lepoete_sa
2009-01-05, 22:01
بسم الله الرحمن الرحيم
منار السبيل في الوصل بين أمريكا واسرائيل
منذ أكثر من مئة عام حدد الأب الروحي لما أصبح يعرف بإسرائيل ،تيودور هرتزل موقع دولة المستقبل ، بالضبط بين مفاصل عالمين ، وأعلنها صريحة ، بقوله :
إننا نشكل حصنا متقدما للحضارة الغربية ضد بربرية الشرق ، ..
يقول الأستاذ المسلم روجي غار ودي في كتابه الخرافات المؤسسة للسياسية الإسرائيلية تعليقا على هذا الكلام للأب الروحي للحركة الصهيونية :
ومن حينذاك نفهم حيثيات الدعم المالي والعسكري الضخم الذي تقدمه الولايات المتحدة ، الأمريكية لإسرائيل ..
وكتب البروفيسور ليبوفيتز وهو أحد رواد الموسوعة اليهودية قائلا :
إن القوة اليهودية تأتي من القفاز الفولاذي الأمريكي الذي يقيها ، ومن الدولارات التي تنجدها ..
إنها احد كبرى الحقائق التي يحاول بعض المثقفين والساسة في البلاد العربية التنكر لها كالذي يحاول عبثا أن يغطي شمس النهار بغربال ..
وحتى عهد قريب كان هذا التصور الذي يمثل أمريكا الدرع الواقي لإسرائيل هو المحور الرئيسي في تحديد مفاهيم الصراع في المنطقة ، ولم نلبث غير يسير حتى تغيرت المفاهيم وأصبحت أمريكا راعية الدفاع عن مصالح المنطقة ضد الإرهاب ، الذي صوره الإعلام الأمريكي شبحا وخطرا كبيرا يتهدد المنطقة بأسرها ، أمام التغافل العمدي عن الخطر الذي تشكله إسرائيل والحركة الصهيونية اليهودية ..
لقد تناسى القوم في غمرة مكافحة الإرهاب ممثلا في تنظيم القاعدة شبح إسرائيل وهو يلتهم الدُور والعباد في فلسطين وما جاورها ، ونكون من السذج إذا اعتقدنا أن الحرب مع إسرائيل هي مجرد مواجهة عسكرية في المنطقة يكون الفصل فيها للأقوى ..
بل بالعكس من ذلك ، إن الحرب كانت على جميع الجبهات ، الميدانية والفكرية ، في تغيير المناهج والتصورات .
لم يكن الحسم بقوة النار والحديد من العوامل التي تعول عليها إسرائيل كثيرا في المنطقة
بل كان لا بد من أن تسبقه مواجهة فكرية حتمية ، ولا بد من كسبها لصالح إسرائيل
وتولت أمريكا هذه الحرب ،نيابة عن إسرائيل مع بداية حرب الخليج الأولى ، وبمجرد إرساء قواعدها في جزيرة العرب حتى بدات بوادر هذه الحرب تطفوا على السطح .
وكانت أولى المواجهات بين علماء الإسلام الذي سودوا بياض صفحات كثيرة في إثبات جواز لاستعانة بالمشركين، ووقوف طرف آخر على النقيض من ذلك ، واحتدم الصراع بين الطرفين ، وانتهى بتجريم الطرف المخالف والمناهض لتواجد جنود أهل الكفر في جزيرة العرب ، واعتباره طرفا في الصراع يؤيد الإرهاب الدولي بقيادة القاعدة ، وأصبح مصطلح القاعدة ، شماعة تعلق عليها ، كل دعوة إلى مواجهة الكفر وكل دعوة إلى جهاد الكفار ، وأصبح جهاد الطلب والدفع معا ، من المحرمات الدولية بل من المناهي الشرعية ،
لقد اكتسبت إسرائيل بفتاوى علماء الإسلام ، شرعية لم يكن تيودور هرتزل ، ولا الحركة الصهيونية تحلم بها
منذ أن أقنعت العالم بتلك الخرافة التي اصطلح على تسميتها بالهولوكوست أو المحرقة والتي صار إنكارها يعتبر معاداة للسامية وجريمة يعاقب عليها القانون الدولي وطعنا صريحا في قرارات
محكمة نورمبورغ ..
إننا أمة لا تقرأ التاريخ ، وإن شئت أن تقول أنه لا يراد لنا أن نقرا التاريخ ، يكون المعنى ابلغ وله اثر في النفس يستقيم به تصورنا لأحداث الماضي والحاضر .
