليبرالية و وصل بهم الحال أن طالبوا النصارى بالإنضمام إلى قوائمهم وأحزابهم .فهذا كاف في بيان ما يدخل في قولهم : (نتعاون فيما اتفقنا عليه) فدل هذا الواقع الحاصل منهم على بطلان أول القاعدة, وأما آخرها فقد فصل غير واحد من العلماء فيها كالعلامة ابن باز والعلامة الألباني والعلامة ابن عثيمين رحمهم الله , وهذا خلاصة ما قالوه : (( إن كان ما اختلفوا فيه من الاجتهاد سائغا في الشرع, فإنه يعذر بعضهم بعضا فيه, وما كان من الاجتهاد غير سائغ فإننا لا نعذر من خالف فيه ويجب عليه أن يخضع للحق)) انظر كتاب(زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون) ص128-131.

◄وقال الشيخ صالح الفوزان بعد أن ذكر القاعدة المذكورة : (وهذه المقولة على إطلاقها واضحة جلية أنها تعارض قاعدة الولاء والبراء, والحب في الله, والبغض في الله) الأجوبة المفيدة عن أسئلة المنهاج الجديدة (103).

◘القاعدة الثانية : الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته :

قاعدة الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته هي من بدع عصرنا تبنتها الفرق الحزبية من إخوانية وقطبية, ومرادهم بهذه القاعدة أن يلزم المحذر من أهل البدع أن يذكر حسناتهم بمقابل ذكره لسيئاتهم, وحقيقة هذا إبطال التحذير من أهل البدع, وإليك بيان ذلك :
◄أولا : هذه القاعدة مخالفة لطريقة القرآن والسنة وما كان عليه السلف الصالح من عدم ذكر حسنات المحذر منه.
◄ثانيا : أن المبتدع ومن كان معه سيتمسكون بالمدح وينشرونه بين الناس, ويكتمون الذم, فلا يحصل بعد ذلك مقصد الشرع من التحذير منهم, بل يكون ذلك دعوة إليهم ودفاعا عنهم.
◄ثالثا : ذكر الحسنات في مقام ذكر السيئات يميتها أو يهونها عند المستمع, فلا يبقى للتحذير تأثير ولا معنى.
◄رابعا : العمل بهذه القاعدة يفتح بابا لأهل الانحراف في العقيدة وغيرها أن تغمر سيئاتهم في حسناتهم , فمن التزم بالقاعدة المذكورة لزمه ذلك وعلى هذا فلا يبقى ضال مضل في الدنيا إلا تمسك بأن له حسنات تغمر فيها سيئاته, وذلك لأن الله تعالى لم يخلق شرا محضا بما في ذلك إبليس كما قال الإمام الشوكاني: ( إن الله لم يخلق شراً محضاً ومن ذلك إبليس وهو أشر المخلوقات فإن الله خلقه ووضع فيه خيراً ومن ذلك الخير اختبار الناس فمن أطاعه فقد عصى الله ومن عصاه فقد أطاع الله.)).
فهل سيذكر هؤلاء-حسب قاعتدهم الجديدة- محاسن الشيطان أم سيستعيذون منه؟!.
◄وقد قام كبار علماء أهل السنة في عصرنا بالرد على أصحاب هذه القاعدة منهم العلامة ابن باز رحمه الله فله أكثر من فتوى, انظر كتاب"النصر العزيز على الرد الوجيز" للعلامة ربيع بن هادي المدخلي(ص/5) وخلاصة فتواه : (....فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها).
وقال العلامة الفوزان مجيبا عن سؤال عن الموازنات : (....إذا ذكرت محاسنهم معناه دعوت لهم, اذكر الخطأ الذي هم عليه فقط..) (ص :7) من"النصر العزيز".
وقد أتى على هذه القاعدة العلامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه:(منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف)) وكتابه:(المحجة البيضاء في الدفاع عن السنة الغراء) وفصلها حرفا حرفا, ونقل كلام أهل العلم فجزاه الله خير الجزاء على ذلك.
◄وخلاصة القول : أننا ندعوا أصحاب البدع والتحزب إلى ترك أخطائهم توبة إلى الله, أما ما عندهم من الحق فلا نختلف معهم في ذلك, ولا يجوز أن يجعلوا ما عندهم من الحق مبررا لما عندهم من الباطل كما هي عادتهم.

◘القاعدة الثالثة : فقه الواقع

اعلم ـ أخي الكريم ـ بأنّ غاية ما يمكن أن يقال عن علم فقه الواقع المنادى به اليوم ـ إن صحّت تسميته علمًا وفقهًا ـ أن يكون من فروض الكفايات إن لم يكن من المباحات.
إلاّ أنّ صاحب فقه الواقع أخرجه في صورة مبالغ فيها جدًّا، فاق بها فروض الأعيان.
فما هو المراد بفقه الواقع عند هؤلاء الصحفيين الحركيين السياسيين يا ترى ؟!!!
قالوا: هو <<علم يبحث في فقه الأحوال المعاصرة، من العوامل المؤثّرة في المجتمعات، والقوى المهيمنة على الدول والأفكار الموجهة لزعزعة العقيدة، والسبل المشروعة لحماية الأمَّة ورقيِّها في الحاضر والمستقبل>. [فقه الواقع للعمر ص (10)].

◄فالمراد به: فقه السياسات الغربية، ومعرفة مخطّطاتها السرية تجاه الإسلام والمسلمين.
وهذا الفقه شيء محمود، لا ننكره ولا نحاربه، ولكنَّ الذي ننكره ولا نرضاه هو: جعلهم العالم الذي يُقْتَدَى به هو الفقيه بذلك الواقع لا غير.
ولهذا نجدهم يسمُّون ذلك الفقيه ـ أي: فقيه الواقع ـ ﺑ <المُنَظِّر>، وﺑ <المُوَجِّه>، وﺑ <المفكر>، وﺑ <الداعية>، وﺑ <الحركي>... الخ.
وهذا الغلو الفظيع في فقه الواقع أدى بهم إلى الطعن في علماء أهل الحديث والأثر ورميهم بالجهل بالواقع , وأرادوا من خلال هذا إبطال دعوتهم وفتاويهم ومصادرة مرجعيتهم التي أعطاهم الله إياها, قال الله تعالى((فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) (النحل : 43) حتى تفوه بعضهم قائلا : (هم علماء حيض ونفاس ))), ورمي علماء الحديث بأنهم علماء حيض ونفاس ليس وليد اليوم بل قال هذه الكلمة الخبيثة عمرو بن عبيد البصري القدري المعتزلي لعلماء السلف(4).
وهذا حتى يخلوا الجو لهم ولمنظريهم من أهل الأهواء والبدع الذي لا ناقة لهم ولا جمل في العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
فهي علامة كبرى في أهل البدع أنهم يطعنون في أهل الحديث بأنواع الطعونات, بل صرح بعضهم قائلا : ليس الوقت وقت حدثنا وأخبرنا, ولا وقت سنة وبدعة, ولا وقت حديث صحيح وضعيف.
ولست أدري كيف سينزلون الحكم الشرعي على هذا الواقع إذا لم يدرسوا الحديث ويميزوا صحيحه وضعيفه؟ ليت شعري كيف سيعرفون كيفة التعامل مع هذا الواقع إذا لم يعرفوا السنة والبدعة؟ ! وإلى الله المشتكى.
فدعاة فقه الواقع عالة في ليلهم ونهارهم على وكالات الأنباء العالمية وغيرها من القنوات المحلية والخارجية, وعلى الصحف اليومية و الأسبوعية و الشهرية, وعلى دور المنظمات الدولية, وعالة على كتب السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية, فالفقيه عند دعاة فقه الواقع هو الذي يقحم نفسه في خضم هذه الترهات الشبيهة بالأساطير والخرافات, وقد صاروا يظنون أنهم فقهاء الملة وعلماء الأمة بهذه الاتجاهات الخطيرة, وقد أعقب لهم هذا الفقه أمراضا خطيرة منها :
1-كثرة التناقضات والشكوك والاضطرابات
2-الإنقياد لمبادئ كفرية كالديمقراطية والليبرالية.
3-السعي إلى إقامة الثورات والانقلابات.

أما علماء أهل السنة فيرون أن فقه الواقع ليس أصلا مستقلا, بل هو جزء من الفقه في الدين, ولهذا لا نجد في كتب الفقه في الدين الكلام على فقه الواقع إلا تبعا لتنزيل الحكم الشرعي عليه, قال العلامة ابن القيم :
((ولا يتمكّن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحقّ إلاّ بنوعين من الفهم:
أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن، والأمارات، والعلامات، حتى يحيط به علمًا.
والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو حكم الله الذي حكم به في كتابه، أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثمّ يطبّق أحدهما على الآخر فمن بذل جهده واستفرغ وسعه لم يعدم أجرين أو أجرا )) إعلام الموقعين(1/87-88)

فظهر من هذا النقل أن كل من كان أعلم بشرع الله كان أقدر على تنزيل حكم الله على العباد , وكون العالم لا يعرف القول الفلاني للأعداء والتخطيط الفلاني فليس عيبا ولا طعنا, إذ إن الله يقول:[ والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا](النساء :45) ويقول :[ومن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم]التوبة101, والعالم يعرف أعداء الإسلام من تدبره القرآن والسنة معرفة حقيقة, فلا يكون عنده اشتباه في معاداتهم والتحذير منهم وشدة خطرهم على المسلمين, بخلاف من يجهل ما جاء به القرآن والسنة, فإنه لن يصل إلى حقيقة معرفتهم عن طريق المتابعة لما كتبوا ولما كتب فيهم ممن لم يعتمد على القرآن والسنة.

◘القاعدة الرابعة : سلفية المنهج وعصرية المواجهة :
هذه القاعدة من القواعد المستجدة في عصرنا وقد وضح لنا أصحاب هذه القاعدة مرادهم منها فقالوا : (نحن سلفيون في العقيدة, وأما في باب التعامل مع الناس والأحزاب وفي باب السياسة فمواجهتنا لهم عصرية).
وظاهرها التناقض لأول وهلة, وهي مثل قاعدة تقسيم الإسلام إلى طريقة وشريعة , وحقيقة ومجاز, وقشور ولباب, وأمثالها من القواعد الباطلة, وهذه القاعدة تنافي القاعدة الشرعية العظيمة اتباع ما كان عليه السلف عموما, ولهذا لا يتفق أولها مع آخرها ولا آخرا مع أولها, وهذه طبيعة القواعد الباطلة فكيف يكون الشخص في آن واحد سلفي المنهج خلفي المواجهة؟ ! فمواجهة الشخص للحياة وسيره فيها هو ذاك منهجه, إذ إن منهج الشخص ما يسير عليه وينهجه, فجعلهم المنهج هو العقيدة فحسب تأصيل فاسد, ومنهج السلف وأئمة الخلف هو العمل بالقرآن والسنة في كل المجالات العقيدة, و العبادة , والسياسة, والاقتصاد , في الفروع والأصول, في المسائل العلمية والعملية, وفي الوسيلة والغالية, وفي الشكل والمضمون, في العلم والتعلم, والدعوة إلى الله, ولا يعرف التفريق بين المنهج والعقيدة عند علماء الإسلام, وإنما هو من اختراع أهل البدع سابقا ولا حقا, على أن الناظر في حال أصحاب القاعدة يرى ما هم عليه من مجاراة الناس وتخبطاتهم في مواجهة المستجدات والأحداث الشيء الكثير, وهذا سبب خروجهم عن منهج السلف عقيدة ومواجهة.

◘القاعدة الخامسة : توحيد الحاكمية :

لقد وضع بعد أهل الأهواء قاعدة وهي توحيد الحاكمية, والمراد به عندهم تصب خليفة على المسلمين على طريقتهم التي يسيرون عليها مع وجود حاكم مسلم قائم على البلاد, وجعلوا هذه القاعدة أصل الأصول كلها وقدموها على أنواع التوحيد الثلاثة وهي : الألوهية, والربوبية, والأسماء والصفات, قال صاحب""الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية" (ص12) : (إن مسألة القيادة والزعامة إنما هي مسألة المسائل في الحياة الإنسانية وأصل أصولها).
وقال أيضا في نفس الصفحة : (إن غاية الدين الحقيقية إقامة الزعامة الصالحة), وجعلوا توحيدهم هذا أحد أركان الإسلام كما في رسائل حسن البنا(ص :190), وهذا يذكرنا بالرافضة حيث جعلوا الإمامة عندهم أحد أركان الإسلام. وقد بلغ بهم الانحراف إلى أن يفسروا لا إله إلا الله أي لا حاكم إلا الله.انظر كتاب''معالم في الطريق" (ص :8). ووصل بهم الأمر إلى أن أوجبوا على الأمة الإسلامية الدخول في الأحزاب وألفوا في ذلك الكتب ككتاب"المسلمون والعمل السياسي" قال مؤلفه (ص : 76) : (لا بد لكل مسلم أن يرتبط في عمل سياسي ينصر الدين) وكتاب"شرعية الانتخابات" وكتاب"أصول العمل الجماعي" وكتب حركية كثيرة ألفت لمناصرة التوحيد المذكور, ومكنون هذه القاعة تكفير الحكام المسلمين, وبه يتسنى لهم استباحة الدماء والأموال والأعراض بدعوى إقامة دولة إسلامية, ولم يقف الانحراف بأصحاب القاعدة المذكورة فيما ذكرنا, بل يجعلون الديمقراطية منطلقا لهم لتحقيق التوحيد المزعوم.
حتى قال أحدهم لما قيل له : إن الديمقراطية فيها خمسون مفسدة فقال : (وأنا أزيدك خمسين مفسدة فوق الخمسين, ومع هذا يجوز أن نخوض الانتخابات وندخل المجالس البرلمانية), وإذا كان بعض العلماء يسمي هذا الصنف أصحاب الطغيان السياسي فأنا أسميهم أصحاب السكر السياسي, أسكرهم حب الكراسي حتى أعماهم, وقد تصدى علماء أهل السنة لهذا الطغيان وصمدوا أمامه صمود الجبال, واقتلعوا جذوره , واستأصلوا شروره, وأبانوا عواره, وإليك من بياناتهم العظيمة, وأقوالهم الشافية , وكلماتهم النافعة, ومن ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن قول القائل : "إن مسألة الإمامة أهم المطالب في أحكام الدين، وأشرف مسائل المسلمين"، كذب بإجماع المسلمين سنيِّهم وشيعيِّهم، بل هذا كفر
فإن الإيمان بالله ورسوله أهم من مسألة الإمامة، وهذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، فالكافر لا يصير مؤمناً حتى يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وهذا هو الذي قاتل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الكفار أولاً، كما استفاض عنه في الصحاح وغيرها ..). منهاج السنة النبوية(1/75).
وقال العلامة الألباني رحمه الله عند أن سئل عن توحيد الحاكمية : (الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية, والذين يدندنون بهذه الكلمة المحدثة في العصر الحاضر يتخذون سلاحا ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء به الأنبياء والرسل كلهم, وإنما هو سلاح سياسي...)) (جريدة المسلمون 639 سنة1417)
وقال العلامة ابن عثيمين : (من يدعي أن هناك قسما رابعا للتوحيد تحت مسمى توحيد الحاكمية , يعد مبتدعا فهذا تقسيم مبتدع صدر من جاهل لايفقه في أمر العقيدة والدين شيئا !!
وذلك لأن الحاكمية تدخل في توحيد الربوبية من جهة أن الله يحكم بما يشاء وتدخل في توحيد الألوهية أن العبد عليه أن يتعبد الله بما بماحكم .فهو ليس خارجا عن أنواع التوحيد الثلاثة وهي :
توحيد الربوبية والالوهية وتوحيد أسماء الله وصفاته)جريدة المسلمون عدد ( 639)
وعلى كل دعاة البدع والتحزب استغلوا وجود التفرق بين حكام المسلمين ووجود الجور من كثير منهم دعوة إلى التحزب والتكتل ومنابذة الحكام الموجودين, وهم بذلك لا يأتون بشيء من الخير والإصلاح, بل يزيدون الناس تفرقا وتمزقا, ويفتحون أبواب الفتن التي لا تحمد عقباها, وأي فتنة أضر على المسلمين من دخولهم في قتال بعضهم بعضا, ولو أنهم سعوا في إصلاح أنفسهم ومجتمعهم وفي النصح للمسلمين للحاكم والمحكوم لكان خيرا لهم ولحكامهم, وإن لم يستجيبوا فمعذرة إلى ربهم كما هي طريقة أهل السنة يسعون إلى نشر الخير بين الناس ويحذرون الحاكم والمحكوم من عواقب التمادي في الباطل, ولا يفهم من هذا الكلام أننا نقلل من شأن الإمامة, فالأدلة من الكتاب والسنة والإجماع ناطقة بوجوب خليفة للمسلمين ليسوس دنياهم بدينهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين, بل لا قيام للدين إلا بها, فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض, ولا بد لهم عند الإجتماع من رأس))السياسة الشرعية(217).

------------------------------

(1)بالتحريك، هي السكة الضيّقة، كما في » لسان العرب « مادة: زنق، ولا يزال أهل المغرب إلى اليوم يستعملونها كثيرا، لكن بتسكين النون.
(2)" سقيفة تحتها ممرّ نافذ " » المصباح المنير « مادة: سبط.
(3)سنة الله في الأسباط هي التفرق، قال تعالى:{وقطَّعْناهمُ اثْنَتَيْ عشرْةَ أَسْباطاً أُمَمًا))

التوحيد الخالص
2012-04-06, 23:26
سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات :


إعداد : جمال البليدي-ستر الله عيوبه-.


بسم الله الرحمان الرحيم


{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ(18)إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19)هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ (20)}الجاثية


قال العلامة محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ: " العلم .. العلم .. أيها الشباب! لا يُلهيكم عنه سمسارُ أحزاب ينفخ في ميزاب! ولا داعية انتخاب في المجامع صخاب! ولا يَلفتنَّكم عنه معلِّلٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولاعاوٍ في خراب يأتمُّ بغراب ومَن يكن الغراب له دليلا يَمُرَّ به على جِيَف الكلابِ ، ولا يَفتننّكم عنه مُنْزَوٍ في خنقة، ولا مُلْتَوٍ في زَنقة(1)، ولا جالسٌ في ساباط(2) على بساط، يُحاكي فيكم سنّة الله في الأسباط (3) فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذّاب. إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصعتم إلى هؤلاء العواة، خسرتم أنفسكم، وخسركم وطنكم، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا، ولات حين ندم »عيون البصائر» لمحمد البشير الإبراهيمي: (350-351).


http://www.al-wed.com/pic-vb/142.gif (http://www.4shared.com/file/225376524/c841355e/________-_____1______.html)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

كنت قد كتبت فيما سلف سلسلة بعنوان(سلسلة الرد على شبهات غلاة التكفير (http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=11424))) فكتب الله لها القبول عند أهل السنة العدول وكل محب لنهج نبينا الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم , لكن تتوالى الأيام وتمضي الشهور فإذا بالفتن والشرور تأتي كقطع الليل المظلم متمثلة في ما يسمى بالثورات وما هي إلا عورات ,و إيه وربي إنها لعورات انكشفت وظلمات تبددت فإن من الفتنة تـأتي المحنة فكانت المحنة منحة على كل سلفي نقي وسني تقي فتميز بذلك السلفيون الأنقياء من المدعين الأشقياء الذين أبو إلا إتباع أهواءهم وتحكيم آرائهم فأبى الله إلا أن يكشف عوارهم ويهتك سترهم فكم صدعوا رؤوسنا بتكفير الحكام والخروج عليهم بتلك الحجج والواهية والأباطيل الهاوية فإذا بهم اليوم ينكصون على أعقابهم وينقضون أقوالهم فالذي كان كفرا بالأمس أصبحوا واجبا اليوم , والذي كان حراما وطاغوتا قبل العورة"الثورة" أصبح شرعا ودينا بعد العورة"الثورة" ,فأجازوا بل أوجبوا الانتخابات الديمقراطية والدخول في البرلمانات الحزبية بعدما كانوا يكفرون أهلها دون ورع ولا تأصيل بل بإجمال دون تفصيل , وكما رددنا عليهم بالأمس غلوهم في التكفير ها نحن اليوم نرد عليهم غلوهم في التبرير ليعلم الخلق أننا وسط بين هذا وذاك فلسنا غلاة تكفير ولا غلاة تبرير ,إنما نكفر ما كفره الله ورسوله, ونعذر من عذره الله ورسوله .لكننا ابتلينا بقوم أشربوا في قلبوهم حب الظهور الذي بات يقصم لهم الظهور فكم اتهموا أهل السنة بتلك الافتراءات الظالمة والإشاعات الكاذبة وهم في هذا كله يتظاهرون بالكياسة وعلم السياسة وهم أول من يضحك عليه الصياد ,وبيننا وبينهم يوم الميعاد.

◄فهذه سلسلة بعنوان(سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات)) جمعتها من أقوال وكتب أهل العلم السلفيين الأقحاح الذين لم تغيرهم العورات "الثورات " ولم تزعزعهم تلك الشعارات, ولا فتنتهم كراسي البرلمانات, بل هم كما قال عليهم النبي صلى الله عليه وسلم(لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم وخذلهم)).
فأسأل الله تعالى أن ينفع بها كل من التمس النجاة في دينه ودنياه ,والغرض منها بيان الحق في زمن انقلبت فيه الموازين واختلطت فيه المفاهيم.
وقبل الشروع في سرد ورد أقوالهم المتناقضة وشبهاتهم المتهافتة أحببت أن أبين أبرز علاماتهم وقواعدهم تطبيقا لقوله تعالى(ولتستبين سبيل المجرمين) , فأقول وبالله وحده أصول وأجول :


من علامات الحزبيين :
◘الأولى : الفُرقة في الدين، والدعوة إليها تحت ستار تعدد الجماعات الإسلامية، وأنها يكمِّل بعضُها بعضاً !!! واذكر هنا لأبي المظفر السمعاني قولَه : (ومما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم، قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار؛ وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد وفعلهم واحد لا ترى بينهم اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قل، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم، وجدته كأنه جاء من قلب واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا؟ قال الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} (سورة النساء)، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} (سورة آل عمران الآية 103).
وأما إذا نظرت إلى أهل الأهواء والبدع رأيتهم متفرقين مختلفين وشيعاً وأحزاباً، لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الاعتقاد، يبدع بعضهم بعضاً، بل يترقون إلى التكفير، يكفر الابن أباه، والرجل أخاه، والجار جاره.
تراهم أبداً في تنازع وتباغض واختلاف، تنقضي أعمارهم ولما تتفق كلماتهم،{تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14)} (سورة الحشر)))الانتصار لأصحاب الحديث ص45 .

قلتُ: وهذا هو حال الحزبيين فلا تكاد تراهم متفقين أبدا فهذا تبليغي من التحرير وآخر أخواني من حزب الحرية والعدالة والآخر من حزب النهضة وذاك من حزب النور … الخ وهكذا ينطبق عليهم قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)) (سورة الأنعام : 159).

◘الثانية :رد الحق و إتباع الهوى لهذا تجدهم يستهزئون بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها تخالف هواهم فتجد في مقالتهم الآثمة وأقوالهم الغاشمة استهزاءات بالجملة سواء بالطعن في النص مباشرة على سبيل الاستهزاء أو بتضعيفه أو التشكيك في صحته أو دلالته حتى ولو تلقته الأمة بالقبول.

◘الثالثة :التقديس للأشخاص والغلو فيهم والتحزب لآرائهم خاصة أقطابهم ورموزهم

◘الرابعة :اتِّباع المتشابه وترك المحكم وهذه علامة أهل الأهواء والبدع, فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنَّ أم الكتابِ وأُخَرُ متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منهُ ابتغاء الفتنةِ وابتغاء تأويلِهِ وما يعلمُ تأويلَهُ إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عندِ ربنا وما يذَّكَّر إلا أُولوا الألباب) قالت: فقال رسول الله صلى الله (فإذا رأيتَ الذين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم ). متفق عليه.

◘الخامسة :الاستدلال بالمنسوخ وترك الناسخ من كلام الله سبحانه وتعالى, أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم , أو كلام علماء السنة, فيستدلون - مثلاً- بثناء العلاَّمة ابن باز على سلمان العودة قبل أن يتبين له حاله, و يتركون تحذير ابن باز منه, و إيقافه في آخر الأمر بعد أن ظهر للشيخ انحراف الرجل عن منهج السلف وهكذا فيما يتعلق بأقطابهم وأحزابهم وانتخاباتهم-كما سيأتي قريبا إن شاء الله- ,ومن عرض للناس كلام العالم المتقدم مع علمه بالمتأخر فهو غاش لهم ، ومن ذلك أن الإمام أحمد بن حنبل كان يذكر حسين الكرابيسي بخير فلما قال ببدعة اللفظ ضلله وبدعه.

◘السادسة : تسترهم بزلات أهل العلم والفرح والمبالغة في إشهارها وإذاعتها ويجعلونها بمثابة الوحي المنزل ليحاجوا أهل السنة بها :
قال الإمام الشوكاني -رحمه الله تعالى- في أدب الطلب ( ص116 ): (وقد جرت قاعدة أهل البدع في سابق الدهر ولاحقه بأنهم يفرحون بصدور الكلمة الواحدة من عالم من العلماء ويبالغون في إشهارها وإذاعتها فيما بينهم ويجعلونها حجة لبدعتهم ويضربون بها وجه من أنكر عليهم اهـ.
السابعة :معارضةُ السنة بمتشابه القران : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :"إن ناساً يجادلونكم بشبه القران فخذوهم بالسنن فان أصحاب السنن أعلمُ بكتاب الله عز وجل" )).

◘الثامنة: بُغضُ أهل الحديث و الأثر السلفيين, وإن لم يبوحوا بذلك:
عن أحمد بن سنان القطان قال : ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث . رواه الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص300) .
فمن علامات أهل البدع بغض أهل الأثر , وما تلك الأكاذيب والإشاعات التي يرمونا بها أهل السنة السلفيين قديما وحديثا إلا برهان على هذ البغض الذي يكنونه لأهل الأثر في قلوبهم , والله المستعان.

◘التاسعة :الإعراض عن كتبِ السلف ودعوة الناس والشباب إلى كتب الحركيين والمفكرين و المهيجين التي ليس فيها علم كما لا تخلو من البدع والضلالات العقائدية والأخلاقية والحديثية والفقهية .

◘العاشرة :لا يعملون بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح- إلا فيما وافق أهوائهم- بل يحاولون أن يُنشئوا فهماً جديداً يناسب العصر- زعموا- بإسم الوسطية و فقه التيسير و فقه الواقع, ونسوا أو تناسوا قولَ الإمامِ مالك رحمه الله: ( لا يُصلح آخر هذا الأمر إلا ما أصلحَ أوله ).

◘الحادية عشر :إطلاق الألقاب على أهل السنة, كقولهم (جامية, مدخلية, مباحث, عملاء......الخ) وسلفهم في ذلك هم أهل البدع الذين كانوا يصِمُون أهل السنة بأنهم حشوية و مجسِّمة وغيرها من الألقاب.
قال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني رحمه الله تعالى : ((وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة ، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم ، واحتقارهم لهم واستخفافهم لهم ، وتسميتهم إيَّاهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة ، اعتقاداً منهم في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّها بمعزل عن العلم ، وأنَّ العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة ، ووساوس صدروهم المظلمة ، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير وكلماتهم ، وحججهم العاطلة بل شبههم الداحضة الباطلة :[ أؤلئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبضارهم ]. محمد :(23) :[ ومن يهن الله فما له من مكرم إنَّ الله يفعل ما يشاء ]. الحج :(18).)) عقيدة السلف أصحاب الحديث ص101.

◘الثانية عشر :المسارعة في التكفير: قال أبو العالية رحمه الله: (قد أنعم الله علي بنعمتين لا أدري أيهما أفضل أن هداني للإسلام ولم يجعلني حرورياً ).إلا أن هذا التكفير ليس نابع عن أصول سنية وقواعد مرعية إنما فقط مصالح حزبية حركية ,وهذا سر تقلبهم بين الأمس واليوم فما كان البارحة كفرا أصبح اليوم واجب شرعي وما كان واجب شرعي أصبح اليوم فتنة وعمالة .

◘الثالثة عشر : الطعنُ في علماء السنة والكذب عليهم, وتشويه سمعتهم, ووصفهم بالتشدد و التسرع و المداهنة و عدم الفهم بالواقع !!.. إلى غيرها من الكلمات المسطورة في جرائدهم والمسموعة في قنواتهم.
قال أبو حاتم الرازي : (من علامات أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر). أخرجه اللالكائي في الاعتقاد (رقم؛ 323) والصابوني في عقيدة السلف (ص 110/دار المنهاج) بسند صحيح.

◘الرابعة عشر :قلبُ الحقائق :
قال البربهاري : (مثل أصحاب البدع مثل عقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم, فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون). ذكره أبو يعلى في طبقات الحنابلة (2/44).
وقال عامر بن عبد الله : (ما ابتدع رجل بدعة إلا أتى بما كان ينكره اليوم).الشرح والإبانة (83).
وهذا مما تفنن فيه القوم حيث جعل السنة ذلا وانبطحا والبدعة حرية وفكرا بل تقدما وتطورا , وهكذا يقلبون الحقائق فيرمون أهل السنة بالتكفير وهم التكفيريون ويرمون أهل السنة بالتشدد وهم المتشددون ويرمون أهل السنة بتفرقة الأمة وهم قتلة الأمة ,وقس على ذلك باقي الاتهامات و يصدق عليهم قوله تعالى: [وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112)](سورة النساء112)

◘الخامسة عشر :الأُلفـة: هذه القاعدة الذهبية التي استخدمها السلفُ لكشف أهل البدع, ويستخدمها أهل السُنة في كل زمان لكشف الحزبيين الذين يُخفون تحزبهم, فإذا شككت في منهج شخصٍ وتوجهه وخفي عليك أمره فما عليك إلا أن ترى جلساءه لتعرف حقيقة أمره, فإن كان جلساؤه أهل سُنةٍ سلفيين فهو على منهجهم, وإن كانوا غير ذلك فأَلحقه بهم. يقول الأوزاعي رحمه الله: (من سَـتر عنا بدعته لم تخفَ علينا ألفته)ويقول معاذ بن معاذ رحمه الله: (الرجل وان كتم رأيه لم يخفَ ذاك في ابنه ولا صديقه ولا في جليسه).

◘السادسة عشر :التهييجُ والإثارة و التشغيب على ولاة الأمور, ويستغلون في ذلك أوقات الفتن والاضطرابات, فيخرجون باسم الأمر المعروف والنهي عن المنكر, كما كان عادة أسلافهم الخوارج. لكنهم إذا وصلوا إلى الكراسي سيضربون بيد من حديد كل من عارضهم فلا بالشريعة التي كانوا ينادون بها يحكمون ولا بالديمقراطية التي كانوا يكفرون أهلها يتبرؤون.

◘السابعة عشر :الدعايةُ لكتب المبتدعة وأشرطتهم ونشرها. وقد سُئل العلاَّمةُ عبد العزيز بن باز رحمه الله- في شريط شرح كتاب فضل الإسلام - سؤالاً هذا نصه: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يأخذ حكمهم؟ فأجاب (نعم ما فيه شك, من أثنى عليهم ومدحهم هو داعٍ لهم, يدعو لهم, هذا من دعاتهم نسأل الله العافية ).

◘الثامنة عشر :التجميع: والمقصود بالتجميع تجميع أكبر عددٍ من الناس حولهم دونما أدنى اهتمام بإصلاح عقائدهم أو بواطنهم وهذا المنهج تنتهجه كل من جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ. ويجمعهم في هذا قاعدة:(نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) وقاعدة(وحدة الصف لا وحدة الرأي )) فالعبرة عندهم بالكم لا بالكيف لهذا تجد في صفهم النصراني والشيوعي والليبرالي والعلماني و.....إلخ.

◘التاسعة عشر :الحرصُ على المناصب والوصول إليها وهذا أمر ظاهر لا يخفى للعيان وذلك لأن المنصب عندهم غاية وليس وسيلة.

◘العشرون :التلبيس على الناس بإسم الدين والسُنة, وعند أدنى عرض لنشاطات هؤلاء على الكتاب والسُنة تجد الطَّوام والمخالفات, وكأن هذه المظاهر لم تكن إلا لتمرير تنظيراتهم الحزبية وخططهم الحركية, بإسم الدين والسلفية. يقول أحد منظِّري جماعة الأخوان المسلمين: (المنهج العقدي والفقهي عند الأخوان هو منهج سلفي صرف لا غُبار عليه ) !!!

◘الواحدة والعشرون : عدم الأمانة وعدم الورع.
قال عنبسة بن سعيد الكلاعي : (ما ابتدع رجل بدعة إلا غل صدره عن المسلمين واختلجت منه الأمانة).
قال معمر : (سمعه من الأوزاعي فقال: أنت سمعت من عنبسة؟ قال: نعم, فقال: صدق كنا نتحدث أنه ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب ورعه). رواهما ابن عساكر في تاريخه (47/13) وفيه معمر بن غريب أو عريب لكن الواقع يشهد على ذلك.

◘الثانية والعشرون : اتباع الظن.
قال الله تعالى: [وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ] [الأنعام : 116].
وقال تعالى: [وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا] [النجم : 28].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا وكونوا إخوانا ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك)). أخرجه البخاري (4849) ومسلم (2563).
وقال شيخ الإسلام: (وكل من خالف الرسول لا يخرج عن الظن وما تهوى الأنفس فإن كان ممن يعتقد ما قاله وله فيه حجة يستدل بها كان غايته الظن الذي لا يغني من الحق شيئا). مجموع الفتاوى (13 / 67).

◘الثالثة والعشرون :الكذب: وهم يجيزون ذلك من باب (مصلحة الدعوة !!) و ( الحرب خدعة!!) ووالله لقد جُرب كثيرٌ منهم فوُجدوا على هذه الحال فنسأل الله العافية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وأما أهل الأهواء ونحوهم فيتعمدون على نقل ما لا يعرف له قائلا أصلا ولا ثقة ولا معتمدا واهون شيء عندهم الكذب المختلق وأعلم من فيهم لا يرجع فيما نقله إلى عمدة بل إلى سماعات الجاهلين والكذابين وروايات أهل الإفك المبين)(مجموع الفتاوى(27/479))


◘الرابعة والعشرون :النظام العسكري المُبطن: من خلال المراكز الصيفية والرحلات الجماعية و المخيمات المشتملة على التدريبات العسكرية وسلفهم في هذا هو إمامهم حسن البنا, الذي كان ( يهتم بتنظيم المصايف و توحيد الزي) . انظر مجموع رسائل حسن البنا.

◘الخامسة والعشرون :التَّوسُع في وسائل الدعوة غير الشرعية: كالأناشيد، الكرة، المسرحيات، الرحلات … الخ ) و قد سُئل الإمام أحمد رحمه الله: ما تقول في أهل القصائد ؟ فقال: بدعة لا يُجالسون. و سُئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: هل يجوز للرجال الإنشاد الإسلامي؟فأجاب بقوله (الإنشاد الإسلامي إنشاد مُبتدَع مما أبتدعه الصوفية ولهذا ينبغي العدولُ عنه إلى مواعظ القران والسُنة). من كتاب القول المفيد في حكم الأناشيد.

◘السادسة والعشرون :القَصص: فتُلاحظ محاضراتهم وخطبهم يغلبُ عليها جانب القَصص الذي لا يسمن ولا يغني من جوع فلا يستفيد منه المرء, لا في عقيدة ولا في عبادة, وقد حذَّر السلف أيما تحذير من القصاصين ومن الجلوس إليهم. قال مالكٌ رحمه الله (واني لأكره القصصَ في المسجد ) وقال (ولا أرى أن يُجلس إليهم وان القصص لبدعة ) وقال سالم: كان ابن عمر يُـلقى خارجا من المسجد فيقول: ما أخرجني إلا صوتُ قاصكم هذا.

◘السابعة والعشرون :السِّرية والتكتم:
قال عمر بن عبد العزيز : (إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة). أخرجه ابن عبد البر في جامع البيان (492\ رقم 1774\ مكتبة عباد الرحمن) واللالكائي في شرح الأصول (251)

وقال أبو إسماعيل الهروي : ( لا والله ولا دين المتناجين دين ولا رأي المتسترين متين). ذم الكلام (4/328).

التوحيد الخالص
2012-04-06, 23:26
المبحث الأول: تحرير المصطلحات:

1-مصطلح "الحزبية":





الحزبية مأخوذة من التحزب وهي التجمع , وقد يكون هذا التجمع على حق أو على باطل فالحزب قد ينسب الى الله تعالى فيكون محمودا , وقد ينسب الى الشيطان أو أحد أعوانه فيكون مذموما .قال الله تعالى عن الاول "أولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون " أى جنده الذين يمتثلون أوامره , ويقاتلون أعداءه , وينصرون أولياءه .
وعن الثاني يقول تعالى "أولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون " اى جنوده وأتباعه ورهطه .
فحزب الله هم جماعة المسلمين , الذين أمر المسلم بالانضمام اليهم , والجماعة هي :
أ-الجماعة العلمية: وهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين. فالواجب على المسلم أن يلزمَ مذهبهم ، ويتقيَّدَ بفهمهم ، ولا يخالفهم في شيء من أمور الدين أبداً . قال ابن أبي العز -رحمه الله-: "والجماعة جماعة المسلمين السنة طريقة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين ، فاتباعهم هدى ، وخلافهم ضلال".
ب- جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أميرٍ وجبَ عليهم طاعته ، وحرًمَ عليهم معصيته ، ووجب عليهم الالتزامُ بهذه الجماعة ، وعدم الخروج عنها لما في ذلك من الأمن والسلامة للفرد والأمة.
فمن خرج عن أحد هاتين الركزتين فهو متحزب لغير الحق .