ولو توقفنا قليلا على أعتاب غزة اليوم ، وهي تئن تحت القصف الإسرائيلي ، وتساءلنا من الذي كان السبب في الوصول إلى هذه الحال ؟
من الذي سلّم غزة للطغيان الإسرائيلي ؟
من الذي سلم فلسطين قبل اليوم لإسرائيل ؟ ..
أستطيع بكل جرأة أن أجيبك لله وللتاريخ فأقول ، واتحدي كل مثقف أن يأتينا بخلافه .
إن الذين سلموا غزة لإسرائيل هم الذين سلموا بالأمس القريب فلسطين على طبق من الفضة لإسرائيل مقابل ووعود زائفة من الحاكم البريطاني …
ولنتوقف هنا قليلا لنتذاكر التاريخ ، واقرأ معي أخي هذا الكتاب
** ـــــــــــــــ **
من نائب ملك الانكليز بمصر إلى أمير مكة في شان الثورة الحجازية
بتاريخ 19 شوال 1333
الموافق ل : 30 أغسطس 1915
كتاب من السير آرثر مكماهون نائب ملك الانكليز بمصر
***
إلى السيد الحسيب النسيب سلالة الأشراف ، وتاج الفخار ، وفرع الشجرة المحمدية ، والدوحة القرشية الاحمدية ، صاحب المقام الرفيع ، والمكانة السامية السيد ابن السيد والشريف بن الشريف السيد الجليل، المبجل دولتو الشريف حسين سيد الجميع وأمير مكة المكرمة قبلة العالمين ، ومحط رجال المؤمنين الطائعين ،عمت بركته الناس أجمعين :
بعد رفع رسوم وافر التحيات العاطرة ، والتسليمات القلبية الخالصة ، من كل شائبة ،نعرض أن لنا الشرف بتقديم واجب الشكر لإظهاركم عاطفة الإخلاص وشريف الشعور والإحساسات ، نحو الانكليز ، وقد يسرنا علاوة على ذلك ،أن نعلم أن سيادتكم ورجالكم على رأي واحد، وأن مصالح العرب هي نفس مصالح الانكليز ، والعكس بالعكس ، ولهذه النية فنحن نؤكد لكم أقوال فخامة اللورد كتشنر التي وصلت سيادتكم عن يد أفندي وهي التي كان موضحا بها رغبتنا في استقلال بلاد العرب وسكانها مع استصوابنا للخلافة العربية عند إعلانها ، وأننا نصرح هنا مرة أخرى أن جلالة ملك بريطانيا العظمى رحب باسترداد الخلافة إلى يد عربي صميم من فروع تلك الدوحة النبوية المباركة …
ثم يعرج بذكر مسالة الحدود والتخوم ويوضح أنها ما زالت بيد بعض العرب الذين ما زالوا متمسكين بالخلافة الإسلامية العثمانية ..
ويخلص في رسالته إلى قوله :
ومع ذلك فانا على كمال الاستعداد لان أرسل إلى ساحة دولة السيد الجليل ما للبلاد العربية المقدسة والعرب الكرام من الحبوب والصدقات المقررة من البلاد المصرية وستصل بمجرد إشارتكم
ويختم كتابه بقوله
ونحن على الدوام معكم قلبا وقالبا ، مستنشقين رائحة مودتكم الذكية ..
توقيع المخلص
السير آرثر مكماهون
نائب جلالة ملك الانكليز
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا واحد من كتابات كثيرة بين مكماهون وأمير مكة ،وحدث الذي حدث وقاد الجيوش العربية المرتدة المتلبسة بمسوح الخوارج الجاسوس البريطاني الشهير لورانس العرب ، وسقطت الخلافة الإسلامية العثمانية وتم استبعاد أمير المؤمنين السلطان المسلم عبد الحميد الثاني رضي الله عنه قبل ذلك
وتم لبريطانيا ما أرادت ووفت بريطانيا بوعد بلفور وسلمت فلسطين لإسرائيل بأياد عربية قرشية
قادها لورنس العرب
واختفى لورانس فقد انتهى دوره في المنطقة وانتهى دور بريطانيا في تصدر الحدث وجاء دور أمريكا
وعاد هذه المرة لورانس العرب يرتدي جبة وقفطانا تارة ، وتارة يرتدي دشداشا وعقالا ..
وتارة يلبس عمامة ويفتي الناس في المساجد ،
فقد تعددت أساليب المواجهة ، فلم تعد تقتصر على العسكر وحدهم بل لا بد من حشد الحشود على جميع الجبهات ..
لم تعد فكرة إعادة الخلافة إلى الدوحة المحمدية المباركة كما ذكر مكماهون الأول هي محور الصراع بل هذه المرة لمواجهة الخطر الداهم الذي يتهدد المنطقة ويهدد تلك الفتوحات المباركة
وتولت أمريكا المواجهة فأرست قواعدها هناك والى الأبد إلى أن يشاء الله .. أمرا كان مقضيا
لحماية تلك الفتوحات الإسرائيلية والحفاظ عليها .
وباسم مكافحة الإرهاب
تدك حصون غزة
وباسم مكافحة الإرهاب يجب إزالة حركة المقاومة الإسلامية - حماس -
وباسم مكافحة الإرهاب ترسوا بوارج أمريكا وإسرائيل في المنطقة بأسرها
وباسم مكافحة الإرهاب تحشد جيوش العلماء والعملاء لإيجاد مبررات شرعية للحفاظ على ارث الدوحة المحمدية في المنطقة
وباسم مكافحة الإرهاب يصبح الجهاد إرهابا
وتصبح أمريكا حامية الخلافة في ارض الخلافة
وتوقع المراسيم باسم دولة إسرائيل العلية
ولاة الأمر هذا النصر
يكفيكم ويكفينا
تهانينا
وفي امثال العرب كان يقال
كفى مخبرا عما مضى ما بقي ، وكفى عبرا لاولي الالباب ما جربوا *
وكل شيئ محتاج الى العقل ، والعقل محتاج الى التجارب
فيا ليت قومي يعقلون
بصير بأعقاب الأمور كانما ** يرى بصواب الرأي ما هو واقع
وكتب خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه ، الى امير المؤمنين على رضي الله عنه حين احيط به :
اما بعد فإنه قد جاوز الماء الزبى وبلغ الحزام الطّبْيَين ، وقد تجاوز الامر بي قدره
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل ** وإلا فأدركني ولما أمزق
توقيع
واحد مخنوووووووووووووووووووق
منار السبيل في الوصل بين أمريكا واسرائيل
منذ أكثر من مئة عام حدد الأب الروحي لما أصبح يعرف بإسرائيل ،تيودور هرتزل موقع دولة المستقبل ، بالضبط بين مفاصل عالمين ، وأعلنها صريحة ، بقوله :
إننا نشكل حصنا متقدما للحضارة الغربية ضد بربرية الشرق ، ..
يقول الأستاذ المسلم روجي غار ودي في كتابه الخرافات المؤسسة للسياسية الإسرائيلية تعليقا على هذا الكلام للأب الروحي للحركة الصهيونية :
ومن حينذاك نفهم حيثيات الدعم المالي والعسكري الضخم الذي تقدمه الولايات المتحدة ، الأمريكية لإسرائيل ..
وكتب البروفيسور ليبوفيتز وهو أحد رواد الموسوعة اليهودية قائلا :
إن القوة اليهودية تأتي من القفاز الفولاذي الأمريكي الذي يقيها ، ومن الدولارات التي تنجدها ..
إنها احد كبرى الحقائق التي يحاول بعض المثقفين والساسة في البلاد العربية التنكر لها كالذي يحاول عبثا أن يغطي شمس النهار بغربال ..
وحتى عهد قريب كان هذا التصور الذي يمثل أمريكا الدرع الواقي لإسرائيل هو المحور الرئيسي في تحديد مفاهيم الصراع في المنطقة ، ولم نلبث غير يسير حتى تغيرت المفاهيم وأصبحت أمريكا راعية الدفاع عن مصالح المنطقة ضد الإرهاب ، الذي صوره الإعلام الأمريكي شبحا وخطرا كبيرا يتهدد المنطقة بأسرها ، أمام التغافل العمدي عن الخطر الذي تشكله إسرائيل والحركة الصهيونية اليهودية ..
لقد تناسى القوم في غمرة مكافحة الإرهاب ممثلا في تنظيم القاعدة شبح إسرائيل وهو يلتهم الدُور والعباد في فلسطين وما جاورها ، ونكون من السذج إذا اعتقدنا أن الحرب مع إسرائيل هي مجرد مواجهة عسكرية في المنطقة يكون الفصل فيها للأقوى ..