معنى الحزبي:
فالحزبي هو الذي خرج عن الجماعة الأصلية للمسلمين التي سبق بيان معناها وذلك إما بالخروج عن نهج السلف الصالح أو الخروج عن الإمام المسلم فمن فعل ذلك فهو حزبي خارج عن الجماعة التي تواترت النصوص في وجوب الإنضامام إليها وعدم مفارقتها , وقد يكون هذا الحزب منظما كالأحزاب المعاصرة من إخوانية وتبليغية أو غير منظما كالأشعرية والمعتزلة وغيرها ناهيك عن الأحزاب الكفرية المنظمة كالعلمانية والماسونية والليبرالية أو غير المنظمة كالنصرانية واليهودية فكل هذه أحزاب من حزب الشيطان.
2-مصطلح"الحركيين":


(الحركيُّون الإسلاميون هم قوم يعملون للإسلام فيما يظهر، ويرون أن الفقه في الدين غير كاف للقيام بذلك، حتى ينتمي كلُّ فرد إلى تنظيم دعويِّ، يؤمرُ فيه ويُنهى، ويسمعُ ويُطيع، والغالبُ أن ذلك يصحبه بيعة وعهدٌ ولو كان في دولة عليها سلطانٌ مسلم، ولهذا نفهم سبب تسميتهم بالحركيِّين؛ إذ سوء ظنِّهم بالفقه في الدين جعلهم يتصورون أنه لا يحرك، أي لا يحرك نحو الانقضاض على عروش السلاطين، وأن الفقهاء أشبه بالدراويش ما لم تنتظمهم الحركة؛ لأنهم يصبحون - في زعمهم - أدوات في أيدي حكَّامهم وهم لا يدرون.
وأما الحركة فإنها تُبصِّرهم بتخطيطات الحكام وعيوب الأنظمة، وتفتح أعينهم على فقه هم في عماية عنه، ألا وهو "فقه الواقع"، هؤلاء هم الحركيون أينما اتَّجهت، فهم إذاً يتحركون باسم الإسلام لإسقاط عروش الأمراء والسلاطين الذين يرونهم غير عادلين، فهم في ظواهرهم للإسلام يتحركون، وفي بواطنهم على السلطة يتحرَّقون؛ بدليل أنَّهم لا يُراعُون حدود الله في حركتهم هذه، وإذا تعارضت عواطفهم مع الضوابط الشرعية قدموا عواطفهم، ألا ترى أنَّهم يرفضون رفضاً باتَّاً حُكم الله في تحريم الخروج على الوالي المسلم الجائر، ويُوهمون الناس أن ذلك إذلالٌ للشعوب !!، وقد تجد منهم من هو مستعدٌّ لقبول كل شيء من عقيدة السلف إلاّ هذه المسألة، فإن قلوبهم تغلُّ عليها، مع أن النبي قد أخبر أن المؤمن قد طهر قلبه من هذا النوع من الغلّ لولاة الأمر، فقال: " ثلاث خصالِ لا يَغِلُّ عليهنَّ قلب مسلم أبداً: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإنَّ دعوتهم تُحيط بهم من ورائهم )). رواه الترمذي (2582) وغيره وهو صحيح، وأصله عند مسلم (1715))(1)

3-مصطلح "الديمقراطية":


الديمقراطية كلمة يونانية الأصل, تتكون من مقطعين:
أ-ديموس(DEMOS) ومعناها: الشعب.
ب-قراطوس(kRATOS) معناها: السلطة.
والمعنى المجمل لها : سلطة الشعب" وبعبارة أخرى : "حكم الشعب نفسه بنفسه" , أو "الحكم بإرادة الشعب".
وقد عرفها الرئيس الأمريكي "إبراهام لنكولن" بأنها: حكم الشعب بالشعب ولشعب".
قال شيخنا محمد آمان بن علي الجامي _ رحمه الله _ : " الديمقراطية لفظة أجنبية معناها : حكم الشعب ، أي أن الشعب هو الذي يسن القوانين لنفسه ويشرع التشريعات المناسبة له غير ملتفت إلى شرع الله بحيث يكون الشعب نفسه هو السلطة التشريعية وهو الإله المعبود ، ويتم ذلك بواسطة نواب البرلمان الممثلين للشعب " حقيقة الشورى في الإسلام صـ17 .
أقول: تقدم مما سبق من تعريف الديقراطية أنها حكم الشعب بالشعب وليس بالشريعة وهذا هو كفر بالله العظيم , وإلا من منح الشعب هذه السلطة, ومن الذي جعله مشرعا يشرع لنفسه ما يشاء, وأين ذهبت شريعة الله التي أقسم الله بذاته المقدسة أنه لا يؤمن(2) من لم يتحاكم إليها عن رضى وتسليم فقال: [فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا]النساء65.

و قال سبحانه: [وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ] (المائدة 50،49،48)
4-مصطلح"الانتخابات":

الانتخاب معناه: الاختيار, وهو: "إجراء قانوني يُحَدَّدُ نظامه ومكانه في دستور أو برنامج أو لائحة, ليُختار على مقتضاه شخصٌ أو أكثرلرئاسة مجلس أو نقابة أو ندوة أو لعضويتها أو نحو ذلك".
وهذه طريقة غير شرعية, كما سيظهر من خلال هذا البحث المبارك -إن شاء الله-.

-----------------------------------------------

(1) من مقال بعنوان(تعريف مختصر بالحركيين" بقلم الشيخ عبد المالك رمضاني.
(2) سبق وبينت في سلسلة الرد على شبهات غلاة التكفير أن المقصود بنفي الإيمان في الآية(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤمِنُونَ حَتَى يُحَكِّمُوكَ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ..)) إنما هو كمال الإيمان لا أصله إلا إذا اعتقد جواز التحاكم لغير شريعة الله.
قال ابن تيمية : فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن ، وأما من كان ملتزماً لحكم الله ورسوله باطناً وظاهراً ، لكن عصى واتبع هواه ، فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة . وهذه الآية  فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ...  مما يحتج بها الخوارج على تكفير ولاة الأمر الذين لا يحكمون بما أنزل الله ، ثم يزعمون أن اعتقادهم هو حكم الله. وقد تكلم الناس بما يطول ذكره هنا ، وما ذكرته يدل عليه سياق الآية .ا.هـ
ولمزيد من التفصيل أنظر الرابط التالي:
http://www.albaidha.net/vb/showpost.php?p=36518&postcount=23 (http://www.albaidha.net/vb/showpost.php?p=36518&postcount=23)

التوحيد الخالص
2012-04-06, 23:27
أشكرك أخي على النصيحة ،

فما تعريف الإجماع ؟؟


إذن التحزب حرام ؟؟؟؟؟؟


مالدليل في ذلك ؟؟؟
ارجوا ان يكون هذا قد اروى عطشك

التوحيد الخالص
2012-04-06, 23:29
May 2010 - 10:33 AM السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
كلام مهم للشيخ الالباني رحمه الله حول التحزب ، واظن ان الشيخين ربيعا والعباد كانا حاضرين في الجلسة
هناك من يطعن في السلفية بأنهم ليس لهم منهج في الدعوة إلى الله ولماذا لا يكونون حزباً مثل الآخرين فما جوابكم.؟

http://www.alathar.n...pdit&cntid=3328 (http://www.alathar.net/home/esound/index.php?op=pdit&cntid=3328)

ذكر الشيخ للقرار الجائر الذي اتخذه الإخوان في الأردن في مقاطعة حلقات الشيخ

http://www.alathar.n...pdit&cntid=3329 (http://www.alathar.net/home/esound/index.php?op=pdit&cntid=3329)

إذا نظم المسلمون أنفسهم لجمع الأموال وإنشاء الجمعيات الخيرية وغيرها هل يعد هذا من التحزب الممنوع .؟

http://www.alathar.n...pdit&cntid=3330 (http://www.alathar.net/home/esound/index.php?op=pdit&cntid=3330)
.
و الجلسة لها تتمة في الشريط 371 من سلسلة الهدى و النور.

طارق المتيجي
2012-04-06, 23:30
أخي لم أجد دليلا واضحا وصريحا يحرم التحزب

بما أنك مطلع ومقتنع فأتيني بالدليل الواضح أذهب إليه مباشرة

من هذا جمال البليدي ؟؟

أنا لاحظت كلاما فيه إتهام لعلماء آخرين ربما لهم هم كذلك دليل بالجواز

التوحيد الخالص
2012-04-06, 23:34
أخي لم أجد دليلا واضحا وصريحا يحرم التحزب

بما أنك مطلع ومقتنع فأتيني بالدليل الواضح أذهب إليه مباشرة

من هذا جمال البليدي ؟؟

أنا لاحظت كلاما فيه إتهام لعلماء آخرين ربما لهم هم كذلك دليل بالجواز



لا اله الا الله كل هذه الادلة لم تقنعك اقراها عسى الله ان يفتح قلبك للهدى وسلوك السبيل القويم

التوحيد الخالص
2012-04-06, 23:38
http://www.ferkous.com/image/newsite/m.gif
http://www.ferkous.com/image/gif/Month_word.gif


الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد وردَ على هذا الموقعِ الدعويِّ انتقادٌ آخرُ من النوع الذي قد سبق، يحمل في طيَّاته شبهاتٍ مكذوبةً على الدعوةِ السلفيةِ بأنها دعوةٌ حزبيةٌ مفرِّقةٌ مبتدعة، تجرُّ الفتنَ، وأنّ التغيير لا يحصل بالفتنة، وقد رأيت من المفيد أن أردّ على شبهاته المزعومةِ ومفاهيمِه الباطلة بتوضيحها بالحقّ والبرهان، عملاً بقوله تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ [الأنبياء: 18].
[وهذا نصّ انتقاده]:
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أراسلُكَ وأنا أعلم يقينًا بأنَّ الشيخ فركوس عبدٌ من عباد الله ونحسبُك من المتقين.
1 - إطلاق لفظ السلفية على الفرقة الناجية ألا يُعتبر هذا حزبيةً، وأنت تعلم أنّ القرآن فيه لفظ الإسلام كما قال الله تعالى: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: 101].
2 - لا أشكّ أنّ كثيرًا من المسلمين يعتقدون أنّ السلفيَّ هو لِحيةٌ وقميص، وماذا عن حالق لحيته ألا يدخل الجنّة حنفي…؟! إنّ اسمَ السلفية فرّقت فأبصر..! ما هو الدليل القاطع على وجوب التسمية للفرقة الناجية؟
إنّ التغيير لا يكون بالدخول في الفتن أي الشبهات، ولو يجلس الشيخ فركوس في مسجده لكان خيرًا له وما النصر إلاّ من عند الله ومن سمَّع سمَّعَ اللهُ به، ﴿مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: 90]».

• فأقـول -وبالله التوفيق وعليه التكلان-:
إنّ السلفيةَ تُطلَقُ ويرادُ بها أحد المعنيين:
الأول: مرحلةٌ تاريخيةٌ معيّنةٌ تختصُّ بأهل القرون الثلاثة المفضّلة، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(١)، وهذه الحِقبة التاريخيةُ لا يصحُّ الانتساب إليها لانتهائها بموت رجالها.
والثاني: الطريقةُ التي كان عليها الصحابةُ والتابعون ومَن تبعهم بإحسان من التمسّك بالكتاب والسُّـنَّة وتقديمهما على ما سواهما، والعمل بهما على مقتضى فهم السلف الصالح، والمراد بهم: الصحابة والتابعون وأتباعهم من أئمّة الهدى ومصابيحِ الدُّجَى، الذين اتفقتِ الأُمَّة على إمامتهم وعدالتهم، وتَلَقَّى المسلمون كلامَهم بالرِّضا والقَبول كالأئمّة الأربعة، والليثِ بنِ سَعْدٍ، والسُّفيانَين، وإبراهيمَ النَّخَعِيِّ، والبخاريِّ، ومسلمٍ وغيرِهم، دون أهلِ الأهواء والبدعِ ممّن رُمي ببدعة أو شهر بلقبٍ غيرِ مرضيٍّ، مثل: الخوارج والروافض والمعتزلة والجبرية وسائر الفرق الضالَّة. وهي بهذا الإطلاق تعدُّ منهاجًا باقيًا إلى قيام الساعة، ويصحّ الانتسابُ إليه إذا ما التُزِمت شروطُهُ وقواعِدُهُ، فالسلفيون هم السائرون على نهجهم المُقْتَفُونَ أثرَهم إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها، سواء كانوا فقهاءَ أو محدّثين أو مفسّرين أو غيرَهم، ما دام أنهم قد التزموا بما كان عليه سلفُهم من الاعتقاد الصحيح بالنصّ من الكتاب والسنّة وإجماع الأمّة والتمسّك بموجبها من الأقوال والأعمال لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»(٢)، ومن هذا يتبيّن أنّ السلفيةَ ليست دعوةً طائفيةً أو حزبيةً أو عِرقيةً أو مذهبيةً يُنَزَّل فيها المتبوعُ مَنْزِلةَ المعصوم، ويتخذ سبيلاً لجعله دعوة يدعى إليها، ويوالى ويعادى عليها، وإنما تدعو السلفيةُ إلى التمسُّك بوصية رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم المتمثِّلة في الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة وما اتفقت عليه الأمّة، فهذه أصولٌ معصومة دون ما سواها.
وهذا المنهج الربانيُّ المتكاملُ ليس من الحزبية الضيّقةِ التي فرّقت الأمّةَ وشتّتت شملَها، وإنما هو الإسلام المصفَّى، والطريقُ القويمُ القاصدُ الموصلُ إلى الله، به بعث اللهُ رسلَه وأنزل به كتبَه، وهو الطريقُ البيِّنةُ معالِمُه، المعصومةُ أصولُه، المأمونةُ عواقِبُه؛ أمّا الطرقُ الأخرى المستفتحة من كلّ باب فمسدودة، وأبوابها مغلقة إلاّ من طريق واحد، فإنه متّصلٌ بالله موصولٌ إليه، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: 153]، وقال ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه: «خطّ لنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم خطَّا ثمّ قال: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ» ثم خطّ خطوطًا عن يمينه وشماله، ثمّ قال: «هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾(٣)، وقد جاء في «تفسير ابنِ كثيرٍ»(٤): «أنّ رجلاً سأل ابنَ مسعود رضي الله عنه: ما الصراطُ المستقيم؟ قال: تَرَكَنَا محمّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في أدناه وطرفه في الجنة، وعن يمينه جوادٌّ(٥) وعن يساره جوادٌّ، ثمّ رجال يدعون من مرَّ بهم، فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة، ثمّ قرأ ابن مسعود الآية».
وعليه يُدرك العاقلُ أنه ليس من الإسلام تكوين أحزابٍ متصارعةٍ ومتناحرةٍ ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 53]، فقد ذّمّ الله التحزّب والتفرّق في آياتٍ منها: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159]، وفي قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران: 105]، وإنما الإسلام حزب واحد مفلح بنصّ القرآن، قال تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22]، وأهلُ الفلاح هم الذين جعل الله لهم لسانَ صِدْقٍ في العالمين، ومقامَ إحسانٍ في العِلِّـيِّين، فساروا على سبيل الرشاد الذي تركنا عليه المصطفى صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الموصلِ إلى دار الجِنان، بيِّنٌ لا اعوجاجَ فيه ولا انحرافَ قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى البَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِها لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ»(٦).
واللهُ سبحانه وتعالى إِذْ سَمَّى في كتابه الكريمِ الرعيلَ الأوَّلَ ﺑ «مسلمين» لأنّ هذه التسميةَ جاءت مطابقةً لما كانوا عليه من التزامهم بالإسلام المصفّى عقيدةً وشريعةً، فلم يكونوا بحاجةٍ إلى تسميةٍ خاصّةٍ إلاّ ما سمّاهم اللهُ به تمييزًا لهم عمّا كان موجودًا في زمانهم من جنس أهل الكفر والضلال، لكن ما أحدثه الناس بعدهم في الإسلام من حوادث وبدع وغيرها ممَّا ليس منه، سلكوا بها طرق الزيغ والضلال، فتفرّق بهم عن سبيل الحقّ وصراطه المستقيم، فاقتضى الحال ودعت الحاجة إلى تسميةٍ مُطابقةٍ لِمَا وَصَفَ به النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الفرقةَ الناجيةَ بقوله: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»(٧)، ومتميّزة عن سُبُل أهل الأهواء والبدع ليستبين أهل الهدى من أهل الضلال. فكان معنى قوله تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ﴾ [الحج: 78]، إنما هو الإسلام الذي شرعه الله لعباده مجرّدًا عن الشركيات والبدعيات، وخاليًا من الحوادث والمنكرات في العقيدة والمنهج، ذلك الإسلام الذي تنتسب إليه السلفية وتلتزم عقيدتَه وشريعتَه وتؤسِّسُ دعوتَها عليه، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «لا عيبَ على مَن أظهر مذهبَ السلفِ وانتسبَ إليه واعتزى إليه، بل يجب قَبول ذلك منه باتفاق، فإنّ مذهبَ السلفِ لا يكون إلاّ حقًّا»(٨).
هذا، وللسلفية ألقابٌ وأسماءٌ يُعرفون بها، تنصب في معنى واحد، فهي تتفق ولا تفترق وتأتلف ولا تختلف، منها: «أصحاب الحديث والأثر» أو «أهل السُّنَّة»، لاشتغالهم بحديث رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وآثارِ أصحابه الكرام رضي الله عنهم مع العمل على التمييز بين صحيحِها وسقيمها وفهمها وإدراك أحكامها ومعانيها، والعملِ بمقتضاها، والاحتجاجِ بها، وتسمى ﺑ «الفرقة الناجية» لأنّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «إِن بَني إِسرائيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّة، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلّها في النّارِ إلا مِلَّة واحدة» فقيل له: ما الواحدة؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيومَ وَأَصْحَابي»(٩)، وتسمى -أيضًا- ﺑ «الطائفة المنصورة»، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»(١٠). وتسمى ﺑ «أهل السُّنَّة والجماعة» لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَدُ اللهِ مَعَ الجَمَاعَةِ»(١١)، وقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»(١٢)، وفي قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً وَهِيَ الجَمَاعَةُ»(١٣)، والمراد بالجماعة هي الموافقةُ للحقّ الذي كانت عليه الجماعةُ الأولى: جماعةُ الصحابة رضي الله عنهم، وهو ما عليه أهلُ العلم والفقه في الدِّين في كلّ زمان، وكلُّ من خالفهم فمعدود من أهلِ الشذوذ والفُرقة وإن كانوا كثرة قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إِنَّ جُمْهُورَ النَّاسِ فَارَقُوا الجَمَاعَةَ، وَإِنَّ الجَمَاعَةَ مَا وَافَقَ الحَقَّ وَإِنْ كُنْتَ وَحْدَكَ»(١٤)، والنبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وصف الفِرقةَ الناجيةَ بقوله: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»(١٥)، وهذا التعيين بالوصف يدخل فيه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابُه دخولاً قطعيًّا ولا يختصّ بهم بل هو شاملٌ لكلّ من أتى بأوصاف الفِرقة الناجية إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومن عليها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في معرض تعيين الفرقة الناجية: «وبهذا يتبيّن أنّ أحقّ الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية: أهل الحديث والسنّة، الذين ليس لهم متبوع يتعصّبون له إلاَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، وأعظمهم تمييزًا بين صحيحها وسقيمها، وأئمّتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها واتباعًا لها: تصديقًا وعملاً وحبًّا وموالاةً لمن والاها ومعاداة لمن عاداها، الذين يروون المقالات المجملةَ إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة، فلا يُنَصِّبُون مقالةً ويجعلونها من أصول دينهم وجُمل كلامهم إن لم تكن ثابتةً فيما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بل يجعلون ما بعث به الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه»(١٦).
هذا، ولا يعاب التسمي ﺑ «السلفية» أو ﺑ «أهل السنة والجماعة» أو ﺑ «أهل الحديث» أو ﺑ «الفِرقة الناجية» أو «الطائفة المنصورة»؛ لأنه اسم شرعيٌّ استعمله أئمة السلف وأطلقوه بحسَب الموضوع إما في مقابلة «أهل الكلام والفلسفة» أو في مقابلة «المتصوفة والقبوريين والطُّرُقيِّين والخُرافِيِّين» أو تُطلق بالمعنى الشامل في مقابلة «أهل الأهواء والبدع» من الجهمية والرافضة والمعتزلة والخوارج والمرجئة وغيرِهم. لذلك لما سُئل الإمام مالك -رحمه الله- مَن أهلُ السُّنَّة؟ قال: «أهل السُّنَّة الذين ليس لهم لقب يعرفون به لا جهمي ولا قدري ولا رافضي»(١٧)، ومراده -رحمه الله- أنّ أهل السُّنَّة التزموا الأصلَ الذي كان عليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابُه، وبقوا متمسّكين بوصيّته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من غير انتساب إلى شخص أو جماعة، ومن هنا يُعلم أنّ سبب التسمية إنما نشأ بعد الفتنة عند بداية ظهور الفِرق الدينية ليتميّز أهلُ الحقّ من أهل الباطل والضلال، وقد أشار ابنُ سيرين -رحمه الله- إلى هذا المعنى بقوله: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعتِ الفتنةُ، قالوا: سمّوا لنا رجالَكم، فيُنظَرُ إلى أهل السُّنَّة فيؤخذ حديثُهم، ويُنظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثُهم»(١٨)، هذا الأمر الذي دعا العلماءَ الأثباتَ والأئمّةَ الفحولَ إلى تجريد أنفسهم لترتيب الأصول العظمى والقواعدِ الكبرى للاتجاه السلفي والمعتقد القرآني، ومن ثمَّ نسبته إلى السلف الصالح لحسم البدعة، وقطع طريق كلّ مبتدع. قال الأوزاعي -رحمه الله-: «اصبر نفسك على السنّة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكفّ عمّا كَفُّوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم»(١٩).
هذا، والسلفية إذ تحارب البدعَ والتعصّبَ المذهبيَّ والتفرّقَ إنما تتشدّد في الحقّ والأخذ بعزائم الأمور والاستنان بالسنن وإحياء المهجورة منها، فهي تؤمن بأنّ الإسلامَ كُلَّه حقٌّ لا بـاطل فيه، وصِدق لا كذب فيه، وَجِدٌّ لا هزل فيه، ولُبٌّ لا قشورَ فيه، بل أحكامُ الشرع وهديُه وأخلاقُه وآدابُه كلُّها من الإسلام سواء مبانيه وأركانه أو مظاهره من: تقصير الثوب وإطالة اللحية والسواك والجلباب، ونحو ذلك كلّها من الدِّين، والله تعالى يأمرنا بخصال الإسلام جميعًا وينهانا عن سلوك طريق الشيطان، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ [البقرة: 208]، وقد ذمَّ الله تعالى بني إسرائيلَ الذين التزموا ببعض ما أُمروا به دون البعض بقوله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾ [البقرة: 85]. والحكم المسبق على المعيّن بدخول النار والمنعِ من دخول الجنة بتركه للهدي الظاهري للإسلام ليس من عقيدة أهل السنة لكونه حكمًا عينيًّا استأثر الله به، لا يشاركه فيه غيره، وقد بين الله سبحانه وتعالى أنّ استحقاق الجنة ودخولها إنما يكمن في إخلاص العبادة لله سبحانه واتباع نبيه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وقد ذمَّ الله تعالى مقالة أهل الكتاب في قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 111-112]،
فالسلفيةُ لا تهوِّن من شأن السنّة مهما كانت، فلا تهدر من الشرع شيئًا ولا تهمل أحكامَه، بل تعمل على المحافظة على جميع شرعه: علمًا وعملاً ودعوةً قَصْدَ بيانِ الحقّ وإصلاحِ الفساد، وقد أخبر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عن الغرباء: «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ»(٢٠).
والسلفيةُ ليست بدعوةٍ مُفرِّقة، وإنما دعوة تهدف إلى وحدة المسلمين على التوحيد الخالص، والاجتماع على متابعة الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والتزكيةِ بالأخلاق الحسنة، والتحلي بالخصال الحميدة، والصدعِ بالحقّ وبيانِه بالحجّة والبرهان، قال تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: 29]، فقد كان من نتائج المنهج السلفي: اتحاد كلمة أهل السُّنَّة والجماعة بتوحيد ربهم، واجتماعهم باتباع نبيِّهم، واتفاقهم في مسائل الاعتقاد وأبوابه قولاً واحدًا لا يختلف مهما تباعدت عنهم الأمكنة واختلفت عنهم الأزمنة، ويتعاونون مع غيرهم بالتعاون الشرعي الأخوي المبني على البرّ والتقوى والمنضبط بالكتاب والحكمة.
هذا، والسلفية تتبع رسولها في الصدع بكلمة الحقّ ودعوة الناس إلى الدين الحقّ، قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44]، والبقاء في البيوت والمساجد من غير تعليم ولا دعوة إخلالٌ ظاهر بواجب الأمانة وتبليغ رسالات الله، وإيصال الخير إلى الناس، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾ [آل عمران: 187]، فيجب على الداعية أن يدعو إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على علم ويقين وبرهانٍ على نحو ما دعا إليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]، والعلم إذا لم يَصْحَبْهُ تصديقٌ ولم يؤازِرْهُ عملٌ وتَقْوَى لا يُسَمَّى بصيرةً، فأهلُ البصيرةِ هم أولوا الألباب كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 18].
ومن منطلق الدعوة إلى الإسلام المصفّى من العوائد والبدع والمحدَثات والمنكرات كان الانتساب إلى «أهل السُّـنَّة والجماعة» أو «السلفية» عِزًّا وشَرَفًا ورمزًا للافتخار وعلامةً على العدالة في الاعتقاد، خاصّةً إذا تجسّد بالعمل الصحيح المؤيَّد بالكتاب والسنّة، لكونها منهج الإسلام في الوحدة والإصلاح والتربية، وإنما العيب والذّمُّ في مخالفة اعتقاد مذهب السلف الصالح، في أي أصل من الأصول، لذلك لم يكن الانتساب إلى السلف بدعةً لفظيةً أو اصطلاحًا كلاميًّا لكنه حقيقة شرعية ذات مدلول محدّد..
وأخيرًا؛ فالسلف الصالح هم صفوة الأمّة وخيرها، وأشدّ الناس فرحًا بسنّة نبيّهم صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأقواهم استشعارًا بنعمة الإسلام وهدايته التي منَّ الله بها عليهم، متمثلين لأمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ، قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 57-58]، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «الفرح بالعلم والإيمان والسنة دليل على تعظيمه عند صاحبه، ومحبّته له، وإيثاره له على غيره، فإذا فرح العبد بالشيء عند حصوله له على قدر محبّته له ورغبته فيه، فمن ليس له رغبة في الشيء لا يفرحه حصوله له، ولا يحزنه فواتُه، فالفرح تابع للمحبة والرغبة»(٢١).
نسأل الله أن يُعزَّ أولياءَه، ويُذِلَّ أعداءَه، ويهديَنا للحقِّ، ويرزقَنا حقَّ العِلم وخيرَه وصوابَ العمل وحُسنَه، فهو حَسْبُنَا ونعم الوكيل، وعليه الاتكال في الحال والمآل، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 11 جمادى الأولى 1428ﻫ
الموافق ﻟ: 28 ماي 2007م