بل بالعكس من ذلك ، إن الحرب كانت على جميع الجبهات ، الميدانية والفكرية ، في تغيير المناهج والتصورات .
لم يكن الحسم بقوة النار والحديد من العوامل التي تعول عليها إسرائيل كثيرا في المنطقة
بل كان لا بد من أن تسبقه مواجهة فكرية حتمية ، ولا بد من كسبها لصالح إسرائيل
وتولت أمريكا هذه الحرب ،نيابة عن إسرائيل مع بداية حرب الخليج الأولى ، وبمجرد إرساء قواعدها في جزيرة العرب حتى بدات بوادر هذه الحرب تطفوا على السطح .
وكانت أولى المواجهات بين علماء الإسلام الذي سودوا بياض صفحات كثيرة في إثبات جواز لاستعانة بالمشركين، ووقوف طرف آخر على النقيض من ذلك ، واحتدم الصراع بين الطرفين ، وانتهى بتجريم الطرف المخالف والمناهض لتواجد جنود أهل الكفر في جزيرة العرب ، واعتباره طرفا في الصراع يؤيد الإرهاب الدولي بقيادة القاعدة ، وأصبح مصطلح القاعدة ، شماعة تعلق عليها ، كل دعوة إلى مواجهة الكفر وكل دعوة إلى جهاد الكفار ، وأصبح جهاد الطلب والدفع معا ، من المحرمات الدولية بل من المناهي الشرعية ،
لقد اكتسبت إسرائيل بفتاوى علماء الإسلام ، شرعية لم يكن تيودور هرتزل ، ولا الحركة الصهيونية تحلم بها
منذ أن أقنعت العالم بتلك الخرافة التي اصطلح على تسميتها بالهولوكوست أو المحرقة والتي صار إنكارها يعتبر معاداة للسامية وجريمة يعاقب عليها القانون الدولي وطعنا صريحا في قرارات
محكمة نورمبورغ ..
إننا أمة لا تقرأ التاريخ ، وإن شئت أن تقول أنه لا يراد لنا أن نقرا التاريخ ، يكون المعنى ابلغ وله اثر في النفس يستقيم به تصورنا لأحداث الماضي والحاضر .
ولو توقفنا قليلا على أعتاب غزة اليوم ، وهي تئن تحت القصف الإسرائيلي ، وتساءلنا من الذي كان السبب في الوصول إلى هذه الحال ؟
من الذي سلّم غزة للطغيان الإسرائيلي ؟
من الذي سلم فلسطين قبل اليوم لإسرائيل ؟ ..
أستطيع بكل جرأة أن أجيبك لله وللتاريخ فأقول ، واتحدي كل مثقف أن يأتينا بخلافه .
إن الذين سلموا غزة لإسرائيل هم الذين سلموا بالأمس القريب فلسطين على طبق من الفضة لإسرائيل مقابل ووعود زائفة من الحاكم البريطاني …
ولنتوقف هنا قليلا لنتذاكر التاريخ ، واقرأ معي أخي هذا الكتاب
** ـــــــــــــــ **
من نائب ملك الانكليز بمصر إلى أمير مكة في شان الثورة الحجازية
بتاريخ 19 شوال 1333
الموافق ل : 30 أغسطس 1915
كتاب من السير آرثر مكماهون نائب ملك الانكليز بمصر
***
إلى السيد الحسيب النسيب سلالة الأشراف ، وتاج الفخار ، وفرع الشجرة المحمدية ، والدوحة القرشية الاحمدية ، صاحب المقام الرفيع ، والمكانة السامية السيد ابن السيد والشريف بن الشريف السيد الجليل، المبجل دولتو الشريف حسين سيد الجميع وأمير مكة المكرمة قبلة العالمين ، ومحط رجال المؤمنين الطائعين ،عمت بركته الناس أجمعين :
بعد رفع رسوم وافر التحيات العاطرة ، والتسليمات القلبية الخالصة ، من كل شائبة ،نعرض أن لنا الشرف بتقديم واجب الشكر لإظهاركم عاطفة الإخلاص وشريف الشعور والإحساسات ، نحو الانكليز ، وقد يسرنا علاوة على ذلك ،أن نعلم أن سيادتكم ورجالكم على رأي واحد، وأن مصالح العرب هي نفس مصالح الانكليز ، والعكس بالعكس ، ولهذه النية فنحن نؤكد لكم أقوال فخامة اللورد كتشنر التي وصلت سيادتكم عن يد أفندي وهي التي كان موضحا بها رغبتنا في استقلال بلاد العرب وسكانها مع استصوابنا للخلافة العربية عند إعلانها ، وأننا نصرح هنا مرة أخرى أن جلالة ملك بريطانيا العظمى رحب باسترداد الخلافة إلى يد عربي صميم من فروع تلك الدوحة النبوية المباركة …
ثم يعرج بذكر مسالة الحدود والتخوم ويوضح أنها ما زالت بيد بعض العرب الذين ما زالوا متمسكين بالخلافة الإسلامية العثمانية ..