١- أخرجه البخاري في «الشهادات» باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «فضائل الصحابة» باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين...: (6472)، والترمذي في «المناقب» باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد: (5383)، والبزار في «مسنده»: (1777)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

٢- أخرجه مسلم في «الإمارة» باب قوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق..: (4920)، والترمذي في «الفتن» باب ما جاء في الأئمة المضلين: (2229)، وأحمد: (21889)، وسعيد بن منصور في «سننه»: (2372)، من حديث ثوبان رضي الله عنه.

٣- أخرجه الدارمي في «سننه»: (206)، وابن حبان في «مقدمة صحيحه» باب الاعتصام بالسنة وما يتعلق بها نقلاً وأمراً وزجراً: (7)، والحاكم في «المستدرك»: (3241)، وأحمد: (4131)، والبزار في «مسنده»: (1718)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (6/89)، وحسنه الألباني في «المشكاة»: (166)

٤- [2/191].

٥- الجوادُّ: جمع جادّة، وهي معظم الطريق، وأصل الكلمة من جدَدَ. [«النهاية» لابن الأثير: 1/313].

٦- أخرجه ابن ماجه في «المقدمة» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين: (43)، والحاكم في «المستدرك»: (331)، وأحمد: (16692)، والطبراني في «الكبير»: (18/247)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. والحديث حسنه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (1/47)، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (937).

٧- أخرجه الترمذي في «الإيمان» باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (2641)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. قال العراقي في «تخريج الإحياء» (3/284) «أسانيدها جياد»، والحديث حسّنه الألباني في «صحيح الجامع» (5343).

٨- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (4/149).

٩- أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (444)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. قال ابن تيمية رحمه الله في «مجموع الفتاوى» (3/341): «الحديث صحيح مشهور في السنن والمساند»، وحسنه سليم الهلالي في «درء الارتياب عن حديث ما أنا عليه والأصحاب».

١٠- سبق تخريجه.

١١- أخرجه الترمذي في «الفتن» باب ما جاء في لزوم الجماعة: (2166)، والحاكم في «المستدرك»: (398)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه. وصححه الألباني في «المشكاة»: الهامش رقم (5)، من (1/61).

١٢- أخرجه البخاري في «الفتن» باب قول النبي سترون بعدي أمورا تنكرونها: (6646)، ومسلم في «الإمارة» باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن: (4790)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه.

١٣- أخرجه أبو داود في «السنة» باب شرح السنة: (4597)، والحاكم في «المستدرك»: (443)، وأحمد: (16613)، والطبراني في «الكبير»: (19/377)، من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (204).

١٤- أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (49/286). وصححه الألباني في «المشكاة»: (1/61).

١٥- سبق تخريجه.

١٦- «مجموع الفتاوى لابن تيمية»: (3/347).

١٧-«الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء» لابن عبد البر: (35)، «ترتيب المدارك» للقاضي عياض: (1/172).

١٨- رواه مسلم في «مقدمة صحيحه»: (84)، والدارمي في «سننه»: (422).

١٩- «الشريعة» للآجري: (58).

٢٠- أخرجه الطبراني في «الأوسط»: (219)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وأخرجه أبو عمرو الداني في «الفتن»: (25/1)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه الألباني «السلسلة الصحيحة»: (3/267).

٢١- «مدارج السالكين» لابن القيم: (3/158).

طارق المتيجي
2012-04-07, 00:11
هل الذي لاينتمي للسلفية يعد كافرا ؟؟؟

هل عدم إنتمائي للسلفية يخرجني من (( أهل السنة والجماعة )) ؟؟؟

التوحيد الخالص
2012-04-07, 00:23
[quote=طارق المتيجي;9509089] هل الذي لاينتمي للسلفية يعد كافرا ؟؟؟

هل عدم إنتمائي للسلفية يخرجني من (( أهل السنة والجماعة )) ؟؟؟[/q

لم اقل انك خارج عن الدين وانت كافر لاكن مخالفة السنة واهل السنة قد تدخل الانسان في البتداع والعياذ بالله

التوحيد الخالص
2012-04-07, 00:25
الأمر بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم
إن الاجتماع على الحق ولزوم الجماعة المتمسكة به؛ وعدم مفارقتهم؛ منمقاصد الشريعة الإسلامية ومحاسنها وفضائلها، ومن ميز أهل السنة على غيرهممن أهل الأهواء، فلذلك كان من ألقابهم الشرعية وصفهم بأنهم: أهل السنةوالجماعة.
وقد وردت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة وأقوال العلماء في الأمر بالتمسك بالجماعة ونبذ الفرقة ولقد اتفق أهل السنة والجماعةعلىوجوبلزوم جماعة المسلمين الذين هم على طريقة السلف وعلى طريقة النبي صلى اللهعليه وسلم ، ولو كانوا قلة في بعض الأزمنة ، ولو كثر المخالفون لهم والتمسكبها في كل عصرٍ ومِصرٍوترك الفرقة ، لمجيء الأمر بالجماعة في الكتاب والسنة
تعريف الجماعة
الجماعة لغة :مأخوذة من مادة جمع وهي تدور حول الجمع والإجماع والاجتماع ، وهو ضد التفرق، وهي اجتماع طائفة من الناس على أمر واحد 0
والجماعة شرعاً :ما عليه أهل الحق من الاتباع وترك الابتداع 0
قال الترمذي : و تفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث
قال ابن مسعود : الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك 0
وأهل الحق يراد بهم الصحابة والتابعون ومن تبعهم بإحسان ، ونهج نهجهم إلى يوم الدين
فقد أمر الله - عز وجل - بالاجتماع في الدين، ونهى عن التفرق فيه، وبين هذا فيكتابه بياناً شافياً يفهمه جميع الناس، ونهانا أن نكون كالذين من قبلنا تفرقواواختلفوا فهلكوا ولم يفلحوا قال - تعالى -: وَلاَتَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُالْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(سورة آل عمران (105))
قال الإمام ابن كثير
وحدد الله – تعالىأن الرسول بريء من الذين تفرقوا في الدين، وذكر مآلهم فقال: إِنَّالَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍإِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (سورة الأنعام (159)
والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله، وكان مخالفاً له، فإن الله بعثرسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولاافتراق، فمن اختلف فيهوَكَانُوا شِيَعاًأي: فرقاً كأهل الملل والنحل - وهي الأهواء والضلالات - فالله قد بَرَّأ رسوله مما همفيه(تفسير ابن كثير (3/377).
وقال الإمام السعدي: في قوله تعالى إن الذين فرقوادينهم وكانوا شيعا. يتوعد تعالى الذين فرقوا دينهم أي: شتتوه وتفرقوافيه وكل أخذ نصيبا من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئا،كاليهودية والنصرانية والمجوسية، أولا يكمل بها إيمانه بأن يأخذ من الشريعةشيئا، ويجعله دينه، ويدع مثله، أو ما هو أولى منه، ودلت الآية الكريمة أنالدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين،وفي سائر مسائله الأصولية، و الفروعية، وأمره أن يتبرأ ممن فرقوا دينهمفقال: لست منهم في شيء أي لست منهم و ليسوا منك، لأنهم خالفوك وعاندوك
(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)