ويخلص في رسالته إلى قوله :
ومع ذلك فانا على كمال الاستعداد لان أرسل إلى ساحة دولة السيد الجليل ما للبلاد العربية المقدسة والعرب الكرام من الحبوب والصدقات المقررة من البلاد المصرية وستصل بمجرد إشارتكم
ويختم كتابه بقوله
ونحن على الدوام معكم قلبا وقالبا ، مستنشقين رائحة مودتكم الذكية ..
توقيع المخلص
السير آرثر مكماهون
نائب جلالة ملك الانكليز
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا واحد من كتابات كثيرة بين مكماهون وأمير مكة ،وحدث الذي حدث وقاد الجيوش العربية المرتدة المتلبسة بمسوح الخوارج الجاسوس البريطاني الشهير لورانس العرب ، وسقطت الخلافة الإسلامية العثمانية وتم استبعاد أمير المؤمنين السلطان المسلم عبد الحميد الثاني رضي الله عنه قبل ذلك
وتم لبريطانيا ما أرادت ووفت بريطانيا بوعد بلفور وسلمت فلسطين لإسرائيل بأياد عربية قرشية
قادها لورنس العرب
واختفى لورانس فقد انتهى دوره في المنطقة وانتهى دور بريطانيا في تصدر الحدث وجاء دور أمريكا
وعاد هذه المرة لورانس العرب يرتدي جبة وقفطانا تارة ، وتارة يرتدي دشداشا وعقالا ..
وتارة يلبس عمامة ويفتي الناس في المساجد ،
فقد تعددت أساليب المواجهة ، فلم تعد تقتصر على العسكر وحدهم بل لا بد من حشد الحشود على جميع الجبهات ..
لم تعد فكرة إعادة الخلافة إلى الدوحة المحمدية المباركة كما ذكر مكماهون الأول هي محور الصراع بل هذه المرة لمواجهة الخطر الداهم الذي يتهدد المنطقة ويهدد تلك الفتوحات المباركة
وتولت أمريكا المواجهة فأرست قواعدها هناك والى الأبد إلى أن يشاء الله .. أمرا كان مقضيا
لحماية تلك الفتوحات الإسرائيلية والحفاظ عليها .
وباسم مكافحة الإرهاب
تدك حصون غزة
وباسم مكافحة الإرهاب يجب إزالة حركة المقاومة الإسلامية - حماس -
وباسم مكافحة الإرهاب ترسوا بوارج أمريكا وإسرائيل في المنطقة بأسرها
وباسم مكافحة الإرهاب تحشد جيوش العلماء والعملاء لإيجاد مبررات شرعية للحفاظ على ارث الدوحة المحمدية في المنطقة
وباسم مكافحة الإرهاب يصبح الجهاد إرهابا
وتصبح أمريكا حامية الخلافة في ارض الخلافة
وتوقع المراسيم باسم دولة إسرائيل العلية
ولاة الأمر هذا النصر
يكفيكم ويكفينا
تهانينا
وفي امثال العرب كان يقال
كفى مخبرا عما مضى ما بقي ، وكفى عبرا لاولي الالباب ما جربوا *
وكل شيئ محتاج الى العقل ، والعقل محتاج الى التجارب
فيا ليت قومي يعقلون
بصير بأعقاب الأمور كانما ** يرى بصواب الرأي ما هو واقع
وكتب خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه ، الى امير المؤمنين على رضي الله عنه حين احيط به :
اما بعد فإنه قد جاوز الماء الزبى وبلغ الحزام الطّبْيَين ، وقد تجاوز الامر بي قدره
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل ** وإلا فأدركني ولما أمزق
توقيع
واحد مخنوووووووووووووووووووق