وقال تعالى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا (آل عمران)
قال الإمام ابن كثير رحمه الله
وقوله: { وَلا تَفَرَّقُوا } أمَرَهُم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة وقد وردت الأحاديثُ المتعددة بالنهي عن التفرق والأمر بالاجتماع والائتلاف(تفسير القرآن العظيم)
وروىابن جريررحمه الله بسنده عن عبد الله بن مسعود أنه قال في قوله:"واعتصموا بحبل الله جميعا"، قال: الجماعة.( جامع البيان في تأويل القرآن)
وقال الإمام السعدي رحمه الله
ثم أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى وهو الاجتماع والاعتصام بدين الله، وكون دعوى المؤمنين واحدة مؤتلفين غير مختلفين، فإن في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها
(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
وقال الإمام الطبري في قوله تعالىوَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْإِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء): يقتل بعضكم بعضا، ويأكل شديدكم ضعيفكم، حتى جاءالله بالإسلام، فألف به بينكم، وجمع جمعكم عليه، وجعلكم عليه إخوانا(جامع البيان في تأويل القرآن)
وقال تعالى وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(آل عمران)
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله يعني بذلك جل ثناؤه:"ولا تكونوا"، يا معشر الذين آمنوا "كالذين تفرقوا" من أهل الكتاب"واختلفوا" في دين الله وأمره ونهيه من بعد ما جاءهم البينات"، من حجج الله، فيما اختلفوا فيه، وعلموا الحق فيه فتعمدوا خلافه، وخالفوا أمرَ الله، ونقضوا عهده وميثاقه جراءة على الله"وأولئك لهم"، يعني: ولهؤلاء الذين تفرقوا، واختلفوا من أهل الكتاب من بعد ما جاءهم "عذاب" من عند الله"عظيم"، يقول جل ثناؤه: فلا تتفرقوا، يا معشر المؤمنين، في دينكم تفرُّق هؤلاء في دينهم، ولا تفعلوا فعلهم، وتستنوا في دينكم بسنتهم، فيكون لكم من عذاب الله العظيم مثل الذي لهم(جامع البيان في تأويل القرآن)
وقال أبو جعفرالطبري رحمه الله حدثني المثني قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:"ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا" ونحو هذا في القرآن أمر الله جل ثناؤه المؤمنين بالجماعة، فنهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنما هلك من كان قبلهم بالمراء الخصومات في دين الله. (جامع البيان في تأويل القرآن)
وقوله تعالى: { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } يعني: يوم القيامة، حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسودّ وجوه أهل البِدْعَة والفرقة، قاله ابن عباس، رضي الله عنهما (تفسير القرآن العظيم)
وقال تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(هود)
قال أبو جعفرالطبري رحمه الله
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، وابن وكيع قالا حدثنا ابن علية قال، أخبرنا منصور بن عبد الرحمن قال: قلت للحسن قوله ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ، قال الناس مختلفون على أديان شتى، إلا من رحم ربك، فمن رحم غير مختلفين.
وذكر عن الحسن أيضاً: قالوَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ، قال: أما أهل رحمة الله فإنهم لا يختلفون اختلافاً يضرهم
وذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما: قولهوَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْقال: خلقهم فريقين. فريقاً يرحم فلا يختلف، وفريقاً لا يرحم يختلف، وذلك قوله: فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ(جامع البيان في تأويل القرآن)
وقال ابن كثير رحمه الله وقوله: وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَأي ولا يزال الخلف بين الناس في أديانهم واعتقادات مللهم ونحلهم ومذاهبهموآرائهم، قال عكرمة مختلفين في الهدى، قال الحسن البصري مختلفين في الرزقيسخر بعضهم بعضاً، والمشهور الصحيح الأول. وقولهإِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ. أي المرحومين من أتباع الرسل الذين تمسكوا بما أمروا به من الدين، أخبرتهمبه رسل الله إليهم ولم يزل ذلك دأبهم حتى كان النبي وخاتم الرسل والأنبياءفاتبعوه وصدقوه وآزروه ففازوا بسعادة الدنيا والآخرة لأنهم الفرقة الناجيةكما جاء في الحديث المروي في المسانيد والسنن من طرق يشد بعضها بعضاًثم ذكر الأثر التالي عن طاوسعن ابن أبي نجيح عن طاوس أن رجلين اختصماإليه فأكثروا فقال طاوس: اختلفتما وأكثرتما فقال أحد الرجلين: لذلك خلقنافقال طاووس: كذبت. فقال: أليس الله يقول: وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ؟ قال لم يخلقهم ليختلفوا ولكن خلقهم للجماعة والرحمة(تفسير القرآن العظيم)
وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
يخبر تعالى أنه لو شاءلجعل الناس أمة واحدة على الدين الإسلامي، فإن مشيئته غير قاصرة، ولا يمتنععليه شيء. ولكنه اقتضت حكمته أن لا يزالون مختلفين، مخالفين للصراطالمستقيم، متبعين للسبل الموصلة إلى النار، كل يرى الحق فيما قاله، والضلالفي قول غيرهإِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ. فهداهم على العلم بالحق والعمل به، والاتفاق عليه، فهؤلاء سبقت لهم سابقةالسعادة، وتداركتهم العناية الربانية، والتوفيق الإلهي. وأما من عداهم، فهممخذولون موكولون إلى أنفسهم. وقوله: وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْأي: اقتضت حكمته، أنه خلقهم، ليكون منهم السعداء والأشقياء، والمتفقونوالمختلفون، والفريق الذي هدى الله، والفريق الذي حقت عليه الضلالة. ليتبينللعباد عدله، وحكمته، وليظهر ما كمن في الطباع البشرية من الخير والشر،ولتقوم سوق الجهاد والعبادات، التي لا تتم ولا تستقيم إلا بالامتحانوالابتلاء
(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
وقال القرطبي رحمه الله «قال ابن عباس لسمَّاك الحنفي يا حنفي، الجماعةالجماعة، فإنما هلكت الأمم الخالية لتفرقها، أما سمعت الله عز وجل يقول «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا(الجامع لأحكام القرآن)
وقال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ(الأنعام: 153)
قال ابن جرير رحمه الله: يقول تعالى ذكره: وهذا الذي وصاكم به ربكم أيها الناس في هاتين الآيتين من قوله: قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْوأمركم بالوفاء به، هو صراطه، يعني طريقه ودينه الذي ارتضاه لعبادهمستقيماً يعني: قويماً لا أعوجاج به عن الحق فاتبعوه. يقول: فاعملوابه، واجعلوه لأنفسكم منهاجاً تسلكونه فاتبعوه ولا تتبعوا السبل يقول: ولاتسلكوا طريقاً سواه، ولا تركبوا منهاجاً غيره، ولا تبغوا ديناً خلافه مناليهودية والنصرانية والمجوسية، وعبادة الأوثان، وغير ذلك من الملل، فإنهابدع وضلالات فتفرق بكم عن سبيله يقول: فيشتت بكم إن اتبعتم السبل المحدثةالتي ليست لله بسبل ولا طرق، ولا أديان أتباعكم إياها عن سبيله، يعني عنطريقه ودينه الذي شرعه لكم وارتضاه، وهو الإسلام الذي وصى به الأنبياءوأمر به الأمم قبلكم
ثم ذكر ابن جرير رحمه الله بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه قالخط لنارسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً خطاً. فقال: هذا سبيل الله، ثم خط عنيمين ذلك الخط وعن شماله خطوطاً، فقال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطانيدعو إليها، ثم قرأ هذه الآية: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ. ثم ذكر بسنده أيضاً أن رجلاً قال لابن مسعود: ما الصراط المستقيم؟ قال: تركنا محمد صلى الله عليه وسلم، في أدناه، وطرفه في الجنة، وعن يمينه جواد،وعن يساره جواد، وثم رجال يدعون من مر بهم، فمن أخذ في تلك الجواد انتهتبه إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة، ثم قرأ ابن مسعود: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا. الآية
(جامع البيان في تأويل القرآن)
وقال ابن كثير رحمه الله قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ. وفي قوله: أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِونحو هذا في القرآن قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلافوالتفرقة وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين اللهونحو هذا. قاله مجاهد وغير واحد(تفسير القرآن العظيم)
وقال تعالى شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ(الشورى 13)
وقال ابن كثير رحمه الله { أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } أي: وصى الله [سبحانه و] تعالى جميع الأنبياء، عليهم السلام، بالائتلاف والجماعة، ونهاهم عن الافتراق والاختلاف. (تفسير القرآن العظيم)
وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
{ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } أي: ليحصل منكم الاتفاق على أصول الدين وفروعه، واحرصوا على أن لا تفرقكم المسائل وتحزبكم أحزابا، وتكونون شيعا يعادي بعضكم بعضا مع اتفاقكم على أصل دينكم.ومن أنواع الاجتماع على الدين وعدم التفرق فيه، ما أمر به الشارع من الاجتماعات العامة، كاجتماع الحج والأعياد، والجمع والصلوات الخمس والجهاد، وغير ذلك من العبادات التي لا تتم ولا تكمل إلا بالاجتماع لها وعدم التفرق. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
وقال الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله
قَوْلُهُ - تَعَالَى - : وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ .الضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ : (فِيهِ) ، رَاجِعٌ إِلَى الدِّينِ فِي قَوْلِهِ : (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ) .وَمَا تَضَمَّنَتْهُ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ مِنَ النَّهْيِ عَنِ الِافْتِرَاقِ فِي الدِّينِ - جَاءَ مُبَيَّنًا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ ، وَقَدْ بَيَّنَ - تَعَالَى - أَنَّهُ وَصَّى خَلْقَهُ بِذَلِكَ ، فَمِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ - تَعَالَى - : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا الْآيَةَ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى - : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. وَقَدْ بَيَّنَ - تَعَالَى - فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ لَا يَجْتَنِبُونَ هَذَا النَّهْيَ ، وَهَدَّدَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، كَقَوْلِهِ - تَعَالَى - : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ. لِأَنَّ قَوْلَهُ : لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِلَى قَوْلِهِ : يَفْعَلُونَ - فِيهِ تَهْدِيدٌ عَظِيمٌ لَهُمْ .وَقَوْلُهُ - تَعَالَى - فِي سُورَةِ «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» : وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ
فَقَوْلُهُ : وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً أَيْ : إِنَّ هَذِهِ شَرِيعَتُكُمْ شَرِيعَةً وَاحِدَةً ، وَدِينُكُمْ دِينٌ وَاحِدٌ ، وَرَبُّكُمْ وَاحِدٌ فَلَا تَتَفَرَّقُوا فِي الدِّينِ .
وَقَوْلُهُ - جَلَّ وَعَلَا - : فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَجْتَنِبُوا مَا نُهُوا عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ .
وَقَوْلُهُ - تَعَالَى - : فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ فِيهِ تَهْدِيدٌ لَهُمْ وَوَعِيدٌ عَظِيمٌ عَلَى ذَلِكَ . وَنَظِيرُ ذَلِكَ قَوْلُهُ - تَعَالَى - فِي سُورَةِالْأَنْبِيَاءِ : إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ فَقَوْلُهُ - تَعَالَى - : كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ فِيهِ أَيْضًا تَهْدِيدٌ لَهُمْ وَوَعِيدٌ عَلَى ذَلِكَ ، وَقَدْ أَوْضَحْنَا تَفْسِيرَ هَذِهِ الْآيَاتِ فِي آخِرِ سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ فِي الْكَلَامِ عَلَى قَوْلِهِ - تَعَالَى - : إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً الْآيَةَ(أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن)
وقال الإمام السيوطي رحمه الله
أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة : { أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } . قال : تعلموا أن الفرقة هلكة ، وأن الجماعة ثقة
(الدر المنثور في التأويل بالمأثور)
وقال الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام بالكتاب و السنة: بابقوله تعالى: و كذلك جعلناكم أمَّةً وسَطاً و ما أمر النبي صلى الله عليهوسلم بلزوم الجماعة وهم أهل العلم.
وقال الإمام مسلم في كتاب الإمارة من صحيحه: باب وجوب ملازمة جماعةالمسلمين عند ظهور الفتن، وفي كل حال، و تحريم الخروج على الطاعة ومفارقةالجماعة.
وقد ارشد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الإجتماع ،وحذر من التفرق
فعنْ حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: كَانَ النّاسُيَسْأَلُونَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُأَسْأَلُهُ عَنِ الشّرّ، مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلتُ: يَا رَسُولَالله إنّا كُنّا فِي جَاهِلِيّةٍ وَشَرِّ، فَجَاءَنَا الله بِهَذَاالخَيْرِ، فَهَل بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ شَرّ؟ قَالَ: نَعَمْفَقُلتُ: هَل بَعْدَ ذَلِكَ الشّرّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌقُلتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَسْتَنّونَ بِغَيْرِ سُنّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، فَقُلتُ: هَل بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا»، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلدَتِنَا، وَيَتَكَلّمُونَ بِأَلسِنَتِنَاقُلتُ: يَا رَسُولَ الله فَمَا تَرَى إنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإمَامَهُمْفَقُلتُ: فَإنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: فَاعْتَزِل تِلكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ (متفق عليه(
قال ابن بطال معلقاً على هذا الحديث: "فيه حجة لجماعة الفقهاء في وجوب لزوم جماعةالمسلمين، وترك القيام على أئمة الجور، ألا ترى أنه - صلى الله عليه وسلم - وصفأئمة زمان الشر فقال: دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، فوصفهمبالجور والباطل والخلاف لسنته؛ لأنهم لا يكونون دُعاةً على أبواب جهنم إلا وهم علىضلال، ولم يقل فيهم تعرف منهم وتنكر كما قال في الأولين، وأمر مع ذلك بلزوم جماعةالمسلمين وإمامهم، ولم يأمر بتفريق كلمتهم، وشق عصاهم"
(شرح ابن بطال 19/39)
وقال النووي -رحمه الله تعالى-: “وفي حديث حذيفة: هذا لزوم جماعة المسلمينوإمامهم ووجوب طاعته، وإن فسق وعمل المعاصي فتجب طاعته في غير معصية” هـ، وقد بوَّب النووي لهذا الحديث بقوله: باب وجوب ملازمة جماعة المسلمينعند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة
وقال الطبري -رحمه الله تعالى-: والصواب أن المراد من الخبر لزوم الجماعةالذين في طاعة من اجتمعوا علي تأميره، فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة
وقال الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام بالكتاب و السنة: بابقوله تعالى: {و كذلك جعلناكم أمَّةً وسَطاً} و ما أمر النبي صلى الله عليهوسلم بلزوم الجماعة وهم أهل العلم
وعَنوَن الإمام النسائي في سننه: قتلُ من فارق الجماعة
وعقد الإمام الترمذي في سننه باباً سمَّاه: باب ما جاء في لزوم الجماعة.
و قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى في سننه: و تفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث.
و قول الترمذي هذا موافقٌ لما تقدّم من قول الإمام البخاريِّ رحمه الله في معنى الجماعة: هم أهل العلم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وَسُمُّوا أَهْلَ الْجَمَاعَةِ؛ لِأَنَّالْجَمَاعَةَ هِيَ الِاجْتِمَاعُ وَضِدُّهَا الْفُرْقَةُ؛ وَإِنْ كَانَلَفْظُ الْجَمَاعَةِ قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِالْمُجْتَمِعِينَ
وقال أيضاً: وَلِهَذَا كَانَ مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِوَالْجَمَاعَةِ: لُزُومُ الْجَمَاعَةِ؛ وَتَرْكُ قِتَالِ الْأَئِمَّة(مجموع الفتاوى)
وعنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: ((وَعَظَنَارَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْماً بَعْدَ صَلَاةِالْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَاالْقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُإِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِوَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَىاخْتِلَافاً كَثِيراً، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَاضَلَالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِالْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ(الترمذي (2600)، السلسلة الصحيحة (6/234.)
قال المباركفوري رحمه الله
و"ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته - صلى الله عليهوسلم - قال القاري في المرقاة: "فعليكم بسنتي" أي بطريقتي الثابتة عني واجباً أومندوباً، وسنة الخلفاء الراشدين فإنهم لم يعملوا إلا بسنتي، فالإضافة إليهم إمالعملهم بها، أو لاستنباطهم واختيارهم إياها(تحفة الأحوذي (2/57).
وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله
وكذلك في هذا الحديث أمر عند الافتراق والاختلاف بالتمسك بسنته وسنة الخلفاءالراشدين من بعده، والسنة: هي الطريقة المسلوكة، فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هووخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة، ولهذاكان السلف قديماً لا يطلقون اسم السنة إلا على ما يشمل ذلك كله"
(جامع العلوم والحكم 28/15)

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنّهُ قَالَ: مَنْخَرَجَ مِنَ الطّاعَةِ، وَفَارَقَ الجَمَاعَةَ، فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةًجَاهِلِيّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ، يَغْضَبُلِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً،فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيّةً، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمّتِي، يَضْرِبُبَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلاَ يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلاَ يَفِيلِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنّي وَلَسْتُ مِنْهُ (مسلم(
وإن مما يبيح دم المسلم مفارقة الجماعة المسلمة بالارتداد، والخروج عليها فعَنْعَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَحِلُّ دَمُامْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُاللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: النَّفْسُ ِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي،وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَة(رواه البخاري 6370، ومسلم (3175.)
"أي الذي ترك جماعة المسلمين، وخرج من جملتهم، وانفرد عن أمرهم بالردة، فقوله: "المفارق للجماعة" صفة مؤكدة للتارك لدينه قال النووي: "هو عام في كل مرتد عنالإسلام بأي ردة كانت فيجب قتله إن لم يرجع إلى الإسلام. قال العلماء: ويتناولأيضاً كل خارج عن الجماعة ببدعة، أو بغي، أو غيرهما، وكذا الخوارج، واعلم أن هذاعام يخص منه الصائل ونحوه فيباح قتله في الدفع، وقد يجاب عن هذا بأنه داخل فيالمفارق للجماعة، أو يكون المراد لا يحل تعمد قتله قصداً إلا في هؤلاء الثلاثة
(عون المعبود 9/387)
وعن جابر بن سمرة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآنا حلقا فقال : " مالي أراكم عزين (رواه مسلم )
قال النووي رحمه الله: "معناه النهي عن التفرق والأمر بالاجتماع(شرح النووي 4/153)
قال الإمام الألباني رحمه الله
بالعين والزاي أي متفرقين، وقد وصل اهتمام الرسول عليه السلام بالنهي عن التفرق في المكان وعن ابتعاد الناس بعضهم عن بعض إلى درجة أنه نهاهم عن ذلك حتى في الصحراء، حتى في السفر فقد روى الإمام أحمد في مسنده بإسناد قوي عن أبي ثعلبة الخشني قال: كنا إذاسافرنا مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نزلنا في الوديان والشعاب فقال لنا يوماً: إنما تفرقكم هذا في الوديان والشعاب من عمل الشيطان» قال أبو ثعلبة: «فكنا بعد ذلك إذا نزلنا في مكان اجتمعنا، أي انضم بعضنا إلى بعض حتى لو جلسنا على بساط لوسعنا
(موسوعة العلامة الإمام مجدد العصر محمد ناصر الدين الألباني)
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : إن الله يرضى لكم ثلاثًا : أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تُناصحوا من ولاه الله أمركم.(رواه مسلم)
يقول النووي -رحمه الله- في شرح هذا الحديث العظيم : "وأما الاعتصام بحبل الله فهو التمسك بعهده وهو اتباع كتابه العزيز وحدوده والتأدب بأدبه. والحبل يطلق على العهد وعلى الأمان وعلى الوصلة وعلى السبب وأصله من استعمال العرب الحبل في مثل هذه الأمور لاستمساكهم بالحبل عند شدائد أمورهم ويوصلون بها المتفرق فاستعير اسم الحبل لهذه الأمور.وأما قوله -صلى الله عليه وسلم- ولا تفرقوا فهو أمر بلزوم جماعة المسلمين وتآلف بعضهم ببعض وهذه إحدى قواعد الإسلام".(شرح مسلم)
وقال ابن عبدالبر -رحمه الله تعالى الظاهر في قوله ويرضى لكم أن تعتصموا بحبل الله جميعاً أنه أرادالجماعة
وعن عمررضي الله عنه : عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة(صحيح سنن الترمذي)
قال ابن العربي -رحمه الله تعالى- في شرحه معنى عليكمبالجماعة قال: يحتمل معنين
أحدهما: أن الأمة إذا اجتمعت على قول فلا يجوز لمن بعدهم أن يحدث قولاً آخر·
الثاني: إذا اجتمعوا على إمام فلا تحل منازعته ولا خلعه، وهذا ليس على العموم، بل لو عقد بعضهم لجاز ولم يحل لأحد أن يعارض
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه ليس بفقيه
ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مؤمن إخلاص العمل لله والمناصحة لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعاءهم يحيط من ورائهم
(صحيح لغيره صحيح الترغيب والترهيب)
وعن زيد بن ثابت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من وراءهم
(رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي صحيحصحيح الترغيب والترهيب)
وعن جبير بن مطعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف خيف منى يقول : نضر الله عبدا سمع مقالتي فحفظها ووعاها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله (صحيح لغيره صحيح الترغيب والترهيب)
قال ابن الأثير -رحمه الله تعالى- “والمعنى أن هذه الخلالالثلاث تستصلح بها القلوب، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدَّغَلوالشر
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى فهذهالثلاث تجمع أصول الدين وقواعدَه، وتجمع الحقوق التيلله ولعباده وتنتظم مصالح الدنيا والآخرة
(مجموع الفتاوى)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- “فقد جمع في هذه الأحاديث بينالخصال الثلاث إخلاص العمل لله ومناصحة أولي الأمر ولزوم جماعة المسلمينوهذه الثلاث تجمع أصول الدين وقواعده وتجمع الحقوق التي لله ولعباده وتنتظممصالح الدنيا والآخرة؛ وبيان ذلك أن الحقوق قسمان حق لله وحق لعباده فحقالله أن نعبده ولا نشرك به شيئاً كما جاء لفظه في أحد الحديثين؛ وهذا معنىإخلاص العمل لله كما جاء في الحديث الآخر، وحقوق العباد قسمان خاص وعام،أما الخاص فمثل بر كل إنسان والديه وحق زوجته وجاره فهذه من فروع الدين؛لأن المكلف قد يخلو عن وجوبها عليه ولأن مصلحتها خاصة فردية، وأما الحقوقالعامة فالناس نوعان رعاة ورعية فحقوق الرعاة مناصحتهم وحقوق الرعية لزومجماعتهم فإن مصلحتهم لا تتم إلا باجتماعهم وهم لا يجتمعون على ضلالة، بلمصلحة دينهم ودنياهم في اجتماعهم واعتصامهم بحبل اللهجميعاً فهذه الخصالتجمع أصول الدين، وقد جاءت مفسرة في الحديث الذي رواه مسلم عن تميم الداريقال قال رسول الله الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لمن يارسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم؛ فالنصيحة للهولكتابه ولرسوله تدخل في حق الله وعبادته وحده لا شريك له، والنصيحة لأئمةالمسلمين وعامتهم هي مناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعتهم فإن لزوم جماعتهم هينصيحتهم العامة، وأما النصيحة الخاصة لكل واحد منهم بعينه فهذه يمكن بعضهاويتعذر استيعابها على سبيل التعيين
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: “وقوله صلى الله عليه وسلم ثلاث لايَغِلُّ عليهن قلب مسلم· إلى آخره أي لا يحمل الغل ولا يبقى فيه مع هذهالثلاثة فإنها تنفي الغل والغش وهو فساد القلب وسخايمه فالمخلص لله إخلاصهيمنع غل قلبه ويخرجه ويزيله جملة؛ لأنه قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلىمرضاة ربه فلم يبق فيه موضع للغل والغش وقوله: ومناصحة أئمةالمسلمين هذا أيضاً مناف للغل والغش فإن النصيحة لا تجامع الغل إذ هي ضدهفمن نصح الأئمة والأمة فقد برئ من الغل وقوله ولزوم جماعتهم” هذا أيضاًمما يطهر القلب من الغل والغش فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحبلهم مايحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لها ويسوؤه ما يسوؤهم ويسره ما يسرهم؛ وهذابخلاف من انحاز عنهم واشتغل بالطعن عليهم والعيب والذم لهم كفعل الرافضةوالخوارج والمعتزلة وغيرهم فإن قلوبهم ممتلئة نحلاً وغشاً
(مفتاح دار السعادة (ص:79))

وقال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى: “لم يقع خلل في دينالناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضهاهـ·( مجموع مؤلفات الشيخ)
وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي
ومعنى: (لا يغل عليهن قلب مسلم): الغلول: هو الإخفاء، يعني: لا يخفي هذا ويترك هذا الشيء وإنما يلزم الجماعة، وينصح ولاة الأمور ويحب الخير لهم.
( شرح صحيح ابن حبان)
وقال الشيخ عبد الكريم الخضير
((ثلاث لا يغل)) يعني لا يبقى في قلب مؤمن غل معها، إذا اجتمعت في قلب مؤمن فإنه لن ينطوي على غل، ((لا يغل عليهن قلب مسلم)) يعني معهن قلب مسلم، ((إخلاص العمل لله)) إخلاص العمل هذا شرط في صحة كل عبادة، هذا بالنسبة لما يتعلق بمعاملة الخالق، وأيضاً ((مناصحة ولاة الأمور)) وقد سبق هذا الأمر في الدين النصيحة لأئمة المسلمين ((مناصحة ولاة الأمور، ولزوم جماعة المسلمين)) لأن الشذوذ على المسلمين خطر، والذئب إنما يأكل من الغنم القاصية، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم، لا يجوز للإنسان أن يشذ عن عموم المسلمين، لا برأيه، ولا بفعله، ولا بنفسه، إلا في أوقات الفتن التي يخشى على نفسه منها، فيوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع فيها شعف الجبال، فإذا توافرت هذه الأمور: الإخلاص، والمناصحة، ولزوم الجماعة، فإن قلب هذا المسلم الذي توافرت لديه لا ينطوي على غل، فلنحرص على ما ذكر.(شرح جوامع الأخبار)
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي هَذِهِ فَحَمَلَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ الْفِقْهِ فِيهِ غَيْرُ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ الْفِقْهِ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ صَدْرُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ أُولِي الْأَمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ
(صحيح لغيره مسند أحمد)
وعن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكرموا أصحابي فإنهم خياركم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يظهر الكذب حتى إن الرجل ليحلف ولا يستحلف ويشهد ولا يستشهد ألا من سره بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان ثالثهم ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن "
( صحيح مشكاة المصابيح)
قال الإمام الشافعي رحمه الله هذا الحديث في كتابه الرسالة وعقب عليه بقولهفما معنى أمر النبي بلزوم جماعتهم ؟ قلت لا معنى له إلا واحد، فإن قيلفكيف لا يحتمل إلا واحدًا ؟ قلت إذا كانت جماعتهم متفرقة في البلدان فلايقدر أحد أن يلزم جماعة أبدان متفرقين، وقد وجدت الأبدان تكون مجتمعة منالمسلمين والكافرين والأتقياء والفجار، فلم يكن في لزوم الأبدان معنى، لأنهلا يمكن، ولأن اجتماع الأبدان لا يصنع شيئًا، فلم يكن للزوم جماعتهم معنى،إلا ما عليه جماعتهم من التحليل والتحريم والطاعة فيهما، ومن قال بما تقولبه جماعة المسلمين فقد لزم جماعتهم، ومن خالف ما تقول به جماعة المسلمينفقد خالف جماعتهم التي أمر بلزومها
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يجمع أمتي أو قال أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة ويد الله مع الجماعة
وتفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث قال و سمعت الجارود بن معاذ يقول سمعت علي بن الحسن يقول سألت عبد الله بن المبارك من الجماعة فقال أبو بكر وعمر قيل له قد مات أبو بكر وعمر قال فلان وفلان قيل له قد مات فلان وفلان فقال عبد الله بن المبارك وأبو حمزة السكري جماعة قال أبو عيسى وأبو حمزة هو محمد بن ميمون وكان شيخا صالحا وإنما قال هذا في حياته عندنا .(رواه الترمذي وصححه الألباني)
قال المباركفوري رحمه الله في شرحه للحديث الحديث يدل على أن اجتماعالمسلمين حق، والمراد إجماع العلماء ولا عبرة بإجماع العوام، لأنه لا يكونمن علم
(تحفة الأحوزي)
وعن عرفجة بن شريح الأشجعي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس فقال إنه سيكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد يفرق أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم كائنا من كان فاقتلوه فإن يد الله على الجماعة فإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض (رواه النسائي وصححه الألباني)
وعن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما كان الله ليجمع هذه الامة على ضلالة أبدا ويد الله على الجماعة هكذا ، فعليكم بالسواد الاعظم ، فإنه من شذ شذ في النار " قال الشيخ رحمه الله في مقدمة الصحيحة المجلد الرابع رواه ابن ابي عاصم في الستة واسناده ضعيف كما بينته في ضلال الجنة رقم 80 ، ولكنه حسن بمجموع طرقه كما شرحته في الصحيحة 1331 وغيره " انظر هداية الرواة 171 – (تراجع العلامة الألباني فيما نص عليه تصحيحا وتضعيفا )
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية
رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم
( حسن صحيح صحيح الترغيب والترهيب)
وعن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الجماعة رحمة والفرقة عذاب ( حسن ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم)
وعن الحارث الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آمركم بخمس بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله وإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم " . رواه أحمد والترمذي
( صحيح مشكاة المصابيح)
وعن ابن عمر . بلفظ : " من خرج من الجماعة قيد شبر ، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه حتى يراجعه و من مات و ليس عليه إمامة و جماعة فإن موتته موتة جاهلية و قال الحاكم :" صحيح على شرط الشيخين " . وافقه الذهبي .( السلسلة الصحيحة)
وعن زيد بن أسلم قال دخل ابن عمر على ابن مطيع زمان الفتنة وقال قربوا إلى أبي عبد الرحمن وسادة فقال ابن عمر إنما جئت لأخبرك بكلمتين سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله يقول من نزع من طاعة لم يكن له يوم القيامة حجة ومن مات مفارقا للجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية
(صحيح ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم)
وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " ثم شبك بين أصابعه . (متفق عليه)
وعن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " . (متفق عليه)
وعن عرفجه الاشجعى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق كلمتكم فاقتلوه (رواه مسلم)
وعن فضاله بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وعبد أبق فمات، وأمرأة غاب عنها زوجها يكفيها المؤنة فتبرجت من بعده(صحيح صحيح الترغيب والترهيب)
وعن الحارث الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آمركم بخمس بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله وإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم " . رواه أحمد والترمذي
(صحيح مشكاة المصابيح)
وعن أبى هريره رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج عن الجماعة ومات فميتة جاهلية( رواه مسلم)
وقال العلامة الصنعاني ـ رحمه الله تعالى في شرح حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة ومات فَمِيتَتُهُ ميتَةٌ جَاهلية
(قوله: "عن الطاعة" أي: طاعة الخليفة الذي وقع الاجتماع عليه. وكان المراد خليفة أي قطر من الأقطار، إذ لم يُجْمِعِ الناس على خليفة في جميع البلاد الإسلامية من أثناء الدولة العباسية، بل استقل أهل كل إقليم بقائم بأمورهم. إذ لو حُملَ الحديث على خليفة اجتمع عليه أهل الإسلام لقَلَّت فائدتُهُ.
وقوله: "وفارق الجماعة" أي: خرج عن الجماعة الذين اتفقوا على طاعة إمام انتظم به شملهم، واجتمعت به كلِمَتُهُمْ، وحاطَهُم عن عدوهم) اهـ
( سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام: 3/499)
وعن عبد الله: ابن مسعود -رضي الله عنه أنه قال:"يا أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي أمرَ به، وإنّ ما تكرهون في الجماعة والطاعة، هو خيرٌ مما تستحبون في الفرقة(اعتقاد أهل السنة)
وقال الإمام اللالكائي: وعن الأوزاعي قال: كان يقال خمس كان عليها أصحابمحمد صلى الله عليه و سلم والتابعون بإحسان: لزوم الجماعة، واتباع السنة،وعمارة المساجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله(اعتقاد أهل السنة)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه منطريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار رسول الله باطنًا وظاهرًا، واتباعسبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، واتباع وصية رسول الله حيثقال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بهاوعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعةضلالة يعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ويؤثر كلام الله علىغيره من كلام أصناف الناس، ويقدمون هدي محمد على هدي كل أحد، وبهذا سمُّواأهل الكتاب والسنة، وسموا أهل الجماعة؛ لأن الجماعة هي الاجتماع وضدهاالفرقة، وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسمًا لنفس القوم المجتمعين، والإجماعهو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين، وهم يزنون بهذه الأصولالثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلقبالدين، والإجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح، إذ بعدهم كثرالاختلاف وانتشرت الأمة
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وَسُمُّوا أَهْلَ الْجَمَاعَةِ؛ لِأَنَّالْجَمَاعَةَ هِيَ الِاجْتِمَاعُ وَضِدُّهَا الْفُرْقَةُ؛ وَإِنْ كَانَلَفْظُ الْجَمَاعَةِ قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِالْمُجْتَمِعِينَ
وقال أيضاً: وَلِهَذَا كَانَ مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: لُزُومُ الْجَمَاعَةِ؛ وَتَرْكُ قِتَالِ الْأَئِمَّة(مجموع الفتاوى)
وقال أيضاً فليس هناك ما يُصلح دين الناس ودنياهم إلاّ الاجتماع والائتلافُ، وليس هناكما يفسد عليهم ما ذكر إلاّ الافتراق والاختلاف، فإنّ الجماعة قوّةومنَعَة، والفرقةَ فشلٌ وهَلَكة، ولن تستصلح قلوب العباد ولن يفشوا الأمنفي البلاد إلاّ بخصـال ثلاث ذكرهـا النبي صلى الله عليه وسلَّم في حديثه «ثَلاثُ خِصَالٍ لاَ يُغَلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ أَبَدًا،إِخْلاَصُ العَمَلِ للهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلاَةِ الأَمْرِ، وَلُزُومُالجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ بِهِم مِنْ وَرَائِهِمْ». فهذهالثلاث كما قال ابن تيمية «تجمع أصول الدين وقواعدَه، وتجمع الحقوق التيلله ولعباده وتنتظم مصالح الدنيا والآخرة(مجموع الفتاوى)

قال الإمام بن حجر
وحيث جاء الأمر بلزوم جماعة المسلمين فالمراد بها الجماعة المنتظمة بنصبالحاكم كما قرّره ابن جرير حين قال: «والصواب أنّ المراد من الخبر بلزومالجماعة، الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره، فمن نكث عن بيعته خرج عنالجماعة».( فتح الباري)
فهذا التفسير من هذا الإمام الجهبذ يدلّ على أنّ الاجتماعوالائتلاف، وحمايةَ بيضة الدين، وصونَ أعراض المسلمين إنّما يكون تحت لواءالجماعة الأمّ التي ليس لها اسم تعرف به إلاّ الإسلام والمسلمين "هُوَسَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ"( سورة الحجّ)
وقال ابن أبي حاتم رحمه الله
وهذه الجماعة الأمّ التي تضمّالحاكم والمحكومَ، والعالم والجاهلَ، والبرّ والفاجرَ، والتي تذوب فيها كلّالجماعات والتكتّلات، وتسقط أمامها كلّ الولاءات والبيعات، فهي الجماعةالشرعية الوحيدة التي جاء الأمر بملازمتها والانضواء تحت رايتها، فلا طاعةولا ولاءَ إلاّ لمن ولاّه الله أمر المسلمين وجمعهم تحت إمرته وقيدتها ولوترك جائرًا ظالمًا، وهو واحد في الأمّة ولا يمكن أن يتعدّد بتعدّد الجماعاتوالأحزاب، كما أراد أن يفهمه بعض الناس جهلاً أو تجاهلاً، وهذا هو الفهمالذي استقرّ عند سلف الأمّة وخيارها، ينبئك به ما رواه ابن أبي حاتم بسندهإلى سماك بن الوليد الحنفي أنّه لقي ابن عباس بالمدينة فقال: ما يقول فيسلطان علينا يظلموننا ويشتموننا، ويعتدون علينا في صدقاتنا، ألا نمنعهم؟قال ابن عبـاس: «لا، أعطهم يا حنفي ! » ثمّ قال: يا حنفي: الجماعة الجماعة،إنّما هلكت الأمم الخالية بتفرّقـها، أمـا سمعت اللهَ عزّ وجلّ يقـول وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُو(تفسير ابن أبي حاتم)

قال الإمام الطحاوي رحمه الله ضمن عقيدة أهل السنة والجماعة، ونرى الجماعة حقًا وصوابًا، والفرقة زيغًا وضلالاً(شرح الطحاوية)
وقال نُعيم بن حماد إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وإن كنت وحدك ، فإنك أنت الجماعة حينئذٍ

قال أبو المظفر السمعانياعلمأن الله تعالى أمر خلقه بلزوم الجماعة ونهاهم عن الفرقة وندبهم إلىالاتباع وحثهم عليه وذم الابتداع وأوعدهم عليه ، وبين ذلك في كتابه وفي سنةرسوله
فالأمر بالجماعة والائتلاف هو أمر منالله تعالى لعباده المؤمنين، وأمر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأمته،والأمر للوجوب كما هو معلوم ومقرر في علم الأصول، وعلى قدر امتثال المؤمنين لهذاالأمر تكون سعادتهم في الدنيا، وحسن العاقبة في الآخرة

طارق المتيجي
2012-04-07, 00:39
ربي يهدينا وإياكم ، ويبصرنا بعيوبنا ، ويرفع عنده مكانتنا ، ويرزقنا بالتواضع ، ويشغلنا بأمور أنفسنا

ويبعد عنا الهوى والتعصب ، ويجنبنا الغيبة وسوء الضن بالناس

ويغفر لنا ذنوبنا التي هي مثل زبد البحر ، إكتسبناها باحتقار غيرنا ،

كما أتمنى لكل المسلمين ربي يحفظهم ، وينور حياتهم ، ربي إحفظ لساني حتى لاأغتب إخوتي المسلمين

أحبهم كلهم كلهم تبا لهذه التقسيمات والمسميات

نحن مسلمون وكفى كما سمانا ربنا ، (( هو الذي سماكم المسلمين من قبل ))

الله إحفض علماءنا في كل أرجاء الدنيا ، وارحم شهداءنا ، وأعد لنا قدسنا الحزين

واحفض مصر وأهلها والجزائر وأهلها و........

أشهدك يارب أن لا تكشف عوراتنا ، أسألك ربي في هذا اليوم الذي هو من أيامك أن تجمع كلمة هذه الأمة

هلى كلمة سواء

اللهم إهدي وسامح من إتهم إخوانه المسلمين ظلما وبهتانا بالبدع


آآآآآآآآآآآآآآآآمين

التوحيد الخالص
2012-04-07, 01:10
ربي يهدينا وإياكم ، ويبصرنا بعيوبنا ، ويرفع عنده مكانتنا ، ويرزقنا بالتواضع ، ويشغلنا بأمور أنفسنا

ويبعد عنا الهوى والتعصب ، ويجنبنا الغيبة وسوء الضن بالناس

ويغفر لنا ذنوبنا التي هي مثل زبد البحر ، إكتسبناها باحتقار غيرنا ،

كما أتمنى لكل المسلمين ربي يحفظهم ، وينور حياتهم ، ربي إحفظ لساني حتى لاأغتب إخوتي المسلمين

أحبهم كلهم كلهم تبا لهذه التقسيمات والمسميات

نحن مسلمون وكفى كما سمانا ربنا ، (( هو الذي سماكم المسلمين من قبل ))

الله إحفض علماءنا في كل أرجاء الدنيا ، وارحم شهداءنا ، وأعد لنا قدسنا الحزين

واحفض مصر وأهلها والجزائر وأهلها و........

أشهدك يارب أن لا تكشف عوراتنا ، أسألك ربي في هذا اليوم الذي هو من أيامك أن تجمع كلمة هذه الأمة

هلى كلمة سواء

اللهم إهدي وسامح من إتهم إخوانه المسلمين ظلما وبهتانا بالبدع


آآآآآآآآآآآآآآآآمين

السؤال

سُئل – حفظه الله تعالى- عن افتراق أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته؟




الجواب

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما صحّ عنه أن اليهود افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، وهذه الفرق كلها في النار إلا واحدة، وهي ما كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

وهذه الفرقة هي الفرقة الناجية التي نجت في الدنيا من البدع، وتنجو في الآخرة من النار، وهي الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة التي لا تزال ظاهرة قائمة بأمر الله عز وجل.

وهذه الفرق الثلاث والسبعون التي واحدة منها على الحق، والباقي على الباطل. قد حاول بعض الناس أن يعددها، وشعّب أهل البدع إلى خمس شعب، وجعل من كل شعبة فروعاً ليصلوا إلى هذا العدد الذي عينه النبي صلى الله عليه وسلم ورأى بعض الناس أن الأولى الكف عن التعداد لأن هذه الفرق ليست وحدها هي التي ضلت بل قد ضلّ أناس ضلالاً أكثر مما كانت عليه من قبل، وحدثت بعد أن حصرت هذه الفرق باثنتين وسبعين فرقة، وقالوا إن هذا العدد لا ينتهي، ولا يمكن العلم بانتهائه إلا في آخر الزمان عند قيام الساعة، فالأولى أن نجمل ما أجمله النبي صلى الله عليه وسلم ونقول إن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، ثم نقول كل من خالف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهو داخل في هذه الفرق.

وقد يكون الرسول صلى الله عليه وسلم، أشار إلى أصول لم نعلم منها الآن إلا ما يبلغ العشرة وقد يكون أشار إلى أصول تتضمن فروعاً كما ذهب إليه بعض الناس فالعلم عند الله عز وجل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - (ج 1/ ص 37) [ رقم الفتوى في مصدرها: 8]

التوحيد الخالص
2012-04-07, 01:10
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم :
فهذا شرح جميل وماتع لحديث إفتراق الأمة
للشيخ العلامة فلاح إسماعيل مندكار حفظه الله تعالى
للإستماع :
1 هنا (http://www.4shared.com/audio/RH2OFH3n/1_-_____________.html?)
2 هنا (http://www.4shared.com/audio/gsbNhu23/_____________-_2.html?)

عبد الله-1
2012-04-07, 06:13
أكيد وجب عليهم أن يبينوا الحق ويحذروا من الباطل وهذا من مقاصد الشريعة الغراء ومن باب النصح الواجب للمسلمين ويدخل أيضا في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-04-07, 06:15
بارك الله فيك على هذه النيرات

**سُئِلَ الشيخ ابن باز : بعض الطُّلاَّب السلفيين يقولون : لابـُدَّ أن نجتمع على عهد وعلى بيعة لأميرٍ لنا وإن كُنَّا على المنهج السلفي ، لسنا في الجماعات الأُخرى ؟
فأجاب الشيخ بقوله : (( ما يحتاج بيعة ولا شيء أبداً ، يكفيهم ما كفى الأولين . الأولون طلبوا العلم وتعاملوا بالبر مِن دون بيعة لأحد )).
**************************
منزلة العقل في الاسلام وهو كلام يستند الى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
انه امر صغير , فلا تنظر الى صغره ,وانظر الى اثره, انه شيء عظيم , لو ازلته عن انسان فانه سيترك كل رقي وينقلب الى اسفل سافلين ,واكثر عمله انه معكوس على باقي الامور ,من تصرفات الفرد الى مظهره الى كل شيء انساني , فمن يخدم جسمه ويهتم بشكله كثيرا لن يختلف في انسانيته عن من اهتم بمنظره بشكل مقبول:
الفرق بيننا وبين باقي المسلمين اننا لا نجيز اصلا اختلاف العقل الصحيح والنقل الصحيح .
اما الباقون من المعتزلة والفلاسفة فهم يقدمون العقل على النقل , وهذا العمل وان تزين لك ورأيته جيد الا انه قول قبيح ’, لماذا؟
لان النقل الصحيح انما عرفنا صحته بالنظر العقلي وامعان العقل بالخبر , ولم يقتصر نظرنا فقط ان من نقل يحفظ وامين بل احترز من كثير من الامور كالخطاء والنسيان وتغير الالفاظ , فالنظر في صحة الحديث مفتوح في كل عصر وان قفله القفال فانما اقفل على نفسه رحمه الله,اما اهل العلم قاطبة فيجيزون النظر في الحديث وخصوصا من حيث العلل . وهي علوم انما استقيت من قواعد عقلية تستبعد الخطأ .فالذي عرف عنه انه كذب ولو مرة لا يؤخذ حديثه والذي لا يظبط عما ينقل رفض حديثة ومن كان في دينه امر يجيز الكذب على مخالفه رفض حديثة . وان تتبعت اكثر الناس الذين رفض حديثهم ستجدهم قوم اجلاء ولكن لسبب رفض حديثة

يقول عزوجل
"وان تدعوهم الى الهدى لا يتبعوكم .سواء عليهم ادعوتموهم ام انتم صامتون"
وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ
وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ

إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً

مهاجر إلى الله
2012-04-07, 08:49
س :هل يجوز للعلماء أن يبينوا للشباب وللعامة خطر التحزب والتفرق؟




تشكر على نقل الفتوى وحفظ الله مشايخنا الاجلاء


خطر ذلك بينه الله في كتابه ونبيه في سنته......

قال تعالى :
{{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ....}}

{{ إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء .....}} .........الخ

ريحانة الجزائرية
2012-04-07, 09:13
بارك الله فيك يا اخي

يؤيد بعضهم بعضاً على ما يريد سواء كان حقاً أو باطلاً وينصر بعضهم بعضاً فيما يهوى سواء كان محقاً أو مبطلاً فلما جاء الإسلام أمر بالوحدة والالتئام ومنع التفرق والانقسام لأن التفرق والانقسام يؤدي إلى التصدع والانفصام لذلك فهو يرفض التحزب والانشطار في قلب الأمة المحمدية الواحدة التي تدين لربها بالوحدانية ولنبيها بالمتابعة.وكما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «… فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا»
وكما قال عليه السلام: «ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة …»
وبعض الجهال يستدل بهذه الأدلة على وجوب التسليم والإذعان للاختلاف؛ لأن الله أراده! وهذا يلتبس على من لا يفرق بين ما أراده الله وقضاه كونا، وما أراده وقضاه شرعا.
فالخلاف مما قضاه الله وأراده كونا لحكمة بالغة؛ حتى يتميز المتبع من المبتدع، ويقوم المتبع بمجاهدة المبتدع بالحجة والبيان. لذا وجد علماء ربانيين بالمراصاد لهؤلاء ويجب ان يبينوا الحق على الباطل ...
(( والله سبحانه وتعالى جعل أهل الحق حزباً واحداً قدراً وشرعاً وناط به الفلاح في أنفسهم والغلبة على أعدائهم فقال: { أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [المجادلة: 22] ، وقال أيضاً: { وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } [المائدة: 56] وكان هذا الحزب متمثلاً في جيل الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان، وكانوا ينابذون بشدة ويناصبون أشدَّ العداء كلَّ من يفتُّ في عضد هذه الجماعة بمفهوميها (( العلميّ المنهجيّ )) و(( السياسيّ )) ويخرج عليها من حيث العقيدة والسلوك والسياسة.وجوب تحذير الشباب والعوام من الجماعات الحزبية



سئل فضيلة الشيخ العلاّمة صالح الفوزان: هل يجوز للعلماء أن يبيّنوا للشباب وللعامة خطر التحزب والتفرق والجماعات؟
فأجاب فضيلته: ( نعم يجب بيان خطر التحزب وخطر الانقسام والتفرق ليكون الناس على بصيرة لأنه حتى العوام الآن انخدعوا ببعض الجماعات يظنون أنها على الحق، فلا بد أن نبين للناس المتعلمين والعوام خطر الأحزاب والفرق لأنهم إذا سكتوا قال الناس : العلماء كانوا عارفين عن هذا وساكتين عليه، فيدخل الضلال من هذا الباب، فلا بد من البيان عندما تحدث مثل هذه الأمور، والخطر على العوام أكثر من الخطر على المتعلمين، لأن العوام مع سكوت العلماء يظنون أن هذا هو الصحيح وهذا هو الحق). اهـ [الأجوبة المفيدة ص (68)]


سماحة شيخ الإسلام في عصره الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى –

(1)- س: ماواجب علماء المسلمين حيال كثرة الجمعيات والجماعات في كثير من الدول الإسلامية وغيرها، واختلافها فيما بينها حتى إن كل جماعة تضلل الأخرى. ألا ترون من المناسب التدخل في مثل هذه المسألة بإيضاح وجه الحق في هذه الخلافات، خشية تفاقمها وعواقبها الوخيمة على المسلمين هناك ؟
ج: إن نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - بين لنا درباً واحداً يجب على المسلمين أن يسلكوه وهو صراط الله المستقيم ومنهج دينه القويم ، يقول الله تعالى : {وأنَّ هَذَا صِرَاطي مُسْتَقِيمَاً فاتَّبعوهُ وَلا تتبعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّق بكم عَن سَبيْلِه ذَلِكم وَصَّاكم به لعَلكم تَتَّقون}
كما نهى رب العزة والجلال أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - عن التفرق واختلاف الكلمة؛ لأن ذلك من أعظم أسباب الفشل وتسلط العدو كما في قوله جل وعلا: { وَاعتَصِمُوا بحبل اللَّه جَميعاً وَلا تَّفرَّقُوا } وقوله تعالى: { شَرَعَ لَكم من الدينِ مَا وَصَّى به نُوحَاً وَالذِي أوحَيْنَا إليكَ وَمَا وَصَّيْنا بِه إبرَاهيْمَ وَمُوسَى وَعيسَى أنْ أقيمُوا الدينَ وَلا تتفرَّقوا فيه كَبُرَ على المشركينَ مَا تَدْعُوهُم إليْه }.
فهذه دعوة إلهية إلى اتحاد الكلمة وتآلف القلوب. والجمعيات إذا كثرت في أي بلد إسلامي من أجل الخير والمساعدات والتعاون على البر والتقوى بين المسلمين دون أن تختلف أهواء أصحابها فهي خير وبركة وفوائدها عظيمة.
أما إن كانت كل واحدة تضلل الأخرى وتنقد أعمالها فإن الضرر بها حينئذ عظيم والعواقب وخيمة.

فالواجب على المسلمين توضيح الحقيقة ومناقشة كل جماعة أو جمعية ونصح الجميع بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ودعا إليه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله ـ فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة ، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه في قوله جل وعلا : { وأنَّ هَذَا صِرَاطي مُسْتَقِيمَاً فاتَّبعوهُ وَلا تتبعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّق بكم عَن سَبيْلِه ذَلِكم وَصَّاكم به لعَلكم تَتَّقون }
ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلامي مما يحرص عليه الشيطان أولا وأعداء الإسلام من الإنس ثانياً، لأن اتفاق كلمة المسلمين ووحدتهم وإدراكهم الخطر الذي يهددهم ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك والعمل في صف واحد من أجل مصلحة المسلمين ودرء الخطر عن دينهم وبلادهم وإخوانهم وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الإنس والجن، فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وبذر أسباب العداوة بينهم ، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يزيل من مجتمعهم كل فتنة وضلالة، إنه ولي ذلك والقادر عليه)).

[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (5/202ـ204)]

جرح أليم
2012-04-07, 10:23
أخي لم أجد دليلا واضحا وصريحا يحرم التحزب

بما أنك مطلع ومقتنع فأتيني بالدليل الواضح أذهب إليه مباشرة

من هذا جمال البليدي ؟؟

أنا لاحظت كلاما فيه إتهام لعلماء آخرين ربما لهم هم كذلك دليل بالجواز



قال تعالى : " ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون "

فهو يصف التحزب بأنه من صفات المشركين فتأمل فهو صحيح وصريح

التوحيد الخالص
2012-04-07, 10:39
قال تعالى : " ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون "

فهو يصف التحزب بأنه من صفات المشركين فتأمل فهو صحيح وصريح

بارك اله فيك

عبــد الكبيــــر
2012-04-07, 12:31
هل الذي لاينتمي للسلفية يعد كافرا ؟؟؟

هل عدم إنتمائي للسلفية يخرجني من (( أهل السنة والجماعة )) ؟؟؟

الكفر أمر والمبتدع أمر آخر فأما عدم انتمائك للسلفية فلا يعني هذا أنك ضد السنة .لا نذبك بما لا نعلم فالتسمية تعود إلى السلف الصالح لكن حبذا نبقى نجزم على التمسك بالإسلام حتى لا نتفرق ونتشعب ونتحزب .

وقت
2012-04-07, 12:44
يا اخت خولة المشرفة ......انا لم اطعن في اهل العلم كما تقولين و كلامي كان واضحا و منطقي و مقبول !!

كل عالم عاش تحت نظام ملكي ..او دكتاتوري...كلامه و فتاويه و تحليلاته في قضايا التحزب و الديمقراطية و النقابات و غيرها من الاشياء التي لها علاقة بنظام الحكم ....مردودة عليه
او تعتبر فاقدة للمصداقية ..تماما كعالم سني يعيش و متعايش مع النظام الايراني و يفتي و يحلل و يناقش ...في التشيع !!
-------------

و شهادته مقدوحة !! ...و لا تؤتمن الموضوعية فيها !!


مفهوم و منطقي....فلماذا حذفت الرد !!!!

-------
سبحان الله ..و كانني قد كفرت ..!!

التوحيد الخالص
2012-04-07, 12:59
يا اخت خولة المشرفة ......انا لم اطعن في اهل العلم كما تقولين و كلامي كان واضحا و منطقي و مقبول !!

كل عالم عاش تحت نظام ملكي ..او دكتاتوري...كلامه و فتاويه و تحليلاته في قضايا التحزب و الديمقراطية و النقابات و غيرها من الاشياء التي لها علاقة بنظام الحكم ....مردودة عليه
او تعتبر فاقدة للمصداقية ..تماما كعالم سني يعيش و متعايش مع النظام الايراني و يفتي و يحلل و يناقش ...في التشيع !!
-------------

و شهادته مقدوحة !! ...و لا تؤتمن الموضوعية فيها !!


مفهوم و منطقي....فلماذا حذفت الرد !!!!

-------
سبحان الله ..و كانني قد كفرت ..!!

انا قد قلت كلاما لاول من انتقد كلام الشيخ الفوزان حفظه الله فقلت اية من كتاب الله تعالى قد تكون هي الدواء لكل من يعاند هذه الفكرة وهي العودة لاهل العلم هم ادرى واعلم قال تعالى: ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1163#docu) ) واذا تكلم العلماء في مسالة لابد ان يكون انتقادهم من علماء او ط
لبة علم متمكنين والرد يكون علمى بلا طعن ولا...........
لذالك انت طعنت فيهم لانقول تصريحا بل تعريضا
والله المستعان

عبــد الكبيــــر
2012-04-07, 13:43
أتمنى أن يجعلنا الله ضمن حزبه .يجب علينا التفصيل في التحزب فهل تقصد التحزب السياسي أم الديني ؟

عبــد الكبيــــر
2012-04-07, 13:55
قال تعالى : " ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون "

فهو يصف التحزب بأنه من صفات المشركين فتأمل فهو صحيح وصريح

أراك واقعا في التحزب دون دراية منك يا أسامة فلتنتبه لأني رأيتك تميل إلى السلفية ليس كسنة رسول الله و إنما امعاداة كل مخالف لعلمائكم .أليس كذلك يا أسامة ؟

smaa
2012-04-07, 15:21
سبب تمزق المة وخذلانها هي الإبتعاد عن النهج والتحزب فنجد كل الحزبيين يوالون توجهات حزبهم على حساب دينهم وعقيدتهم وان كان حزب علماني بغطاء اسلامي فاقامة دولةة على نهج الرسول صلى الله عيه وسلم لا تقوم بالحزبية وانما بتربيةالأجيال وتصفية من الشركيات لكي يكون للامة غاية واحدة ومنبع واحد

التوحيد الخالص
2012-04-07, 15:50
سبب تمزق المة وخذلانها هي الإبتعاد عن النهج والتحزب فنجد كل الحزبيين يوالون توجهات حزبهم على حساب دينهم وعقيدتهم وان كان حزب علماني بغطاء اسلامي فاقامة دولةة على نهج الرسول صلى الله عيه وسلم لا تقوم بالحزبية وانما بتربيةالأجيال وتصفية من الشركيات لكي يكون للامة غاية واحدة ومنبع واحد
بارك الله فيك كلام نفيس لا حزبية هما حزبان حزب الله وحزب الشيطان

التوحيد الخالص
2012-04-07, 15:55
للحزبية مفاسد كثيرة ولو لم يكن فيها سوى هذا لكفى به إثما، ولذلك كان من عجائب الآيات التي نددت بالحزبية أنها لا تكاد تذكرها إلا مقرونة بالفرقة فتأمل قوله تعالى ( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) الروم: 31 ، 32 وتأمل قوله تعالى (فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم ف...رحون) المؤمنون : 53 وتأمل قوله تعالى:( فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم) مريم: 37 وقوله تعالى: ( فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم ) الزخرف: 65 وكيف لا تذم الأحزاب وهي متعددة؟، وهذه الأمة أمة واحدة
من أجل هذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يَعبأ بالوحدة السياسية بادئ ذي بدء وإنما التفت إلى إصلاح أصل الدين، فأسس قواعد التوحيد، ودعا إلى عبادة رب العالمين، وهذا مما ينبغي أن يلتفت إليه، وأن يُؤمَّ، وألّا يُستدبر، وألّا يُهمل
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرص على أن تكون القلوب مجتمعة، فتجتمع الأبدان تبعا، وأما الذين عكسوا الهدي المحمدي وخرجوا عن السنن النبوي؛ فهم الذين التفتوا إلى الوحدة السياسية قبل أن يؤصلوا الوحدة العقدية وحالهم كحال اليهود ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) الحشر:14 ، فمن حرص على الوحدة السياسية قبل الوحدة العقدية فهو من الذين لا يعقلون، وهو سائر على هدي اليهود الملاعين الذين تنكبوا هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
وسرّ، ذلك أنهم اعتنوا بصلاح ظاهرهم، وباطنهم خراب، فأنى لهم الانتصار على العدو؟
واعلم أن فرض التعددية الحزبية على الدول الضعيفة هو لون من ألوان الاستعمار الجديد وذلك لما في هذه التعددية الحزبية من تحقيق مبدأ الإستعمار القائل "فرق تسد" حيث مزق قديما المملكة الإسلامية إلى دول بل إلى دويلات مستقل بعضها عن بعض حتى أصبحت كل دويلة ترى نفسها شعب الله المختار، وأضحت كل بلاد إسلامية تذم أختها إلا ما شاء الله، واليوم يُمَزِّق الاستعمار الجديد الدويلة المسلمة الواحدة إلى أحزاب و ( كل حزب بما لديهم فرحون ) الروم: 32
ولقد فعل بهم هذا لأنه ضاق ذرعا بالدعوة الإسلامية التي تدخل في دين الله من الملل الأخرى في كل سنة أعدادا كبيرة؛ فاهتدوا إلى وسيلة التعددية الحزبية؛ ليظفروا من المسلمين بأمرين:
الأول: صرف الدعاة عن الدعوة الولود بإشغالهم بالمهاترات البرلمانية العقيمة لأن في العمل السياسي شغلا ينسي ممارسة الدين بالدعوة إلى سبيل الله القويم،
والثاني: إطماعهم في الرئاسة بغية تقريبهم مما يسهل تفريق صفهم؛ إذ قضت التجربة أنه ما فتح باب التحزب السياسي إلا اختلفوا داخلوه، ولو كانوا أهل دين واحد، وشريعة مُحكمة واحدة.وكل أمة متفرقة فهي أمة فاشلة ضعيفة ، قال الله تعالى ( ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) الأنفال: 46 وقد روى الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" عن الحسن قال: "شهدتهم يوم تراموا بالحصى في أمر عثمان حتى جَعلتُ انظر فما أرى أديم السماء من الرَّهد – أي من الغبار- فسمعت كلام امرأة من بعض الحُجَر؛ فقيل لي: هذه أم المؤمنين؛ فسمعتها تقول:إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد برئ ممن فرّق دينه واحتزب"ا.ه
ولذلك فإن العلمانيين في كثير من بلاد المسلمين قد اجتهدوا في توقيف توسع الإسلام، ووأد نشاطه، فلم يفلحوا في كبير شيء، بعد أن تمكنوا من كل شيء
فأوحى إليهم الشيطان بهذه الفكرة ليبثوها في المسلمين، ألا وهي الحزبية السياسية، والتي سماها أولئك لهؤلاء أسامي زور، ودلاهم فيها الشيطان بحبل غرور؛ فقال هذا سبيل العدل، وشفافية العدل، وحرية التعبير، وديمقراطية التفكير، وصيانت حقوق الإنسان، وضمان عيش الأقليات بأمان، كل ذلك ليدخلوهم في صراع مع حكوماتهم وهم يتفرجون.
فكل مخالف لهم: إما أن يغروه بدفعه لاستعمال العغنف في بلاده، فإذا استجاب أغروا به دولته لتبطش به؛ فيضربون هذا بهذا، والكاسب هو الشيطان الرجيم.
وإما أن يزينوا له الدخول في "اللعبة الديمقراطية" فجاء من كانوا في قومهم داعين إلى الله كالأنبياء؛ فزهّدهم الشيطان في دعوة الأنبياء وقال لهم إلى متى وأنتم في المساجد كالدراويش، والناس يتقاسمون الملك؟
فاستنزلوهم من عليائهم، واستزلوهم إلى برلماناتهم، وألقي إليهم منها عظم هزيل، ليُشغلوا به لكن بالشم والتقبيل؛ فبينما هم عليه يقتتلون، إذ حرم الناس من إرشادهم، كما حرموا هم أنفسهم من الاستقامة التي كانوا على شيء منها من قبل ، فكانوا كن ذهب يصيد، فَصِيد وقد قيل اليوم "السياسة لا دين لها"
ولذلك ترى كل من دخل هذا البرلمان –بلا اسثناء- يجرد من دينه شيئا فشيئا حتى لا يبقى له من دعوته إليه سوى الشعارات والدعاوى العريضة.
نزلوا، ثم ضلوا فزلوا، وقد قيل رب عطب تحت طلب.
ولما دخلوا بحزبهم –كما دخل غيرهم بأحزابهم- في صراع سياسي فيما بينهم، وكذا بينهم وبين دولتهم، انتهى بهم ذلك الصراع إلى وهن الدعوة الإسلامية، وعودَ الجهل الذريع إلى الشعوب حتى عُبد الله بشر البدع، لأن الدعاة الذين كان من المفترض أن يكونوا نخبة مجتمعاتهم أصبحوا مشغولين بالسياسة
مقتبس باختصار وتصرف من خطبة للشيخ محمد سعيد رسلان بعنوان الإسلام والتعددية الحزبية

وقت
2012-04-07, 20:30
للحزبية مفاسد كثيرة ولو لم يكن فيها سوى هذا لكفى به إثما، ولذلك كان من عجائب الآيات التي نددت بالحزبية أنها لا تكاد تذكرها إلا مقرونة بالفرقة فتأمل قوله تعالى ( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) الروم: 31 ، 32 وتأمل قوله تعالى (فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم ف...رحون) المؤمنون : 53 وتأمل قوله تعالى:( فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم) مريم: 37 وقوله تعالى: ( فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم ) الزخرف: 65 وكيف لا تذم الأحزاب وهي متعددة؟، وهذه الأمة أمة واحدة

من أجل هذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يَعبأ بالوحدة السياسية بادئ ذي بدء وإنما التفت إلى إصلاح أصل الدين، فأسس قواعد التوحيد، ودعا إلى عبادة رب العالمين، وهذا مما ينبغي أن يلتفت إليه، وأن يُؤمَّ، وألّا يُستدبر، وألّا يُهمل
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرص على أن تكون القلوب مجتمعة، فتجتمع الأبدان تبعا، وأما الذين عكسوا الهدي المحمدي وخرجوا عن السنن النبوي؛ فهم الذين التفتوا إلى الوحدة السياسية قبل أن يؤصلوا الوحدة العقدية وحالهم كحال اليهود ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) الحشر:14 ، فمن حرص على الوحدة السياسية قبل الوحدة العقدية فهو من الذين لا يعقلون، وهو سائر على هدي اليهود الملاعين الذين تنكبوا هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
وسرّ، ذلك أنهم اعتنوا بصلاح ظاهرهم، وباطنهم خراب، فأنى لهم الانتصار على العدو؟
واعلم أن فرض التعددية الحزبية على الدول الضعيفة هو لون من ألوان الاستعمار الجديد وذلك لما في هذه التعددية الحزبية من تحقيق مبدأ الإستعمار القائل "فرق تسد" حيث مزق قديما المملكة الإسلامية إلى دول بل إلى دويلات مستقل بعضها عن بعض حتى أصبحت كل دويلة ترى نفسها شعب الله المختار، وأضحت كل بلاد إسلامية تذم أختها إلا ما شاء الله، واليوم يُمَزِّق الاستعمار الجديد الدويلة المسلمة الواحدة إلى أحزاب و ( كل حزب بما لديهم فرحون ) الروم: 32
ولقد فعل بهم هذا لأنه ضاق ذرعا بالدعوة الإسلامية التي تدخل في دين الله من الملل الأخرى في كل سنة أعدادا كبيرة؛ فاهتدوا إلى وسيلة التعددية الحزبية؛ ليظفروا من المسلمين بأمرين:
الأول: صرف الدعاة عن الدعوة الولود بإشغالهم بالمهاترات البرلمانية العقيمة لأن في العمل السياسي شغلا ينسي ممارسة الدين بالدعوة إلى سبيل الله القويم،
والثاني: إطماعهم في الرئاسة بغية تقريبهم مما يسهل تفريق صفهم؛ إذ قضت التجربة أنه ما فتح باب التحزب السياسي إلا اختلفوا داخلوه، ولو كانوا أهل دين واحد، وشريعة مُحكمة واحدة.وكل أمة متفرقة فهي أمة فاشلة ضعيفة ، قال الله تعالى ( ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) الأنفال: 46 وقد روى الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" عن الحسن قال: "شهدتهم يوم تراموا بالحصى في أمر عثمان حتى جَعلتُ انظر فما أرى أديم السماء من الرَّهد – أي من الغبار- فسمعت كلام امرأة من بعض الحُجَر؛ فقيل لي: هذه أم المؤمنين؛ فسمعتها تقول:إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد برئ ممن فرّق دينه واحتزب"ا.ه
ولذلك فإن العلمانيين في كثير من بلاد المسلمين قد اجتهدوا في توقيف توسع الإسلام، ووأد نشاطه، فلم يفلحوا في كبير شيء، بعد أن تمكنوا من كل شيء
فأوحى إليهم الشيطان بهذه الفكرة ليبثوها في المسلمين، ألا وهي الحزبية السياسية، والتي سماها أولئك لهؤلاء أسامي زور، ودلاهم فيها الشيطان بحبل غرور؛ فقال هذا سبيل العدل، وشفافية العدل، وحرية التعبير، وديمقراطية التفكير، وصيانت حقوق الإنسان، وضمان عيش الأقليات بأمان، كل ذلك ليدخلوهم في صراع مع حكوماتهم وهم يتفرجون.
فكل مخالف لهم: إما أن يغروه بدفعه لاستعمال العغنف في بلاده، فإذا استجاب أغروا به دولته لتبطش به؛ فيضربون هذا بهذا، والكاسب هو الشيطان الرجيم.
وإما أن يزينوا له الدخول في "اللعبة الديمقراطية" فجاء من كانوا في قومهم داعين إلى الله كالأنبياء؛ فزهّدهم الشيطان في دعوة الأنبياء وقال لهم إلى متى وأنتم في المساجد كالدراويش، والناس يتقاسمون الملك؟
فاستنزلوهم من عليائهم، واستزلوهم إلى برلماناتهم، وألقي إليهم منها عظم هزيل، ليُشغلوا به لكن بالشم والتقبيل؛ فبينما هم عليه يقتتلون، إذ حرم الناس من إرشادهم، كما حرموا هم أنفسهم من الاستقامة التي كانوا على شيء منها من قبل ، فكانوا كن ذهب يصيد، فَصِيد وقد قيل اليوم "السياسة لا دين لها"
ولذلك ترى كل من دخل هذا البرلمان –بلا اسثناء- يجرد من دينه شيئا فشيئا حتى لا يبقى له من دعوته إليه سوى الشعارات والدعاوى العريضة.
نزلوا، ثم ضلوا فزلوا، وقد قيل رب عطب تحت طلب.
ولما دخلوا بحزبهم –كما دخل غيرهم بأحزابهم- في صراع سياسي فيما بينهم، وكذا بينهم وبين دولتهم، انتهى بهم ذلك الصراع إلى وهن الدعوة الإسلامية، وعودَ الجهل الذريع إلى الشعوب حتى عُبد الله بشر البدع، لأن الدعاة الذين كان من المفترض أن يكونوا نخبة مجتمعاتهم أصبحوا مشغولين بالسياسة
مقتبس باختصار وتصرف من خطبة للشيخ محمد سعيد رسلان بعنوان الإسلام والتعددية الحزبية



انظر يا اخ
با ختصار شديد و دون لف و دوران و اطالة و حشو سلفي
فان
التعدد و التحزب المذموم و المحرم شرعا في الاسلام ......هو التحزب العقدي اي في العقيدة !!

اما
التحزب و التعدد في امور الدنيا ....فلا علاقة له بادلتك و ما اتيتنا به خلطا و حشوا !! و هو حلال شرعا و عقلا !! و ذلك لاختلاف البشر و المجتمعات و الطرق و العقول و الافكار .....و هو رحمة !!

و من يحاول الخلط بين الاثنين ..و ايهام المسلمين ان تعددهم و اختلاف افكارهم و رؤاهم و تحركاتهم هو الشرك الذي نهى عنه و الاسلام ............فهو يستغبيهم !!


في الاسلام ..مطلوب من المسلمين ان يوحدوا الله ..........اما انت بموضوعك هذا فتدعو ان يوحد المسلمين نظام الحكم !!! فتنبه
----------------
من العجب العجاب و الاستغباءات التي ينشرها اخواننا السلفيين هدانا و هداهم الله ........!!

ادعاؤهم ان الاحزاب السياسية هي من صنيع الاستعمار حتى يفرق بين المسلمين و يستعمرهم !! متناسين ان الاستعمار نفسه وصل الى درجة القوة و الاستعمار بفضل الحزبية و التعددية و الديمقراطية ...و ما طمع في بلاد المسلمين الا عندما تخلوا عن الحزبية و التعددية....و بدل ان يدافعوا عن توحيد الله ..اخذوا يدافعون عن توحيد الحكم ....و عدم الاشراك فيه !!!

عبــد الكبيــــر
2012-04-07, 20:52
انظر يا اخ
با ختصار شديد و دون لف و دوران و اطالة و حشو سلفي
فان
التعدد و التحزب المذموم و المحرم شرعا في الاسلام ......هو التحزب العقدي اي في العقيدة !!

اما
التحزب و التعدد في امور الدنيا ....فلا علاقة له بادلتك و ما اتيتنا به خلطا و حشوا !! و هو حلال شرعا و عقلا !! و ذلك لاختلاف البشر و المجتمعات و الطرق و العقول و الافكار .....و هو رحمة !!

و من يحاول الخلط بين الاثنين ..و ايهام المسلمين ان تعددهم و اختلاف افكارهم و رؤاهم و تحركاتهم هو الشرك الذي نهى عنه و الاسلام ............فهو يستغبيهم !!


في الاسلام ..مطلوب من المسلمين ان يوحدوا الله ..........اما انت بموضوعك هذا فتدعو ان يوحد المسلمين نظام الحكم !!! فتنبه
----------------
من العجب العجاب و الاستغباءات التي ينشرها اخواننا السلفيين هدانا و هداهم الله ........!!

ادعاؤهم ان الاحزاب السياسية هي من صنيع الاستعمار حتى يفرق بين المسلمين و يستعمرهم !! متناسين ان الاستعمار نفسه وصل الى درجة القوة و الاستعمار بفضل الحزبية و التعددية و الديمقراطية ...و ما طمع في بلاد المسلمين الا عندما تخلوا عن الحزبية و التعددية....و بدل ان يدافعوا عن توحيد الله ..اخذوا يدافعون عن توحيد الحكم ....و عدم الاشراك فيه !!!
أؤيدك الرأي أخي الكريم فمادام الحزب لا ينافي شرع الله فلا بأس في الانضمام له و التحزب حرام في العقيدة كما يفعل البعض من الصوفيين والسلفيين و غيرهم من الطوائف لكن قال تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) صدق الله العظيم كما قال تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي و مماتي لله رب العالمين )
نحن ضد الانتساب إلى الأحزاب العلمانية والبعثية لأن للإسلام ضوابط لا علاقة لها بحكم العقل لكن لا أرى عائقا أمام الانضمام إلى حزب رياضي أو جمعية خيرية .
السلفية هي نهج السلف الصالح لكن شوهها من يريد تكفير العباد و نشر الضغائن و الثناء على عينة من العلماء كما يفعل بعض الإخوة ..........هناك من يقزم جهود العلماء ويثمن جهود علماء السلفية وكأن من ليس سلفيا ليس مسلما أو يدعو إلى البوذية.........للأسف الشديد لم يبق للسلفية مصداقية بيننا بسبب علماء السعودية و جمود عقول السلفيين و تأليههم لعمائهم طبعا .
الله اكبر .نحن مسلمون نطمح إلى اتباع سنة الله و رسوله لكننا لا نؤله أحدا و لا نثني على عالم بل نحاول فرض شرع الله بالتي هي أحسن بعيدا عن الولاءات الجاهلية .
أتمنى أن يكف صاحب الموضوع عن النسخ واللصق فإن شحت المعلومات فلا داعي لمناقشة مسألة جسيمة على عقل الإنسان

وقت
2012-04-07, 21:27
واذا تكلم العلماء في مسالة لابد ان يكون انتقادهم من علماء او ط
لبة علم متمكنين والرد يكون علمى
والله المستعان

ولك هذا المقال منقول من سحاب السلفية :
بـــــــــــــــــــــسم الله الرحمن الرحيم.


قال تعالى: ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين.

ومن خطوات الشيطان إنشاء الجمعيات التي هي أساس شيطاني لتكوين الأحزاب المفرقة للجماعة


بالله عليك هل هذا كلام علماء ...و هل هذا يستحق الرد من علماء ..بل واي تمكن تتحدث عنه للرد عن هذا ؟؟

واضح و لكل ذي عقل .......سليم ..........الاستغباء و الحشو !!!

التوحيد الخالص
2012-04-07, 21:27
انظر يا اخ
با ختصار شديد و دون لف و دوران و اطالة و حشو سلفي
فان
التعدد و التحزب المذموم و المحرم شرعا في الاسلام ......هو التحزب العقدي اي في العقيدة !!

اما
التحزب و التعدد في امور الدنيا ....فلا علاقة له بادلتك و ما اتيتنا به خلطا و حشوا !! و هو حلال شرعا و عقلا !! و ذلك لاختلاف البشر و المجتمعات و الطرق و العقول و الافكار .....و هو رحمة !!

و من يحاول الخلط بين الاثنين ..و ايهام المسلمين ان تعددهم و اختلاف افكارهم و رؤاهم و تحركاتهم هو الشرك الذي نهى عنه و الاسلام ............فهو يستغبيهم !!


في الاسلام ..مطلوب من المسلمين ان يوحدوا الله ..........اما انت بموضوعك هذا فتدعو ان يوحد المسلمين نظام الحكم !!! فتنبه
----------------
من العجب العجاب و الاستغباءات التي ينشرها اخواننا السلفيين هدانا و هداهم الله ........!!

ادعاؤهم ان الاحزاب السياسية هي من صنيع الاستعمار حتى يفرق بين المسلمين و يستعمرهم !! متناسين ان الاستعمار نفسه وصل الى درجة القوة و الاستعمار بفضل الحزبية و التعددية و الديمقراطية ...و ما طمع في بلاد المسلمين الا عندما تخلوا عن الحزبية و التعددية....و بدل ان يدافعوا عن توحيد الله ..اخذوا يدافعون عن توحيد الحكم ....و عدم الاشراك فيه !!!
المهم عود الى كلام العلماء بارك الله فيك ففيه فنهل ولا تحكم عقلك فقد قال الله تعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا[الإسراء:36]؟
وما قلته انا مستمد من كلام اكابر العلماء فتفظل مشكورا بادلة تطيح بها اقوالهم بارك الله فيك

وقت
2012-04-07, 21:48
المهم عود الى كلام العلماء بارك الله فيك ففيه فنهل ولا تحكم عقلك



ما الفرق اذا بين الانسان و البهيمة...... في فكركم .....بارك الله فيك ؟؟؟؟!!!

التوحيد الخالص
2012-04-07, 21:53
ما الفرق اذا بين الانسان و البهيمة...... في فكركم .....بارك الله فيك ؟؟؟؟!!!
العقل يفهم به الكتاب والسنة صح ولالا انت لابد وان تقول صح
بالله عليك باي عقل نفهم الكتاب والسنة عقلي ام عقلك ام......ام عقل من ؟؟؟؟
فالرجوع للعلماء في النوازل واجب اخي فاتق الله في نفسك والتحزب لا يجوز وانت حتى الان ولا دليل فافتينا مأجورا باراك الله فيك................؟؟؟؟

وقت
2012-04-07, 21:57
المهم عود الى كلام العلماء بارك الله فيك ففيه فنهل ولا تحكم عقلك فقد قال الله تعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا[الإسراء:36]؟
وما قلته انا مستمد من كلام اكابر العلماء فتفظل مشكورا بادلة تطيح بها اقوالهم بارك الله فيك


ننتظر ادلتك دون اطالة و لف و كثير كلام و مقص المشرفين !!!

بارك الله فيك

و نبدا بالاية التي استدليت بها لالغاء عقول المسلمين على حد زعمك !!

و التي لا علاقة لها بعدم تحكيم العقل و الغائه في الاسلام ...!! و الا ما منحه الله للانسان و جعله مسؤولا به !!

التوحيد الخالص
2012-04-07, 21:58
ان العقل الذي يفهم به الكتاب والسنة هو عقل العلما ء الربانين الراسخين لا عقلي ولا عقلك ......
فانصحك ان تدع المراء وتعود للكتاب والسنة بارك الله فيك
اما قولك(ما الفرق اذا بين الانسان و البهيمة...... في فكركم .....بارك الله فيك ؟؟؟؟!!! )
الله اعطانا عقلا لنعرف به الحق والشر لكن هذا العقل لا بد وان تنميه بالعلم لتعرف المفاسد عند تزاحمها والترجيح بينها وعقلك قاصر اخي فاتق الله في نفسك وعد للكتاب والسنة
علم انا السلفيين هم ارحم الناس بك من امك وابيك لانهم دالون للخير فهم ارحم الناس بالناس فاشتغب بالعلم ودع عنك الجدل فهو اصلح لك ولي وبارك الله فيك

التوحيد الخالص
2012-04-07, 22:00
ننتظر ادلتك دون اطالة و لف و كثير كلام و مقص المشرفين !!!

بارك الله فيك

و نبدا بالاية التي استدليت بها لالغاء عقول المسلمين على حد زعمك !!

و التي لا علاقة لها بعدم تحكيم العقل و الغائه في الاسلام ...!! و الا ما منحه الله للانسان و جعله مسؤولا به !! هذه فلسفة والنقل مقدم على العقل والعقل الصحيح ما خالفا وما النقل الصريح بارك الله فيك انا ادلتي قد نشرتها فانشر ما في جيبك

وقت
2012-04-07, 22:02
العقل يفهم به الكتاب والسنة صح ولالا انت لابد وان تقول صح
بالله عليك باي عقل نفهم الكتاب والسنة عقلي ام عقلك ام......ام عقل من ؟؟؟؟
فالرجوع للعلماء في النوازل واجب اخي فاتق الله في نفسك والتحزب لا يجوز وانت حتى الان ولا دليل فافتينا مأجورا باراك الله فيك................؟؟؟؟


لماذا منحك الله عقلا بارك الله فيك ...اذا ؟؟!!!

اتق انت الله يا اخ ...............فلسنا بهائم كما تظن !!

اما التحزب ...فقلت لك في الدين هو محرم اما في الدنيا فهو جائز

و لم تاتنا انت ..بدليل واحد على تحريمه سوى انك تريد ان تجعل من التحزب في الدين هو المقصود بالتحزب في كل شيئ و ..هذا يصح دليلا للبهائم و ليس للبشر !!

التوحيد الخالص
2012-04-07, 22:05
لا اله الا الله اخ هل تجبني على سؤالي
بأ عقل يفهم الدين عقلي ام عقلك
ولماذا هناك علماء..؟؟؟؟؟
الله يخليك لا تغضب واجب على سؤالي

وقت
2012-04-07, 22:08
هذه فلسفة والنقل مقدم على العقل والعقل الصحيح ما خالفا وما النقل الصريح بارك الله فيك انا ادلتي قد نشرتها فانشر ما في جيبك


فلسفة ؟؟؟!!!!ّ

النقل مقدم على العقل ..في القطعيات و الامور الواضحة الصريحة
و ليس على الاطلاق .....كما تزعم الى درجة تسليبم عقولنا لكل من هب و دب ........فلا داعي للخلط !!!

و اجبتك على خلبطتك التي اتيتنا بها


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وقت http://www.djelfa.info/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=9520012#post9520012)
انظر يا اخ
با ختصار شديد و دون لف و دوران و اطالة و حشو سلفي
فان
التعدد و التحزب المذموم و المحرم شرعا في الاسلام ......هو التحزب العقدي اي في العقيدة !!

اما
التحزب و التعدد في امور الدنيا ....فلا علاقة له بادلتك و ما اتيتنا به خلطا و حشوا !! و هو حلال شرعا و عقلا !! و ذلك لاختلاف البشر و المجتمعات و الطرق و العقول و الافكار .....و هو رحمة !!

و من يحاول الخلط بين الاثنين ..و ايهام المسلمين ان تعددهم و اختلاف افكارهم و رؤاهم و تحركاتهم هو الشرك الذي نهى عنه و الاسلام ............فهو يستغبيهم !!


في الاسلام ..مطلوب من المسلمين ان يوحدوا الله ..........اما انت بموضوعك هذا فتدعو ان يوحد المسلمين نظام الحكم !!! فتنبه
----------------
من العجب العجاب و الاستغباءات التي ينشرها اخواننا السلفيين هدانا و هداهم الله ........!!

ادعاؤهم ان الاحزاب السياسية هي من صنيع الاستعمار حتى يفرق بين المسلمين و يستعمرهم !! متناسين ان الاستعمار نفسه وصل الى درجة القوة و الاستعمار بفضل الحزبية و التعددية و الديمقراطية ...و ما طمع في بلاد المسلمين الا عندما تخلوا عن الحزبية و التعددية....و بدل ان يدافعوا عن توحيد الله ..اخذوا يدافعون عن توحيد الحكم ....و عدم الاشراك فيه !!!

بصمة قلم
2012-04-07, 22:09
ضوابط قسم المناقشة العلميّة ! (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=921600)

يُغلق الموضوع